{ مواقع اسلامية رسمية }
الحكم على أثر: "المدمن في أكل اللحم كالمدمن في شرب الخمر"
السؤال: هل ورد حديث أو أثر يقول أن المدمن في أكل اللحم كالمدمن في شرب الخمر؟
الجواب: أثر عن بعض الصحابة أنه حذر من الاستمرار على أكل اللحوم، وقال: إن لها ضراوة مثل ضراوة الخمر، يعني الذي اعتادها ما يخليها، الذي اعتاد اللحوم يبتلى بالحرص عليها .. فينبغي أنه يكون تارة وتارة، تارة يأكل لحمًا وتارة لا يأكل لحمًا، حتى لا يكون له ضراوة، حتى لا يعتادها فيشق على نفسه، فالمقصود: أن الذي يعتادها -بعض السلف يكره اعتيادها- يقول: ينبغي أن يكون تارة وتارة، حتى لا يعتادها فيشق عليه.
__________
هو قول منسوب لعمر بن الخطاب، بلفظ: "إن للحم ضراوة كضراوة الخمر". ومعناه كما قال النووي في شرح مسلم، والمناوي في فيض القدير: أن: من اعتاده لا يصبر عنه، كما لا يصبر عن الخمر معتادها. ونقل النووي عن الأزهري قوله: معناه أن لأهله عادة في أكله، كعادة شارب الخمر في ملازمته، وكما أن من اعتاد الخمر لا يكاد يصبر عنها، كذا من اعتاد اللحم.
انظر شرح النووي على صحيح مسلم وفيض القدير للمناوي.
__________
شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك باب ما جاء في أكل اللحم
( مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن الخطاب : أنه قال : إياكم واللحم ) ، أي اجتنبوا الإكثار من أكله ، ( فإن له ضراوة كضراوة الخمر ) ، أي عادة يدعو إليها ، ويشق تركها لمن ألفها ، فلا يصبر عنه من اعتاده .
__________
موطأ مالك كتاب صفة النبي باب ما جاء في أكل اللحم
شرح الزرقاني ( ما جاء في أكل اللحم)
( مالك عن يحيى بن سعيد عن عمر بن الخطاب أنه قال إياكم واللحم) أي اجتنبوا الإكثار من أكله ( فإن له ضراوة كضراوة الخمر) أي عادة يدعو إليها ويشق تركها لمن ألفها فلا يصبر عنه من اعتاده ( مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب أدرك جابر بن عبد الله ومعه حمال لحم) ما حمله الحامل أي شخص حمال لحم (فقال ما هذا فقال يا أمير المؤمنين قرمنا) أي اشتدت شهوتنا ( إلى اللحم) وفي حديث كان يتعوذ من القرم بمعنى شدة الشهوة إلى اللحم حتى لا يصبر عنه يقال قرمت إلى اللحم وعمت إلى اللبن ...
__________
النووي في شرح مسلم عند شرحه للحديث : باب المساقاة
ومنه قول عمر : إن للحم ضراوة كضراوة الخمر . قال جماعة : معناه أن له عادة ينزع إليها كعادة الخمر . وقال الأزهري : معناه أن لأهله عادة في أكله كعادة شارب الخمر في ملازمته , وكما أن من اعتاد الخمر لا يكاد يصبر عنها كذا من اعتاد اللحم .
__________
مختار الصحاح الرازي
حديث عائشة : (ان للحم سرفا كسرف الخمر )
__________
قد يكون هذا المباح إذا اعتاده الإنسان وعود جسمه عليه فإنه حينئذٍ لا يستطيع مفارقته، ولذا يقول جمع من سلف هذه الأمة: تركنا تسعة أعشار الحلال خشية أن نقع في الحرام؛ لأن النفس إذا تعودت على الشيء وقرمت عليه، وصار فيها شيء من الإدمان على شيء من الأشياء فإنه يصعب فطامها عنه، وقد لا يتيسر في كل وقت، فقد يحتاج إليه الإنسان فيبحث عنه عن طريق الحلال فلا يجد، قد يجده في طريقٍ ملتوٍ فيه شيء من الشبهة فيقدم عليه؛ لأن نفسه تتوق إليه، وتنازعه فيه، وقد يزيد توقانه وقرمه إليه، فيسعى للحصول إليه، ولو بطريق محرم، فهم يتركون الحلال خشية أن يقعوا في الحرام ... واللحم من الأشياء، مما يكون له ضراوة، تجد البيت إذا لم يكن فيه لحم ما طبخوا لا غداء ولا عشاء، ويش نطبخ على ماء؟ عندهم كل شيء إلا اللحم، ما يمكن أن يقدم الطعام بدون لحم، وإذا جاء صاحب البيت من عمله، من دوامه، من تعليمه، من تجارته إلى البيت، وقال: أين الغداء؟ قالوا: والله ما عندنا شيء اليوم، إيش ما عندكم؟ ما عندكم رز؟ ما عندكم خضار؟ قالوا: لا، ما عندنا لحم، قد يمكن أن يقدم غداء بدون لحم ما يمكن، هذا شيء اعتاده الناس، اللحم له ضراوة، وعلى المسلم أن يعود نفسه على التكيف على مثل هذه الظروف؛ لأنه لا يمكن أن تستقيم له الحياة على حال، لا تتغير ولا تتبدل، فإذا تغيرت عنده الحال شق عليه ذلك مشقة عظيمة.
يقول: "وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال: "إياكم واللحم" تحذير، يعني الإدمان عليه، وكثرة تناوله، ومع ذلك التعود عليه يولد عند الآكل شيء من الإدمان بحيث لا يستطيع تركه، يقول: "فإن له ضراوة كضراوة الخمر".
يعني مثل الإدمان، مثلما نظرنا وذكرنا أن الإنسان قد يحصل له النفي المطلق، ما عندنا شيء، وهم عندهم كل شيء إلا اللحم، ويش لون نوقد النار على ماء؟ ما كأن عندهم شيء يطبخ؛ لأن ما عندهم لحم، هذا تعوده الناس مستحيل تجلس على مائدة بدون لحم في الظروف التي نعيشها، فعلى الإنسان أن يتكيف حسب الظروف، يستعد لظروف الشدة؛ لأن الدنيا لا تدوم على حال، نعم؟
على كل حال يقول تجدون بعض الأطعمة وبعض المشروبات إذا اعتادها الإنسان لا يمكن أن ينفك عنها، تجد بعض الناس اعتاد شرب الكولا مثلاً، أو غيره من المشروبات الغازية، لا يمكن أن يخلو منه سفراً ولا حضراً، فتجد بعض الناس من يجعله في جيبه، لا يستطيع بدونه، المكسرات تجد بعض الناس ما يمكن لا سفر ولا حضر، ولا ليل ولا نهار يخلو جيبه من فصفص مثلاً، تعود على هذا، فلها ضراوة، لكن اللحم فيه زيادة على ما ذكرنا.