الإنسان كائن حي، كائن اي يعني انه مكون من عدة اشياء تلك الأشياء تتفاعل وتنسجم بينها ليكون حيا
الانسان ليس بالضرورة ان يكون مكون من الجانب المادي الفيزيائي فقط ولكن من اشياء اخرى مثل الذات والوعي والروح والنفس وما الى ذلك، مثل الكون تماما اي ان تكوينه ووجوده ليس منحصر على مستوى واحد
السؤال الأكبر هنا هل خصائص الانسان مثل المشاعر والعمليات الفكرية هي فقط تفاعلات كيميائية في الدماغ ؟
الفكرة التي اتبناها انا هي ان هذه الأشياء المذكورة سابقا هي نتاج لتفاعلات على المستوى المادي ووجود الأنا ناتج عنها، لكن لديها ايضا تأثيرات على المستويات العليا، على سبيل المثال العالم النجمي هو مصنوع تماما من الأفكار والأفكار نفسها تؤثر في الوجود والمادة بطريقة ما حسب قوتها ووضوحها
اي لديها تأثيرات بالفعل لكنها تبقى ناتجة عن الدماغ وعمله وعندما يموت الانسان ستتوقف تلك العمليات ليتحول الانسان او هذا الكائن لشكل اخر مختلف، بالطبع هذا ان قمنا بإستثناء الحفاظ على الخصائص البشرية بعد الموت او بدون جسد فيزيائي يسميه البعض بالخلود الروحي او ألوهية
اذا بعد هذا لنعد لموضوع ترجمة الدماغ
هذا فيديو اجده نوعا ما شرح بعض ما قلته بطريقة جيدة
الإدراك ينتج من فهم وتحليل الدماغ للوجود عن طريق حواسه، وبالفعل معرفتي عن الدماغ مبنية عن الدماغ نفسه ولكن معرفتي عن ان معرفة الدماغ مبنية عن الدماغ نفسه هي ايضا عن طريق الدماغ (لول هذا معقد قليلا)
وهذا امر مريب وغريب، ولكن لتجاوزه يجب ادراك كيف تشتغل وتدرس بنية الانسان وتفكيره وجوانبه وحتى دراسة الوجود لتجنب الوقوع في الوهم او على الأقل نفض جزء منه
المشاعر والتفكير ليس ضمن ذات الانسان الحقيقي، لا الجسد الفيزيائي ولا العقلي ولا حتى الروح نفسها هي الشكل الحقيقي للإنسان او اي كائن اخر ولكن هذا لا يعني التخلي عنها كوجود وهمي
لتعلم الجواب الصحيح استخدم المنهج الصحيح ...
طالما تبدأ من نفس المنطلقات لن تصل لنتائج مختلفة.
ما هي المادة بالضبط ؟
لا يكفي أن تتخذ قضية "الطبيعة المادية هي الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل التشكيك" وكأنها مسلمة لا شية فيها ، يجب أن تركز أكثر ... ما هي "المادة" ؟
أمامك طاولة مادية ، وفي خيالك طاولة مختلفة ، وذاكرتك بدأت تستدعي عدة طاولات تتنوع كثيراً ، وهناك مفهوم تعرّف به الطاولة ، وهناك ماهية كونية يسمح الكون من خلالها بوجود ما تسميه الطاولة ... كل واحدة من هذه المعطيات حاضرة لك ، ولكن أيها المادي ؟
الطاولة الوحيدة المادية هي التي أمامك الآن وهنا ، وتتحسسها بجسدك مباشرة ، وبشكل جبري ، وكصورة حسية مفارقة لك من جهة وللحقيقة التي تسميها الطاولة من جهة أخرى.
سؤال آخر ... ما معنى"مادية" ؟
ما الذي يوجد في تكوينية المادة بالضبط ليميزها عن غيرها ؟
ستتفاجأ أن ما يسميه الإنسان مادة ، هو في حقيقته محض رصده لظاهرة إدراكية على هيئة شبحية لأنه لا يحللها وفق مستويات الإدراك ، تبدو وكأنها محض ظاهر لا باطن له ، هذا الظاهر الناتج عن عدم إدراك الإنسان العميق للأرصاد وعدم تأويله الدقيق لوجودها الحقيقي ، يجعله يتوهم أن هذه الأرصاد الظاهرية تشكل عالماً بحد ذاته معزولاً عن الوجود، يسميه العالم المادي.
العالم المادي هو محض الرصد الظاهري لا أكثر ... ولكن جوهر المادة ليس مادياً على الإطلاق.
لماذا هذه الطاولة تتفاعل معك حالياً ؟ ماذا يعني التفاعل ؟
شعاع التأثير حين يحضر إليك ، تتكون المادة التي تراها كاثر ناتج عنه ... لا يهم هل الدماغ هو الذي يترجم شعاع التأثير، معرفتك عن الدماغ ناتجة عن الشعاع نفسه الذي ترصده.
الشعاع نفسه ليس هو ما ترصده بالضبط ، تأثير الشعاع عليك ، بناء على قدرتك الإدراكية ومجالك الحيوي هو ما ينتج الظاهرة المرصودة ، التي هي (أثر) الشعاع في (مجالك) بعد عبوره من مصدره خلال الوسط الناقل نحوك.
بعد كل هذه المراحل ينشأ الرصد ، وتأويلك للرصد على أنه شيء قائم بذاته يوجد ما يسمى ب"العالم المادي".
هذا معنى أن المادة وهم ...
نحن لا نقصد أن المادة بحد ذاتها ليس لها وجود ، ولكن تفيرك وتصورك أيها الإنسان عن المادة ، لا علاقة له بحقيقتها على أي إطلاق.
عالمك المادي مجرد نتيجة رصدك ، وما أقصده : أن العالم المادي ، أو الطبيعة المادية ، وليس الأشياء المادية فقط ، البعد المادي من الوجود نتيجة للرصد الإنساني ، وقبل هذا الرصد لا يوجد عالم اسمه العالم المادي ، لا يوجد مكان وزمان وأشياء لها صور وأبعاد ... دون التآثر مع الشيء لا يوجد الشيء.
وفي هذا العالم المكون من الأرصاد ...=
الجسم المادي يأخذ تعريفه من العلاقات التي تقيده بنسبة إلى أشياء مادية اخرى ، والتي هي أيضاً تأخذ معناها المادي من تقييدها لهذا الشيء ، اي أن (العلاقة التبادلية التقييدية) بين الكائنات المادية هي السبب في وجود شيء اسمه المادة ، النسبية اساس المواد، ودون نسبية سيكون كل شيء مطلق.
كثرة مستويات التكوين تقع في الإدراك الظاهري فقط ، إذا بذلت جهداً بسيطاً للإدراك الذاتي اثناء تأملك سترى أن كل تفاعل زمني يبدأ من الحياة نفسها ، وشكل التفاعل يتوجه نحو القيم الجمالية ( الجمال الخالص ) التي تعطي معنىً إلى المقاييس.
المادة والروح لهما جوهر حقيقي حيوي واحد ، ومن الصعب تحسس ذلك دون رفع سوية الإدراك.
لذلك إذا أردت معرفة الحقيقة ن لا فائدة من التفكير والبحث هنا وهناك ، ركز على التامل الإدراكي الذاتي ، الحقيقة ليست في الخارج ، هي معك دائماً.
الإدراك الإنساني محدود بحدود الزمان والمكان والمحل ، لا يمكنه أن يفهم الوحدة الجوهرية بين المستويات المتعددة للوجود، خاصة أن الإنسانيهمل البحث الإدراكي مما يجعله يضمر فطرياً ، ولذلك لا يعتمد على الإدراك ولكنه يتوجه نحو البحوث الموضوعية ، لأنه غارق في الغياب والغياب شيء موضوعي مفارق له.
الإنسان لا يدرك ، الإنسان يفكر ، ويحلل ، ويتصور ... ولكن لا يستخدم المنهج الإدراكي للوصول إلى العلم.
الروح مطلقة بالنسبة إلى المادة ، كأنها آتية من عالم آخر ..