المزيد من مواضيع 888

اظن يجب علي التكلم عن توحيد العالم

بدون إنحياز طبعا
بالنسبة لي توحيد العالم وجعله دولة واحدة 100% هي فكرة اولا صعبة جدا جدا، ثانيا حتى لو نجحت هذه الفكرة واصبحنا دولة واحدة فلن يستمر ذلك طويلا حتى يتفكك العالم مجددا

صعب شرح هذا الموضوع...
اولا : لا شيء يضمن ان الحكومة التي تدير العالم لن تكون او لن تصبح حكومة فاسدة، فهمها مر من الوقت سيأتي وبالتأكيد يوم قد تصبح هذه الحكومة او الرأس فاسد هذا ان بقي العالم موحد كما ذكرت

ثانيا : اتحاد العالم كدولة واحدة يعني ان الجميع تحت رحمة الحكومة العالمية الموحدة هذه بشكل مباشر وهذا الأمر خطير اي انها تستطيع وفعليا التلاعب بالشعب والبشر في انحاء العالم واخفاء الحقائق على كامل راحتهم بدون مشاكل وتدمير اي شخصية مهما كانت

ثالثا : هذا سيجعل تطور البشر خاملا ولا يوجد ذلك الحافز للتطور، هل تتذكرون الحرب الباردة بين امريكا والاتحاد السوفيتي ؟ لم تكن الصراعات بالقصف والسلاح ولكنه تنافس شرس بينهم من يتطور ويكون الأول في اكثر المجالات
وحتى بالنسبة للحروب بين الامبراطوريات والممالك عبر التاريخ فقد كان لها فوائد كبيرة على الحضارات

رابعا : توحيد العالم ايضا لن يجعل العالم يسلم من الجرائم والحروب الأهلية وما الى ذلك

حسنا اذا كما ذكرت من قبل في احد ردودي ان اردت ان توحد العالم يجب ان تسلب من البشر إرادتهم الحرة وتجعلهم مجرد الالات او دمى حية، لأن سبب الإنفصال والحروب وما الى ذلك هو الإرادة الحرة الرغبة الشخصية والطموح الى جانب المعتقدات، شخص يحكم دولة مثل هتلر يؤمن بأن العرق الآري فوق جميع الأعراق بالطبع سيكون سبب في اندلاع حرب ورغبته في السيطرة على العالم
وشخص مسلم واخر ملحد طبعا سيدور بينهم نقاش حاد من سيقنع الأخر بمعتقداته
ويستحيل ان تجعل بشر بدون ارادة حرة حتى لو قمعته فستظل مخزنة في داخله الى ان تخرج يوما ما
اذا اختلاف المعتقدات والايديولوجيات بين البشر هو العامل الرئيسي للخلافات
والحروب ليست شيء نتيجة خلل او شيء يفسد الانسان بل هي شيء متأصلة فيه !
سواء عند الانسان او في مملكة الحيوان انواع عديدة من الكائنات فهي تمر بحروب ومعارك، لا يمكن ان تغير هذا الشيء في جميع البشر بسبب طبيعتهم

الأن سأعرض عليكم ما اتذكره من احد التجارب التي قرأت عنها وهي تجربة الكون 25
بختصار جلبوا مجموعة فئران وصمموا البيئة المثالية والتي يحلم بها كل فأر، لا مفترسين، لا اخطار، الغذاء موجود، المسكن موجود، الجنس الأخر موجود الخ
تكاثر الفئران وبقي الحال كما هو وفجأة وبشكل غريب كأن الفئران جن جنونها وبدأت تتصرف بسلوكيات غريبة وتوحش وعدوانية شديدة وتقتل بعضها البعض واكتئاب وعدم رغبة في التزاوج الى جانب اعراض كالشذوذ الجنسي
وكأن الفئران فقدت الشغف في الحياة او الهدف من الحياة بشكل عام ولم تعد لها رغبة الى ان انقرضت جميع الفئران

لماذا ؟؟
هذا لأن الفئران تعيش بطريقة هي ليست من طبيعتها، تعيش بطريقة هي غير مصممة لها
صديقنا الفئر على مر العصور يكافح ليهرب من المفترسين ويجد غذاء ويتكاثر
الكفاح من اجل الشيء هو الذي يجعل له قيمته، فأن تحصل عليه بدون ان تفعل شيء سيفقد قيمته ولن يعني لك شيء، هذه احد الأشياء الموجودة في الفئر والموجودة فيه لكي يعيش لأطول مدة ممكنة وليس من طبيعتها ان تجد احتياجاتها في طبق من ذهب
والأمر يمكن اسقاطه مع البشر !

اذا بعد ان تكلمت عن هذا الموضوع الفرعي المهم جدا حان الوقت لنعود لموضوعنا الرئيسي
لما البعض يريد توحيد العالم ؟ من خلال الردود الى جانب اراء مختلفة فقد بات واضحا انه لعدة اسباب منها : تسهيل حياة البشر - استغلال ثروات الأرض بشكل جيد وتوزيعها على جميع بقاع العالم - لا حروب ولا صراعات، سلم عالمي - لا فساد الخ...

كل هذه الأشياء قمت بالرد عليها من قبل، الإيجابيات المحتملة قصيرة المدى لا تقارن مع السلبيات الجبارة الحتمية بعيدة المدى *_*

اذا فخامسا واخيرا : لا يمكن تغير طبيعة النفس البشرية وتوحيد العالم وابقاؤه طالما توجد ارادة حرة واختلاف في الإيديولوجيات والمعتقدات بين البشر، فعند توحيد العالم سينهار بلا شك يوما ما وتكون الاضرار وخيمة

من لديه رد او شيء فليطرح ⁦(⁠◠⁠‿⁠・⁠)⁠—⁠☆⁩
 
لازلتم تغفلون أكبر أوجه القضية ...

ألا تسأل نفسك لماذا أنت في موقع محدد من العالم والزمن ؟ لماذا ترصد ما ترصده بالذات ؟ لماذا أصبحت مجسماً في جسدك المادي ومقيداً بمجالات بيئتك ، وتشغر فترة معينة من مسار الزمن ضمن عصر معين من العصور ...

ألا تريد أن تعرف لماذا أنت هنا ؟ وكيف يمكنك الخروج ؟ وإلى أين تريد التوجه بالضبط ؟ هل الموضوع هامشي بالنسبة إليك ، وكل ما يهمك هو ما ستصل له خلال هذه الفترة القصيرة من الإنجازات الموضوعية ؟

دعنا نكن واضحين ...
هذا تفكير مادي ، هذا هو المادية في أصدق أشكالها.

لا يمكن لمن يؤمن بالله حقاً أو بالروح أو بالقيم والحياة ومهما كان المسمى أن يتعامل مع القبوع الذي يرصده طوال الوقت على أنه العالم الأكبر ، أو أنه أهم من العالم الأكبر ، أو أن الأسئلة الكبرى لا تعني حياته القبّوعية.

لأوضح الأمر ، هناك شيء اسمه ( الوعي ) وشيء اسمه ( العالم الموضوعي ) ، وهذا الوعي متزاوج مع العالم الموضوعي ، الوعي يمثل آدم والعالم الموضوعي يمثل حواء ، وفي الأصل كان الوعي متحداً في كائن أعظم واسمه آدم أو آتوم.

وانعكاسه الموضوعي موجود في عالم الرحمة ، عالم لم نعد نعرف عنه أي شيء ...

يوجد في هذا العالم أزمنة يتجول فيها الوعي حراً لأن انعكاسه الموضوعي متحد معه ، لا يحس بأن الموضوع هناك ، والوعي هنا ...

وفي هذه الأزمنة كان هناك ناحية ظلامية ، تشكل حيزاً غير مفهوم ، وهذا الوعي حاول الدخول إلى أعماقها لاختبارها وحصلت هناك الخطيئة الكُبرى ... التي ولّدت فيما بعد ( الكثرة ) من ( الوحدة ) ...

تم تقييد آدم ، الكائن الأول ، بستة قيود نتيجة انفصاله عن ذاته ، وهي :
الواقع مقابل الجسد ( الحجر الأحمر )
العلاقات مقابل الذهن ( الحجر الأصفر )
التفاعل مقابل الزمن ( الحجر الأخضر )
الفضاء مقابل الإدراك ( الحجر الأزرق )
الوجود مقابل الإرادة ( الحجر البنفسجي )
المحبة مقابل الرغبة ( حجر الشمس )

هذه القيود الستة تسمح بتكسير آدم إلى أشلاء وذكريات ، ونحن نؤثر على بعضنا لأننا نعيش في أشلاء آدم المترابطة جوهرياً ، في وحدة أعمق من مظاهر الزمن ... نحن مجرد ذكريات آدم وىلامه وخيالاته وهواجسه ...

الكائن الأول آتوم هو الحقيقة المطلقة ، على الأقل بالنسبة للناس والعالم الدنيوي ...

هناك من يريد التحكم بالعالم عبر هذه القيود التي تفصل بين الذات والموضوع ... هؤلاء يسعون لتوحيد العالم ظاهرياً فقط ، أي أن القيود باقية ولكن الزمن متوقف عند شكل محدد ، أو هو ما يريدون أن يصلوا إليه ( الطور النهائي لمجال انفصال الذات والموضوع )

الماسونيون يعرفون هذه الحقيقة ـ على الأقل قسم كبير جداً منهم ...

أي وعي يشتد إلى الوحدة الذاتية المطلقة يمكنه تحوير مجال العالم ليعود إلى آتوم أو ليقترب منه ، وعندما يستيقظ آتوم من أحلامه تكون نهاية العالم وينفصل الشيطان بجهة وآتوم بجهة.
لذلك ، يسعى الماسونيون إلى تحبيب الانفصالية للناس ، عن طريق نشر أفلام المدافعين عن البشرية ضد الفضائيين ، والذين يكون دفاعهم في جوهره دفاع الوحدة عن ( الكثرة ) لا دفاع الحق ... فما يهمهم بقاء الجنس البشري لا تحقيق قيمة ومعنى لهذا البقاء التعيس.

يسعى الماسونيون لتصوير الخير والشر كمثنوية لا يمكن القضاء عليها ... والحقيقة أن القضاء عليها هو إزالة الرجس عن آتوم ....

يسعون لتصوير الجنس على أنه غاية الحياة ، وجماليات التفاعل بين الناس عبر الجنس والتكاثر ، وأن الحياة تبتهج بسبب هذه الأمور ، لو كانت الحياة تبتهج بهذا لأوجدته بصيغة أكثر نقاء ، الحياة لا تحتاج لوجود شر جوهري لا يمكن استئصاله في مكنونها ...
 
لازلتم تغفلون أكبر أوجه القضية ...

ألا تسأل نفسك لماذا أنت في موقع محدد من العالم والزمن ؟ لماذا ترصد ما ترصده بالذات ؟ لماذا أصبحت مجسماً في جسدك المادي ومقيداً بمجالات بيئتك ، وتشغر فترة معينة من مسار الزمن ضمن عصر معين من العصور ...

ألا تريد أن تعرف لماذا أنت هنا ؟ وكيف يمكنك الخروج ؟ وإلى أين تريد التوجه بالضبط ؟ هل الموضوع هامشي بالنسبة إليك ، وكل ما يهمك هو ما ستصل له خلال هذه الفترة القصيرة من الإنجازات الموضوعية ؟
الأغلب يؤمن بالفعل انه يعرف لما هو موجود، فقط معتقدات متوارثة واظن واضح الى ماذا اشير هههههههههههه
لكن من الذي لا يريد ان يصل للغنوص ويعرف ؟
بالطبع الجميع يريد، لذلك تجدهم يبحثون عن المعنى في حياتهم وهذا احد اسباب ظهور ديانات سخيفة ومضحكة والكثير من القصص الخاطئة عن نشأة الوجود، او صناعته عن طريق افعال فانية زائلة مثل الشهرة، المال او حب ومساعدة الأخرين

لكن الذي يريد حقا ان يصل للأعالي هو الذي يحرر نفسه من الخرافات والاعتقادات التي بلا دليل حول الأسئلة الكبرى التي لا يستطيع استيعابها بعد ويحاول الارتقاء بكل الطرق والتمرد ضد واقعه...


الشر في الأصل صناعة بشرية
امبراطوريتين تتصراعان مع بعضهما البعض وتحصل مجازر، كل شعب يرى الشعب الأخر على انه شرير، اذا اي منهم شرير اذا ؟
مثال اخر
شخص قوي يضرب ويستقوي على ضعيف بدون سبب فقط للمتعة
القوي حسب المنطق البشري السائد هو يقوم بفعل شرير
لكن القوي يرى ذلك كشيء عادي طبيعي جدا ومن حقه ايضا
الكثير رغم ان افعاله قد تصنف ضمن خانة الشر المعتادة الا انه لا يرى ابدا انه شرير، وحتى لو ظهرت هذه الافعال علانية قد يتم تصنيفها كخير وليس كشر ! الخير والشر يحدده الشخص نفسه وليس قانون ثابت متأصل
نحن على اي حال لا ندرك الوجود بشكله الحقيقي، مانحسه بحواسنا مثل الالوان والاشكال والاصوات وما الى ذلك هي مجرد نتاج ترجمة دماغنا لما تلتقطه الحواس وليس الواقع نفسه، وفكرة الشر والخير لا تستثنى من هذا ايضا فهي مجرد ترجمة الدماغ لأفعال محددة يقسمها ويرتبها

وبالنسبة لي في هدف ترجمة الدماغ لكل هذا هو البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة فقط

الشر والخير صناعة من الدماغ البشري متوارثة عبر الثقافات تم اقناع الناس انها حقيقة وواقع كوني سواء عبر ديانات ومعتقدات من اجل التضامن وعدم ايذاء الضعفاء او الاضعف ولصنع استقرار افضل، فكرة جيدة بصراحة

قد يبدو كلامي غير اخلاقي لكني اراه واقع على اي حال
لكن لو اختفت الأفعال المحددة التي تسمى شر ف هكذا لن يكون هناك شيء اسمه بشر، الطبيعة الأرض نفسها ستتغير وتتحول الى شكل اخر تماما وقد يكون الكون نفسه كذلك،
طبعا قد يكون تفكيري هذا خاطئ مع اني لا اظن ذلك ؟
 
الأغلب يؤمن بالفعل انه يعرف لما هو موجود، فقط معتقدات متوارثة واظن واضح الى ماذا اشير هههههههههههه
لكن من الذي لا يريد ان يصل للغنوص ويعرف ؟
بالطبع الجميع يريد، لذلك تجدهم يبحثون عن المعنى في حياتهم وهذا احد اسباب ظهور ديانات سخيفة ومضحكة والكثير من القصص الخاطئة عن نشأة الوجود، او صناعته عن طريق افعال فانية زائلة مثل الشهرة، المال او حب ومساعدة الأخرين

لكن الذي يريد حقا ان يصل للأعالي هو الذي يحرر نفسه من الخرافات والاعتقادات التي بلا دليل حول الأسئلة الكبرى التي لا يستطيع استيعابها بعد ويحاول الارتقاء بكل الطرق والتمرد ضد واقعه...


الشر في الأصل صناعة بشرية
امبراطوريتين تتصراعان مع بعضهما البعض وتحصل مجازر، كل شعب يرى الشعب الأخر على انه شرير، اذا اي منهم شرير اذا ؟
مثال اخر
شخص قوي يضرب ويستقوي على ضعيف بدون سبب فقط للمتعة
القوي حسب المنطق البشري السائد هو يقوم بفعل شرير
لكن القوي يرى ذلك كشيء عادي طبيعي جدا ومن حقه ايضا
الكثير رغم ان افعاله قد تصنف ضمن خانة الشر المعتادة الا انه لا يرى ابدا انه شرير، وحتى لو ظهرت هذه الافعال علانية قد يتم تصنيفها كخير وليس كشر ! الخير والشر يحدده الشخص نفسه وليس قانون ثابت متأصل
نحن على اي حال لا ندرك الوجود بشكله الحقيقي، مانحسه بحواسنا مثل الالوان والاشكال والاصوات وما الى ذلك هي مجرد نتاج ترجمة دماغنا لما تلتقطه الحواس وليس الواقع نفسه، وفكرة الشر والخير لا تستثنى من هذا ايضا فهي مجرد ترجمة الدماغ لأفعال محددة يقسمها ويرتبها

وبالنسبة لي في هدف ترجمة الدماغ لكل هذا هو البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة فقط

الشر والخير صناعة من الدماغ البشري متوارثة عبر الثقافات تم اقناع الناس انها حقيقة وواقع كوني سواء عبر ديانات ومعتقدات من اجل التضامن وعدم ايذاء الضعفاء او الاضعف ولصنع استقرار افضل، فكرة جيدة بصراحة

قد يبدو كلامي غير اخلاقي لكني اراه واقع على اي حال
لكن لو اختفت الأفعال المحددة التي تسمى شر ف هكذا لن يكون هناك شيء اسمه بشر، الطبيعة الأرض نفسها ستتغير وتتحول الى شكل اخر تماما وقد يكون الكون نفسه كذلك،
طبعا قد يكون تفكيري هذا خاطئ مع اني لا اظن ذلك ؟
لا أرى أن العدالة والحق أن نقول إن الشر بحد ذاته لا وجود له ، بينما نعرف جميعاً ذلك الشعور القبيح الذي ينتابنا حين نرى مشاهد معينة في السينما تذكرنا بحقيقة أن العالم فيه مجال للوحشية ... مثل مشهد الطفلة التي يتم اغتصابها ثم تلقى في الشارع بينما يكمل المغتصب بسيارته وكأن شيئاً لم يكن وينطلق لحياته مرة أخرى ، أنا لا أطيق هذا ، أقسمت بحياتي على تغييره بالقوة المطلقة ذات يوم ، حتى ولو تغير نظام الوجود.

إذا كنا سنتقبل هذه النظرية الخاصة بك عن عدم وجود شر ، فلن نجد تعريفاً للحرية في القانون ...

يمكنك أن تفصل إدراكياً بين ثلاثة نواحي للشر :

1. انطباع المعاناة كما تدركه حسياً ، وهو العنصر الواقعي الموضوعي.
2. تأويل المعاناة ، العنصر الذهني والخيالي.
3. تقييم المعاناة ، الإدراك الوجودي للمعنى الحقيقي.

تركُّب هذه المعطيات ضمن انطباع واحد بنفس الوقت بشكل غير صحيح يجعل الصورة الناتجة عن مجموعها شبحية ، لا يقوى الإدراك على التعامل معها وتقييم محتوياتها بميزان عدل ، فهناك إحساس بالمعاناة وتأويل لها وقيمة منها بنفس الوقت ، وهذا يجعل الإنسان يحتار هل كل ذك من صنع ذهنه أم كل ذلك من صنع الوجود ، لأنه يعتقد أن المركبات متناقضات وكذلك فعل مع كل شيء تعرض إليه ولم يحلله إدراكياً.

انطباع المعاناة هو محض الإحساس بالألم ... شيء حسي صرف ، ربما يمكن اختباره كنوع من المعطيات الحسية ، مثله مثل النكهة المالحة أو المرة ، أو مثل صرير السيارات ، أو حرقة المعدة أو رعشة البرد ، أو أي انطباع حسي آخر ...

المعاناة الحسية الجسدية هي معطى من معطيات الصورة ، وهو معطى خالص ( ليس له أحكام ) ولذلك لا يمكن اعتباره شراً بالمعنى الدقيق.

الحقيقة ان الكثير من الانطباعات التي كنا نعتقد أنها شر بدا وكأنها طبيعية ولكن لم نكن نفهم الموضوع ، مثل الماء البارد في الليل ، من يعتاد عليه يدرك أنه مسألة بسيطة ، وكذلك المشي على حافة الأسطح يبدو مخاطرة في البداية فقط.

في حالة الاغتصاب كونه الجريمة الأكثر وضوحاً ، كل ما يحدث مجرد احتكاك من الناحية المادية ، بالكاد يحمل تأثيراً جسدياً يبقى بعد الحادثة خاصة إذا لم تقاوم الضحية بقوة ، وحتى في حالة القتل ، مجرد الإحساس بالألم وتنتقل لواقع آخر مجهول ، لا يختلف الأمر عن المنام واليقظة..

انطباعات المعاناة الحسية معزولة عن حقيقتها وتأويلها ليست شراً ...

يربط التأويل الذهني المعاناة بأبعاد لا وجود لها إلا في ذهن الضحية ، لأن الضحية لا ترى الصورة الكاملة لما يجري ، لا ترى طفولة المجرم مثلاً وكيف أدت إلى استحواذ تاويلات مسبقة على عقليته ، لا ترى الأسباب المباشرة لجريمته مثل تهديده بشيء لا يمكنه التضحية به.

المعاناة كـ(انطباع) حسي موجودة ، جميعنا نختبرها بين الحين والآخر ، الأبعاد الذهنية للمعاناة هي ما يسمى "الشر" على نحو دقيق وهذه ليست موجودة.

لو تعاملت المغتصَبة مع واقعة الاغتصاب المادية البحتة، وجردتها من الشخص الذي يعتدي عليها كشخص وتعاملت معه كروبوت مثلاً يمكنها اجتياز الواقعة بدون أن تحس بالحزن أو بالأحرى بدون أن تعرف بـ"ماهية الاغتصاب".

المشكلة أن هذا التأويل الذهني الذي يتلازم مع المعاناة هو بالضبط ما يجعل المجرم يقوم بجريمته ، لو لم تكن الضحية تتجاوب بالرفض والألم فلن يقوم بجريمته ، لذلك السادي يحب ( الاستعراض ) ، عملية الاستعراض تنطوي على نوع من العبث في الوجود ، مما يعني ضياع الحقوق ، هذا جوهر كل جريمة بدافع الاعتداء أو الانتقام.

ولكن هذا لن يجعل المجرم بريئاً ، فالإجرام يحمل دلالة وجودية ، تتعدى كونها اجتماعية أو ذهنية ، حتى لو لم يكن من الممكن تقييمها في الرؤية المادية.

الجريمة الحقيقية التي يقوم بها المجرم في حالة الاغتصاب أو التعذيب ، لا تتعلق بالعنصر الجسدي تقريباً ، جريمته الحقيقية هي ( تحريف مركز إدراك الوعي المراقب للضحية ) وإقحامه في عوالم ذهنية وهمية يتعذب ضمنها فيحس المُجرِم بأنه قادر على التأثير ، وبالتالي قادر على الوجود.

هذا "الإيهام" هو تلاعب برؤية الضحية للعالم ومعاييرها ، واستبدال تلك الرؤية بمجال رؤية أخرى تقيّد أفق الضحية وتمنعها من الإدراك ، الجرم هو تأثير يمنع الضحية من الإدراك الصريح للحقيقة بحد ذاتها.

وعلى قدر مستوى إيهام الآخر وتنويمه ومقدار زمن وتأثير هذا الإيهام يكون المجرم مجرماً.

الجريمة هي تغييب الوعي عن الحقيقة الحضورية.

والمشكلة أن العالم الحديث يريدنا ان نتقبل ( فعل التغييب ) هذا كنوع من الأفعال الفطرية ، أو كشيء لا يمكن محاكمته بالقانون ، وبالتالي يفقد الشر معناه الدقيق.

لا أنكر أن ( تفاصيل التاويل ) للشر ذهنية بالكامل ، ولكن ( الحالة الوجودية ) المتحصلة ودخول الوعي في حالة تأويل ، هذا هو الشر بعينه.

وما الفائدة أن تقول لي ليس هناك شر لا في ذهنك ، بعد أن تكون قد سلبت حياة أشخاص أبرياء عبر إيهامهم بوجود الشر ؟!

مجال العبث وضياع الحقوق هو الشر من الناحية الإدراكية ...

الآن هل هذا المجال نابع من نواة الوجود ، نابع من جوهر التكوين ، الله خلقه هكذا من دون سبب أو تعليل ... هذا موضوع آخر ، ولكن لنقل إننا لا نعيش في العالم الحقيقي ومن الطبيعي أن لا نتوقع أن عالمنا الحالي هو الصورة التي يريد الله فعلاً أن يكون العالم النهائي عليها.

المشكلة ليست في الوجود ، بقدر ما هي عدم إدراكنا لحقيقة الوجود ما وراء الكون المرصود بكل إطاره المفاهيمي ، بما فيه وجود مجال للتأويل الذهني والضياع في الوهم أصلاً.

نحن نعيش في كون متكسر ووهمي ، هذا لا يعني أن ((الوجود)) كله منحصر في هذا الكون ، إدراكنا مقيد جداً وكوننا مقيد جداً ... العيب من الجهتين ، وكلاهما تنبعان من نفس العلة ...

قبل عشرين سنة من الآن في حي قرب هذه المنطقة كان هناك شخص غامض جاء من مكان بعيد في قارة أخرى ، ذهب مرة للصيدلي ليستشيره عن حبوب تنبت في جلده ، قام الصيدلي فقئ أحد تلك الحبوب ووجد فيها دودة صغيرة ، هذا الصيدلي مثقف ، يعرف اسمه ذلك المرض ( نسيت اسمه ) الناتج ع تناول لحوم البشر ، أخبر الشرطة وحين قبضوا عليه وجدوا في منزله براد ، وفي البراد هناك ( جثث اطفال صغار جداً ).

الكائن الذي يمتلك الوعي الخالص لا يمكنه أن ينحط إلى هذا المستوى من التفاعل ن ليس لن النزعة غير موجودة ، بل لن طريقة التفريغ لا تنم عن وجود تيار من الوعي ، واضح جداً ان هناك قوة ذهنية استحوذت على هذا الكائن ووجهته إلى ما قام به.

كل المجرمين يبدؤون من نفس هذه النقطة ... حتى المسيح الدجال.

لا يوجد مجرم نتج عن حالة وعي صوفية ..

لو أخذنا الموضوع من الناحية المادية ، هؤلاء الأطفال صغار جداً على أن يعانوا ( في الحقيقة رضّع ) ولن يفهموا ما الذي يحدث معهم بالضبط ... معاناتهم تنحصر في الناحية الجسدية.

معاناتهم ليس لها تأويل ذهني ، هل هذا يجعل الشر غير موجود في العملية إلا بسبب ( القتل ) ... أم أن هناك جانباً يجب أن نحاول تحسسه بمصادر معرفية أخرى غير الذهن والمادة ....

( الضحية ) في النهاية ذات حية ولها وعي ( بالنسبة للبعض : يحتمل أن لها وعي ) وحتى لو كان وعيها خالصاً من الأحكام واستوعبت الانطباع ولم تستوعب التأويل ، ذلك لن يغير أن هذا الوعي الحر أُجبر على التعامل مع معاناة لم يقرر قاصداً أن يعاني منها ، ولن يغير أن هذا الوعي الحر تم أسره بنطاق محاكاة توهيمي من صنع المجرم هو في الحقيقة جوهر جريمته ...

الشر : هو سَجن الوعي والإدراك في الوهم ...

لذلك لا يوجد شر في العالم الحقيقي ، لأن الوجود قد لا يكون حقيقياً ... والوجود اللاحقيقي هو الذي يحتوي على الشر ، والفعل الشرير هو إقحام الوعي في ذلك البُعد من الوجود ...

وكل الشياطين تبدأ من ذلك الحيز من الوجود ، الذي يشمل معاني مثل الفوضى ، الشواش ، اللامعنى ، العبث ، الفساد ، النقص ، الضعف ، اليأس ، الخوف ، العجز ....

مادياً ، المغتصب يمكنه تنويم الضحية مثلاً ، كما أن جسدها ليس بالضبط حقاً لها ، والدليل هو أن اللقاح الكورونا تجاهل حق الإنسان بجسده وكانه عنصر هامشي في هرم الحريات.
الجسد مهم بقدر إنتاجه ... وحريته مقيدة بذلك القدر

هذا يعني أن جسد المسؤول أو رجل الأعمال أو أي شيء له قيمة إنتاجية عالية، أهم من جسد الضحية الفقيرة أو العاجزة أو التي لا تشارك في رفع إنتاجية المجتمع ...

هذا نظام الحرية في الفلسفة النفعية ... أو هذا أعماق النظام ، وهو مبني على المبدأ المادي ( الغاية تبرر الوسيلة ) وبالتالي ليس هناك عجب في الموضوع

حجتهم بسيطة : حفظ النوع أو المجموع أهم من حفظ الفرد أو العنصر ، بنفس الطريقة يمكن تحويل إطار التأويل ، فما الذي يمكن أن يؤثر به حدث اغتصاب لفتاة مثلاً ؟ هل سينهار المجموع ؟ هل سيشكل ذلك خطراً على بقاء الجنس البشري ؟ لا ؟ إذن ما المعنى من قانون تجريم الاغتصاب ؟!

الحقيقة المرة ، أن هذا القانون يحاول محاكاة ما بقي من ضمير لدى البشر ن لكي لا يثوروا ضد النظام ثورة لا يمكنه كبح جماحها يجتاحون فيها آخر معاقله ، أي أن ما يقوله نظام العالم الجديد : تجريم الاغتصاب ناتج عن أن العقل الجمعي غير جاهز لقبول المادية المُطلقة ، التي لا تعترف بالمشاعر وأهميتها في الحياة.

هذه هي الحقيقة ، لا داعي للهروب هنا وهناك ...

نحن نعلم ذلك بشكل أو بآخر ولكن أغلبنا يتجاهل الموضوع وكأنه لا يخصه أو هو هامشي جداً بالنسبة لحياته ومصالحه ، ومع كل جيل يتقدم النظام العالمي خطوة في رقمنة الأخلاق والقوانين المتعلقة بالحريات.

هذا ما قصدته حين قلت ان حرية الليبراليين هي حفظ البقاء المادي ، وليست حرية حقيقية بمعنى الكلمة.
 
التعديل الأخير:
لم أستطع التفاعل عاطفياً مع قضايا فلسطين أو ما حدث في أوكرانيا أو حتى أغلب ما حدث في سوريا ، أكره النفاق ، لا أحب أن أكذب على نفسي ...

هؤلاء البشر كانوا يسخرون عندما أحدثهم عن معاناة الحيوانات التي يتم ذبحها وتعيش في الظلام والموت والعذاب كل يوم ليستمتعوا بلحمها لدقيقة.

هذه الحيوانات بالنسبة لهم ، لا شيء ... كيف أشفق عليهم الآن بالضبط ؟!

لا يمكن لي أن أستوعب كيف يَطلب مني البشر أن أتفاعل عاطفياً معهم في الوقت الذي يتعاملون فيه مع الحيوانات باستهتار قبيح ... القيم لا تتجزأ ... ولا يمكن أن تتشخص.

لا ازال أذكر كلمات الجوكر حين تم الكشف عن علة وجوده الحقيقية ... إذ لو كان هؤلاء الثلاثة الذين قتلتهم من نفس طبقتي فهل ستعرضونهم على الشاشات كما أفعل الآن ؟! لو أنني متت لمشيتم على جثتي وهي ملقاة في الشارع ...

هذه هي الحقيقة ، أغلب البشر بطبيعتهم لا يتعاطفون بعمق ، لأنهم لا يحسون بعمق ... لأنهم لا يعون ما الذي يجري في هذا العالم حقاً خارج مفاهيمهم ... هم ينتصرون لفهمهم وتصورهم.

يستخدم البشر القضيا الشهيرة إعلامياً، في خدمة أجنداتهم البالية ، يتاجرون بالحرب وضحاياها وصورهم ليروجوا من خلالها لأفكار سخيفة عن السياسة ونظام العالم والدين (مع وضد).

وأما بقية العامة فلا يحسون غالباً بمشاعر عميقة ، بل يتسلون بالأخبار ... ويستخدمونها للإسقاطات العاطفية.

لو كانوا صادقين ، مثلاً ... الحيوانات لها روح ، مثلها مثل البشر ، وبينما نصف البشر يستحقون أن يصبحوا سيخ شاورما بينما الحيوانات لا تستحق ذلك إذا أدركت بعمق ...

عندما تتعامل بلا مبالاة مع الحيوانات ومشاعرها أو الأرض وطبيعتها، ثم تطلب مني أو من الوعي أن يكون حرارياً مع قضايا مجتمعك المستهتر بالحياة والقيم ، فأنت تطلب المستحيل .... ما تطلبه ليس حياة وقيماً بل انتصاراً لمجتمعك فقط.
الحيوانات تبكي والنباتات تتألم ، وألمها عميق لأنها لا تتكلم ، فمن يتكلم عن ألمه يفرغ ويفقد الإحساس الحقيقي به.
والوعي لن يكره نفسه على الوهم ليرضي الأوهام البشرية.
البشرية لا تستحق حقاً نفس مستوى ونوعية ((التعاطف)) الذي تطلبه من الوجود ...

إذا كان هناك علة للعطف على البشر فهي لأنهم بشر ... مغيبون عن الحقيقة ويعيشون في التنويم.
 
لا أرى أن العدالة والحق أن نقول إن الشر بحد ذاته لا وجود له ، بينما نعرف جميعاً ذلك الشعور القبيح الذي ينتابنا حين نرى مشاهد معينة في السينما تذكرنا بحقيقة أن العالم فيه مجال للوحشية ... مثل مشهد الطفلة التي يتم اغتصابها ثم تلقى في الشارع بينما يكمل المغتصب بسيارته وكأن شيئاً لم يكن وينطلق لحياته مرة أخرى ، أنا لا أطيق هذا ، أقسمت بحياتي على تغييره بالقوة المطلقة ذات يوم ، حتى ولو تغير نظام الوجود.

إذا كنا سنتقبل هذه النظرية الخاصة بك عن عدم وجود شر ، فلن نجد تعريفاً للحرية في القانون ...

يمكنك أن تفصل إدراكياً بين ثلاثة نواحي للشر :

1. انطباع المعاناة كما تدركه حسياً ، وهو العنصر الواقعي الموضوعي.
2. تأويل المعاناة ، العنصر الذهني والخيالي.
3. تقييم المعاناة ، الإدراك الوجودي للمعنى الحقيقي.

تركُّب هذه المعطيات ضمن انطباع واحد بنفس الوقت بشكل غير صحيح يجعل الصورة الناتجة عن مجموعها شبحية ، لا يقوى الإدراك على التعامل معها وتقييم محتوياتها بميزان عدل ، فهناك إحساس بالمعاناة وتأويل لها وقيمة منها بنفس الوقت ، وهذا يجعل الإنسان يحتار هل كل ذك من صنع ذهنه أم كل ذلك من صنع الوجود ، لأنه يعتقد أن المركبات متناقضات وكذلك فعل مع كل شيء تعرض إليه ولم يحلله إدراكياً.

انطباع المعاناة هو محض الإحساس بالألم ... شيء حسي صرف ، ربما يمكن اختباره كنوع من المعطيات الحسية ، مثله مثل النكهة المالحة أو المرة ، أو مثل صرير السيارات ، أو حرقة المعدة أو رعشة البرد ، أو أي انطباع حسي آخر ...

المعاناة الحسية الجسدية هي معطى من معطيات الصورة ، وهو معطى خالص ( ليس له أحكام ) ولذلك لا يمكن اعتباره شراً بالمعنى الدقيق.

الحقيقة ان الكثير من الانطباعات التي كنا نعتقد أنها شر بدا وكأنها طبيعية ولكن لم نكن نفهم الموضوع ، مثل الماء البارد في الليل ، من يعتاد عليه يدرك أنه مسألة بسيطة ، وكذلك المشي على حافة الأسطح يبدو مخاطرة في البداية فقط.

في حالة الاغتصاب كونه الجريمة الأكثر وضوحاً ، كل ما يحدث مجرد احتكاك من الناحية المادية ، بالكاد يحمل تأثيراً جسدياً يبقى بعد الحادثة خاصة إذا لم تقاوم الضحية بقوة ، وحتى في حالة القتل ، مجرد الإحساس بالألم وتنتقل لواقع آخر مجهول ، لا يختلف الأمر عن المنام واليقظة..

انطباعات المعاناة الحسية معزولة عن حقيقتها وتأويلها ليست شراً ...

يربط التأويل الذهني المعاناة بأبعاد لا وجود لها إلا في ذهن الضحية ، لأن الضحية لا ترى الصورة الكاملة لما يجري ، لا ترى طفولة المجرم مثلاً وكيف أدت إلى استحواذ تاويلات مسبقة على عقليته ، لا ترى الأسباب المباشرة لجريمته مثل تهديده بشيء لا يمكنه التضحية به.

المعاناة كـ(انطباع) حسي موجودة ، جميعنا نختبرها بين الحين والآخر ، الأبعاد الذهنية للمعاناة هي ما يسمى "الشر" على نحو دقيق وهذه ليست موجودة.

لو تعاملت المغتصَبة مع واقعة الاغتصاب المادية البحتة، وجردتها من الشخص الذي يعتدي عليها كشخص وتعاملت معه كروبوت مثلاً يمكنها اجتياز الواقعة بدون أن تحس بالحزن أو بالأحرى بدون أن تعرف بـ"ماهية الاغتصاب".

المشكلة أن هذا التأويل الذهني الذي يتلازم مع المعاناة هو بالضبط ما يجعل المجرم يقوم بجريمته ، لو لم تكن الضحية تتجاوب بالرفض والألم فلن يقوم بجريمته ، لذلك السادي يحب ( الاستعراض ) ، عملية الاستعراض تنطوي على نوع من العبث في الوجود ، مما يعني ضياع الحقوق ، هذا جوهر كل جريمة بدافع الاعتداء أو الانتقام.

ولكن هذا لن يجعل المجرم بريئاً ، فالإجرام يحمل دلالة وجودية ، تتعدى كونها اجتماعية أو ذهنية ، حتى لو لم يكن من الممكن تقييمها في الرؤية المادية.

الجريمة الحقيقية التي يقوم بها المجرم في حالة الاغتصاب أو التعذيب ، لا تتعلق بالعنصر الجسدي تقريباً ، جريمته الحقيقية هي ( تحريف مركز إدراك الوعي المراقب للضحية ) وإقحامه في عوالم ذهنية وهمية يتعذب ضمنها فيحس المُجرِم بأنه قادر على التأثير ، وبالتالي قادر على الوجود.

هذا "الإيهام" هو تلاعب برؤية الضحية للعالم ومعاييرها ، واستبدال تلك الرؤية بمجال رؤية أخرى تقيّد أفق الضحية وتمنعها من الإدراك ، الجرم هو تأثير يمنع الضحية من الإدراك الصريح للحقيقة بحد ذاتها.

وعلى قدر مستوى إيهام الآخر وتنويمه ومقدار زمن وتأثير هذا الإيهام يكون المجرم مجرماً.

الجريمة هي تغييب الوعي عن الحقيقة الحضورية.

والمشكلة أن العالم الحديث يريدنا ان نتقبل ( فعل التغييب ) هذا كنوع من الأفعال الفطرية ، أو كشيء لا يمكن محاكمته بالقانون ، وبالتالي يفقد الشر معناه الدقيق.

لا أنكر أن ( تفاصيل التاويل ) للشر ذهنية بالكامل ، ولكن ( الحالة الوجودية ) المتحصلة ودخول الوعي في حالة تأويل ، هذا هو الشر بعينه.

وما الفائدة أن تقول لي ليس هناك شر لا في ذهنك ، بعد أن تكون قد سلبت حياة أشخاص أبرياء عبر إيهامهم بوجود الشر ؟!

مجال العبث وضياع الحقوق هو الشر من الناحية الإدراكية ...

الآن هل هذا المجال نابع من نواة الوجود ، نابع من جوهر التكوين ، الله خلقه هكذا من دون سبب أو تعليل ... هذا موضوع آخر ، ولكن لنقل إننا لا نعيش في العالم الحقيقي ومن الطبيعي أن لا نتوقع أن عالمنا الحالي هو الصورة التي يريد الله فعلاً أن يكون العالم النهائي عليها.

المشكلة ليست في الوجود ، بقدر ما هي عدم إدراكنا لحقيقة الوجود ما وراء الكون المرصود بكل إطاره المفاهيمي ، بما فيه وجود مجال للتأويل الذهني والضياع في الوهم أصلاً.

نحن نعيش في كون متكسر ووهمي ، هذا لا يعني أن ((الوجود)) كله منحصر في هذا الكون ، إدراكنا مقيد جداً وكوننا مقيد جداً ... العيب من الجهتين ، وكلاهما تنبعان من نفس العلة ...

قبل عشرين سنة من الآن في حي قرب هذه المنطقة كان هناك شخص غامض جاء من مكان بعيد في قارة أخرى ، ذهب مرة للصيدلي ليستشيره عن حبوب تنبت في جلده ، قام الصيدلي فقئ أحد تلك الحبوب ووجد فيها دودة صغيرة ، هذا الصيدلي مثقف ، يعرف اسمه ذلك المرض ( نسيت اسمه ) الناتج ع تناول لحوم البشر ، أخبر الشرطة وحين قبضوا عليه وجدوا في منزله براد ، وفي البراد هناك ( جثث اطفال صغار جداً ).

الكائن الذي يمتلك الوعي الخالص لا يمكنه أن ينحط إلى هذا المستوى من التفاعل ن ليس لن النزعة غير موجودة ، بل لن طريقة التفريغ لا تنم عن وجود تيار من الوعي ، واضح جداً ان هناك قوة ذهنية استحوذت على هذا الكائن ووجهته إلى ما قام به.

كل المجرمين يبدؤون من نفس هذه النقطة ... حتى المسيح الدجال.

لا يوجد مجرم نتج عن حالة وعي صوفية ..

لو أخذنا الموضوع من الناحية المادية ، هؤلاء الأطفال صغار جداً على أن يعانوا ( في الحقيقة رضّع ) ولن يفهموا ما الذي يحدث معهم بالضبط ... معاناتهم تنحصر في الناحية الجسدية.

معاناتهم ليس لها تأويل ذهني ، هل هذا يجعل الشر غير موجود في العملية إلا بسبب ( القتل ) ... أم أن هناك جانباً يجب أن نحاول تحسسه بمصادر معرفية أخرى غير الذهن والمادة ....

( الضحية ) في النهاية ذات حية ولها وعي ( بالنسبة للبعض : يحتمل أن لها وعي ) وحتى لو كان وعيها خالصاً من الأحكام واستوعبت الانطباع ولم تستوعب التأويل ، ذلك لن يغير أن هذا الوعي الحر أُجبر على التعامل مع معاناة لم يقرر قاصداً أن يعاني منها ، ولن يغير أن هذا الوعي الحر تم أسره بنطاق محاكاة توهيمي من صنع المجرم هو في الحقيقة جوهر جريمته ...

الشر : هو سَجن الوعي والإدراك في الوهم ...

لذلك لا يوجد شر في العالم الحقيقي ، لأن الوجود قد لا يكون حقيقياً ... والوجود اللاحقيقي هو الذي يحتوي على الشر ، والفعل الشرير هو إقحام الوعي في ذلك البُعد من الوجود ...

وكل الشياطين تبدأ من ذلك الحيز من الوجود ، الذي يشمل معاني مثل الفوضى ، الشواش ، اللامعنى ، العبث ، الفساد ، النقص ، الضعف ، اليأس ، الخوف ، العجز ....

مادياً ، المغتصب يمكنه تنويم الضحية مثلاً ، كما أن جسدها ليس بالضبط حقاً لها ، والدليل هو أن اللقاح الكورونا تجاهل حق الإنسان بجسده وكانه عنصر هامشي في هرم الحريات.
الجسد مهم بقدر إنتاجه ... وحريته مقيدة بذلك القدر

هذا يعني أن جسد المسؤول أو رجل الأعمال أو أي شيء له قيمة إنتاجية عالية، أهم من جسد الضحية الفقيرة أو العاجزة أو التي لا تشارك في رفع إنتاجية المجتمع ...

هذا نظام الحرية في الفلسفة النفعية ... أو هذا أعماق النظام ، وهو مبني على المبدأ المادي ( الغاية تبرر الوسيلة ) وبالتالي ليس هناك عجب في الموضوع

حجتهم بسيطة : حفظ النوع أو المجموع أهم من حفظ الفرد أو العنصر ، بنفس الطريقة يمكن تحويل إطار التأويل ، فما الذي يمكن أن يؤثر به حدث اغتصاب لفتاة مثلاً ؟ هل سينهار المجموع ؟ هل سيشكل ذلك خطراً على بقاء الجنس البشري ؟ لا ؟ إذن ما المعنى من قانون تجريم الاغتصاب ؟!

الحقيقة المرة ، أن هذا القانون يحاول محاكاة ما بقي من ضمير لدى البشر ن لكي لا يثوروا ضد النظام ثورة لا يمكنه كبح جماحها يجتاحون فيها آخر معاقله ، أي أن ما يقوله نظام العالم الجديد : تجريم الاغتصاب ناتج عن أن العقل الجمعي غير جاهز لقبول المادية المُطلقة ، التي لا تعترف بالمشاعر وأهميتها في الحياة.

هذه هي الحقيقة ، لا داعي للهروب هنا وهناك ...

نحن نعلم ذلك بشكل أو بآخر ولكن أغلبنا يتجاهل الموضوع وكأنه لا يخصه أو هو هامشي جداً بالنسبة لحياته ومصالحه ، ومع كل جيل يتقدم النظام العالمي خطوة في رقمنة الأخلاق والقوانين المتعلقة بالحريات.

هذا ما قصدته حين قلت ان حرية الليبراليين هي حفظ البقاء المادي ، وليست حرية حقيقية بمعنى الكلمة.
الشر موجود لكنه مختلف عن الفهم البشري السائد عنه
حالات وظواهر معينة ليست في صالح الفرد يترجمها الدماغ ويتفاعل معها بطريقة معينة عن طريق المعرفة الجينية الفطرية والمعرفة المكتسبة، وتختلف هذه الحالات بشكل معين حسب اشياء مثل الثقافة والايديولوجية
الكثير حول العالم يفعل امور تصنف على انها شريرة وقذرة، لكن الغريب انهم لا يرون انفسهم اشرار وهذا يعني ان فكرة الشر ذاتها هي مايراه الشخص وليس ذو معنى ثابت محدد او قانون مترسخ في الكون الجميع على علم به
العقل يقوم بتقسيم الأشياء ووضعها وترتيبها في خانات وتصنيفات معينة ليسهل عليه استيعابها واسترجاعها وليس بالضرورة ان يكون جميع البشر لديهم نفس التصنيفات جميعها
شخص قد يرى اصطياد الارانب وذبحهم فعل وحشي ولا اخلاقي بينما شخص اخر يشتهي ارنب مطبوخ في العشاء...
سبب معاناة الشخص المعتدى عليه ليس بسبب المعتدي بحذ ذاته لكن السبب هو ضعفه
افتقاره للقوة هو الذي جعله فريسة والقوة هنا ليست محصورة في جانب القوة الجسدية، لكن ايضا تشمل اشياء مثل المعرفة والحكمة والمهارات في مختلف المجالات الى جانب امور فرعية اخرى... اذا ما قابلت مفترس جائع على سبيل المثال اسد في السهول هل سيرحب بك بالحلوى والسكاكر او ان تكون وجبته ؟
الجواب بالفعل واضح
لكن طبعا الأسد
 
لم أستطع التفاعل عاطفياً مع قضايا فلسطين أو ما حدث في أوكرانيا أو حتى أغلب ما حدث في سوريا ، أكره النفاق ، لا أحب أن أكذب على نفسي ...

هؤلاء البشر كانوا يسخرون عندما أحدثهم عن معاناة الحيوانات التي يتم ذبحها وتعيش في الظلام والموت والعذاب كل يوم ليستمتعوا بلحمها لدقيقة.

هذه الحيوانات بالنسبة لهم ، لا شيء ... كيف أشفق عليهم الآن بالضبط ؟!

لا يمكن لي أن أستوعب كيف يَطلب مني البشر أن أتفاعل عاطفياً معهم في الوقت الذي يتعاملون فيه مع الحيوانات باستهتار قبيح ... القيم لا تتجزأ ... ولا يمكن أن تتشخص.

لا ازال أذكر كلمات الجوكر حين تم الكشف عن علة وجوده الحقيقية ... إذ لو كان هؤلاء الثلاثة الذين قتلتهم من نفس طبقتي فهل ستعرضونهم على الشاشات كما أفعل الآن ؟! لو أنني متت لمشيتم على جثتي وهي ملقاة في الشارع ...

هذه هي الحقيقة ، أغلب البشر بطبيعتهم لا يتعاطفون بعمق ، لأنهم لا يحسون بعمق ... لأنهم لا يعون ما الذي يجري في هذا العالم حقاً خارج مفاهيمهم ... هم ينتصرون لفهمهم وتصورهم.

يستخدم البشر القضيا الشهيرة إعلامياً، في خدمة أجنداتهم البالية ، يتاجرون بالحرب وضحاياها وصورهم ليروجوا من خلالها لأفكار سخيفة عن السياسة ونظام العالم والدين (مع وضد).

وأما بقية العامة فلا يحسون غالباً بمشاعر عميقة ، بل يتسلون بالأخبار ... ويستخدمونها للإسقاطات العاطفية.

لو كانوا صادقين ، مثلاً ... الحيوانات لها روح ، مثلها مثل البشر ، وبينما نصف البشر يستحقون أن يصبحوا سيخ شاورما بينما الحيوانات لا تستحق ذلك إذا أدركت بعمق ...

عندما تتعامل بلا مبالاة مع الحيوانات ومشاعرها أو الأرض وطبيعتها، ثم تطلب مني أو من الوعي أن يكون حرارياً مع قضايا مجتمعك المستهتر بالحياة والقيم ، فأنت تطلب المستحيل .... ما تطلبه ليس حياة وقيماً بل انتصاراً لمجتمعك فقط.
الحيوانات تبكي والنباتات تتألم ، وألمها عميق لأنها لا تتكلم ، فمن يتكلم عن ألمه يفرغ ويفقد الإحساس الحقيقي به.
والوعي لن يكره نفسه على الوهم ليرضي الأوهام البشرية.
البشرية لا تستحق حقاً نفس مستوى ونوعية ((التعاطف)) الذي تطلبه من الوجود ...

إذا كان هناك علة للعطف على البشر فهي لأنهم بشر ... مغيبون عن الحقيقة ويعيشون في التنويم.
الأمر يعتمد على معتقد الشخص، في الاسلام الحيوان موجود لينتفع به البشر وهذا لا يتعارض مع مصلحة المجتمع بل بالعكس
وبصراحة كلما فكرت في طريقة للسيطرة على البشر، كلما وجدتها في الأديان والمعتقدات... اغنام تم تلوينها ووضعها في حظائر لتراها تبدء في تقديس لون صوفها وتتصارع مع الخرفان الأخرى مثل العرب تمااااما هههههههه
حسب ذاكرتي كانت توجد تجربة علمية لا اتذكر اسمها، مضمونها هو معرفة هل الفرد يتعاطف مع بني عرقه او شخص من دولته اكثر من الاجنبي، وبالفعل كانت النتيجة كذلك
الأمر لا يشمل العرق او الدولة فقط بل يشمل حتى الكائنات الأخرى التي قد تشبه الانسان
لن يشعر الفرد بأي ذنب او معارضة الرأي العام عند قتل حشرة حتى لو لم تكن مضرة، يبدء يشعر بالذنب عند قتل حشرة اكثر جمالية من الأخرى مثل الفراشات، يتصاعد الأمر الى شعور بذنب اكبر قليلا عند قتل فأر او سمكة، يتصاعد الأمر على ان يشمل شعور بذنب وحزن ومعارضة شديدة في حالة قتل كائنات مثل الأبقار او الحيتان والقطط وغيرها
اظن الأمر واضح بالفعل وجلي...
 
الأمر يعتمد على معتقد الشخص، في الاسلام الحيوان موجود لينتفع به البشر وهذا لا يتعارض مع مصلحة المجتمع بل بالعكس
الأمر يعتمد على ضمير الشخص ، من أكثر الدول استهلاكاً للحوم برأيك ؟
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
رغم كل مساوء الذبح العشوائي عند المسلمين ولكنه لا شيء أمام العذاب الجحيمي في مراعي الأمريكيين ، حتى أن هناك فيلم اسمه (مزرعة الحيوان ) يحاول تصوير معاناة الحيوان عن طريق استبدال الحيوانات ببشر والرعاة برجال يرتدون أقنعة الحيوانات ... انظر للفيلم فقط لترى بأم عينك ...

من ليس له ضمير ، لا يهم ما يعتقد ، الخطيئة فعله ويديه ، ورأسه دائماً سيكون فارغاً وجائعاً وقلبه مظلم كمستنقع راكد تحوفه الحجارة من كل مكان.

لن يشعر الفرد بأي ذنب او معارضة الرأي العام عند قتل حشرة حتى لو لم تكن مضرة، يبدء يشعر بالذنب عند قتل حشرة اكثر جمالية من الأخرى مثل الفراشات، يتصاعد الأمر الى شعور بذنب اكبر قليلا عند قتل فأر او سمكة، يتصاعد الأمر على ان يشمل شعور بذنب وحزن ومعارضة شديدة في حالة قتل كائنات مثل الأبقار او الحيتان والقطط وغيرها
كلامك صحيح ، لأن الحشرة تبدي تفاعلاً غير مميز وأقرب للجماد ، ومن الصعب على الإنسان أن يدرك الحياة القابعة فيه ، وهذا لأن الإنسان غير يقظ ، ولكن هذا لا يشمل الجميع ، معلمتي علمتني أن لا أقتل الحشرات ، مهما كان الظرف.

الشر موجود لكنه مختلف عن الفهم البشري السائد عنه
حالات وظواهر معينة ليست في صالح الفرد يترجمها الدماغ ويتفاعل معها بطريقة معينة عن طريق المعرفة الجينية

أنت تبني معرفتك الكونية على فرضيات رخيصة تسوقها اللوبيات العالمية ... تكرار الجمل لا يعني أنها اصبحت حقائق راسخة.
كلمة (يترجمها الدماغ) الماخوذة من الماتريكس غير مفهومة من قبل المقتبسين ، وغير مبنية بشكل دقيق ضمن سياق الفيلم نفسه.
لأن الدماغ أصلاً معرفة خارجية ، وإذا كان كل شيء ينتج عن ترجمة الدماغ ، بمعرفتك بذلك ( بأن الدماغ يترجم الأشياء ) لا تختلف في قاعدة بنائها عن معرفتك ب(ما) يترجمه الدماغ.
معرفتك عن الدماغ ، مبنية على الدماغ نفسه وهذا يعني أنك لا تعرف عن دماغك أكثر مما يسمح به لك تكوينه.
وإذا الأمر هكذا ، فلا يمكنك أن تثق بمعرفتك عن الدماغ ، لأنه جزء من المنظومة المعرفية التي ينتجها بنفسه ، كأنك تقول كتاب الفيدا صحيح لأنه يدعي ذلك ...
هذا هو الاستدلال الدائري ، والحقيقة أن معرفتك بالكامل غيابية ، سواء المعرفة الحسية أو القواعد التي تُبنى عليها ( مثل فكرة يترجمها الدماغ ) وكل المعرفة الغيابية ظنونية ، والشر ليس استثناء من ذلك.
إذا كنت ستقبل فكرة أن الجسد أنتج مفاهيم عقلية ليقولب العالم من أجل التكيف مع البيئة والبقاء ، فأنت تقبل بافتراض مسبق تحاكم به الوجود ، وليس لديك بينة عليه أو يقين به.
لذلك أخبرتك ان معرفة العالم اليقينية تبدا من الإدراك ، وليس من التفكير ، وليس من دراسة الدماغ ...
 
تستطيع افتراض أن دماغك يقولب العالم ليتكيف التفاعل الجسدي معه ، لنك تتعامل مع المفاهيم العقلية كموضوعات غائبة ( لا تدركها بحد ذاتها ) ولذلك يمكنك التعامل مع وظيفتها البيئية متجاهلاً طبيعتها الإدراكية ، هذا يجعلها تبدو وكأنها شيء ضمن البيئة ، يعني ضمن نطاق التجريب والأعضاب ن لأنك عزلت رؤيتك الذاتية عنها ، وتناولتها كموضوع غائب عنك تفترض هوية معينة له.

الأمر أشبه بتناول موضوع الوعي كظاهرة دماغية ، عندما تفعل ذلك أنت لا تتعامل مع الوعي بحد ذاته ، ولكنك تتعامل مع ( الدماغ ) مفترضاً على نحو مسبق أنه ينتج الوعي،أي أنك عزلت طبيعة الوعي وجعلته كائناً غائباً ثم بحثت عنه بما هو شيء لا يمكن الاتصال به مباشرة ، فبحثت عن ظواهره ضمن البيئة وربطتها بالدماغ.

هذا الربط مبني على غياب الموضوع المبحوث عنه بحد ذاته ، وعدم إدراكه مباشرة ، والبحث عن أثره ضمن البيئة ثم بناء افتراضات عما يجب أن يعنيه هذا الأثر ، مع مسلمة أنه لا يجب أن يخرج عن البيئة.

عندما يتجرأ الإنسان على نقد معرفته الكلية ، من أولها لآخرها ... ولو لمرة واحدة في حياته ، والتي تشمل بالطبع ، معرفته عن الدماغ وعن العلوم وعن كل شيء أحس به أو خبره أو اطلع عليه ذات يوم ... ما الذي سيبقى حينها ؟

ما سيبقى هو اليقين الوحيد الممكن ضمن هذا العالم... ستبقى ذاته والوجود وما بينهما .. ليس هناك أكثر من ذلك غير سجل الصور والأصوات ومفاهيمه الخاصة .

هذا يعني أن فرضيات علم النفس التطوري تقع في مرتبة متدنية من هرم المعرفة الحقيقية ، ونحن هنا نناقش حقيقة الشر وليس الافتراضات الممكنة عنه.

وسؤالك جميل ، هل "مفهوم الشر" موجود في الذهن أم في الزمن الحقيقي ، نحن نعلم على الأقل أن الذهن لا يخلق المعقولات Structures ، ولكنه يكوّن المفاهيم Consents والفرق بينهما أن المعقولات تتعدى كونها محض تصور موجود بعقل صاحبه ، لأنها تسهم ببناء العالم نفسه ( على الأقل عالمك ) فالمكان مثلاً أحد المعقولات الأولى ، دون المكان لا يمكن أن يوجد العالم المادي الذي تعرفه.

السؤال بصيغة أوضح : هل القوالب المنطقية للعالم المادي خاصية من خصائص العالم المادي ، ام خاصية من خصائص فهم الذهن للعالم المادي ؟

لن تستطيع الإجابة الدقيقة على هذا السؤال إلا إذا قمت ب"تعريف العالم المادي " أولاً.
وستجد أن العالم المادي ( عالمك الذي ترصده الآن ) هو نتيجة لتفاعل وعيك مع الوجود وراء الأرصاد ، أي أنه ينتج عن التفاعل نفسه ، فهو نفسه ليس شيئاً مستقلاً عنك ، ولذلك حتى ولو قلت أن الهيكل المكاني خاصية ذهنية ، فذلك لا يختلف لأن الخصائص الذهنية هي خصائص عالمك نفسه ، لأن عالمك غير مستقل عن ذهنك ومراقبته.​
 
أعلم أن هناك نزعة عالمية تحاول اختزال المعرفة في نظام معين من المفاهيم ، في محاولة لاحتواء تفاعلات الإنسان ضمن هيكل زمني لا يخرج عنه.

وعلم النفس التطوري يترأس العرض الذي يقومون به في سبيل تحقيق أكبر قدر من ترويج نظرة الاختزال هذه.

وكذلك كل ما يحكى لك عن مركزية دور الدماغ المادي في المعرفة والإدراك ، محاولة لاختزال المعطيات المعرفية التي يدركها الوعي في سببية دماغية نظرية.

هذه المسائل بالنسبة للفلسفة محسومة منذ عهد كانط على الأقل، ولا أحد من الفلاسفة يتعامل مع نظرية أن الوعي ينتج من الدماغ بجدية، فدور الدماغ واضح للفيلسوف أو الحكيم، لأن الدماغ الذي يتحدثون عنه مكون من مادة مركبة وهذا يقوض نطاق مجالات تفاعله، فالوعي جوهري تحسه ذاتياً ويمكنك التفريق بينه وبين العالم الخارجي بالخبرة الذاتية ( الإدراك ).

وجموح الفلسفة الإدراكي الفائق جداً للتطبيقات التي تخدم الحياة على هذه الأرض ، نتيجة أن الفلسفة بحث عن الحقيقة وليس عن المنفعة ، جلب نقمة السياسيين وأرباب المال في القرن التاسع عشر على الفاسفة ومنذ ذلك الحين يتم تشويه سمعتهم ووصفهم بالجنون والتخلف والرجعية واللامعقولية واللانفعية.

هذا الحاجز المنيع الذي أوجدوه بين نفوس الناس وبين الفلسفة يجعل الناس تميل أكثر إلى تصديق الفكر التطوري في علم النفس ( رغم أنه فلسفة ) والوضعية المنطقية ( رغم أنها فلسفة ) ، لأنها فلسفات تخدم الوجود المادي أكثر من الفلسفة الباحثة عن الحقيقة والقيم.

ولكن هذا لن يغير الحقيقة ، لا يوجد فيلسوف واحد متمكن يمكن أن يشكك في استحالة تلازم الوعي مع الدماغ أو اختزال الوعي في الدماغ ، لأن الوعي له طبيعته المختلفة في الجوهر الإدراكي عن الطبيعة المادية.

العالم المادي هو باختصار :
1) وجود واقع مفارق، نسبي محلي جبري
2) وجود هو الجنس الأعم ، مفارق يعني ليس متحداً بك ذاتياً ( ليس حضورياً ) وهذا ما يميزه عن الوعي ، نسبي اي ليس مطلقاً وهذا ما يميز المواد عن المعقولات ، محلي يعني محدد في منطقة معينة من الزمكان ، وجبري يعني أنك لا تمتلك الخيار في إدراكه لسبب معين ، وهذين الأخيرين يخرجان الخيال والفكر من نطاق العالم المادي.

سنقول أيضاً ، إنه وجود موضوعي ، أي يرصده المراقبون الآخرون ، لأن أحلامك تنطبق عليها كل تلك الصفات ، وكذلك الهلاوس المصاحبة للعصاب والهستيريا والصرع والفصام ، أو الناتجة عن بعض المواد المخدرة ، كلها تتحسسها مادياً ولكن ليست جميعها موجودة موضوعياً.

هل رايت ما أصغر نطاق العالم المادي ؟ الذي يريدون اختزال الوجود الأكبر به ؟

عندما تقول إن الشر ترجمة الدماغ ، ما تريد قوله أن العالم المادي هو الحقيقة الوحيدة ، والدماغ يرصد العالم المادي ثم يصنفه وهمياً وفق مناطق مفاهيمية ، ويكون الشر مجرد تصنيف كتصنيف الحاسوب ، لأن المادة هي الوجود الوحيد.

هذا في حقيقته مختلف عن ما يقصده مورفيوس عندما قال لنيو أنك لا ترصد العالم المادي الحقيقي وما ترصده مجرد ترجمة الدماغ للأمواج والتفاعلات الكهرومغناطيسية ، ما كان يقصده مختلف ، فهو يقصد التشكيك لنيو بالعالم المادي م حيث ظهوره المادي ، لا من حيث المفاهيم المترتبة على هذا الظهور ن فقوانين الفيزياء أول ما وجب على ني التشكيك به ودحره من حصن الإدراك.

وكذلك معنى الشر يتوقف على نوعية المعطى الذي تسميه بالشر ، المعقولات موجودة في بناء العالم المادي ، المعقولات هي حقيقة المادة قبل التشخص ، وإذا حللت المادة إدراكياً ستجدها مجرد نتائج مقولبة نتجت عن تفاعلات موجهة.

هذه النتائج ( المواد ) ليس لها وجود حقيقي مستقل عن إدراكك ، لأنها تظهر لحظة التفاعل بين الإدراك ومصادر التاثير في البيئة.

ولكن الماهيات أسبق في معرفتك عن المواد ، يمكنك التشكيك بالمادة بسهولة ، ولكن الماهية لا يمكنك إنكارها بنفس الطريقة ، فالدائرة والمثلث والمربع موجودة في العالم المرصود ، كنوع من المعطيات المرصودة ، رغم أنك لا تراه ضمن الزمكان المحلي ، ولكن المحتوى المادي ليس له أي دلالة أو تعريف دون ماهيات ، بينما الماهيات نفسها تحضر إليك بنفس الطريقة التي تحضر فيها المواد ، ولكن في مجال لامحلي ، فتدرك معنى الدائرة بدون أن تدرك دائرة بعينها ، وإدراكك لمعنى الدائرة نوع من المعرفة المعطاة ، مثل معرفتك بالعالم المادي تماماً ...

كذلك معنى النقيضين ، والمكان ، والزمن والتفاعلات ، وعلى هذا المنوال يكون الشر بمعنى الفوضى والعبث واللاحكمة موجود ضمن مجال العالم الذي تعيش فيه ، وليس ضمن ذهنك ، كما هو النظام والحكمة موجودان ضمن مجال العالم وليس ضمن مفاهيم أو تصورات وآراء ذهنك. كما هو حال الدائرة والقطة.

هذه تسمى بالمعرفة القبلية ...

لأنها غير محتاجة إلى خبرات حسية لتدركها ، فالحاسة التي تمكنك من إدراك معنى الدائرة والمربع لا تتواصل مع موضوعات العالم الحسي ، وغنما مع مستواه الهيكلي ( التكويني ).

الآن هل هذا الهيكل منوط بالعالم كما أنت تدركه ام بالعالم بحد ذاته ، لن يختلف الجواب ... لأن العالم بحد ذاته هو فقط ما تدركه ، وإلى أن تدرك معنى جديداً سيكون عالمك بالكامل محفوظاً في لوح إدراكك ورهيناً له.

يجب أن تفرق بين (عالمك) وبين (العالم الأكبر) ،

العالم الذي تحيا فيه ، أصلاُ يتكون عبر تفاعلك مع الوجود في ذاته ... عالمك ليس محض حالة تعبيرية عن الوجود ، بناء عالمك يعتمد على التفاعل القائم بين وعيك من جهة ، وبين الوجود من الجهة الأخرى ، دون هذا الاتصال ليس هناك "عالمك" .. هناك الوجود في ذاته فقط.
 
كل شيء محتمل، والانسان لا يستطيع جزم شيئ، كلها تبقى احتملات وتكهنات للمعطيات الظاهرة فقط، الله وحده يعرف كل الحقيقة.
ليس تكهنات بل حقيقة لا تقبل الشك شاهدي قصة لعبة اساسن كريد عن حرب بين جماعتين
لكن لو تقصدي كلامي بالسياسة نعم لكن انا متاكد من وجود تنسيق وخبانة من حماس
1698825090800.png

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 
ليس تكهنات بل حقيقة لا تقبل الشك شاهدي قصة لعبة اساسن كريد عن حرب بين جماعتين
لكن لو تقصدي كلامي بالسياسة نعم لكن انا متاكد من وجود تنسيق وخبانة من حماس
مشاهدة المرفق 6740
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
نعم أقصد أن لعبة السياسة وأي حرب تقبل كل التكهنات والاحتمالات، وهي لعبة في حد ذاتها كل قوانينها وفصولها تجرا تحت الطاولة وليس كما نشاهد على الميديا.

لا أعرف اللعبة التي ذكرت. لكن الله المستعان

لكن لا أظن أن أمريكا خارج اللعبة، واذا كان اتفاق بين حماس ونتانياهوا كما تقول، لماذا نتانياهوا يعيش اسوء أيام حياته على جميع الأصعدة. اذا كان هناك اتفاق فالمنطقي ان يكون مدروس وليست له عواقب وخيمة تستهدف حتى حياته.

مخططات أمريكا وكذبها وتاريخها، يثبت أنها قادرة على كل شيء، هي زورت التاريخ نفسه هل يصعب عليها ان تزور احداثا كهذه تافهة بالنسبة لها.

ولا تستثني ايضا الدول العربية التي كانت طرفا في اللعبة وهي أشد من نتانياهوا نفسه.

لذلك من جهتي الله أعلم، لا أستطيع جزم أي شيء. كل شيء يقبل الصحة كما يقبل الخطأ.

سأقوم بالبحث عن هذه اللعبة حتى أفهم ما تتحدث عنه بالضبط.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ليس تكهنات بل حقيقة لا تقبل الشك شاهدي قصة لعبة اساسن كريد عن حرب بين جماعتين
لكن لو تقصدي كلامي بالسياسة نعم لكن انا متاكد من وجود تنسيق وخبانة من حماس
مشاهدة المرفق 6740
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

حماس لا وجود لها ، ولا وجود لإسرائيل ...

الموقف المادي في معرفة العالم حسب ظاهره فقط ... لن يوصلك للحقيقة

إسرائيل أو حماس أو مهما كان المسمى ، ظاهرة زمنية أحدثتها مجموعة عقول، العقل البشري يوجهه نموذج اعتقادات ، وأي توجه سياسي لابد أن تقرر العقول الانتماء إليه بسبب نموذج اعتقادات باطني هي نفسها لا تشعر بحقيقته ... ولا تعرف مكنوناته العميقة ، ولا تعرف مقاصده الحقيقية ، ولا تعرف هل هو حقاً يستحق خدمته ، هل هو حقاً يمثل حلاً حقيقياً أو استجابة صالحة لرغبتها العميقة.

عندما أنت تؤيد حماس ظناً منك أنك تنتصر للحق ، ما هو مفهومك عن الحق ؟ ما هو مفهومك عن الباطل ؟ إذا لا تملك تعريفاً محدداً فأنت لا تريد نصر الحق ، ولكنك تسير وفق تيار مسبق تدفعك عاطفتك نحوه ..

أنت تعتقد أن النازيين لم يكن لديهم عاطفة ؟ لم يكونوا يحسون بالانتماء لقضيتهم ؟ ذهبوا إلى الحرب من باب التصييف ؟ أم التشتية ؟

الأمريكيون الذين ذهبوا لفيتنام في مهمة مستحيلة وهم يعرفون أنهم غالباً سيقطعون إرباً ن هل ذهبوا هناك بدافع المال ؟! ...

الإسرائيليون أنفسهم ... هذا الجندي الذي يعرض حياته للخطر ، لو كان يبحث عن المال أو المتعة لسافر إلى بلاد بعيدة ، لترك الجيش ، جيش إسرائيل يقع في منطقة ساخنة من العالم ، لا يحتاج الأمر ذكاء ليتوقع حدوث حرب كبرى بين ليلة وضحاها ، ما الذي يدفع الجندي الإسرائيلي لتحمل تبعات حرب هو نفسه لا يؤمن بها ولا يصدق قضيتها ؟

لا أيها السيد ... أنت مخطئ غلى ابعد الحدود إذا ظننت أنك الوحيد الذي يحمل عاطفة القضية ، الجميع لديه إحساسات كالتي تحس بها تجاه قضيتك ،، ليس هناك اسهل من الانجراف نحو قضية معينة بغض النظر هل هي حقيقة ام باطل.

الأنظمة السياسية و(القضايا السياسية) نوع من البُنى الذهنية ،
الُبنية الذهنية مفهوم صُوري للعالم ، أحدثه الذهن بناء على نزعات نفسية ( رغبات ).

هذا كل شيء ... عاطفة الناس مشوهة ، ليست في مكانها الصحيح والجميع ضالون ، هناك قوى نفسية تحركهم نحو تبني قضايا هم أنفسهم لا يؤمنون بها بأعماقهم الوجدانية ولكنها ترسخت في اذهانهم عبر الأجيال ، لماذا لأن الوجدان لا يعترف بالتشخصات ... لا يعترف بالانتماءات ، ولا يعترف بالقيود ...

لا يمكن للوجدان ان يقول ( أنا مع فلسطين او أنا مع إسرائيل 9 هذه لغة الذهن ، الوجدان يقول أنا مع الحقيقة والنور ، والناس يكرهون الحقيقة والنور ، هذا هو السبب فيما سبق وقلته ان الناس يطلبون الحرب لا شعورياً ، لأنهم يطلبون التشخص المادي لاشعورياً والتشخص المادي يقتضي التفاعل والعلاقات بين بني البشر ، وهذه الأخيرة تحدث الحرب تلقائياً ، سواء رغبوا بذلك او لم يرغبوا فالحرب والطبقية والراسمالية نتائج حتمية للعيش ضمن عالم مادي وفق منطقة مادي.

هذه الأذهان بكل بساطة ، تخاف من التشكيك في نماذجها ، وتخشى ضياع الوقت أثناء التحقيق الإدراكي الصارم فيما يحدث ، وهذا يجعلها توجه طاقتها تلقائياً نحو خدمة الأنموذج وتخاف من السير عكسه.

هذا يعني أن حماس ليس لها وجود في عالم الحقيقة ، أنموذج حماس هو الشيء الوحيد الموجود منها في العُمق، كأنموذج إسرائيل تماماً ، وهذا الأنموذج مبني على الرغبات الموجهة نحو العالم ، لن تصدق أن قيادات إسرائيل تتصرف في النهاية تبعاً لرغبات اللاشعور ، من سعى للسلطة في إسرائيل هو الذي وافقت رغبته اللاشعورية محبة السلطة لسبب ما ، نموذج إسرائيل السياسي بُني على استجابة لرغبات لاشعورية فردية ، توجه اللاشعور نحو تفاعل مع الجماعة ، وفق إطار ...

من ينتسب لقضية بناء على رغباته ونواياه ، والتي حددها اللاشعور له رغماً عنه.

حماس لا تحارب الصهاينة والعكس صحيح ، وأنت حر ف تصديق ذلك ، ولكن الحقيقة لم تكن يوماً تسير مع التيار ...

دائماً كانت الحقيقة هي الضربة الموجعة الأكبر ، وهي التجرد عن قضاياك ، وعن أوهامك ... هذا أكبر بكثير من تحمل مشقة السعي للوهم نفسه ، لأنك الآن تكتشف ان قضيتك وهم من أصلها ... وأنت كنتَ مغفلاً وتعبد آلهة وهمية دون ان تعرف ذلك.

حماس نموذج ، وإسرائيل نموذج ، وهذان النموذجان يحاولان تحقيق وجودهما عبرك ، النموذج هو خريطة توجه ذاتي للزمن الموضوعي ، مبنية على رغبة.

وإذا لا تعرف رغبتك لن تعرف حقيقة نموذجك ، وهذه هي عبادة الشيطان ( الشيطان هو شيت ، الذي يشتت الوعي عن الحقيقة بأوهام ، بغض النظر عن هذه الأوهام ).

أنت تحس فجأة بالواجب ، ولكنك لا تعلم ما السبب ... تتبع الواجب ، تتبع الفكرة التي تقول عليك كذا كذا ، ولكنك لا تحاكم الفكرة ... هذا يجعلك اسيراً في النموذج ، هذه هي الماتريكس ... هل عرفتها الآن ؟
من هنا تبدأ المصفوفة ، من النفس ، وليس من الوجود ...
 
نعم أقصد أن لعبة السياسة وأي حرب تقبل كل التكهنات والاحتمالات، وهي لعبة في حد ذاتها كل قوانينها وفصولها تجرا تحت الطاولة وليس كما نشاهد على الميديا.

لا أعرف اللعبة التي ذكرت. لكن الله المستعان

لكن لا أظن أن أمريكا خارج اللعبة، واذا كان اتفاق بين حماس ونتانياهوا كما تقول، لماذا نتانياهوا يعيش اسوء أيام حياته على جميع الأصعدة. اذا كان هناك اتفاق فالمنطقي ان يكون مدروس وليست له عواقب وخيمة تستهدف حتى حياته.

مخططات أمريكا وكذبها وتاريخها، يثبت أنها قادرة على كل شيء، هي زورت التاريخ نفسه هل يصعب عليها ان تزور احداثا كهذه تافهة بالنسبة لها.

ولا تستثني ايضا الدول العربية التي كانت طرفا في اللعبة وهي أشد من نتانياهوا نفسه.

لذلك من جهتي الله أعلم، لا أستطيع جزم أي شيء. كل شيء يقبل الصحة كما يقبل الخطأ.

سأقوم بالبحث عن هذه اللعبة حتى أفهم ما تتحدث عنه بالضبط.
انا ذكرت ايضا تحليل محمد المذحجي انه تعاون بين الموساد وحماس لضرب نتنياهو والجيش الاسرائيلي (تبا لهم)
اسرائيل من سمحت بوجود حماس لتهرب من حل الدولتين في اوسلو
اكيد كلنا قرانا بكتب علاء انه حكام العالم يمسكون بالخيوط ويشعلون الحرب ويدعمون ويتحكمون بكل الاطراف
 
انا ذكرت ايضا تحليل محمد المذحجي انه تعاون بين الموساد وحماس لضرب نتنياهو والجيش الاسرائيلي (تبا لهم)
اسرائيل من سمحت بوجود حماس لتهرب من حل الدولتين في اوسلو
اكيد كلنا قرانا بكتب علاء انه حكام العالم يمسكون بالخيوط ويشعلون الحرب ويدعمون ويتحكمون بكل الاطراف
من تقصدهم ب"حماس" ؟
هل تقصد هؤلاء المجندين المساكين الذين يتم دفعهم لاشعورياً لما يقومون به ؟ هؤلاء لم يروا من إسرائيل إلا الحقد والظلام ...
إذا كان هناك مؤامرة فهي بين قيادات حماس والموساد ، وقيادات حماس قد لا تكون كلها متآمرة ، يوجد شيء اسمه (الطابور الخامس) يشرح هذا الموضوع.
ولكن الأهم أن المؤامرة الحقيقية التي جعلت القيادات تصبح انانية وجعلت الجنود يصبحون متكلين عليها هي النماذج الفكرية والنفسية التي زرعوها في نفوس حماس ونفوس قياداتها ونفوس الموساد ، عندما تكون ضعيفاً نفسياً ستخسر.

أول عميل صرح لي بعمالته كان اسمه جهاد ، ويدعي أنه فلسطيني ، وكل مشاركاته ضد إسرائيل على الفيس وبقية المواقع ...
إنهم يتلاعبون بالعقول من حيث لا تشعرون ..
دون إدراك ميتافيزيقي عميق، العرب وعامة الناس هم الخاسر الأكبر والوحيد ، وهؤلاء لا يسعون للسيطرة ، بل لنشر الظلام ولا تهمهم إسرائيل ، آلهتهم شياطين وعبادتهم الإجرام.
 
من تقصدهم ب"حماس" ؟
هل تقصد هؤلاء المجندين المساكين الذين يتم دفعهم لاشعورياً لما يقومون به ؟ هؤلاء لم يروا من إسرائيل إلا الحقد والظلام ...
إذا كان هناك مؤامرة فهي بين قيادات حماس والموساد ، وقيادات حماس قد لا تكون كلها متآمرة ، يوجد شيء اسمه (الطابور الخامس) يشرح هذا الموضوع.
ولكن الأهم أن المؤامرة الحقيقية التي جعلت القيادات تصبح انانية وجعلت الجنود يصبحون متكلين عليها هي النماذج الفكرية والنفسية التي زرعوها في نفوس حماس ونفوس قياداتها ونفوس الموساد ، عندما تكون ضعيفاً نفسياً ستخسر.

أول عميل صرح لي بعمالته كان اسمه جهاد ، ويدعي أنه فلسطيني ، وكل مشاركاته ضد إسرائيل على الفيس وبقية المواقع ...
إنهم يتلاعبون بالعقول من حيث لا تشعرون ..
دون إدراك ميتافيزيقي عميق، العرب وعامة الناس هم الخاسر الأكبر والوحيد ، وهؤلاء لا يسعون للسيطرة ، بل لنشر الظلام ولا تهمهم إسرائيل ، آلهتهم شياطين وعبادتهم الإجرام.
طبعا اقصد القادة وانا مع مقاتلة اسرائيل وتحرييرها كلها
 
طبعا اقصد القادة وانا مع مقاتلة اسرائيل وتحرييرها كلها
لا شك أنك لا تعرف من هو العدو الحقيقي وماذا يريد بالضبط، ماهيته وأبعاده وتقنياته.
إسرائيل مجرد لعبة بيد العدو الحقيقي ، مجرد أداة ظاهرية يمكن استبدالها بسهولة.
إسرائيل لاشيء ، يمكنه أن يفنيها بلحظة.
حتى ولو تم تحرير فلسطين مادياً لن يشكل ذلك ولو فرقاً بسيطاً ، ولكن لازلت تلاحق نفس الأهداف التي تنتمي لنفس مستوى الإدراك الذي يلعب البشر ...
عدوك ليس بشرياً ...
وهو أغرب من الخيال ...
 
لا شك أنك لا تعرف من هو العدو الحقيقي وماذا يريد بالضبط، ماهيته وأبعاده وتقنياته.
إسرائيل مجرد لعبة بيد العدو الحقيقي ، مجرد أداة ظاهرية يمكن استبدالها بسهولة.
إسرائيل لاشيء ، يمكنه أن يفنيها بلحظة.
حتى ولو تم تحرير فلسطين مادياً لن يشكل ذلك ولو فرقاً بسيطاً ، ولكن لازلت تلاحق نفس الأهداف التي تنتمي لنفس مستوى الإدراك الذي يلعب البشر ...
عدوك ليس بشرياً ...
وهو أغرب من الخيال ...
انا قلت انه هناك من يمسك كل الخيوط لكن طبيعي اتمني تحرير فلسطين ووقف المجازر
ومن يحكم ليسوا بشر
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع [ 146 ]

أعلى أسفل