ع
عضو سابق - 3467
زائر - عضو سابق
يبدو أنك لم تقدر خطورة الموضوع بعد ...
هذا موضوع مصيري ، لا يمكن حسمه بأسلوب الدردشة ...
لازلت ترى الموضوع من وجهة نظر الجماعة ، وهنا تكمن الخدعة.
الجماعة والشعب والدولة ليست حقيقة ، إنها موجودة في ذهنيتك ، الحقيقة هي الحياة ، والذوات الحية المفارقة لبعضها البعض في هذه الدنيا ، والتي تغيب عن كينونتها الذاتية حين تعتقد أنها عناصر مجتمعية.. وتغرق في العالم الذهني.
تركيز وعيك على الرؤية الجماعية كل ما يفعله أنه يفقدك القدرة على الإدراك الذاتي...
غياب الذات هو جهنم الحقيقية وهو وعد الشيطان للأحياء ، وعندما تغيب ذاتك ستحاول تلقائياً تغييب ذوات الآخرين لتستعيد وجودك من خلال اعترافهم بك، وهذا هو مربط الفرس الذي لا تريد إبصاره ولا أدري لماذا...
إذا انتصرت الجماعة ، فذلك معناه أنك ستفقد شعورك بذاتك ، وكذلك كل الذوات ستفقد هذا الشعور ...
إذا انتصر النظام العالمي وحظي باعترافك به على حساب ذاتيتك فهذا يعني أنك لم تعد حراً ولم تعد حياً ولم يعد بمقدورك الحياة من جديد.
كل شيء سيكون مقرراً من قبل العقل الجماعي ، معاني الأشياء ، حدود الإدراك ، ما يمكنك فعله ومقامك في هذه الدنيا ، وحتى وجودك ضمن العالم الأكبر مقرر من قبل الجماعة نفسها ، والجماعة نفسها ليس لها وجود.
لا تحتاج إلى قراءة كلامي ... هذا قد لا يفيد في النهاية ولكن تذكر فقط أن حقيقتك النهائية هي أنك ذات ، ولست مجتمعاً ولا بشرية ، وعندما تتنكر لحقيقتك كذات لن ترى الأمور بعين الله ، بل بالعين التي اخترت أن تتحد كينونتك معها.
أن الذات هي الحقيقة والحياة ، أما الجماعة فهي مجرد وجود ذهني يحكم الذوات ويقيدها عن الحقيقة والحياة.
عُد إلى الذاتية والله الذي يتجلى لك تحيا في العالم الحقيقي ويكون لحياتك معنى ...
إصرارك على تقديم الجماعة على ذاتك الحية يجعلك تغيب في الذهن والقضايا والسياسات والشعوب ... لذلك تحسب الحسابات الذهنية وتبتعد عن الروح ، وتبتعد عن الحقيقة المقدسة ...
أرجو لك الهُدى والنور ولكل من يقرا هذه الكلمات ...
تحياتي وسلام الله.