الدولة العالمية الواحدة التي يريد البعض إقامتها فيها خلل جوهري ، لازلتم لا تبصرونه جيداً ، هو نفس الخلل في النظام الليبرالي والفلسفة النفعية ولكن بشكل مضخّم بناء على صلاحيات عالمية وسلطة مطلقة، وهذا الخلل سيطيح بأي حرية حقيقية أو حتى بحق الوجود ( هو شيء حدث فعلاً في الانظمة الليبرالية ) .
دعوني أيها الشباب أوضح لكم ما التبس عليكم بخصوص الدولة العالمية البشرية العظمى ...
هذا المبدأ هو الأساس في التعاملات الاجتماعية في الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، والأهم أنه الأساس في قوانين الأحوال المدنية والجنائية وحقوق الإنسان نفسها.
فما هي المغالطات التي ينطوي عليها هذا التعريف ؟
أولاً … لم يحدد التعريف للحرية ما هو نوع التأثير الممارس من شخص على شخص آخر والذي يؤدي إلى غياب حرية الشخص الثاني ؟
لأوضح أكثر ، في مجتمع افتراضي بين طرفين، يكون تعريف الحرية عند الفرد الأول يعتمد اعتماداً مطلقاً على تعريف حرية الثاني، أي أن الحرية هنا ما هي إلا علاقة تبادلية بين الطرفين، يقومان بتحديدها بشكل اتفاقي، ولا يوجد تحديد لجوهرها وحقيقتها … فالمعنى غائب هنا، ولا يوجد قيمة اسمها الحرية في التعريف النفعي، ولكن يوجد "توصيف نسقي للعلاقات بين الأفراد، يسمونه بالحرية".
التوصيف النسقي لا يغني عن الحق شيئاً، هو مجرد قوانين اجتماعية فضفاضة لا تؤدي إلى أية نتيجة، أنت حر بطبيعة الحال، طالما الآخر حر، أي أن الحرية مرهونة ليس فقط بحرية الآخر بل بوجوده وقراراته أيضاً، أي أنها مجرد "نقيض" لحالة استعباد الآخر لك أو إضراره بمصالحك، والتي يستلزم الآخر بحدودها طالما أنت تلتزم بالحدود التي يرسمها هو لنفسه أيضاً.
ليس ذلك فحسب، لا بل أيضاً الحرية رهينة "الاتفاق" بينك وبين الآخر، ففي مبدأ ستيوارت ميل، أو النفعية بشكل عام يمكنك أن تعتبر حالة الاتفاق حرية من حيث المبدأ، حتى ولو كان الإجراء الذي يتم الاتفاق عليه ينطوي على الاغتصاب أو التعذيب أو التجارة بجسد الآخر وكرامته وحقوقه، فطالما وقّع الآخر بعقد بيع حصري لأعضاء جسده كلياً، فلم يعد له حق بها وهكذا تم تطبيق قراره الحر عليه … هذه حريته ضمن النسق نفسه.
طبعاً يمكن للآخر أن يشتري حرية الأول بتهديده أو استغلال نقاط ضعفه من وراء الستار فهذا كله لا يهم، المهم هو التوقيع فقط.
هذه النتيجة عندما يكون لا قيمة ولا أخلاق هي التي تحكم الموضوع ولا معنى حقيقي للحرية بما هي حالة وجدانية يدركها الوعي الذاتي.
فصل الوجدان مطلقاً عن القانون المدني هو حلم الليبرالية الأول، صحيح أنها تنادي بفصل المعتقد الشخصي عن القانون، ولكنها لا تفعل ذلك بناء على مفسدته الاجتماعية، وإنما بناء على "عدم وجوه الموضوعي" مغررة بالمغيبين من عامة المثقفين والمتعلمين، بشعارات رنانة تتوعدهم بشيء لا يملكونه من الحقوق والإنسانية، مع أنها لا تهدف لا للحقوق ولا للإنسانية لأن القيم والمعاني ذاتية لا تعريف لها في فلسفة القانون الوضعي.
إذن وحسب القياس الفلسفي : هل حرية رجل الأدغال أو شخص يعيش لمفرده في عالم بعيد، تغدو معدومة على هذا القياس ؟ ألا يحس بشيء اسمه الحرية ؟ الآخر لا وجود له في حياته حتى يوجد الشيء ونقيضه في العلاقات.
لقد تم إنكار قيمة الحرية ، إدراكها ومعناها ، وبطريقة متقنة جداً من هذا الفيلسوف الإبليسي، فبقي منها الاسم البراق فقط، أما حقيقتها … فما هي إلا "حفظ وجود الانعكاس الموضوعي للذوات وحفظ تفاعلاتهم وعلاقاتهم المادية".
حفظ الوجود المادي للكيان البشري، وحفظ التفاعلات النفسية المستثمرة لهذا الوجود … هذه هي الحرية الستيوارتية النفعية، والتي ترجمتها الدول العالمية بشكل ممتاز.
ماذا سيحدث لو حكمت فلسفة النفعية والليبرالية العالم ؟
عندما نطبق تلك الفكرة ضمن نطاق دولة واحدة ، تنتج الليبرالية التي نعرفها.
عندما نحاول إلغاء الاحتمالات الممكنة زمنياً للحروب والنزاعات والخلافات وكل ما يتضمن تأثيراً صراعياً "سلطوياً" من جهة على أخرى في العالم ، فهذه الاحتمالات يسمح بها نظام الزمن نفسه ، العالم المادي يسمح لك بالتدخل في حياة الآخرين وأنت لا تستطيع منع المجال عبر عقوبات القانون.
فالحل الوحيد هو تقويض حرية كل فرد إلى الحد الأدنى الذي يجعل منه كائناً غير قادر على التأثير في حرية الآخر..
هذا هو السبب في مشروع "ما بعد الإنسانية" ومشروع "توحيد العقول" و"الوساطة البشرية" ، أي أنه يجب تحويلك إلى روبوت بحيث لا يمكنك أصلاً أن تخرج عن النظام ، وليس أنك تُعاقب إذا خرجت عليه ، لأن إدراكك محتجز ضمن بوتقة معينة من الأفاعيل التي بمجرد خروجك عنها ولو قليلاً فسيتم توجيه الضربات إليك لغسل دماغك لكي يتوقف عن المقاومة.
هل تعتقد أن مشروع MK-Ultra متخصص باللاشيء ويقوم علي ساديون مريضون مجنونون ؟ الهدف الحقيقي من هذا المشروع هو دراسة الطريقة المُثلى في التحكم "المُطلق" بالإدراك البشري بحيث لا يمكن للإنسان الخروج عن بوتقة القوانين ، وينقسم هذا المشروع إلى :
1. الأقمار الصناعية الموجهة للموجات المنخفضة جداً والتي يستخدمها الوسطاء ، هذه الاقمار مزودة بمرايا عاكسة تعمل على تركيز تردد الموجة وكثافتها ضمن الفراغ.
2. شرائح التحكم بالدماغ والتجسس على الدماغ.
3. برنامج لوسيد العالمي لتخزين شيفرات الذبذبات الدماغية المنبعثة من الإنسان حسب كل موقف وفعل وشخصية ، وهذه الذاكرة الضخمة جداً من الأكواد تاعد على فك المعلومات الواردة عن التجسس على الأدمغة ، وعلى توجيه معلومات محددة التعريف إليها.
4. التعديل الجيني الذي يجرى في فلوريدا وصحراء نيفادا والمنطقة 51 كان هدفه الاساسي دراسة طريقة التأثير الصحيحة على الجينات لإعادة تكوينها عن بُعد.
5. أجهزة المحاكاة المرئية الخاصة ببرنامج العسكرية الأمريكي للحرب المعلوماتية هدفت إلى دراسة كيفية خلق واقع موازٍ من خلال تسليط ذبذبة كهروبائية على المستقبلات العصبية .
6. هناك شيفرات عالمية يمكنها التأثير على عقول الجماهير من خلال الأقمار الصناعية وإدخالهم في حالة هلوسة جماعية.
7. الأهم من ذلك كله ، الحاسوب الكوانتي المركزي الذي سيربط كل العقول معاً ويتجاوز العقبات التقنية التي ولدها الجيل القديم من التكنولوجيا التي تتطلب تجهيزات آلية ميكانيكية وإلكترونية ذات عتاد صلب ومجال تأثير محدد السرعة.
8. وبعد كل هذا لم يتبقى إلا إقناع الجماهير أو اكبر قدر منهم بالغفلة عن الحقيقة وعبثية الحياة ، لأن كل ما تبقى لديهم هو مقاومتهم النفسية لمجال التأثير الكمومي.
وبعد كل هذا البيان لم يعد هناك شيء أضيفه ، لقد شرحت العلة الحقيقية وما ستتعرضون له ، صدقني لن يكون الأمر جيداً ، ستكون الحرب أرحم بكثير ، سيتم أسر كل ذات في عالم من المحاكاة الرقمية التي لا تستطيع الخروج منها ، سيتم حبسها في حواسيب ، الحقيقة أننا محبوسون جزئياً في حواسيب ، لأن تركيزنا العالي على الجانب المادي الرقمي غير طبيعتنا وحولها إلى أنظمة رقمية ، أنت لا تحس بذلك طبعاً ، أنت ضمن حاسوب ، وهذا الحاسوب ليس من صنع البشر ، هذا حاسوب وجودي ، وسببه خطايا البشر ، التي أخرجته إلى الوجود الفعلي ، وهناك شريحة رقمية تعبّر عنك ، وزمنك احالي كله افتراضي ، ولكن نوراً في بعض الذوات في العالم يابى أن يقبل هذا التسليم للقوة الشيطانية المسيطرة على العالم الحديث ، هذا النور ، الضمير ن يغير مسارات التفاعل النفسي الزمني لتحجب سيطرة الظلام على الناس ، وهذا هو ما يجعلك الآن تتمتع بحس الحقيقة بين حين وآخر ، في واقع أغلبه افتراضي...
أكتب لمن يريد الحقيقة ...
سلسلة الدين المظلم :