الأغلب يؤمن بالفعل انه يعرف لما هو موجود، فقط معتقدات متوارثة واظن واضح الى ماذا اشير هههههههههههه
لكن من الذي لا يريد ان يصل للغنوص ويعرف ؟
بالطبع الجميع يريد، لذلك تجدهم يبحثون عن المعنى في حياتهم وهذا احد اسباب ظهور ديانات سخيفة ومضحكة والكثير من القصص الخاطئة عن نشأة الوجود، او صناعته عن طريق افعال فانية زائلة مثل الشهرة، المال او حب ومساعدة الأخرين
لكن الذي يريد حقا ان يصل للأعالي هو الذي يحرر نفسه من الخرافات والاعتقادات التي بلا دليل حول الأسئلة الكبرى التي لا يستطيع استيعابها بعد ويحاول الارتقاء بكل الطرق والتمرد ضد واقعه...
الشر في الأصل صناعة بشرية
امبراطوريتين تتصراعان مع بعضهما البعض وتحصل مجازر، كل شعب يرى الشعب الأخر على انه شرير، اذا اي منهم شرير اذا ؟
مثال اخر
شخص قوي يضرب ويستقوي على ضعيف بدون سبب فقط للمتعة
القوي حسب المنطق البشري السائد هو يقوم بفعل شرير
لكن القوي يرى ذلك كشيء عادي طبيعي جدا ومن حقه ايضا
الكثير رغم ان افعاله قد تصنف ضمن خانة الشر المعتادة الا انه لا يرى ابدا انه شرير، وحتى لو ظهرت هذه الافعال علانية قد يتم تصنيفها كخير وليس كشر ! الخير والشر يحدده الشخص نفسه وليس قانون ثابت متأصل
نحن على اي حال لا ندرك الوجود بشكله الحقيقي، مانحسه بحواسنا مثل الالوان والاشكال والاصوات وما الى ذلك هي مجرد نتاج ترجمة دماغنا لما تلتقطه الحواس وليس الواقع نفسه، وفكرة الشر والخير لا تستثنى من هذا ايضا فهي مجرد ترجمة الدماغ لأفعال محددة يقسمها ويرتبها
وبالنسبة لي في هدف ترجمة الدماغ لكل هذا هو البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة فقط
الشر والخير صناعة من الدماغ البشري متوارثة عبر الثقافات تم اقناع الناس انها حقيقة وواقع كوني سواء عبر ديانات ومعتقدات من اجل التضامن وعدم ايذاء الضعفاء او الاضعف ولصنع استقرار افضل، فكرة جيدة بصراحة
قد يبدو كلامي غير اخلاقي لكني اراه واقع على اي حال
لكن لو اختفت الأفعال المحددة التي تسمى شر ف هكذا لن يكون هناك شيء اسمه بشر، الطبيعة الأرض نفسها ستتغير وتتحول الى شكل اخر تماما وقد يكون الكون نفسه كذلك،
طبعا قد يكون تفكيري هذا خاطئ مع اني لا اظن ذلك ؟
Mercurius لا أرى أن العدالة والحق أن نقول إن الشر بحد ذاته لا وجود له ، بينما نعرف جميعاً ذلك الشعور القبيح الذي ينتابنا حين نرى مشاهد معينة في السينما تذكرنا بحقيقة أن العالم فيه مجال للوحشية ... مثل مشهد الطفلة التي يتم اغتصابها ثم تلقى في الشارع بينما يكمل المغتصب بسيارته وكأن شيئاً لم يكن وينطلق لحياته مرة أخرى ، أنا لا أطيق هذا ، أقسمت بحياتي على تغييره بالقوة المطلقة ذات يوم ، حتى ولو تغير نظام الوجود.
إذا كنا سنتقبل هذه النظرية الخاصة بك عن عدم وجود شر ، فلن نجد تعريفاً للحرية في القانون ...
يمكنك أن تفصل إدراكياً بين ثلاثة نواحي للشر :
1. انطباع المعاناة كما تدركه حسياً ، وهو العنصر الواقعي الموضوعي.
2. تأويل المعاناة ، العنصر الذهني والخيالي.
3. تقييم المعاناة ، الإدراك الوجودي للمعنى الحقيقي.
تركُّب هذه المعطيات ضمن انطباع واحد بنفس الوقت بشكل غير صحيح يجعل الصورة الناتجة عن مجموعها شبحية ، لا يقوى الإدراك على التعامل معها وتقييم محتوياتها بميزان عدل ، فهناك إحساس بالمعاناة وتأويل لها وقيمة منها بنفس الوقت ، وهذا يجعل الإنسان يحتار هل كل ذك من صنع ذهنه أم كل ذلك من صنع الوجود ، لأنه يعتقد أن المركبات متناقضات وكذلك فعل مع كل شيء تعرض إليه ولم يحلله إدراكياً.
انطباع المعاناة هو محض الإحساس بالألم ... شيء حسي صرف ، ربما يمكن اختباره كنوع من المعطيات الحسية ، مثله مثل النكهة المالحة أو المرة ، أو مثل صرير السيارات ، أو حرقة المعدة أو رعشة البرد ، أو أي انطباع حسي آخر ...
المعاناة الحسية الجسدية هي معطى من معطيات الصورة ، وهو معطى خالص ( ليس له أحكام ) ولذلك لا يمكن اعتباره شراً بالمعنى الدقيق.
الحقيقة ان الكثير من الانطباعات التي كنا نعتقد أنها شر بدا وكأنها طبيعية ولكن لم نكن نفهم الموضوع ، مثل الماء البارد في الليل ، من يعتاد عليه يدرك أنه مسألة بسيطة ، وكذلك المشي على حافة الأسطح يبدو مخاطرة في البداية فقط.
في حالة الاغتصاب كونه الجريمة الأكثر وضوحاً ، كل ما يحدث مجرد احتكاك من الناحية المادية ، بالكاد يحمل تأثيراً جسدياً يبقى بعد الحادثة خاصة إذا لم تقاوم الضحية بقوة ، وحتى في حالة القتل ، مجرد الإحساس بالألم وتنتقل لواقع آخر مجهول ، لا يختلف الأمر عن المنام واليقظة..
انطباعات المعاناة الحسية معزولة عن حقيقتها وتأويلها ليست شراً ...
يربط التأويل الذهني المعاناة بأبعاد لا وجود لها إلا في ذهن الضحية ، لأن الضحية لا ترى الصورة الكاملة لما يجري ، لا ترى طفولة المجرم مثلاً وكيف أدت إلى استحواذ تاويلات مسبقة على عقليته ، لا ترى الأسباب المباشرة لجريمته مثل تهديده بشيء لا يمكنه التضحية به.
المعاناة كـ(انطباع) حسي موجودة ، جميعنا نختبرها بين الحين والآخر ، الأبعاد الذهنية للمعاناة هي ما يسمى "الشر" على نحو دقيق وهذه ليست موجودة.
لو تعاملت المغتصَبة مع واقعة الاغتصاب المادية البحتة، وجردتها من الشخص الذي يعتدي عليها كشخص وتعاملت معه كروبوت مثلاً يمكنها اجتياز الواقعة بدون أن تحس بالحزن أو بالأحرى بدون أن تعرف بـ"ماهية الاغتصاب".
المشكلة أن هذا التأويل الذهني الذي يتلازم مع المعاناة هو بالضبط ما يجعل المجرم يقوم بجريمته ، لو لم تكن الضحية تتجاوب بالرفض والألم فلن يقوم بجريمته ، لذلك السادي يحب ( الاستعراض ) ، عملية الاستعراض تنطوي على نوع من العبث في الوجود ، مما يعني ضياع الحقوق ، هذا جوهر كل جريمة بدافع الاعتداء أو الانتقام.
ولكن هذا لن يجعل المجرم بريئاً ، فالإجرام يحمل دلالة وجودية ، تتعدى كونها اجتماعية أو ذهنية ، حتى لو لم يكن من الممكن تقييمها في الرؤية المادية.
الجريمة الحقيقية التي يقوم بها المجرم في حالة الاغتصاب أو التعذيب ، لا تتعلق بالعنصر الجسدي تقريباً ، جريمته الحقيقية هي ( تحريف مركز إدراك الوعي المراقب للضحية ) وإقحامه في عوالم ذهنية وهمية يتعذب ضمنها فيحس المُجرِم بأنه قادر على التأثير ، وبالتالي قادر على الوجود.
هذا "الإيهام" هو تلاعب برؤية الضحية للعالم ومعاييرها ، واستبدال تلك الرؤية بمجال رؤية أخرى تقيّد أفق الضحية وتمنعها من الإدراك ، الجرم هو تأثير يمنع الضحية من الإدراك الصريح للحقيقة بحد ذاتها.
وعلى قدر مستوى إيهام الآخر وتنويمه ومقدار زمن وتأثير هذا الإيهام يكون المجرم مجرماً.
الجريمة هي تغييب الوعي عن الحقيقة الحضورية.
والمشكلة أن العالم الحديث يريدنا ان نتقبل ( فعل التغييب ) هذا كنوع من الأفعال الفطرية ، أو كشيء لا يمكن محاكمته بالقانون ، وبالتالي يفقد الشر معناه الدقيق.
لا أنكر أن ( تفاصيل التاويل ) للشر ذهنية بالكامل ، ولكن ( الحالة الوجودية ) المتحصلة ودخول الوعي في حالة تأويل ، هذا هو الشر بعينه.
وما الفائدة أن تقول لي ليس هناك شر لا في ذهنك ، بعد أن تكون قد سلبت حياة أشخاص أبرياء عبر إيهامهم بوجود الشر ؟!
مجال العبث وضياع الحقوق هو الشر من الناحية الإدراكية ...
الآن هل هذا المجال نابع من نواة الوجود ، نابع من جوهر التكوين ، الله خلقه هكذا من دون سبب أو تعليل ... هذا موضوع آخر ، ولكن لنقل إننا لا نعيش في العالم الحقيقي ومن الطبيعي أن لا نتوقع أن عالمنا الحالي هو الصورة التي يريد الله فعلاً أن يكون العالم النهائي عليها.
المشكلة ليست في الوجود ، بقدر ما هي عدم إدراكنا لحقيقة الوجود ما وراء الكون المرصود بكل إطاره المفاهيمي ، بما فيه وجود مجال للتأويل الذهني والضياع في الوهم أصلاً.
نحن نعيش في كون متكسر ووهمي ، هذا لا يعني أن ((الوجود)) كله منحصر في هذا الكون ، إدراكنا مقيد جداً وكوننا مقيد جداً ... العيب من الجهتين ، وكلاهما تنبعان من نفس العلة ...
قبل عشرين سنة من الآن في حي قرب هذه المنطقة كان هناك شخص غامض جاء من مكان بعيد في قارة أخرى ، ذهب مرة للصيدلي ليستشيره عن حبوب تنبت في جلده ، قام الصيدلي فقئ أحد تلك الحبوب ووجد فيها دودة صغيرة ، هذا الصيدلي مثقف ، يعرف اسمه ذلك المرض ( نسيت اسمه ) الناتج ع تناول لحوم البشر ، أخبر الشرطة وحين قبضوا عليه وجدوا في منزله براد ، وفي البراد هناك ( جثث اطفال صغار جداً ).
الكائن الذي يمتلك الوعي الخالص لا يمكنه أن ينحط إلى هذا المستوى من التفاعل ن ليس لن النزعة غير موجودة ، بل لن طريقة التفريغ لا تنم عن وجود تيار من الوعي ، واضح جداً ان هناك قوة ذهنية استحوذت على هذا الكائن ووجهته إلى ما قام به.
كل المجرمين يبدؤون من نفس هذه النقطة ... حتى المسيح الدجال.
لا يوجد مجرم نتج عن حالة وعي صوفية ..
لو أخذنا الموضوع من الناحية المادية ، هؤلاء الأطفال صغار جداً على أن يعانوا ( في الحقيقة رضّع ) ولن يفهموا ما الذي يحدث معهم بالضبط ... معاناتهم تنحصر في الناحية الجسدية.
معاناتهم ليس لها تأويل ذهني ، هل هذا يجعل الشر غير موجود في العملية إلا بسبب ( القتل ) ... أم أن هناك جانباً يجب أن نحاول تحسسه بمصادر معرفية أخرى غير الذهن والمادة ....
( الضحية ) في النهاية ذات حية ولها وعي ( بالنسبة للبعض : يحتمل أن لها وعي ) وحتى لو كان وعيها خالصاً من الأحكام واستوعبت الانطباع ولم تستوعب التأويل ، ذلك لن يغير أن هذا الوعي الحر أُجبر على التعامل مع معاناة لم يقرر قاصداً أن يعاني منها ، ولن يغير أن هذا الوعي الحر تم أسره بنطاق محاكاة توهيمي من صنع المجرم هو في الحقيقة جوهر جريمته ...
الشر : هو سَجن الوعي والإدراك في الوهم ...
لذلك لا يوجد شر في العالم الحقيقي ، لأن الوجود قد لا يكون حقيقياً ... والوجود اللاحقيقي هو الذي يحتوي على الشر ، والفعل الشرير هو إقحام الوعي في ذلك البُعد من الوجود ...
وكل الشياطين تبدأ من ذلك الحيز من الوجود ، الذي يشمل معاني مثل الفوضى ، الشواش ، اللامعنى ، العبث ، الفساد ، النقص ، الضعف ، اليأس ، الخوف ، العجز ....
مادياً ، المغتصب يمكنه تنويم الضحية مثلاً ، كما أن جسدها ليس بالضبط حقاً لها ، والدليل هو أن اللقاح الكورونا تجاهل حق الإنسان بجسده وكانه عنصر هامشي في هرم الحريات.
الجسد مهم بقدر إنتاجه ... وحريته مقيدة بذلك القدر
هذا يعني أن جسد المسؤول أو رجل الأعمال أو أي شيء له قيمة إنتاجية عالية، أهم من جسد الضحية الفقيرة أو العاجزة أو التي لا تشارك في رفع إنتاجية المجتمع ...
هذا نظام الحرية في الفلسفة النفعية ... أو هذا أعماق النظام ، وهو مبني على المبدأ المادي ( الغاية تبرر الوسيلة ) وبالتالي ليس هناك عجب في الموضوع
حجتهم بسيطة : حفظ النوع أو المجموع أهم من حفظ الفرد أو العنصر ، بنفس الطريقة يمكن تحويل إطار التأويل ، فما الذي يمكن أن يؤثر به حدث اغتصاب لفتاة مثلاً ؟ هل سينهار المجموع ؟ هل سيشكل ذلك خطراً على بقاء الجنس البشري ؟ لا ؟ إذن ما المعنى من قانون تجريم الاغتصاب ؟!
الحقيقة المرة ، أن هذا القانون يحاول محاكاة ما بقي من ضمير لدى البشر ن لكي لا يثوروا ضد النظام ثورة لا يمكنه كبح جماحها يجتاحون فيها آخر معاقله ، أي أن ما يقوله نظام العالم الجديد : تجريم الاغتصاب ناتج عن أن العقل الجمعي غير جاهز لقبول المادية المُطلقة ، التي لا تعترف بالمشاعر وأهميتها في الحياة.
هذه هي الحقيقة ، لا داعي للهروب هنا وهناك ...
نحن نعلم ذلك بشكل أو بآخر ولكن أغلبنا يتجاهل الموضوع وكأنه لا يخصه أو هو هامشي جداً بالنسبة لحياته ومصالحه ، ومع كل جيل يتقدم النظام العالمي خطوة في رقمنة الأخلاق والقوانين المتعلقة بالحريات.
هذا ما قصدته حين قلت ان حرية الليبراليين هي حفظ البقاء المادي ، وليست حرية حقيقية بمعنى الكلمة.