الصوت الداخلي .. ألا أكون منهم.
الأصوات الآتيه من الخارج كلها دافعه لأن اكون منهم.
السيد محمد / كان منهم واستحق أعلي مقام في الوجود الآدمي ، وكان يدعوا بهذه الدعوه " اللهم آتنا في الدنيا حسنه وفي الأخرة حسنه وقنا عذاب النار".
وقرأت لك مقالتك الأخيره عن الرسائل الموجوده داخل الفن.
ذكرت السيد يحي .. أنه كان سيد لا يتبع أحد
وأنه كان حصور .. لا يأتي ولا يرغب فيما نريد ونرغب.
أظن أن فيه سمه خلقيه في النفس تنبع عن شئ مختلف في تكوين الروح .. لا تدعوه أصلا لكي يرغب فيما نرغب.
والحديث هنا عن الرغبه في الأنثي.
أما نحن فبداخل أنفسنا الرغبه .. ونحن نقاوم ونبني انظمه إدراكيه تمنع هذه الرغبات.. والنسيان ملتصق بنا هنا.
فمن الأكيد سيكون هناك إنتصار للرغبه.
فما رأيك في هذا بكل بساطه
ما رأيك في التزوج ..
( روح أنثويه لا تدرك ماهيتها علي قدر ماتدرك وتشعر أنها بخير بجانبك).
حسناً، الناس يعتقدون أن المنهج الذي أتبعه في المعرفة شاعري للغاية، ولكن الحقيقة أنه واقعي للغاية..
بعض الناس يستحبون أن يفكروا بمنهج الكلانية على أنه شاعري فذلك يضمن لهم عدم مراجعة روتينهم ومحاكمة معتقداتهم من وجهة نظر جديدة على نحو جذري..
كل ما يلزمه الأمر هو أن يقولوا "هذا شاعر" وينتهي الموضوع دون حاجة للتأمل العميق فيما أخبرهم به..
هذه الحقيقة إذا أردتها : ما أريده هو أن أصل لأعماق الواقع النهائية وللحقائق المطلقة وللأمور العظيمة، ليس للشاعرية والعاطفة مكان، لا في حياتي، ولا في العلوم التي درستها أو النظريات التي تبنيتها.. إلا أن أنطولوجيا الحضور والغياب هي "علم يصل لمرحلة الذروة في الواقعية" حيث يتم تجريد المنهج المعرفي من تدخل العوامل البشرية بما فيها السلطات والتلقين والوراثة وكل شيء يعتد به البشر، فلا يبقى إلا الاتصال الخالص بين الوعي والمعطيات الوجودية، فيبصر الوعي أعماق الواقع دون اكتراث بعقلانية زائفة، فتتبدى المشاعر الوجدانية كأمور علمية يمكن دراستها منهجياً، ولكن إدراكها، أو تفسيرها، يعتمد على منهج وجداني يختلف في آلياته عن المنهج العلمي التجريبي الذي هو في الحقيقة القصوى عاطفي (غير محايد) بل ناتج عن غريزة تحاول قتل العاطفة من أجل البقاء فتغرق في العاطفة من حيث لا تحتسب.
هل رأيت الاختلاف ... بين الشاعرية والعلوم الوجدانية ؟
الناس لا يتفهمون ذلك، يعتقدون أن العاطفة تطربني .. ولكنها بالنسبة لي شيء مزعج ، مزيف ، مضلل ، سخيف، وكثيراً ما يكون بشعاً .. ومن الواضح بالنسبة لي أنها محاولات حيوانية للافتراس، وهذا ما يجعل من يراسلني على نحو شخصي ينصدم من النتيجة المريعة، يعتقد أني شخص جامح عاطفياً وفجأة يجد أني لا أقيم للعاطفة وزناً..
وهذا يجعل الأمور مزعجة إلى الحد الذي أحظر فيه ميزة التراسل على الخاص ...
المهم ...
الحقيقة حية، لكنها ليست بالشيء الحوسبي أو الذري، هذا مختلف بالمطلق عن الفكر الذي يتبناه الشعراء..
لذلك لا يمكن أن تأخذ التعليلات التي قدتَمها على سبيل الجدية في عين الاعتبار، حول ربطك تسامي يحيى باختلاف تكوين روحه، أنت تتحدث عن الروح وكأنها شيء قابل للتعديل، وكذلك تتحدث عنها كشيء غائب عن الإدراك بحيث يأخذ طابعاً ضبابياً لا يمكن التعرف عليه، ولكن يمكن استخدامه في تعليل أمور لا معنى لها مثل نزوات الإنسان ...
تبريراتك، أرى أننها شاعرية وعاطفية وكل همها أن تبرر للإنسان إنسانيته ..
ولذلك لن يجد الإنسان بشكل عام صعوبة في الاتفاق معك، ولكن كم شخصاً بحق الجحيم سوف يتفق معي ؟ ربما أنا الوحيد الذي أتفق معي ^_^
لنكن واضحين ...
لا معنى لما تتحدث به عن اختلاف تكوين الأرواح المفضي إلى اختلاف الاستجابات السايكولوجية ... هذه مجرد تصورات هلامية، وأعتذر عن قسوة التعبير.
ما تقوله الآن هو بالضبط ما أقصده بالعاطفة الكاذبة، ولكنك كإنسان لابد أن تعتريك مثل هذه الطريقة في التفكير.. وإلا فلن تستطيع أن تعيش إنسانيتك.
القيم في الكلانية، هي أبعد ما يكون عن معاني تحت بند "الإنسانيات"
حين أتحدث عن "قيمة الحب" أو "قيمة الجمال" فآخر شيء أقصده هو العلاقة الجنسية، أو التفاعل البشري بشكل عام، أو جسم الأنثى.. هذه الأمور ليست بالحب ولا بالجمال، هذه شكليات، كلها، حتى علاقة الآباء والأبناء أو الزواج المديد، كلها شكليات، وعلى رأسها تايتنك.
القيم هي "وجود ذاتي مطلق" وليس شيئاً منوطاً بالإنسان، بل أصدمك .. القيم هي باطن الوجود الموضوعي، أعمق نقطة في الوجود الموضوعي، جوهره ، قوامه الحقيقي ...
العلم بالقيم ناتج عن "تشريح وتحليل الوجود الموضوعي إدراكياً حتى الوصول إلى خلاصته التي لا يمكن تحليلها" .. جوهره النهائي، إنها الحقيقة التي لا تدنسها العاطفة، ومن تفاعل القيم يتكون الوجود ويتحرك الزمن.
والشهوة لا علاقة لها بالروح...
الروح كيان خالص ... كفانا محاولة بائسة لتجنب إدراك الروح ككيان خالص والاحتجاب عن الحقيقة؛ فقط من أجل تبرير نزوات جسمانية.
هل إذا كنتُ أحس بالشهوة فهذا يعني أن هذا هو الشيء القيّم ؟
بالطبع لا ...
ليس بالضرورة أن أنكر أني أحس بالشهوة ، لكن إذا أردت الحق ، فيجب أن يكون الحكم طاهراً من شخصيتي ...
هل أنت أصلاً لديك شهوة ؟
ما تقوله الكلانية هو أنك لا تمتلك الشهوة على نحو أصيل ... حتى الحيوانات لا تمتلكها على نحو أصيل ، الشهوة هي نتيجة لتركب الروح مع كيان .. كيان مجهول ، وكوني ، وهو السبب في وجود هذا الكون بهذا الشكل ، وهذا الكيان يسمى بالشيطان ، وأحب أن أجعل اسمه منهجياً على نحو مختلف نوعاً ما وأسميه ب"زمن الغياب" حيث يكون الزمن كياناً حقيقياً لا تعبيراً مجازياً بل يكون الإنسان هو المجاز .. والمادة ناتجة عن استخدام الزمن للإنسان كمجاز .. أي أنها رمز للزمن ، الحقيقة هي الزمن ، والكليات ، أما الجزئيات والمحدودات فهي الأشياء الغير موجودة ، ف(هذا الإنسان) و(هذا الدفتر) غير موجودان، كل ما يمكن تحديده ، كل ما يمكن أن نقول عنه "هنا والآن" هو بالضبط الشيء الفاقد للوجود الحقيقي لأن وجوده مركب من علاقات عميقة تكون الظاهرة المحددة عبر أنسجة الزمن كلها ، وجود جسدك في هذه اللحظة بهذا الشكل ، يعتمد على كل تفاعلات الكون والزمن عبر كل المجرات والعصور والعقول والنفوس .. من دون أن يكون كل ذلك مرتباً بطريقة محددة تماماً، سيختلف جسدك اختلافاً نهائياً وهذا يعني أن جسدك ليس له وجود، التفاعل المؤدي إليه هو الوجود الحقيقي...
من أنت أصلاً ؟ من الواضح أنه كلما احسست بذاتيتك أكثر كلما خفت الشهوة وكلما فقدت الإحساس بالذاتية ازدادت الشهوة ، اي أنك لا تتصل بذاتك ، ومن الطبيعي إذن أنك يجب أن لا تحكم على ذاتك بأنها (هكذا بطبيعة الحال) لأنك حقاً لا تعرفها .. على فرض أن لديك ذاتاً مستقلة عني ولست جزءً من مؤامرة كبرى تريد غبقائي في سراديب الغياب ^_^
لم أكن أحس بالشهوة في بداية انبعاثي الجديد ... بدأت أحس بها حين انكسرت روحي وحينها أدركت أن الشهوة هي نوع من "الاستجابة التعويضية" وأن الكائن الضعيف هو الذي يستسلم لها حتى لا يعود للحقيقة ويتحمل تكاليف ذلك..
لماذا لا نستطيع قهر الشهوة ...
لأن هناك نفاقاً داخلياً في أثناء مقاومتها، الاحتيال على الذات ... إذا كانت هذه حقيقة على أحد المستويات، لأن جزءً منك ليس مقتنعاً بنظرية مقاومة الشهوة ويريد عوضاً عن ذلك أن يدركها ويتحرر منها بعد إدراكها، والجزء الآخر يريد تسخيفها ويرى من الدناءة أن يقام لها مقام أصلاً.
يحيى كالمسيح كبوذا، من يريد ويضحي لأجل الوصول إليهم ، يصل ...
هناك منهج معين .. تتبعه فتتحرر من الشهوة تماماً كما لو كانت مرضاً ...
لا تتبعه ، تتوه في فرضيات "السباحة الأثيرية" و"أفيون المحبة والإنسانية وجماعة السلام العادل والشامل لكل الشعوب" ... أنت حر باختيارك .. الحبة الحمراء ، أو الزرقاء ...
يرتاح الإنسان في التفكير بالأنبياء أنهم يختصون عنه جوهرياً في تكوين أرواحهم، فهذا لأنه لا يريد، لا يرغب ، بل يرغب بشيء آخر ، هو السبب ... هو السبب ، ليس الله ، هو الذي لا يرغب بما رغب به العباد المخلصين ، لو رغب رغباتهم ، لو سمح لروحه أن تحس بما أحسوا به لانتصر كما فعلوا ، لو "تقمصهم"...
لكنه يريد أن يتقمص شيئاً آخر ... شيئاً يسمح له باللهو والعبث ...
أغنية "حنا السكران" هي أغنية مقصودة، لابد أن "منشئها الحقيقي" يعلم أن هناك من سيفهمها، وأغلب الظن أنها جزء من {( واستفزز من استطعت منهم بصوتك )}... بالمناسبة كنت أسمع من أحد اقربائي قديماً أن فيروز والرحابنة ينتمون لمحفل ماسوني ولكني نسيت ما اسمه، ظننت أنها مبالغة حتى أعدت التحقيق في كلمات أغانيها، تحمل سواداً عظيماً...