سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 826
- مستوى التفاعل
- 1,581
ما يحل هذه المعضله هوا شئ واحدما يفهمه الناس من مفارقة بوريدان هو ضرورة "التصرف بسرعة" و"حسم الأمور" و"عدم التردد".
ما تحاول مفارقة بوريدان أن تخبرك إياه، هو عدم وجود "حياة ذاتية" لدى الآلات، وجود الآلة تابع ل"الآخر-الموضوعي" وقائم به على نحو مطلق، فهي لا تمتلك جوهراً وجودياً أصيلاً، وهو ما يمنع الآلة من الدخول في "خط تفاعل حر" لا يعتمد على القواعد والقوانين التي تشكل نظام العالم الموضوعي.
الفكرة التي تحاول المفارقة الأصلية إيضاحها هي النقيض مما يتم توظيفها من أجل الترويج له، فما تقوله المفارقة أن اتباع الدوافع الأعمى دون "التفكير الحكيم" يؤدي إلى العجز عن اتخاذ قرار حاسم في حالة تساوي هذه الدوافع. أي أن الحمار "لم يفكر" بطريقة منطقية عقلانية بل كان يراقب دوافعه فقط، ولذلك "لم يتبصر" بالحل المناسب وهو تناول الماء، من أجل كسب الوقت وحسب الأولوليات، أو "تناول الطعام" من أجل الخلاص من الشهوة والتفرغ لحل الأزمة الراهنة.
أما ما يتم ترويجه في هذه المفارقة فهو أن "على الحمار أن يحزم أمره" و"يلقي بنفسه إلى أي قرار على نحو عبثي"، ولكن المشكلة أن الحمار الذي تتساوى دوافعه، يفقد القدرة على التصرف بعبث أيضاً !
قد تكون السلطات الممارسة على كينونة الآلة هي مناخ الطبيعة وقوانينها، أو المبرمجين والمصممين ، ولكن العامل المشترك بين المحركات الحقيقية للآلة هو أنها أسباب "موضوعية" ، قد تكون أي شيء وكل شيء، غير ذات الكيان، انفصال سبب الحركة عن ذات الكيان هو صفة الحركة الآلية، لابد أن يكون السبب خارجياً .. بغض النظر عن ما يكون.
الاستجابة الغريزية للمثير البيئي هي فعل غايته الوحيدة في هذه الحياة تحقيق نوع من التواصل مع مصدر الإثارة الموضوعية، التي قد يعلم سبب إثارتها للغريزة وقد يبقى مجهولاً.
الفعل الغريزي بسيط ومباشر ولا يتضمن مراعاة أشياء أخرى باستثناء تحقيق غايته، ولذلك يخلو الفعل الغريزي البحت من النظام مثل "الهيكلية" التي تحدد طريقة صحيحة وآمنة للاستجابة، وكذلك يتناقض مع "الرجوع إلى القيم الذاتية" فهو فعل محدود وغايته واضحة وآلية عمله واضحة تماماً كالنهار، وفرط بساطته يقترب كثيراً من حالة خضوع الجماد إلى قوانين الميكانيك على نحو "أريحي" بحيث لا يبدي الجماد أي مقاومة ولو بسيطة بالنسبة لها.
إدراك "كُنه" الدافع الغريزي قد يكون صعباً علمياً بنفس مستوى صعوبة إدراك معاني الرموز الهيروغليفية من دون الاستعانة ب"حجر رشيد"، ولكن التفاعل الغريزي (الاستجابة للمثير) الذي يحدث بعد تكون الدافع في الخفاء، بسيط على نحو مسرف في البساطة، كما لو أنه يصلح فقط لطلاب الابتدائية.
الفعل الغريزي لا يسمح بالخروج عن الإطار الموضوعي-الطبيعي لأن غايته محتواة في هذا الإطار وسيكون الفاعل خاضعاً لقوانين العالم الخارجي بالحتمية لهذا السبب :
حتى ولو كان الفاعل حراً ولكن طبيعة الفعل الذي يفعله لا تهتم بالحرية بل فقط بإنجاز شيء محدد وهو الاستجابة للغريزة، فإذا كان الفاعل أقوى من الغريزة فيمكنه أن يستجيب لها ب"عقل" وحينها يمكنه تحقيق نوع من الحرية على الأقل في التفاعل إذا لم يكن في الدافعية.
لكن في حالة كان الفاعل أضعف من غريزته، فحتى ولو كان واعياً وله ذات حقيقية (روح) مستقلة عن العالم الموضوعي، فبما أن الفعل موجه فقط للاستجابة دون الاكتراث بما يتجاوز هذه المثنوية فسينسى الكائن ذاته والوجود وسيتصرف على نحو أوتوماتيكي، لأنه مأسور بما يسمح به نطاق التفاعل الغريزي دون اكتراث لشيء آخر، أي أنه إذا كنت تركز فقط على الاستجابة للاستثارة الجنسية من قبل شخص آخر فإنك لن تفكر طويلاً بمتطلبات هذا الشخص حتى يعطيك ما تريد ولن تفكر طويلاً بما سيحدث نتيجة استجابتك للاستثارة، وهذا ما سيحدث أيضاً مع الحمار في الحقل، فهو لا يشغل نفسه بالتفكير في آفاق العالم خارج نطاق المسافة الفاصلة بينه وبين الحظيرة وسطل الماء والعلف وبقية الحمير، هذه المسافة هي كل ما يتوجب عليه أن يكترث به ويبادر بفهم كنهه.
ربما يبدو الأمر أوضح لحضرتك الآن حين تسأل "لماذا تقولون إن الأفعال الغريزية هي أفعال آلية أكثر منها حيوية أو إنها تتسبب في العبودية والانعزال عن الحقيقة"، فرغم أن الغريزة تعتمد على طاقة الكائن الحيوية في الفعل ولكنها لا تعتمد على (جوهره الحيوي) في "القرار" و"الإدراك"، وكأنه يجعل حيويته وقوداً للتفاعل مع الموضوعات الخارجية لا أكثر..
إن الميزان الميكانيكي لا يمتلك القدرة على ترجيح كفة على الأخرى ذاتياً، من دون أن يكون هناك "ثقل خارجي أكبر من الآخر على إحدى الكفتين".. وربط كرة معدنية بسلسلتين تتعلق كل منهما بخطاف بطرف شاحنة وجعل الشاحنات تمشي لن يؤدي إلى جذب الكرة إلى إحدى الجهتين أكثر من الأخرى ما لم تكن إحدى الشاحنتين أثقل من نظيرتها، وبالتالي ستبقى الكرة المعدنية في نفس مكانها إلى الأبد، لأنها لا تعتمد على "ذاتها" بل على العالم الخرجي حتى يحركها.
الآلات لا تمتلك موقفاً ذاتياً من أفعالها، وكذلك الجسم المادي وغرائزه، وكما هي الآلات لا تتبنى مرجعاً متعالياً لتقييم أفعالها فليس لدى الجسم البايولوجي المادي مثل هذا المرجع، إنها تتصرف بلاوعي وكذلك الجسم البايولوجي، وكما من العبث أن تطلب من آلة أن تتصرف على غير النحو الذي يتوافق مع تصميمها وقوانينها فكذلك من المعيب أن تتوقع من الجسم المادي أن يتصرف بناء على مرجع قيمي يتجاوز الواقع والمثيرات البيئية.
كذلك الحمار لا يمتلك موقفاً ذاتياً أو مرجعاً أعلى من الطبيعة ليستعين به حينما يواجه استثارات متساوية، طالما أن مرجعه الأعلى هو الطبيعة نفسها وهي تسمح بمثل هذه الحالة من "التضاد المتساوي" بين المثيرات، مما يولد حالة عطالة تشبه حالة الآلات في وضع التوازن الحرج بين القوى الممارسة عليها ، وهذا هو ما يحدث أيضاً مع الحمار ولسوف يكون من الطبيعي جداً أن يتوقف الحمار عن الاستجابة والتفاعل ويموت إذا تساوت المثيرات البيئية ولسوف يكون من الغريب والخارق جداً أن يفعل غير ذلك ...
وإذا تم احتواء أو تقييد الوعي الحر والمطلق بهوية موضوعية تنتمي إلى الطبيعة فإنه لا يختلف عن الآلات في عدم قدرته على الاختيار الحر والقرار المطلق عن القوانين.
اللحظة التي يتجاوز فيها الوعي القانون الطبيعي هي اللحظة التي يحقق فيها حريته بالمعنى العميق ... دون ذلك للأسف ، لا يوجد فائدة من طلب الحرية ... وبما أن الوجود الموضوعي يعتمد بالكامل على القانون الطبيعي فإن الحرية تستحيل إلى نوع من التضحية بالوجود الموضوعي والغريزة ، وهذا ما يجعل الموت والحرية شيئاً واحداً في الجوهر...
ولا يمكن أن تحقق الحرية من خلال استجداء حياة أخرى بعد الموت ... لأن هذا يعني الخضوع لنظام موضوعي ما وعدم الخلاص في اللحظة الراهنة وهي كل شيء حقيقي ...
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
إذا كنت تريد الخلاص ... فلا يجب أن تطلب اختبار حالة الرحيل وما وراء الوجود ... يجب أن تتخلص حتى من رغبتك في أن ترحل .. لأن هذه الرغبة جزء من الفخ الأكبرعلى هامش موضوعك سيد
ذكرتني بالحكمة الاسكندرية المعروفة:
لا تَرْحَلْ مِنْ كَوْنٍ إلى كَوْنٍ فَتَكونَ كَحِمارِ الرَّحى؛ يَسيرُ وَالمَكانُ الَّذي ارْتَحَلَ إلَيْهِ هُوَ الَّذي ارْتَحَلَ عَنْهُ. وَلكِنِ ارْحَلْ مِنْ الأَكْوان إلى المُكَوِّنِ،
والطريف في الامر عند المعاصرين ان الجميع يصف التفكير المخالف بأنه "منطق دائري"
وكأنهم لا يعلمون ان كل منطق هو منطق دائري، ولا يمكن ان يخرج من هذا الاطار الا اذا اخذ بعدا ميتافيزيقيا ما ...
متابعة طيبة
لا أشجع على التيقن من شيء، هذا يشبه الأفيون الذي تلجأ إليه لعلاج الهلع ولكنه فقط يحجب عنك الإحساس بمصدر الهلع ولا يعالجه ولإن كان العالم كابوسا مظلما لا نور وراءه فلن ينفعك الأفيون في أي شيء، إطالة المدى، مسألة لا قيمة لهاما يحل هذه المعضله هوا شئ واحد
أن نتيقن من ثلاثة أمور:-
أن كون التعدد في التجسد والرجوع إلي الدنيا مره أخري ، هيا حقيقه.
وأن الناجي من هنا لن يتجسد مره أخري بل سيذهب إلي حياه موضوعها مختلف والقوانين فيها تُناسب طبيعته.
وإن عمل الحر عملاً في العالم الذي هوا أدني شئ في الوجود فسيفعله لغاية ما بناءاً علي إرادته الحره التي تطلب شئ ليس له وجود في الموضوع الذي هوا فيه .. " ومن يرد ثواب الأخره نؤته منها".
وأن الغير ناجي هوا من يخرج من التجسد إلي التجسد مره أخري
فيكون واقعاً في فخ الموت والحياه .. " ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ".
فتكون النار هيا الخلد في التجسد في هذا العالم.
المعرفه والإعتقاد وجمع المعلومات في الذاكره ، نعم هذا قد يكون مثل ما قلت ( أفيون ). ولكن أقول التيقن وأقصد به المعرفه الحضوريه ، أن نحضُر في الشئ لا أن نعرفه.لا أشجع على التيقن من شيء، هذا يشبه الأفيون الذي تلجأ إليه لعلاج الهلع ولكنه فقط يحجب عنك الإحساس بمصدر الهلع ولا يعالجه ولإن كان العالم كابوسا مظلما لا نور وراءه فلن ينفعك الأفيون في أي شيء، إطالة المدى، مسألة لا قيمة لها
لا أدري ماذا وراء باب الموت ولكن أدري أنه باب الحقيقة الوحيد، حتى ولو لم يكن وراءه إلا إدراك أن كل شيء سراب
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
لا أري أن المُثير والإستجابه تُذم بشكلٍ مطلق،حكمة من الشامان ...
كان هناك إنسان حزين ، يائس لجأ إلى الغابة ، فعجبت الحيوانات منه وأخذت تراقبه وتتساءل ، مال هذا الكائن الحزين ، ثم اقتربوا منه .. قالوا له لا نحب أن نراك حزيناً ، اطلب منا اي شيء لنفعله لك .. قال الرجل أريد أن أبصر ... فقال له النسر سأعطيك بصيرة ترى كل شيء وأعطاه بصره .. وقال أريد أن أكون قوياً فاتقرب منه الفهد وقال له سأهبك قواي وستصبح قوياً مثلي وصار قوياً كالفهد ، فقال الرجل أريد أن أعرف كل أسرار الأرض ، فاقتربت منه الأفعى وقالت له سأطلعك على كل أسرار الحياة ...
محملاً بالعطايا .. ذهب الرجل من الغابة ليواجه العالم الجديد ، لكن البومة قالت للحيوانات : هذا الرجل أمره غائر ... إنه لا يزال حزيناً ... قالت الحيوانات للبومة : لكنه حصل على كل ما يحتاجه وستكون أموره بخير .. قالت البومة : لا ، هذا الجرل أمره غائر، إنه حزين لأنه فارغ من الداخل ولا يوجد شيء سيملأ فراغه أبداً ...
لا أري أن المُثير والإستجابه تُذم بشكلٍ مطلق،
فمثلاً:- عندما أشعر بالجوع فهناك ثلاثة أمور:
الأول:- أن أستجيب بشكل مطلق لهذه الرغبه وهيا من ستدفعني إلي أكل الطعام .. ولكن عاقبة هذه الإستجابه أني سآكل أي شئ دون الإكتراث إلي نتيجة دخول هذا الطعام إلي جسدي ، هل هوا مضر للجسد أم مفيد.
وهذا التصرف أري انه قد ينبع من وعي راضيٍ بإختياره للوجود رغم أنه لا يعرف ذلك .. وستسهل أمامه أمور كثيره قد تُساعده في طريقته للخلاص من التجسد الذي اختاره ، وهنا أري أن الوعي يوكل للنفس هذه الأمور فهيا من تُحرك الجسد بدلاً منه.
وقد ينبع أيضاً من البهيمه.. فحركتها في الحياه وعدم تمردها يقول أنها راضيه بما اختارته، أو ليس هناك شئ أخر .. هذا ما أنا فيه.
وهذا فيه كلام ولكن ليس الآن.
الأمر الثاني:- أن أشعر بالرغبه في الأكل ، وأفكر فيها بشكر حر فتتجرد أمامي الأمور - مثلما تراها أنت - وفي هذه الحاله
قد أشعر بثِقل الطعام نفسه وأسأل نفسي ، هل لابد أن آكل لكي أعيش ( ماهذا العبئ)، ف حتي أبسط الأمور ستكون عبئاً.
وهذا التصرف أري أنه ينبع من وعي يضعف عنده تقبل الواقع .. أنه اختار التجسد وليس براضي به.
فسيصعب عليه الخلاص من هنا.
الحل هنا أن نعرف أن النفس هيا خليلة الوعي ومساعده له.. ولا تُذم بشكل مطلق ، بل تذم إن حاولة السيطره علي الوعي ، تُمدح إن إستجابة للوعي وأطاعته.
وهذا ينقلنا للأمر الثالث:-
أن أشعر بالرغبه في الأكل .. فأفهم أنا إن استجبت لهذه الغريزه دون الوعي - فهذا تصرف أقرب للبهيميه
وإن استخدمت الوعي بشكل مطلق لن أجر علي نفسي سوي الألم .. لأنه صار ماصار [ ونحن هنا ولا مفر من ذلك ]. وبناءاً علي ذلك.
سأشعر بالرغبه .. ولكني سأحكم وعي الخاص إن كان لدي إدراك به. وسآكل أطيب وأفضل طعام أري أنه سيكون مفيداً لي علي الأقل في الفتره التي أعيشها هنا.
" فلينظر أيها أزكي طعاماً فليتأتكم برزق منه وليتلطف".
ما فهمته أن هذه قوانين اللعبه .. وحتي تنجوا يجب أن تلعب.المشكلة التي تطرح نفسها في الاستجابة للغريزة هي أن القيد أخلاقي قيمي ولكن ظاهره مادي بحت، وهذا يعني أن الله قرر تصميم الكون بشكل فيه حيلة معينة تمنع إدراك الحلول الصحيحة لمن لا يصلح نفسه من دون أن يعرف تقنية الحل الصحيح.
لنقل إن الحل الصحيح له طريقة تقنية لا تحتاج إلى أخلاق عالية في أحوال كثيرة، لكن مفتاح الاتصال بين الوعي وبين تقنية الحل هو الأخلاق، رغم أن التقنية نفسها موضوعية تماماً ويمكن شرحها بشكل خارجي.
الأمر يشبه كثيراً ألعاب JIGSAW ، على سبيل المثال ، في الجزء الخامس كان على الخمسة أن يتعلموا أن لا يكونوا أنانيين، وأن يتعاونوا من أجل النجاة، وهذا أمر تقني جداً بالنظر إلى ان الفخاخ لم تتطلب التضحية بأحد منهم، ولكن "سوء نياتهم" يجعلهم يقتلون بعضهم رغم أن ذلك غير مفيد لهم على الإطلاق.
أترى ؟ الحل تقني ، علمي منهجي كما يقولون ، ولكن من المستحيل على الشرير أن يبصره ...
مشاهدة المرفق 9691مشاهدة المرفق 9692مشاهدة المرفق 9693مشاهدة المرفق 9694مشاهدة المرفق 9695مشاهدة المرفق 9696
مشاهدة المرفق 9697مشاهدة المرفق 9698مشاهدة المرفق 9699مشاهدة المرفق 9700
ما فهمته أن هذه قوانين اللعبه .. وحتي تنجوا يجب أن تلعب.
ما فهمته أن هذه قوانين اللعبه .. وحتي تنجوا يجب أن تلعب.
لكن سوءاً كنت خاسراً أم فائز ( لابد أن تتحلي بالأخلاق )
" إلا من أتي الله بقلب سليم ".
"إنما الحياة الدنيا - لعب - ".
"ونبلوكم بالشر والخير - فتنه - ".
أيضاً ليس هناك أشرار بالفطره .. هوا محض إختيار.
كان لي صديق مقرب ولكن افترقنا بسبب أنه عاش الطريقتين ويعلمهم جيداً .. ولكنه إختار مايُقال عنه الشر ، بمحض إرادته ويري أنه علي صواب ، لما سمعته أخذت فتره كبيره حتي أرجع لذاتي لأني تأثرت به، فكلامه منطقي .. وروي لي قصه نفسه فيما يخص بعد الموت وماذا سيفعل معاها! وكيف سينجو.
ولكني تيقنت بعدها أن الحكمه تتعالي علي منطق البشر أيا كان منهم اتصل أم لم يتصل .. فالأمر كله جلل ولا أحد يعرف شيئاً غير الذي ترك جسده.
حتي هوا أدركت بعد فتره أنه مخدوع وسيندم .. هناك من يتكلم معه في الخيال ويُعطيه معلومات .. بناءاً عليها يتصرف.
حالياً ترك الواقع بشكل كامل .. ويعيش الخيال بشكل كامل.
ليس بمجنون .. ولكنه من حوله اتهمه بالجنون.
نحن نعيش في عالم يعج بالفساد ، والعذاب ، والاحتيال ، والافتراس ، على نحو لا يمكن احتواءه ولا تغييره ... إلا بنهاية العالم الحالي وبداية عالم جديد.
حتى ولو تم القضاء على الجريمة والفساد والشر في الحياة الموضوعية فإنها ستبقى قابلة للتنشيط في أي لحظة بفضل تصميم ماهية هذا الكون التي تسمح بحدوث الشر سواء حدث أو لم يحدث.
ما دامت الأرواح مقيدة بأجسام بشرية فلا فائدة من ترجي الإصلاح لأنه سيكون دائماً مؤقتاً ومحدوداً، شيء لم يوافقني عليه حتى الآن معظم الأشخاص الذين حاورتهم، هم يريدون أن يبقى الجنس البشري ويبقى العالم الموضوعي، ولا يتصورون عالماً يخلوا من الموضوعية والبشرية على نحو مطلق، يعتبرون ذلك مستحيلاً مع أني لم أطرح الفكرة كشيء يتم السعي له، بل كشيء سيحدث فيما بعد.
هذه اللعبة تقول شيئاً واحداً فقط : الإنسان غير جدير بعد بما هو أفضل.. وعليه أن يضحي ب"السبب" في عدم جدارته
_______
إننا داخل شيء يشبه لعبة فيديو ما أو محاكاة ما تتولد جميع نماذج المحاكاة من إعادة استنساخ نظامها، تم تصميمها بالكامل قبل تحققها الواقعي.
مفاهيمنا كلها منصهرة بنظام اللعبة، خارج هذا النظام لا معنى لأكثر الكلمات التي نتداولها ، ولا يوجد مفارقات فلسفية كالتي نعالجها الآن ، كما أن ألغاز هذا الكون محلولة مسبقاً ولكن الإنسان لا يرى الحلول.
ما هو الامتياز الوجودي الذي حصل عليه من في الخارج بالنسبة لنا يتحكموا بنا كما يتحكم الأطفال بألعابهم ؟
هل نحن بهذا السوء حقاً ؟
ما الهدف النهائي ؟ ما الذي يريده الله أن نتعلمه ؟
ذكرت العيش في الخيال بشكل يبدو فيه أنك تتحدث عن الفصام ، ولكني لا أرى أن هناك فاصلاً "حادّاً" و"صلباً" بين الخيال والواقع ... بل على العكس ، الخيال هو تلك المساحة الغير معروفة والغير مرئية من الواقع، نتيجة الانحباس في الحلقة القدريه
عموما أنا أعاني نفس ما تعاني منه وأعرف ماتتعرض له جيدا.
واتفق معك في أن الخيال جزء فعال في الواقع .. ولكنه ترك الواقع .. وخياله بالمعني الحرفي هوا واقعه.
وبما أنك تميل لهذه الكفه ، إسمحلي أن أطرح عليك سؤال
هل رأيت أن أصلح شيئ أن نتمكن في الخيال ونترك الواقع بما هوا عليه ؟
محاولة منا للحفاظ علي وجودنا .. واحتواء النفس.
وما رأيك أن رغم كل هذا السوء الموجود ، أن نكون نقطه بيضاء في العالم ونضم أصواتنا إلي النقط البيضاء الأخري؟
وأن نتقبل ماسيمسنا من هذا السوء .. ونكون علي إستعداد لبذل المجهود لصيانة النفس نهاية كل يوم!
-إلي حين الذهاب
أشعر بقوة وصحة هذه الجمله .. ولكنها ثقيلة عليهذه اللعبة تقول شيئاً واحداً فقط : الإنسان غير جدير بعد بما هو أفضل.. وعليه أن يضحي ب"السبب" في عدم جدارته
إذا كنت تريد الخلاص ... فلا يجب أن تطلب اختبار حالة الرحيل وما وراء الوجود ... يجب أن تتخلص حتى من رغبتك في أن ترحل .. لأن هذه الرغبة جزء من الفخ الأكبر
وهذا لا يتحقق بالجهد والعقل، لابد من شيء آخر يستبديقظ في الكيان، شيء لا يمكن تقييده بالمنطق ولا بالقوانين، ولا بالخسارات، ولا بالرغبات، ولا يطلب شيئا، ولا يخاف من خسارة شيء حتى المصير .. هذه هي الطريقة الوحيدة للخلاص من حلقة الكارما إلى الأبد
بالحقيقة، يجب أن تفنى ولن تتحرر مهما فعلت حتى تقبل الفناء ، لا يهم ما ستفعله، سيكون دائما قسم منه ضدك .. عندما تنمي وجودك، تنمي أيضا قيودك
عموما أعاني نفس ما تعاني منه وأعرف ماتتعرض له جيدا.
ماأعرفه أن أرواحنا حبيسه في الغرفه تعيش تجربة التجسد والشهاده .. ولكن مايحدث كله وهم .. فهيا آمنه في مكانها.
ولكن ماتُعانيه هوا ألم الشعور ..وألم التكرار.
فمثلا:- * دخول الجنه*
ثم السقوم منها "بطعم الألم".
ثم رحله للصعود "بطعم المعاناه".
ثم إستقرار طفيف " بطعم السعاده".
-ثم السقوط منها مره أخري
دوخيني يا لمونه
[ يُقال أننا اخترنا أن نعيش هذه التجربه ]
لا أتذكر .. لكن القرآن يؤكد
واتفق معك في أن الخيال جزء فعال في الواقع .. ولكنه ترك الواقع .. وخياله بالمعني الحرفي هوا واقعه.
وبما أنك تميل لهذه الكفه ، إسمحلي أن أطرح عليك سؤال
هل رأيت أن أصلح شيئ أن نتمكن في الخيال ونترك الواقع بما هوا عليه ؟
محاولة منا للحفاظ علي وجودنا .. واحتواء النفس.
وما رأيك أن رغم كل هذا السوء الموجود ، أن نكون نقطه بيضاء في العالم ونضم أصواتنا إلي النقط البيضاء الأخري؟
وأن نتقبل ماسيمسنا من هذا السوء .. ونكون علي إستعداد لبذل المجهود لصيانة النفس نهاية كل يوم!
وهذا ليس رضاءاً بما هوا موجود في الأرض .. ولكن صبراً وحِلما ورضاً بما تم في الوجود بجملته .. طلباً للحقيقه التي تطلبها.
-إلي حين الذهاب
البحث بالتفصيل وبطريقة كاملة عن جميع الاختلافات التي تفصل بين وجهتي النظر التلقينية والميستيكية، يتطلب مجلدًا كاملاً...
لكن ما يقال في أغلب الأحيان هو أن الطريقة الميستيكية "سلبية"، بينما التلقينية "فعالة".
بمعنى أن الشخص في الميستيكية يقتصر على تلقي الواردات كما تأتي له، دون أن يكون له أي علاقة بذلك.
ولنقل انه هنا يكمن الخطر الرئيسي لهذه الطريقة، وهي انه "منفتح" لكل التأثيرات، مهما كان ترتيبها، خاصة اذا يفعل ذلك دون ان يكون لديه الإعداد الدكتريني اللازم لتمكينه من التمييز بينها
على العكس في الحالة التلقينية او السلوكية، فيمكن للشخص امكانية الأخذ بزمام المبادرة للوصول الى "التحقق" بشكل منهجي، تحت رقابة صارمة ومتواصلة، والذي يستلزم عادة تجاوز إمكانيات الشخص ذاتها.
كما أن هذه المبادرة ليست كافية، فمن الواضح أن الشخص لا يستطيع أن يتفوق على نفسه بوسائله الخاصة، التي لا يمكن ان تشكل سوى نقطة للبداية او النطلاق من اجل التحقيق الروحي
في حين ان الميستيكي حسبما يبدو ليس لديه أي نقطة، ولو بالنسبة للأشياء و الاحتمالات الفردية.
مازال هنالك الكثير من الالتباس يجب ان يوضح ويدرس ويبحث ...
المشكلة التي تعتري كلامك الصحيح بالمجمل هي أنه يمثل معالجة من وجهة نظر أحد الطرفين لكلا الطرفين .. وبالتالي أنت لم تخرج للطرف الآخر وترى بنور عيونه حتى تستطيع أن تحاكمه من منطلق الحق المطلق عن الأحكام النابعة من النموذج المعرفي المسبق الخاص بك.