هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

الراجا يوغا - الدرس السابع [7] || سوامي فيفيكاناندا

Ile

Galactic Traveler
المشاركات
146
مستوى التفاعل
1,002
الديانا والسمادي - Dhyâna and Samâdhi

لقد أنهينا نظرتنا السريعة للخطوات المختلفة في الراجا يوغا، ما عدا تلك الدقيقة والأعمق، وهي الهدف الذي ستقودنا إليه الراجا يوغا.

كإنسان فنحن نرى أن معرفتنا التي ندعوها بالعقلانية تشير إلى الوعي. أنا واعي بهذه الطاولة، أنا واعي بحضورك أنت، وهكذا، وهذا يتيح لي معرفة أنك هنا، وأن الطاولة هنا، والأشياء التي أراها وأسمعها وأحسها أنها هنا، بالوقت نفسه أنا غير واعي بجزء جد كبير من وجودي - الأعضاء المختلفة داخل جسدي، الأجزاء المختلفة من الدماغ، الدماغ نفسه، لا أحد واعي بهذه الأشياء.

عندما أكل الطعام أقوم بذلك بشكل واعي، عندما أحول الطعام إلى الدم ثم إلى لحم وعظم وغيره أقوم بذلك بشكل لا واعي، رغم أني غير واعي بهذه الأشياء إلا أنه أنا من يقوم بها، لا يمكن أن يكون هنا 20 شخصا بهذا الجسد. فكيف أعرف أني أنا من يقوم بهذا وليس شخص أو شيء أخر؟ قد يقال أن وظيفتي هي أكل الطعام فقط وأن تحويل الطعام لعناصر الجسد هي وظيفة شخص أو شيء أخر، هذا غير ممكن، لأنه يمكن البرهنة على أن كل الانشطة التي نكون غير واعين بها يمكن إحضارها لسطح الوعي. يبدو ان القلب ينبض بدون تحكم وتدخل منا، لا أحد منا هنا يتحكم بقلبه، بل هو ينظم نفسه بنفسه، لكن بالممارسة والتمرين يمكن للمتدرب التحكم بالقلب أيضا، وفي النهاية سينبض القلب فقط تبعا لإرادة صاحبه، ببطئ أو بسرعة، أو حتى ببطئ شديد ليبدو وكأنه توقف.


وبهذا يكون لدينا مستويان يشتغل فيها العقل البشري، الأول هو المستوى الواعي، وهو المستوى التي تكون فيه كل الأعمال مرتبطة بإحساس بالأنا، والمستوى اللاواعي، العمل تحت السطح، وهو الذي يكون غير مترافق بإحساس بالإنية.

في الحيوانات الدنيا يسمى اللاوعي غريزة، وفي الحيوانات العليا، وفي أعلى نوع من الحيوانات، الإنسان، الجزء الواعي يسود، ويسمى العقل الواعي.

لكن الأمر لا ينتهي هنا، هناك مستوى أعلى أخر يمكن للعقل العمل من خلاله، يستطيع تجاوز الوعي، فكما اللاوعي يوجد تحت الوعي، هناك مستوى أخر فوق الوعي، وهو أيضا غير مرافق بإحساس بالإنية.

الإحساس بالإنية هو شيء يخص المستوى الواعي في الوسط فقط، عندما يتواجد العقل تحت أو فوق هذا الخط حينها لا يوجد إحساس بـ"أنا"، ومع ذلك، فالعقل يشتغل.

عندما يرتفع العقل فوق خط الوعي الذاتي هذا يدعى بالسمادي Samâdhi، أو الوعي الفائق super‑consciousness،

لكن كيف نعرف أن شخصا دخل بحالة السمادي Samâdhi لم يذهب إلى المستوى اللاواعي؟ لم يتقهقهر عوضا من الذهاب إلى أعلى؟ ففي كلتا الحالتين الشخص غير مرتبط بإحساس الإنية..

الجواب هو عبر الأثار ونتيجة العمل، فنحن نعلم ما يوجد تحت وما يوجد فوق. عندما يدخل شخص نوما عميقا فهو في المستوى اللاوعي، ويقوم بتشغيل الجسد بشكل مستمر، وقد يتنفس، يتحرك..لكن بدون إحساس بالأنا، هو غير واعي، وعندما يعود من نومه فهو نفس الشخص الذي دخل بالنوم، حاصل المعرفة التي كان يحوزها قبل النوم ظل كما هو ولم يزدد. لم تحدث إستنارة، لكن إذا دخل شخص ما السمادي Samâdhi، إذا دخل بها وهو أحمق فسيخرج حكيما.


ما الذي يصنع الفرق؟ في الحالة الأولى الشخص يخرج كما دخل، وفي الحالة الثانية يخرج مستنيرا، حكيما، رسولا، قديسا، شخصيته تتغير بالكامل، حياته تغيرت، استنارت. هذه هي أثار الحالتين. وبما أن الأثار مختلفة فالمسببات مختلفة، فالإستنارة التي يعود بها الشخص من السمادي Samâdhi أكبر من أن يحصل عليها من الحالة اللاوعية، وأكبر من أن يحصل عليها من الحالة الواعية عن طريق التفكير والإستنتاج والمنطق، وبالتالي فهو دخل الوعي الفائق أو السمادي.

هذا، وباختصار، فكرة السمادي. ما تطبيقها؟ تطبيقها هنا، مجال المنطق والتفكير، أو العمل الواعي للعقل، هو مجال ضيق ولا يمكن له تجاوزه. كل محاولة للعبور إلى ما هو أكثر هي مستحيلة، ومع ذلك، فخارج دائرة مجال التفكير والمنطق هذه يوجد كل ماهو محبوب لدى البشرية. كل هذه الأسئلة من قبيل، هل هناك روح خالدة؟ هل هناك إله أو أي ذكاء كوني يسير الوجود؟... إجابات هذه الأسئلة تقبع خارج نطاق التفكير والمنطق. التفكير لا يمكنه أبدا الإجابة عن هذه الأسئلة، ماذا يقول التفكير؟ يقول "أنا لا أدري لا أعلم هل نعم أم لا".

ورغم ذلك فهذه الأسئلة هي مهمة للغاية لنا، بدون جواب لها، الحياة الإنسانية ستكون مستحيلة.

كل نظرياتنا وسلوكياتنا الأخلاقية، كل ماهو جيد ورائع في الطبيعة الإنسانية، تمت قولبته على أجوبة قادمة من خارج هذه الدائرة. إنها مهمة جدا، وبالتالي، علينا أن نمتلك أجوبة لهذه الأسئلة، بلا أجوبة ستكون الحياة مستحيلة، إذا كانت الحياة مجرد حدث لخمس دقائق، إذا كان الكون مجرد صدفة محظوظة لتجمع ذرات، حينها لماذا علي أن اكون جيدا وخيرا تجاه الأخر؟ لماذا يجب ان تكون هناك رحمة؟ عدالة، أو أحاسيس؟ أفضل شيء بهذا العالم حينها هو الإنتفاع والإهتمام بالمصلحة الشخصية ما أمكن. إذا لم يكن هناك أمل، لماذا علي أن أحب أخي؟ ولا أقطع حنجرته؟ إذا لم يكن هناك شيء خارج هذا، إذا لم تكن هناك حرية، بل فقط قوانين صارمة ميتة، علي الإهتمام بنفسي فقط وجعلها فرحة. ستجد أناس، بهاته الأيام، أن لديهم أرضية وأساس نفعي ومنه يستمدون أخلاقياتهم. ماهو هذا الأساس؟ جلب أكبر قدر من السعادة لأكبر قدر من البشر. لماذا علي فعل هذا؟ لم لا أنتج أكبر قدر من التعاسة لاكبر قدر من البشر؟ مادام هذا يخدم مصلحتي؟ كيف تعلم ماهو صائب وماهو خاطئ؟ أنا مدفوع برغبتي بالسعادة وأقوم بتحقيقها، وهذا من طبيعتي، لا علم لي بأي شيء أكثر من هذا. لدي هذه الرغبات، وعلي تحقيقها، لماذا ستتذمر انت؟ من أين تأتي كل هذه الحقائق عن الحياة الإنسانية، عن الروح الخالدة، عن الإله؟ عن الحب والتعاطف، عن فعل الخير، وفوق كل شيء، عن عدم كونك أنانيا؟

كل الاخلاق، كل الأعمال البشرية، كل الأفكار البشرية، مؤسسة على هذه الفكرة الوحيدة حول عدم الأنانية؛ كل مفاهيم الحياة الإنسانية يمكن وضعها في هذه الكلمة، اللاأنانية.

لما علينا أن نكون غير أنانيين؟ ماهي الضرورة والقوة في كوني غير أناني؟ تقول أنك عقلاني ومنطقي ونفعي، لكن إن لم تريني سببا حينها ستكون لا عقلانيا. أرني سببا يجعلني أكون غير أنانيا؟ لم لا أكون مثل الإنسان الوحشي، أتصرف بدون عقل؟ ربما تكون جميلة كقصيدة لكن القصيدة ليست برهانا أو منطقا.

أرني سببا. لماذا علي أن لا أكون أنانيا؟ ولماذا علي أن اكون خيرا؟ هل لأن السيد والسيدة فلان قالو كذا وكذا؟ هذا ليس سببا. ما نفع أن لا أكون أنانيا؟

مصلحتي في أن اكون أنانيا، إذا كانت المصلحة تعني أكبر قدر من السعادة.

ربما أحصل على أكبر قدر من السعادة بسرقة الأخرين وخداعهم، ما الجواب؟ الشخص ذو العقلية النفعية لا يمكنه إعطاء جواب أبدا.

الجواب هو أن هذا العالم هو مجرد قطرة في محيط، رابط في سلسلة لانهائية، من أين حصل هؤلاء الذي علمو اللأنانية للبشرية على هذه الفكرة؟ نحن نعلم أنها ليست غريزية، وليست نتيجة الفكر والمنطق، فالفكر لا يعلم أي شيء عن هذه الفكرة، إذا من أين جائت؟

نجد، أثناء دراسة التاريخ، قاسما مشتركا بين كل المعلمين الكبار للاديان حول العالم، كلهم يدعون أنهم حصلو على هذه الأفكار من الخارج، فقط قلة منهم لم يعرفو ماكانو يحصلون عليه.

مثلا احدهم قد يقول أن ملاكا نزل على شكل إنسان بأجنحة وأخبره "أيها الرجل، هذه رسالة" وأخر سيقول أن ديفا Deva أو كائنا مشعا بالنور ظهر أمامه. وأخر سيقول أنه حلم بأسلافه الذين أخبروه بكل هاته الأشياء، وهو لم يعلم أي شيء أكثر من هذا. هذا ليس بالشيء النادر الحدوث، الكل يدعي أن هذه المعرفة جائت إليهم من الخارج، من خارج دائرة العقل الواعي، ولم يصلو إليها عبر التفكير والمنطق والإستدلال والإستنتاج.

ماذا تقوم اليوغا بتعليمه؟ تعلم أن هؤلاء كانو على صواب بإدعائهم أن تعاليمهم قدمت من الخارج، لكنها قدمت من انفسهم وليس من كيانات اخرى

اليوغي يعلم أن العقل لديه حالات أعلى من الوعي العادي، الوعي الفائق، وعندما يدخل العقل حالة أعلى، حينها هذه المعرفة تصير متاحة لصاحب هذا العقل، معرفة ميتافيزيقية ومتسامية، وحالة الإرتفاع فوق الوعي العادي وتجاوز الطبيعة البشرية العادية قد تأتي أحيانا عن طريق الحظ لشخص لا يفهم العلم والأسباب الكامنة ورائها؛ فهو، وجدها بالصدفة، وعندما يجدها بالصدفة يظن عادة أنها قدمت إليه من طرف ما من الخارج.

وهذا يشرح لماذا هذا النوع من المعرفة هو نفسه بإختلاف الأمكنة، ففي بلد قد يظهر انها قدمت عن طريق ملاك وفي أخر عن طريق ديفا وفي أخر عن طريق إله. ماذا يعني هذا؟ يعني أن العقل أحضر هذه المعرفة بشكل طبيعي وهذه المعرفة تم تفسيرها طبقا للمعتقدات والتعاليم الخاصة بالشخص الذي أتته هذه المعرفة.

الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص دخلو في حالة وعي فائق.

اليوغي يقول أن هناك خطرا كبيرا في الدخول بهذه الحالة عن طريق الحظ. في حالات كثيرة هناك خطر تدمير الدماغ، وكقاعدة، ستجد هؤلاء الأشخاص، مهما كانو عظماء، والذين دخلو بهذه الحالة عن طريق الحظ، يتلمسون طريقهم في الظلام بدون فهمها، مع مرافقة خرافات غريبة لمعرفتهم التي اكتسبوها، يفتحون أنفسهم للهلاوس، محمد إدعى أن الملاك جبرائيل أتى إليه في كهف وأخذه في الدابة السماوية البراق وزار السماوات، لكن ومع هذا كله، محمد قد أخبر بحقائق رائعة، إذا قرات القرأن ستجد أفضل الحقائق مختلطة مع هذه الخرافات، كيف ستفسر هذا؟ هذا الرجل كان موحى إليه لا شك بذلك، لكن هذا الإيحاء، كان عن طريق الحظ، فهو لم يكن يوغيا مدربا، لم يكن يعلم ما كان يقوم به.


يتبع..
 
محمد إدعى أن الملاك جبرائيل أتى إليه في كهف وأخذه في الدابة السماوية البراق وزار السماوات

محمّد النبي لم يدعي أنه خرج من الكهف وهو يمتطي دابة

البخاري يدعى أن النبي محمّداً قال ذلك ... البخاري ، أو من نقل كتاب البخاري ، أو من نقل (عنهم) البخاري ليسوا هم "النبي محمد" بحد ذاته.

كيف سنعرف إن كان النبي هو من أخبرهم بذلك أم أنهم افتروه ؟ أم أنهم لم يفهموا بالضبط ما الذي يقوله ؟

الأحاديث مصدر ثانوي لفهم الدين الإسلامي ....

محمد قد أخبر بحقائق رائعة، إذا قرات القرأن ستجد أفضل الحقائق مختلطة مع هذه الخرافات، كيف ستفسر هذا؟

الكلمات الواردة في كتاب القرآن الكريم لها دلالات غير مادية وغير طبيعية (لا تنتمي للمستوى المنظور ) معنى كلمة الملاك يختلف عن صورة "إنسان بأجنحة كبيرة".

الصور الحسية وفق القرآن الكريم تعبر عن "الظاهر" و"الظن" ولا يكفي أن يظهر كائن غريب بورة مادية حتى تقول إنه من عند الله !! الحق لا يعرف بالطريقة المحسوسة ، حسب ما يقوله لنا كتاب القرآن.
 
التعديل الأخير:
الديانا والسمادي - Dhyâna and Samâdhi

لقد أنهينا نظرتنا السريعة للخطوات المختلفة في الراجا يوغا، ما عدا تلك الدقيقة والأعمق، وهي الهدف الذي ستقودنا إليه الراجا يوغا.

كإنسان فنحن نرى أن معرفتنا التي ندعوها بالعقلانية تشير إلى الوعي. أنا واعي بهذه الطاولة، أنا واعي بحضورك أنت، وهكذا، وهذا يتيح لي معرفة أنك هنا، وأن الطاولة هنا، والأشياء التي أراها وأسمعها وأحسها أنها هنا، بالوقت نفسه أنا غير واعي بجزء جد كبير من وجودي - الأعضاء المختلفة داخل جسدي، الأجزاء المختلفة من الدماغ، الدماغ نفسه، لا أحد واعي بهذه الأشياء.

عندما أكل الطعام أقوم بذلك بشكل واعي، عندما أحول الطعام إلى الدم ثم إلى لحم وعظم وغيره أقوم بذلك بشكل لا واعي، رغم أني غير واعي بهذه الأشياء إلا أنه أنا من يقوم بها، لا يمكن أن يكون هنا 20 شخصا بهذا الجسد. فكيف أعرف أني أنا من يقوم بهذا وليس شخص أو شيء أخر؟ قد يقال أن وظيفتي هي أكل الطعام فقط وأن تحويل الطعام لعناصر الجسد هي وظيفة شخص أو شيء أخر، هذا غير ممكن، لأنه يمكن البرهنة على أن كل الانشطة التي نكون غير واعين بها يمكن إحضارها لسطح الوعي. يبدو ان القلب ينبض بدون تحكم وتدخل منا، لا أحد منا هنا يتحكم بقلبه، بل هو ينظم نفسه بنفسه، لكن بالممارسة والتمرين يمكن للمتدرب التحكم بالقلب أيضا، وفي النهاية سينبض القلب فقط تبعا لإرادة صاحبه، ببطئ أو بسرعة، أو حتى ببطئ شديد ليبدو وكأنه توقف.


وبهذا يكون لدينا مستويان يشتغل فيها العقل البشري، الأول هو المستوى الواعي، وهو المستوى التي تكون فيه كل الأعمال مرتبطة بإحساس بالأنا، والمستوى اللاواعي، العمل تحت السطح، وهو الذي يكون غير مترافق بإحساس بالإنية.

في الحيوانات الدنيا يسمى اللاوعي غريزة، وفي الحيوانات العليا، وفي أعلى نوع من الحيوانات، الإنسان، الجزء الواعي يسود، ويسمى العقل الواعي.

لكن الأمر لا ينتهي هنا، هناك مستوى أعلى أخر يمكن للعقل العمل من خلاله، يستطيع تجاوز الوعي، فكما اللاوعي يوجد تحت الوعي، هناك مستوى أخر فوق الوعي، وهو أيضا غير مرافق بإحساس بالإنية.

الإحساس بالإنية هو شيء يخص المستوى الواعي في الوسط فقط، عندما يتواجد العقل تحت أو فوق هذا الخط حينها لا يوجد إحساس بـ"أنا"، ومع ذلك، فالعقل يشتغل.

عندما يرتفع العقل فوق خط الوعي الذاتي هذا يدعى بالسمادي Samâdhi، أو الوعي الفائق super‑consciousness،

لكن كيف نعرف أن شخصا دخل بحالة السمادي Samâdhi لم يذهب إلى المستوى اللاواعي؟ لم يتقهقهر عوضا من الذهاب إلى أعلى؟ ففي كلتا الحالتين الشخص غير مرتبط بإحساس الإنية..

الجواب هو عبر الأثار ونتيجة العمل، فنحن نعلم ما يوجد تحت وما يوجد فوق. عندما يدخل شخص نوما عميقا فهو في المستوى اللاوعي، ويقوم بتشغيل الجسد بشكل مستمر، وقد يتنفس، يتحرك..لكن بدون إحساس بالأنا، هو غير واعي، وعندما يعود من نومه فهو نفس الشخص الذي دخل بالنوم، حاصل المعرفة التي كان يحوزها قبل النوم ظل كما هو ولم يزدد. لم تحدث إستنارة، لكن إذا دخل شخص ما السمادي Samâdhi، إذا دخل بها وهو أحمق فسيخرج حكيما.


ما الذي يصنع الفرق؟ في الحالة الأولى الشخص يخرج كما دخل، وفي الحالة الثانية يخرج مستنيرا، حكيما، رسولا، قديسا، شخصيته تتغير بالكامل، حياته تغيرت، استنارت. هذه هي أثار الحالتين. وبما أن الأثار مختلفة فالمسببات مختلفة، فالإستنارة التي يعود بها الشخص من السمادي Samâdhi أكبر من أن يحصل عليها من الحالة اللاوعية، وأكبر من أن يحصل عليها من الحالة الواعية عن طريق التفكير والإستنتاج والمنطق، وبالتالي فهو دخل الوعي الفائق أو السمادي.

هذا، وباختصار، فكرة السمادي. ما تطبيقها؟ تطبيقها هنا، مجال المنطق والتفكير، أو العمل الواعي للعقل، هو مجال ضيق ولا يمكن له تجاوزه. كل محاولة للعبور إلى ما هو أكثر هي مستحيلة، ومع ذلك، فخارج دائرة مجال التفكير والمنطق هذه يوجد كل ماهو محبوب لدى البشرية. كل هذه الأسئلة من قبيل، هل هناك روح خالدة؟ هل هناك إله أو أي ذكاء كوني يسير الوجود؟... إجابات هذه الأسئلة تقبع خارج نطاق التفكير والمنطق. التفكير لا يمكنه أبدا الإجابة عن هذه الأسئلة، ماذا يقول التفكير؟ يقول "أنا لا أدري لا أعلم هل نعم أم لا".

ورغم ذلك فهذه الأسئلة هي مهمة للغاية لنا، بدون جواب لها، الحياة الإنسانية ستكون مستحيلة.

كل نظرياتنا وسلوكياتنا الأخلاقية، كل ماهو جيد ورائع في الطبيعة الإنسانية، تمت قولبته على أجوبة قادمة من خارج هذه الدائرة. إنها مهمة جدا، وبالتالي، علينا أن نمتلك أجوبة لهذه الأسئلة، بلا أجوبة ستكون الحياة مستحيلة، إذا كانت الحياة مجرد حدث لخمس دقائق، إذا كان الكون مجرد صدفة محظوظة لتجمع ذرات، حينها لماذا علي أن اكون جيدا وخيرا تجاه الأخر؟ لماذا يجب ان تكون هناك رحمة؟ عدالة، أو أحاسيس؟ أفضل شيء بهذا العالم حينها هو الإنتفاع والإهتمام بالمصلحة الشخصية ما أمكن. إذا لم يكن هناك أمل، لماذا علي أن أحب أخي؟ ولا أقطع حنجرته؟ إذا لم يكن هناك شيء خارج هذا، إذا لم تكن هناك حرية، بل فقط قوانين صارمة ميتة، علي الإهتمام بنفسي فقط وجعلها فرحة. ستجد أناس، بهاته الأيام، أن لديهم أرضية وأساس نفعي ومنه يستمدون أخلاقياتهم. ماهو هذا الأساس؟ جلب أكبر قدر من السعادة لأكبر قدر من البشر. لماذا علي فعل هذا؟ لم لا أنتج أكبر قدر من التعاسة لاكبر قدر من البشر؟ مادام هذا يخدم مصلحتي؟ كيف تعلم ماهو صائب وماهو خاطئ؟ أنا مدفوع برغبتي بالسعادة وأقوم بتحقيقها، وهذا من طبيعتي، لا علم لي بأي شيء أكثر من هذا. لدي هذه الرغبات، وعلي تحقيقها، لماذا ستتذمر انت؟ من أين تأتي كل هذه الحقائق عن الحياة الإنسانية، عن الروح الخالدة، عن الإله؟ عن الحب والتعاطف، عن فعل الخير، وفوق كل شيء، عن عدم كونك أنانيا؟

كل الاخلاق، كل الأعمال البشرية، كل الأفكار البشرية، مؤسسة على هذه الفكرة الوحيدة حول عدم الأنانية؛ كل مفاهيم الحياة الإنسانية يمكن وضعها في هذه الكلمة، اللاأنانية.

لما علينا أن نكون غير أنانيين؟ ماهي الضرورة والقوة في كوني غير أناني؟ تقول أنك عقلاني ومنطقي ونفعي، لكن إن لم تريني سببا حينها ستكون لا عقلانيا. أرني سببا يجعلني أكون غير أنانيا؟ لم لا أكون مثل الإنسان الوحشي، أتصرف بدون عقل؟ ربما تكون جميلة كقصيدة لكن القصيدة ليست برهانا أو منطقا.

أرني سببا. لماذا علي أن لا أكون أنانيا؟ ولماذا علي أن اكون خيرا؟ هل لأن السيد والسيدة فلان قالو كذا وكذا؟ هذا ليس سببا. ما نفع أن لا أكون أنانيا؟

مصلحتي في أن اكون أنانيا، إذا كانت المصلحة تعني أكبر قدر من السعادة.

ربما أحصل على أكبر قدر من السعادة بسرقة الأخرين وخداعهم، ما الجواب؟ الشخص ذو العقلية النفعية لا يمكنه إعطاء جواب أبدا.

الجواب هو أن هذا العالم هو مجرد قطرة في محيط، رابط في سلسلة لانهائية، من أين حصل هؤلاء الذي علمو اللأنانية للبشرية على هذه الفكرة؟ نحن نعلم أنها ليست غريزية، وليست نتيجة الفكر والمنطق، فالفكر لا يعلم أي شيء عن هذه الفكرة، إذا من أين جائت؟

نجد، أثناء دراسة التاريخ، قاسما مشتركا بين كل المعلمين الكبار للاديان حول العالم، كلهم يدعون أنهم حصلو على هذه الأفكار من الخارج، فقط قلة منهم لم يعرفو ماكانو يحصلون عليه.

مثلا احدهم قد يقول أن ملاكا نزل على شكل إنسان بأجنحة وأخبره "أيها الرجل، هذه رسالة" وأخر سيقول أن ديفا Deva أو كائنا مشعا بالنور ظهر أمامه. وأخر سيقول أنه حلم بأسلافه الذين أخبروه بكل هاته الأشياء، وهو لم يعلم أي شيء أكثر من هذا. هذا ليس بالشيء النادر الحدوث، الكل يدعي أن هذه المعرفة جائت إليهم من الخارج، من خارج دائرة العقل الواعي، ولم يصلو إليها عبر التفكير والمنطق والإستدلال والإستنتاج.

ماذا تقوم اليوغا بتعليمه؟ تعلم أن هؤلاء كانو على صواب بإدعائهم أن تعاليمهم قدمت من الخارج، لكنها قدمت من انفسهم وليس من كيانات اخرى

اليوغي يعلم أن العقل لديه حالات أعلى من الوعي العادي، الوعي الفائق، وعندما يدخل العقل حالة أعلى، حينها هذه المعرفة تصير متاحة لصاحب هذا العقل، معرفة ميتافيزيقية ومتسامية، وحالة الإرتفاع فوق الوعي العادي وتجاوز الطبيعة البشرية العادية قد تأتي أحيانا عن طريق الحظ لشخص لا يفهم العلم والأسباب الكامنة ورائها؛ فهو، وجدها بالصدفة، وعندما يجدها بالصدفة يظن عادة أنها قدمت إليه من طرف ما من الخارج.

وهذا يشرح لماذا هذا النوع من المعرفة هو نفسه بإختلاف الأمكنة، ففي بلد قد يظهر انها قدمت عن طريق ملاك وفي أخر عن طريق ديفا وفي أخر عن طريق إله. ماذا يعني هذا؟ يعني أن العقل أحضر هذه المعرفة بشكل طبيعي وهذه المعرفة تم تفسيرها طبقا للمعتقدات والتعاليم الخاصة بالشخص الذي أتته هذه المعرفة.

الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص دخلو في حالة وعي فائق.

اليوغي يقول أن هناك خطرا كبيرا في الدخول بهذه الحالة عن طريق الحظ. في حالات كثيرة هناك خطر تدمير الدماغ، وكقاعدة، ستجد هؤلاء الأشخاص، مهما كانو عظماء، والذين دخلو بهذه الحالة عن طريق الحظ، يتلمسون طريقهم في الظلام بدون فهمها، مع مرافقة خرافات غريبة لمعرفتهم التي اكتسبوها، يفتحون أنفسهم للهلاوس، محمد إدعى أن الملاك جبرائيل أتى إليه في كهف وأخذه في الدابة السماوية البراق وزار السماوات، لكن ومع هذا كله، محمد قد أخبر بحقائق رائعة، إذا قرات القرأن ستجد أفضل الحقائق مختلطة مع هذه الخرافات، كيف ستفسر هذا؟ هذا الرجل كان موحى إليه لا شك بذلك، لكن هذا الإيحاء، كان عن طريق الحظ، فهو لم يكن يوغيا مدربا، لم يكن يعلم ما كان يقوم به.


يتبع..
سيدنا محمد ، هو رسول الله وخاتم النبيين ارسله الله واصطفاه وليست مسئلة حظ ، فإن الله اختاره على علم وارسله لكل الناس واوحى إليه القرآن الكريم وهو كلام الله يقينا ، ولم ولن يخطلت بالخرافات ، لأن الله تكفل بحفظ كتابه ، كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وحفظ القرآن كاملا منذ إنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الآن وإلى يوم القيامة هو أحد وجوه الإعجاز والله على كل شئ قدير . إتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
 
الديانا والسمادي - Dhyâna and Samâdhi

لقد أنهينا نظرتنا السريعة للخطوات المختلفة في الراجا يوغا، ما عدا تلك الدقيقة والأعمق، وهي الهدف الذي ستقودنا إليه الراجا يوغا.

كإنسان فنحن نرى أن معرفتنا التي ندعوها بالعقلانية تشير إلى الوعي. أنا واعي بهذه الطاولة، أنا واعي بحضورك أنت، وهكذا، وهذا يتيح لي معرفة أنك هنا، وأن الطاولة هنا، والأشياء التي أراها وأسمعها وأحسها أنها هنا، بالوقت نفسه أنا غير واعي بجزء جد كبير من وجودي - الأعضاء المختلفة داخل جسدي، الأجزاء المختلفة من الدماغ، الدماغ نفسه، لا أحد واعي بهذه الأشياء.

عندما أكل الطعام أقوم بذلك بشكل واعي، عندما أحول الطعام إلى الدم ثم إلى لحم وعظم وغيره أقوم بذلك بشكل لا واعي، رغم أني غير واعي بهذه الأشياء إلا أنه أنا من يقوم بها، لا يمكن أن يكون هنا 20 شخصا بهذا الجسد. فكيف أعرف أني أنا من يقوم بهذا وليس شخص أو شيء أخر؟ قد يقال أن وظيفتي هي أكل الطعام فقط وأن تحويل الطعام لعناصر الجسد هي وظيفة شخص أو شيء أخر، هذا غير ممكن، لأنه يمكن البرهنة على أن كل الانشطة التي نكون غير واعين بها يمكن إحضارها لسطح الوعي. يبدو ان القلب ينبض بدون تحكم وتدخل منا، لا أحد منا هنا يتحكم بقلبه، بل هو ينظم نفسه بنفسه، لكن بالممارسة والتمرين يمكن للمتدرب التحكم بالقلب أيضا، وفي النهاية سينبض القلب فقط تبعا لإرادة صاحبه، ببطئ أو بسرعة، أو حتى ببطئ شديد ليبدو وكأنه توقف.


وبهذا يكون لدينا مستويان يشتغل فيها العقل البشري، الأول هو المستوى الواعي، وهو المستوى التي تكون فيه كل الأعمال مرتبطة بإحساس بالأنا، والمستوى اللاواعي، العمل تحت السطح، وهو الذي يكون غير مترافق بإحساس بالإنية.

في الحيوانات الدنيا يسمى اللاوعي غريزة، وفي الحيوانات العليا، وفي أعلى نوع من الحيوانات، الإنسان، الجزء الواعي يسود، ويسمى العقل الواعي.

لكن الأمر لا ينتهي هنا، هناك مستوى أعلى أخر يمكن للعقل العمل من خلاله، يستطيع تجاوز الوعي، فكما اللاوعي يوجد تحت الوعي، هناك مستوى أخر فوق الوعي، وهو أيضا غير مرافق بإحساس بالإنية.

الإحساس بالإنية هو شيء يخص المستوى الواعي في الوسط فقط، عندما يتواجد العقل تحت أو فوق هذا الخط حينها لا يوجد إحساس بـ"أنا"، ومع ذلك، فالعقل يشتغل.

عندما يرتفع العقل فوق خط الوعي الذاتي هذا يدعى بالسمادي Samâdhi، أو الوعي الفائق super‑consciousness،

لكن كيف نعرف أن شخصا دخل بحالة السمادي Samâdhi لم يذهب إلى المستوى اللاواعي؟ لم يتقهقهر عوضا من الذهاب إلى أعلى؟ ففي كلتا الحالتين الشخص غير مرتبط بإحساس الإنية..

الجواب هو عبر الأثار ونتيجة العمل، فنحن نعلم ما يوجد تحت وما يوجد فوق. عندما يدخل شخص نوما عميقا فهو في المستوى اللاوعي، ويقوم بتشغيل الجسد بشكل مستمر، وقد يتنفس، يتحرك..لكن بدون إحساس بالأنا، هو غير واعي، وعندما يعود من نومه فهو نفس الشخص الذي دخل بالنوم، حاصل المعرفة التي كان يحوزها قبل النوم ظل كما هو ولم يزدد. لم تحدث إستنارة، لكن إذا دخل شخص ما السمادي Samâdhi، إذا دخل بها وهو أحمق فسيخرج حكيما.


ما الذي يصنع الفرق؟ في الحالة الأولى الشخص يخرج كما دخل، وفي الحالة الثانية يخرج مستنيرا، حكيما، رسولا، قديسا، شخصيته تتغير بالكامل، حياته تغيرت، استنارت. هذه هي أثار الحالتين. وبما أن الأثار مختلفة فالمسببات مختلفة، فالإستنارة التي يعود بها الشخص من السمادي Samâdhi أكبر من أن يحصل عليها من الحالة اللاوعية، وأكبر من أن يحصل عليها من الحالة الواعية عن طريق التفكير والإستنتاج والمنطق، وبالتالي فهو دخل الوعي الفائق أو السمادي.

هذا، وباختصار، فكرة السمادي. ما تطبيقها؟ تطبيقها هنا، مجال المنطق والتفكير، أو العمل الواعي للعقل، هو مجال ضيق ولا يمكن له تجاوزه. كل محاولة للعبور إلى ما هو أكثر هي مستحيلة، ومع ذلك، فخارج دائرة مجال التفكير والمنطق هذه يوجد كل ماهو محبوب لدى البشرية. كل هذه الأسئلة من قبيل، هل هناك روح خالدة؟ هل هناك إله أو أي ذكاء كوني يسير الوجود؟... إجابات هذه الأسئلة تقبع خارج نطاق التفكير والمنطق. التفكير لا يمكنه أبدا الإجابة عن هذه الأسئلة، ماذا يقول التفكير؟ يقول "أنا لا أدري لا أعلم هل نعم أم لا".

ورغم ذلك فهذه الأسئلة هي مهمة للغاية لنا، بدون جواب لها، الحياة الإنسانية ستكون مستحيلة.

كل نظرياتنا وسلوكياتنا الأخلاقية، كل ماهو جيد ورائع في الطبيعة الإنسانية، تمت قولبته على أجوبة قادمة من خارج هذه الدائرة. إنها مهمة جدا، وبالتالي، علينا أن نمتلك أجوبة لهذه الأسئلة، بلا أجوبة ستكون الحياة مستحيلة، إذا كانت الحياة مجرد حدث لخمس دقائق، إذا كان الكون مجرد صدفة محظوظة لتجمع ذرات، حينها لماذا علي أن اكون جيدا وخيرا تجاه الأخر؟ لماذا يجب ان تكون هناك رحمة؟ عدالة، أو أحاسيس؟ أفضل شيء بهذا العالم حينها هو الإنتفاع والإهتمام بالمصلحة الشخصية ما أمكن. إذا لم يكن هناك أمل، لماذا علي أن أحب أخي؟ ولا أقطع حنجرته؟ إذا لم يكن هناك شيء خارج هذا، إذا لم تكن هناك حرية، بل فقط قوانين صارمة ميتة، علي الإهتمام بنفسي فقط وجعلها فرحة. ستجد أناس، بهاته الأيام، أن لديهم أرضية وأساس نفعي ومنه يستمدون أخلاقياتهم. ماهو هذا الأساس؟ جلب أكبر قدر من السعادة لأكبر قدر من البشر. لماذا علي فعل هذا؟ لم لا أنتج أكبر قدر من التعاسة لاكبر قدر من البشر؟ مادام هذا يخدم مصلحتي؟ كيف تعلم ماهو صائب وماهو خاطئ؟ أنا مدفوع برغبتي بالسعادة وأقوم بتحقيقها، وهذا من طبيعتي، لا علم لي بأي شيء أكثر من هذا. لدي هذه الرغبات، وعلي تحقيقها، لماذا ستتذمر انت؟ من أين تأتي كل هذه الحقائق عن الحياة الإنسانية، عن الروح الخالدة، عن الإله؟ عن الحب والتعاطف، عن فعل الخير، وفوق كل شيء، عن عدم كونك أنانيا؟

كل الاخلاق، كل الأعمال البشرية، كل الأفكار البشرية، مؤسسة على هذه الفكرة الوحيدة حول عدم الأنانية؛ كل مفاهيم الحياة الإنسانية يمكن وضعها في هذه الكلمة، اللاأنانية.

لما علينا أن نكون غير أنانيين؟ ماهي الضرورة والقوة في كوني غير أناني؟ تقول أنك عقلاني ومنطقي ونفعي، لكن إن لم تريني سببا حينها ستكون لا عقلانيا. أرني سببا يجعلني أكون غير أنانيا؟ لم لا أكون مثل الإنسان الوحشي، أتصرف بدون عقل؟ ربما تكون جميلة كقصيدة لكن القصيدة ليست برهانا أو منطقا.

أرني سببا. لماذا علي أن لا أكون أنانيا؟ ولماذا علي أن اكون خيرا؟ هل لأن السيد والسيدة فلان قالو كذا وكذا؟ هذا ليس سببا. ما نفع أن لا أكون أنانيا؟

مصلحتي في أن اكون أنانيا، إذا كانت المصلحة تعني أكبر قدر من السعادة.

ربما أحصل على أكبر قدر من السعادة بسرقة الأخرين وخداعهم، ما الجواب؟ الشخص ذو العقلية النفعية لا يمكنه إعطاء جواب أبدا.

الجواب هو أن هذا العالم هو مجرد قطرة في محيط، رابط في سلسلة لانهائية، من أين حصل هؤلاء الذي علمو اللأنانية للبشرية على هذه الفكرة؟ نحن نعلم أنها ليست غريزية، وليست نتيجة الفكر والمنطق، فالفكر لا يعلم أي شيء عن هذه الفكرة، إذا من أين جائت؟

نجد، أثناء دراسة التاريخ، قاسما مشتركا بين كل المعلمين الكبار للاديان حول العالم، كلهم يدعون أنهم حصلو على هذه الأفكار من الخارج، فقط قلة منهم لم يعرفو ماكانو يحصلون عليه.

مثلا احدهم قد يقول أن ملاكا نزل على شكل إنسان بأجنحة وأخبره "أيها الرجل، هذه رسالة" وأخر سيقول أن ديفا Deva أو كائنا مشعا بالنور ظهر أمامه. وأخر سيقول أنه حلم بأسلافه الذين أخبروه بكل هاته الأشياء، وهو لم يعلم أي شيء أكثر من هذا. هذا ليس بالشيء النادر الحدوث، الكل يدعي أن هذه المعرفة جائت إليهم من الخارج، من خارج دائرة العقل الواعي، ولم يصلو إليها عبر التفكير والمنطق والإستدلال والإستنتاج.

ماذا تقوم اليوغا بتعليمه؟ تعلم أن هؤلاء كانو على صواب بإدعائهم أن تعاليمهم قدمت من الخارج، لكنها قدمت من انفسهم وليس من كيانات اخرى

اليوغي يعلم أن العقل لديه حالات أعلى من الوعي العادي، الوعي الفائق، وعندما يدخل العقل حالة أعلى، حينها هذه المعرفة تصير متاحة لصاحب هذا العقل، معرفة ميتافيزيقية ومتسامية، وحالة الإرتفاع فوق الوعي العادي وتجاوز الطبيعة البشرية العادية قد تأتي أحيانا عن طريق الحظ لشخص لا يفهم العلم والأسباب الكامنة ورائها؛ فهو، وجدها بالصدفة، وعندما يجدها بالصدفة يظن عادة أنها قدمت إليه من طرف ما من الخارج.

وهذا يشرح لماذا هذا النوع من المعرفة هو نفسه بإختلاف الأمكنة، ففي بلد قد يظهر انها قدمت عن طريق ملاك وفي أخر عن طريق ديفا وفي أخر عن طريق إله. ماذا يعني هذا؟ يعني أن العقل أحضر هذه المعرفة بشكل طبيعي وهذه المعرفة تم تفسيرها طبقا للمعتقدات والتعاليم الخاصة بالشخص الذي أتته هذه المعرفة.

الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص دخلو في حالة وعي فائق.

اليوغي يقول أن هناك خطرا كبيرا في الدخول بهذه الحالة عن طريق الحظ. في حالات كثيرة هناك خطر تدمير الدماغ، وكقاعدة، ستجد هؤلاء الأشخاص، مهما كانو عظماء، والذين دخلو بهذه الحالة عن طريق الحظ، يتلمسون طريقهم في الظلام بدون فهمها، مع مرافقة خرافات غريبة لمعرفتهم التي اكتسبوها، يفتحون أنفسهم للهلاوس، محمد إدعى أن الملاك جبرائيل أتى إليه في كهف وأخذه في الدابة السماوية البراق وزار السماوات، لكن ومع هذا كله، محمد قد أخبر بحقائق رائعة، إذا قرات القرأن ستجد أفضل الحقائق مختلطة مع هذه الخرافات، كيف ستفسر هذا؟ هذا الرجل كان موحى إليه لا شك بذلك، لكن هذا الإيحاء، كان عن طريق الحظ، فهو لم يكن يوغيا مدربا، لم يكن يعلم ما كان يقوم به.


يتبع..
جميل جدا هذا يواضح الكثير استمر
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى