سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 882
- مستوى التفاعل
- 1,659
البراناياما ( علم التحكم بالقوى الحيوية )
ليست البراناياما علماً يدور حول التنفس ، كما يعتقد الكثير .. ما يمكن أن يقدمه التنفس من أجل البراناياما حقاً قليل جداً مهما يكون .. لكن التنفس واحد من الإجراءات التدريبية التي من خلالها نصل إلى البراناياما الحقيقية.
البراناياما هي أسلوب التحكم بطاقة برانا ( القوى الحيوية - طاقة الحياة ) .
البراناياما هي أسلوب التحكم بطاقة برانا ( القوى الحيوية - طاقة الحياة ) .
أكاشا والتكوين
وفقاً لفلاسفة الهند : الكون الأعظم يتكون من جوهرين : الأول هو ما يسمى "أكاشا Akasa " ، إنه الحضور الحقيقي ( مطلق الوجود Omnipresence ) ، جوهر كل الكائنات .. كل ما له شكل ، كل ما يتركب من مبادئ أبسط ، يتكون وجوده عبر مسار تطوري من أكاشا.
أكاشا هو ما يعطي الغازات ، السوائل ، الأصلاب. أكاشا هو ما يصبح الشمس ، القمر ، الأرض ، النجوم ، الشُهُب. أكاشا هو ما يتحقق زمنياً في الجسم البشري ، الجسم الحيواني ، النبات. كل شيء نراه ، كل شيء نستطيع الإحساس به ، كل شيء له وجود مُدرَك، أصله ومنبعه هو أكاشا.
أكاشا بحد ذاته لا يمكن إدراكه على نحو مباشر، إنه المستوى اللطيف للغاية من الوجود ( وجود خالص ) ، حضوره الحقيقي كامن وراء كل ما يمكن أن تتعرف عليه بطرق الإدراك التقليدية، يمكن رؤية أكاشا تقليدياً عندما يكون في المستوى الظاهر من الوجود ، عندما يتحقق في نموذج زمني يقبل التآثر مع مجال الرؤية التقليدية.
في بداية الخلق ، كان يوجد "أكاشا" ولم يكن هناك سواه ، وفي نهاية دورة الزمن ستتحرر الأصلاب ، السوائل ، والغازات .. وستعود إلى أكاشا مرة أخرى ، والوجود الجديد سيُخلق بنفس الطريقة من أكاشا.
برانا وتحريك عجلة الزمن
ما هي القوة التي تقوم بتحقيق هذا المستوى الوجودي الظاهر والمركب من ذلك المستوى الباطني والخالص ( أكاشا ) ؟ إنها قوة " برانا prana ". كما أن أكاشا هو الوجود المطلق اللانهائي وجوهر هذا الكون ، كذلك برانا هي القوة الوجودية المطلقة اللانهائية وجوهر القِوى في هذا الكون ، في البداية والنهاية من دروة الزمان ، كل كائن هو أكاشا ، وكل قوة في الكون تكون برانا ، في الدورة الجديدة ، ينبعث من برانا كل ما نسميه " طاقة Energy " ، وكل ما نسميه " قوّة Force ".
برانا هي ما يظهر كتفاعل فيزيائي ، برانا هي ما يعطي الجاذبية ، برانا هي المجال الذي تنبعث منه القوى المغناطيسية. برانا هي ما يظهر كأنشطة حيوية في الجسد ، التيارات العصبية ، قوة الفكر ... من الفكر وحتى أدنى مراتب القوى الفيزيائية ، كل تفاعل هو تجلي لبرانا.
برانا هي الجوهر الوجودي الذي يوحد كل القوى في الكون ، العقلية والفيزيائية ، وحين تعود تلك القوى إلى حالتها الحُرّة ، تسمى "برانا".
"حين لا يكون وجود ولا عدم ... حينما يغشى الظلام الظلام ، ما الذي يبقى حينئذ ؟ إنه "أكاشا" دون تفاعل زمني". إن تفاعل برانا الذي يولّد حركة الزمان يتوقف ، لكن كل الوجود يبقى وجوداً بذاته.
أسلوب براناياما
كل الطاقات المشاهدة الآن في الكون ، التي نعرفها بالعلوم الحديثة ، غير قابلة لتبديل ماهياتها. الهوية الوجودية للطاقات تبقى نفسها في كل مكان في الكون . فقط في نهاية دورة الزمن تصمت كل الطاقات وتسكُن ، وفي بداية الدورة الجديدة ستتفعل هذه الطاقات مرة أخرى وستبدأ تحريك الزمن من مكنون أكاشا ، ومن أكاشا ستتطور كل هذه النماذج الوجودية المتعددة ، وكما تتحول أكاشا إلى المستوى الظاهري التراكبي ، كذلك برانا تتحول أيضاً إلى كافة مظاهر الطاقة المتعددة ، علم التحكم بقوة برانا هو حقاً ما نقصده بعلم "براناياما".
هذا يفتح البوابة لنا للوصول إلى ما يقارب قوة لا حدود لها . افترض ، كمثل ، أن شخصاً قد فَهِم برانا تماماً واستطاع التحكم بها ، ما هي تلك القوة التي توجد على الأرض ولا يمكن أن تكون له ؟ إنه سيصبح قادراً على تحريك الشمس والنجوم من مواقعها ، إنه سيكون قادراً على التحكّم بكل شيء في الكون ، من الذرّات إلى أكبر الشموس ، لقد استطاع التحكم بالجوهر الوجودي لكل القوى .. برانا.
هذه غاية أسلوب براناياما ومنتهى أمره. وحين يصبح اليوغي ممتازاً لن يكون هناك شيء في الطبيعة ليس تحت تحكمه. إذا أمر قوى التكوين الإلهية أن تأتي إليه ، سيأتون طاعة له ، إذا أمر الأموات أن يأتوا إليه سيأتون لأمره . كل قوى الطبيعة ستطيعه كما لو كانوا خدمه ، وعندما يرى الجاهلون هذه القدرات التي أوتيها اليوغي سيحسبونها "معجزات" ..
العقل الهندي ينفرد بخصوصية في طبيعته التكوينية ، إنه دائماً يسير إلى "المُطلق" لأقصى مستوى ممكن ( الإجمالية في الرؤية الكونية اليوغية ) ، تاركاً التفاصيل للعمل عليها فيما بعد.
العلم المطلق والعلم التراكمي – منهج براناياما العلمي
السؤال الذي تعرضه الفيدا : "ما هو الذي إذا علمناه سنعلم كل شيء آخر ؟". كل الكتب ، وما كتبه الفلاسفة ، محاولات للوصول إلى الحق الذي سينكشف كل شيء بمعرفته.
إذا أراد الإنسان معرفة هذا الكون معطىً معطى ، سيحاول أن يعرف معنى كل حبة رمل لوحدها بانفراد. وهذا يستدعي وقتاً لانهائياً ... لا يمكنه أن يعلم كل هؤلاء. كيف إذاً تُحقق المعرفة ؟ كيف يكون من ممكن لإنسان أن يحيط علماً بكل هذه الجزئيات عبر الآفاق ؟
يقول اليوغيون أن وراء كل هذه التجليات الجزئية هناك كينونات مجرّدة.
وراء كل الأفكار الجزئية هناك تجريد " مبدأ عقلي Abstract Principle " افهمه ، وستفهم بناء عليه كل شيء. تماماً كما تم تجريد مستويات الوجود والوصول إلى وحدة وجودية جوهرية وراء هذا الكون الهائل وفق الفيدا ، "الوجود المطلق الواحد" ، وكما أن من يفهم ذلك المبدأ سيفهم معنى الكون الهائل ، كذلك كل مظاهر القوى المختلفة يمكن أن تجرّد إلى وحدتها الجوهرية ( البرانا ).
من يفهم البرانا يفهم كل القوى في الكون، العقلية أو الفيزيائية. من يتحكم بالبرانا يتحكم بعقله الخاص ، وبكل عقل فردي في الوجود ، من يتحكم بالبرانا يتحكم بجسده الخاص، وبكل جسد فردي في الوجود، لأن البرانا هي الحقيقة المطلقة للقوة.
كيف يمكن التحكم بالبرانا ، هذا هو المسألة الوحيدة في أسلوب البراناياما ، كل هذه التمارين والتدريبات توجد فقط من أجل ذلك الهدف النهائي الوحيد.
وعلى المرء أن يبدأ من حيث يقف ، يجب أن يتعلّم كيف يتحكّم بالأشياء والقوى الأقرب إليه . الجسد هو أقرب شيء خارجي لنا ، ماثل أمامنا مباشرة ، أقرب من أي شيء في العالم ، وهذا العقل هو الأقرب من كل العقول.
قوة برانا التي تحرّك هذا العقل وهذا الجسد هي الأقرب إليك من كل برانا في الكون ، هذه الموجات القليلة من برانا ، التي تمثل طاقتك العقلية والجسدية هي أقرب ذبذبة أمام وعيك عبر محيط البرانا اللانهائي. وإذا استطعت النجاح بالتحكم في هذا المجال الذبذبي الصغير فيمكن أن تأمل التحكم لوحدك بكامل مجال البرانا الكوني.
اليوغي هو من ينجح بتحقيق هذا ، ولا قوة ستتحكم به بعدها. إنه يمتلك تقريباً القدرة الكلية ، العلم الكلي.
البرانا موضوع بحث العلوم الروحية والأديان عبر العالم
نحن نرى طوائف في كل بلد وصلوا إلى نوع من التحكم بالبرانا، في هذا البلد هناك المعالجون بالعقل Mind-healers المعالجون بالإيمان faith-healers ، الأرواحيون Spiritualists ، المسيحيون العلميون Christian-scientists ، المنومون Hypnotists ، وعند جوهرَة هذه الطوائف المتنوعة ( الوصول إلى مبادئها الأولية - إزالة ما ليس أساسياً من الافتراضات ) نجد أن منطلق كل واحدة منها هو التحكم بمجال برانا. إذا اختزلت نظرياتهم جميعها إلى أبسط الصور سيكون المحتوى الباقي نفسه، برانا هي القوة الأساسية والوحيدة التي يتعاملون معها، لكن فقط من دون أن يعلموا ذلك.
لقد عثروا على طريقة تكشف بعض جوانب القوة ، لكنهم لم يعرفوا طبيعتها الحقيقية ، ومع ذلك يستخدمون نفس القوى التي يستخدمها اليوغي دون أن يدركوا ذلك ، والتي تأتي من مجال برانا.
مستويات تجلي طاقة الحياة
برانا هي القوة الحيوية في كل كائن. أكثر تفاعلات برانا تحرراً وسمواً هو الفكر.
هذا الفكر كما نرى للمرة الثانية ، ليس كل شيء. هناك أيضاً نمط من الفكر هو ما نسميه "الغريزة" Instinct أو " الفكر اللاشعوري Unconscious Thought "، إنه المستوى الأدنى من الفِعل الحيوي. إذا لدغنا البعوض ، من دون وعي بذلك ، يدنا ستضربها .. تلقائياً ... غريزياً. هذا تعبير آخر من الفكر. كل الأفعال المنعكسة في الجسد تنتمي إلى هذا المستوى من الفكر.
إذن لا يزال هناك مستوى أعلى من الفكر : إنه " الوعي Consciousness " : أنا أعقل ، أنا أحكم ، أنا أفكر ، أنا أدرك كلاً من المؤيد والنقيض للأمر نفسه ، لكن هذا ليس كل شيء .. نعلم أن العقل محدود ، يوجد حد معين يمكن للعقل الوصول إليه، وراء ذلك الحد ، لا يمكنه الوصول. الدائرة التي يتحرك فيها العقل محدودة جداً في أفقها الوجودي أمام رحابة الوجود الحقيقي . ولكن وبنفس الوقت ، نجد أحياناً حقائق تومض ضمن هذه الدائرة.
كقدوم الشُهب .. تطرأ معلومات معينة في هذه الدائرة ، ومن المؤكد أنها تأتي من خارج حدود العقل ، على الرغم من أن عقلنا لا يستطيع السعي وراء ذلك ، علة الظاهرة التي تعلن نفسها في هذا النطاق الصغير، موجودة خارج حدود هذا الناطق. العقل والذكاء لا يمكنه الوصول إليهم ، لكن ، كما يقول اليوغي : "ذلك ليس كل شيء".
قوة الوعي يمكنها الوجود فقط في المجالات العليا .. " الوعي الخارق Super-conscioussness ". حين يصل الوعي لذلك المستوى ، المسمى "سامادهي Samadhi " ( من التأمل الحضوري الفائق Concentration – الوعي الخارق Super consciousness ) يصل إلى وراء حدود العقل ، ويواجه مباشرة حقيقة أن العقل والحواس لا يمكنهم أن يعرفوا الحقيقة أبداً.
كل هذه تجليات للقوى الباطنية ما وراء الجسد الظاهر ، إذا تدرّب المرء سيتصل بالوعي ، والوعي يصل إلى الأعلى .. ومن ذلك المستوى يتفاعل مع الوجود.
هياكل الوجود
يوجد في هذا الكون جوهر واحد خالد في كل مستوى ، فيزيائياً هذا الكون واحد : لا فرق بين الشمس وبينك ، العلماء سيخبرونك أنه مجرد خيال أدبي ادعاء وجود اختلاف. لا فرق واقعي ، بيني وبين الطاولة ، الطاولة هي نمط معين من التكوين المادي ، وأنا نمط آخر. كل نموذج يمثل ، كما هو الحال ، دوامة واحدة في المحيط الفضاء المادي اللانهائي، والدوامات غير خالدة. كما توجد في طوفان متسارع ملايين الدوامات . الماء في كل واحدة منها يتجدد كل لحظة ، يدور في لولبها لبضع ثوان ، ثم يخرج من الطرف الآخر، ثم تأتي دفعة جزيئات جديدة من الماء. هكذا، كل هذا الكون هو بحر مادي واحد يتموّج باستمرار، ونحن فيه دوامات صغرى. الوجود المادي حاضر فيها ، يطوف ويطوف ثم يتحول ، في سنين قليلة ، إلى جسد بشري .. ثم يتبدل ، ويعاد تركيبه ، ربما في صيغة جسد حيوان ، ويطوف فيه ليعطي بعد بضع سنين أخرى دوامة جديدة ، التي تسمى بفلزات المعدن.
تغير مستمر ... جسد غير دائم الوجود ، لا يوجد كيان من نفس طبيعة جسدي أو جسدك يشكل استثناءً للفناء. الجوهر المادي واحدي في الكون .. أحد معطيات تعبيره تسمى القمر، وأخرى تسمى الشمس، وأخرى الإنسان، وأخرى الأرض، أخرى النبات، أخرى المعدن.
لا شيء دائم ، الكل يتبدل ، المادة متموّجة في تفاعل انفكاك وتركيب سرمدي ، طالما هي مع الوعي.
المادة تنبعث من "الأثير"، يكون التفاعل الزمني هناك في مستوى النقاء الأقصى ، لطيف جداً ، في المستوى اللطيف من التآثر الوجودي يظهر العقل ، والذي لا يزال جوهراً واحداً غير قابل للتكسير. إذا استطعت الاتصال مع ذلك المستوى اللطيف من التآثر الوجودي ، سترى ، وتحس ، أن العالم بأسره مكوّن من تلك التآثرات النقية.
أحياناً تحوز بعض العقاقير القدرة على أخذنا ، بطبيعة تكوينها ، عبر حواسنا ، واستدعائنا في ذلك المستوى.
قد يذكر الكثير منكم تجربة الضحك الشهيرة التي قام بها السير Humphry Davy حين ستحوذ عليه غاز الضحك ، و طوال المحاضرة ، بقي خاشعاً بلا حراك، ثم قال :"الكون كله مكوّن من الأفكار" ، في ذلك الوقت ، بطبيعة الحال ، توقفت التآثرات الظاهرية ، وحضرت لإدراكه تآثرات المستوى الباطني ، التي سماها "العقل" والتي حضرت مع مستوى إدراكه.
كل ما استطاع أن يبصره من حوله هو تآثرات المستوى الباطني ، كل شيء أصبح فكر ، العالم بأسره بدا "محيطاً من الفكر" .. هو وكل شخص آخر أصبحوا يبدون دوامات فكرية صغيرة.
هكذا ، حتى في المستوى الفكري من الوجود ندرك هذه الوحدة، وفي النهاية ، حين نعرج إلى الذات، نعلم أن الذات تكون واحدة فقط. وراء الحركة هناك الوحدة فقط. حتى في حالة التفاعل الزمني الظاهري لا وجود إلا للواحدية.
هذه وقائع لا يمكن رفضها بعد الآن ، كما تثبتها العلوم المادية الحديثة. الفيزيائيون المعاصرون أيضاً أثبتوا أن الهوية الوجودية للطاقات في الكون هي نفسها دائماً عبر الأفق. لقد أُثبت أيضاً أن هذه الهوية الوجودية تتجلى في حالتين : تكون كامنة ، عديمة الصوت ، ساكنة .. ثم تصبح فاعلة زمنياً في كافة أشكال القوى تلك ، ثم تعود مرة أخرى إلى الحالة الكامنة (الوجود بالقوة)، ومرة أخرى تتحقق زمنياً (الوجود بالفعل)، وهكذا تسير في تطوّر وانطواء أبد الدهر.
لماذا تبدأ البرانا ياما من التنفس :
التحكم بالبرانا كما تقدم شرحه ، هو "أسلوب البراناياما".
لدى البراناياما قليل من ما يتقاطع مع التنفس ، باستثناء أنه أداة تدريب.
ظاهرة مجال برانا الأكثر وضوحاً لإدراك الفرد في جسده البشري هي حركة الرئتين. إذا توقفت ، سيتوقف الجسد ، لأن كافة مظاهر القوى الأخرى في الجسد ستتوقف بالضرورة .
هناك أشخاص يمكنهم تدريب أنفسهم على نحو يماثل جعل الجسد يستمر بالحياة حتى إذا توقفت هذه الحركة. هناك أشخاص تمكنوا من دفن أنفسهم لأشهر وبقوا أحياء ، من دون تنفس. لكن بالنسبة لأي شخص عادي ، هذه هي الحركة الظاهرية الأساسية في الجسد. للوصول إلى مستوى وجودي أنقى سنحتاج إلى التعمّق من مستوى ظاهري أكثر عمومية وتعقيداً More Grosser ، وهكذا ، نرتحل ببطء إلى الأكثر نقاء ، حتى نصل محطتنا.
الأوضح للإدراك من بين جميع عمليات الجسد هي عمليات الرئتين ، إنهما عجلة الدوران التي تحرّك بقية قوى الجسد. ما يعنيه أسلوب البراناياما واقعياً : التحكم الواعي بهذه الحركة التفاعلية في الرئتين ، وهذه الحركة التفاعلية متلازمة مع التنفس. ليس التنفس هو ما ينتج تفاعل الرئتين ، بل على العكس ، التنفس هو نتيجة لذلك التفاعل.
هذا التفاعل الحركي يوجّه الهواء بفعل قوة الدفع. إن قوة مجال برانا تحرّك الرئتين، وحركة الرئتين تلك توّجه الهواء.
تطبيقات علم طاقة الحياة
هكذا تبين أن البراناياما ليست فن التنفس ، لكن هي فن "التحكم الواعي بالقوة الحيوية" ، العضلية ، التي تحرّك الرئتين ، والتي تنطلق عبر الأعصاب إلى العضلات ، ومنها إلى الرئتين، جاعلة إياهما تتحركان بإيقاع خاص، هذا هو مجال "برانا". الذي يجب أن نحكمه بتدريبات البراناياما. وحين تصبح هذه البرانا ياما موجهة بالتحكم الواعي، سنجد حتماً أن كل التفاعلات الأخرى للبرانا في الجسد تصبح تدريجياً تحت التحكم الواعي.
أنا نفسي أرى بشراً يمكنهم التحكم تقريباً بكل عضلة في الجسد، ولما لا ؟
طالما أستطيع التحكم بعضلات معينة ، لما لا أتحكم بكل عضلة وعصب في البدن ؟ ما المستحيل في ذلك ؟
حالياً ، التحكم مفقود ... والحركة العضلية أصبحت تلقائية، لا يمكن للإنسان تحريك الأذنين إرادياً ، ولكن نحن نعلم أن الحيوانات تفعلها . نحن لا نمتلك تلك القدرة لأننا لم ندرّبها. هذا هو ما يسمى "العودة إلى الطبيعة Atavism ".
مرة ثانية ، تعلم أن التفاعل الذي أصبح غيابي Latent يمكن أن يعود حاضراً للإدراك Manifestation . بالعمل الحازم والتدريب ، فئة معينة من تفاعلات الجسد، والتي تكون خاملة أكثر ، يمكن أن توجه للعودة إلى التحكم الواعي الكامل مرة أخرى.
بالتفكير وفق ذلك المنهج ستجد أنه لا معنى للمستحيل ، ولكن في الكف المقابل ، ستجد أن المجال مفتوح لجعل كل منطقة في الجسد تعود إلى التحكم الواعي بالكامل.
هذا ما يفعله اليوغي من خلال أسلوب البراناياما ، ربما يقرأ بعضكم في تلك الكتب عن أسلوب البراناياما : "أثناء سحب الهواء في التنفس يجب أن تملأ كامل جسدك ببرانا" ، وفي الترجمة الإنجليزية البرانا لها نفس مدلول "الأنفاس-هواء"، هكذا تحتار في جواب السؤال : كيف يمكن أن يحدث هذا ! .. الخطأ من المترجم.
كل جزء من الجسد يمكن أن تحل فيه طاقة برانا الحيوية . وحين تصبح قادراً على فعل ذلك ، يمكنك التحكم بكامل جسدك. كل الأمراض والآلام التي تشعر بها في جسدك ستصبح تحت إدارتك بالكامل ، وليس ذلك فحسب .. ستمتلك القدرة على التحكم بأجساد الآخرين.
كل شيء يمكن تحقيقه في هذا العالم ، الخير والشر . وإذا كان جسدك في حالة معينة من التوتر ، سيكون هناك ميل أثيري إلى إنتاج نفس التوتر في أجساد الآخرين.
إذا كنت معافىً وقوياً ، الأشخاص الذين يقيمون بقربك سيكون لديهم أيضاً ميل أثيري يوجه كينوناتهم إلى أن يكونوا أقوياء ومتعافين ، لكن إذا كنت مريضاً أو ضعيفاً ، من حولك سيكون لديهم ميل أثيري إلى الوصول لحالة تماثل حالتك.
التآثر ، وجودياً ، ينقل إلى جسد آخر. وفي حالة أن أحد الأشخاص يحاول علاج شخص آخر ، الفكرة الأولى ببساطة هي نقل مستوى صحّته إلى الآخرين. إنه التوجه الجوهري للعلاج. بوعي أو بلا وعي ، حالة الصحة يمكن نقلها .
الشخص القوي جداً الذي يعيش مع شخص ضعيف ، سيجعله أقوى بقليل ، سواء عرف ذلك أو لم يعرف. عندما يحدث التأثير بوعي يكون أسرع وأحسن في فعاليته.
بعدها تأتي تلك الحالات التي تمثل شخصاً ربما لا يكون في أحسن حالاته الصحية ، لكننا نعلم أنه قادر على تحقيق الشفاء للآخر. أول شخص في مثل هذه الحالة ، لديه قدرة أعلى قليلاً من المعتاد على التحكم بالبرانا ، ويمكنه إيقاظ مجال قوته الحيوية في الوقت الحاضر ، وفق طبيعة الكون ، إلى مجال محدد من التآثر ، ونقلها إلى شخص آخر.
هناك حالات حملت فيها هذه التأثيرات مع تجاوز المسافة ، واقعياً لا توجد مسافة بمعنى ( الحاجز ). أين هي المسافة التي تشكل حاجزاً ؟ هل هناك أي حاجز بينك وبين الشمس ؟ إنه جوهر مادي متصل ، الشمس طرف أول ، وأنت الطرف الثاني. هل هناك أي فاصل بين قطعة وأخرى من النهر ؟ إذن لماذا لا يمكن لأي قوة الانتقال؟ لا يوجد قانون يمنع ذلك.
هذه الحالات حقيقة تامة ، ومجال برانا يمكنه الانتقال إلى مسافات عظيمة التباعد، لكن في مقابل كل حالة أصيلة ، هناك مئات الحالات المزيفة.
تحقيق ذلك قد لا يكون سهلاً بالطريقة التي تفكر بها ...
في الحالات الأكثر شيوعاً من هذا العلاج ستجد أن أولئك المعالجين ببساطة ينتهزون الحالة الشفائية الطبيعية للجسم البشري. لا يوجد مرض في هذا العالم يقتل كل الذين يصيبهم.
حتى وباء الكوليرا ، إذا مات 60% من المصابين خلال الأيام الأولى القليلة ، بعد ذلك سينخفض المعدل إلى 30-20% ، والبقية سيستعيدون تعافيهم.
يتقدم الطبيب الألوباثي ويعالج مرضى الكوليرا ، يقدم إليهم عقاقيره ، يبادر المعالج المثلي ويقدم أدويته ، والعلاج قد يكون أكثر فاعلية، ببساطة لأن المعالج المثلي لم يؤذي المريض ، لكن سمح للطبيعة بالتعامل معه ، والمعالج بالإيمان سيوفر علاجاً أكثر قوة لأنه يستدعي قوة وعيه ، لتغذي ، وتوقظ ،من خلال الإيمان ، الخمول في مجال برانا الخاص بالمريض.
لكن ثمة غلطة يكررها المعالجون بالإيمان باستمرار : هم يعتقدون أن الإيمان نفسه هو مباشرة ما يعالج الكائن. إنه وحده لا يغطي كامل القاعدة. هناك أمراض حين تكون أسوء الأعراض هي أن المريض لا يعتقد أبداً أنه لديه حقاً هذا المرض ، الإيمان الهائل عند هذا المريض هو نفسه واحد من أعراض من ذلك المرض ( أقرب إلى التوهم الذهني )، عادة يدل ذلك على أنه سيموت بسرعة. في مثل هذه الحالات ، مبدأ أن الإيمان نفسه يعالج مباشرة لا يمكن تطبيقه . إذا كان العلاج بالإيمان فاعلاً في كل تلك الحالات ، لكان لابد أن يتعافى المصابون بهذا المرض. الحقيقة هي أن مجال برنا هو ما تأتي منه العلاجات الواقعية.
القوى الحيوية تعيد توجيه العالم والزمن
الكائن النقي ، الذي يتحكم بهذه البرانا لديه القدرة على رفعها إلى مستوى معين من مجال التآثر الحيوي ، ونقله للآخرين ، وإيقاظهم في نفس هذا المجال.
أنت ترى ذلك في الأحداث اليومية.
إني أتحدث معك .. ما الذي أحاول فعله ؟ إني ، أقرب إلى أن يقال ، أستدعي وعيي إلى مجال معين من التآثر الحيوي، وكلما نجحت أكثر في استحضاره إلى ذلك المجال ، كلما سيزيد تأثرك بما أقول. كل واحد منكم يعلم أن اليوم الذي أكون فيه شخصياً أكثر حماساً سيزيد استمتاعكم أنتم أكثر بالدرس ، وحين أكون أقل حماساً ستحسون بخفوت الاهتمام.
قوى الإرادة العظمى في العالم ، المحرّكة للعالم ، يمكنها أن تجعل مجال قوة الحياة الخاص بها في حالة عالية من التآثر الحيوي. هكذا هي عظيمة وقوية جداً إلى درجة أنها تمسك بالآخرين في لحظة ، والآلاف يسيرون وراءهم، ونصف العالم يفكرون كما يفعل هؤلاء.
الأنبياء العظماء في العالم كان لديهم أعظم تحكم في هذه البرانا ، والذي استدعاهم نحو قوة الإرادة ، لقد رفعوا مجال برانا الخاص بهم إلى مراحل عليا من التفاعل ، وهذا ما أعطاهم القدرة على قيادة العالم.
كل تجليات القوة نشأت من هذا التحكم... الناس قد لا يعلمون السر ، لكن هذا هو التعليل الوحيد. بعض الأحيان في جسدك قسم من مجال برانا يتجاذب أكثر أو أقل من البقية ، لأن التوازن يختل ، وحين يختل توازن مجال برانا ، يحدث ما نسميه المرض.
التوازن الحيوي
تفريغ الفائض في مجال برانا ، أو توفير الدعم لمجال برانا ، سوف يعالج المرض. مجدداً : هذا هو براناياما ، أن تعلم كيف تحس عندما يكون هناك فائض أو نقص في طاقة برانا في قسم معين من الجسد على نحو يختلف عن ما يجب. المشاعر التي ستأتي ستكون لطيفة جداً ، إن الوعي سيشعر أن هناك ضعف برانا في إبهام أو إصبع أكثر مما يجب ، ويمرر الطاقة لدعمها.
هذه الشروح كانت عن مختلف إجراءات البراناياما.
يجب تعلمهم ببطء وتدرّج، و كما سترى ، النطاق الكامل الخاص بعلم الراجا يوغا ، هو واقعياً ، تعليم للتحكم والتوجيه الواعي للطاقة الحيوية في مستويات مختلفة من قوة برانا.
حبن يستحضر المرء طاقاته التي يتحكم بها بذاته ، تلك برانا موجودة عبر جسده.
حين يتأمل المرء فإنه يستحضر مجال برانا كذلك.
فهم برانا من منطلق واحدية الوجود
في المحيط هناك موج عال كالجبال ، ثم موج أصغر، ويستمر بالتصاغر إلى مجرد قطرات ، لكن مصدر كل ذلك هو المحيط اللانهائي. القطرات متصلة مع وحدة المحيط اللانهائي في طرف، والموج العال في الطرف الآخر.
لذا ، أحد ما قد يكون إنساناً عظيماً ، والآخرون ربما مجرد حبيبات ، لكن كل واحد منهم متصل مع ذلك المحيط اللانهائي من الطاقة، وهذا هو حق الولادة الوجودي العام لكل كائن حي وُجد عبر الزمن.
أينما كانت هناك حياة ، يكون بيت الطاقة اللانهائية خلفها. ابتداء من قليل من الفِطر ، أو بعض القطرات المجهرية الدقيقة .. وهي تتدفق طوال الوقت من بيت الطاقة اللانهائية ، النماذج تتغير، ببطء وتدريج، حتى تصبح خلال دورة زمنية نباتاً ، ثم حيوان ، ثم إنسان ، وفي النهاية كائناً لاهوتي.
التطور الحيوي – براناياما والارتقاء الروحي
هذا يتم اكتسابه عبر ملايين العصور، لكن ما هو الزمن ؟
زيادة السرعة .. زيادة النضال .. أمور قادرة على طي البُعد في أقطار الزمن. ذلك الذي يأخذ بطبيعته وقتاً طويلاً ليتحقق ، يمكن اختصاره بتكثيف التفاعل ، كما يقول يوغي.
ربما يسير شخص ببطء عبر هذه الطاقة من المادة اللانهائية الموجودة في الكون ، ومن الممكن أن يحتاج إلى مئة ألف سنة ليصبح ديفا، ومن ثمة ربما خمسمئة ألف سنة ليصعد إلى الأعلى ، وربما خمسة ملايين سنة ليصبح مكتملاً.
المبادرة في النمو السريع تعني أن الوقت سيقل. لما لا يكون ممكناً ، مع جهد كافي، الوصول إلى هذا الكمال التام في ستة أشهر أو ست سنوات ؟ لا يوجد قيد.
البرهان يظهر ذلك ..
إذا كانت القاطرة المزودة بكمية معينة من الفحم تتحرك بسرعة 2 ميل في الساعة ، قدم المزيد من الفحم وستتحرك أسرع في الوقت. بنفس المبدأ، لما لا يمكن للروح بتكثيف تفاعلها الوصول إلى ذلك الهدف في هذه الحياة كحد أقصى ؟ كل الكينونات ستصل في النهاية إلى ذلك الكمال الذي نعرفه. لكن من يهتم بالانتظار كل هذه الملايين من الأجيال ؟ لما لا نصل إليها مباشرة ، في هذا الجسد حتى ، في هذا النموذج الإنساني ؟ لما لا أقوم بتحقيق تلك المعرفة اللانهائية والقوة اللانهائية الآن ؟
تلك هي رؤية اليوغي، كامل علوم اليوغا موجهة إلى ذلك الهدف النهائي الواحد، لتعليم الناس كيف يتجاوزون الزمن بالتزود بالقوة، كيفية مضاعفة قوة الاتحاد مع الوجود Assimilation ، وبهذه الطريقة يمكن إيجاز الزمن لتحقيق الكمال، عوض المغامرة البطيئة من محطة غلى أخرى، والانتظار حتى يتحرر كامل العرق الإنساني، ثم تصبح كاملاً.
كل أولئك الأنبياء العظماء ، القديسين والعرفاء حول العالم ما هم ؟ في ذاك الجيل الواحد من الحياة يحيون كامل الحياة الإنسانية ، يصلون إلى ما يستغرق كامل وقت طور الناسوت الطبيعي للوصول إلى حالة الكمال. في هذه الحياة يكاملون أنفسهم، لأنهم لا ينشغلون بأي شيء آخر ، لا يتطلعون لأي شيء آخر ، لا يحيون لحظة واحدة لأي فكرة أخرى ، وهكذا الطريق ينطوي من أجلهم ..
هذا ما يُقصد بالتأمل الحضوري أو الذكر الحيوي Concentration ، تكثيف التفاعل أو الاتحاد مع الوجود Assimilation ، وهكذا ينطوي الوقت ، والراجا يوغا هو العلم الذي يعلمنا كيف نكتسب قوة التأمل الحضوري ( الذكر الحيوي ).
طاقة الأرواح عبر مستويات الوجود
ما الذي لدى البراناياما لتفعله مع الأرواحية ؟ إنها أيضاً مظهر من أسلوب البراناياما. إذا كانت حقيقة أن الأرواح الراحلة ذات وجود فعلي ولكن نحن فقط الذين لا يمكننا رؤيتهم ، من الحقيقي أنه يمكن أن يوجد مئات وملايين الأرواح يعيشون هنا ونحن لا نستطيع رؤيتهم ، الإحساس بهم ، ولا لمسهم. ربما نحن نستمر بالمرور ذهاباً وإياباً عبر أجسادهم، ومن الحقيقي أيضاً أن هناك احتمالاً أنهم لا يرونا أو يحسون بنا.
هي دائرة في داخل دائرة، كون في داخل كون. فقط أولئك الذين على نفس المستوى يرون بعضهم بعضاً ، نحن نمتلك خمس حواس ، ونمثّل مجال برانا في سوية معينة من التآثر الحيوي. كل الكائنات التي تتوافق في سوية التآثر سترى بعضها بعضاً ، لكن إن كان هناك كينونات تمثل مجال برانا في مستوى عال من الأثير فلن يكونوا مرصودين. ربما نضاعف شدة الضياء حتى لا نعود قادرين على رؤيته أبداً ، لكن هناك كائنات مزودة بأعين قوية جداً والتي يمكنها رؤية ضوء كهذا ، ولكن هناك أيضاً حيوانات تراه ، مثل القطط أو البوم ، إن ترتيب إدراكنا البصري يمثل مستوى واحد فقط من تآثرات مجال برانا.
خذ الغلاف الجوي مثلاً ، إنه يتراكب طبقة فوق طبقة ، لكن الطبقات الأقرب إلى الأرض تكون أكثف من الأقرب إلى الفضاء ، وكلما ارتفعنا يصبح المجال الجوي أنقى وألطف. وخذ المحيط مثلاً ، كلما تعمقت أكثر ، كلما يزداد الماء كثافة ، ولا يمكن للحيوانات التي تعيش في قاع البحر أن تصعد ، وإلا ستتفتت إلى قطع.
فكر بهذا الكون الهائل كمحيط من الأثير ، في حركة تهتز بفعل القوى الحيوية، وذلك يستمر مستوى بعد مستوى من الكون ، مولّداً كافة معدلات الاهتزاز. في المناطق التي تقترب إلى الحافة سيكون الاهتزاز ضعيفاً ، وكلما سنقترب نحو المصدر سيصبح اهتزازنا أسرع وأسرع ، وكل معدل من الاهتزاز يولّد مجالاً. فكر بكامل الأشياء كأنها دائرة واحدة، مركزها هو الكمال، كلما ازداد بعدك عن المركز ، كلما تباطأت اهتزازاتك.
المادة هي القشرة الخارجية ، ووراءها يأتي العقل ، والروح هي المركز.
ثم تخيل مراتب قوة البصر مقسمة إلى طبقات ، لذا ملايين الأميال لا تزال في الأعلى ، وهكذا سيكون .. مؤكد أن هؤلاء الذين يوجدون في مستوى ذو حالة محددة من التآثر الحيوي ، سيكون لديهم القوة لإدراك بعضهم ، لكنهم لن يدركوا أولئك الأعلى أو الأدنى منهم. وبعد ، تماماً كما يمكن تعزيز نطاق الرؤية من خلال التيليسكوب أو الميكروسكوب ، وإيجاد تآثرية أعلى أو أدنى قابلة للرصد بالنسبة لنا ، بنفس الطريقة، كل شخص يستطيع إحضار ذاته إلى حالة من التآثر الحيوي تنتمي إلى الطبقة التالية ، هكذا يجهز نفسه ليرى ما يحدث هناك.
تخيل هذه الغرفة تمتلئ بالكائنات التي لا نراها. إنهم يمثلون مستوى تآثرية معين من مجال القوة الحيوية ، ونحن نمثل مستوى تآثري آخر . تخيل أنهم يمثلون التآثر الأسرع ، ونحن الأبطأ ، طاقة برانا هي الجوهر الذي يتركبون منه ، الكل مفردات من نفس المحيط المكوّن من قوة برانا الحيوية ، فقط مستوى حركة الأمواج يختلف. إذا استطعت إحضار نفسي إلى مستوى تآثري أسرع ، هذا المستوى الحالي سيتغير حتماً أمامي ، لن أستطيع رؤيتك مرة أخرى ، أنت ستختفي وهم سيظهرون.
بعضكم ربما يعلم هذا كحقيقة.
كل هذا الاستحضار للوعي إلى مستويات عالية من الترددات الحيوية ، يدعى بكلمة واحدة في اليوغا : Samadhi والمستويات الأدنى من سامادهي تعطينا البصيرة لرؤية هذه الكائنات. المستويات العليا من سامادهي تتحقق حين نرى الكيان الحقيقي ، حين نرى الجوهر الذي منه تتركب كل هذه الرُتَب من الكائنات ، وحين تعرف كتلة من الطين ، ستعرف كل الطين في الكون.
وهكذا نرى أن هذه البراناياما تتضمن كل ما هو حقيقي في الأرواحية. بنفس المنهج، ستجد أنه أيّان وجدت طائفة أو أحد من الأشخاص يحاول البحث عن الحقيقة في أي شيء غامض أو غريب ، أو مخفي ، فذلك البحث هو علم اليوغا ، إنها محاولة للتآلف مع قوة الحياة. ستجد أنه أيّان وُجد أي استعراض للقدرات الخارقة للطبيعة ، فإنه تجلي لمجال القوة الحيوية . حتى العلم الفيزيائي يمكنه أن يُدعى براناياما. ما الذي يحرّك قاطرة البخار ؟ قوة الحياة تتفعّل عبر البخار. ما كل هذه الظواهر من الكهرباء ونحوها أكثر من برانا – طاقة الحياة ؟ ما هو علم الفيزياء ؟ براناياما ذات نهج ظاهري. إنها ذات قوة الحياة ، تتجلى كقوة وعي يمكن التحكم بها فقط بمنهج إدراكي. فرع براناياما الذي يحاول التحكم بالتجلي الفيزيائي لطاقة الحياة وبأدوات فيزيائية يسمى "علم الفيزياء". والذي يسعى إلى التحكم بتجلي طاقة الحياة كقوة وعي ، وبوسائل إدراكية ، يسمى "راجا يوغا".