حقيقة يهوه
03 18 الرّب آنو، كرونوس، ساتورن، إل-يهوه، إله الشر، المُنتَحِل لصِفات إله الخير آن-كي، ج2
* د. سام مايكلز Dr. SamMichaels و د. هيثم طيّون Dr. Hitham Tayoun
الهوية الحقيقية للإله يهوه، الحقيقة الصّادمة؛ من هو الرّب يهوه / ياوِه حقاً؟
بلا شك، إن أصل و هوية إله بني إسرائيل و إله العبرانيين هذا هو من المواضيع التي يكتنفها الغموض. وفقاً للكتاب المقدس، الرب إل-يهوه هو الإله الواحد الأحد الذي خلق السماوات و الأرض و لا إله آخر معه أو يماثله. لكن خِلافاً لإدّعاءات رجال اللاهوت في التراث اليهو-مسيحي التقليدي، فإنّ دراسات الكتاب المقدس الحديثة الموضوعية بإجماع أكاديمي كشفت لنا قصة أخرى مُغايرة! ففي الواقع، أتى توحيد عبادة يهوه في وقت متأخر من تاريخ الشعب العبراني فقد كان لها أصلها في القرن السابع 7 قبل الميلاد. لكن ما هي الآثار المُترتبة على هذا الإكتشاف؟! إن الديانات الأصلية للشعوب السريانية الغربية، و التي شملت العبرانيين، اعتقدت و آمنت بلاهوت مُتعدد أو آلهة مُتعددة، و هذا الكيان المعروف بإسم الرب ئل-يهوه في الكتاب المقدس الذي عبده العبرانيون في الدين اليهودي في وقتٍ لاحق كان في الأصل مجرد واحد من العديد من هذه الآلهة في مجمع الآلهة لتلك الحضارات القديمة. لذلك، فإنّ إله اليهودية هذا يرجع أصله إلى الآلهة القديمة من الديانات الشركية (أي التّشاركية الآلهة / الشّرك بالإله / الإشراك به / المُشركين به إلخ .... من التعابير التي سمعتم بها في دين الإسلام) في حضارات الشرق الأوسط و بالتحديد في حضارات شرق البحر الأبيض المتوسط (أي السريان و الفينيقيين الكنعانيين و العبرانيين). على الرغم من أن كلمة يهوه هي رباعية الأحرف YHWH، لكنها تُلفَظ ياوِه Yahweh، و هو الإسم الأكثر معرفةً لهذا الإله العبراني. في الواقع، فإن إله الكتاب المقدس هذا تبدأ حياته في التوراة العبرية تحت إسم إله القمر إيل أو إل / ئل EL الذي كان يُذكَر إسمه أحياناً بصيغة الجمع إلوهيم / إيلوهيم، Elohim و من بعد ذلك بدأ يعتمد كاتبوا التوراة على ذكره باستخدام لقب الرب يهوه عندما قدّم نفسه لموسى لأول مرة على قمة جبل حوريب (سيناء). بعبارة أخرى، كلمة يهوه هي ليست إسماً شخصياً و إنما كانت صِفة أو لقب إلهي يُمكن ترجمته بالكيان "الخالق" أو "هو الذي يخلق أو يكون" أو "هو الذي يوجِد أو يجعل الوجود" (التعبير الإسلامي المعروف: كُن فيكون)
ما هو أصل إله إسرائيل إله القمر الإله القديم المعروف بإسم ئل-يهوه / إيل-ياوِه / إيلوهيم / الله الإسلامي الذي ورد ذكره في العديد من أسفار الكتاب المقدس؟!
في الألفية الثانية 2 قبل الميلاد، قبل كتابة أسفار موسى الخمسة و ولادة توحيد عبادة الإله يهوه المُطلَقة، كان الإله إيل / إيلوهيم يعتبر صاحب أعلى درجة ألوهية بين مجمع (بانثيون) الآلهة الكنعانية القديمة إذ كانت جميع تلك الحضارات القديمة تعتبره (رب الأرباب) و (كبير أو أبو الآلهة) جنباً إلى جنب مع قرينته الإلهة أشيرة / عشيرة (عشتار / عشتروت / إلهة كوكب الزهرة / العذراء / الزهراء). و شمل أبنائه الآلهة، و المعروفة بإسم (بيني ها إيلوهيم) باللغة العبرية و ترجمتها (أبناء الآلهة) بالعربية، الآلهة الكنعانية مثل الإله بعل الفادي المخلص إله الشمس و الخصب و الرعد و الري و الخير و الحياة (و بقيت هذه المنظومة الإلهية في المسيحية: الإبن المسيح الفادي المخلص إله الشمس و الآب إيل أو إيلو أو إيلي إله القمر و قرينته الروح القدس عشيرة أو عشتار أو مريم العذراء الزهراء)، و أيضاً من الآلهة أبناء ئل / إل / إيل هم الإله كوثر Kothar {* إنا أعطيناك الكوثر * فصلّي لرّبك و انحر * إنّ شانئك هو الأبتر *} (سورة الكوثر)، و عشتروت أو إشتير Ashtarte / أستير، و نرى هنا أنّ العذراء أو الزهراء إلهة كوكب الزهرة عُبِدَت كإبنته أيضاً و هذا يفسر إسقاط هذه الثنائية الإلهية على إحدى بنات المخلص أو المهدي المنتظر يشوع / يسوع / محمد فإحدى بناته كانت فاطمة الزهراء!، و الإله خسيس Khasis (نحن في اللغة العامية لا نزال نستخدم إسم هذا الإله في شتم أو نعت أحدهم بقولنا: إنت واحد نذل خسيس أو: يلعنك نذل خسيس!)
في وقتٍ لاحق تحوّل هؤلاء الأبناء للزوجين الإلهيين إيل و عشيرة إلى الملائكة الذين أنزلت درجتهم في مجمع البانثيون الإلهي بعدما كانوا أبناء الله (سفر التكوين 6: 2) التوحيد الجديد [داي 2,002 و سميث، 2,003] مصدر [1]. في الديانة الكنعانية قبل بدء ظهور العبرانيين في منطقة فلسطين كان الكنعانيون يعرفون الإله ئل / إل / إيل بالعبارة الإلهية (إل أو إيل دو ياهوي صاباؤت (أو يهوه صبؤوت yahwī ṣaba'ôt) و معناها هو "إل أو إيل الذي يخلق المضيفين أو الجيوش" [ميلر 2,000]، مصدر [2]، فيما بعد تظهر هذه العبارة في الكتاب المقدس لوصف الرب يهوه في مناسبات عديدة كما تم اختصار إسم الإله يهوه ل(صبؤوت Sebaot)، و هو لقبه باللغة العبرية التي يمكن ترجمتها بأنها "هو الذي يخلق المُضيفين أو الجيوش". بعبارة أخرى، كان يهوه (صبؤوت) دائماً هو لقب أو صفة مُرتبطة بالإله البدائي الأصلي الكنعاني الفينيقي (عل / ئل / إل / إيل) في أديان الحضارات السريانية الغربية تلك و التي كانت و لعدة آلاف من السنين موجودة في تلك المنطقة قبل فترة ظهور الشعب العبراني و تدوين التوراة العبرية. لذلك، كان للرب يهوه و الإله بعل / عل / إل / إيل / الله إله الشمس و القمر في التوراة و الإنجيل دائماً نفس الوجه: ئل-يهوه / إل-يهوه / إيل-يهوه!
من كان الإله عل / ئل أو إل أو إيل وفقاً للديانات البدائية؟!
لقد اعترفت جميع هذه الديانات به بكونه ملك السماء، و رئيس مجمع الآلهة (الإيلوهيم)، القاضي الإلهي العظيم، أبو جميع الآلهة (رب الأرباب) و الإله الرئيسي للزراعة و الحصاد. علاوةً على ذلك، كان مُرتبطاً مع الثور كرمز لقوته العضلية و الإخصابية الذكورية و كان أيضاً معروفاً بإسم 'أبو السنين أو أبو الزمن"، و هذا يعني أنه كان "إله الزمن". في مناطق الشرق الأوسط في العصر الحديدي، كان الرب ئل / إيل يُعبَد باعتباره الأب الأعلى أو العلي العالي من قبل الكنعانيين الفينيقيين على حدٍّ سواء مع الشعوب السريانية الأخرى، و قد تميزت عبادته بتقديم الأضاحي سواءً أكانت من الذبائح الحيوانية أو من القرابين البشرية، و على وجه الخصوص التضحية بالأبناء الأبكار للمحرقة [Olyan, 1,988]، مصدر [3]. المؤكد هو أن إله القمر إيل كان إلهاً يحب الحرب مُتعطشاً للدماء مُشتهياً و مُتطلباً لدماء الذبائح، و من المثير للإهتمام أن الإله نفسه هذا كان يرمز له من قبل العبرانيين بقرص شمس مجنح مع نجمة في وسطه!!
دعونا نتوقف لحظة لمُراجعة العديد من أوجه التشابه بين إله الكتاب المقدس الرب يهوه و سلفه عل / ئل / إل / إيل عند اليهود و الشعوب السوراقية (الشعوب السريانية الشرقية و الغربية):
1. أولاً، كلاهما كانا يعرفان بالوصف أو بالنعت يهوه صَبؤوت أو ياوِه صباؤوت (Sebaot (yahwī ṣaba'ôt، و كلاهما كانا يوصفان بخالقي المُضيفين أو خالقي الجيوش، فهما كلاهما كانا إلهي حرب!!
2. ثانياً، قدّم كل واحد نفسه على أنه الأب العلي العالي و كان يُعبَد على أنه الإله الأعلى و نسخة إيل الكنعانية قبل عهد الكتاب المقدس، و كان يُبَجَّل باعتباره أبو كل الآلهة و بعده بُجِّلَ خليفته يهوه في الكتاب المقدس باعتباره أبو الملائكة (بيني ها إيلوهيم) (سفر التكوين 6: 2)
3. ثالثاً، كلاهما كان القائد الأعلى الذي كان يترأَّس مجمع أو مجلس (بانثيون) الآلهة، ففي (مزمور 82): يُقدِّم إل-يهوه نفسه على أنه رئيس مجلس الآلهة و القُضاة وسط زملائه الآلهة السماويين، و وفقاُ للنصوص الكنعانية، ترأَّس الإله إيل المجمع الإلهي جنباً إلى جنب مع إبنه الإله بعل، لكنه حافظ على الدّوام على مكانته كأعلى إله أو الإله الأعلى [سميث، 2,009]. مصدر [4]
4. رابعاً، كلاهما كانا إلهين شهوانيين و مُتعطشين لإراقة الدِّماء و يُطالبان عبدتهما بتقدمات الأضاحي الحيوانية و القرابين البشرية و تقديمهم لأبنائهم الأبكار الذكور للمحرقة، و هكذا فقد ورث العبرانيون مُمارساتهم لتقديم الذبائح و الأضاحي مباشرةً من العبادات الكنعانية [سميث، 2,002] مصدر [5]
5. خامساً كان لكليهما نعت أو صِفة "أبو السنوات" أو "أبو الزمن" و كليهما وصفا على كونهما آلهة كبيرة بالعمر أو مُسنِّة. يُشار إلى الرب يهوه في الكتاب المقدس ب"قديم الأيام" الذي كان شعره أبيض مثل شعر الصّوف النّقي (دانيال 7: 9)، و أيضاً ب"الإله العظيم" (إل / ئل في النص العبري الأصلي) الذي لا يُمكن إحصاء سني عمره (أيوب 36:26) و هذه الصفات نجدها مُتطابقة مع أوصاف الإله إيل في النصوص الأوغاريتية / الله الأزلي العظيم في الإسلام [داي، 2,002] مصدر [6]
6. سادساً، مُثِّلَ الإله عل / ئل / إل / إيل بنجمة مُخَمَّسة الزّوايا داخل قرص شمس مُجَنَّح في الديانة الكنعانية و كذلك مُثِّلَ الإله يهوه الذي كان يعبده العبرانيون حيث كان مُرتبطاً مع نجمة خُماسية في الكتاب المقدس (عاموس 5:26). في الوقت الحاضر الرمز الرئيسي للديانة اليهودية هو نجمة داوود السداسية (خاتم سليمان)، و كما بات واضحاً عبادة الإله يهوه المتبعة في الديانة اليهودية جذورها ضاربة في عبادة الإله إيل التي كانت سائدة لدى الشعوب السريانية الشرقية و الغربية الشركية أو المتعددة الآلهة مثل السومريين و البابليين و الآشوريين و الكنعانيين الفينيقيين و الكمتيين!!!
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو من أين أتت عبادة الإله عل / ئل / إل / إيل (الله / إله القمر) عند هذه الحضارات القديمة؟
من المعروف أنّ مجمع (بانثيون) الآلهة هذه و التي عُبِدَت خاصةً في القسم الغربي من الشرق الأوسط كان لها أصلها و جذورها مثل جميع آلهة الحضارات القديمة الأخرى المهمة في القسم الشرقي من الشرق الأوسط القديم مثل حضارة البابليين و الآشوريين و الكلدانيين فجميعاً أصلها من آلهة قديمة جداً عبدها السومريين في الأصل [كريمر، 1,998] مصدر [7]. لذلك، فإننا نجد أنّ لجميع هذه الحضارات و الثقافات المهمة، من السريانية المشرقية الأكدية و البابلية و الآشورية و السريانية الغربية الشرق أوسطية (الأمورية العمورية و الكنعانية الفينيقية) و الكمتية و حتى الحضارة الهيلينية (اليونانية)، سَلَف إلهي مُشتَرك و كثير من أعضاء مجامعها الإلهية نجدها آلهة مُتطابقة في كل الثقافات المُختلفة المذكورة أعلاه. و بالنسبة لإله القمر رب الأرباب و زعيم جميع الآلهة و أبو جميع الملائكة الإله السرياني البابلي الكنعاني العبري عل / ئل / إل / إيل (إيلي أو إيلو المسيحي / الله الإسلامي) العظيم / العلي العالي، النسخة السابقة لإله العهد القديم يهوه، فإننا نجد له بداية أكثر قدماً منه أيضاً في الديانة السومرية-الأكدية ألا و هو الإله أن / آن إله الهواء و العواصف و الأعاصير و الذي هو بدوره الإله (آنو Anu) البابلي الذي كان يُعرَف بإسمه الأصلي: آنو، إله أو رب السماء!! بصفات كانت قريبة جداً لحفيده السرياني الإله عل / إل / إيل / الله (بعد مروره بمرحلة الإبن الإله أن-كي)!!!
كان لجد الله السومري الأكدي / البابلي الإله (أن أو آن / آنو) ملك أو رب السماء أعلى سُلطة بين مجمع آلهة بلاد ما بين النّهرين، فهو قاضي كبير كان يُثير الخوف و الرَّهبة و الخِشية، رئيس مجلس الآلهة و سَلَف جميع الأنوناكي. و قد تولّدت منه أنسابٌ كثيرة من الآلهة السومرية-الأكدية مثل الإله أن-كي (أو الإله إيا Ea)، و الإلهة إنانا (عشتار بابل / عشتروت كنعان و فينيقيا) و الإلهة أريشكيغال Erishkigal و الإلهة نيركال أو نيرغال Nergal، و الإلهة (إيرّا Erra)، و التي هي نفس الآلهة السومرية المُعادلة للآلهة الكنعانية الفينيقية بعل و كوثر / كوثار Kothar و خسيس Khasis و عشتروت Ashtarte و الإله موت Mot. و تماماً مثل الإله بعل / عل / ئل / إيل، كان الإله أن / آن / آنو Anu يُمَثَّل و يُرمَز إليه بثور سماوي كرمز لرجولته أو ذكورته و فحولته، و في الديانة السومرية كان يُعتَقد أنه قد خلق مُضيفين السماء كما خلق جنوده لتدمير أعدائه (لا يزال هذا ماثلاً لدينا حتى اليوم عندما نسمع دُعاء الإسلاميين و هم يناشدونه قائلين: "ربّنا أمد المُجاهدين بجُندٍ من عندك تقهر بهم أعداءَك و أعداءَ رسولِك الكريم يا الله"). و بالمِثل، نجد في التوراة العبرية أن الرّب يهوه كان يُعرَف بإسم "رب الجنود السماوية". كان الرّب أن / آن / آنو إلهاً قوياً و إلهاً للحرب، و بالمِثل كان يُرمَز له بنجمة خُماسية داخل قرص أو دائرة!
وفقاً للنصوص السومرية-الأكدية، الأقدم بكثير من النصوص التوراتية بأكثر من ألفي سنة على الأقل، كان الإله أن / آن هو الإله الذي عارض الإله الخيِّر أن-كي أن يكشف للإنسان (أدابا باللغة السومرية / آدم بالعبرية) علم أو معرفة تصميم السماء و الأرض [كريمر و مائير، 1,989] و منع عنه أو حرمه خبز و ماء الحياة (أسطورة أدابا البابلية)، وكان أيضاً أوّل من أقسم اليمين لتدمير الجنس البشري بالفيضانات (أسطورة طوفان نيبور السومرية) [8]. و من الصّحيح القول أنه في أساطير بلاد ما بين النهرين كان الإله أن أو آن / آنو العنيف الغاضِب الغاصِب هو الإله الذي ربح القتال و المعركة السماوية ضد الملك السابق الإله ألالو (Alalu) و هزمه في معركتهما من أجل عرش مملكة السماء [فان دير توورن، 1,996] مصدر [9] و قد كان أن أو آن / آنو و عل / ئل / إل/ إيل نفس الإله في منطقة بلاد ما بين النهرين [Blásquez، 2,001] مصدر [10]
آنو و إيلو نفس الإله!
في الواقع، إنّ جذور الكلمة عل / ئل / إل / إيل / إيلو / إيلي التي تمّ اشتقاقها إلى اللغتين السريانية الغربية الكنعانية و العبرية أتت في الأصل من اللغة السومرية-الأكدية. ففي اللغة الأكدية، الجدّة الكبرى لجميع لغات شعوب و حضارات منطقة الشرق الأوسط (بلاد فارس و العراق و الشام و فلسطين) و شبه الجزيرة العربية و اليمن و بلاد كيميت و شمال أفريقيا، كان لإسم الإله أن / آن / آنو في الكتابة المِسمارية قراءتين صوتيتين فقد كان يُمكن أن يُقرأ ك(آنو) أو (آلو / إيلو)، و هنا نجد الرابط الإشتقاقي المُباشر بين الإله آنو و الإله إيل / إيلو. إضافةً لذلك، و كما رأينا للتو، فإن جميع الخصائص أو الصّفات الأساسية لهذين الإلهين نكاد نجدها مُتطابقة كلها تقريباً، لذلك نستطيع أن نستخلص أنّ رب السماء أن / آن / آنو و بعل / عل / علي العالي/ ئل / إل / إيل / إلو كان هو الإله نفسه (هو رب العرش السماوي الله العلي العظيم الحالي المُنتَقم الجّبار)! الفرق الوحيد هو أننا لا زلنا لم نجد في النصوص الكنعانية التي تعود إلى ما قبل زمن ظهور العبرانيين أي إشارة صريحة على أنّ ئل / إل/ إيل قام باغتصاب عرش السماء، على الرغم من أنه كان يعتبر عند الكنعانيين إبن الآلهة البدائية أبوه الإله عليون / إيليون Elyon و أمه الإلهة بيروت Beruth (التي أطلِقَ إسمها -كما هو معروف- على عاصمة لبنان؛ بيروت يا أُمَّ الله تماماً كما تغنيها فيروز!)، مثلما نجد في أساطير بلاد ما بين النهرين السومرية أنّ الإله أن / آن كان قد تولَّد من قِبَل أبويه في مجمع الآلهة؛ من أبوه الإله كيشار Kishar و أمه الإلهة أنشار Anshar!! و لكن، في النصوص العبرانية الأولى أو الباكرة و التي تعطي أصول لبعض أجزاء أسفار موسى الخمسة، يُمكننا في الواقع أن نجد بعض الإشارات الطّفيفة إلى صعود الإله ئل-يهوه إلى السُّلطة الإلهية و حتى لاغتصابه العرش السماوي و التي اكتسبها الإله إل-يهوه بفضل مهاراته الحربية العسكرية البارزة [ستارك،2,011] مصدر [11]، ففي كلمات أغنية موسى التي عُثِرَ عليها في منثورة شعرية غنائية مخطوطة قبل زمن تدوين التوراة، نرى أنّ الرب يهوه في البداية يرِث أرض إسرائيل من رئيسه الإله الكنعاني إيليون Elyon عليون / العلي العالي، و من ثم يرتفع بعد ذلك إلى أعلى قمّة هرم الآلهة بعد هزيمته لمنافسيه الآلهة الآخرين. و نعثر على مشهد موازي لذلك في (المزمور 82) حيث نقرأ أنّ الرّب يهوه، إله العبرانيين، يواجه و يقاضي الآلهة الآخرين في وسط مجلس الآلهة، فيدين و يلعن أبناء الإله عليون / إيليون Elyon من الآلهة الآخرين و يحكُم عليهم بأن يحِلَّ بهم الموت مثل البشر، و يُعلن أنه هو نفسه من سيرث كل الدول [سميث،2,001] [12]
بالخلاصة، في النصوص الأولى و الباكرة من التوراة العبرية التي بقيت محفوظة نجد بقايا من أسطورة بلاد ما بين النهرين السومرية البدائية التي كانت تصف إغتصاب عرش السماء من قبل الإله أن / آن / آنو Anu عل / ئل / إل El / إيل / إيلو Elu / الله Allah معبودنا الحالي من ملكها السابق الإله ألالو Alalu (و كأننا نرى مشهد تمثيلي لصِراع أو حروب ملوك سومريين لممالك أريدو و أور و أوروك لكن نقلها خيال الراوي الأكدي إلى السماء)! و يرى البعض أنّ الإله (عل / ئل / إل/ إيل / إيلو) هو تصحيف كنعاني لإله الهواء و العواصف و الأعاصير المُنتقم الجّبار رب السماء، رب الأرباب و زعيم الآلهة في البانثيون السومري (أن / آن / آنو) و قد تمّ دمجهما معاً لتقارُبهما الشديد في الطبائع و القرارات العِقابية المُجحِفة بحق البشر، على عكس الإله آنو (الله / الآب رب ملكوت السماء) فإنّ إبنه الإله أن-كي أو آيا / آية (الذي يُطلق إسمه على آيات القرآن و آيات الله في ملالي فارس و العراق) إبن الإله أن / آن / آنو، فإنّ إله الحِكمة آن-كي هو الإله الخيِّر صانع البشر و مُنقذهم (المسيح / المسايا / المخلص) من الإبادة الجماعية التي كانت الآلهة بقيادة أبيه الإله أن / آن / آنو تتآمر عليهم في السماوات العُلى!!! إلّا أنه تجدر بنا الإشارة إلى أنّ الإله أن / آن / آنو رغم أنه يبدو كإله شرّير من وجهة نظر القدماء، إلا أنه في نفس الوقت كان إلهاً عادلاً و حليماً نسبياً (العادِل و الحليم من أسماء الله الحُسنى) مع عامة الأنوناكي، و كان تعامله مع البشر نفس تعامُل الإنسان مع حيوانات الحظيرة، فهو يرعاهم (الرّاعي / الرّاعي الأكبر صِفات أُطلِقَت على العديد من الأنبياء و هي لا تزال تُطلَق على الأسقف أو البابا أو البطريرك راعي الكنيسة إلى اليوم) و يُطعمهم و يهتم بهم، و في المُقابل يستخدمهم في الأعمال الشّاقة، حتّى أنه كان يُضحّي بهم في سبيل الإستفادة من لحومِهم!
بتنا نعرف الآن أنّ الإله السوراقي بعل / عل / ئل / إل / إيل، و المعروف أيضاً بوجهه الآخر و المُنتحل لصفاته الرّب يهوه في التوراة العبرية، أنّ أصله هو في البانثيون (مجمع أو مجلس الآلهة) السومري القديم جداً فهو مُطابق لإله السماء السومري (أن / آن / آنو). لكن، تكشُّفات هذه المعارف الجديدة و الحقائق لا تنتهي هنا، و ما سيلي عرضه عليكم هو أكثر إثارةً للدّهشة و صادِماً إلى حدٍّ كبير. ففي العصور القديمة عُرِفَ نفس الإله عل / ئل / إل/ إيل في الحضارات السريانة الغربيية في منطقة الشرق الأوسط مع الإله كرونوس إله الزمن في الديانة الهيلينية اليونانية [سميث، 2,002] مصدر [13]. إذاً بالنسبة للشعوب الشرق أوسطية، كان بعل / عل / ئل / إل / إيل / إيلو و كرونوس إلهين مُتطابقين، فمن كان الإله كرونوس هذا؟!
لم يكن كرونوس سوى الإسم الإغريقي اليوناني للإله الروماني العنيف و الدموي ساتورن أو ساتورني إله كوكب زُحَل Saturn لا أحد غيره!! تماماً مثل (أن / آن / آنو / بعل / عل / ئل / إل / إيل) في ميثولوجيا شعوب شرق البحر الأبيض المتوسط؛ كان الإله (زُحَل - كرونوس / ساتورن) في أساطير شعوب شمال البحر الأبيض المتوسط (اليونان و الرومان)، فقد كانا أعلى تيتان (آلهة) في مجمع / بانثيون الآلهة، رب العرش و سيّد السماء، المُغتَصب العنيف الذي كان قد هزم والده نفسه من أجل التّفوق و الإستيلاء على السُّلطة، و كان طاغية لا يرحم مُطابقاً للإله (آن / آنو / عل / إل / إيل) في ديانات الشعوب السوراقية، كذلك كان (زُحَل / كرونوس / ساتورن) إله الحصاد و الزّراعة و قد اعتبر أيضاً "أبو الوقت" أو "إله الزّمن" تماماً مثلما كان ئل-يهوه / إل-يهوه / إيل-يهوه معروفاً عند الرّافدينيين و الكنعانيين و العبرانيين بإسم 'أبو السنين" أو "أبو السنوات" و "قديم الأيام" في النصوص السوراقية المدونة ما قبل زمن ظهور العبرانيين و في بعض أسفار التوراة العبرية. نضف إلى ذلك، كان زُحَل -كرونوس / ساتورن إله قاتل و مُلتهم للأطفال تميّزت عبادته بتقديم الأضاحي الحيوانية و القرابين البشرية و تقديم الذبائح من الأولاد الذكور الأبكار إلى المحارِق. و هذا يُفسِّر لماذا نجد بعض آثار مُمارسات تقديم الأضاحي البشرية و طقوس وأد الأطفال في عبادة يهوه في النصوص القديمة الباكرة من التوراة العبرية. و قد كانت أهم رموز إله كوكب زُحَل - كرونوس / ساتورن هي المنجل (كونه كان إلهاً للحصاد و الزّراعة)، و الصليب مع قمر مُتضائل!
كان العبرانيون على الدّوام عابدين و مقدسين و مُصلِّين لإله كوكب زُحَل منذ البداية. على الرّغم من أن اليهود يرغبون اليوم في إخفاء ذلك، لكن الديانة اليهودية كانت دائماً عبادة زحلية أو زحلاوية (Saturnic Worship) و الذي إلهها لم يكن سوى الإله آنو - بعل - ئل / إيل - كرونوس - ساتورن أبو السنين أو أبو الزمن و من أصله رب السماء السومري أن / آن. و جميعنا يعلم أنّ اليوم المقدس لعبادة الإله العبري هو يوم السبت Saturday و هو يوم كان مُرتبطاً بعبادة الإله القديم Saturn Day زُحَل- كرونوس - ساتورن. على الرغم من أن لغات مثل الإسبانية و اليونانية الحديثة اعتمدت كلمة sábado / sábbato و الذي معناها معروف جيداً على أنه "يوم الرّاحة"، فاليوم السابع من الأسبوع (السبت) كان يسمى "يموت زُحَل" Saturnī Dies أو "يوم زحل" في اللغة اللاتينية، و "كرونيا" تكريماً لكرونوس في اللغة اليونانية الكلاسيكية. و يعرف الكثيرون من الناس أنّ إسم يوم السّبت في اللغة العبرية هو شبث أو شباث Shabbath، و هو يوم راحة الرّب و يوم عطلة نهاية الأسبوع اليهودية. و مع ذلك، فإنّ قلّة من الناس تعرف المنشأ الحقيقي لهذا المُصطلح العِبري: يتشارك شبث أو شباث Shabbath بالجذر الإشتقاقي مع كلمة شبطاي أو شبثاي / شاباثاي Shabbathai، الذي هو إسم إله كوكب زُحَل في اللغة العبرية. إضافةً لذلك، في عبادات العصور القديمة قبل زمن ظهور العبرانيين كان إله كوكب زُحَل، قاضي جميع الكواكب، مُرتبطاً مع عبادة إله القمر عل / ئل / إل / إيل رب الأرباب و كبير مجمع الآلهة. و بالمثل، كان سلفهما السومري رب السماء الإله أن / آن / آنو مُرتبطاً مع مجموعة من الأجرام السماوية التي شملت كواكب الحرب زُحَل و المريخ في ميثولوجيا بلاد ما بين النهرين [إيفانز، 1,998] مصدر [14]. علاوةً على ذلك، في كتاب القبالا (الكبالا، Kabbala) الباطنية اليهودية، نجد أنّ الإله يهوه - إيلوهيم يرتبط مع سِفيرا بيناه Sephira Binah و استطراداً مع كوكب زُحَل [غويلي Guiley، 2,009] مصدر [15]
باختصار، إنّ الهوية الحقيقية للإله العبري (ئل-يهوه) ليست سوى تكشُّفات لحقائق مُرعِبة تقشعر لها الأبدان حتى العظم. فالرب يهوه ليس في الحقيقة إلا عبارة عن أوجه أخرى للآلهة آنو و بعل / إيل و كرونوس و ساتورن، فهؤلاء جميعهم أسماء أو أوجه مُختلفة لنفس الإله: ملك الشر السماوي في مجمع الآلهة السومرية أن / آن. منذ بداية تاريخهم، عبد الشعب العبراني إله كوكب زُحَل علناً، لكن منذ آخر سبي لليهود إلى بابل، الذي حدث في القرن السادس قبل الميلاد، عَمَد اليهود إلى إخفاء الطبيعة الحقيقية لإلههم الشّرير هذا خوفاً من اضّطهاد البابليين لهم لعدم صلاتهم و سجودهم لآلهة البابليين و الكنعانيين، و في مرحلة لاحِقة تطوّر اليهود فلجأوا إلى تشفير عبادتهم لهذا الإله زُحَل على شكل عبادة زحلية سرية (Saturnic Cult) و منذ ذلك الحين كان عبادة نُخبة أو صفوة الشعب اليهودي لإله كوكب زُحَل هذا هو السِّر الصّادم الأكثر إثارة للدهشة!!
تشفير و تزوير حقيقة عبادة إله كوكب زُحَل في الديانة اليهودية:
لقد أثبتنا بالفعل أن الإله العبري يهوه كان بالأصل الإله عل / ئل / إل أو إيل، إله القمر في فترة ما قبل زمن ظهور و تمايز بني إسرائيل عن العبادات البابلية و العبرانيين عن العبادات الكنعانية و المُرتبط أيضاً بمُمارسات و طقوس عبادة إله كوكب زُحَل خاصةً في موضوع تقدمة الأضاحي و الذبائح للمحارق في معابده التي كانت مُنتشرة في يهودا و أفرايم السامرة في العراق و في كنعان في فلسطين. كان الشعب الإسرائيلي و العبراني قد كرّس دائماً يوم السبت / شباطاي Shabbathai كيوم لعبادة إله كوكب زُحَل، و القيام بالطقوس و المُمارسات البدائية لعبادة هذا الإله الزحلي Saturnic مثل التضحية بالبشر و تقديم للمحرقة أول أو بواكير المواليد من الذكور و التي نعرف أنها كانت مُمارسات شائعة في طقوس عبادة الإله يهوه Jehovitic Worship! من هذا يبدو واضحاً لنا أنّ الإله الحقيقي للديانة اليهودية كان دائماً إله كوكب زُحَل و منذ ما دُعِيَ ب"عصر الأنبياء" أي فترة ما بعد سبي بني إسرائيل الأخير إلى المنفى البابلي، و نُخبة الكهنوت اليهود قد أرادوا و سعوا دائماً لأن يخفوا هذا الجانب الشيطاني الزحلي Saturnic / Satanic من الديانة اليهودية و أن يُقدّموا لنا الإله يهوه كإله فريد مفصول تماماً عن تاريخه الدموي الشيطاني!!! الديانة اليهودية من بعد فترة "عصر الأنبياء" أي فترة ما بعد سبي بني إسرائيل الأخير إلى بابل تحوّلت إلى عبارة عن جبهة قِتال أو حرب قام بتصميمها نُخبة من كهنة أو خاحامات اليهود بغرض إخفاء عبادة إله كوكب زُحَل في الديانة اليهودية (هو نفسه الإله شيفا في البوذية أصل الديانة اليهودية). في ذلك الوقت كان العبرانيين في المنفى الخارجي فأراد الكهنة اليهود أن تظهر ديانتهم و عباداتهم بمظهر لائق مُحترم و حضاري أمام أعين هؤلاء الغُرباء البابليين الذين كانوا مُتقدمين عليهم حضارياً بأشواط بعيدة. دعونا هنا نضع في اعتبارنا و ألا ننسى أنّ الهدف الرئيسي من الديانة اليهودية كان دائماً هو الصهيونية Zionism ففي الحقيقة التاريخ يُظهِر لنا أنّ اليهود بدؤوا بالتسلل إلى الدّول غير اليهودية فور عودتهم من السبي البابلي الأخير، لذلك كان من الضروري بالنسبة لهم إخفاء النوايا الحقيقية لعبادتهم الظلامية تلك، و قطع علاقتهم مع ماضيهم المُخزي و البدء بالعمل بطرق خفية و سرية. و سفر [عاموس] هو مثال جيد لبنائهم لواجهة دينية (وجه السّحارة) من أجل إخفاء تلك الطقوس و المُمارسات الهمجية الوحشية الزحلية الشيطانية للعبادة أو الديانة اليهودية. ففي (عاموس 5:26) نرى أنّ "النبي" يُعاتب بيت إسرائيل و يوبِّخ اليهود لحملهم صوراً مُخصّصة للإله الكنعاني مولوخ أو مولوك Moloch و الإله البابلي الكلداني كيون Chiun حيث نقرأ: "و أما أنتم تحملوا أيقونات و صور آلهتكم مولوخ و كيون و نجمة إلهكم (بالطبع الحاخام يقصد هنا النجمة السداسية - رمز عبادة إله كوكب زُحَل) الذي صنعتموها لأنفسكم". هذه الآية مهمة جداً فهنا يمكننا أن نرى أنّ اليهود -بشقيهم العبرانيين في فلسطين و بني إسرائيل في العرلق- كانوا يعبدون إلهاً كان معروفاً بإسم مولوخ أو مولوك في أرض كنعان (فلسطين) و بإسم كيون Chiun في بلاد الكلدان (العراق) و الذي كانت تُمَثِّلُه أو يرمز إليه بنجمة سداسية، فمن كان هذا الإله الكنعاني مولوخ / مولوك و البابلي الكلداني كيون Chiun؟! كان مولوخ إله كنعاني فينيقي و هو أحد أوجه الإله بعل (و هو نفسه الإله بعل حمون في قرطاج) أما الإله كيون Chiun فهو إسم مُرَكَّب من كلمة كنعانية-بابلية هي كيوان / كاياوانو Kewan / Kayawanu، و هو الإسم الذي أطلقته شعوب بلاد ما بين النهرين على كوكب زُحَل (كيوان = زُحَل) و قد انتقلت هذه التسمية إلى اللغة اليونانية و تُرجِمَت إلى رِمفان Remphan (كيوان = رِمفان) و هو إسم آخر لإله كوكب زُحَل. و ترتبط نجمة إله كوكب زُحَل البابلي المدعو ب(كيون Chiun) السداسية بما يسمى اليوم بنجمة داوود أو خاتم سليمان، رمز عبادة إله كوكب زُحَل اليهودية. باختصار، هذه الآية الواردة في سفر عاموس تؤكِّد أنّ اليهود كانوا مُصلِّين و عابدين لإله كوكب زُحَل منذ ذلك الوقت. و من هنا نرى أنّ نُخَب الكهنة من بني إسرائيل و من العبرانيين كانوا مُخادعين و قاموا بحركة ماكرة جداً، فعلى الرّغم من حقيقة أنّ عبادة إله كوكب زُحَل كانت مُمارسة نموذجية و شائعة عند بني إسرائيل و عند العبرانيين منذ البداية تحت عبادة إله القمر إل / إيل / ئل (إسرا-ئيل / إسرا-ئل / Isra-El)، سعى الكهنة أو الحاخامات واضعي سفر عاموس بشكل مُخادع إلى تقديم زُحَل كإله كان يعبده الأجانب و الغوييم من غير اليهود، و ذلك باستخدام إسمه البابلي عن قصد على الرّغم من وجود أسماء للإله شبّطاي أو شبثاي / شاباثاي Shabbathai و الإله عل / ئل / إل / إيل / إيلو كانت موجودة بالفعل في لغتهم العبرية الخاصة في ذلك الوقت. بعبارة أخرى، سعى الكهنة اليهود إلى تقديم صورة إلههم المُخجِل المُخزي باعتباره إله للبابليين و الكنعانيين و ليس إلههم، و قاموا بتصوير عبادتهم له على أنها كانت بدعة خارجية دخيلة على الشعب اليهودي دخلت عليه من قبل البابليين عندما كانوا في المنفى البابلي و قاموا بنأي إلههم يهوه من ماضيه الزحلي الشيطاني الشائن و بتقديمه بشكل جديد على أنه إله فريد جيد مُحِب و مُتَمِّيز!!!
الديانات اليهودية الموسوية الإبراهيمية اليهو-مسيحية و النصرانية (الإسلامية) هي جميعها عبادات لإله كوكب زُحَل Saturnic إبن الإله ئل / إل / إيل / إيلو / الله إله القمر لكنها عبادة مُشفَّرة أو مُقَنَّعة!
حتى يومنا الحالي لا تزال الديانة اليهودية تحتفظ بنجمة زُحَل السداسية التي تعود بالأساس إلى عبادة الإله آن / آنو / عل / ئل / إل/ إيل / إيلو / الله كرمز رئيسي لهذه العبادات، و المُصلِّين أو المؤمنين اليهود لا زالوا يستمرون خلال مُمارسة طقوسهم و أداء شعائرهم بوضع التفلين Tefilin، ذلك المكعب الأسود (نفسه مكعب كعبة مكة الأسود) على رؤوسهم الذي يرمز إلى الإله ئل-يهوه أو إل-يهوه إله كوكب زُحَل المُتداخل مع أو إبن إله القمر، و الذي يجب عليهم أن يضعوه على رؤوسهم أثناء أدائهم لصلواتهم و شعائرهم الدينية. إلى جانب ذلك، في الديانة اليهودية الموسوية الإبراهيميّة و اليهو-مسيحية النّصرانية (الإسلامية) المُتفرِّعة عنها لا تزال تجرى مُمارسة طقوس قتل أو ذبح الأضاحي من الماشية بنفس الطريقة و الأسلوب الذي كان مُتّبعاً منذ القدم في طقوس عبادة إله كوكب زُحَل Saturnic Cult. فالديانة الإسلامية، كما بات معروفاً للجميع من خلال سلسلة حلقات قصّة الأديان الإبراهيميّة و التي نعيد نشرها هنا لكم الآن، ما هي سوى طائفة أو جماعة يهو-مسيحية مُتفرِّعة أو مُنبثِقة من رحم الديانة اليهودية (البوذية الأصل)، شعارها الرئيسي هو القمر على شكل هلال (الهلال القمري) الدال على الإله عل / ئل / إل / إيل / إيلو/ الله إله القمر و بداخله النجمة السداسية / مكعب تِفلين الأسود الدالة على يهوه - إله كوكب زُحَل، و كلاهما (الهلال و النجمة) رمزين مُرتبطين بزحل-كرونوس-ساتورن إله الزمن في العالم القديم. علاوةً على ذلك، فأقدس بناء أو هيكل له هو الكعبة المشرفة في قلب مكة الحجاز، و هي مبنية على شكل بناء مكعب هو بالحقيقة نفس مكعب الرّب اليهو-مسيحي الدموي الشيطاني يهوه - إله كوكب زُحَل تماماً كما يدل عليه التفلين Tefilin اليهودي المكعب الأسود المقدس آنف الذكر!!
كذلك نرى أنّ الديانة المسيحية هي أيضاً مليئة بالرموز الخاصة بعبادة إله كوكب زُحَل: ففي الواقع، إنّ مُمارسة طقوس ما يُعرَف ب"العشاء المقدس" أو "العشاء الأخير" أو "العشاء السّري" في الكنائس المسيحية هي ليست أكثر من مُجرّد مُحاكاة لتقديم ذبيحة الإبن البكر في العبادة القديمة للرّب يهوه - إله كوكب زُحَل. الإبن المُفترَض للرّب ئل-يهوه أو إل-يهوه المُضحَّى به على الصليب الشمسي الفلكي قُرباناً و مغفرةً لخطايا المؤمنين الذين يقتصر دورهم، عندما يتقدمون من الخوري أو القس أمام طاولة أو مائدة المذبح في الكنيسة، على أن يأكلوا من جسم المسيح و يشربون من دم المسيح الأضحية (طقوس التّناول)، و هي بكل وضوح ليست سوى مُحاكاة و ترميز أو تمثيل لطقوس أكل لحوم البشر التي كانت تُجرى قديماً على مذابح معابد الإله ئل-يهوه / إل-يهوه / مولوخ / كيون!
دعونا نتذكر أنه في الأساطير الإغريقية-الرومانية كان زُحَل - كرونوس يُعتَبر إلهاً فاسداً كان يقوم بالتهام أبنائه. كما يمكن أن نُفسِّر أيضاً الصليب المسيحي باعتباره رمزاً لعبادة إله كوكب زُحَل-كرونوس نظراً لأنه كان يرمُز إلى تقسيم الفصول الزمنية الأربعة للسنة و شهور السنة الإثني عشرة (تلاميذ أو حواريي المسيح الإثني عشر، النبي يوسف و عدد أخوته 12، عدد أسباط إسرائيل 12، ضرب الإمام الحسين بالسيف 12 ضربة و الأئمة الإثني عشرية 12 كلها رموز آتية من هنا أيضاً) و هذا التقسيم الصليبي الفلكي كان أحد رموز إله الزمن كرونوس في العصور القديمة، و قد استخدم هذا الرمز لإخضاع الجماعات الدينية و المُجتمعات البشرية غير اليهودية لليهود. و نرى أيضاً أنّ وصف مدينة القدس الجديدة إيلياء الوارد في كتاب الوحي Revelation يشبه كثيراً عن كثب مكعب زُحَل و كذلك بعض من الخُطَب المجازية المنسوبة ل(يسوع الميلاد) و المذكورة في الأناجيل تحتوي على رموز زحلية Saturnic Sympolism، مثل فكرة الرّب يهوه باعتباره "الحاصِد" الذي يقوم بالحصاد فاصِلاً ما بين القمح الجيد أو الممتلئ و الشعير الغث أو الفارغ، و طبعاً دعونا نتذكر أيضاً أنّ زُحَل-كرونوس كان يُعتَبر إله الزَراعة و حِصادة الحصاد بالمنجل و شعاره عصا طويلة تنتهي بمنجل كبير!!
في نهاية المطاف، و بعد هذا الإستعراض المُفَصَّل نستطيع أن نرى جلياً معاً أنّ جميع هذه الأديان "السماوية" كانت في الحقيقة مُخصّصة لعبادة الرّب ئل-يهوه أو إل-يهوه أو إيل-يهوه، فاليهودية و اليهو-مسيحية و النصرانية (الإسلامية)، هي في الواقع أديان أو طوائف مُقَنَّعة أو مُشَفَّرة كانت مُصَمَّمة لعبادة إله خفي هو أن / آن/ آنو / ئل-يهوه / إل-يهوه / كرونوس / ساتورن إله كوكب زُحَل، و بالتالي فهم ثلاثة أدوات قوية جداً بمُتناول الصهيونية العالمية منذ أكثر من ألفين و خمسمائة 2,500 سنة و حتى يومنا هذا!!! - يُتبَع في الجزء الثالث، ج3
* صور البحث على الرابط التالي:
للمزيد، مصادر و مراجع:
1. Day, 2,002, Smith, 2,003
2. Miller, 2,000
3. Olyan, 1,988
4. Smith, 2,009
5. Smith, 2,002
6. Day, 2,002
7. Samuel Noah Kramer, 1,998
8. Kramer & Meir, 1,989
9. Van Der Tourn, 1,996
10. Blásquez، 2,001
11. Stark, 2,011
12. Smith, 2,001
13. Smith, 2,002
14. Evans, 1,998
15. Guiley, 2,009
"منقول من صفحة تاريخ الاسطورة و الاديان "