سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
"بسم الله الرحمن الرحيم"
الأسس الوجودية وعلم التواقيع في الطب الكوني
البحث في منطلقات فلسفة الماكروبيوتك والأيورفيدا
بينما المشكلة الأساسية في الطب البديل ، هي عدم وجود فلسفة موحدة لكافة أشكاله ، مع أن النتائج والتطبيقات العلاجية تتقارب كثيراً ، لكن سيكون من الصعب جداً ، أن تصل إلى فهم لسبب اختلاف هذه المناهج ، لكنني أؤمن كما آمن بالمر هول بأن جميع العلوم التي تعتمد على الكليات ، تستند إلى أصول موحدة ، إنها الفلسفة الخالدة ، التعاليم السرية لكافة العصور.
الهدف من هذه الدراسة ، هو تبيان الفروق الأساسية في الفروع لدى كل من النظامين الطبيين الأكثر أهمية في الطب البديل ، إنهما الماكروبيوتك والطب الصيني من جهة ، والأيورفيدا من جهة أخرى ، هكذا ، يتم توضيح الأساس الموحد لهذين الطريقتين العلاجيتين ، والذي سيغدو تعبيراً جيداً عن الأساس الموحد لكافة العلوم الكلانية ، مثل الكينياء والخيمياء ، العرافة ، العرفان والفلسفة الإسلامية ، لأنه في الواقع ، ليس مجرد نظرية ضخمة جداً ومتميزة عن كل النظريات ، إنه أكثر من ذلك ... إنه علم يدرس الوجود بشكله الأصيل ، ليصل إلى المبادئ العليا التي تحكمه ، ويقوم ببناء كافة الممارسات العملية [ الطبية وغير الطبية ] على هذه المبادئ السرمدية.
الهدف من هذه الدراسة ، هو تبيان الفروق الأساسية في الفروع لدى كل من النظامين الطبيين الأكثر أهمية في الطب البديل ، إنهما الماكروبيوتك والطب الصيني من جهة ، والأيورفيدا من جهة أخرى ، هكذا ، يتم توضيح الأساس الموحد لهذين الطريقتين العلاجيتين ، والذي سيغدو تعبيراً جيداً عن الأساس الموحد لكافة العلوم الكلانية ، مثل الكينياء والخيمياء ، العرافة ، العرفان والفلسفة الإسلامية ، لأنه في الواقع ، ليس مجرد نظرية ضخمة جداً ومتميزة عن كل النظريات ، إنه أكثر من ذلك ... إنه علم يدرس الوجود بشكله الأصيل ، ليصل إلى المبادئ العليا التي تحكمه ، ويقوم ببناء كافة الممارسات العملية [ الطبية وغير الطبية ] على هذه المبادئ السرمدية.
القسم الأول :
نظرة عامة في الفروق الأساسية بين الأيورفيدا والماكروبيوتك والطب الصيني
هكذا أنظمة ، عندما نحاول تتبع أصلها ، نغرق في بحر التاريخ الذي لا قاع له ، هناك من يقول ان عمر كل واحد منها ثلاثة آلاف سنة ، خمسة آلاف ... اثنا عشر ألفاً ... مئة ألف ... لا أحد يدري ، عند تتبع الآثار الباقية الدالة على وجود هذه الأنظمة العلاجية ، تغدو نظرية الإنسان البدائي سخيفة جداً ، لقد تم طمس الكثير من الحضارات ، لكن هذا لا يعني عدم وجودها.
الطب الصيني والماكروبيوتك :
يقوم علم الطب الصيني على مبدأين في فهم الكون :
- (1) الكون كائن زوجي ، في كل تجلي من تجلياته يتكون من الين واليانغ [ الأنثى والذكر ]
- (2) أي تفاعل أو حدث يقع ضمن الكون يتحقق وجوده عبر الأطوار الخمسة [ الشجرة – النار – التراب – المعدن – الماء ]
- (3) وعبر استخدم هذين المبدأين [ الذين سنشرحهما بإسهاب في القسم الثاني ] يمكن توصيف الأمراض والعلاجات لهذه الأمراض، أي أن الرؤية الكونية الصينية تنعكس في العلاج وتؤسس له.
أما الماكروبيوتك فقد استخدم هذين المبدأين ليس فقط لتوصيف المرض وسببه وعلاجه ، بل أيضاً لشرح الأسلوب المعيشي المؤدي إلى المرض أو إلى حفظ الصحة والعافية ، ومن خلال ذلك يمكن عكس المعادلة عبر النفاذ من تغيير الأسلوب المعيشي إلى العلاج. وبذلك لم يعد فقط الوخز بالإبر والخلطات العشبية ورياضة التشي كونغ هي الحل الحصري لعلاج المشكلة الصحية ، لقد أصبحت الحكمة الشرق أقصوية القديمة معممة بشكل أكبر بعد ما قام به المعلمان ميشو كوشي وجورج أوشاوا، لقد أصبح من الممكن العلاج بالبرنامج الغذائي المفصل ، وبالتأملات بمختلف أنواعها ، وبنمط الحياة ككل ، ما تفكر به ، ما تهتم به ، ما تقوم به ، وتم اشتقاق تطبيقات علاجية مستمدة من الحياة العادية ، مثل خضروات حديقة المنزل ، والحبوب والبقوليات والتوابل التي يتم تناولها ، بل أكثر من ذلك ، أصبح من الممكن تعميم المبدأين الأساسيين الحاكمين ليشمل استخدام طاقة كل شيء ، كالكمادات والمغاطس والحقن واللبخات والحمامات ، وهكذا يعتبر الماكروبيوتك نظاماً أكثر عملية وشمولية من الطب الصيني التقليدي ، لأنه يستفيد من كل ما في الطب الصيني ، لكنه إضافة لذلك يستخدم وسائل لا تستخدم عادة في هذا الطب ، وأكثر من ذلك ، إنه يتسع لكل تطبيق ممكن ، شرط أن يوافق طريقة العلاج وفق المبدأين الأساسيين ، وهذا يمكن أن يشمل التدليك بالزيوت ، العلاج بالروائح ، العلاج بطاقة اليد ، العلاج بالأعشاب المنفردة ، وغير ذلك ....
الطب الهندي والماكروبيوتك :
يعتمد الطب الهندي على مبدأين اثنين ، أحدهما مشترك مع الطب الصيني ، والآخر مختلف عنه :
- المبدأ الأول هو مبدأ العناصر الخمسة ، فما يسمى بعنصر الشجرة في الطب الصيني يسمى بالهواء في الأيورفيدا ، وعنصر المعدن بالأثير ، وسنبين سبب هذه التسميات بالتدريج.
- أما المبدأ الثاني فهو الأمزجة الثلاث ، وكل مزاج هو شكل من أشكال اتحاد عنصرين في تفاعل زمني واحد، أحدهما يشكل القطب السالب أو البيئي والآخر يشكل القطب الموجب أو الفاعلي ، بحيث تتفاعل العناصر الخمسة مع بعضها بشكل أساسي وفق قانون الأمزجة الثلاثة، عندما تم تفعيل العناصر كَمَثاني ، وهناك مزيج فاتا [ الأثير والهواء ] وبيتا [ النار والماء ] وكافا [ الماء والتراب ].
بهذه الطريقة يمكن فهم جميع التحركات في الجسم والنفس والكون ، من خلال مبدأ العناصر الخمسة متحداً مع قانون الين واليانغ ، هذا الانسجام يعبر عنه بمبدأ الدوشاز [ اسم الأمزجة الثلاثة في السنسكريتية ] كما سنرى ...
وهذا هو السر الذي يجعلك تفكر في إمكانية إيجاد الجوهر الموحد بين النظرتين في العلاج مع تعديل ما يلزم لأجل ذلك ، وقد قمت بتسمية الطريقة التي تجمع الاثنين معاً "الطب الكوني" ، لأنه يعتمد على الكليات الكبرى في التكوين.
وهذا هو السر الذي يجعلك تفكر في إمكانية إيجاد الجوهر الموحد بين النظرتين في العلاج مع تعديل ما يلزم لأجل ذلك ، وقد قمت بتسمية الطريقة التي تجمع الاثنين معاً "الطب الكوني" ، لأنه يعتمد على الكليات الكبرى في التكوين.
المقارنة بين الطب الهندي والماكروبيوتك :
كل من النظامين يتصف بالتركيز على أسلوب الحياة ، وعلى العلاجات الداعمة له بنفس الوقت ، لكن النظام الغذائي في الطب الهندي ، بسبب توجهه لعلاج المشاكل الناتجة عن العمل الثنائي للأطوار الخمسة ، دون مراعاة للعمل الأحادي لكل منها ، فقد تركز على ثلاث حميات غذائية رئيسية فقط ، لا تحقق الكثير من النتائج الفاعلة لوحدها ، لذلك تم التركيز أكثر على العلاجات الداعمة ، وكانت هذه المجموعة واسعة جداً ، فبالإضافة إلى الأعشاب والزيوت والتدليك والجراحة ، شملت العلاجات الأحجار الكريمة ، والموسيقى ، والألوان ، والعطور ، والمعادن ، والكثير من الأشياء الأخرى.
بما أن الطب الهندي قائم على فلسفة اليوغا ، كان من الطبيعي أن يراعي الكثير من الأمور التي لم يراعيها الماكروبيوتك ، وبالمقابل كان الماكروبيوتك يراعي أشياء لم تكن لتخطر في ذهن المعالجين الهنديين قبل ثورة الماكروبيوتك في القرن العشرين ...
من الأشياء التي اختص بها الماكروبيوتك :
- العلاج الأساسي يكون بالبرنامج الغذائي والمعيشي ولكل حالة ما يناسبها
- مراعاة نتائج الكيمياء الحيوية كعلم حديث يمكن الاستعانة به
- العلاج بالبكتيريا النافعة
- توفير جميع العناصر الغذائية اللازمة حسب علم الكيمياء الحيويةً مثل فيتامين B12 وK2
- الطبخ بأدوات المطبخ الصحية وفق شروط كل من علم الطاقة الحيوية وعلم الكيمياء الحديث
- الطبخ العلاجي وفق نظرية الين واليانغ
- دراسة الأمراض وفق المفهومين القديم والحديث لكل مرض والتوحيد بينهما
- توفير صيدلية منزلية لعلاج جميع الأمراض ، وإسعافات أولية شاملة متاحة في كل بيت
- التشخيص للحالة يكون حسب الفراسة الصينية، والنمط المعيشي والغذائي وتبعا للين واليانغ والعناصر الخمسة ، وقراءة النبض بالطريقة الصينية.
من الأشياء التي راعتها الأيورفيدا وحدها :
- التشخيص باستخدام قراءة النبض حسب الأمزجة الثلاثة ومن خلال فحص البول والبراز
- العلاجات الهندية الداعمة واسعة جداً فهي تشمل الأعشاب، والزيوت، وعلاج المارما وأنماط خاصة من التدليك ،
- كشف المزاج النفسي العام لكل شخص من خلال شكله وطباعه وفيزيولوجيته
- علاجات التنقية : كالتقيؤ والإسهال والتعرق ،
- تكون التغذية متناسبة مع المزاجات الخمسة ، وتكون العلاجات العشبية والزيتية وفق الأمزجة الثلاثة.