سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 883
- مستوى التفاعل
- 1,661
ميزان طاقة الغذاء
الغذاء مادي التكوين ، والمادة هي تجسد الطاقة في عالم الزمان والمكان بعد أن تم توجيهها بطريقة جعلتها "تتقيّد" زمنياً وتصبح ثابتة ومحلية ، وهذا ما يعينه "الوجود المادي" إذ أن المادة كائن محدد أنتجته الطاقة عبر تفاعل غير محدود.
تبدو المادة غالباً وكأنها ثابتة، وهذا يعطي إيحاءً مخادعاً بثبات الواقع وعدم قابليته للتغيّرات ، ولكن الحقيقة أن "المادة" تنتج من الحركة الزمانية اللولبية ، والتفاعلات التي تحدث بين طاقات لها وجود غير مادي.
بالنسبة إلى عالم الزمكان المحلية ، الطاقة ذات وجود خالص ، لا يمكن تحديد موقعه في إحداثيات زمانية ومكانية ، إلا حين تتفاعل مع المستوى المادي وتسير وفق مساراته الزمنية، فتأخذ شكل "القوة الموجّهة" ويمكن حينها تحديدها كنوع من الحقل ( كهرومغناطيسي - ثقالي ... ) ، والمادة هي نتيجة التصادم ، أو التآثر بين حقلين من القوى الموجهة.
ما يجعل الطاقات تتفاعل على نحو موجّه ، هو أوامر الوعي الذي يوجهها بهذه الطريقة ، بالنسبة للعالم الكلي ، الله هو الذي يوجهه ، بالنسبة لحركة الجسد والفكر والخيال الفردي ، الكائن الأرضي هو من يوجهها باستخلاف من الله له على هذه القوّة.
الحقيقة أن الطاقة حيوية ، طبيعتها من نفس طبيعة الوعي وهذا ما يسمح لك أن توجه طاقة جسدك وتحرّك يدك ، تفتح عينك ، تركّز ... تشعر بالعالم الخارجي ، وبما أنها حيّة فيمكن للحياة وحدها أن تتصل بها ، ولا يمكن توجيه الحياة بقوة غير حيوية ، إن وعيك متحد الوجود مع الحياة ولذلك يمكنك التواصل مع الطاقات الفيزيائية وغير الفيزيائية ، لأن بينكم وحدة وجود.
فكذلك الغذاء هو طاقة حيوية ، مثلها مثل كل شيء ، توجهت بمسار معين حتى أصبحت ذات قوام مادي ثابت زمنياً ، وحينها أصبح من الممكن إمساكها مادياً وجعلها تتفاعل على نحو ثابت وتوجد بموقع ثابت بالنسبة لوعي فردي.
ومن الطبيعي إذاً أن تتوقع أن الغذاء يؤثر على طاقتك الحيوية أولاً ، ثم ينعكس هذا التأثير على جسدك بتفاعلات كيميائية وفيزيائية ، على سبيل المثال ، إذا كنت واثقاً تماماً و"تحس-تؤمن" أن الطعام الذي تتناوله لن يضرك فلن يضرك ، حتى ولو كان ضاراً أو مسموماً ، لأن طاقته الحيوية ستتوجه بطريقة تفاعلية مختلفة عن مسارها القديم.
ولكي تستفيد حقاً من الغذاء ، ركز على طاقته الحيوية ، لاحظ أن الأغذية اللحومية والملحية والجاهزة فاقدة للطاقة الحيوية ، ولذلك ترفع هرمون الدوبامين والتستوستيرون وتحفز على نشاطات ورغبات عدوانية وأنانية، ولاحظ أن الأغذية الطبيعية والنباتية والسُّكرية تمتلئ بالطاقة الحيوية ، ولذلك ترفع هرمون السيروتونين ، ولكنها لا ترفع الأستروجين ، إنما تقوم بموازنة التستوستيرون والاستروجين معاً ، وتحفز على نشاطات ورغبات فنية وعطائية.
العلّة الأصلية جداً لهذه الظاهرة هي طبيعة الطاقة الحيوية الكامنة في الأغذية ، فالطعام اللحمي مكون من طاقة حيوية مقتولة ، تم إعدادها كمصدر للاستهلاك والوقود والمتعة ، ولم يتم احترامها وهذا وجهها من خلال حقل نفسي Psychic Field حبوس ، يشد نحو العالم المادي ورغبات الوجود فيه ( ولكي توجد في العالم المادي عليك أن تكون كائناً إنتاجياً استهلاكياً بالدرجة الأولى ).
أهم النتائج التي ستلاحظها من طاقات الأغذية :
1. الإفراط في تناول الأغذية المقتولة والصناعية يدخل طاقتك الحيوية في حقل نفسي متشابه معها ، رغبة القتل أو العدوانية أو الشراسة ، رغبة المتعة اللحظية ، رغبة الأسر والتصنيع والسيطرة تماماً كما تسيطر المعلّبات على اللحوم بداخلها.
2. الإفراط في تناول أغذية مليئة بالطاقة الحيوية مثل الفواكه والأناناس والمانغا يجعل قوتك الحيوية الشعورية غير متوازنة مع قساوة واقعك المادي ، يجعل لك قلب الملاك بينما جسدك لا يزال ترابياً جداً ومقيداً وهذا يؤدي مع مرور الوقت إلى نتيجتين : أولاً اكتئابك بسبب قسوة الواقع وعدم فاعليتك ، ثانياً تبدو بمظهر الفوقي الكسول المغرور واليائس بالنسبة للآخرين الذين يعجبون من نوعية تصرفاتك التي يعتقدون أنها "شاعرية في غير محلّها".
3. المواضبة اليومية على طعام واحد زكي ، كالتمر والزبيب ، ستؤدي إلى وضوح رؤتيك للواقع والعالم تدريجياً وستحس فجأة أن أفكارك ودوافعك تستقر وأن مستوى وعيك يرتفع وقوة إرادتك يتم تعزيزها بوعيك.
4. تناول الطعام من دون إحساس بالجوع يولّد نوعاً من "تقييد الطاقة الإبداعية" وتناول الطعام حتى الشبع يولّد نوعاً من "فقدان حدّة ورقّة الحواس الوجدانية والجسدية".
5. تناول الطعام بدون تركيز واتصال شعوري يجعلك تحس بالامتنان ، يؤدي إلى تعزيز جانبك الآلي اللاشعوري واللاإرادي في كل نواحي الحياة. بينما تناول الطعام بهدوء وامتنان ومحبة يجعل حيويتك تتوجه نحو التفاعل الواعي القصدي المُدرِك.
6. تناول الطعام الذي لا تشتهيه يولد الإحساس بالحسرة ، حتى ولو كان ذلك اختيارك ، لأن ذاتك الحقيقية هي التي تشتهي الطعام ، وعقلك المبني على نماذج لم تخترها أنت ، هو الذي يقول لك أن لا تتبع رغبتك بطعام معين لأنه مكلف أو غير صحي أو غير مفيد ، ولكن مع ذلك لابد أن تراعي التفريق بين الشهوة الحقيقية ( التي تتداعى في حالة الهدوء والصفاء وارتفاع السيروتونين ) والشهوة المزيفة ( التي تحسها في حالة الهياج والقلق وارتفاع الدوبامين ).
7. لكل طعام طاقته وتأثيره الحيوي المميز ، مثلاً الموز يعزز الإحساس بالرفاه ، والسعادة ، والسرور ، التفاح يعزز الإحساس بالانفتاح والنشاط ورائحة التفاح تعالج الخمول الناتج عن الاكتئاب ، واليقطين يعزز الإحساس بالاستقرار والثبات وعصير اليقطين يجعل الجسد يجدد خلاياه حيوياً ، والليمون يعزز الانتباه واليقظة ، والشّمام يعزز الفضول والخيال وله تأثيرات للأعمال الروحية ، والعنب يعزز الوجود الحيوي بالكامل ويغذي طاقة الحياة بأعلى المستويات.
الأطعمة الخضراء ترفع اتصال الجوهر الحيوي للوعي مع الطبيعة والزمن ، والأطعمة الحمراء ترفع الاتصال مع الواقع ، والأطعمة الصفراء ترفع الاتصال مع الآخرين ، والأطعمة البيضاء ترفع مستوى الإحساس بالذاتية والواحدية مع الوجود.
8. الكثير من التأثيرات الحيوية للأطعمة ليس لها تعليل مادي ، على سبيل المثال : الجزر فعلاً يقوّي البصر ويمكنك تجربة ذلك ، مع أن مادته لا تحتوي عنصراً كيميائياً مميزاً ، ورغم أن اليقطين والملفوف لهما نفس مكونات الخيار تقريباً ولكن تأثيرهما الحيوي مختلف جوهرياً في الكم والكيف ، فهما علاج لأمراض المعدة وللقلق والاكتئاب ، مع ان المواد الكيميائية فيهما عادية جداً وهذا يشكل لغزاً محيراً بالنسبة للعلم الحديث والطب التجريبي، ولكنه حقيقي.. ومع أن المسافة بعيدة جداً كيميائياً ، ولكن تناول الحبوب الكاملة يؤدي إلى زيادة التركيز ، وزيادة التركيز تؤدي إلى حفظ الطاقة الحيوية من التشتت في الرغبات اللاشعورية ، وهذا يؤدي في النهاية إلى علاج الشذوذ الجنسي والسادية والماسوخية وهذا يبدو مستحيلاً من ناحية ظاهرية.
9. الكثير من تأثيرات الأطعمة تكون سامّة حيوياً دون تعليل كيميائي لذلك ، مثلاً حساء عظام البقر وعظام الخاروف يؤدي مع الوقت إلى الإحساس باحتباس الحيوية وغزو التفكير المادي ، مع أنهما صحيان ومفيدان كيميائياً، والدهون المشبّعة تصنع غشاوة على البصيرة وتبلّداً حيوياً في الملكات الإدراكية العليا بلا أي شك.
10. إذا كان غذاء الإنسان متوجهاً نحو تعزيز وجوده المادي ، ولم يستجب هذا الشخص للرغبات المتعلقة بالواقع المادي (الإنتاجية والتنفيذ) يبدأ جسده بالتآكل ذاتياً وتدمير خلاياه ويترقق عظمه .. فيجب أن تعلم ، على أي حال ، أنك عندما تعزز نمطاً زمنياً لتعبير الحياة في كيانك ، فالأفضل أن تتجاوب معه أو تتحايل عليه حتى لو لم يكن ذلك مثالياً، فإذا عززت طاقة الموت ورغبات العدوانية بالطعام الحيواني المفرط، ولم تتجاوب معها عن طريق الملاكمة مثلاً أو التفاعل مع الواقع المادي بشكل إنتاجي، هذه الرغبات التي لا تلقى استجابة منك "ستلتهمك" داخلياً وستعطل سير حياتك خارجياً، والحل الوحيد لهذا الوضع هو التخلي التدريجي عنها من خلال استدعاء الهدوء والصفاء وذكر الله ، وسماع الموسيقى والفن الجميل حتى تتطيب أنفاس الحياة في داخلك.
10. اعتمادك على القيمة الكيميائية و"الوقودية" للطعام الذي تتناوله سيعزز تركيزك على الواقع المادي مع مرور الوقت ، وإذا كانت طبيعتك روحية جداً فستتألم كثيراً وتصاب باكتئاب وحسرة وجودية.
11. مع أن الأمر غريب ، ولكن الطعام يحدد في حياتك أموراً أكثر بكثير مما يمكن أن تتصوره ، فتناول الطعام الحيوي الناضج والمتوازن يجعل رؤيتك واضحة للحياة فلسفياً وتعرف بالضبط ماذا تريد ، وعشوائية الطعام تولد عشوائية التفكير وضياع السعي في اللاشيء والتشتت الزمني ، والطعام الذي يدعم الانفتاح والأفق ، كالفاكهة ، يتيح لك إذا تآلفت معه أن تؤثر على توجيه مسار الزمن الواقعي وتجذب لنفسك فرص الانفتاح والفضاء اللامحدود لتجلي الأهداف ، لأنك تآلفت مع رغبتك وطاقتك الحيوية تصبح موجّهة نحو تحقيقها زمنياً وهذا قانون الله عز وجل {( ألف لام ميم را )} أو التفاعل الحيوي بين الذات والوجود.