" بسم الله الرحمن الرحيم "
"ألزهايمر ... السبب والعلاج وفق منظور الطب الكلي وعلم الماكروبيوتك"
... مقدمة ...
هو مرض من فئة أمراض التدهور المعرفي والإدراكي ، عادة ما يصيب الطاعنين في السن ، وقد ظهر هذا المرض على نحو واسع الانتشار منذ حوالي القرن ، مع التزامن مع بدء التعديل الوراثي وانتشار الأنماط الغذائية السريعة التحضير والمعتمدة على الأغذية الحيوانية.
اليوم ، يعاني حوالي 6.2 مليون أمريكي من مرض الزهايمر وهذه النسبة تشكل حوالي 12.4% من مجموع مرضى الزهايمر على سطح الأرض والذين يقدر عددهم ب50 مليون ، مع أن عدد الأمريكيين يشكل 4.3% من عدد سكان الأرض ، وهذا يدل على أن مرض الزهايمر ينتشر في أمريكا بالذات ثلاثة أضعاف انتشاره في بلاد الأرض الأخرى.
ورغم أن الطب الحديث يقف عاجزاً تماماً أمام هذا التحدي ، إلا أن الطب الأصيل قد تصدى له ووضع برامجاً قوية جداً في علاج الزهايمر وقد أثبتت نجاحها عملياً كما سنبين في هذا البحث.
أولاً : الأسباب :
كل مرضٍ يبدأ من المنظومة الروحية ، ثم يتدرج بالتمظهر إلى أن يصبح جسدياً في النهاية ، لأن الجسد هو انعكاس ظاهري لمنظومات أكثر عمقاً منه ، وقد سبق الحديث عن ذلك في بحث العناصر الخمسة ، ولذلك فعند البحث عن السبب الأكثر عمقاً لأي مرض ، لابد من معرفة المعنى الكوني المرتبط بالعضو المصاب ، وبالأعراض الظاهرة في المرض ، وبالنسبة لمرض ألزهايمر الذي يصيب الدماغ ، ينبغي إدراك ارتباط هذا العضو بمقامين ( اثنان من الشاكرات كما تُسمى ) وهما شاكرا آجنا وشاكرا التاج ، أي العلاقة مع الذات الحقيقية والعلاقة مع الله ، وبما أن المشكلة المتعلقة بهذا المرض هي النسيان والالتهاب وانعدام التماسك في التفكير ، ينبغي العلم أن السبب الرئيسي له هو عدم الاعتصام بالعلاقة مع الله ، وفي لغة الوعي يعني ذلك عدم الاكتراث للنواحي الروحية ولجمال الحياة وغفلَة النظر عنه والانشغال بالتفكير المستمر عوضاً عن ذلك ، أي : الغرقُ في الزمن الغيابي المُفارق للحضور الآني ، وتشتت الانتباه بين الفِكَر ، هذه الحالة من نسيان الحياة والجمال تؤدي مع الوقت إلى تخلي العقل الباطن عن المنطق الذي يحكمه والذي يبنى أساساً على رغبة الحياة والجمال ويتخذ من هذه الرغبة المنطلق المطلق لكل مقاييسه ، ويظهر هذا التخلي على شكل نسيان ( عدم تماسك في التفكير ) ، وعلى عكس المتوقع ، فإن عدم الإحساس باللحظة الآنية وثرثرة العقل بالتفكير المبني على الماضي والمستقبل هو ما يؤدي إلى غياب التركيز وتبعثر مسار العقل الباطن.
وجهة نظر الماكروبيوتك :
يعتبر الماكروبيوتك مرض ألزهايمر هو مرضاً ذو طبيعة ين \ يانغ متطرفة ، أي من أمراضِ غياب التوازن الذكري والأنثوي ، وسببها هو الإفراط بالمصادر الين واليانغ المتطرفة معاً ، ما يؤدي إلى تمدد وتقلص بشكل غير طبيعي في طاقة الدماغ وبالتالي أنسجته وخلاياه المادية ، وسنرى أن السبب الشائع لهذا التقلص والتمدد على وجه الخصوص هو الإفراط بالأطعمة الحيوانية والسكريات الصناعية والمواد الصناعية الأخرى والذي يتمظهر مادياً بآثار الدهون المشبعة والأطعمة الحمضية.
من الناحية الجسدية ، تم الادعاء من قبل الكيتوجينيك دايت بأن سبب الزهايمر هو جوع الخلايا الدماغية نتيجة نقص الجلوكوز الداخل إليها ، وذلك يحدث بسبب مقاومة الأنسولين ، وهذا الادعاء صحيح نوعاً ما ، لأن جوع الخلايا يؤدي إلى تموتها ، لكن هذا الجوع وهذه المقاومة ، وعلى عكس ما يقوله الكيتوجينيك دايت ، لا يحدث بسبب الإفراط بالسكريات بل لعوامل أخرى سيتم ذكرها ، ورغم ذلك فهذا ليس هو السبب الوحيد للزهايمر من الناحية الفيزيولوجية ، أما السبب الثاني كما سنرى هو اختلال الدهون الوسيطة بين الخلايا العصبية ، وتظهر هنا مرة ثانية خطورة الحميات الحديثة المبنية على الطب الجزئي ، وعلى رأسها الكيتو دايت.
السبب الأكثر وضوحاً حسب البحوث العلمية ، هو ترك بروتين tao الغشاء العصبي منطلقاً إلى داخل الخلية العصبية ليحدث الاضطرابات التي تعزل الخلايا العصبية وتجعل فراغات بينها ، وهناك أسباب فرعية أخرى مثل بروتينات Amyloid beta التي تسببها الدهون المشبعة ، ومثل العوامل المحفزة للإجهاد والأشعة فوق البنفسجية وجميع الأسباب المؤدية إلى ولادة الجذور الحرة.
إن تنشيط جينات JNK يُحدث فسفرة لمستقبلات الأنسولين في الدماغ ، وهذا يحرمه من امتصاص الجلوكوز الذي لا يتم إلا باستقبال الأنسولين الحامل له ، وهذا التنشيط يقوم أيضاً بإخراج بروتين tao من غشاء الخلايا العصبية ، ليفعل فعله فيما بعد ، أي أن جميع الأحداث العشوائية التي تحدث في دماغ مريض الزهايمر تدور حول ثلاث محاور : مقاومة الأنسولين وتصلب الأغشية العصبية والجذور الحرة.
أوهام مقاومة الأنسولين ومزيداً من المغالطات العلمية ...
إن السكر بحد ذاته لا يمكن أن يؤدي إلى تضرر أي عضو من الأعضاء ، ولكن ما يمكن أن يجعل السكر سلاحاً فتاكاً هو إما نقص الأنسولين عن النسبة الكافية ، مما يبقي السكر في الدم ، وإما مقاومة امتصاص الأنسولين ، وكلا السببين لا يتعلقان بالسكر بحد ذاته بل بعملية إفراز الأنسولين وعملية امتصاص السكر ، وعبارة أخرى ، يتعلقان إما بمشاكل في الكبد ونسبة قلوية الدم ، وإما بمشاكل في البنكرياس.
ومن النادر جداً أن تحدث هذه المشاكل بسبب الغذاء ، الحالة الوحيدة لذلك هي تناول كميات هائلة من السيكروز وتحديداً الصناعي منه ، وقد أثبت علم الماكروبيوتك خلال عشرات السنين أن السكريات المعقدة لا تؤدي إلى أي مشاكل تذكر ، وكذلك نظام باليو عبر الكثير من الحالات أن سكر الفاكهة لا يمكن أن يسبب أي مشاكل تتعلق بسكر الدم ، مهما كانت كمية الفاكهة المستهلكة.
والسبب في كون السكريات المعقدة غير متلازمة مع مشاكل سكر الدم هو بطء امتصاصها الشديد ولذلك فإن مؤشر غلاسيمي Glycemic Index يبرهن على كونها ترفع السكر بنسب لا تذكر ، على العكس من المحليات الصناعية ، وهذا السبب في ندرة مرض السكري قبل عشرات ومئات السنين حيث كان الغذاء متركزاً على السكريات المعقدة ، وقد سبق وتم ذكر هذه النقطة في بحث الدهون والكربوهيدرات ، وتم التطرق أيضاً لنقطة مهمة جداً وهي انخفاض تأثير الفاكهة على سكر الدم على المدى الطويل وهذا ما أثبتته حمية باليو الحقيقية عبر الآلاف من الحالات والكثير من التجارب.
وهذا كله يوصل إلى نقطة مفصلية ومهمة جداً : إن السكر المعقد وسكر الفاكهة بريئان من التهم الكثيرة التي توجه لهما هذه الأيام ، ولكن إذا كان الأمر كذلك ، فما الذي يمكن أن يسبب مقاومة الأنسولين وما ينتج عنها من أمراض ؟
الأحماض الدهنية ومقاومة الأنسولين :
يؤدي تنشيط JNK إلى مقاومة امتصاص الأنسولين في الدماغ وتجويعه ، ويُعتقد أن مقاومة الأنسولين في الدم هي أحد أسباب تنشيط هذا الجين ، لكن الأمر لا يتوقف على هذه المعلومة فقط ، لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ، أن هذا الجين المسؤول عن إيقاف امتصاص الأنسولين والجلوكوز في الخلايا العصبية ، يتأثر بشكل مباشر بنوعية الدهون التي تتواجد بين تلك الخلايا ، فلنتذكر أن إجهاد الخلايا بالمعنى الواسع هو السبب الأساسي في تحفيز هذا الجين ، ومن أحد أكثر العوامل المؤدية إلى الإجهاد الخلوي ، هو صلابة البنية المسؤولة عن النقل العصبي ...
لقد أثبتت الدراسات المختلفة أن أحماض أوميغا 3 اللينة تساعد على تنظيم النقل العصبي بشكل يمنع الالتهاب لأنها تعالجه بالسرعة المناسبة ، عدم حدوث الالتهاب يساوي عدم حدوث الإجهاد ، ولهذا السبب جرت دراسات على كل من الخلايا المستزرعة والفئران التي تناولت أحماض أوميغا 3 ، وعلى الفئران التي تناولت الكركمين ، وعلى الفئران التي اعتمدت في غذاءها الدهون المشبعة وأحماض أوميغا 6 ، وتم الدراسة لمدة أربعة أشهر ، لقد خلصت الدراسة إلى تحسن كبير في أداء المتاهة لدى الفئران التي تناولت الأوميغا 3 ، وكذلك فعل الكركمين ، أما تلك الفئران التي تناولت الدهون المشبعة أو أحماض أوميغا 6 ، انتهى بها الأمر لحالة تشبه الزهايمر المبكر ، وتبين أن الخلايا المستزرعة وخلايا أدمغة الفئران التي تعرضت إلى الدهون المشبعة قد ازدادت فيها الجينات المثبطة لامتصاص الأنسولين والجلوكوز بشكل هائل ، بينما قلت تلك الجينات كثيراً في الخلايا التي تعرضت لأوميغا 3.
كيف تفتك الدهون المشبعة بالأدمغة :
تؤدي صلابة الدهون إلى الأمراض الدماغية بشكل آخر ، وهو إضعاف التوصيل بين الخلايا ، وكذلك حدوث الكبد الدهني المسبب لمقاومة الأنسولين في الدم ، وقد تحدثنا عن ذلك بإسهاب كبير في بحث الكربوهيدرات والدهون ، لكن نرغب فقط بجلب اقتباسين صغيرين من ذلك البحث :
الاقتباس الأول : تأثير الدهون المشبعة المسبب للكبد الدهني ومقاومة الأنسولين في الدم :
" مجرد تناول الدهون المشبعة ودخولها للكبد سيفعل عمل الجينيوم الخاص ب N.A.F.L.D وهذا ما تم إثباته مؤخراً ، ومن الطبيعي أن تنخفض مستويات الكبد الدهني في الأيام الأولى من اتباع الكيتو ، لأن الجسم سيعتمد على الدهون المشبعة كعامل للطاقة وسيلغي عبئ السكريات البسيطة ، لكنه بعد قليل سوف يتعرض لصدمات تدريجية نتيجة التراكم البطيء لبقايا الدهون المشبعة التي مرت من الكبد ، وهذا أمر حتمي بسبب عمل الجينات وآليات عمل الكبد ، الذي لن تستطيع تحريفه الدراسات المضللة ، وتذكر أن التجربة الشخصية التي تعرف ضوابطها وعناصرها وأفرادها ومقدماتها الشخصية ، هي خير برهان ... وإليك التفاصيل من دراسات أخرى موضوعية :
تمتص الدهون المشبعة وقصيرة ومتوسطة السلسلة مباشرة إلى الدم لأنها قابلة للذوبان في الماء قليلاً ولذلك تستطيع النفاذ من الغشاء المخاطي لبطانة الأمعاء ، وهذا يؤدي إلى ذهابها نحو الكبد مباشرة ، على المدى الطويل يؤدي ذلك على نتيجة حتمية ، ألا وهي مرض التشمع الكبدي غير الكحولي Nonalcoholic fatty liver disease [ اختصاراً N.A.F.L.D ] ، على سبيل المثال ، أظهرت دراسة نشرت في مجلة مرضى رعاية السكري Diabetes Care ، ارتباط الدهون المشبعة بهذا المرض ، حيث تم تقسيم مجموعة من العينات إلى ثلاث فئات تم إعطاء كل منها ١٠٠٠ سعرة حرارية يومياً لمدة ثلاثة أسابيع ، أخذت الفئة الأولى تلك السعرات على هيئة دهون مشبعة ، والفئة الثانية بصيغة دهون غير مشبعة ، والفئة الثالثة بصيغة سكريات بسيطة ... لقد زادت الدهون الداخلية الثلاثية في الكبد بنسبة 55% لدى من تناول دهوناً مشبعة ، بينما زادت بنسبة 33% لدى من تناول السكريات البسيطة ، ولم تزدد إلا 15% لدى الذين تناولوا دهوناً غير مشبعة ، وللمفاجأة فقد تسببت الدهون المشبعة دوناً عن بقية الأغذية بزيادة مقاومة الأنسولين والتسمم الداخلي مع تأثيرات سلبية على التعبير الجيني للأنسجة الدهنية في الجسم.
يتميز الاستهلاك العالي للدهون المشبعة عند الإنسان [ وجميع الحيوانات العاشبة ] ووفق كل الدراسات التي أجريت في هذا المضمار ، بالبدء بحدوث الكبد الدهني ، وذلك بسبب عدم قدرة الكبد على التعامل مع الدهون المشبعة بشكل جيد ، فضلاً عن التعامل مع كميات هائلة منها ، ويؤدي التشمع الكبدي غير الكحولي الناتج عن ذلك ، إلى زيادة مقاومة الأنسولين بالتدريج ...
في دراسة ممولة من مركز أبحاث السكري الألماني ، تمت في مختبر Michael Roben ، تم فحص تأثير وجبة واحدة من الدهون المشبعة على انسجة الخلايا الكبدية وحساسية الأنسولين وعلامات التمثيل الغذائي لدى البشر والفئران معاً ، حيث هدفت الدراسة إلى الكشف عن آليات تأثير الدهون المشبعة على هذه الأمور من الناحية المخبرية ... كانت نتيجة الدراسة أن ارتفاع الدهون الثلاثية 35% بالإضافة لارتفاع مقاومة الأنسولين كان نتيجة تأثير الدهون المشبعة على جينات معينة مما أدى لتغيير التعبير الجيني في الكبد ، وهذه نتيجة متوقعة بما أن الكبد لا يحسن التعامل مع الدهون المشبعة كما ينبغي. "
الاقتباس الثاني : تأثير الدهون المشبعة على أغشية الخلايا :
" الدهون المشبعة ، وبسبب إشباعها بالارتباط الهيدروجيني ، فإنها تحول الغشاء الخلوي إلى نوع قاسٍ ومتصلب ، وهذا يمنع الإشارات بين الخلايا ، وتنقّل المواد من خلية إلى أخرى ، ومن الطبيعي أن يحدث الكثير بسبب هذا ، من الطبيعي ان يحدث تصلب للمفاصل والغضاريف ، وضعف عام في التغذية الخلوية ، ومشاكل في التعبير الجيني ، لكن المشكلة الأخطر على الإطلاق من الناحية الفيزيولوجية تكمن في أغشية الخلايا العصبية ، تقول د. جين كاربر في كتابها المخ المعجزة :
"يتكون الغشاء في الخلية العصبية بشكل أساسي من طبقتين دهنيتين وتعتمد طواعية الغشاء على تركيبه الدهني ، فإن كان الدهن صلباً يصبح الغشاء بدوره صلباً وقاسياً ، وإن كانت الدهون أكثر سيولة ، يصبح الغشاء ناعماً شديد الطواعية ، يجب على الغشاء أن يكون في حالة سيولة كي يتمكن من أداء معجزة الاتصالات المخية والعصبية بنجاح ، وذلك مهم بشكل خاص في نقاط اتصال الخلايا العصبية ، تلك الفجوات الاتصالية ، حيث تقفز الإشارات الكهروكيميائية من خلية لأخرى [ النواقل العصبية ] ، وهذه الاتصالات هي مصدر قوة المخ. إن لم يلائم الناقل العصبي مستقبله العصبي على الجهة الأخرى بشكل تام ، تفشل محاولة الاتصال ، وعندما يتصل الناقل العصبي بمستقبله العصبي في الخلية الثانية ، تنشط تلك الخلية بدورها مفرزة المزيد من النواقل العصبية التي تنبعث للمستقبلات في الخلايا المجاورة ، وتستمر هذه السلسلة لآلاف الاطوار ... لكل ناقل عصبي هيأته الخاصة والتي يجب أن يلائمها المستقبل العصبي ، وكلما كانت الزيوت التي يتكون منها المستقبل في حالة سيولة ، كان من السهل عليه تغيير هيأته لتتناسب مع مختلف المستقبلات العصبية بالسرعة المطلوبة" ... ".
العودة إلى ألزهايمر : آلية عمل المرض :
إن أي دواء كيميائي للزهايمر يتعامل فقط مع عامل واحد من عوامله ، لطالما تم نشر فكرة ارتباط الزهايمر بنقص الأستيل كولين ، ولكن الحقيقة هي أنه يتلازم مع خلل شامل بكل النواقل العصبية والتي منها الأستيل كولين ، وكذلك مع خلل بكافة المستقبلات الغذائية على امتداد الخلية والتي يكون مستقبل الأنسولين واحداً منها فقط.
وهذا الانقطاع المتعدد للنواقل العصبية ، والجوع الشامل لكافة المواد الغذائية المكونة لبنية الدماغ وطاقته ، هو ما يودي في النهاية إلى مرض الزهايمر من الناحية الجسدية ، مع ترافق ذلك بحدوث فراغات بين الخلايا العصبية ، ونعم هناك سبب آخر يدعم هذه العوامل هو ليس السكر ، بل الحموضة العالية في الدم والتي تنتج عن الأغذية الحيوانية والدهون المشبعة والسكريات الصناعية ، والأسبارتام والألمنيوم وشامبوهات القشرة جميعها تؤدي لنفس النتائج بشكل طفيف ، أما ألزهايمر نفسه فهو اضطراب كيميائي شامل وعوامله الكيميائية شاملة أيضاً.
وإذا كنا نتحرى الدقة أكثر فإن جميع نواحي الحياة غير الصحية تؤدي لتخريب الخلايا الدماغية ، مع تفاوت في نسبة هذا التأثير ، لكن الدهون المشبعة هي أحد الأسباب الأكثر قدرة على تسبيب الزهايمر من الناحية الجسدية ، ومع ذلك ، فإن جميع هذه الأسباب تنتمي لسبب أكثر عموماً وشمولية منها جميعاً ، إنه "الشوارد الحرة".
الشوارد الحرة : نظرة أخرى إلى فلسفة الصحة والمرض
من الناحية الفيزيائية البيولوجية ، يُنظر إلى الشوارد الحرة باعتبارها اضطراباً في البنية الذرية لبعض الذرات والجزيئات في بعض الأنسجة مما يجعل هذه الأنسجة غير مستقرة كمومياً ، ولذلك تسعى للاستقرار عبر إرسال الالكترونات الزائدة منها الى أنسجة أخرى ، وهذه الالكترونات تدخل في نظام كمومي جديد تكون زائدة على حاجته ، مما يحدث التصاقات بين الذرات والجزيئات ، وعادة لا يكون هناك خطر قوي من هذا ، إلا إذا أصاب البنية الوراثية للخلية DNA ، لأن هذا الشريط الوراثي هو ما يقود كل الجزيئات الأخرى ، فإذا حدث فيها خلل سيقوم بإصلاحه ، لكن إذا حدث الخلل فيه فسيكون الخلل في القيادة ، وستحدث طفرات وتشوهات كبيرة في الخلية نتيجة أي خطأ صغير فيه ، وهذا هو السبب الأساسي في كل الأمراض ، وعلى رأسها السرطان والزهايمر.
وعادة ما تنتقل الشوارد الحرة إلى الشريط الوراثي عبر ذرات الأوكسيجين التي التحمت بها الشوارد الحرة ، ولهذا تسمى عملية انتقال الشوارد الحرة بالإجهاد التأكسدي Oxidative Stress.
لكننا لو بحثنا في الأمر من منظور حكمة القِدم وعلوم الطب الكلي وبتفسيرها للمنظور العلمي الحالي سنجد التالي : إن الذرات تتكون من جسيمات أولية ، وهذا يعني أنها "أصغر وحدة تكوينية \ وليس حجمية" في مجالها ، أي أن الالكترون مثلاً هو وحدة الكهرباء ، ولذلك ترجمته الصحيحة هي : "الكهرب" ، وكذلك فإن الفوتون هو وحدة الضوء ، والذرة هي وحدة الكيمياء ، وهذا يعني أن الجسيم الأولي هو كم مجاله الفيزيائي ، أي أنه أصغر وحدة فيه والتي تشكل الحرف الأبجدي الوحيد الذي يكتب هذا المجال ، وإذا تم تجزيئ الكم لن يبقى المجال ذاته ، وهذا يعني أيضاً أنه إذا استمرت عملية تسبيب الكموم لبعضها إلى اللانهاية ، فلن يأتي الوقت الذي يظهر فيه الكم المرصود ، لأن ولادات لانهائية من الكموم ستسبقه ، وهذا يعني وجود استحالة منطقية وفيزيائية بنفس الوقت ، ولأنه يوجد سبب فيزيائي نهائي ، أو كم أساسي ولدت عنه كل الكموم ، فهذا سيطرح إشكاليتين لا يمكن حلهما إلا بتبني قرار سيغير مجرى سير الأمور في العلم بشكل عام والطب بشكل خاص :
الحقيقة الأولى واضحة جداً ، وهي أن وجود كم موحد وحيد ومحلي في البدء ، سوف يؤدي إلى عدم حدوث تمايز من أي نوع ، أي عدم وجود كموم أخرى ، لأن الكم الوحيد يعني المجال الفيزيائي الوحيد ، ولتقريب الأمر يمكن أن نتخيل أن هذا الكم يشكل وحدة المادة ، فهذا سيعطي خصائص قليلة جداً لتلك المادة بحيث لن تسمح هذه الخصائص بتراكب خصائص جديدة منها ، لأنه في الحقيقة وعلى وجه الدقة ، لن يكون هناك إلا خاصية واحدة وهي خاصية وجود المادة غير المتمايزة ، التي ليس لها أي خصائص من أي نوع ، وحينها لن تنفع الرياضيات لإيجاد خصائص جديدة رة بالإجهاد التأكسدية إلى الشريط الوراثي عبر ذرات الأوكسيجين التي التحمت بها الشوارد الحرة ، ولهذا تسمى عملية انتقال الشوارد ال لأن المنطق الذي يحكم الرياضيات والمادة معاً يؤكد على استحالة إنتاج الطبيعي المتمايز من الطبيعي الغير متمايز ، لأن الثاني لا يحوي على أي علاقات أو أحكام أو ماهيات طبيعية أو رياضية وبالتالي لا يحوي على أي نسبية ، وهذا يعني أن مطلقية الفيزياء مستحيلة الحدوث منطقياً ومادياً ، أي أن الفيزياء وحدها لا تشكل جوهر الكم الأول. رُغمَ ذلك يجادلُ البعضُ بأن الكم الموحد "الأوتار الفائقة" ذو خصائِصَ تركيبية مُعقّدة تسَحُ بالتمايُز إلى اللانهاية ، لكن الحقيقة وراء ذلك ، أن هذا التعريف يحيل الأوتار إلى كائنات تجريدية ، محلية اسمياً فقط ومن وجهة نظر التوصيف الإجرائي لتأثيرها على محليات أُخرى.
الحقيقة الثانية هي أقل وضوحاً من الأولى ولكنها أكثر جدية ، فإذا وجد مثل هذا الكم الأول ، كيف من الممكن أن يظهر إلى الوجود بنفس الوقت الذي يحتاج فيه إلى سبب ؟ إذا كان الكم الفيزيائي عِلّة للأثر المحلي فلن يتحدَ مع هذا الأثر ، فلحظة الاتحاد ستُعدِم وجوده في عالَم العلل وسيغدو مُفتَقِراً إلى علة أعلى ، تمت الإشارة إلى ضرورة وجود بداية مطلقة للأحداث الفيزيائية ، لكن ذلك الحدث الأول سيحتاج إلى حدث قبله ، لأن هذا الحدث الأول هو بداية الصيرورة ، وإذا لم يبدأ هو نفسه فلن تبدأ الأحداث من بعده ، أما إذا بدأ فهذا يعني أن الفيزياء تنتهي قبله ، لانهائيّة الآثار المحلية والنتائج الحدثية المرصودة فيزيائياً ، هي لا نهائية في عالم النتيجة ، وليس في عالم الأسباب ، فحقيقة الأثر وكُنهُ المادة هو تفاعُل العلل المُجرّدة لإنشاء الواقعِ المقيد ، لأن المادة المحلية مُجرّد أثرٍ لا يحكي عن علته ، المعادلات الخاصة بماكسويل ، تحكي التوصيف الرياضي لسير الآثار المُتعَلّقة بالقوى الكهربية والممغنطة ، وليس بِذاتِ عِلّتها ، أنت تستطيعُ أن تحسب بدقة كائنية الحقل الكهرُبائي في المجال الذي يؤثر به ولكن لن تستطيع أبداً أن تعرِفَ السبب الذي يجعَلُهُ يؤثر أصلاً وكذلك أي نوعٍ من الكموم والمجالات الفيزيائية ، عِلّة وجوده ليسَت ظهوره للرَصد ، ووصفك لخصائص الظهور لا يعكسُ عِلّة الظهور نفسها بل وجهة نظرك أو نظر المجتمع الفيزيائي عنها ، لانهائية استمرار المجال الموحد في التخليق للأحداث المحلية ، لا تُبَرّر وجوده بذاته ، إن بداية الكون المادي لا تتعلق بداخل البُعدِ الزمني المحلي ، بل بطبيعة وجود هذا البُعد وإن كان أزلياً فلن يُبرر ذلك بداية أي حدثية فيه ، لأنه بِكُلّ حدثياته مُحاكاة لواقعٍ أعمَق ، بداية الكون كيفية وليست كمّية ، وفي زمن الكيف والعلل ، تتغير سائر القوانين ... قانون البداية المُطلقة أو تكامل المصفوفات ، يعني ان سلسلة الاحداث التفاعلية المُنشئة لزمن المصفوفة ليست عِلّة كفاية لوجودها ، وتحتاج لمصفوفة أُخرى تستقِلُّ عنها كيفياً ، وليس مُجدرّد امتداد لانهائي لنفس نوع الزمن الحدثي ، الذي يَفتقِر لعلة أقوى بما هو زمن ، وهذا بالضبط ما يعني أن ما يسبق الفيزياء هو شيء يسمو فوقها.
إن ما يسبق الفيزياء هو ما يتجرد عن الزمان والمكان الفيزيائيين ، هذا يعني أنه يتصف بصفة الكلية ، إنه عالم الكليات الذي تدرسه الفلسفة ، وهذا العالم المشار إليه باسم "الوجود المقيد بالإطلاق" يصدق على كل شيء فيزيائي بنفس الآن ، وبما أن الوجود الفيزيائي نشأ متمايزاً منذ بدايته ، وبما أن السبب المباشر له هو الوجود الكلي ، فإن هذا الوجود الكلي هو سبب تمايزه ، وعند دراسة الوجود الكلي يتم التوصل إلى الأحكام العامة له وشؤونه التي تحمل عليه بالحمل المتساوي مثل القول : الوجود أصيل – الوجود كلي – الوجود مطلق ، أو تلك التي تحمل عليه باعتباره أعم منها وباعتبارها أخص منه مثل القول : الوجود إما ممكن وإما فعلي ، أو الوجود إما كمي أو نوعي أو غير ذلك ، وتتفرع عن تفاعلات هذه الأحكام والشؤون جميع الماهيات والأجناس والفصول ، وتتفرع عنها القوانين المنطقية والرياضية والفيزيائية ، وأفكارُ الغنسان وتصوراته الذهنية تنتمي إلى ذلك العالم من الوجود ، فهي تفاعل الإنسان معه ، فالخيرُ والشر والمحزن والمبهج والجيد والسيء ، وحكمك على حالتك ، وعلى علاقاتك ، وعلى سائر محتويات راحلتك الزمنية ، هو ما تنفَعِلث به من ذلك العالم المجرّد ، وتربطه بواقعك ، تلك البنية الهائلة من المعقولات المجردة عن الزمان والمكان هي الواقع الذي يُخلّق الزمان والمكان الفيزيائي ، وهذا المستوى من الوجود يسمى بالمعقولات عند التعامل معه كعلم ، لكنه يسمى بـ"الأثير" عند التعامل معه كسبب للوجود الفيزيائي ، وبعبارة أخرى ، فإن الفكر هو ما يخلّق الوجود الفيزيائي وليس العكس ، وذلك حسب علم الفيزياء نفسه برؤيته الفينومينولوجية ، ومن هنا يمكن فهم الكموم أو الجسيمات الأولية على أنها البوابة الواصلة بين عالم الكليات وبين ما يسببه من أحداث فيزيائية ، إنها فعل الكليات ، فالكهرباء والالكترونات ، ليست إلا فعلاً يعرف بأثره ، وكذلك الجاذبية وكل القوى الفيزيائية ، وكل ما تراه من صور أمامك هي آثارٌ لفعل كليات الوجود الكلي ، ولذلك فهي تتغير باستمرار ولا تخضع لأي قانون فيزيائي إلا عندما ترغب هي بذلك ، وهذا ما تثبته تجارب ميكانيكا الكم ( وعي الجسيمات الأولية ) ، إنها في الواقع ليست إلا "أفكاراً" يفكر بها الوجود الكلي ، وهذه الأفكار ذات طبيعة موجية ذبذبية ولا يمكن الإمساك بها إطلاقاً ، وإن طبيعتها المادية الصلبة ليست إلا مجرد تأثير تقوم به على مواد أخرى ( أفكار أخرى ) ، هناك علاقات تآثر تسبب الإحساس بوجود مادي لهذه الأشياء ، لكنها في الحقيقة ليست إلا كليات تتفاعل مع بعضها مجسدة ظاهرياً مصاديق لانهائية من الجسيمات والذرات والأجسام ، إنها عالم الظلال الذي يأتي من ظلال المُثُل الأفلاطونية.
وبالعودة إلى الشوارد الحرة فإنها "فوضى في الأفكار عبرَ الأثير" تسبب في النهاية آثاراً مشوهة وهذا هو التفسير لكون التفكير المشوه في حالات الأمراض النفسية يسبب تراكم الجذور الحرة وحدوث الأمراض والسرطانات ، إنه في الواقع اختلال في الطبيعة الموجية الفكرية بتوجيه من قوة الوعي الحيوية لشجرة الأفكار ، المرض لم يأت من هذا العالم بل من تعامل الناس مع الكليات الوجودية بشكل غير مناسب ، وحتى عندما تتناول الغذاء المتوازن وتتلقى العلاج الصحيح فيزيائياً ، فإنما تقوم به هو تصحيح علاقاتك مع الكليات التي يرمز لها هذا الطعام وترمز لها هذه السلوكيات الجديدة "عِلمُ التواقيع يحيلُ كُلّ طعامٍ وسلوك إلى معنىً قيّم حي"، وهذا هو السر في قدرة التأمل العلاجية الخارقة ، إن جميع الاضطرابات تنشأ من الأمواج وتنتقل إلى الجسم ، والأمواج هي أفكار في حالة الفعل ، والتي يقودها الأثير.
ثانياً : العلاج من وجهة نظر الماكروبيوتك والطب الكلي :
في دراسة أجريت لعلاج 10 مرضى تم تشخيصهم بالزهايمر وبأمراض أخرى من فئة تدهور الإدراك والقدرات العقلية ، تم استخدام برنامج علاجي شمولي ، تسعة من أصل العشرة تحسنت قدراتهم العقلية بشكل كبير خلال أقل من 6 أشهر ، ولم يتحسن العاشر لأنه كان في مرحلة متأخرة جداً ، ستة من أصل التسعة عادوا إلى أعمالهم مرة أخرى بعد تدهور وضعهم المهني ، وجميعهم استمروا في العمل ولم يواجهوا صعوبات ، واستمرت الدراسة سنتين ونصف ، كانت الحالات في تحسن مستقر ومتنامي ، بعبارة واحدة : لقد تم عكس الشيخوخة والتدهور العقلي.
هذه الدراسة ثورية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، لطالما تم الاعتقاد بأن أمراض الدماغ والأمراض العقلية هي مرحلة لا رجعة عنها ، وليس من الممكن علاج الخلايا الدماغية بعد أن تمرض وتموت ، لكن هذه الدراسة ضربت بكل ذلك عرض الحائط بشكل تطبيقي ، وأثبتت إمكانية عكس الشيخوخة والتدهور العقلي ، فما هو هذا البرنامج الخارقي ؟
نزهات يومية من اليوغا والتأمل.
زيادة الخضار والفواكه والامتناع عن الغلوتين المعدل وراثياً والأطعمة الحيوانية والجاهزة والسكريات الصناعية.
زيت السمك المحمل بأوميغا 3.
أنزيم CoQ10.
مكملات فيتامين د3.
لقد أرهق تطبيق هذا البرنامج كلاً من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية ، لكنه نجح نجاحاً مبهراً بعكس خط الخرف.
يرى الماكروبيوتك والطب الكلي أن الأمراض جميعاً وخصوصاً العصبية والعقلية منها تحتاج إلى نظام صارم يمنع كل الأطعمة غير الصحية كالمصنعات والمعلبات والمعدلات والحيوانيات ، ويحقق التوازن بين طاقتي الين واليانغ من خلال موازنة الطعام بحيث يزيد منسوب الطاقة الضعيفة بشكل لا يهدر فيه اللازم من الطاقة الزائدة ، وإنما يتم التخلص من الزيادة فيها فحسب ، وهذا يعني بالنسبة لمرض الزهايمر أن يتم دراسة الشرط الصحي للمريض ، فإذا كان من النوع اليانغ ( الذكري ) فهو تشتت أنثوي مصحوب بقوة ذكرية عالية غير موجهة ، يتم إعطاء نظام صحي متوازن مع إضافات خفيفة في الين والعكس بالعكس ، وأما الزهايمر ذو الطبيعة المتطرفة المزدوجة فإنه سيحتاج إلى نظام متوازن جداً يتم الامتناع فيه عن كل زيادة لا تلزم بالطاقتين ، ومن المهم أيضاً تنشيط قطبية الهواء الأثيري ( فاتا : الانتظام في توازُن حركة السلوك البنائي "الدوافع والتأويلات للزمن النفسي \ والطاقة والنقل والكهرباء للزمن الجسدي" ) المذكور في الأيورفيدا مع التخلص من السموم المائية والترابية الفائضة ( راسا : الدهون الثقيلة والتراكمات المعوية ) ، وهذا يتم من خلال إضافة الأطعمة التي تنشط فاتا بالتوازي مع إعطاء منظمات عمل فاتا ، مثل النعناع وزيته والتدليك بزيت الخزامى خصوصاً لبطن الكف والجبين ، ويكون التخلص من راسا عبر زيادة قوة إطراح السموم وفقاً للأيورفيدا بطريقة متوازية مع الماكروبيوتك وموازينه ، مقادير مناسبة من التوابل الحارة والبصل الأحمر وعصيره ، بخور الزنجبيل ، هذا كله بالإضافة إلى عناصر مساعدة لهذا التوازن تختص بالعضو المريض بحد ذاته ، وهذه العناصر إما أن تكون مشروبات معينة أو تطبيقات منزلية معينة ، بالنسبة لمريض ألزهايمر فهي كالتالي :
الأوميغا 3 بشكل متوازن من خلال تناول الجوز وزيت الكتان.
فيتامين د عبر التعرض للشمس وتناول البروكلي .
تناول البروكلي لأجل أنزيم كيو 10.
تناول العنب الأسود دون التخلص من قشره وبطريقة متوازنة ، حيث يكون من أكثر الأغذية غنىً بمضادات الأكسدة على الإطلاق ، والتي توازن جينات الخلايا وتنظمها فيزيائياً وأثيرياً ، فضلاً عن غناه بالمعادن.
تطبيق العلاج العام لارتشاح الأمعاء.
تطبيق التأمل والصلاة العلمية من قبل المريض والمعالج ، وتأمين جو من الهدوء والسكينة.
وطبعاً لا تنسى الطبق الماكروبيوتيكي الخاص بالزهايمر والمكون من الفجل الأبيض المجفف والجزر ، والكومبو والآرامي أو الهيجيكي ، والتي يتم طبخها معاً وإضافة الصويا صوص لها وتناولها لفترة من الزمن. وقد آتت نتائج رائعة.
... أخيراً ...
مع ازدياد انتشار الزهايمر والأمراض المعرفية والعقلية ، ومع ازدياد الترويج لها على أنها معضلات تعجز عن حلها الطبيعة التي أوجدتها ، وأنه لا يوجد إلا نقطة ضوء صغيرة من وعد من الطب الحديث مبني على أساس افتراض العقل مادة مؤلفة من مركبات كيميائية متجمعة بفعل الصدفة ودون رابطة منطقية وجودية ، يستدعي الأمر المزيد من التجارب والتطبيق لنشر أفكار هذا البحث ، لنشر تلك الفكرة المثبتة ، بل البديهية ، التي تقول ، أن الإنسان هو في الأساس حكمة ، وهناك معانٍ كونية عميقة للترابط الكيميائي بين جزيئاته ، بل إن هذه الجزيئات ليست إلا مظهراً سطحياً لتلك المعاني العميقة التي لا تدرك إلا بالعقل والحدس والاستبطان ، وبالتالي فمن المستحيل على ابن الآلة أن يعالج ابن الإنسان ، ومن المستحيل على منطق الخوارزميات العصبية أن يصل لعلاج بنىً أكثر أصالة وأولية منه ، مثل البنى الأثيرية التي تنتمي لعالم أوسع من عالم المادة ، بينما لا يشكل هذا الأخير نقطة في بحر ذاك.
العلاج الكلي ليس مسألة ترجيح وتقدير كما هي في أنماط الطب الأخرى ، لا بل هو وعد صادق من الكون بالشفاء ، لأن غياب الفوضى في البرنامج الكوني المتحكم بالجسد ، سيحتم غياب المرض من الجسد ، لأن الجسد لا يملك أن يخرج عن هذا البرنامج الكوني ، الذي هو الناموس الإلهي الواحد ، والنابع من الإرادة الإلهية مباشرة. وسيبقى النجاح معتمداً على الالتزام بالتعليمات والاصطبار عليها ، وعلى مدى القناعة والإيمان وتقبل نواميس الكون وحكمة العالمين.
المرجع الأساسي :
محتوى كورس استشاري ماكروبيوتك 2020 تحت إشراف المعلم عاصم عبد الرحمن والتي تنظم من قبل مؤسسة Macrobiotics Life. (2020).
المراجع :
Alzheimer's Facts and Figures Report . (2021). Retrieved from Alzheimer's Association:
Reversal of cognitive decline: A novel therapeutic program. (2014, 9 27). Aging.
Role of dietary fatty acids in microglial polarization in Alzheimer's disease. (2020, 3 24). J Neuroinflammation.
β-Amyloid Oligomers Induce Phosphorylation of Tau and Inactivation of Insulin Receptor Substrate via c-Jun N-Terminal Kinase Signaling: Suppression by Omega-3 Fatty Acids and Curcumin. (2009, 7 15). J Neurosci.
الكربوهيدرات والدهون هضماً واستقلاباً وتأثيراً - برهان على الماكروبيوتك - خدعة الكيتو - الإصدار الثاني. (2020).
د. لويس صليبا. (2019). موسوعة الأيورفيدا (الطب الهندي)؛ دراسة علمية ودليل عملي للتداوي وحفظ العافية.