[ هذه الصفحة تستعمل خاصية AMP من اجل التصفح السريع، انقر هنا من اجل النسخة الأصلية ]

من هو الله

المزيد من مواضيع سيد الأحجار السبعة

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
796
مستوى التفاعل
1,558
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
حسناً، سأتحدث بصراحة على غير العادة، وأقول إنني لم أعرف معنى الله بالعلم والفلسفة والدين، مع أني كنت ألمسه في أحيان كثيرة في بعض مناحيها، ولم أعرف معنى الله من خلال تجارب الحياة المختلفة التي تقول شيئاً وهو أن هذا العالم سجن لا معنى للبقاء فيه.

ولا أعتقد أن شخصاً يريد الصدق مع نفسه سيخالفني الرأي، إذ ليس في هذا العالم وتجارب الحياة ما يمكن أن يسمى ب"الله"، حتى تلك الأحداث الدراماتيكية التي ينجو فيها شخص بأعجوبة أو تظهر بعض أنواع التعاطف الإنساني الفائقة لا تستحضر معنى "الله" الذي بحثت عنه بما هو "الله" لا بما هو "أب البشر المنتشر في فراغ أمكنتهم التي يعيشون فيها ويراقبهم وينظمهم".

لم أعرف معنى الله في بداية الأمر إلا في لحظة عابرة كنت أنظر فيها للشمس وقت الغروب، وأحسست حينها بتجلي إله أعظم مما في هذا العالم التافه وأحداثه التافهة، ومع أنها لحظات ولكنها غيرت رؤيتي للحياة ...

لم أر الشمس حينها، كنت أرى الشمس كل يوم لساعات فنافذتي تطل على السماء، ولكن ما رأيته لم يكن هو نفس هذه الشمس التي أراها كل يوم.. كانت شمساً حية وإلهية، لم تكن محرقة نووية كونية، وصحيح أنها تجلت عبر الشمس المادية ولكنها لم تكن تشبهها في أي شيء على الإطلاق.

ذلك الشعور يختلف عن الأحاسيس التي يوفرها الجسم المادي، وتلك الشمس كائن من وجود مختلف، لم يكن هو ما يوجد في "الصورة" ، إنه يشرق فيها، ولكنه لا يوجد ضمنها، وهذا الشعور هو الطريقة الوحيدة الممكنة للتواصل الحقيقي مع الله.

كيف يمكن إدراك أشياء تتجاوز العالم المحسوس ظاهرياً بالاعتماد على منهجية تبدأ البحث عبره ؟ هذا مستحيل...

كيف يمكن الوصول إلى حقائق تسمو على مستوى اليقين النسبي الذي يوفره العالم الظاهري دون النفاذ إلى ما وراء أقطاره ؟

لا يوجد مجال للوصول إلى الحقيقة أو إلى الله ، إلا من خلال ذلك "الحدس الحيوي الصافي" ولكن ، ما نوعية ذلك الوجود الذي أحسست به ؟ ما نوعية هذه المشاعر ؟ من أي جانب من كينونتي يمكنها أن تتحقق ؟

هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي، مؤمناً أن الوصول إلى حقيقة مطلقة لا يعتري وجداني الشك فيها ولا تتحدث عن فضاء صغير محدد من الوجود دون غيره يمكن باستحضار تلك المشاعر العميقة بطريقة ما ... طريقة لا تحتاج إلى بذل جهد ، ولا إلى الاستسلام للزمن ... طريقة تكون أقرب إلى أن تصبحالكينونة قادرة على التفاعل الحر مع ذلك النوع من الوجود ...

أين يقع ذلك الوجود ؟ وما العلاقة بينه وبين باقي الوجود ؟ هذا هو منطلق البحث الحيوي ..

إذا لم تكن لديك الرغبة بالوصول إلى الله ، فلا شيء يمكنه أن يوصلك إليه

وإذا كانت لديك الرغبة فلا شيء يمكنه منعك ...

إن الرغبة هي منطلق التفاعل بين الذات والوجود ... وهي البرهان القاطع على الحقيقة
 
التعديل الأخير:
لا يمكن للعقل الإنساني أن يعرف الله ، لا يمكن للأعمى أن يرى النور ، لا يمكن للأصم أن يسمع الدعاء ، لا يمكن للميت أن يتفاعل مع الحي ...

المعرفة هي تفاعل ، بين الذات والوجود ، كل الوجود وما فيه حق بذات وجوده ، كل فكرة أو تصور أو شعور مهما كان غريباً هو حق بنفس الأمر وذو وجود بالقوة وبالفعل، ولكن السؤال الصحيح ليس عن كون ذلك الوجود حقاً أم لا ، بل عن "أين يقع هذا الوجود في عوالم الحق" ...

لا يوجد شيء يمكن التفكير به على الإطلاق إلا وله وجود، بما أن الفكرة تفاعل معها الوعي، فهي لم تنتج من لا شيء ، ولكن أين الشيء الذي تنتج عنه كل فكرة من الأفكار ؟

هذا ما يسمى ب"التعددية الواقعية"

كل شيء له وجود، كل شيء حق بنفس الأمر ...

حتى المتناقضات ، حق بنفس الأمر ولكن وجودها يقع في مستويات أخرى أو أكوان متعددة ...

المعرفة ، العلم ، تفاعل بين الذات والوجود، وحين تكون الكينونة مستعدة لنمط معين من التفاعل يمكنها أن تحققه ، وحين لا تكون مستعدة له فلن يحدث الوعي بالوجود الخاص به ، وإذا كان ما يبحث الوعي عنه هو "الحقيقة والله" فإن التفاعل يكون بين "الوجدان" وهو قوة القلب و"الإدراك الصافي وهو قوة "الروح" وبين "الوجود المتآلف معه" وهو الحق المبين
 
التعديل الأخير:
العلم الإلهي إدراك تفاعلي، وليس تلقياً سالباً للمعطيات البيئية...

والفرق بين التلقي السالب والإدراك التفاعلي هو أن الأجهزة والأقسام التي تُلقى إليها المعطيات البيئية وتستقبلها بطريقة سالبة في الكينونة لا يمكن التحكم بها وتفعيلها عبر رغبات الوعي، بل تخضع لسلطة اللاشعور ودوافعه، وكذلك العلوم المترتبة عليها والوجود الذي تدركه حسب طبيعتها.

الإدراك التفاعلي يحدث بين "الرغبة" الحية الواعية، والوجود المطلق، فيغير خصائص الكينونة حتى تتوافق مع تلك الرغبة ، حتى تستطيع الكشف عن الحق في غيب الوجود.
 
التعديل الأخير:
حاولت إيجاد قاعدة واحدة تنتمي للعالم الخارجي ويمكن التعويل عليها كيقين لا يتزحزح وكعلم لا يأخذه مني النسيان ، لم أجد ولا حقيقة واحدة في العالم الخارجي ...

حاولت كثيراً وكثيراً ... لم أحاول أن أثبت أنه عالم ضائع ومريب ، ولا أنه عالم مخلوق ، كنت فعلاً أرغب بإيجاد شيء واحد فقط يمكن التعويل عليه كمعيار لليقين أو كمرساة ، ولكن لا يوجد شيء واحد.

كل شيء صحيح نسبياً ، مؤقتاً ، ظاهرياً ، وعلى نحو مأساوي ، إذا قررت شد العزم على التمسك بفكرة ما إلى اللانهاية فسيأخذها النسيان مني رغماً عني ، لأني سأنسى دافعي الذي يجعلني أشدها إلي , ولا يمكنني إذن الغصرار على أي فكرة في الوجود، حتى تلك التي تلامس جانباً حَميمياً فيني ..

هكذا ، أدركت أن حقيقة العالم الموضوعي واحدة ومطلقة وهي الحقيقة الوحيدة التي يمكنني دائماً أن أتمسك بها بكل ثقة ويقين لا أبذل جهداً في سبيل الحصول عليه ، وهي أنه عالم بلا أساس مطلق...عالم مكون من الشواش الذي يأخذ أشكالاً منظمة ومتغيرة لكنه يبقى شواشاً إلى اللانهاية، يمكن أن يصدق أو يكذب فيه أي شيء ...

المعيار للتجريبة والجدوى هو تعبير آخر عن أن هذا العالم مشوّش جوهرياً كأنه بحر من الظلمات التي لا تخفي شيئاً حقيقياً وراءها ، ولذلك يجب تجريب الشيء حتى يتم التحقق منه ... وفي الحقيقة، كل شيء يمكن تجريبه ويمكن التحقق منه
 
وسط بحر الفوضى اللانهائي الذي يسمى ب"العالم" لكني لا أرغب به هكذا ... رغبتي تقول لي أن هناك مطلقاً وحقاً وراءه ... وفجأة أدركت بداية الشعاع، حين أدركت أني منفصل عن العالم الخارجي وكل شواشه وأحداثه التي لا معنى لها، وأن ما يربطني به هو الرغبة، وكل تفاعل من قبلي مع العالم الخارجي يبدأ بالرغبة، رغبة بشيء ما .. هذا يعني أن الرغبة أقوى من الوجود ؟

نعم ... الرغبة أقوى من الوجود، لأن الرغبة هي ما يدفعني للتفاعل مع الوجود، وحين تنعدم الرغبة يمكن للروح أن توقف حياتك دون أسف على شيء، الرغبة حقيقة أعمق من المجال الظاهر عبر اتصال الوجود بك وفرضه للقوانين والأشياء عليك، الرغبة هي العلة الوحيدة التي تبقيك في الوجود وهو محض ظلام دامس، وأن ترغب في أن لا تكون يسمح لك بالرحيل، وإيقاف تفاعلاتك مع العالم الخارجي من خلال الصمت المطلق عن الأحداث.
 
إذا كانت الرغبة تفصل بين الحياة والموت، فإن الرغبة يمكنها أن تحقق أي شيء وتسمح بالتمرد على أي نظام مهما كان محكماً وعميقاً، وليس المنطق استثناء من ذلك، ولكن الرغبة هي الاستثناء من ذلك، لأنها حين تكون خالصة تغير العالم، وحين تمتزج برغبات أخرى معترضة على لاهوتها لا تستطيع أن تفعل شيئاً..

الرغبة هي ما يصل بينك وبين العالم الخارجي ، حتى عبادتك لله من حيث تجليه الموضوعي نابعة من الرغبة ، لولا الرغبة لا يمكن حتى للتجلي الموضوعي لله أن يقهر روحك على العبادة، لأنك تعرف بالرغبة إلهك الحق
 
السؤال الذي سأطرحه حقاً : ما هي الرغبة ؟

إنها ليست وجوداً موضوعياً ، طالما نتحدث خارج دائرة الدوافع البايولوجية ... حالة الشعور نفسها كما تتبدى للإدراك مباشرة، هي وجود بحد ذاته ولكنه ليس له كيان موضوعي ولا يمكن معرفته من العالم الخارجي بل من الداخل... وهذا ما يجعلها مختلفة عن المادة.

إنها تتشابه مع "الحدس" ...

هنا نبدأ بمعرفة كيف يبدو الوجود الخالص ، اللامحسوس ، واللامعقول ... وكيف له الأسبقية والأحقية على الوجود المقيد ، وسنصطلح على تسمية الوجود الخالص ب"الوجود القيمي" وسنرى أن كافة أنماط الوجود والزمن يمكن ردها في بنيتها العميقة إلى "قيم" .. تماماً كالقيم التي تشعر بها في الحدس الروحي
 
هل كان الوجود نوعاً من "الفن الأرقى" منذ البداية ؟

ألا يمكن أن يكون أصل الحياة هو "الفن" الذي ليس وسيلة للترفيه، بل هو التعبير المباشر عن الحقيقة ؟

أليست الرغبة في حقيقتها هي رغبة ب"تجلي الجمال" وتحقيقه قيمياً في الزمن ...

أليست هذه الرغبة هي نفسها رغبة الله ؟ أليس هذا الوجود هو تجلياً لله ؟

ماذا لو كان الفن أهم ما في الوجود والذي يثمل الجانب الوحيد القيم فيه ؟ فكر بالأمر ...

يكافح ويكافح ويكافح الإنسان ليرسم عالماً منظماً يمكنه التحكم به وتوجيهه ليحس بالأمان من الزمن ، وهو بذلك يحتجز نفسه في عقلانية تحجب بينه وبين الوجود كما هو عليه ، لأنه يرفض رؤية الوجود كما هو عليه ، بل يريد أن يصنع قالباً مسبقاً للوجود، يبعث في نفسه الطمأنينة من الزمن الذي يجهله ....

كل العلوم والفلسفات تقترب من هذه الوجهة ، رغبة بالتحكم في الزمن ... التحكم في الزمن هو طوق النجاة الوحيد ... التحكم في الزمن هو ما يدفع الإنسان لبناء الحضارة والمجتمع ، لأنه يحاول أن يضمن بقاءه وازهاره، وهذا ما يعني أن الحضارة نابعة من رغبة خاطئة تحاول كسر روحانية الوجود وتقييدها خوفاً من الحقيقة ، فهي تحجب من تجلي الجمال بقدر ما تحجبه من رهبة الحقيقة التي يحاول الإنسان إطفاءها بإضفاء نكهة السخافة والعبثية على العالم...

هل أنت شخص في رواية الله ؟ هل يمكنك أن تثبت العكس ؟...
 
التفاعلات: Dana
إنه لا فائدة من وضع تعريفات لغوية خرقاء من أجل كشف الحقيقة والتذكير بالله للوعي الذاتي أو لوعي الآخر ، ولكن فتح أفق المدارك لما وراء المصفوفة الذهنية التي تقوض طريقة رؤيتك للحياة وتحجب عنك المشاعر بسبب غياب الشجاعة التي يولدها العشق الإلهي هو ما يمكنه أن يحررك بالدرجة الكافية حتى تدرك من الله ، وتدرك من تكون ...

يمكن أن نتحدث عن نظرية نهائية تشرح أسرار الوجود ... كمثلث الكينياء : الذات والبون والوجود ، أعتقد شخصياً أنه يشرح كل شيء يمكن شرحه عن هذا العالم بأوضح صيغة يمكن بناؤها ، لأن تمييز الحقائق الثلاثة العليا بوضوح وكشف المنطلقات الأولى والمعارف الأولية إدراكياً، لهو كاف للسير إلى الحقيقة المطلقة.. لا يوجد شيء آخر يمكن إضافته بهذا الصدد لأنه متناهي في التجريد...

ولكن وحتى مع علمك بالحقائق العليا نظرياً ومعرفة كيف يعمل هذا الكون وهذا الزمن فإنك لا تستطيع "إكراه نفسك" على استذكارها طوال الوقت، مهما كنت قوي التركيز والإرادة، تركيزك سيضعف لامحال، إرادتك ستنكسر ... لأن الرغبة لا تغذيها...

الرغبة هي الطريق الحق إلى الله ....

رأيت الشمس في المنام بصورة وصوت يقول لي ابحث عن الحقيقة .. الصورة تتغير ، الحقيقة لا تتغير
 
التفاعلات: mhmd
ما الحل إذاً ، إن كان مانريده هوا مايحجبنا عن الحقيقه ، هل نستغني عن هذا الواقع الذي أسميته أنت بالشواش .. شئنا أم أبينا نحن مضطرين للتفاعل معه.

تخيلت مره وأنا في الطريق وكل من حولي يتهموني بالجنون ، شعرت بالسعاده لكوني أعرف أن اتهامي به ضرباً من الحقيقه ، وشعرت بالحزن لأني أعرف أنه سيَعرض عليا عوارض من فقدان الإتصال بالله والإنفصال عن ذاتي .. وسيعتريني الشك الذي لم أجد أشق ولا أصعب منه.. بسبب أنه يقتل الرغبه في الوجود .. وعدم تقبل الحقيقه [ أني موجود ].

وفعلاً تحقق شيئ من هذا الخيال .. أن هناك أشخاص تراني أذهب للجنون.. بسبب تكلمي فيما يجول في خاطري ولا أصمت عنه ، فيصطدم مع رؤيتهم للحياه.. فأري في أعينهم أنهم لايعرفون ماذا حدث لي .. هل هوا جن أم ماذا يحدث؟.
وغير ذلك من نظرة الأقريبين وعدم فهمهم لما يحدث معي فنُصاب بالألم جميعاً.
ولا أعرف أيضاً هذا الشئ يستدعي الفرح أم الحزن.
ولي صديق رسمياً يُعرف بالجنون.

فإلي أين سنصل .. هل سنترك هذا الواقع ونتهم بالجنون .. مقابل الإتصال الحيوي الدائم.
ما الفائده لا أفهم .. هل هذه هيا النجاه أو الجنه؟

والفكره في ترك الجسد أننا سنخلد فيما أردناه؟
 
الواقع لا يحجب الحقيقة بل يتصل بها ويعبر عنها بطريقة ما، ولكن طريقة تفاعل الذات مع الواقع هي السبب في احتجاب الحقيقة وراءه.

الإنسان منشغل بالازدهار في الواقع لا بالتحرر منه أو على الأقل محاولة فهمه

أنا لم أتحدث عن الواقع حين ذكرت الشواش، كان القصد هو العالم الموضوعي, العالم المفارق للذات والذي يبدو منفصلا تماما عنها.

الواقع نفسه سيكون غير حقيقي بوضوح ولكن تأثيره ممارس على الذات وهذا التأثير هو ما يحجب عنها الحقيقة، وحتى تحقق الذات الخلاص لابد أن تتحرر من تأثير الواقع عليها، وجوهر التحرر هو نهاية الاغتراب عن الذات في الآخر والعودة إلى وطن الذات، وهو ما يعني تحرير الرغبة..

ليس هناك ما يجعلك مضطرا أن تتفاعل مع الواقع إذا كانت رغبتك متصلة بالذات الحقيقية.

لا تتخلى عن حرية الرغبة وتقبل سلطة الواقع عليك، لست مضطرا لذلك..

يمكنك أن تحرر نفسك حين تبدأ بالبحث عن الرغبة الحقيقية ... حين تعود للوطن الحقيقي ، الذات
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]