سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 882
- مستوى التفاعل
- 1,659
مرحباً بكم ...
أنا إيليوس عابر الزمن الثالث ...أرغب بتقديم سلسلة كتاب عن القوة الحيوية المغناطيسية وتطبيقاتها وتقنية تعلمها ومعانيها الكونية ، لأنها رؤية للكون لها منطلفات إدراكية بعيدة عن بقية الرؤى الأخرى ، وحتى يستيقن البعض أن هذه العلوم دقيقة ومنهجية جداً وقابلة للتجريب ذاتياً وموضوعياً ، وكم هي مهمة بالنسبة للإنسان أن يتعرف عليها ... وأنها قادرة على تغيير تفاعله مع زمنه بالكامل ورفع مستوى وعيه بطرق منهجية أخلاقية ، تسمح له بإدراك ما خلف البصر من الحقيقة ...
يجب أن نقول أولاً أن هذا العلم لا يجب أن يُقدّر بالمال ، لأن من لديه هذا العلم لا يحتاج إلى مال أصلاً ويستسخف هذه الرؤية في التفكير ، ولا يحتاج إلى مراعاة آراء الآخرين والانشغال عن الحقيقة برؤيتهم الشخصية القاصرة ومراعاتها.
سيتم عرض الموضوعات على النحو التالي وبشكل منهجي :
1. مقدمة تعريفية إلى علوم التنويم المغناطيسي
2. تاريخ علم التنويم المغناطيسي والمسمرية
3. النظرية الأساسية في المغناطيسية الحيوية في إطار الرؤية الكينيائية المقدسة
4. التقنيات التدريبية والتطبيقية
4. التطبيقات العملية والملاحظات
ما سأقدمه حالياً يستند إلى لغة المنومين والمغناطيسيين السابقية ويستعين بالبيانات التي قدموها مسبقاً في كتاباتهم وفي أعمالهم ... لأن ما قدموه من عملية صناعة أطلس للمصطلحات والدلالات وفر الكثير من العناء لاشتقاق مصطلحات ودلالات جديدة ، كما أن وجود فيض من البحوث التي قدمها سابقون يجعل القارئ يثق أكثر بالنظرية للاسف ، لأنه سيزيل فكرة أنها ضرب من الجنون والأوهام ، لأن تفكير البشر مبني على المقارنات .
ستجد المقدمة هنا :

علم القوة الحيوية والتنويم المغناطيسي Animal Magnetism - الافتتاح
هناك خمس أو ست تعريفات رئيسية مختلفة لسلوك في علم النفس ، وذلك حسب المدرسة ( التحليلية - السلوكية - المعرفية - الاختزالية - الوجودية - الجشطالتية ) ، كلها مقنعة تماماً ( جرب أن تقرأ عنها ) وكلها غير مقنعة بنفس الوقت … مقنعة عندما تراها ك"بُعد من أبعاد الحكاية" ، غير مقنعة عندما تختزل "الواقعة...

بسم الحي القيوم ...
(1) فرانس أنطون مسمر
ولد فريدريك أنطون مسمر في بلدة (weil) قرب منطقة يترك فيها النهر بحيرة تسمى "بحيرة الثبات"، سنة 1733 في الخامس والعشرين من أيار.
درس مسمر الطب على يد أساتذة معروفين في فيينا في ذلك الزمن ، وبدا ممارسة الطب بعد حصوله على الإجازة ، ورغم أنه طبيب أكاديمي إلا أن علم الفلك (Astrology) أوقد الشغف فيه ، ورأى النجوم تؤثر على نفوس الكائنات الحية على الأرض ويظهر تأثيرها موضوعياً ، متسائلاً عن القدرة التي تحوزها النجوم وتؤثر من خلالها.
حدد مسمر في البداية طبيعة التأثير الفلكي على أنه مجال كهربائي ، ثم عدل وصفه التقني ليكون "مجال مغناطيسي" وكانت تلك الخطوة التي تسبق مباشرة تصوره لإمكانية علاج الامراض والإصابات من خلال توفير مجال القوة المغناطيسية نفسه الذي توجهه النجوم وتوجهيه بالنحو المناسب للعلاج.
نشر في سنة 1766 كتابه الأول (De planetarum influance) "تأثير الكواكب" ، وبعدها بعشر سنوات التقى بالكاهن المشهور بالدعوة إلى الخوارق (Gassner) في (switzerland) ولاحظ أن هذا الكاهن يمكنه إحراز نوع من التأثير العلاجي على المرضى دون أن يستخدم أدوات مادية لذلك، وكل ما يفعله هو الإيماء مما أوحى لمسمر بوجود قوة في نفس المعالج تمكنه من تحقيق أثر على نفس المريض وجسده ، وذلك هو ما قاد مسمر إلى ترك الاعتماد على المغناطيسات المادية بعد أن أدرك وجود مجال مغناطيسي قابل للتوجيه متحد مع الكينونة الحية ومتوفر لكل إنسان.
في سنة 1778 تم نفي مسمر من النمسا إلى باريس نتيجة احتجاج الأطباء المستمر عليه ، ومع دخوله إلى فرنسا تحولت العاصمة الفرنسية خلال وقت قصير إلى مدينة شغوفة تحت تأثير معجزات الشفاء المسمرية الجديدة ، وقريباً سيبدأ مسمر فتح الباب الذي أحدث تحولاً كبيراً في مسار الفكر الفرنسي والعالمي والذي سيمتد ويتوسع إلى الأبد.
أحدثت رؤية مسمر الكونية والأساليب التقنية الناتجة عنها الكثير من الخلافات ومفارق الطرق في الفلسفة والعلم والفكر التي ستطرأ تدريجياً على العقل الفرنسي وتراثه ونمط تفكيره عن العالم ، حيث أنه وبينما كان قد جلب مسمر على نفسه سخط كلية الطب في باريس والتي زعمت أنه دجال () فإن الناس تزايدوا سعياً إليه وطلباً لتعلم هذه الرؤية وهذه الأساليب.
طلبت الحكومة الفرنسية أن يكشف مسمر عن سره مقابل 20000 فرنك ولكنه رفض ذلك ، ولكن من شبه المؤكد رسمياً أنه كان يعلّم أسراره في دورات خاصة مقابل 300 لوسية، وتلقى الكثير من المبالغ كمكافآت وهدايا خاصة من قِبل بعض الخاصة.
كانت عيادته خافتة الأضواء مع مصابيح معلقة على المرايا وقليل من الموسيقى الهادئة التي تحاول تخفيف رهبة الصمت ، توحي للمعيدين والزائرين بتجليات الغموض ... العطور فتوح في الغرفة ، والمرضى يجلسون حول جرّة كبيرة فيها مواد كيميائية موقدة على نار هادئة ، وهم يراقبون بهدوء وصمت ، ويضع بعضهم أيديهم في أيدي بعض أو يتم وصلهم معاً من خلال حبل يعمل على نقل القوة المغناطيسية ، ثم يمر عبرهم مسمر المرتدي لعباءة الساحر ويؤثر على أحدهم بلمسة ، وعلى آخر بالتحديق في عينيه ، ويمرر يديه بالجو نحو الثالث صانعاً تموجات غامضة ... كانت التأثيرات متباينة بين المرضى ولكن الجميع أحس بالفائدة العلاجية .
السيدات العصبيات دخلن في نوبة هستيريا وأغمي عليهن ، بعض الرجال أصبحوا يرتعدون ولوحظ اضطراب خفقان قلبهم ، وبعضهم اضطرب جسده بالكامل.
عينت الحكومة الفرنسية لجنة من الأطباء والأكاديميين للنظر في هذه الظاهرة المدهشة ، وتم ابتعاث رجال على مستوى العالم للتحقيق فيها ، منهم فرانكلين وبايلي ، وسميت اللجنة باللجنة الملكية ... قدمت اللجنة تقريراً مفصلاً يعترف بالكثير من الحقائق التي أثبتت عملياً دعوة المسمرية ، ولكن الاعتراض كان على نظرية مسمر حول الأثير أو ما سماه ب"الحقل المغناطيسي الحيوي" (animal Magnetism) وعزو تلك التأثيرات الملاحظة إلى عوامل الوهم والإيحاء الذهني.
مسمر نفسه كان صوفياً غنوصياً بلا شك ، ورغم أنه حقق الكثير من النجاح واسمه صار معروفاً وترك أثراً بارزاً في التاريخ وعلامة لا يمكن أن تمحى ، إلا أنه كان صادقاً في إيمانه أن تلك الظاهرة الناتجة عن تقنياته كانت تنتمي لقوة حقيقية وتستدعي مزيداً من الباحث وأصر على موقفه.
رغم ذلك كله ، وقعت المسمرية لبعض الوقت في فخ سوء السمعة وارتبط ذكرها بأنظمة الشعوذة ، مسمر نفسه اتُهم باللامنهجية في تحديد ومراجعة معايير تجاربه وبالانتحال من مشعوذين غربيين سابقين.
وهذا ما جعل مسمر ينسحب من باريس ويتوقف عن حركة الدعوة ويركز على التعليم ، ويتوفى في (mearsburg) في (Switzerland) في سنة 1815 الخامس من آذار .... تاركاً وراءه الكثير من التلاميذ.
التعديل الأخير: