سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 814
- مستوى التفاعل
- 1,577
"إذا لم تجد الوقت لتدرك ما تفعله ... فإنك لا تعيش في الزمن الحقيقي"
تفتقد حياة الحمار تلك "المساحات الزمنية الفارغة" التي يمكن للإدراك أن لا ينشغل فيها بأي استجابة لأي مثير خارجي مما يسمح له بالخروج من (عجلة التفاعل بين المثير والاستجابة).
لا يوجد وقت بالنسبة للحمار حتى يستخدمه لكي يُدرك "ما الذي يقوم به؟" و"ما هي الخطوة التالية؟" و"ما هي الحقيقة" وم"ا هو الصواب" و"ما الرغبة بالحياة" و"لماذا يحيا" و"ما الذي يجب فعله حقاً"
الوعي في دائرة جسد الحمار لا يفعل شيئاً على الإطلاق مع أنه منشغل بالفعل طوال الوقت، لكن الفعل لا يتم على مستوى الوعي بل على مستوى الجسد والواقع المادي.
الحمار "لا يتفلسف" بل يقضي حياته كلها في "الفعل" إلى الدرجة التي تجعله لا يختار ما يفعله أصلاً لأن الاختيار، يحتاج إلى وقت مستقطع.. وهي رفاهية لا يستطيع الحمار أن يحظى بها لأنها تشكل خطراً على بقائه، ومع أن ماهية الحمار ذات قيمة قليلة في العالم الحقيقي ولكن وعي الحمار يحاول طوال الوقت الحفاظ على حدود هذه الماهية والاستفادة من ميزاتها والمتع التي توفرها.
ولأن الحمار يقضي حياته كلها في الفعل، فإن هنالك أشخاصاً آخرين يقررون ما الذي يجب عليه أن يفعله حقاً ...
لكن لماذا لا يقرر الحمار ما يريد أن يفعله ؟
أحد الأجوبة هي أن القرار الواعي يحتاج إلى "تبرير عقلي" و"سبب وجيه" فالوعي الحر هو الوعي الذي يدرك ما يفعله وهذا يعني أنه يدرك "أبعاد الفعل" و"طريقة سير الأمور" لأن الفعل لا يحدث في اللاشيء، بل يحدث في منطقة زمكانية تنتمي إلى الكون الحقيقي وبالتالي تؤثر الأفعال في وجود حقيقي وتتسبب بنتائج حقيقية، وطالما الأمر كذلك، فإن إدراك "الفعل" هو إدراك ما يؤثر فيه على الكون الموضوعي، وليس مجرد مراقبة "الدوافع الداخلية" التي تحفز نحو الفعل ، والانطباعات الفيزيولوجية الناتجة عنها، وهو ما يفعله الحمار عادة.
لو كان الفعل يحدث في اللازمكان أو كان الفعل مستقلاً عن الأشياء جميعاً فمن الطبيعي أن مراعاة نتائج الفعل في العالم الموضوع غير ضرورية لأنه لن يستتبع مثل هذه النتائج، وحينها ستكون أهمية الفعل "داخلية" محصورة في كينونة الفرد نفسه، أو ما يؤدي إليه الفعل من انطباعات وأحاسيس ومنافع تخص الحياة من (وجهة نظر الشخص الأول) وسيكون الدافع الوحيد لأي حياة أو أي فعل هو تأثيره على المنطقة الفردية الأنانية وعلى ما يظهر للفرد بعينه بمعزل عن كامل الوجود وكافة الأرواح الأخرى كل منها على حدى، وهكذا يتحول النمط المعيشي شيئاً فشيئاً إلى "البهيمية".
في المستوى البهيمي يكون للفعل قيمة بقدر ما يكون له تأثير على مجال المتعة الشخصية، والأفعال التي لا تجلب انطباعات حسية مادية ستكون أفعالاً لا قيمة لها، وسيكون من العبث دفع النفس إليها لأنها خالية من أي وجود ظاهري، ومن الغريب ملاحظته أن الحمار "لا يرغب" بحياة غير حميرية بالمعنى الواسع للكلمة، ففي الحقيقة حتى لو حصل الحمار على بعض حريته من خلال سحر ساحر قادر لبعض الوقت فسيقرر بعدها العودة لنمط الحياة القديم، حيث يحس بانطباعات العلف ورائحة الزريبة الممتلئة وبالقوة الشخصية وهو يقف لساعات على قدميه (أو أقدامه) بتصلب كعواميد الكهرباء، هذه الأشياء التي لامعنى لها قد تعني كل شيء بالنسبة للحمار، بينما الحديث عن "تغيير العالم" ومحاربة الظلام، إذا وعاه الحمار، فسيكون إما مضحكاً، وإما غير جدير.
إن عبودية الحمار ليست خارجية كما قد يكون الأمر ظاهراً للعيان، فهو لا يحب الرغبات التي تتطلبها حياة حرة، لا تعتمد على ملاحقة الانطباعات والمتعة العاجلة، بمعنى آخر ...
لا يوجد وقت بالنسبة للحمار حتى يستخدمه لكي يُدرك "ما الذي يقوم به؟" و"ما هي الخطوة التالية؟" و"ما هي الحقيقة" وم"ا هو الصواب" و"ما الرغبة بالحياة" و"لماذا يحيا" و"ما الذي يجب فعله حقاً"
الوعي في دائرة جسد الحمار لا يفعل شيئاً على الإطلاق مع أنه منشغل بالفعل طوال الوقت، لكن الفعل لا يتم على مستوى الوعي بل على مستوى الجسد والواقع المادي.
الحمار "لا يتفلسف" بل يقضي حياته كلها في "الفعل" إلى الدرجة التي تجعله لا يختار ما يفعله أصلاً لأن الاختيار، يحتاج إلى وقت مستقطع.. وهي رفاهية لا يستطيع الحمار أن يحظى بها لأنها تشكل خطراً على بقائه، ومع أن ماهية الحمار ذات قيمة قليلة في العالم الحقيقي ولكن وعي الحمار يحاول طوال الوقت الحفاظ على حدود هذه الماهية والاستفادة من ميزاتها والمتع التي توفرها.
ولأن الحمار يقضي حياته كلها في الفعل، فإن هنالك أشخاصاً آخرين يقررون ما الذي يجب عليه أن يفعله حقاً ...
لكن لماذا لا يقرر الحمار ما يريد أن يفعله ؟
أحد الأجوبة هي أن القرار الواعي يحتاج إلى "تبرير عقلي" و"سبب وجيه" فالوعي الحر هو الوعي الذي يدرك ما يفعله وهذا يعني أنه يدرك "أبعاد الفعل" و"طريقة سير الأمور" لأن الفعل لا يحدث في اللاشيء، بل يحدث في منطقة زمكانية تنتمي إلى الكون الحقيقي وبالتالي تؤثر الأفعال في وجود حقيقي وتتسبب بنتائج حقيقية، وطالما الأمر كذلك، فإن إدراك "الفعل" هو إدراك ما يؤثر فيه على الكون الموضوعي، وليس مجرد مراقبة "الدوافع الداخلية" التي تحفز نحو الفعل ، والانطباعات الفيزيولوجية الناتجة عنها، وهو ما يفعله الحمار عادة.
لو كان الفعل يحدث في اللازمكان أو كان الفعل مستقلاً عن الأشياء جميعاً فمن الطبيعي أن مراعاة نتائج الفعل في العالم الموضوع غير ضرورية لأنه لن يستتبع مثل هذه النتائج، وحينها ستكون أهمية الفعل "داخلية" محصورة في كينونة الفرد نفسه، أو ما يؤدي إليه الفعل من انطباعات وأحاسيس ومنافع تخص الحياة من (وجهة نظر الشخص الأول) وسيكون الدافع الوحيد لأي حياة أو أي فعل هو تأثيره على المنطقة الفردية الأنانية وعلى ما يظهر للفرد بعينه بمعزل عن كامل الوجود وكافة الأرواح الأخرى كل منها على حدى، وهكذا يتحول النمط المعيشي شيئاً فشيئاً إلى "البهيمية".
في المستوى البهيمي يكون للفعل قيمة بقدر ما يكون له تأثير على مجال المتعة الشخصية، والأفعال التي لا تجلب انطباعات حسية مادية ستكون أفعالاً لا قيمة لها، وسيكون من العبث دفع النفس إليها لأنها خالية من أي وجود ظاهري، ومن الغريب ملاحظته أن الحمار "لا يرغب" بحياة غير حميرية بالمعنى الواسع للكلمة، ففي الحقيقة حتى لو حصل الحمار على بعض حريته من خلال سحر ساحر قادر لبعض الوقت فسيقرر بعدها العودة لنمط الحياة القديم، حيث يحس بانطباعات العلف ورائحة الزريبة الممتلئة وبالقوة الشخصية وهو يقف لساعات على قدميه (أو أقدامه) بتصلب كعواميد الكهرباء، هذه الأشياء التي لامعنى لها قد تعني كل شيء بالنسبة للحمار، بينما الحديث عن "تغيير العالم" ومحاربة الظلام، إذا وعاه الحمار، فسيكون إما مضحكاً، وإما غير جدير.
إن عبودية الحمار ليست خارجية كما قد يكون الأمر ظاهراً للعيان، فهو لا يحب الرغبات التي تتطلبها حياة حرة، لا تعتمد على ملاحقة الانطباعات والمتعة العاجلة، بمعنى آخر ...
{( ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً )}