مفارقة الحمار : الانحباس في الحلقة القدرية

مواضيع سيد الأحجار السبعة

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
814
مستوى التفاعل
1,577
1735729649175.png


"إذا لم تجد الوقت لتدرك ما تفعله ... فإنك لا تعيش في الزمن الحقيقي"
تفتقد حياة الحمار تلك "المساحات الزمنية الفارغة" التي يمكن للإدراك أن لا ينشغل فيها بأي استجابة لأي مثير خارجي مما يسمح له بالخروج من (عجلة التفاعل بين المثير والاستجابة).

لا يوجد وقت بالنسبة للحمار حتى يستخدمه لكي يُدرك "ما الذي يقوم به؟" و"ما هي الخطوة التالية؟" و"ما هي الحقيقة" وم"ا هو الصواب" و"ما الرغبة بالحياة" و"لماذا يحيا" و"ما الذي يجب فعله حقاً"

الوعي في دائرة جسد الحمار لا يفعل شيئاً على الإطلاق مع أنه منشغل بالفعل طوال الوقت، لكن الفعل لا يتم على مستوى الوعي بل على مستوى الجسد والواقع المادي.

الحمار "لا يتفلسف" بل يقضي حياته كلها في "الفعل" إلى الدرجة التي تجعله لا يختار ما يفعله أصلاً لأن الاختيار، يحتاج إلى وقت مستقطع.. وهي رفاهية لا يستطيع الحمار أن يحظى بها لأنها تشكل خطراً على بقائه، ومع أن ماهية الحمار ذات قيمة قليلة في العالم الحقيقي ولكن وعي الحمار يحاول طوال الوقت الحفاظ على حدود هذه الماهية والاستفادة من ميزاتها والمتع التي توفرها.

ولأن الحمار يقضي حياته كلها في الفعل، فإن هنالك أشخاصاً آخرين يقررون ما الذي يجب عليه أن يفعله حقاً ...

لكن لماذا لا يقرر الحمار ما يريد أن يفعله ؟

أحد الأجوبة هي أن القرار الواعي يحتاج إلى "تبرير عقلي" و"سبب وجيه" فالوعي الحر هو الوعي الذي يدرك ما يفعله وهذا يعني أنه يدرك "أبعاد الفعل" و"طريقة سير الأمور" لأن الفعل لا يحدث في اللاشيء، بل يحدث في منطقة زمكانية تنتمي إلى الكون الحقيقي وبالتالي تؤثر الأفعال في وجود حقيقي وتتسبب بنتائج حقيقية، وطالما الأمر كذلك، فإن إدراك "الفعل" هو إدراك ما يؤثر فيه على الكون الموضوعي، وليس مجرد مراقبة "الدوافع الداخلية" التي تحفز نحو الفعل ، والانطباعات الفيزيولوجية الناتجة عنها، وهو ما يفعله الحمار عادة.

لو كان الفعل يحدث في اللازمكان أو كان الفعل مستقلاً عن الأشياء جميعاً فمن الطبيعي أن مراعاة نتائج الفعل في العالم الموضوع غير ضرورية لأنه لن يستتبع مثل هذه النتائج، وحينها ستكون أهمية الفعل "داخلية" محصورة في كينونة الفرد نفسه، أو ما يؤدي إليه الفعل من انطباعات وأحاسيس ومنافع تخص الحياة من (وجهة نظر الشخص الأول) وسيكون الدافع الوحيد لأي حياة أو أي فعل هو تأثيره على المنطقة الفردية الأنانية وعلى ما يظهر للفرد بعينه بمعزل عن كامل الوجود وكافة الأرواح الأخرى كل منها على حدى، وهكذا يتحول النمط المعيشي شيئاً فشيئاً إلى "البهيمية".

في المستوى البهيمي يكون للفعل قيمة بقدر ما يكون له تأثير على مجال المتعة الشخصية، والأفعال التي لا تجلب انطباعات حسية مادية ستكون أفعالاً لا قيمة لها، وسيكون من العبث دفع النفس إليها لأنها خالية من أي وجود ظاهري، ومن الغريب ملاحظته أن الحمار "لا يرغب" بحياة غير حميرية بالمعنى الواسع للكلمة، ففي الحقيقة حتى لو حصل الحمار على بعض حريته من خلال سحر ساحر قادر لبعض الوقت فسيقرر بعدها العودة لنمط الحياة القديم، حيث يحس بانطباعات العلف ورائحة الزريبة الممتلئة وبالقوة الشخصية وهو يقف لساعات على قدميه (أو أقدامه) بتصلب كعواميد الكهرباء، هذه الأشياء التي لامعنى لها قد تعني كل شيء بالنسبة للحمار، بينما الحديث عن "تغيير العالم" ومحاربة الظلام، إذا وعاه الحمار، فسيكون إما مضحكاً، وإما غير جدير.

إن عبودية الحمار ليست خارجية كما قد يكون الأمر ظاهراً للعيان، فهو لا يحب الرغبات التي تتطلبها حياة حرة، لا تعتمد على ملاحقة الانطباعات والمتعة العاجلة، بمعنى آخر ...
{( ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً )}
 
  • لايك
التفاعلات: Dana
1735744003454.png


مشكلة حمار بوريدان الحقيقية هي تركيزه المطلق على "الانطباعات الحسية"، وما يعنيه الكون بالنسبة لحمار بوريدان هو ما يمكن لهذا الكون أن يجسده من الانطباع الحسي القابل للرصد بشكل فردي وشخصي أناني، مما يجعل الكون منحصراً في دائرة الحياة الشخصية وكيف يبدو منها بالتحديد.

مثل هذا النمط من الحياة هو ما يولد فلسفة "اللذة والألم" باعتبارها المعايير المطلقة والنهائية للحكم على الرغبات والأفعال، لأن العالم يبدو من منظور أناني مطلق عالماً متناظراً مع الجسد المادي ومحدوداً بنطاق هذا التناظر، بحيث أن "ما بعد الفضاء المناظر للجسم المادي والقابل للتحسس" ليس له قيمة على الإطلاق.

ذلك يشمل أعمال الخير التي يكون المرجع فيها هو هذا الفضاء الشخصي المتناظر مع الجسم المادي والذي سنصطلح عليه باسم "المجال الظاهري الفردي" فما ينتمي لهذا المجال من الأخلاق هو ما يمثل قيمة في المنظور الأناني، فلابد لفعل الخير على الأقل، من تحسس النتيجة، ومن وجود أثر لها قابل للظهور، وهذا الأثر يؤدي إلى الإحساس بالوجود الشخصي وكأنه مقابل للوجود الحقيقي مما يضفي مشروعية على وجود الأنا أكون.

الواجبات الأخلاقية ، التي لا يعرف ما تعليلها الحقيقي ولا تنبع من إحساس وجداني عميق مستقل عن تتبع النتيجة، هي بالضبط الأخلاقيات الزائفة التي تعكس فضائل الأنا أكون، بينما في الحقيقة لا تتوجه نحو الفضيلة بحد ذاتها أو نحو النور بحد ذاته، بل نحو تجسيده في المجال الظاهري الفردي.

بطبيعة الحال، دافعية الحمار الأنانية والبقائية تركز على الانطباعات الحسية المباشرة مثل "الارتواء والشبع والمذاق اللذيذ والراحة" فهي تبدو من فضائه الفردي غاية الحياة الحقيقية، وتدله على أنه "موجود" بشعور ضبابي مبهم، وفيه الكثير من التبسيط والسذاجة، وهذا يعني أن دوافعه تتوجه نحو الانطباعات الحسية التي يعرفها مسبقاً.

عندما يكون دافع الحمار النهائي هو الوصول إلى "الانطباع الحسي"، فإنه لا يفكر ولا يفعل أي شيء خارج هذا النطاق، لأنه لا يهدف إلى تحقيق غايات أكثر تجاوزاً، وبما أن الأمر كذلك، فإذا أحس الحمار بالجوع والعطش بنفس القدر من الاحتياج الجسدي وكان كل من الماء والطعام بعيدين عنه بنفس القدر من الفاصل البيئي فلن يتسنى له تفضيل أحدهما على الآخر لأنه "لا توجد مرجعية أعلى من طلب الانطباعات الحسية" يستطيع رد المعضلة التي أمامه إليها وتقييم الأمور من فضائها.

هذا هو ما يتسبب في النهاية بالحيرة حتى العجز تماماً، لأن مرجعه الدافعي لا يتجاوز ذلك...

1735745149234.png

إن عدم وجود مرجعية أعلى تفصل بين الأمور هو السبب الحقيقي في معضلة الحمار، وسنشرح ذلك في الرد القادم بإذن الله
 
  • لايك
التفاعلات: Dana
ما يفهمه الناس من مفارقة بوريدان هو ضرورة "التصرف بسرعة" و"حسم الأمور" و"عدم التردد".

ما تحاول مفارقة بوريدان أن تخبرك إياه، هو عدم وجود "حياة ذاتية" لدى الآلات، وجود الآلة تابع ل"الآخر-الموضوعي" وقائم به على نحو مطلق، فهي لا تمتلك جوهراً وجودياً أصيلاً، وهو ما يمنع الآلة من الدخول في "خط تفاعل حر" لا يعتمد على القواعد والقوانين التي تشكل نظام العالم الموضوعي.

الفكرة التي تحاول المفارقة الأصلية إيضاحها هي النقيض مما يتم توظيفها من أجل الترويج له، فما تقوله المفارقة أن اتباع الدوافع الأعمى دون "التفكير الحكيم" يؤدي إلى العجز عن اتخاذ قرار حاسم في حالة تساوي هذه الدوافع. أي أن الحمار "لم يفكر" بطريقة منطقية عقلانية بل كان يراقب دوافعه فقط، ولذلك "لم يتبصر" بالحل المناسب وهو تناول الماء، من أجل كسب الوقت وحسب الأولوليات، أو "تناول الطعام" من أجل الخلاص من الشهوة والتفرغ لحل الأزمة الراهنة.

أما ما يتم ترويجه في هذه المفارقة فهو أن "على الحمار أن يحزم أمره" و"يلقي بنفسه إلى أي قرار على نحو عبثي"، ولكن المشكلة أن الحمار الذي تتساوى دوافعه، يفقد القدرة على التصرف بعبث أيضاً !

قد تكون السلطات الممارسة على كينونة الآلة هي مناخ الطبيعة وقوانينها، أو المبرمجين والمصممين ، ولكن العامل المشترك بين المحركات الحقيقية للآلة هو أنها أسباب "موضوعية" ، قد تكون أي شيء وكل شيء، غير ذات الكيان، انفصال سبب الحركة عن ذات الكيان هو صفة الحركة الآلية، لابد أن يكون السبب خارجياً .. بغض النظر عن ما يكون.

الاستجابة الغريزية للمثير البيئي هي فعل غايته الوحيدة في هذه الحياة تحقيق نوع من التواصل مع مصدر الإثارة الموضوعية، التي قد يعلم سبب إثارتها للغريزة وقد يبقى مجهولاً.

الفعل الغريزي بسيط ومباشر ولا يتضمن مراعاة أشياء أخرى باستثناء تحقيق غايته، ولذلك يخلو الفعل الغريزي البحت من النظام مثل "الهيكلية" التي تحدد طريقة صحيحة وآمنة للاستجابة، وكذلك يتناقض مع "الرجوع إلى القيم الذاتية" فهو فعل محدود وغايته واضحة وآلية عمله واضحة تماماً كالنهار، وفرط بساطته يقترب كثيراً من حالة خضوع الجماد إلى قوانين الميكانيك على نحو "أريحي" بحيث لا يبدي الجماد أي مقاومة ولو بسيطة بالنسبة لها.

إدراك "كُنه" الدافع الغريزي قد يكون صعباً علمياً بنفس مستوى صعوبة إدراك معاني الرموز الهيروغليفية من دون الاستعانة ب"حجر رشيد"، ولكن التفاعل الغريزي (الاستجابة للمثير) الذي يحدث بعد تكون الدافع في الخفاء، بسيط على نحو مسرف في البساطة، كما لو أنه يصلح فقط لطلاب الابتدائية.

الفعل الغريزي لا يسمح بالخروج عن الإطار الموضوعي-الطبيعي لأن غايته محتواة في هذا الإطار وسيكون الفاعل خاضعاً لقوانين العالم الخارجي بالحتمية لهذا السبب :

حتى ولو كان الفاعل حراً ولكن طبيعة الفعل الذي يفعله لا تهتم بالحرية بل فقط بإنجاز شيء محدد وهو الاستجابة للغريزة، فإذا كان الفاعل أقوى من الغريزة فيمكنه أن يستجيب لها ب"عقل" وحينها يمكنه تحقيق نوع من الحرية على الأقل في التفاعل إذا لم يكن في الدافعية.

لكن في حالة كان الفاعل أضعف من غريزته، فحتى ولو كان واعياً وله ذات حقيقية (روح) مستقلة عن العالم الموضوعي، فبما أن الفعل موجه فقط للاستجابة دون الاكتراث بما يتجاوز هذه المثنوية فسينسى الكائن ذاته والوجود وسيتصرف على نحو أوتوماتيكي، لأنه مأسور بما يسمح به نطاق التفاعل الغريزي دون اكتراث لشيء آخر، أي أنه إذا كنت تركز فقط على الاستجابة للاستثارة الجنسية من قبل شخص آخر فإنك لن تفكر طويلاً بمتطلبات هذا الشخص حتى يعطيك ما تريد ولن تفكر طويلاً بما سيحدث نتيجة استجابتك للاستثارة، وهذا ما سيحدث أيضاً مع الحمار في الحقل، فهو لا يشغل نفسه بالتفكير في آفاق العالم خارج نطاق المسافة الفاصلة بينه وبين الحظيرة وسطل الماء والعلف وبقية الحمير، هذه المسافة هي كل ما يتوجب عليه أن يكترث به ويبادر بفهم كنهه.

ربما يبدو الأمر أوضح لحضرتك الآن حين تسأل "لماذا تقولون إن الأفعال الغريزية هي أفعال آلية أكثر منها حيوية أو إنها تتسبب في العبودية والانعزال عن الحقيقة"، فرغم أن الغريزة تعتمد على طاقة الكائن الحيوية في الفعل ولكنها لا تعتمد على (جوهره الحيوي) في "القرار" و"الإدراك"، وكأنه يجعل حيويته وقوداً للتفاعل مع الموضوعات الخارجية لا أكثر..


إن الميزان الميكانيكي لا يمتلك القدرة على ترجيح كفة على الأخرى ذاتياً، من دون أن يكون هناك "ثقل خارجي أكبر من الآخر على إحدى الكفتين".. وربط كرة معدنية بسلسلتين تتعلق كل منهما بخطاف بطرف شاحنة وجعل الشاحنات تمشي لن يؤدي إلى جذب الكرة إلى إحدى الجهتين أكثر من الأخرى ما لم تكن إحدى الشاحنتين أثقل من نظيرتها، وبالتالي ستبقى الكرة المعدنية في نفس مكانها إلى الأبد، لأنها لا تعتمد على "ذاتها" بل على العالم الخرجي حتى يحركها.

الآلات لا تمتلك موقفاً ذاتياً من أفعالها، وكذلك الجسم المادي وغرائزه، وكما هي الآلات لا تتبنى مرجعاً متعالياً لتقييم أفعالها فليس لدى الجسم البايولوجي المادي مثل هذا المرجع، إنها تتصرف بلاوعي وكذلك الجسم البايولوجي، وكما من العبث أن تطلب من آلة أن تتصرف على غير النحو الذي يتوافق مع تصميمها وقوانينها فكذلك من المعيب أن تتوقع من الجسم المادي أن يتصرف بناء على مرجع قيمي يتجاوز الواقع والمثيرات البيئية.

كذلك الحمار لا يمتلك موقفاً ذاتياً أو مرجعاً أعلى من الطبيعة ليستعين به حينما يواجه استثارات متساوية، طالما أن مرجعه الأعلى هو الطبيعة نفسها وهي تسمح بمثل هذه الحالة من "التضاد المتساوي" بين المثيرات، مما يولد حالة عطالة تشبه حالة الآلات في وضع التوازن الحرج بين القوى الممارسة عليها ، وهذا هو ما يحدث أيضاً مع الحمار ولسوف يكون من الطبيعي جداً أن يتوقف الحمار عن الاستجابة والتفاعل ويموت إذا تساوت المثيرات البيئية ولسوف يكون من الغريب والخارق جداً أن يفعل غير ذلك ...

وإذا تم احتواء أو تقييد الوعي الحر والمطلق بهوية موضوعية تنتمي إلى الطبيعة فإنه لا يختلف عن الآلات في عدم قدرته على الاختيار الحر والقرار المطلق عن القوانين.

اللحظة التي يتجاوز فيها الوعي القانون الطبيعي هي اللحظة التي يحقق فيها حريته بالمعنى العميق ... دون ذلك للأسف ، لا يوجد فائدة من طلب الحرية ... وبما أن الوجود الموضوعي يعتمد بالكامل على القانون الطبيعي فإن الحرية تستحيل إلى نوع من التضحية بالوجود الموضوعي والغريزة ، وهذا ما يجعل الموت والحرية شيئاً واحداً في الجوهر...

ولا يمكن أن تحقق الحرية من خلال استجداء حياة أخرى بعد الموت ... لأن هذا يعني الخضوع لنظام موضوعي ما وعدم الخلاص في اللحظة الراهنة وهي كل شيء حقيقي ...

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

 
على هامش موضوعك سيد
ذكرتني بالحكمة الاسكندرية المعروفة:
لا تَرْحَلْ مِنْ كَوْنٍ إلى كَوْنٍ فَتَكونَ كَحِمارِ الرَّحى؛ يَسيرُ وَالمَكانُ الَّذي ارْتَحَلَ إلَيْهِ هُوَ الَّذي ارْتَحَلَ عَنْهُ. وَلكِنِ ارْحَلْ مِنْ الأَكْوان إلى المُكَوِّنِ،
والطريف في الامر عند المعاصرين ان الجميع يصف التفكير المخالف بأنه "منطق دائري"
وكأنهم لا يعلمون ان كل منطق هو منطق دائري، ولا يمكن ان يخرج من هذا الاطار الا اذا اخذ بعدا ميتافيزيقيا ما ...
متابعة طيبة
 
ما يفهمه الناس من مفارقة بوريدان هو ضرورة "التصرف بسرعة" و"حسم الأمور" و"عدم التردد".

ما تحاول مفارقة بوريدان أن تخبرك إياه، هو عدم وجود "حياة ذاتية" لدى الآلات، وجود الآلة تابع ل"الآخر-الموضوعي" وقائم به على نحو مطلق، فهي لا تمتلك جوهراً وجودياً أصيلاً، وهو ما يمنع الآلة من الدخول في "خط تفاعل حر" لا يعتمد على القواعد والقوانين التي تشكل نظام العالم الموضوعي.

الفكرة التي تحاول المفارقة الأصلية إيضاحها هي النقيض مما يتم توظيفها من أجل الترويج له، فما تقوله المفارقة أن اتباع الدوافع الأعمى دون "التفكير الحكيم" يؤدي إلى العجز عن اتخاذ قرار حاسم في حالة تساوي هذه الدوافع. أي أن الحمار "لم يفكر" بطريقة منطقية عقلانية بل كان يراقب دوافعه فقط، ولذلك "لم يتبصر" بالحل المناسب وهو تناول الماء، من أجل كسب الوقت وحسب الأولوليات، أو "تناول الطعام" من أجل الخلاص من الشهوة والتفرغ لحل الأزمة الراهنة.

أما ما يتم ترويجه في هذه المفارقة فهو أن "على الحمار أن يحزم أمره" و"يلقي بنفسه إلى أي قرار على نحو عبثي"، ولكن المشكلة أن الحمار الذي تتساوى دوافعه، يفقد القدرة على التصرف بعبث أيضاً !

قد تكون السلطات الممارسة على كينونة الآلة هي مناخ الطبيعة وقوانينها، أو المبرمجين والمصممين ، ولكن العامل المشترك بين المحركات الحقيقية للآلة هو أنها أسباب "موضوعية" ، قد تكون أي شيء وكل شيء، غير ذات الكيان، انفصال سبب الحركة عن ذات الكيان هو صفة الحركة الآلية، لابد أن يكون السبب خارجياً .. بغض النظر عن ما يكون.

الاستجابة الغريزية للمثير البيئي هي فعل غايته الوحيدة في هذه الحياة تحقيق نوع من التواصل مع مصدر الإثارة الموضوعية، التي قد يعلم سبب إثارتها للغريزة وقد يبقى مجهولاً.

الفعل الغريزي بسيط ومباشر ولا يتضمن مراعاة أشياء أخرى باستثناء تحقيق غايته، ولذلك يخلو الفعل الغريزي البحت من النظام مثل "الهيكلية" التي تحدد طريقة صحيحة وآمنة للاستجابة، وكذلك يتناقض مع "الرجوع إلى القيم الذاتية" فهو فعل محدود وغايته واضحة وآلية عمله واضحة تماماً كالنهار، وفرط بساطته يقترب كثيراً من حالة خضوع الجماد إلى قوانين الميكانيك على نحو "أريحي" بحيث لا يبدي الجماد أي مقاومة ولو بسيطة بالنسبة لها.

إدراك "كُنه" الدافع الغريزي قد يكون صعباً علمياً بنفس مستوى صعوبة إدراك معاني الرموز الهيروغليفية من دون الاستعانة ب"حجر رشيد"، ولكن التفاعل الغريزي (الاستجابة للمثير) الذي يحدث بعد تكون الدافع في الخفاء، بسيط على نحو مسرف في البساطة، كما لو أنه يصلح فقط لطلاب الابتدائية.

الفعل الغريزي لا يسمح بالخروج عن الإطار الموضوعي-الطبيعي لأن غايته محتواة في هذا الإطار وسيكون الفاعل خاضعاً لقوانين العالم الخارجي بالحتمية لهذا السبب :

حتى ولو كان الفاعل حراً ولكن طبيعة الفعل الذي يفعله لا تهتم بالحرية بل فقط بإنجاز شيء محدد وهو الاستجابة للغريزة، فإذا كان الفاعل أقوى من الغريزة فيمكنه أن يستجيب لها ب"عقل" وحينها يمكنه تحقيق نوع من الحرية على الأقل في التفاعل إذا لم يكن في الدافعية.

لكن في حالة كان الفاعل أضعف من غريزته، فحتى ولو كان واعياً وله ذات حقيقية (روح) مستقلة عن العالم الموضوعي، فبما أن الفعل موجه فقط للاستجابة دون الاكتراث بما يتجاوز هذه المثنوية فسينسى الكائن ذاته والوجود وسيتصرف على نحو أوتوماتيكي، لأنه مأسور بما يسمح به نطاق التفاعل الغريزي دون اكتراث لشيء آخر، أي أنه إذا كنت تركز فقط على الاستجابة للاستثارة الجنسية من قبل شخص آخر فإنك لن تفكر طويلاً بمتطلبات هذا الشخص حتى يعطيك ما تريد ولن تفكر طويلاً بما سيحدث نتيجة استجابتك للاستثارة، وهذا ما سيحدث أيضاً مع الحمار في الحقل، فهو لا يشغل نفسه بالتفكير في آفاق العالم خارج نطاق المسافة الفاصلة بينه وبين الحظيرة وسطل الماء والعلف وبقية الحمير، هذه المسافة هي كل ما يتوجب عليه أن يكترث به ويبادر بفهم كنهه.

ربما يبدو الأمر أوضح لحضرتك الآن حين تسأل "لماذا تقولون إن الأفعال الغريزية هي أفعال آلية أكثر منها حيوية أو إنها تتسبب في العبودية والانعزال عن الحقيقة"، فرغم أن الغريزة تعتمد على طاقة الكائن الحيوية في الفعل ولكنها لا تعتمد على (جوهره الحيوي) في "القرار" و"الإدراك"، وكأنه يجعل حيويته وقوداً للتفاعل مع الموضوعات الخارجية لا أكثر..


إن الميزان الميكانيكي لا يمتلك القدرة على ترجيح كفة على الأخرى ذاتياً، من دون أن يكون هناك "ثقل خارجي أكبر من الآخر على إحدى الكفتين".. وربط كرة معدنية بسلسلتين تتعلق كل منهما بخطاف بطرف شاحنة وجعل الشاحنات تمشي لن يؤدي إلى جذب الكرة إلى إحدى الجهتين أكثر من الأخرى ما لم تكن إحدى الشاحنتين أثقل من نظيرتها، وبالتالي ستبقى الكرة المعدنية في نفس مكانها إلى الأبد، لأنها لا تعتمد على "ذاتها" بل على العالم الخرجي حتى يحركها.

الآلات لا تمتلك موقفاً ذاتياً من أفعالها، وكذلك الجسم المادي وغرائزه، وكما هي الآلات لا تتبنى مرجعاً متعالياً لتقييم أفعالها فليس لدى الجسم البايولوجي المادي مثل هذا المرجع، إنها تتصرف بلاوعي وكذلك الجسم البايولوجي، وكما من العبث أن تطلب من آلة أن تتصرف على غير النحو الذي يتوافق مع تصميمها وقوانينها فكذلك من المعيب أن تتوقع من الجسم المادي أن يتصرف بناء على مرجع قيمي يتجاوز الواقع والمثيرات البيئية.

كذلك الحمار لا يمتلك موقفاً ذاتياً أو مرجعاً أعلى من الطبيعة ليستعين به حينما يواجه استثارات متساوية، طالما أن مرجعه الأعلى هو الطبيعة نفسها وهي تسمح بمثل هذه الحالة من "التضاد المتساوي" بين المثيرات، مما يولد حالة عطالة تشبه حالة الآلات في وضع التوازن الحرج بين القوى الممارسة عليها ، وهذا هو ما يحدث أيضاً مع الحمار ولسوف يكون من الطبيعي جداً أن يتوقف الحمار عن الاستجابة والتفاعل ويموت إذا تساوت المثيرات البيئية ولسوف يكون من الغريب والخارق جداً أن يفعل غير ذلك ...

وإذا تم احتواء أو تقييد الوعي الحر والمطلق بهوية موضوعية تنتمي إلى الطبيعة فإنه لا يختلف عن الآلات في عدم قدرته على الاختيار الحر والقرار المطلق عن القوانين.

اللحظة التي يتجاوز فيها الوعي القانون الطبيعي هي اللحظة التي يحقق فيها حريته بالمعنى العميق ... دون ذلك للأسف ، لا يوجد فائدة من طلب الحرية ... وبما أن الوجود الموضوعي يعتمد بالكامل على القانون الطبيعي فإن الحرية تستحيل إلى نوع من التضحية بالوجود الموضوعي والغريزة ، وهذا ما يجعل الموت والحرية شيئاً واحداً في الجوهر...

ولا يمكن أن تحقق الحرية من خلال استجداء حياة أخرى بعد الموت ... لأن هذا يعني الخضوع لنظام موضوعي ما وعدم الخلاص في اللحظة الراهنة وهي كل شيء حقيقي ...

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

ما يحل هذه المعضله هوا شئ واحد
أن نتيقن من ثلاثة أمور:-

أن كون التعدد في التجسد والرجوع إلي الدنيا مره أخري ، هيا حقيقه.
وأن الناجي من هنا لن يتجسد مره أخري بل سيذهب إلي حياه موضوعها مختلف والقوانين فيها تُناسب طبيعته.

وإن عمل الحر عملاً في العالم الذي هوا أدني شئ في الوجود فسيفعله لغاية ما بناءاً علي إرادته الحره التي تطلب شئ ليس له وجود في الموضوع الذي هوا فيه .. " ومن يرد ثواب الأخره نؤته منها".

وأن الغير ناجي هوا من يخرج من التجسد إلي التجسد مره أخري
فيكون واقعاً في فخ الموت والحياه .. " ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ".
فتكون النار هيا الخلد في التجسد في هذا العالم.
 
التعديل الأخير:
على هامش موضوعك سيد
ذكرتني بالحكمة الاسكندرية المعروفة:
لا تَرْحَلْ مِنْ كَوْنٍ إلى كَوْنٍ فَتَكونَ كَحِمارِ الرَّحى؛ يَسيرُ وَالمَكانُ الَّذي ارْتَحَلَ إلَيْهِ هُوَ الَّذي ارْتَحَلَ عَنْهُ. وَلكِنِ ارْحَلْ مِنْ الأَكْوان إلى المُكَوِّنِ،
والطريف في الامر عند المعاصرين ان الجميع يصف التفكير المخالف بأنه "منطق دائري"
وكأنهم لا يعلمون ان كل منطق هو منطق دائري، ولا يمكن ان يخرج من هذا الاطار الا اذا اخذ بعدا ميتافيزيقيا ما ...
متابعة طيبة
إذا كنت تريد الخلاص ... فلا يجب أن تطلب اختبار حالة الرحيل وما وراء الوجود ... يجب أن تتخلص حتى من رغبتك في أن ترحل .. لأن هذه الرغبة جزء من الفخ الأكبر

وهذا لا يتحقق بالجهد والعقل، لابد من شيء آخر يستبديقظ في الكيان، شيء لا يمكن تقييده بالمنطق ولا بالقوانين، ولا بالخسارات، ولا بالرغبات، ولا يطلب شيئا، ولا يخاف من خسارة شيء حتى المصير .. هذه هي الطريقة الوحيدة للخلاص من حلقة الكارما إلى الأبد

بالحقيقة، يجب أن تفنى ولن تتحرر مهما فعلت حتى تقبل الفناء ، لا يهم ما ستفعله، سيكون دائما قسم منه ضدك .. عندما تنمي وجودك، تنمي أيضا قيودك
 
ما يحل هذه المعضله هوا شئ واحد
أن نتيقن من ثلاثة أمور:-

أن كون التعدد في التجسد والرجوع إلي الدنيا مره أخري ، هيا حقيقه.
وأن الناجي من هنا لن يتجسد مره أخري بل سيذهب إلي حياه موضوعها مختلف والقوانين فيها تُناسب طبيعته.

وإن عمل الحر عملاً في العالم الذي هوا أدني شئ في الوجود فسيفعله لغاية ما بناءاً علي إرادته الحره التي تطلب شئ ليس له وجود في الموضوع الذي هوا فيه .. " ومن يرد ثواب الأخره نؤته منها".

وأن الغير ناجي هوا من يخرج من التجسد إلي التجسد مره أخري
فيكون واقعاً في فخ الموت والحياه .. " ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ".
فتكون النار هيا الخلد في التجسد في هذا العالم.
لا أشجع على التيقن من شيء، هذا يشبه الأفيون الذي تلجأ إليه لعلاج الهلع ولكنه فقط يحجب عنك الإحساس بمصدر الهلع ولا يعالجه ولإن كان العالم كابوسا مظلما لا نور وراءه فلن ينفعك الأفيون في أي شيء، إطالة المدى، مسألة لا قيمة لها

لا أدري ماذا وراء باب الموت ولكن أدري أنه باب الحقيقة الوحيد، حتى ولو لم يكن وراءه إلا إدراك أن كل شيء سراب


تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

 
  • واو
التفاعلات: mhmd
توازن الدوافع المتضادة
مشكلة في الواقع الفعلي أم في الماهية ؟

لنعد إلى اللحظة الحرجة ، عندما يكتشف الكائن أن دوافعه تجاه الاحتمالات متساوية، ولنحاول أن نتبصر بها بهدوء وصمت ...

1735813883690.png


إذا كان القاتل يخبرك أن عليك أن تختار بين حياة أمك وحبيبك\تك فماذا ستختار ؟

معظم الناس يمكنهم أن يختاروا بوضوح أحد الاحتمالين، بالنسبة للعرب فسيختارون غالباً "الأم" وبالنسبة للغرب فسيختارون "الحبيب"، ولكن المغزى من هذا الاختبار، ليس أن تختار أحدهما .. بل أن تفعل الشيء الحقيقي والصادق والصحيح

وهذا يعني أن هناك "تعليلاً" للاختيار يجعله متوافقاً مع معايير الحقيقة حسب رأي الشخص الذي يتبناه، وهذا التعليل يعكس نوعاً من النظام الأخلاقي القيمي، وإذا لم يحشر الشخص منافعه الخاصة، ولا العقل الجمعي في هذه المعايير، وكانت معاييراً نقية تماماً من التأويل العقلي ووجهة النظر الأنانية فلن يكون هناك جواب محدد ونهائي، وسيعتمد الأمر دائماً على الموقف.

من جهة أخرى، ما الذي يدفعك أصلاً إلى الاختيار ؟ قد تكون هناك خيارات غير واضحة ولكنك لا تستطيع الانتباه إليها بسبب تأثير سلطة القاتل الإيحائية على عقلك، مثلاً، ربما تستطيع تخليص الاثنين معاً، ربما تستطيع التلاعب بعقل القاتل أو بشيء ما، هذه الاحتمالات الخفية لا تظهر في حالة الاستثارة - الانفعال الذي يحاول الطرف الآخر أن يزجك به ليجبرك على اتخاذ قرار غير ضروري.

يمكن أن يذهب الحمار نحو الماء ، يشرب ، ثم يعود ليأكل ...

يمكن أصلاً أن ينشغل الحمار بشيء آخر ، أو يذهب لمكان آخر فيه احتمالات أخرى ... المشكلة لا تقع في "خارج عقل الحمار" ...

الحل المتجاوز للصندوق كما يسمونه يعتمد على التفكير خارج النمط الذي يتبناه الكائن على نحو دائم، وهو في حالة الحمار نمط المثير والاستجابة، (إذا) كان الكائن غريزياً بالكامل فلن يفكر بهذه الطريقة لأنه يندفع فقط نحو المثير البيئي ويسعى فقط إلى تحقيق انطباع حسي معين.

إن المشكلة الحقيقية هي أن الوعي "لا يلتفت" إلى الحل الحقيقي لأنه مقيد بطريقة إدراك معينة تفرضها تأويلات ونظريات ونمطيات حياة مسبقة لا تتناسب مع الحقيقة، مع ما يجري في الواقع.

عدم القدرة على تبصر الحل الحقيقي ناتجة عن "حدود الماهية الطبيعية" : ماهية الحمار تمنعه من التفكير بأمور خارج حدود نمط حياته..

أحد الأسباب في ذلك أنه ذو وعي كسول ولا يهتم بأمور خارج الراحة الشخصية.

هذا يبرر لك منطقياً أن نتوقع، أن من يتصرف بطريقة الحمير في حياة بشرية يمكن أن يتحول إلى حمار لاحقاً بعد وفاته، لأنه يرفض تكاليف الحياة البشرية المتسمة بالاكتراث بأمور وجودية، والهدوء، والصمت، والصبر الواعي، الذي يكون فيه الوعي مستيقظاً أثناء الألم المعاناة، ومتقبلاً لها لأنه يعرف لماذا، على عكس "صبر الحمير" الناتج عن غفلة وتبلد في الإدراك وكسل في البحث عن الحقيقة.

الحلقات القدرية لا حل لها من دون تغيير "حدود الماهيات" التي تسببها، سأحاول شرحها بطريقة مباشرة وأقول إن "ماهية الحمار" تتسبب باحتمال تعرضه لهذه المفارقة...

تجاوز حدود الماهية : نظرية الانبثاق الحيوي

تجاوز الماهية يتطلب تغيير أو "تكبير" صفات جوهرية، ربما التخلي عن رغبات عميقة أو اكتساب رغبات أخرى ... تغيير الصفات الجوهرية يعني التحرر من ماهية إلى ماهية أخرى.

إذا كان التغيير منيراً فإن الماهية "تتوسع" ، فيرتقي الكائن من بهيمة الأنعام إلى إنسان، وربما بعدها إلى جن ، ثم ملائكة ، ثم قوى كونية مطلقة ...

إذا كان التغيير ظلماتياً فإن الماهية "تتقلص" وتتخذ اتجاهاً عكسياً : من الإنسان إلى البهيمة ثم إلى الحشرة ثم ربما إلى البكتيريا ، ثم الجماد... لا يوجد غرابة في هذا.

يعتبر الشامان أن كل كائن له حيوان داخلي "وعي باطني" يعبر عن حقيقته، وهم يقصدون بذلك الرغبات الأعمق في الكينونة.

مثلاً، أؤلائك الذين لديهم قوة النمر ... التي تظهر في التمرد والجرأة والإرادة و"التنمر"، ومن لديه قوة التنين ستظهر في الإدراك العميق، من ينتمي إلى روح القط سيعكس ذلك في الدقة والحساسية العالية جداً، من لديه قوة الخفاش سيعكس الإلتزام والبصيرة الباطنية..

كل كائن يحمل كافة الرغبات (القوى النفسية الباطنية) كروائز قابلة للدعم أو للاضمحلال وهي ثمانية يشار إليها بالمعادن الروحية وتتفرع منها إضافات.

كل خاصية طاغية ستحدد الماهية التي يتقمصها الكائن، وفي حال استخدامها بطريقة حكيمة وتعززها نحو الحق والمطلق (من دون نفاق) فسيتحول الكائن إلى ماهية كونية.

مثلاً، من لديه قوة الخفاش الباطنية سيتحول إلى خفاش كوني، من لديه قوة القط ويعززها بطريقة تتجه نحو الحقيقة فسيتحول إلى قط كوني..

أما من لديه هذه القوة ويعززها باتجاهات ظلماتية فستأخذه نحو الانحدار، فمثلاً، من يستخدم قوة النمر في التمرد من أجل غايات أنانية سيولد في المستقبل نمراً في الغابة، وبعدها قد يتحول إلى صراصير ثم إلى بكتيريا اختراقية ... ثم إلى
سكين أو شوكة.​
 
حكمة من الشامان ...

كان هناك إنسان حزين ، يائس لجأ إلى الغابة ، فعجبت الحيوانات منه وأخذت تراقبه وتتساءل ، مال هذا الكائن الحزين ، ثم اقتربوا منه .. قالوا له لا نحب أن نراك حزيناً ، اطلب منا اي شيء لنفعله لك .. قال الرجل أريد أن أبصر ... فقال له النسر سأعطيك بصيرة ترى كل شيء وأعطاه بصره .. وقال أريد أن أكون قوياً فاتقرب منه الفهد وقال له سأهبك قواي وستصبح قوياً مثلي وصار قوياً كالفهد ، فقال الرجل أريد أن أعرف كل أسرار الأرض ، فاقتربت منه الأفعى وقالت له سأطلعك على كل أسرار الحياة ...

محملاً بالعطايا .. ذهب الرجل من الغابة ليواجه العالم الجديد ، لكن البومة قالت للحيوانات : هذا الرجل أمره غائر ... إنه لا يزال حزيناً ... قالت الحيوانات للبومة : لكنه حصل على كل ما يحتاجه وستكون أموره بخير .. قالت البومة : لا ، هذا الجرل أمره غائر، إنه حزين لأنه فارغ من الداخل ولا يوجد شيء سيملأ فراغه أبداً ...
 
لا أشجع على التيقن من شيء، هذا يشبه الأفيون الذي تلجأ إليه لعلاج الهلع ولكنه فقط يحجب عنك الإحساس بمصدر الهلع ولا يعالجه ولإن كان العالم كابوسا مظلما لا نور وراءه فلن ينفعك الأفيون في أي شيء، إطالة المدى، مسألة لا قيمة لها

لا أدري ماذا وراء باب الموت ولكن أدري أنه باب الحقيقة الوحيد، حتى ولو لم يكن وراءه إلا إدراك أن كل شيء سراب


تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

المعرفه والإعتقاد وجمع المعلومات في الذاكره ، نعم هذا قد يكون مثل ما قلت ( أفيون ). ولكن أقول التيقن وأقصد به المعرفه الحضوريه ، أن نحضُر في الشئ لا أن نعرفه.
 
حكمة من الشامان ...

كان هناك إنسان حزين ، يائس لجأ إلى الغابة ، فعجبت الحيوانات منه وأخذت تراقبه وتتساءل ، مال هذا الكائن الحزين ، ثم اقتربوا منه .. قالوا له لا نحب أن نراك حزيناً ، اطلب منا اي شيء لنفعله لك .. قال الرجل أريد أن أبصر ... فقال له النسر سأعطيك بصيرة ترى كل شيء وأعطاه بصره .. وقال أريد أن أكون قوياً فاتقرب منه الفهد وقال له سأهبك قواي وستصبح قوياً مثلي وصار قوياً كالفهد ، فقال الرجل أريد أن أعرف كل أسرار الأرض ، فاقتربت منه الأفعى وقالت له سأطلعك على كل أسرار الحياة ...

محملاً بالعطايا .. ذهب الرجل من الغابة ليواجه العالم الجديد ، لكن البومة قالت للحيوانات : هذا الرجل أمره غائر ... إنه لا يزال حزيناً ... قالت الحيوانات للبومة : لكنه حصل على كل ما يحتاجه وستكون أموره بخير .. قالت البومة : لا ، هذا الجرل أمره غائر، إنه حزين لأنه فارغ من الداخل ولا يوجد شيء سيملأ فراغه أبداً ...
لا أري أن المُثير والإستجابه تُذم بشكلٍ مطلق،
فمثلاً:- عندما أشعر بالجوع فهناك ثلاثة أمور:

الأول:- أن أستجيب بشكل مطلق لهذه الرغبه وهيا من ستدفعني إلي أكل الطعام .. ولكن عاقبة هذه الإستجابه أني سآكل أي شئ دون الإكتراث إلي نتيجة دخول هذا الطعام إلي جسدي ، هل هوا مضر للجسد أم مفيد.
وهذا التصرف أري انه قد ينبع من وعي راضيٍ بإختياره للوجود رغم أنه لا يعرف ذلك .. وستسهل أمامه أمور كثيره قد تُساعده في طريقته للخلاص من التجسد الذي اختاره ، وهنا أري أن الوعي يوكل للنفس هذه الأمور فهيا من تُحرك الجسد بدلاً منه.

وقد ينبع أيضاً من البهيمه.. فحركتها في الحياه وعدم تمردها يقول أنها راضيه بما اختارته، أو ليس هناك شئ أخر .. هذا ما أنا فيه.
وهذا فيه كلام ولكن ليس الآن.

الأمر الثاني:- أن أشعر بالرغبه في الأكل ، وأفكر فيها بشكر حر فتتجرد أمامي الأمور - مثلما تراها أنت - وفي هذه الحاله
قد أشعر بثِقل الطعام نفسه وأسأل نفسي ، هل لابد أن آكل لكي أعيش ( ماهذا العبئ)، ف حتي أبسط الأمور ستكون عبئاً.
وهذا التصرف أري أنه ينبع من وعي يضعف عنده تقبل الواقع .. أنه اختار التجسد وليس براضي به.
فسيصعب عليه الخلاص من هنا.

الحل هنا أن نعرف أن النفس هيا خليلة الوعي ومساعده له.. ولا تُذم بشكل مطلق ، بل تذم إن حاولة السيطره علي الوعي ، تُمدح إن إستجابة للوعي وأطاعته.
وهذا ينقلنا للأمر الثالث:-

أن أشعر بالرغبه في الأكل .. فأفهم أنا إن استجبت لهذه الغريزه دون الوعي - فهذا تصرف أقرب للبهيميه
وإن استخدمت الوعي بشكل مطلق لن أجر علي نفسي سوي الألم .. لأنه صار ماصار [ ونحن هنا ولا مفر من ذلك ]. وبناءاً علي ذلك.
سأشعر بالرغبه .. ولكني سأحكم وعي الخاص إن كان لدي إدراك به. وسآكل أطيب وأفضل طعام أري أنه سيكون مفيداً لي علي الأقل في الفتره التي أعيشها هنا.

" فلينظر أيها أزكي طعاماً فليتأتكم برزق منه وليتلطف".
 
لا أري أن المُثير والإستجابه تُذم بشكلٍ مطلق،
فمثلاً:- عندما أشعر بالجوع فهناك ثلاثة أمور:

الأول:- أن أستجيب بشكل مطلق لهذه الرغبه وهيا من ستدفعني إلي أكل الطعام .. ولكن عاقبة هذه الإستجابه أني سآكل أي شئ دون الإكتراث إلي نتيجة دخول هذا الطعام إلي جسدي ، هل هوا مضر للجسد أم مفيد.
وهذا التصرف أري انه قد ينبع من وعي راضيٍ بإختياره للوجود رغم أنه لا يعرف ذلك .. وستسهل أمامه أمور كثيره قد تُساعده في طريقته للخلاص من التجسد الذي اختاره ، وهنا أري أن الوعي يوكل للنفس هذه الأمور فهيا من تُحرك الجسد بدلاً منه.

وقد ينبع أيضاً من البهيمه.. فحركتها في الحياه وعدم تمردها يقول أنها راضيه بما اختارته، أو ليس هناك شئ أخر .. هذا ما أنا فيه.
وهذا فيه كلام ولكن ليس الآن.

الأمر الثاني:- أن أشعر بالرغبه في الأكل ، وأفكر فيها بشكر حر فتتجرد أمامي الأمور - مثلما تراها أنت - وفي هذه الحاله
قد أشعر بثِقل الطعام نفسه وأسأل نفسي ، هل لابد أن آكل لكي أعيش ( ماهذا العبئ)، ف حتي أبسط الأمور ستكون عبئاً.
وهذا التصرف أري أنه ينبع من وعي يضعف عنده تقبل الواقع .. أنه اختار التجسد وليس براضي به.
فسيصعب عليه الخلاص من هنا.

الحل هنا أن نعرف أن النفس هيا خليلة الوعي ومساعده له.. ولا تُذم بشكل مطلق ، بل تذم إن حاولة السيطره علي الوعي ، تُمدح إن إستجابة للوعي وأطاعته.
وهذا ينقلنا للأمر الثالث:-

أن أشعر بالرغبه في الأكل .. فأفهم أنا إن استجبت لهذه الغريزه دون الوعي - فهذا تصرف أقرب للبهيميه
وإن استخدمت الوعي بشكل مطلق لن أجر علي نفسي سوي الألم .. لأنه صار ماصار [ ونحن هنا ولا مفر من ذلك ]. وبناءاً علي ذلك.
سأشعر بالرغبه .. ولكني سأحكم وعي الخاص إن كان لدي إدراك به. وسآكل أطيب وأفضل طعام أري أنه سيكون مفيداً لي علي الأقل في الفتره التي أعيشها هنا.

" فلينظر أيها أزكي طعاماً فليتأتكم برزق منه وليتلطف".

المشكلة التي تطرح نفسها في الاستجابة للغريزة هي أن القيد أخلاقي قيمي ولكن ظاهره مادي بحت، وهذا يعني أن الله قرر تصميم الكون بشكل فيه حيلة معينة تمنع إدراك الحلول الصحيحة لمن لا يصلح نفسه من دون أن يعرف تقنية الحل الصحيح.

لنقل إن الحل الصحيح له طريقة تقنية لا تحتاج إلى أخلاق عالية في أحوال كثيرة، لكن مفتاح الاتصال بين الوعي وبين تقنية الحل هو الأخلاق، رغم أن التقنية نفسها موضوعية تماماً ويمكن شرحها بشكل خارجي.

الأمر يشبه كثيراً ألعاب JIGSAW ، على سبيل المثال ، في الجزء الخامس كان على الخمسة أن يتعلموا أن لا يكونوا أنانيين، وأن يتعاونوا من أجل النجاة، وهذا أمر تقني جداً بالنظر إلى ان الفخاخ لم تتطلب التضحية بأحد منهم، ولكن "سوء نياتهم" يجعلهم يقتلون بعضهم رغم أن ذلك غير مفيد لهم على الإطلاق.

أترى ؟ الحل تقني ، علمي منهجي كما يقولون ، ولكن من المستحيل على الشرير أن يبصره ...
1735836262212.png
1735836286340.png
1735836306910.png
1735836333239.png
1735836354011.png
1735836373333.png


1735836425544.png
1735836446680.png
1735836490725.png
1735836510675.png
 
المشكلة التي تطرح نفسها في الاستجابة للغريزة هي أن القيد أخلاقي قيمي ولكن ظاهره مادي بحت، وهذا يعني أن الله قرر تصميم الكون بشكل فيه حيلة معينة تمنع إدراك الحلول الصحيحة لمن لا يصلح نفسه من دون أن يعرف تقنية الحل الصحيح.

لنقل إن الحل الصحيح له طريقة تقنية لا تحتاج إلى أخلاق عالية في أحوال كثيرة، لكن مفتاح الاتصال بين الوعي وبين تقنية الحل هو الأخلاق، رغم أن التقنية نفسها موضوعية تماماً ويمكن شرحها بشكل خارجي.

الأمر يشبه كثيراً ألعاب JIGSAW ، على سبيل المثال ، في الجزء الخامس كان على الخمسة أن يتعلموا أن لا يكونوا أنانيين، وأن يتعاونوا من أجل النجاة، وهذا أمر تقني جداً بالنظر إلى ان الفخاخ لم تتطلب التضحية بأحد منهم، ولكن "سوء نياتهم" يجعلهم يقتلون بعضهم رغم أن ذلك غير مفيد لهم على الإطلاق.

أترى ؟ الحل تقني ، علمي منهجي كما يقولون ، ولكن من المستحيل على الشرير أن يبصره ...
مشاهدة المرفق 9691مشاهدة المرفق 9692مشاهدة المرفق 9693مشاهدة المرفق 9694مشاهدة المرفق 9695مشاهدة المرفق 9696

مشاهدة المرفق 9697مشاهدة المرفق 9698مشاهدة المرفق 9699مشاهدة المرفق 9700
ما فهمته أن هذه قوانين اللعبه .. وحتي تنجوا يجب أن تلعب.
لكن سوءاً كنت خاسراً أم فائز ( لابد أن تتحلي بالأخلاق )
" إلا من أتي الله بقلب سليم ".
"إنما الحياة الدنيا - لعب - ".
"ونبلوكم بالشر والخير - فتنه - ".

أيضاً ليس هناك أشرار بالفطره .. هوا محض إختيار.
كان لي صديق مقرب ولكن افترقنا بسبب أنه عاش الطريقتين ويعلمهم جيداً .. ولكنه إختار مايُقال عنه الشر ، بمحض إرادته ويري أنه علي صواب ، لما سمعته أخذت فتره كبيره حتي أرجع لذاتي لأني تأثرت به، فكلامه منطقي .. وروي لي قصه نفسه فيما يخص بعد الموت وماذا سيفعل معاها! وكيف سينجو.

ولكني تيقنت بعدها أن الحكمه تتعالي علي منطق البشر أيا كان منهم اتصل أم لم يتصل .. فالأمر كله جلل ولا أحد يعرف شيئاً غير الذي ترك جسده.

حتي هوا أدركت بعد فتره أنه مخدوع وسيندم .. هناك من يتكلم معه في الخيال ويُعطيه معلومات .. بناءاً عليها يتصرف.
حالياً ترك الواقع بشكل كامل .. ويعيش الخيال بشكل كامل.

ليس بمجنون .. ولكن من حوله اتهمه بالجنون.
 
ما فهمته أن هذه قوانين اللعبه .. وحتي تنجوا يجب أن تلعب.

نحن نعيش في عالم يعج بالفساد ، والعذاب ، والاحتيال ، والافتراس ، على نحو لا يمكن احتواءه ولا تغييره ... إلا بنهاية العالم الحالي وبداية عالم جديد.

حتى ولو تم القضاء على الجريمة والفساد والشر في الحياة الموضوعية فإنها ستبقى قابلة للتنشيط في أي لحظة بفضل تصميم ماهية هذا الكون التي تسمح بحدوث الشر سواء حدث أو لم يحدث.

ما دامت الأرواح مقيدة بأجسام بشرية فلا فائدة من ترجي الإصلاح لأنه سيكون دائماً مؤقتاً ومحدوداً، شيء لم يوافقني عليه حتى الآن معظم الأشخاص الذين حاورتهم، هم يريدون أن يبقى الجنس البشري ويبقى العالم الموضوعي، ولا يتصورون عالماً يخلوا من الموضوعية والبشرية على نحو مطلق، يعتبرون ذلك مستحيلاً مع أني لم أطرح الفكرة كشيء يتم السعي له، بل كشيء سيحدث فيما بعد.

هذه اللعبة تقول شيئاً واحداً فقط : الإنسان غير جدير بعد بما هو أفضل.. وعليه أن يضحي ب"السبب" في عدم جدارته

_______


إننا داخل شيء يشبه لعبة فيديو ما أو محاكاة ما تتولد جميع نماذج المحاكاة من إعادة استنساخ نظامها، تم تصميمها بالكامل قبل تحققها الواقعي.

مفاهيمنا كلها منصهرة بنظام اللعبة، خارج هذا النظام لا معنى لأكثر الكلمات التي نتداولها ، ولا يوجد مفارقات فلسفية كالتي نعالجها الآن ، كما أن ألغاز هذا الكون محلولة مسبقاً ولكن الإنسان لا يرى الحلول.

ما هو الامتياز الوجودي الذي حصل عليه من في الخارج بالنسبة لنا يتحكموا بنا كما يتحكم الأطفال بألعابهم ؟

هل نحن بهذا السوء حقاً ؟

ما الهدف النهائي ؟ ما الذي يريده الله أن نتعلمه ؟

ذكرت العيش في الخيال بشكل يبدو فيه أنك تتحدث عن الفصام ، ولكني لا أرى أن هناك فاصلاً "حادّاً" و"صلباً" بين الخيال والواقع ... بل على العكس ، الخيال هو تلك المساحة الغير معروفة والغير مرئية من الواقع، نتيجة الانحباس في الحلقة القدرية ..
 
ما فهمته أن هذه قوانين اللعبه .. وحتي تنجوا يجب أن تلعب.
لكن سوءاً كنت خاسراً أم فائز ( لابد أن تتحلي بالأخلاق )
" إلا من أتي الله بقلب سليم ".
"إنما الحياة الدنيا - لعب - ".
"ونبلوكم بالشر والخير - فتنه - ".

أيضاً ليس هناك أشرار بالفطره .. هوا محض إختيار.
كان لي صديق مقرب ولكن افترقنا بسبب أنه عاش الطريقتين ويعلمهم جيداً .. ولكنه إختار مايُقال عنه الشر ، بمحض إرادته ويري أنه علي صواب ، لما سمعته أخذت فتره كبيره حتي أرجع لذاتي لأني تأثرت به، فكلامه منطقي .. وروي لي قصه نفسه فيما يخص بعد الموت وماذا سيفعل معاها! وكيف سينجو.

ولكني تيقنت بعدها أن الحكمه تتعالي علي منطق البشر أيا كان منهم اتصل أم لم يتصل .. فالأمر كله جلل ولا أحد يعرف شيئاً غير الذي ترك جسده.

حتي هوا أدركت بعد فتره أنه مخدوع وسيندم .. هناك من يتكلم معه في الخيال ويُعطيه معلومات .. بناءاً عليها يتصرف.
حالياً ترك الواقع بشكل كامل .. ويعيش الخيال بشكل كامل.

ليس بمجنون .. ولكنه من حوله اتهمه بالجنون.

نحن نعيش في عالم يعج بالفساد ، والعذاب ، والاحتيال ، والافتراس ، على نحو لا يمكن احتواءه ولا تغييره ... إلا بنهاية العالم الحالي وبداية عالم جديد.

حتى ولو تم القضاء على الجريمة والفساد والشر في الحياة الموضوعية فإنها ستبقى قابلة للتنشيط في أي لحظة بفضل تصميم ماهية هذا الكون التي تسمح بحدوث الشر سواء حدث أو لم يحدث.

ما دامت الأرواح مقيدة بأجسام بشرية فلا فائدة من ترجي الإصلاح لأنه سيكون دائماً مؤقتاً ومحدوداً، شيء لم يوافقني عليه حتى الآن معظم الأشخاص الذين حاورتهم، هم يريدون أن يبقى الجنس البشري ويبقى العالم الموضوعي، ولا يتصورون عالماً يخلوا من الموضوعية والبشرية على نحو مطلق، يعتبرون ذلك مستحيلاً مع أني لم أطرح الفكرة كشيء يتم السعي له، بل كشيء سيحدث فيما بعد.

هذه اللعبة تقول شيئاً واحداً فقط : الإنسان غير جدير بعد بما هو أفضل.. وعليه أن يضحي ب"السبب" في عدم جدارته

_______


إننا داخل شيء يشبه لعبة فيديو ما أو محاكاة ما تتولد جميع نماذج المحاكاة من إعادة استنساخ نظامها، تم تصميمها بالكامل قبل تحققها الواقعي.

مفاهيمنا كلها منصهرة بنظام اللعبة، خارج هذا النظام لا معنى لأكثر الكلمات التي نتداولها ، ولا يوجد مفارقات فلسفية كالتي نعالجها الآن ، كما أن ألغاز هذا الكون محلولة مسبقاً ولكن الإنسان لا يرى الحلول.

ما هو الامتياز الوجودي الذي حصل عليه من في الخارج بالنسبة لنا يتحكموا بنا كما يتحكم الأطفال بألعابهم ؟

هل نحن بهذا السوء حقاً ؟

ما الهدف النهائي ؟ ما الذي يريده الله أن نتعلمه ؟

ذكرت العيش في الخيال بشكل يبدو فيه أنك تتحدث عن الفصام ، ولكني لا أرى أن هناك فاصلاً "حادّاً" و"صلباً" بين الخيال والواقع ... بل على العكس ، الخيال هو تلك المساحة الغير معروفة والغير مرئية من الواقع، نتيجة الانحباس في الحلقة القدريه

عموما أعاني نفس ما تعاني منه وأعرف ماتتعرض له جيدا.

ماأعرفه أن أرواحنا حبيسه في الغرفه تعيش تجربة التجسد والشهاده .. ولكن مايحدث كله وهم .. فهيا آمنه في مكانها.
ولكن ماتُعانيه هوا ألم الشعور ..وألم التكرار.

فمثلا:- * دخول الجنه*
ثم السقوم منها "بطعم الألم".
ثم رحله للصعود "بطعم المعاناه".
ثم إستقرار طفيف " بطعم السعاده".

-ثم السقوط منها مره أخري
دوخيني يا لمونه

[ يُقال أننا اخترنا أن نعيش هذه التجربه ]

لا أتذكر .. لكن القرآن يؤكد

واتفق معك في أن الخيال جزء فعال في الواقع .. ولكنه ترك الواقع .. وخياله بالمعني الحرفي هوا واقعه.
وبما أنك تميل لهذه الكفه ، إسمحلي أن أطرح عليك سؤال
هل رأيت أن أصلح شيئ أن نتمكن في الخيال ونترك الواقع بما هوا عليه ؟
محاولة منا للحفاظ علي وجودنا .. واحتواء النفس.

وما رأيك أن رغم كل هذا السوء الموجود ، أن نكون نقطه بيضاء في العالم ونضم أصواتنا إلي النقط البيضاء الأخري؟
وأن نتقبل ماسيمسنا من هذا السوء .. ونكون علي إستعداد لبذل المجهود لصيانة النفس نهاية كل يوم!
وهذا ليس رضاءاً بما هوا موجود في الأرض .. ولكن صبراً وحِلما ورضاً بما تم في الوجود بجملته .. طلباً للحقيقه التي تطلبها.

-إلي حين الذهاب
 
التعديل الأخير:
عموما أنا أعاني نفس ما تعاني منه وأعرف ماتتعرض له جيدا.
واتفق معك في أن الخيال جزء فعال في الواقع .. ولكنه ترك الواقع .. وخياله بالمعني الحرفي هوا واقعه.
وبما أنك تميل لهذه الكفه ، إسمحلي أن أطرح عليك سؤال
هل رأيت أن أصلح شيئ أن نتمكن في الخيال ونترك الواقع بما هوا عليه ؟
محاولة منا للحفاظ علي وجودنا .. واحتواء النفس.

وما رأيك أن رغم كل هذا السوء الموجود ، أن نكون نقطه بيضاء في العالم ونضم أصواتنا إلي النقط البيضاء الأخري؟
وأن نتقبل ماسيمسنا من هذا السوء .. ونكون علي إستعداد لبذل المجهود لصيانة النفس نهاية كل يوم!

-إلي حين الذهاب

هذه اللعبة تقول شيئاً واحداً فقط : الإنسان غير جدير بعد بما هو أفضل.. وعليه أن يضحي ب"السبب" في عدم جدارته
أشعر بقوة وصحة هذه الجمله .. ولكنها ثقيلة علي
 
إذا كنت تريد الخلاص ... فلا يجب أن تطلب اختبار حالة الرحيل وما وراء الوجود ... يجب أن تتخلص حتى من رغبتك في أن ترحل .. لأن هذه الرغبة جزء من الفخ الأكبر

وهذا لا يتحقق بالجهد والعقل، لابد من شيء آخر يستبديقظ في الكيان، شيء لا يمكن تقييده بالمنطق ولا بالقوانين، ولا بالخسارات، ولا بالرغبات، ولا يطلب شيئا، ولا يخاف من خسارة شيء حتى المصير .. هذه هي الطريقة الوحيدة للخلاص من حلقة الكارما إلى الأبد

بالحقيقة، يجب أن تفنى ولن تتحرر مهما فعلت حتى تقبل الفناء ، لا يهم ما ستفعله، سيكون دائما قسم منه ضدك .. عندما تنمي وجودك، تنمي أيضا قيودك


البحث بالتفصيل وبطريقة كاملة عن جميع الاختلافات التي تفصل بين وجهتي النظر التلقينية والميستيكية، يتطلب مجلدًا كاملاً...

لكن ما يقال في أغلب الأحيان هو أن الطريقة الميستيكية "سلبية"، بينما التلقينية "فعالة".

بمعنى أن الشخص في الميستيكية يقتصر على تلقي الواردات كما تأتي له، دون أن يكون له أي علاقة بذلك.
ولنقل انه هنا يكمن الخطر الرئيسي لهذه الطريقة، وهي انه "منفتح" لكل التأثيرات، مهما كان ترتيبها، خاصة اذا يفعل ذلك دون ان يكون لديه الإعداد الدكتريني اللازم لتمكينه من التمييز بينها

على العكس في الحالة التلقينية او السلوكية، فيمكن للشخص امكانية الأخذ بزمام المبادرة للوصول الى "التحقق" بشكل منهجي، تحت رقابة صارمة ومتواصلة، والذي يستلزم عادة تجاوز إمكانيات الشخص ذاتها.
كما أن هذه المبادرة ليست كافية، فمن الواضح أن الشخص لا يستطيع أن يتفوق على نفسه بوسائله الخاصة، التي لا يمكن ان تشكل سوى نقطة للبداية او النطلاق من اجل التحقيق الروحي
في حين ان الميستيكي حسبما يبدو ليس لديه أي نقطة، ولو بالنسبة للأشياء و الاحتمالات الفردية.

مازال هنالك الكثير من الالتباس يجب ان يوضح ويدرس ويبحث ...
 
عموما أعاني نفس ما تعاني منه وأعرف ماتتعرض له جيدا.

ماأعرفه أن أرواحنا حبيسه في الغرفه تعيش تجربة التجسد والشهاده .. ولكن مايحدث كله وهم .. فهيا آمنه في مكانها.
ولكن ماتُعانيه هوا ألم الشعور ..وألم التكرار.

فمثلا:- * دخول الجنه*
ثم السقوم منها "بطعم الألم".
ثم رحله للصعود "بطعم المعاناه".
ثم إستقرار طفيف " بطعم السعاده".

-ثم السقوط منها مره أخري
دوخيني يا لمونه

[ يُقال أننا اخترنا أن نعيش هذه التجربه ]
لا أتذكر .. لكن القرآن يؤكد

واتفق معك في أن الخيال جزء فعال في الواقع .. ولكنه ترك الواقع .. وخياله بالمعني الحرفي هوا واقعه.
وبما أنك تميل لهذه الكفه ، إسمحلي أن أطرح عليك سؤال
هل رأيت أن أصلح شيئ أن نتمكن في الخيال ونترك الواقع بما هوا عليه ؟
محاولة منا للحفاظ علي وجودنا .. واحتواء النفس.

وما رأيك أن رغم كل هذا السوء الموجود ، أن نكون نقطه بيضاء في العالم ونضم أصواتنا إلي النقط البيضاء الأخري؟
وأن نتقبل ماسيمسنا من هذا السوء .. ونكون علي إستعداد لبذل المجهود لصيانة النفس نهاية كل يوم!
وهذا ليس رضاءاً بما هوا موجود في الأرض .. ولكن صبراً وحِلما ورضاً بما تم في الوجود بجملته .. طلباً للحقيقه التي تطلبها.

-إلي حين الذهاب

كان هناك حديث البارحة عن الإبستمولوجيا وعن أحقية مصدر المعرفة الحدسي على مصدر المعرفة العقلي ، وذكرتُ أن الحدس له مشكلة واحدة وهو أنه يصيب الحقيقة والحقيقة كبيرة وكلية وراسخة في الوجود الموضوعي بذاته وباستقلال عن الذهن الإنساني، فنقطة ضعف الحدس هي ميزته القوية التي يتجاوز بها حدود العقلانية التقليدية.

الآن أستطيع أن أطبق ذلك واقعياً .. رغم أني (لا أستطيع بسهولة ويسر أن أضع إصبعاً على الخطأ الهائل والرهيب والأسوء من كل شيء كان وسيكون في نظرية الاستسلام للقدر وأن علينا "التواضع والتقبل" وما إلى ذلك وأن من يروج لمثل هذا الفكر هم عملاء وعبيد للشياطين ويحملون أسوء النوايا الممكنة في الوجود) ولكن حدسي يخبرني بذلك، بوضوح مطلق، لا يعتريني أي ذرة من الشك في هذا الموضوع.

ولكن حدسي لا يخبرني بالتفاصيل اللازمة حتى أقنع الآخرين بطريقة عقلانية هادئة وخالية من الاندفاعات والانفجارات العاطفية، وهذه ضريبة البحث عن الحقيقة، لأن العالم لا يسمح لك بالوصول إلى الحقيقة وعليك أن تدفع ضريبة من أجل ذلك، وهي التخلي عن شيء ما، شيء يسمى بالأنانية، والبقائية، والوجود الإيجابي، إنه نفس الشيء الذي تحاول العقلانية أن تحميه من الزوال، أي أن العقلانية تغذي الحجاب الحاجز بينك وبين الحقيقة.

وكأن الحقيقة تستدعي زوالك، أو هي بالأحرى تعني زوالك، كما لو أن حياة الإنسان كذبة وعليه أن يعالج نفسه منها

لا يوجد علاقة حقيقية بين "الرضا الإلهي" وبين "الرضا بالحياة الدنيا والتثاقل إلى الأرض" لأن نهاية الثاني هي الخلود في الجحيم والموت التدريجي من خلال تفكيك كينونتك، ومع ذلك عليك أن تكون قوياً حتى تستطيع أن تحارب دون فقدان المنطلقات.
 
  • لايك
التفاعلات: mhmd
البحث بالتفصيل وبطريقة كاملة عن جميع الاختلافات التي تفصل بين وجهتي النظر التلقينية والميستيكية، يتطلب مجلدًا كاملاً...

لكن ما يقال في أغلب الأحيان هو أن الطريقة الميستيكية "سلبية"، بينما التلقينية "فعالة".

بمعنى أن الشخص في الميستيكية يقتصر على تلقي الواردات كما تأتي له، دون أن يكون له أي علاقة بذلك.
ولنقل انه هنا يكمن الخطر الرئيسي لهذه الطريقة، وهي انه "منفتح" لكل التأثيرات، مهما كان ترتيبها، خاصة اذا يفعل ذلك دون ان يكون لديه الإعداد الدكتريني اللازم لتمكينه من التمييز بينها

على العكس في الحالة التلقينية او السلوكية، فيمكن للشخص امكانية الأخذ بزمام المبادرة للوصول الى "التحقق" بشكل منهجي، تحت رقابة صارمة ومتواصلة، والذي يستلزم عادة تجاوز إمكانيات الشخص ذاتها.
كما أن هذه المبادرة ليست كافية، فمن الواضح أن الشخص لا يستطيع أن يتفوق على نفسه بوسائله الخاصة، التي لا يمكن ان تشكل سوى نقطة للبداية او النطلاق من اجل التحقيق الروحي
في حين ان الميستيكي حسبما يبدو ليس لديه أي نقطة، ولو بالنسبة للأشياء و الاحتمالات الفردية.

مازال هنالك الكثير من الالتباس يجب ان يوضح ويدرس ويبحث ...

المشكلة التي تعتري كلامك الصحيح بالمجمل هي أنه يمثل معالجة من وجهة نظر أحد الطرفين لكلا الطرفين .. وبالتالي أنت لم تخرج للطرف الآخر وترى بنور عيونه حتى تستطيع أن تحاكمه من منطلق الحق المطلق عن الأحكام النابعة من النموذج المعرفي المسبق الخاص بك.
 
المشكلة التي تعتري كلامك الصحيح بالمجمل هي أنه يمثل معالجة من وجهة نظر أحد الطرفين لكلا الطرفين .. وبالتالي أنت لم تخرج للطرف الآخر وترى بنور عيونه حتى تستطيع أن تحاكمه من منطلق الحق المطلق عن الأحكام النابعة من النموذج المعرفي المسبق الخاص بك.

يتبين لي اني أسأت فهمك اعتقدت من اجابتك الاولى انك تتحدث عن طريقة المسيتيكيين ؟ و لكن من الواضح انك تتحدث عن شيء آخر لم اتعرف عليه ...
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل