الكتابة المسمارية و كيف تم فك رموزها
_______________________________
الكتابة المسمارية هي نوع من الكتابة تنقش فوق ألواح الطين و الحجر و الشمع و المعادن و غيرها. و هذه الكتابة كانت متداولة لدي الشعوب القديمة بجنوب غرب آسيا.
أول هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000 قبل الميلاد . و هذه الكتابة تسبق ظهور الأبجدية منذ 1500 سنة. و ظلت هذه الكتابة سائدة حتي القرن الأول ميلادي . و هذه الكتابات ظهرت أولا جنوب وادي الرافدبن بالعراق لدي السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية وكانت ملائمة لكتابة اللغة الأكادية والتي كان يتكلمها البابليون والآشوريون.و تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد حيث كانت تدون بالنقش علي ألواح من الطين أو المعادن أو الشمع و غيرها من المواد. و تطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير و التي تعرف بالكتابة المسمارية . و أول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية و التي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة . و بحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية ، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية و اللغة البابلية ، و تواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحيثيين و اللغة الفارسية القديمة ، و كانت تستعمل إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
يوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني . و كانت الكتابة المسمارية لها قواعدها في سنة 3000 قبل الميلاد إبان العصر السومري حيث انتشر استعمالها . فدون السومريون بها السجلات الرسمية و أعمال و تاريخ الملوك و الأمراء و الشؤون الحياتية العامة كالمعاملات التجارية و الأحوال الشخصية وا لمراسلات و الآداب و الأساطير و النصوص المسمارية القديمة و الشؤون الدينية والعبادات. و أيام حكم الملك حمورابي (1728 – 1686 قبل الميلاد ) وضع شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء مملكة بابل .و هذه الشريعة عرفت بقانون حمورابي أو مسلّة حمورابي الذي كان يضم القانون المدني و الأحوال الشخصية و قانون العقوبات .و في عصره دونت العلوم . فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق و إلى أطراف العالم القديم.
أول من فكر في فك رموز الكتابة المسمارية هو العالم الألماني " كارستن نيبور " و تعتبر رحلة نيبور التي قام بها في الشرق الأوسط هي أول رحلة أوروبية في مجال الآثار في العصر الحديث وك انت سنة 1761 م و كانت رحلته مدعومة من الملك الدنماركي " فريدريك الخامس " و كان الهدف الرئيسي فيها اليمن و لكن الرحلة التي ساهمت في فك الرموز المسمارية هي رحلة مدينة الإصطخر الإيرانية فقد وجد فيها الرحالة ألواحاً كتبت بالخط المسماري فقام نيبور باستنساخ ثلاث نسخ من لوح طيني كُتب بالخط المسماري و هذه النص الذي في اللوحة كتب بثلاث لغات :
العيلامية
الفارسية القديمة ( الفهلوية )
الأشورية
ولكن مع الأسف لم يتمكن نيبور و لا رفاقه من فك الرموز في اللوحة إلى أن أتى شخص يُدعى " كروتفند " الذي كان يدرس اللغة الأغريقية في مدرسة ألمانية في فرانكفورت وأ بوه كان اسكافياً و كان هذا الشاب مولعاً بحل الألغاز و الكلمات الغامضة ، و كان يراهن أصدقاءه على حل رموز هذه اللغة و فعلاً حلّ من هذه الرموز 10 علامات و ثلاثة أسماء و قد انقسم العلماء مابين مؤيد و معارض و لكن كروتفند شجع حوالي أحد عشر عالماً على الإبحار في فك رموز الكتابة المسمارية ونجح كثير منهم في ذلك
العلماء الذين ساهموا في فك الرموز كثير و أغلبهم ألمان فمنهم :
تالبوت talpot
هنكس heinex
رولنسون rolenson
أوبرت opret . وغيرهم
كان الملك آشوربانيبال (668-626 قبل الميلاد ) من أكثر ملوك العهد الآشوري ثقافة. فجمع الكتب من أنحاء البلاد و خزنها في دار كتب قومية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى بالعراق. و جمع فيها كل الألواح الطيتية التي دونت فوقها العلوم و المعارف و الحضارة العراقية القديمة. و كان البابليون و السومريون و الآشوريون بالعراق يصنعون من عجينة الصلصال Kaolin (مسحوق الكاولين) ألواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا يكتبون عليها بآلة مدببة من البوص بلغتهم السومرية. فيخدشون بها اللوح وهو لين. بعدها تحرق هذه الألواح لتتصلب.