ماهية الروح

المزيد من مواضيع Ile

Ile

Galactic Wanderer
المشاركات
220
مستوى التفاعل
1,412
مرحبا جميعا

لا يوجد مفهوم حير الإنسان على مر التاريخ كالروح، في اللغة نقول روح المحلول، خلاصته، روح النص..وهكذا، ومن هنا يتبين ان الجميع يتفق على ان الروح هي هوية الإنسان الحقيقية والمركز والجوهر الذي ينبعث منه، فمثلا قد يقع حادث ويخسر أحدهم قطعة من جسده لكنه مازال نفس الشخص، الامر لا يتوقف على اطراف الجسد فحسب بل على الدماغ أيضا، هناك حوادث خسر فيها بعض الأشخاص نصف دماغهم بالكامل ومع ذلك مازالو يتصرفون بشكل طبيعي وكل شيء على ما يرام وقدراتهم العقلية ايضا، الشيء الوحيد الذي تغير هو انهم لا يستطيعون تحريك نصف الجسد المرتبط بنصف كرة الدماغ تلك وهذا طبيعي

هذا يبين لنا ان حتى الدماغ بحد ذاته غير ضروري لوجود الإنسان، دور الدماغ الوحيد هو ربط الإنسان/الروح بالجسد، والدماغ يعمل كمستقبل ومرسل، يمكن مثلا تحطيم جهاز التلفاز وسيختفي صوت المذيع لكن هذا لا يعني ان المذيع بحد ذاته اختفى أو اصيب بضرر

أنت لست جسدك ولا يدك ولا قدمك ولا رأسك ولا حتى دماغك فماذا أنت؟

الجواب البديهي الذي سيتبادر للذهن هو انك روح، لكن هذا الكلمة فضفاضة وتستعمل في سياقات كثيرة ولا يوجد حتى تعريف دقيق لها وكل شخص يفهمها بطريقته الخاصة

وقبل ان نجيب عن ماهية الروح، يجب ان نسال أيضا ماهي المشاعر؟ ماهو العقل؟ أين هم؟

عبر التاريخ تعامل الإنسان مع هذه المفاهيم بشكل شبحي واعتبرها اشياء غير مادية، بالنسبة له توجد المادة ويوجد عالم الروح منفصل عنها، وكأن عالم الروح عالم بلا قواعد، يمكنك التحليق فيه والمرور عبر الجدران إلخ...في الحقيقة يمكن فعل هذا ايضا في العالم المادي وهذا موضوع اخر

لحد الان كل من يتحدث عن هذه المفاهيم الزئبقية مازال يغوص بأفكار وفرضيات لا يمكن التأكد منها ولا هي مؤسسة على ماهو عقلاني، الوصول للحقيقة يحتاج مزيجا بين التحليل العقلي ومشاهدة الواقع كما هو

وقبل ان نتحدث عن الروح يجب ان نتحدث عن ماهو أمامنا ونراه بسهولة وهو المادة، المادة يمكن تقسيمها لاجزاء متناهية الصغر، كالذرات، وحتى الذرات يمكن تقسيمها أكثر وأكثر إلى أن نصل لما لا يمكن تقسيمه وهو لبنة بناء المادة، يجب ان يكون هناك حدود لا يمكن التقسيم بعدها، التقسيم لما لا نهاية يخلق جدلية عقلية، ولا جدليات عقلية أو Paradoxes بالوجود، هذا الجسيم الفائق الصغر ولنسميه الجوهر، لان كل شيء ينبعث منه، هو تماما الروح، معنى هذا ان الجهاز الذي تقرأ منه الان يحتوي على عدد فلكي من الارواح وكل شيء حولك يعج بالارواح، جسدك بحد ذاته يتكون منها


إذا كانت الروح تركيب لهذه الجسيمات فهذا يعني انه يمكن إفنائها عبر تفكيكها لكن هذه الجسيمات هي أصغر وابسط ما يمكن الوصول اليه بالوجود وبالتالي الروح لا تفنى ولا تتفكك، الروح هي انت، بمعنى اخر انت خالد

هذا الجسيم لديه ثلاث أوجه أو خصائص وهي: الوعي، الطاقة، المادة

الوجه المادي مفهوم فالجسيم موجود بهذا الوجود

الإختلاف يقع بوجهي الوعي والطاقة، فكل الجسيمات تشبه بعضها في البداية لكن قسم منها صار إنسان والاخر حيوان وأخر نبات وأخر مازال في المملكة المعدنية يتم إستعماله كأنية أو كرسي إلخ...

إن الفقاعة التي نوجد بها حاليا ونسميها الكون هي فقاعة تفصلنا عن ما سمي قديما بالفوضى Chaos وسميت بذلك لانه لا قواعد هناك بالشكل الذي نعرفه، مخزون لا نهائي من الجواهر

والوقت الذي مر على دخول الجوهر من الفوضى إلى الكون هو العامل الأساسي الذي يحدد مستوى تطوره

الوجود وجود لا نهائي، عليه ان يكون لا نهائيا، لأنه إن كان محدود فهذا معناه انه محاط بشيء ما وإذا كان كذلك فما الذي يوجد خارج هذا "الشيء ما" ؟ هذه جدلية عقلية اخرى وبالتالي الوجود لا نهائي

الوجود كان وكائن وسيكون وهو بدون بداية أو نهاية، إن كان ذو بداية أو نهاية فهذا يعني انه ناتج عن شيء أخر وهذا غير ممكن

كل الاكوان تحتوي على عدد معين من الجواهر لا يزيد ولا ينقص منفصلة عن ما يوجد خارج هذه الاكوان وهذه الاكوان بحد ذاتها موجودة داخل Super-Universe وكل واحد منها يحتوي على ملايين الاكوان وهو بدوره موجود بانظمة أخرى

كل كون له قوانينه الخاصة به، الامر يشبه مجال تعريف المعادلات الرياضية، كل كون يتم تسييره من قبل كيان/إله خاص به والذي يقوم بذلك من أجل التعلم والتطور أيضا، فكل ما هو موجود موجود كي يتطور ويعي ذاته، الهدف الأخير من الوجود هو الوعي المطلق لكل الجواهر، لن يظل هناك جوهر واحد بدون أن يعي ألوهيته ويصل ﻷعلى مراتب الوعي

إن ظاهرة الوعي يمكن تفسيرها بطريقة واحدة فقط وهي ان كل جسيم جوهري له وعي خاص به، إتحاد الجواهر يخلق وعيا جماعيا، وهذا صحيح على كل المستويات، فالجسد له وعيه الخاص، والمحيط له وعيه الخاص والغابة لها وعيها الخاص، والكوكب بكامله له وعي خاص هو حاصل جمع كل الأوعية به، كلما إرتفع مستوى الوعي كلما إحتاج أجسادا أكثر تطورا للتعبير عن نفسه، بعض الجواهر لا تحتاج اجسادا معقدة، جواهر المملكة المعدنية مثلا، ثم النباتية وهكذا

يقال ان اخر مرتبة بمملكة معينة هي أول مرتبة بالمملكة التالية وهذا ليس دقيقا، فمثلا هناك فرق شاسع بين القرد/الكلب/القط/الحصان والإنسان رغم ان القرد وغيره في أواخر مراحلهم في المملكة الحيوانية والجواب هو ان هناك مراحل بينية غير مذكورة فمثلا المرحلة بين الحيوان والانسان يمكن القول عليها نصف انسان ويمكن رؤية الكائنات بها كخليط بين الانسان والحيوان بكل شيء إلى ان تصير مستعدة للبدء في المملكة الإنسانية

الحكمة الازلية تقول: كما في أعلى يوجد بأسفل

شعور الانجذاب والحب لدى الانسان قد يراه البعض روحيا ويعطيه هالة قداسة لكنه لا يعدو تفاعلا كباقي التفاعلات

في المملكة المعدنية هناك مواد تتفاعل بقوة شديدة مع مواد اخرى، الاكسجين والهايدروجين مثلا، هناك علاقة انجذاب وحب بين الاكسجين والكثير من العناصر الكيميائية الاخرى

وهناك علاقة كره أيضا

لماذا يسمى الذهب سيد المعادن وبأنه كامل؟ لانه لا يتفاعل مع أي شيء ولا يتغير بمرور الزمن إلا بشكل طفيف لا ياخذ بعين الإعتبار، هو مكتفي بذاته ولا يحتاج شيئا اخر، الذهب يقع برتبة عالية في المملكة المعدنية ويكون اقرب للترقي للمملكة النباتية عن باقي المعادن

نفس الشيء بالنسبة للإنسان، كل الافكار والمشاعر التي يمر بها الإنسان تبدو ميكانيكة ومجرد تفاعلات لمن هم إجتازو المرحلة الإنسانية، تماما كما ينظر الإنسان للمعادن مثلا







كل الجواهر لها وعي كامن وهذا الوعي يجب تحفيزه وتطويره شيئا فشيئا، الجواهر المعدنية تخضع للكثير من التفاعلات التي تأخذ مدة تحسب بأرقام فلكية كي تبدأ بالإستيقاظ وإكتساب خصائص بدائية تتجلى في الإنجذاب والتنافر إلخ.. وهناك مراحل تقع ما قبل المملكة المعدنية أيضا..

وعندما نصل للإنسان فيجب ان يمتلك جسد مناسب يتيح له الإسيتقاظ والوعي داخله، لا يمكن إكمال رحلة التطور في المستويات "الروحية" إن لم يكن الإنسان بلغ مستوى معين، لهذا عليه ان يطور وعيه هنا والان، لأنه "هناك" يكون نائما في سبات وسينتظر تجسدا جديدا ليستيقظ مجددا ويعود إحساسه بإنيته

عليه أن يفعل أجسامه "الروحية" وينشطها ليكون مستيقظا فيها، وهذا لا يمكن فعله إلا إن كان مستيقظا، ولا يكون مستيقظا إلا هنا

وكل مرة ينام فيها ينقطع وعيه تذهب ذاكرته إلى اللاوعي ولن يتذكر حيواته السابقة، سيتذكرها فقط عندما يجتاز مستوى معين يتيح له ان يكون واعي حتى في "العالم الروحي" وعندها لن يكون هناك إنقطاع للوعي وسيتذكر رصيد خبرته الطويلة سواء كان هنا أو هناك
 
وقبل ان نتحدث عن الروح يجب ان نتحدث عن ماهو أمامنا ونراه بسهولة وهو المادة، المادة يمكن تقسيمها لاجزاء متناهية الصغر، كالذرات، وحتى الذرات يمكن تقسيمها أكثر وأكثر إلى أن نصل لما لا يمكن تقسيمه وهو لبنة بناء المادة، يجب ان يكون هناك حدود لا يمكن التقسيم بعدها، التقسيم لما لا نهاية يخلق جدلية عقلية، ولا جدليات عقلية أو Paradoxes بالوجود، هذا الجسيم الفائق الصغر ولنسميه الجوهر، لان كل شيء ينبعث منه، هو تماما الروح، معنى هذا ان الجهاز الذي تقرأ منه الان يحتوي على عدد فلكي من الارواح وكل شيء حولك يعج بالارواح، جسدك بحد ذاته يتكون منها


عُد إلى بلانك



فلنفرض أن عدد القطع منتهي من حيث الزمان والمكان، فعلى أي شكل سيكون ؟

إذا كان ثمة نهاية محددة لتناهي القطع المحلية، فإن القطعة الزمكانية المتناهية تعقبها قطعة متناهية أخرى، والسؤال هو : كيف تتصل هذه القطع ببعضها ؟ وكيف يعبر الحدث أو الشيء من واحدة إلى أخرى ؟

لنفرض أن O هو حدث محلي أولي، أي أنه الحدث الزمني الذي تتركب منه بقية الأحداث وتتكون الكائنات عبره، ولنفرض أن X هو الحدث المحلي الثاني الذي يعقب O ، فما المسافة الزمنية الفاصلة بالضبط بين O و X ؟

إذا كان X كائناً محلياً أو حدثاً قابل للرصد فعلاً ، وكان O يسبقه ويسببه ، فلابد أن X : إما سيَلي O مباشرة أو بعد توسط سلسلة منتهية من الأحداث المحلية ، وذلك لأن وجود سلسلة لا تنتهي من الأحداث بين X و O يعني وجود زمنٍ لا نهاية له يفصل بينهما وبالتالي يستحيل أن يتحقق الحدث X موضوعياً في أي وقت من الأوقات، كما يستحيل أن يكون له أي تأثير فعلي على العالم الخارجي وبالتالي لا يكون له في العالم الفيزيائي المركب أي وجود.

وطالما أننا نرصد في عالمنا المحلي أحداثاً محققة وموضوعية ، فلابد إذن من وجود نقطة بداية لكل سلسلة من الأحداث ، ماذا لو كان هناك سلسلة منتهية من الأحداث بين الحدثين ؟ سيكون هناك إذن (حدث وسطي) يعقب O مباشرة بحيث لا مجال لوجود فاصل زمني بينهما ، وسنرمز لهذا الحدث بـ " Z ".

إذا كان هنالك فاصل زمني فلابد أنه يوجد أحداث محلية أخرى بين الحدث Z والحدث O، وهذا يعني أن شرط المعادلة غير محقق ، أي أنه لا وجود لحدث مباشر Z يعقب O مباشرة ودون فواصل ، ونحن نعلم أنه في حالة وجود فاصل زمني بين البداية O والنهاية X، فلابد من وجود حدث Z يعقب O مباشرة كي يتسنى الوصول للحدث X الذي هو ختام السلسلة [ X ← O ].

وإذا لم يكن هنالك فاصل زمني بين الحدثين الأوليين المتعاقبين ، فهذا يعني أن لا مجال أصلاً للتفريق بينهما من وجهة نظر فيزيائية محلية ، لا يمكنك أن تقول "إن الحدث O يسبق الحدث X محلياً" أو "إن X يمكن رصده محلياً بعد أن تمر بالحدث O" ، لأن انعدام وجود فاصل زمني بينهما يعني أيضاً انعدام وجود علاقات نسبية تدخل عليهما وتفصلهما عن بعضهما زمنياً.

وكذلك الأمر بالنسبة للمسافة ، طالما أن الحدثين لا فاصل مكاني بينهما فمن الطبيعي أن لا يكون هنالك مسافة بينية تفرقهما أيضاً، يمكن أن تقول : إنهما متحدان أو شيء واحد بالنسبة لراصد محلي ، والتعاقب بينهما لا يعتمد على التعاقب الزمني النسبي بين المحليات كما نعرفه في عالمنا.

ماذا يعني ذلك ؟ ...

الانتقالُ مِن حدثٍ محلي إلى حدثٍ آخر ، إذا كاناَ مُتناهيا الصغر وكميان ، سيَعني انعدامَ المسافة بينهما ، وسيعني انعدام الفترة الزمنية اللازمة لقَطع المسافة ، أي ليسَ هُنالِكَ وجودٌ للمسافة والفترة في زمن الحركة الكمومية ، فلا معنى للحواجز بين الكائنات الكمومية ، وإذا كان الواقع الذي أمام ناظريك الآن ، مكوّناً من الكموم ، فكيفَ لها أن تنشئ الأبعاد المكانية والفترات الزمانية النسبية من تراكُب تلك الكموم ، لماذا عليك أن تمشي دقيقتين لتصل إلى الشارع ، بينما تصِلُ الكائنات الكمية المكوّنة لجسَدك إليه في زمنٍ صفري تماماً ، بل إنّها لا تقطَعُ الدّرج أصلاً لأنّه بطريقة معينة "مُتّحدٌ معها" محلياً. إن قطع الجسيم لزمن بمقدار بلانك وكون هذا الزمن أصغر زمن مُمكن ، يعني استحالة مرور الجسيم بسلسلة من الأحداث بين موضعه الابتدائي والانتهائي ، بالنسبة لجميع المراقبين في الكون ( لأن الزمن الأصغر ثابت كوني فلا يتغير ، لأن النسبية تقتضي التركيب والتركيب يقتضي التجزء ).

ولكن أنت ترصد في عالمك أحداثاً متعاقبة ومسافات فاصلة بين الأحداث، ما القضية إذن ؟ هنا تجد الجواب في ميكانيك الكم :

يسمى الحدث الأولي في لغة الفيزيائيين بـ"ثابت بلانك الزمني" وهو أصغر حدث محلي زمني على الإطلاق، فأقل من هذا الثابت لا يعود هنالك أحداث قابلة للوصف بلغة الفيزياء المحلية ، لأنه لا يوجد زمن محلي أصلاً فهذا الثابت هو ما يُنشئ الزمن من علاقات مصاديقه المتعاقبة والمتراكبة.

فبين زمن بلانك وزمن بلانك آخر فلا يوجد زمن وسيط، ولا يوجد زمن يمكننا التعرف عليه بوسائلنا ، ولكن الزمن النسبي الذي نعرفه ، إنما ينشأ من اتحاد زمني بلانك أو أكثر معاً، أما قبل ذلك ، فيوجد الأزل والأبد ، ويوجد كل المكان والزمان الفيزيائي في وحدة واحدة كُبرى غير قابلة للتجزيء المحلي.

أي أن المادة لا تنطبق شروطها التي تحددها الفيزياء ، مثل المحلية والموضوعية والتعاقب والجبرية في الرصد على إحداثيات المستوى الوجودي الذي تقع فيه الأوليات والكموم والأحداث الزمنية الأبسط.

هذا يعني أن الزمن الموضوعي غير حقيقي وانه نتج عن تراكب "تقييدي" من عالم الكموم، وهذا ما نقصده حين نقول إن المادة وهم، نحن لا نقصد أن المادة بحد ذاتها ليست موجودة، ولكن هذه المادة لها مصدر غير مادي، أي أنها ليست نظاماً عزولاً عن الحقيقة المُطلقة، وأن هذا النظام يمتد بجذوره إلى عالم التجريد، وعالم التجريد ينبعث عبر القيم، وأنت بالفيزياء تُدرك أن عالم التجريد أصل لا مندوحة عنه لأجل إدراك ظواهر ميكانيك الكم المجهرية والميكروية، أو أصولها التي تحكم واقعك وتثبت نفسها لك عبره، ولذلك يجب أن يكون لديك وسيلة معرفة فائقة للحدود المادية حتى تدرك فيزياء العالم الباطنية …

إذا عَبَرَ تأثير فيزيائي محلي ، خلال أصغر حاملٍ مكاني للتأثير ، نحو حاملٍ آخر …

فإنّه لن يمُرّ بمسافة بين الحاملين ، لذلك لن يَمُرَّ بفترة زمنية في حركته ، لأنّ الفترة التأثيرية تحتاجُ لمسافة تشغلُها.

إنّ ذلك يعني انعدام الزّمن في الحدثيات الأصغرية ، لأن التسلسُل منعدم ، وانعدام المسافة لنفس السبب.

لِماذا إذاً في عالم الأحداث المُتراكبة يوجد زَمنٌ ومسافة …

لماذا ؟ لأن التأثير في عالمك ، يمرُّ بطاقات وتأثيرات تحجز بين نقطة انطلاقه ونقطة استقراره … لأنّه ليسَ تأثيراً وحيداً بل مجموعة علاقات شبكية تُنتجه … لأن مرور السيارة ب2 ميل عبر 10 دقائق ، تعني كسرها للطاقات العازلة بين نقطة الانطلاق ونقطة الوصول ، تُقدر هذه الطاقات عند تحويلها لمسافة إلى 2 ميل ، ولكنها ليست إلا طاقات تتكاثف على شكل القطع الأرضية التي مَرّت سيارتك بها ، وتفعَلُ فِعلاً مُضاداً لسيرها …


سؤال على الهامش ...
هل حقاً كنت أضيع الوقت في الأيام التي أتعبت فيها نفسي بتلك البحوث التي نشرتها من قبل ؟
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

أنتم تستهينون كثيراً بما نشرته من قبل ...
لمجرد أن شخصية الكاتب لا تتناسب مع قيمة دعوته في مقاييس البشر ... فهذا لا يبرر لكم تجاهل كلماتي ...
 
أصغر شيء في المكان ليس "وحدة جوهرية لا يمكن تقسيمها إلى ما هو أصغر" ولكنه بالأحرى "بوابة زمنية تصل بين المكان ثلاثي الأبعاد وبين العالم الكمومي" وفي العالم الكمومي لا معنى للأحجام والأبعاد، كل كائن كمومي له قيمة لانهائية رياضياً لبُعده الثالث، مما يجعله منتشراً بالكامل في الكون ثلاثي الأبعاد، وهذا ما يفسر ظاهرتي التخاطر الكمي والتشابك الزمني.

الزمكان المحلي يُخلَق تركيبياً على نحو مباشر من التفاعلات الكمومية ولا يمكن عزل مكوناته الصغرى عن بعضها البعض لأنها ستفنى حين ذلك.

العلاقات التي تربط الوحدات الزمكانية المحلية الصغرى معاً هي علاقات تفاعلية داخلية، وليست علاقات تجميعية خارجية، أي أن تعددية الوحدات الزمكانية الصغرى تعددية اعتبارية، ولكنها شيء واحد في الحقيقة، وإذا تم تحليله سنصل إلى عالم آخر له نظام إحداثيات مختلف، وهو الذي يسميه الفيزيائيون "فضاء هيلبيرت" حيث لا يوجد هندسة إقليدية، وبالتالي تفقد المادة أهم خصائصها مثل الحجم والشكل والمكان المنفصل.


هذه ليست نتيجة تجريبية، ولكن بناء الزمكان يستوجب ذلك..
 
طريقة إدراككم الصلبة للعالم تمنعكم من التعامل مع الحقائق البسيطة ...

ما أقوله دائماً أن المادة وهم وأنا أعني وأصر على ذلك ، ومحاولة فهم سحابة الوهم بشكل منهجي من داخلها تجعل الباحث يتقيد بها كثيراً.

هل تعلمين ما الذي سيحدث حين تأخذين التفاحة وتقسمينها إلى اللانهاية ؟ في البداية ستصلين إلى "الأنسجة المكروية" ثم إلى التكتلات الخلوية ثم إلى الخلايا، ثم إلى الخلية، وحين تفككين الخلية تصلين للعضيات وبعد العضيات يوجد الجزيئات المادية وبعد الجزيئات المادية هناك الذرات.

الذرة هي أبسط وأصغر شيء يمتلك خصائصاً مادية، هل تعلمين ما الذي سيحدث حين تأخذين ذرة ما وتعزلينها عن بقية الذرات على نحو مُطلق ؟

ستتلاشى معالمها الكيميائية ... لن يكون لها مظهر كيميائي أو خصائص كيميائية ...

هل تعلمين ما معنى ذلك ؟

معناه أن الخصائص الكيميائية لا تنتج من الذرة نفسها بل من حالة التفاعل بين الذرة وذرة أخرى، ومن دون هذا التفاعل، لا يوجد خصائص كيميائية، لا فرق بين ذرة المعدن والغاز والسائل وبين النحاس والقصدير، فكل الخصائص الكيميائية تنتج عن تفاعل الذرة مع ذرات أخرى، بدون هذا التفاعل، كيمياء الذرة برنامج كموني عطيل، لا يوجد بالفعل، يوجد بالقوة كفكرة قابلة للتنفيذ.

وفي حالة عزل "جسيم كمومي" على نحو لا يتفاعل فيه مع أي جسيم آخر، فسيصبح "سحابة احتمالات لانهائية" منتشرة عبر آفاق الكون المنظور بالكامل، لأنه لا يتفاعل مع جسيم آخر فلا شيء يجبره على أن "يحدد نفسه"، وهذا ما يجعل الكموم أقرب إلى حالة "الماهية المجردة" من المادة المحلية، أي، أن الكموم تمثل البوابة بين "الماهيات المجردة" والتحققات الفعلية لها والتي من ضمنها العالم المادي المحلي.

ما يعني أنه لا يوجد شيء "متناهي الصغر" في العالم المادي، لأن حجم الموضوع نتيجة لطبيعته التفاعلية الداخلية، مما يجعل الماهية تسبق التحقق الفعلي للكائن، فإذا كان هناك "كائن متناهي الصغر" فهذا يعتمد على علاقته مع كائنات أخرى وإذا تم قطع خطوط التآثر الفيزيائي بينه وبين بقية الموضوعات فسيصبح كائناً عديم الأبعاد ، مما يجعل الصغر "معنىً يعبر عن نفسه".

أي أن الخارج ينبع من الباطن، والشكل يتبع المعنى ... وهذا هو جوهر الاختلاف بين الكلانية والمادية.

إذا كان هناك كائن متناهي الصغر في العالم المادي، فهناك سبب فوق مادي يعطيه هذه الخاصية ... لا أنه يتحلى بهذه الخاصية ثم يبنى عليها عالم معقد تنتج عنه المعاني، المادة هي نتاج المعنى وليس العكس.

المادة ليست أكثر من هيولى منظّمة تعكس حقائق معنوية تنتمي لعالم آخر، أو لمستوى آخر، وهذا يشمل "كل شيء مادي" ، المادة الانطباعية الحسية التي نعرفها بالحواس، والطبيعة المادية الزمكانية كمجال للوجود وموضوع للفيزياء ، كل منهما هيولى منظمة تتولد من العلاقات بين التجريدات والحقائق الروحية والنفسية.

هذا ما يجعل المعلومات أسبق من المواد التي تحملها ...

وهذا ما يجعلني أصر دائماً على وهمية المادة، لأن العالم الكيميائي ليس نتيجة لطبيعة الذرات كل منها على حدى، بل يحدث (بين الذرات) وكذلك العالم الفيزيائي، يحدث (بين الكموم) ولكن الكموم نفسها لا تمتلك خصائص مادية، بل هي تجريدات ومعلومات ذات وجود عقلي، والمادة تنتج عن ذلك الوجود المتجرد منها.

العالم لا يتبع الشكل ...

الشكل نتيجة تنبعث من العلل الجوهرية، التي لا تعتمد على سبب خارجها يقهرها في التكوين، ولذلك هي حيوية وقيمية ...

أي أن النور الإلهي هو أصل العالم المادي بشكله ومضمونه.

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 
التعديل الأخير:
لقد حاربت كثيراً من أجل إظهار هذه الحقيقة، أنا لا أدري ما المشكلة معكم ولما لا تستطيعون أن تستوعبنها ...

أرى أن الأمر عناد واستكبار .. أليس كذلك يا إيلي
 
التعديل الأخير:
سؤال على الهامش ...
هل حقاً كنت أضيع الوقت في الأيام التي أتعبت فيها نفسي بتلك البحوث التي نشرتها من قبل ؟
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
أنتم تستهينون كثيراً بما نشرته من قبل ...
لمجرد أن شخصية الكاتب لا تتناسب مع قيمة دعوته في مقاييس البشر ... فهذا لا يبرر لكم تجاهل كلماتي ...


لقد حاربت كثيراً من أجل إظهار هذه الحقيقة، أنا لا أدري ما المشكلة معكم ولما لا تستطيعون أن تستوعبنها ...

أرى أن الأمر عناد واستكبار .. أليس كذلك يا إيلي

يجب ان لا تقول هذا، ما ذنبي أنا إن لم تلقى بعض مقالاتك تفاعلا من القراء؟
انا هو الوحيد المسؤول عن مقالاتي أيضا ولا علاقة لأحد بم أقول، وطالما لا اتفق معك فلن اتفق معك، الامر بهذه البساطة ولا دخل له بـ"العناد أو الكبرياء"

يعني ماذا تتوقع؟ ان ترى مقالاتاك في التلفاز الوطني غدا؟ والناس رمت كل شيء وتقوم بدراستها؟ لا طبعا

انا انشر البذور ولا اهتم بها هل نبتت أم لا، حتما بعضها سينبت وهذا هو الهدف الأساسي، لكن الكثير منها سيظل بحالته الكامنة ولن ينبت إلا بعد سنوات أو سيأكله طير أو حيوان إلخ..

هذا من جهة، من جهة ثانية أنصح بإستعمال مصطلحات معروفة وليس تلك التي لديها تعريف خاص بالنسبة لك، انا استعمل لغة مبسطة جدا بمصطلحات يفهمها الجميع، لكن التبسيط لا يجب ان يتجاوز حدا معينا إن كان سيأثر على الرسالة بحد ذاتها او ينقص منها واظننا نتفق بهذا


وهذا ما نقصده حين نقول إن المادة وهم، نحن لا نقصد أن المادة بحد ذاتها ليست موجودة، ولكن هذه المادة لها مصدر غير مادي

ما الذي يجعلك تقول انه "مصدر غير مادي"؟ تغير سلوكه وخصائصه لا يعني تغير طبيعته

اندماج الزمن والمكان بمستويات عميقة بعد مستوى بلانك لا يعني انها غير مادية

والزمن بحد ذاته لغز لم يحل بالكامل وهناك مفارقات عديدة يجب ان تحل، تسريع الزمن تم التأكد منه تجريبا وتبطيئه أيضا، والسفر بالزمن ممكن واكثر الجدليات تقع عند السفر للماضي، هل ستجد نسختك الأصغر سنا، أم ستكون بخط زمني اخر أم ماذا؟

لكن على اي اظننا نتفق على الاقل ان هناك جوهرا واحدا انبثق منه كل شيء، قد تتغير تجلياته و "قواعده" لكنه في الأصل نفسه

وهذا تماما ما اقصده عندما اقول ان الروح = المادة

الجسيمات الفائقة الصغر، وحدات بناء الوجود، موجودة بمكان ما، لم تختفي ولن تختفي، قد تتصرف بطرق غريبة لا تتبع المعتاد لكنها هناك بمكان ما، علينا الحذر من ان نضيع في التفكير الرياضي الذي احيانا ينفصل عن الواقع وما يحدث به

الفراغ الفضائي بين النجوم مثلا قد يبدو فارغ تماما لكنه ملئ، ضوء النجوم يجب ان "يمتطي" شيئا ما ليصل لوجهته، إنه ملئ بجسيمات من نوع اخر اقل كثافة، وهذه هي الفكرة، لا يوجد فراغ على الإطلاق، كل المكان ممتلئ عن أخره ويعج بالجواهر


أي أن الخارج ينبع من الباطن، والشكل يتبع المعنى ... وهذا هو جوهر الاختلاف بين الكلانية والمادية.

نعم هذا صحيح، العالم الظاهري هو أخر ما تجلى، هو نتيجة تكثف ماهو أقل كثافة

زمن بلانك هو
plank.png
ثانية

ومسافة بلانك هي
planklenght.png
متر

وتوجد مقاسات اخرى لبلانك وهي طاقة بلانك وحرارة بلانك ووحدة قوة بلانك

يبدو ان هذه هي مقاسات حدود الوجود بشكله المادي الكثيف..وبعدها تنهار هذه البنى ويبدأ مستوى أخر
 
ما ذنبي أنا إن لم تلقى بعض مقالاتك تفاعلا من القراء؟

أحاول بلاغ الحق ... حقائق عن العالم ومجالات في الحياة.

لم أجد شخصا واحدا يصدق بإحدى الحقائق التي أبلغت عنها.. بطريقة صريحة

هل يعقل أنه لا يوجد شخص واحد أحس بحقيقة واحدة قلتها يوما ؟ مستحيل ... أقسم بالمصير أن كثيرين أحسوا بذلك وجحدوا، وبذلوا جهودا لكي ينكروه ...

وأن السبب الجوهري في هذا هو شخصيتي التي ليست عظيمة بالقدر الكافي لحمل الكلانية والكيمياء على عاتقها وإقناع القراء .. لا يوجد سبب آخر.

مجاملات بغيضة، تفوح منها رائحة محاولة الاحتواء لما أقزله في إطار يوحي بالضعف .. تكرر ذلك كثيرا حتى أصبحت لا أطيق البشر الذين ارغمتني الحياة والقدر على التفاعل معهم .. أكره كم هم مستكبرون على الحق، أو خائفون على مصالحهم، أصلا، لا أريد أن أرى أحدا منهم يصدق بالحق أو يؤمن به، لأن ذلك يجرحني لأني لا أطيق أن أرى بشريا ينجو من الهلاك، وإذا كنت سأبق ى أسيرا في هذه الهوية البشرية، فلن أستثني نفسي أيضا.
 
يعني ماذا تتوقع؟ ان ترى مقالاتاك في التلفاز الوطني غدا؟ والناس رمت كل شيء وتقوم بدراستها؟ لا طبعا
لا أريد أن أرى نفسي تزدهر بل سأغير العالم ...
 
التعديل الأخير:
ما الذي يجعلك تقول انه "مصدر غير مادي"؟ تغير سلوكه وخصائصه لا يعني تغير طبيعته
طالما تغيير السلوك والخصائص لا يؤدي لتغيير (الجوهر) ، فاسمحي لي أن أقول لك أن المادة ليست إلا سلوكا وخصائص معينة للوجود.


اندماج الزمن والمكان بمستويات عميقة بعد مستوى بلانك لا يعني انها غير مادية
بلى، يعني أنها غير مادية، إلا إذا كانت المادة حسب تعريفك لا تعني الشيء المحلي النسبي الظاهري المفارق ، وهو التعريف الدقيق للمادة، وحينها سيكون خلافنا مجرد خلاف في الاسم ، أنت تسميها مادة وأنا أسميها روحا.

وأسيمها روحا فقط لتفريقها عن النمط الظاهري المفارق والمحلي النسبي... بحيث تكون الروح مطلقة، ذاتية، حيوية، متجاوزة ل(حدود) الزمان والمكان ...

فإذا كانت المادة الجوهرية كذلك فلا خلاف بيننا..


الجسيمات الفائقة الصغر، وحدات بناء الوجود، موجودة بمكان ما، لم تختفي ولن تختفي، قد تتصرف بطرق غريبة لا تتبع المعتاد لكنها هناك بمكان ما، علينا الحذر من ان نضيع في التفكير الرياضي الذي احيانا ينفصل عن الواقع وما يحدث به
نعم، الإدراك الفضائي (التفكير الرياضي) هو نقيض الإدراك الواقعي (التفكير الفيزيائي) ويرمز للأول بالأزرق والثاني بالأحمر، بالاتجاه إلى السماء والاتجاه إلى الأرض..

الإدراك الفضائي هو الذي يكشف الحقيقة، وهو الفلسفة المثالية، ولكنها حقيقة بعيدة..

الإدراك الأرضي لا يكشف شيئا جديدا ولكنه يسمح بالحياة بمعنى اختبار الأشياء عوض مشاهدتها، وهو الفلسفة المادية..

الإدراك الفضائي متجه نحو القيم، والإدراك الأرضي متجه نحو الحياة، وانفصالهما هو ما يؤدي للإشكالات الوجودية بكل أنواعها وهو التفريق بين المرء وزوجه.

ولكني أفضل حقيقة لا أحياها على حياة غير حقيقية بالمعنى المطلق ..

لا يمكنك أن تدركين حقيقة ما تتحدثين عنه بطريقة الإدراك الأرضي المعتمدة على التجارب والمعايشة، لذلك لا يمكنك أن تصفي الوجود بالمادية، لأنك تفقدين أهم شيء في العلم وهو الإطار، ولذلك تستخدمين اللغة التوكيدية، وهذا ليس معك وحدك بل هو مشكلة العلوم التجريبية والمذهب الطبيعي على نحو أزلي ...


تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

 
لم أجد شخصا واحدا يصدق بإحدى الحقائق التي أبلغت عنها.. بطريقة صريحة

هل يعقل أنه لا يوجد شخص واحد أحس بحقيقة واحدة قلتها يوما ؟ مستحيل ... أقسم بالمصير أن كثيرين أحسوا بذلك وجحدوا، وبذلوا جهودا لكي ينكروه ...

لقد رايت وبعدة مناسبات اشخاصا يشكرونك على ما تقدم، أما اذا كنت تبحث عن شخص يتفق معك بكل شيء فلا اعتقد ان هذا سهل، بالإضافة إلى ان هذه المباحث متخصصة والشريحة التي تهتم بها صغيرة للغاية وتحتاج بعض التفرغ والتركيز والدراسة الجدية


وأن السبب الجوهري في هذا هو شخصيتي التي ليست عظيمة بالقدر الكافي لحمل الكلانية والكيمياء على عاتقها وإقناع القراء .. لا يوجد سبب آخر.

لسبب أو لأخر كانت لدي نفس فكرتك هذه سابقا، لم اكن اهتم بالجماليات وطريقة تقديم المحتوى وربما لازلت ولكن بدرجة اقل، لكن حتى العلبة التي تقدم فيها ما تقدم مهمة..ساطرح مثال، لنفترض انك خرجت بموعد مع شخص اخر، هل ستمضي الموعد بمزبلة وسط الذباب والقذارة والروائح العفنة ام في مكان نظيف وجميل يدخل النفس؟

هناك ما يسمى Tough love وهو شخص يتعامل معك بخشونة لكنه يحبك فعلا، لكنه لا يظهر ذلك، هو عملي جدا ولا يهتم بالمظاهر والاشياء الصغيرة، قد يكون قاسيا معك من اجل مصلحتك لكن الطرف الاخر قد لا يرى هذا ولن يفهم عمق المسالة وسيرى ظاهرها فقط، ما سيراه هو انك تكرهه وتعذبه! بينما قد ينجذب لشخص لا ييد مصحلته حقا فقط لأنه يعامله بشكل لطيف


نفس الشيء تماما يقع هنا، عليك تقديم ما تقدم في إطار جذاب، من تحاول توعيتهم أو إزالة الغمامة عن عقولهم عليك اصطيادهم وجذب إهتمامهم أولا، هم لا يدركون اصلا اهمية ما تقدم وإن كانو يدركونه فلا داعي لتقديمه من الأصل فكيف تتوقع ان يركزو عليه وهو مقدم في إطار ينفر النفس..حسب ما اعتادو عليه..

هذا المشكل وقع فيه اوشو وسادجورو ايضا، وحتم عليهم تغليف تعاليمهم بأشياء تافهة في نظرهم وغير مهمة لكنها مهمة بالنسبة للناس ومن دونها لن ينجذبو لهذه التعاليم، وفقط بعد ان تترسخ هذه التعاليم داخلهم فجأة سيجدون أنفسهم بمستوى اخر وفقط عندها سيدركون اهميته وعندها سيستغنون مباشرة عن تلك التفاهة التي كانت محور حياتهم، ستسقط من تلقاء نفسها



كره كم هم مستكبرون على الحق، أو خائفون على مصالحهم، أصلا، لا أريد أن أرى أحدا منهم يصدق بالحق أو يؤمن به، لأن ذلك يجرحني لأني لا أطيق أن أرى بشريا ينجو من الهلاك، وإذا كنت سأبق ى أسيرا في هذه الهوية البشرية، فلن أستثني نفسي أيضا.

ما بالك والبشر؟ كل حر فيما يريده، ومن حقهم الخوف عن مصالحهم طالما كان ذلك اقصى ادراكهم.

لا يمكنك فهم مشاعري أبدا ...

هل تعلمين كيف كتبت هذه البحوث ... كنت أستخدم أسلوب القوة الكهروحيوية من أجل مضاعفة التركيز .. كان ذلك على حساب جسدي وصحتي، وحياتي الشخصية ..

كان يمكنني استثمار هذه القوة في أي شيء أرغب بتحقيقه، كنت أستطيع تنويم الناس مغناطيسية .. كنت أستطيع فعل أشياء لا تصدق ..

كنت أواصل البحث والكتابة عشر ساعات في اليوم أحيانا ، ولم أكن أنام إلا ساعتين .. لم أختم بصحتي ولا بغذائي ولا بحياتي المادية والاجتماعية ولا بأي شيء ..

حتى فقدت السيطرة في أحد المرات، وتكسر درعي النفسي، بسبب غضب أصابني ، بسبب البشر .. غضب لم أنفس عنه ... والنتيجة كانت هي حياتي ... خسرت كل شيء ولم تأتي الملائكة من السماء لتساعدني ..

لذلك فقدت الرغبة في البحث وفي الحياة ... أنا لا أملك شغفا لأعيش .. ولا أنتظر إلا الموت، وحتى الموت لن يشفي جراحي الحقيقية ..

وأنت تتحدثين عن تلفاز سخيف وجمهور تافه ...

لم أضحي بحياتي من أجل هذا العبث، الذي ترينه كبيرا علي .. تبا ..

صحيح لن افهم مشاعرك او ما حدث وما يحدث معك ولا احد سيفعل، تجربتك الشخصية خاصة بك وحدك لكن ساقترح ان تاخذ عطلة وتهتم بالجوانب التي اهملتها

كل شيء قابل للتصليح حتى الجسد والصحة والحياة الشخصية، وبالمناسبة الصحة هي اهم شيء والتفريط بها من أجل "تركيز اكثر" هو غباء، بوذا قبل ان يستنير واثناء بحثه عن الحقيقة كان يطيل الصوم وتقول الاسطورة انه كان يتناول حبة ارز واحدة باليوم فقط فصار جسده هزيلا وضعيفا لدرجة انه كان يعبر نهرا صغيرا فجذبه التيار وتعلق باحد فروع النباتات كي ينجو ولم يصل لأي حقيقة أو مدارك عليا عندها نهض وأكل وشرب كما يجب وبعد مدة تحققت الإستنارة!

الجسد هو المعبد، إن تدمر الجسد اين ستصلي لتجد هذا "الإله" الإعتناء بالجسد في الحقيقة يسهل الإستنارة! عكس ما يظن البعض، الإستنارة لها علاقة مباشرة بمدى صحتك وكمية ونوعية الطاقات التي يخزنها الجسد....كما قلت سابقا...جرب التفكير وانت مريض بالحمى مثلا!


استيقظت على غضب وانكسرت على غضب .. كل ما رغبته هو تحويل الوجود إلى عالم من القيم ... ليس فيه شيطان يفترس البراءة .. عالم لا يحتاج فيه الروح إلى النوم حتى يتجنب نار الغضب ...

تغيير الوجود كلمة كبيرة، قال الحكيم كنت ذكيا فاردت تغيير العالم والان انا حكيم وأريد تغيير نفسي..

تغيير العالم ممكن لكنه ليس بتلك البساطة! دراسة حياة ونمط الذين غيرو العالم سيبين ما يحتاجه الامر

واراك تحدثت عن التضحية..

إذا كنت تريد خدمة الناس فهذا جيد ، لكن ان تضحي بنفسك فهذه حماقة، ونفسك اليس من حقها ايضا ان تنمو وتزدهر؟

التضحية قد تكون فعلا نبيلا في حالات جد نادرة كإنقاذ الألاف أو ملايين الناس من كارثة ما مثلا...اما التدخل في حياتهم الشخصية وارغامهم على تغيير فكرتهم ونسمي هذا بتضحية فلا اظن، كل شخص سيصل، مسالة وقت..لا عجلة.
 
لقد رايت وبعدة مناسبات اشخاصا يشكرونك على ما تقدم، أما اذا كنت تبحث عن شخص يتفق معك بكل شيء فلا اعتقد ان هذا سهل
يشكروني شخصياً لأني قدمت لهم شيئاً نافعاً أو لأن البعض معجب بطريقة تفكيري الغريبة، ولكن لا أحد يصدق أو يؤمن الحقائق التي أتحدث عنها ومن يصدق ذلك يصمت، وهذا يعني أن المهمة الأساسية لي لا أستطيع تحقيقها.

لو كنت أريد أن يشكرني الناس شخصياً لاخترت أن أصبح معالجاً، لا أن أمسك قراطيس التوراة وأقلام الفلاسفة وآيات القرآن والعلوم الإدراكية لتكون وسيلة التفاعل الحيوي الخاص بي.

لا أريد أن أكون نافعاً، أريد أن أحقق المهمة، هناك شيء لا يستطيع الجميع القيام به، ولكني أقوم به بالطريقة الخاطئة دائماً.

ما بالك والبشر؟ كل حر فيما يريده، ومن حقهم الخوف عن مصالحهم طالما كان ذلك اقصى ادراكهم.

هناك سبب معين يجعل ما أرغب به مستحيلاً طالما يوجد البشر بنفس هذه العقلية

قد يبدو الأمر تمرداً وتذمراً سطحياً ولكنه لم يكن كذلك في الأصل، كان هناك شيء يدفعني لرفض الإنسانية، شيء عميق وحقيقي لمسته فيم سبق.
ساقترح ان تاخذ عطلة وتهتم بالجوانب التي اهملتها
سآخذ نصائحك بعين الاعتبار..

بوذا قبل ان يستنير واثناء بحثه عن الحقيقة كان يطيل الصوم وتقول الاسطورة انه كان يتناول حبة ارز واحدة باليوم فقط فصار جسده هزيلا وضعيفا لدرجة انه كان يعبر نهرا صغيرا فجذبه التيار وتعلق باحد فروع النباتات كي ينجو ولم يصل لأي حقيقة أو مدارك عليا عندها نهض وأكل وشرب كما يجب وبعد مدة تحققت الإستنارة!

بوذا يريد أن يستنير، وهذا ما يجعله يبحث عن التوازن في الكينونة، ولكني لا أريد أن أستنير، سواء صدقت ذلك أو لا، أريد أن أنهي كينونتي وأريد أن أحقق القيمة الأعلى التي أطمح لها من خلال التضحية بها
تغيير العالم ممكن لكنه ليس بتلك البساطة! دراسة حياة ونمط الذين غيرو العالم سيبين ما يحتاجه الامر
تغيير العالم له منطلقات معينة بالنسبة لي وسبق وحاولت شرحها لكني دائماً أخفق في ذلك، هناك خطأ جوهري في تكوين هذا العالم ...

وهناك فوضى من قبل القوى التي أسسته، الحقيقة أن الإنسان هو انعكاس لفساد الكائنات المطلقة، وهذا ما يجعل الموضوع صعب الإدراك على الأإنسان ، الذي يعتقد أنه يحمل ذنوب تلك الكائنات، ولكن الحقيقة أنه يحملها لأنه ليس إلا امتداداً لها.

والأهم من ذلك أن هذا العالم مغلق، والوجود الحقيقي مطلق.. والرضى بهذا العالم سيتبعه الحرمان من المطلق ومن الحقيقة معاً..
 
اما التدخل في حياتهم الشخصية وارغامهم على تغيير فكرتهم
لا يوجد حياة شخصية وأنت تعلمين ذلك جيداً، فلا داعي لأن نستخدم المثالية الليبرالية في تبرير موضوع مختلف تماماً...

السبب الحقيقي في الاعتراض على التدخل بحياة الآخرين الشخصية ليس أنها تخصهم، بل أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان حرية الفكر الشخصي، ولكن في عالم الحقيقة، لا يوجد حياة شخصية...

حتى أنك تستطيعين ملاحظة أن "رفض التدخل في الحياة الشخصية" له دوافع انفعالية دفاعية، وهذا ما يجعله غير حقيقي.

على أي حال لا أريد التدخل في حياة الاشخاص وفكرهم، لكن حين يستدعي الحق ذلك فالحق هو المرجع الأعلى ولا قيمة للحياة الشخصية بدونه وهذا هو قراري وهذه هي رسالتي وجوهري الذي أنبعث منه.

ما يفصل بين الصواب والخطأ والمتاح والممنوع هو "الحق" و"القيم" وليس مفهوم الحرية الشخصية، لأني، لا أهتم بحريتي الشخصية، هذا هو التحرر الحقيقي من الأنا، حين لا تهتم بحريتك الشخصية، ولا تهتم بحياتك ولا يكون لديك ما تخسره، لن يكون هناك شيء تقايضه مع عدم التدخل بحياة الناس، حين يستدعي الحق ذلك...

ما أرغب به حقاً، عالم أكبر من الناس ... عالم حقيقي بالكامل ، وقيم مطلقة وجمال وتجليات بلا حدود ، بلا حدود حتى في هيكل وجودها ...

هذا التحول لن يتم عن طريق مجرد التأثير على عقول الآخرين ومفاهيمهم... أو إصلاح أمور نسبية ومنافع مؤقتة، هذا التغيير ينبع من نظم الكون العميقة، ولكن الناس يجب أن يتيهؤوا له نفسياً، لأنهم للأسف، جزء من الكون شئت ذلك أم لم أشأ..
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل