سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 883
- مستوى التفاعل
- 1,660
تتوزع الراجا يوغا على ثماني محطات :
المرحلة الأولى هي الياما Yama : حرمة القتل – الصدق – حرمة السرقة – كبح النفس – التخلص من الشهوة – عدم قبول الهدايا.
التالية هي النياماNiyama : النظافة – الصفاء – القناعة – العفاف – التنسّك – الدراسة والإخلاص لله.
وبعدها أساناAsana : الوضعيات الجسدية النفسية.
ثم براتياهارا Pratyahara : جعل العقل منتظماً وغائياً.
ثم دهارنا Dharna : التأمل الحضوري.
ثم ديانا Dhyana : التأمل الإدراكي.
ثم سامادهي Samadhi : الاتصال مع الوعي الفائق.
التدريب الأخلاقي والالتزام :
كما نرى ، ياما ونياما تدريبات أخلاقية ، من دون اتخاذهما قاعدة للسلوك لن يكون النجاح حليفاً لأي تدريب. هذه التمارين تجعل اليوغي يستطيع حصد ثمار تدريبه ، من دونها لن يحصل على ثمار.
يجب أن لا يفكر اليوغي بإيذاء أي شخص ، من خلال الفكر ، الكلمة ، أو الفعل. وهذا لا يخص الإنسان فقط ، بل يخص جميع الحيوانات ، الرحمة لا يجب أن تخص الناس فقط ، بل يجب أن تصل إلى الجميع ، وتحتضن العالم بكلانيته.
المرحلة الأولى هي الياما Yama : حرمة القتل – الصدق – حرمة السرقة – كبح النفس – التخلص من الشهوة – عدم قبول الهدايا.
التالية هي النياماNiyama : النظافة – الصفاء – القناعة – العفاف – التنسّك – الدراسة والإخلاص لله.
وبعدها أساناAsana : الوضعيات الجسدية النفسية.
ثم براتياهارا Pratyahara : جعل العقل منتظماً وغائياً.
ثم دهارنا Dharna : التأمل الحضوري.
ثم ديانا Dhyana : التأمل الإدراكي.
ثم سامادهي Samadhi : الاتصال مع الوعي الفائق.
التدريب الأخلاقي والالتزام :
كما نرى ، ياما ونياما تدريبات أخلاقية ، من دون اتخاذهما قاعدة للسلوك لن يكون النجاح حليفاً لأي تدريب. هذه التمارين تجعل اليوغي يستطيع حصد ثمار تدريبه ، من دونها لن يحصل على ثمار.
يجب أن لا يفكر اليوغي بإيذاء أي شخص ، من خلال الفكر ، الكلمة ، أو الفعل. وهذا لا يخص الإنسان فقط ، بل يخص جميع الحيوانات ، الرحمة لا يجب أن تخص الناس فقط ، بل يجب أن تصل إلى الجميع ، وتحتضن العالم بكلانيته.
الأسانا – تدريب الجسد
المرحلة التالية هي أسانا : الأوضاع الجسدية ، سلسلة تدريبات ، فيزيائية - عقلية ، تقوم بها كل يوم ، حتى تصل إلى مستويات عليا معينة. ضروري جداً أن نجد وضعية يمكننا البقاء فيها طويلاً. بالنسبة لكل شخص على حدى : تكون الوضعية الأسهل هي الوضعية التي ينبغي اعتمادها . وضعية معينة تكون سهلة بالنسبة لشخص ما، لكنها قد تكون صعبة جداً بالنسبة للآخرين. سوف نجد في النهاية بعد دراسة هذه الموضوعات النفسية أن هناك تفاعلات كثيرة تجري في الجسد وتحسّنه جراء هذه التحرّكات.
يجب أن يتبدّل مجرى التيار العصبي ويتدفق لفتح قنوات جديدة ، ستبدأ أنواع جديدة من الذبذبات، سيتجدد نظام الأعصاب بالكامل ، كما يفترض ... لكن الكم الأساسي من التحريك العصبي سيحدث على امتداد العمود الفقري Spinal Golumn . لذلك هناك أمر واحد ضروري في أي وضعية، وهو إبقاء العمود الفقري حراً : الجلوس منتصباً ، إبقاء الأقسام الثلاثة ( الصدر – الرقبة – الرأس ) في خط مستقيم ، ترك ثقل الجسد بالكامل يسنّد على الضلوع ، هكذا يكون لديك وضعية أسانا مع عمود فقري مستقيم.
ستكتشف أنك لا تستطيع التفكير بمستويات عالية جداً وصدرك مقبوض للداخل.
الهاثا يوغا والجسد المثالي
هذا القسم من الراجا يوغا يشبه قليلاً الهاثا يوغا ، التي تعمل بالكامل مع الجسد الفيزيائي ، والتي يكون غرضها الوحيد هو جعل الجسد الفيزيائي قويّاً جداً ، لكن ليس لديك عمل مع ذلك هنا. فتمارين الهاثا يوغا صعبة جداً ولا يمكن تعلمها في يوم واحد ، وبعد كل شيء لا تصل بها إلى أي ارتقاء روحي ، الكثير من هذه التمارين ستجدها عند Delsarte ومعلّمين آخرين ، مثل تدريب الوصول إلى توازن الجسد في العديد من الوضعيات ، لكن الهدف منها فيزيائي ، ليس نفسياً.
لا توجد عضلة واحدة في الجسد لا يمكن السيطرة بالكامل عليها ، يمكن جعل القلب يتوقف أو يستمر بالنبض ، وبنفس الطريقة ، كل عضو من أعضاء الجسد يمكن التحكم به.
نتيجة هذا الاتجاه ، جعل الجسد يحيا طويلاً ، الصحة هي الغاية الرئيسية والهدف الوحيد لمتدرب الهاثا يوغا. هو يطلب أن لا يقع في المرض ، وفعلاً لا يقع فيه ، إنه يعيش طويلاً .. مئة سنة هي لا شيء بالنسبة له ، إنه يبقى في شباب وحيوية بينما يكون في الـ 150 من العمر ، دون أي شعرة رمادية ، لكن هذا هو كل شيء..
شجرة البانيان (تين الهند) تحيا أحياناً 5000 سنة ، لكنها تبقى شجرة بانيان ، ولا تتحول إلى شيء آخر ، لذا .. إذا عاش الإنسان طويلاً ، سيكون فقط "حيوان معافى".
درس أو درسين أساسيين في الهاثا يوغا سيكونان نافعين للغاية ، على سبيل المثال ، سيجد بعضكم علاجاً نافعاً لآلام الرأس : يستنشق ماءً بارداً عبر الأنف فور الاستيقاظ ، سيكون دماغك كامل اليوم لطيفاً وجيداً ، ولن تصاب بالبرد ! إن فعله سهل جداً ، ضع أنفك في الماء ، قم بدفع الماء في الحلق...
بحسب بعض المدارس ، بعد أن يتعلم المرء كيف يجلس بانتصاب وتوازن ، عليه أن يؤدي تمريناً يُدعى " تنظيف الأعصاب Purifying Of The Nerve " اعتبر هذا الإجراء خارج نطاق الراجا يوغا من قبل البعض ، ومع ذلك، نظراً لمقام المعلق Sankarchrya كمرجع عظيم ، أرى الأفضل أن أشير إليه ، وسأقتبس التوجيهات الخاصة من تعليقاته على الأوبانيشاد :
"العقل الذي تلوث يتطهر بالبراناياما ، يتوجه بعدها نحو البراهمان ، ومن أجل ذلك يشار إلى البراناياما ، في البداية يجب أن "تنظف الأعصاب" ثم تأتي الطاقة لتنفيذ تمارين البراناياما. أغلق فتحة الأنف اليمنى بالإبهام، وامتلئ بالهواء بالفتحة اليسرى ، بحسب القدرة الفردية ، ثم ودون أي فاصل ، اقذف الهواء نحو الخارج عبر الفتحة اليمنى وأغلق اليسرى. ومرة أخرى استنشق بالفتحة الأنفية اليمنى وازفر عبر اليسرى، حسب الاستطاعة الفردية، قم بذلك ثلاث أو خمس مرات في أربع أوقات :
قبيل الفجر – وفي وسط النهار – وفي المساء – وفي منتصف الليل .. خلال خمسة عشر يوماً أو شهر ، سيتم تنظيف الأعصاب ، وبعدها تبدأ تمارين البراناياما".
التدريب ضروري بالمطلق ، قد تجلس وتستمع إلي ساعة كل يوم ، لكن إن لم تتدرب فلن تتقدم خطوة واحدة نحو الأمام ، كله يعتمد على التطبيق ... نحن لا نفهم هذه الأمور قبل أن نختبرها. يجب أن نراها ونشعرها بأنفسنا ، ببساطة ، الاستماع إلى الشروح والنظريات ، لا يعمل.
العقبات التي تعيق التدريب :
هناك عدة عقبات في التطبيق :
العقبة الأولى هي الجسد غير السليم : إذا لم يكن الجسد في حالة مناسبة، سيكون التدريب محبطاً ، لذلك نحتاج أن نحافظ على الجسد في حالة صحية جيدة. يجب أن نهتم بما نأكل ونشرب ، وما نفعله ، استخدم دائماً التأثيرات النفسية، ما يسمى عادة بـ(العلم المسيحي) من أجل إبقاء الجسد قوياً ، ذلك كل شيء ، لا شيء أكثر عن الجسد. يجب أن لا تنسى أن الصحة هي مجرد وسيلة للغاية.
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
إذا كانت الصحة هي الغاية فسنكون مشابهين للحيوانات ، نادراً ما تكون الحيوانات غير صحية ( غير سليمة ).
العقبة الثانية هي الشك : غالباً ما نحس بالشك في الأمور التي لا نراها ، لا يمكن أن يعيش الإنسان على الكلمات ، مهما حاول ذلك.
لذا سيأتي الشك إلينا سواء كانت توجد حقيقة وراء تلك الكلمات أو لم تكن ، حتى أفضلنا سيتشكك أحياناً ، مع التدريب ، خلال بضعة أيام ، إشراقة صغيرة ستأتي ، كافية لتعطيك الشجاعة والأمل ، كما يقول أحد المعلقين على فلسفة اليوغا : "عندما يتجلى برهان واحد ، مهما كان صغيراً ، سيعطينا الإيمان بكل تعاليم اليوغا".
للمثال : بعد بضعة أشهر من بداية التعلم والتدريب ، ستجد أنك بدأت تستطيع قراءة أفكار الآخرين ، سيأتون إليك كنماذج تصويرية. ربما تسمع شيئاً يحدث من مسافة بعيدة ، عندما تستحضر وعيك وتحاول فعل ذلك. هذه الإشراقات ستأتي قليلاً فقط في البداية ، لكنها كافية لإعطائك إيماناً ، وقوة ، وأمل. على سبيل المثال ، إذا استحضرت وعيك إلى أرنبة أنفك ، خلال أيام قليلة ستشم أجمل أريج. وذلك سيكون كافياً سترى أن هناك إدراكاً نفسياً معيناً يمكنه التجلي دون اتصال بالموضوعات الفيزيائية .
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
الوصول إلى الذات الحقيقية :
لكن يجب أن نتذكر دائماً أن هذه الأدوات فقط.. الغاية ، والنهاية ، والهدف من كل هذه التعاليم هو تحرير الروح، التحكم المطلق بالطبيعة ، وليس أقل من ذلك ما يجب أن يكون الهدف. يجب أن نكون الأسياد ، وليس الطبيعة ، أو الجسد أو العقل ما يجب أن يكون سيدنا ، ولا ننسى أن "الجسد لي" ولكني ليس الجسد.
لاهوتي وشيطاني ذهبا إلى حكيم للتعلم عن "الذات الحقيقية" ، درسوا معه لوقت طويل ، وفي النهاية أخبرهم المعلم : " ذاتك هو الكائن الذي تسعى إليه " كل منهما اعتقد أن جسده هو الذات ، "لقد وصلنا إلى كل شيء" صاحا ، وكل منهما عاد إلى قومه وأخبرهم "لقد تعلمنا كل شيء نحتاج إلى تعلمه ، كل ، اشرب ، وتزوج ، نحن الذات ، ولا شيء وراءنا".
طبيعة الشيطان كانت جهولة ، جامدة ، ولذلك لم يطلب أكثر من ذلك، ولكنه كان راضياً تماماً مع فكرة أنه كان إلهاً ، بما أن الذات تعني "الجسد".
لكن الإلهي له طبيعة نقية ، في البداية لاحظ الخطأ في طريقة التفكير :"أنا الجسد! البراهمان!! لذا كن قوياً وبصحة ولياقة ، وأعطي للجسد كل أنواع التجارب الممتعة !!" ولكن خلال بعضة ايام وجد أن هذا لا يمكن ان يكون ما قصده الحكيم، معلمهما ، يجب أن يكون هناك شيء أعلى. لذا عاد مرة أخرى إلى الحكيم وقال له :"سيدي ، هل علمتني أن الجسد هو الذات ؟ إذا كان كذلك ، أنا أرى كل الأجساد تموت ! الذات لا يمكن أن تموت !" ، قال الحكيم "جده في الخارج، أنت هو !" ثم اعتقد الإلهي أن الطاقة الحيوية التي تشغل الجسد هي ما قصده الحكيم. لكن بعد فترة ، وجد أنه إذا أكل ، تصبح هذه الطاقة أقوى ، ولكن إذا جاع تنخفض هذه الطاقة ، عاد إلى الحكيم وقال له "سيدي ، هل تعني أن الطاقة الحيوية هي الذات الحقيقية ؟" قال الحكيم "جده في الخارج بنفسك، انت هو" . عاد الإلهي مرة أخرى وفكر في أن العقل قد يكون هو الذات ، لكن بعد فترى أدرك أن الأفكار متنوعة جداً ، الآن جيدة ، الآن سيئة ، العقل متبدل للغاية على أن يكون الذات ، عاد إلى الحكيم وقال له "سيدي ، أنا لا أعتقد أن العقل هو الذات ، هل تقصد ذلك ؟" "لا" رد الحكيم ... "أنت هو ، جده بنفسك" ، ذهب الإلهي ، ووجد في النهاية أنه كان هو الذات ، وراء كل الأفكار ، واحد ، من دون ولادة ولا موت ، من لا يمكن أن يقطعه السيف ، من لا تحرقه النار ، من لا تحطمه الريح ، من لا يغرقه الماء ، الأزلي والأبدي ، اللامتغير واللامُدرَك ، العالم بكل شيء ، القادر على كل شيء، وذلك لم يكن الجسد ولا العقل ، ولكن وراءهم جميعاً ، ولذلك كان راضياً ، ولكن الشيطان البائس لم يصل للحقيقة ، محكوماً بالاعتزاز بجسده.
هذا العالم فيه الكثير جداً من هذه الطبائع الشيطانية ، لكن فيه إلهيون أيضاً.
إذا قدّم أحدهم أي علم لزيادة قوة المتعة الحسية فسيجد جماهير مقبلين عليه لذلك ، لكن فرداً يتعهد ببيان الغاية العليا للجنس البشري ، لن يهتموا بأي شيء يقدمه من ذلك. قليلون جداً من لديهم القدرة على فهم الوجود الأعلى. الأقل من يبقون صابرين للوصول إليه .
أهمية الجسد البشري
لكن هناك القليلون أيضاً يعلمون أنه لو استمر الجسد بالحياة لعدة آلاف من السنين فستكون النتيجة نفسها في النهاية. عندما تذهب القوى التي تمسكه وتوحّده سينهار الجسد. لم يولد رجل استطاع إيقاف جسده للحظة واحدة من الصيرورة الزمنية ، الجسد هو "اسم" يطلق على سلسلة من التغيرات.
"كما في النهر ، مادة الماء تتغير كل لحظة أمامك ، ومادة جديدة تأتي وتأخذ نفس المجال ، كذلك هو الأمر مع الجسد" لكن الجسد يجب أن يتم الحفاَظ عليه قوياً وصحياً ، إنه افضل أداة نمتلكها.
الجسم البشري هو أعظم جسم في الكون ، والكينونة البشرية هي أعظم كينونة ، البشري أعلى من جميع الحيوانات ، من جميع الملائكة ، لا أحد أعظم من البشري ، حتى الديفاز ( الإلهيون ) يحتاجون إلى الهبوط مرة أخرى والوصول إلى الحرية من خلال تجسّد بشري ، البشري وحده من يصل إلى الكمال ، ولا حتى الديفاز بدونه يصلون . حسب اليهود والمحمديين ،خلق الله البشري بعد خلقه للملائكة وكل شيء آخر، وبعد خلق البشري ، طلب من الملائكة أن يأتوا ويسلّموا عليه ، وكلهم أطاعوه إلا إبليس ، لذلك عاقبه الله ، وأصبح هو الشيطان.
وراء هذا الترميز توجد تلك الحقيقة العُظمى : ولادة البشر هي أعظم ولادة يمكننا المرور بها. الخلق الأدنى ( الحيوانات ) ، هم دمى، تنبعث عادة من مجال الداما Tamas. الحيوانات لا يمكنها الوصول إلى فكر عُلوي ، ولا الملائكة أو الديفاز يمكنهم الوصول إلى الحرية المباشرة من دون ولادة بشرية.
بنفس الطريقة ، في المجتمع البشري ، يكون الثراء الفاحش ، والفقر المدقع ، هو العائق الأكبر أمام ارتقاء الروح للأعلى. ومن الفئات الوسطى يأتي أولئك العظماء في العالم ، حيث القوى متعادلة ومتوازنة بحسبان.
البراناياما – التحكم بالنَفَس
بالعودة إلى موضوعنا .. نأتي الآن إلى البراناياما : التحكم بالنفس. ما الذي يمكن أن يقدمه ذلك من أجل استحضار قوى الوعي ؟
التنفس يماثل عجلة التدوير في الآلات ذات التصميم الهندسي الكبير ، والتي ستجد فيها أن الحركة تبدأ مِن "عجلة الدوران" الكبيرة ، ثم تنتقل إلى الآلات الأدق فالأدق ، حتى تُحرّك في النهاية القطع الأكثر دقة ونعومة بالتوافق مع نوعية حركتها. التنفس هو تلك العجلة الدورانية ، تدعم وتضبط حركة الطاقة في كل شيء في هذا الجسد.
كان هناك ذات يوم وزير لملك عظيم ، وقع في فضيحة ، وكعقاب له من الملك ، أمر بعزله في قمة برج عالٍ جداً، تم تنفيذ الأمر ، وتُرِك الوزير هناك حتى يلاقي حتفه .. كانت له زوجة مخلصة ، أتت في الليل للبرج ونادت على زوجها في الأعلى لتعرف ما يمكنها فعله لمساعدته. أخبرها أن تعود إلى البرج في الليلة التالية ، وتحضر معها : حبلاً طويل ، خيوطاً قوية ، بكرة خيوط عادية ، بكرة حرير ، خنفساء ، وقليلاً من العسل ... بكامل الدهشة ، أطعت الزوجة زوجها وأحضرت كل الأدوات بناء على رغبته ، أرشدها الزوج أن تربط خيط الحرير بالخنفس ، ثم تدهن قرونه بنقطة عسل ، وتحرره على حائط البرج مع توجيه رأسه للأعلى ، أطاعت كل هذه التعليمات ، وبدأ الخنفس رحلته الطويلة. يشم رائحة العسل، ويزحف ببطء للأمام وللأمام ، على أمل أن يصل إلى مصدرها ، حتى وصل في النهاية إلى أعلى البرج ، حين أمسك الوزير الخنفساء وأخذ طرف خيط الحرير ، وأخبر زوجته أن تصل نهاية الخيط الأخرى ببكرة الخيوط العادية ، وبعد أن جر خيط الحرير وأمسك الخيوط العادية ، أعاد نفس الأمر مع الخيوط السميكة ، وفي النهاية مع الحبل ، ثم كان اللاحق أسهل ... هبط الوزير من البرج بواسطة الحبل ، وحقق هروبه.
في جسدنا : حركة النَفَس هي خيط الحرير ، وبالإحساس بها وتعلم التحكم بها نصل إلى التآلف مع الخيط الطبيعي للتيارات العصبية ، ومن التيارات العصبية إلى الخيوط القوية لأفكارنا ، وفي النهاية إلى حبل البرانا ... الذي يوصل التحكم به إلى الحرية.
نحن لا نعلم أي شيء عن جسدنا ، لا نستطيع أن نعلم ، في أحسن الأحوال يمكننا أخذ جسد ميت وتشريحه ، وهناك من يستطيع أخذ حيوانات حية وتشريحها إلى قطع في محاولة لرؤية ما يحدث في داخل الجسد. وذلك ما زال لا يقدم شيئاً عن أجسادنا. نعلم القليل جداً عنها ، لما لا ؟ لأن انتباهنا ليس فائقاً كفاية لإدراك الحركات التفاعلية الدقيقة جداً التي تجري في الداخل.
نحن نعلم عنه فقط بقدر ما يغوص الوعي في الجسد إلى مستويات أكثر شفافية. للوصول إلى الإدراك العميق نحتاج إلى أن نبدأ مع الإدراك السطحي ، لذا نحتاج إلى الإمساك بذلك الذي يشغّل تفاعلات كامل التصميم ، إنه البرانا، وأكثر تجلياته وضوحاً هو النَفَس.
وعبر النفس ، ندخل ببطء إلى الجسد ، وذلك سيمكننا من اكتشاف القوى اللطيفة ، كيف تتحرك تيارات الأعصاب بالكامل عبر الجسد ، وبقدر ما ندرك ذلك ، ونتعلم الإحساس بها ، نستطيع البدء بالتحكم فيها ، وبالجسد.
يعمل الوعي بهذه التيارات العصبية المختلفة أيضاً ، لذا في النهاية ، نصل إلى مرحلة التي نتحكم فيها بالوعي والعقل والجسد بالكامل ، جاعلين كل منها في خدمتنا. المعرفة قوّة ، ويجب أن نحوز هذه القوة. لذا يجب أن نبدأ من البداية ، البراناياما ، إعادة تفعيل البرانا.
موضوع البراناياما هذا طويل جداً ، وسيأخذ دروساً متعددة لإضاءته بالكامل ، سنأخذه مرحلة مرحلة.
البرانا – التدريب الأثيري
الأفضل أن نبصر بالتدريج : ما أسباب كل تمرين ، وما القوى الفاعلة في الجسد. كل هذه الأمور ستأتي لنا ، ولكنها تتطلب تمريناً مستمراً ، والبرهان سيظهر بالتمرين . لا قيمة لأي تعليل منطقي أعطيه إليك م أجل إقناعك ، حتى تثبته بنفسك ولنفسك. وبقدر ما يمكنك تحسس "تيارات التآثر" هذه في كيانك الكلاني ، سينتهي الشك ، لكنها تتطلب تدريباً صارماً كل يوم.
يجب أن تتدرب على الأقل مرتين كل يوم ، وأفضل وقت للتدريب يكون خلال الصباح والمساء. عندما يلج الليل في النهار ويلج النهار في الليل ، يمران بحالة من الهدوء النسبي ، الصباح الباكر والمساء الباكر هما محطتا السكينة. لدى جسدك توجه مشابه ليكون ساكناً في هذه الأوقات.
التدريب الأثيري – الروحي
سنبادر في ذلك المزاج الطبيعي ، ثم نبدأ بالتمرين. اجعلها قاعدة : لا تأكل حتى تقوم بالتمرين ، إذا فعلت ذلك ، ستكسر قوة الجوع جدار كسلك. في الهند يعلمون الأطفال أن لا يأكلوا حتى يتمرنوا ويتعبدوا ، وتلك تصبح عادتهم بعد حين : لا يحس الجسد بالجوع حتى يستحم ويتدرب.
أولئك منكم الذين يمكنهم توفيرها ، سيكون الأفضل أن يخصصوا غرفة ليقوموا بهذه التمرينات لوحدهم ، لا تنم في تلك الغرفة ، يجب أن تبقى مقدسة ، لا تدخل تلك الغرفة حتى تستحم ، وتطهر جسدك وعقلك تماماً. ضع الأزهار في تلك الغرفة دائماً ، إنها أفضل داعم لليوغي ، وكذلك الصور المباركة ، أوقد البخور صباحاً ومساءً. لا تتخاصم ولا تغضب ولا تفكر بعدم قداسة في تلك الغرفة. اسمح فقط للأشخاص الذين لديهم نفس أفكارك أن يدخلوها.
مرة وراء مرة ، يتكوّن مجال فضائي من القداسة في الغُرفة ، وعندما تكون بائساً ، مفزوعاً ، مشتتاً ، أويكون عقلك مشوشاً ، ستجد أن تأثير المجال واقعي جداً ، أن محض دخولك للغرفة سيجعلك أكثر هدوءً.
هذه كانت الفكرة الخاصة بالمعابد والكنائس قديماً، وفي بعض المعابد والكنائس ستجدها حتى هذه الأيام .. ولكن السواد الأعظم منها أضاع أغلب المبدأ.
المبدأ أن حفظ الذبذبة المقدسة في المكان يجعله منيراً ويبقيه كذلك. أولئك الذين لا يمكنهم توفير غرفة خاصة يمكنهم التدرب في أي مكان يحبونه.
اجلس في وضعية مستقيمة ، أول ما تفعله هو إرسال تيار من الفِكر المقدس إلى جميع الخلائق ، أعد ذهنياً "لتحل السعادة على كل الكائنات ، ليحل السلام عليهم ، لتحل البركة عليهم" قم ذلك باتجاه الشرق ، الجنوب ، الشمال ، والغرب ، كلما صليت للآخرين أكثر كلما أحسست بذاتيتك بعُمق.
ستجد في النهاية أن الطريق الأسهل لجعل نفسك معافى هو رؤية الآخرين يتعافون ، والطريق الأسهل لجعل نفسك سعيداً هو رؤية الآخرين يسعدون. بعد القيام بذلك ، أولئك الذين يؤمنون بالله يجب أن يصلوا ، ليس لأجل المال ، ليس لأجل الصحة ، ليس لأجل السماء ، يصلون لأجل العلم والنور ... كل الصلوات الأخرى أنانية..
الشيء التالي لتفعله هو التفكير بجسدك ، ورؤيته قوياً وصحياً ، إنه أفضل أداة لديك ، فكر به ككيان قوي كالصُّلب ، وأن مع مساعدة جسدك ستعبر محيط الحياة، لن تصل إلى الحرية بالضعف ، ارم كل الضعف خارجاً ، أخبر جسدك أنه قوي ، أخبر عقلك أنه قوي ، وامتلك إيماناً لا حدود له وأملاً بنفسك.
_______
[ تفاعل مع المشاركة لتحميل المرفقات ]
التعديل الأخير: