علم التكوين الجيني 3 || النتيجة : كيفية إعادة تكوين مركبتك الزمنية (النفس-الجسد)

علم التكوين الجيني 3 || النتيجة : كيفية إعادة تكوين مركبتك الزمنية (النفس-الجسد)

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
673
مستوى التفاعل
1,387
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

بدايات علم التكوين الجيني | رويال رايف​

1720718560739.png

في عام 1920 طور الدكتور رويال رايف مجهراً عالي التقنية لتصوير ومشاهدة الكائنات الحية الدقيقة، أول قدرات هذا المجهر هي أنه يكبر الصورة حتى 60000 ضعف. والأهم من ذلك أنه يسمح بتمرير أشعة الضوء عبر مراكز قطع وتكثيف دقيقة، تقوم بمضاعفة الشعاع وتركيزه في بؤرة موجهة ، وبنفس الوقت ، ضبط الشعاع على تردد موجي معين يؤثر على الحقل الكهربائي لكامل الكائن الحي ويجعل جسده يتذبذب عاكساً الضوء منه مما يسمح بالتقاط صور ضوئية متنوعة، كل منها يعبر عن كائن معين وتردد مناسب له.

ذلك كان حصيلة توحيد مجهر هائل القدرة مع مولد تواتر مغناطيسي وأنبوب بلازمي لإرسال الأشعة ورصد الانعكاسات المنبعثة منها بنفس الوقت.

المعادلة الأساسية التي اعتمدها رويال رايف هي : (1) كل شيء مادي له ذبذبة خاصة بمقدار معين بسبب طبيعته التفاعلية مع البيئة (2) تعريض الشيء الذي له تواتر ذبذبي نشط خاص بجداره إلى نفس مقدار هذا التواتر في البيئة المحيطة سيؤدي إلى إلغاء الموجات المحيطية للموجات المركزية ، لأن كلا الموجتين لهما نفس القيمة ، فإذا تصادما عبر وجهتين متعاكستين فستلغي الذبذبات بعضها بنسب معينة وسيتعطل الجدار الخلوي للموضوع ويتفكك.

نفس المبدأ الذي يؤدي إلى انكسار الزجاج عند تعريضه لذبذبة ذات تواتر معين. وهو ما يحدث حين تغني مطربة الأوبرا مقطوعتها وتصل لطبقة السوبر سوبرانو فتبدأ الكأس بالتموج مع الصوت. كذلك هو الأمر حين تصطف حبيبات الرمال والخردل والملح في أشكال هندسية لمجرد تعرضها لصوت ذو حجم معين وذو مقدار تواتر معين.

كذلك استخدم رايف موجات الضوء باعتبارها أقوى في الدقة والتحكم في ذلك الوقت ، فكانت تؤثر على الحقل الكهربي للجدار الخلوي وتعمل على تفكيك الترابط الكهربائي لمكونات جدران الخلايا الخاصة بالكائنات الدقيقة ، وهكذا اكتشف تردداً معيناً لكل فايروس ولكل بكتيريا ، وبتسليط موجة لها نفس هذا التردد لفترة معينة من الزمن على الفايروس أو البكتيريا يتفكك جداره الخلوي وتنحل مواده الخلوية والوراثية وتتحول إلى مواد عضوية غير تفاعلية.

وحين قام بتعريض الحيوانات المصابة بتلك الفايروسات والبكتيريا إلى هذا العلاج ، تفككت تلك المواد الممرضة وانحلت في الدم والسوائل المناعية ثم تخلص منها. الأمر الأكثر غرابة ، أن الناس الذين عالجهم من السرطان وبقية الأمراض التي كانت مناعية وفايروسية بأكثرها ، تفككت الكائنات الدقيقة المؤدية لمرضهم وتحولت إلى سموم أدت لأعراض تنظيفية مؤلمة في بداية الأمر ثم تلاشى المرض نهائياً.

نتائج خاصة جداً لأبحاث الدكتور رايف :​


1. الكائنات الحية الدقيقة تكشف عن وجود نوع من "دالات التوجيه" تجعلها تعبر عن أنفسها بصورة متعددة وفقاً للبيئة المحيطة :


يسمى هذا الموضوع بـ"المحاكاة المتعددة" Pleo-morphism ، يمكن للبكتيريا نفسها أن تتحول إلى عدة صيغ وفق الحاجة ، يمكن مثلاً للجراثيم العقدية أن تتحول إلى جراثيم ذات الرئة ، دون أن يتم تهجينها أو تعديلها بأي وسيلة ، كل ما تحتاجه هو الدخول في وسط يستدعي ذلك.

قوبل هذا الموضوع بالرفض في بدايات القرن العشرين رغم كثير من أهم الباحثين العلميين الذين يؤيدونه على مستوى العالم، لأنه يخبر عن قدرة الخلايا على التطور خارج نطاق النسل والنوع والأسلاف ، لكنه عاد في نهايات القرن المنصرم بعد التثبت من وقوعه في كل من :

Helicobacter pylori, Legionella pneumophila, Corynebacterium, diphtheroid Bacilli and Coccobacillus , Deinococcus radiodurans, Plasmaviridae family.

هذه أمثلة على بعض البكتيريا والفايروسات التي تتغير تعبيراتها المورفوجينية، من أمثلة تغير التعبير المورفوجيني : تغير الوظائف الأساسية، العادات الغذائية، مستوى الأيض، درجة الحرارة، الأشكال، أنماط الدفاع الحيوي، أنماط التكاثر والاتصال الجنسي ....

يبقى اليوم زعمٌ أنها تغيرات غير ملحوقة بإعادة تشكيل الدي إن إيه بشكل جذري وإنما فقط بالتعبير عنه بنمط مختلف هو نفسه يسمح به ضمن شروط معينة.

رغم أن مثل هذه التغييرات الجذرية ينبغي أن لا تكون معزولة عن التعديلات ضمن الشريط النووي الوراثي طالما أنها وصلت هذا الحجم، إلا في حالة لم يكن الشريط الوراثي هو العامل الوحيد ، أو حتى لم يكن هو العامل الأساسي في التكوين البيولوجي.

2. يبدأ التوجيه المعلوماتي للطاقة الحيوية المسؤولة عن التجسيد الخلوي من مستويات كمومية، مجردة عن صفات المحلية والمادة :


أثناء رصد الدقائق، كان هنالك عضيات خلوية في جوف تلك الكائنات ، تظهر فجأة وتختفي فجأة تبعاً لظروف التواتر المحيطة ، فجأة، ينشأ نظام غير قابل للاختزال ، دون حتى مرور وقت ليتركب فيه من مكونات أخرى.

كان السبب الحقيقي في ذلك ، أن أجهزة الجسم الخلوي لتلك الكائنات الدقيقة (العضيات الخوية) لم تكن موجودة معها في الواقع المحلي (الوجود الفعلي فيزيائياً) والذي يمكن لنا أن نرصد وجودها بالأجهزة الإلكترونية عبره. لقد كانت بعض العضيات والأجهزة، بطريقة ما، معدومة ضمن في المستوى الفيزيائي الواقعي ، ولكنها تظهر من العدم كاستجابة لمتطلبات بيئية معينة.

بعبارة أكثر دقة : كانت العضيات الخلوية ( وبالتالي الخلية ) موجودة في مستوىً ما أو في مجموعة مستويات أخرى أكثر لطافة وحرية من المستوى المادي ، أي أنها مجردة عن المادة. ولكنها تظهر في المستوى المادي بحسب المتطلبات.

ليس ذلك بالأمر المفاجئ، إذا عرفت أن الواقع الذي ترصده كوجود مادي كثيف وكتلي، يتكون في أعمق أعماقه من المستوى الكمومي ، والمستوى الكمومي هو ذلك الأفق من الوجود الذي لا ينطبق عليه الوصف المادي إلا بحالة واحدة، وهي ظهوره على هيئة محددة، كنتيجة لاصطدام طاقة كمومية بطاقة أخرى وتقييدهما لبعضهما كما لو أن صليباً قد ولد فجأة، مركز هذا الصليب هو "الجسيم الواقعي" بعد أن كان موجة كمومية. من خلال اصطدامهما ببعض ينشأ الجسيم لحظة الرصد أو التأثير على المجال الكمومي اللامحدود، فيظهر أحد احتمالاته، وقد كان من قبلها جزءً لا يتجزء من الموجة الكمومية.

والموجة في عالم الكموم ليس لها حامل مادي لأن كل المواد تتكون بعد وعبر تلاقي الأمواج بشكل متعاكس ومتداخل. إن علة الوجود المادي لا يمكن أن تكون مادية لأن المادة هي أثر للتفاعل الذي ينشؤها في محل معين بالنسبة لمواد أخرى ، وذلك التفاعل هو بالأصل تصادم أو تداخل بين الطاقات ، أما الطاقة الكمومية نفسها فهي غير مادية، ولكن يمكنها أن تؤثر على المادة وتخلقها.

3. هنالك 16 مستوىً تمر عبره مراحل التكوين، وآخرهم المستوى المادي :

اكتشف رايف وجود مجال تكوين للواقع الخلوي يمتد عبر 16 مستوىً مختلفاً ، ورقم 16 هو الواقع المادي المحلي للخلية والذي يمكنك أن ترصده بالمجهر ، أما بقية المستويات فليس لها وجود مادي قابل للرصد لأنها تنتمي لعالم العلل التي تخلق المواد.

يميز رايخ بين هذه المستويات من خلال الاستجابات التي تظهرها بحسب الترددات الضوئية المسلطة عليها، يقول رايف أن العضيات المعلوماتية الأساسية للخلية الحية خالية من "الكتلة المادية" كما لو كانت شعاع ضوء متناهي الوجود.

4. كل اضطراب ضمن المستويات التكوينية العليا ينعكس كفايروس في المستوى المحلي (المادة) :

هكذا يكون لدينا تعريف دقيق وواضح للفايروس ، إنه ليس جسماً طفيلياً مستمر التغيير وفائق النفوذية ، إنه "برنامج بايومعلوماتي كمومي" يوجه الطاقة إلى تخليق واقع فيزيائي محلي لخلية وظيفتها الوحيدة هي التدمير والحرق... هذا البرنامج موجود في كل مكان زمان، لكنه يتفعّل أو لا يتفعّل بناء على تسليط الطاقة المؤدية لتفعيله.

الفايروس هو كائن غير متمايز ، يقوم بوظائف ذات استقطاب سالب ، يتفاعل مع البيئة بطريقة يستنسخُ فيها أي معلومة تصادفه ويضمها إلى ذاكرة أحماضه الوراثية ، ثم يتعامل مع المعلومات الجديدة بطرق جديدة تستند إلى القواعد الخوارزمية ذاتها التي تحكم سلوكه.. حيث يوظف المعلومات الجديدة لبناء طرق مناسبة من أجل اختراق الخلايا وحرق ملفاتها وامتصاص طاقتها وتخليق خلايا مرضية جديدة عبرها.

تعلم بأن الفايروس هو في النهاية موجة تداخلية تقودها دالة إرشادية لتتكون على هذا النحو البايولوجي بالذات. لاحظ أن الفايروس تكون من ثلاث عوامل رئيسية :

(1) الطاقة التي تغذي الفايروس وهي أيضاً "الأمواج الكمومية".

(2) النموذج التكويني الذي يشغله الفايروس في الفضاء الزمكاني ، حيث يسمح الفضاء بوجود شيء مثل الفايروس ، ثم تتوجه الطاقة لتحويل هذا الاحتمال إلى واقع مادي ، يسمى النموذج التكويني بالغشتالت وبالحقل المورفوجيني ، لأنه وِحدة نوعية كاملة ، يمكن أن تنطبق على أي شيء في الكون يتوجه بطاقته نحو أخذ شاغر في نموذجها.

(3) الدالة الإرشادية التي توجه الطاقة لتشغل هذا النموذج بالذات .

يعبر عن النموذج في فلسفة الطبيعيات بالعلة الماهوية أو الصورية ، أو الوجود الماهوي للشيء والذي ليس متحققاً في عالم المواد بالضرورة ، ولكنه ضرورة لتحقق الوجود المادي الفعلي. بينما الدالة الإرشادية هي ما كان يعبر عنها قديماً بالعلة الغائية ، وطاقة الفايروس هي العلة الفاعلة.

إن تغيير الدالة الإرشادية للطاقة التي توجهها لتشغر هذا النموذج في هذا المحل ، يعني أن هذه الطاقة ستشغر نموذجاً آخر وبالتالي سيتغير بعدها المحلي ، وهكذا يمكن تغيير خلية الفايروس جذرياً ضمن أي جزء منها بمجرد التأثير على حقيقتها الموجية أو حقيقتها العقلية ما قبل الموجات. يمكن حينها أن تتحول إلى شكل أكثر تطوراً أو أدنى ، أو أن تتنشط أو تموت.

وظيفة الفايروس هي ذات طبيعة أنثوية (يين) متطرفة ، هي وظيفة غير مستقرة ، فالفايروس توسعي وتكاثري، وموجه لكي يحقق أي شيء من شأنه أن يخدم هذه الغاية.

فالفايروس هو برنامج كوني يقوم بامتصاص الطاقة وتوجيهها لتسهم في عملية بناءه وتكاثره الزمني، دون أن يكون هناك غاية أخرى يريدها لوجوده غير هذا الأمر، وبما أن نموذجه الإرشادي أجوف فيحتاج أن ينسخ نفسه ضمن أي نموذج إرشادي آخر لأن نموذجه لا تحتوي على معلومات إرشادية للبناء الذاتي ، ومن تلك النماذج ، الخلايا الحية البيولوجية ، حيث تتحول الفوضى المتحركة المجردة إلى خلايا طفيلية ذات جسد مادي حين ترتبط بنماذج خلوية مادية ، ولذلك يكتسب الفايروس نظام استنساخ الخلايا البشرية مثلاً ، الذي هو الآر إن إيه ، ويكتسب أيضاً أنظمة تطفل وانتقال ، لأنه ارتباط نموذج الفوضى الظلامي بقيد الجسد البيولوجي ( هذه حقيقة الفايروس التي تسير من فضاء التجريد إلى التجسد المادي لذلك الفضاء موجياً وكتلياً ).

إن عدد الأنظمة التطفلية الممكنة غير محدود ، فكل نظام مناعي له نظام طفيلي ممكن التواجد ( بوفق مبدأ تكامل النقيضين في قوانين الماهية ) ، ولكنها تظهر بعدد ونمط معين من الأشكال من الوجود المجرد إلى الوجود المادي وفقاً لما تستدعيه البيئة التي ستهاجمها. هذا ما يفسر تحور الفايروس وتطورها ليلائم برنامجها ظروف المقاومة المناعية ، إذ أنه يستمد أدواته من الأبعاد المجردة التي تعبرها طاقته.

5. ليس بالضرورة أن يتم رصد الفايروس محلياً ، إنه موجود في كل زمان ومكان ويحتاج فقط للتنشيط (نظرية الحقل المورفولوجي ) :

كما تقدم يوجد أربعة علل لكل كائن يوجد وحدث يحدث في الطبيعة وهي (العلة الفاعلة أو الطاقة -العلة الماهوية أو النموذج الهندسي - العلة الغائية أو الإرشاد - العلة المادية أو "الوجود" ) وهذه العلل بحد ذاتها مطلقة، وتتجلى على نحو لانهائي، وحين تتحد العلل الأربعة ينتج الوجود المادي ، ولنقل إن هذه العلل موجودة في مستوى الكموم ، وجذورها أعمق من الكون نفسه وتقترب من عالم اللاهوت. ،

الأولى هي العلة الفاعلة ، والتي هي الطاقة المبذولة في سبيل تكوين الكائن وإحداث الحدث ، والثانية هي العلة الماهية ، والتي هي النموذج الموجود في الفضاء الذي يحتوي احتمال حدوث الحدث.

عندما يتم تصنيع آلة ما خلال تركيب القطع ، فهناك القطع المادية ، والطاقة المبذولة في سبيل التركيب ، وهناك أيضاً ، مخطط الهيكل الذي ستجتمع القطع المادية وفقه وفي تسلسله ، وهذا المخطط هو احتمال موجود في الفضاء مسبقاً ولا يتم إيجاده من العدم أو بذكاء المهندس ، تماماً كما هو الأمر بالنسبة لكل شيء آخر : الكتابة على الورق ، تأليف نوتة موسيقية ، تقطيع الخضار وطهيها ... كل الأحداث السابقة، وكل ما ينتج عنها من كائنات وظواهر ، لا تعتمد على الطاقة الموجهة لإحداثها فقط ، وإنما تعتمد على المخطط العام لعمل الطاقة متوافقاً مع نموذج الحدث كونياً، فليس من الممكن فيزيائياً أن تخلق نموذجاً جديداً غير النماذج الموجودة في الكون مسبقاً.

القوانين الفيزيائية تشرح النموذج الخاص بتنظيم عمل الطاقة، ولكن الهيئة التركيبية نفسها لا يمكن شرحها بالنماذج الخاصة بقوانين الفيزياء ، لا يمكن مثلاً أن تشرح لماذا يتخذ المكعب هذا الشكل بالذات ، يمكن أن تصف فيزيائياً كيف تتماسك قطع المكعب لتتجمع في قالبه الفراغي ، ولكن شكل المكعب الهندسي نفسه لا يتم التعرض إليه بقوانين فيزيائية ، وأكثر العلماء الفيزيائيين يعاملونه وكأنه شكل غير موجود، أو من العبث التعامل معه ، لأن الأشكال الهندسية تنتمي لعالم التجريد ، الذي لا يعتمد في وجوده على القوانين الفيزيائية المنظمة للأحداث المحلية.

إلا أنه يعطي لتلك الأحداث وللمواد جميع خصائصها العلاقية مع بقية الأحداث والمواد الأخرى، بعبارة أدق : إنه العلة الحقيقية في هيكلية القانون الطبيعي والفيزيائي ، فعندما تصف تكافؤ المادة والطاقة ، فأنت تصف نموذج الطاقة ونموذج المادة ونموذج العلاقة بينهما ، تلك القوالب

ولكن ما طبيعة هذا النموذج ؟ إنه ليس شيئياً مادياً وليست له كتلة ، ومع ذلك ، فكل الدراسات العلمية تهتم بالنماذج وتتمحور حولها. القانون الطبيعي يحاول تصور الظاهرة المحددة في الكون المادي ضمن نموذج نظري من المعادلات والدوال من أجل أن يشرح أو يناظر النموذج الكوني الأصلي لتلك الظاهرة ، بأحسن ما يمكن ولأقصى درجة ممكنة.

ولذلك تقام التجارب بوجود "افتراض مسبق" أن هناك نموذجاً يحكم سير الأحداث ، ولكن ما طبيعة هذا النموذج طالما أنه ليس مادياً ؟

إنه أشبه بحقل بيومعلوماتي ، يوجد عمل المادة والطاقة ، ولكنه غير موجود محلياً ، لقد تم التعامل معه كثيراً في القرن المنصرم في بداياته وقبل الحرب الثانية ، قبل أن تتغير بعدها السياسات والسلطات والتوجهات الأكاديمية بشكل جذري لا رجعة عنه ...

إنه أشبه بالمثل الأفلاطونية ، الفرق الوحيد أن المثل الأفلاطوني حينما يدرس تجريبياً يسمى ب"الحقل الموروفوجيني" أي : دراسة تأثيرات وجوده على العالم المادي المحلي.

6. لكل نموذج مورفوجيني ترددات صوتية محلية خاصة به بالذات، تحققً واقعه المحلي أو تدمره.

7. الخلايا البكتيرية اللاطفيلية لا يمكن التأثير عليها بنفس طريقة تدمير خلايا الفايروس والبكتيريا.

8. كل مرض له تردد موجة خاصة به ، وفايروس خاص به ، ويمكن أن يتم علاجه على هذا الأساس.

9. تم توثيق آلاف الوثائق التي أُتلفت في المعظم وبقي شيء قليل منها وبعض الشهادات وبقيت نماذج لاختراع آلات رايف ، من ضمن ما تبقى بعض الشهادات على علاج 16 حالة سرطان تحت رقابة طبية صارمة، ومقالات في الجرائد عن القدرات العلاجية لآلات رايف وكذلك بقيت بعض المقاطع التسجيلية لتأثير الذبذبات على الخلية.

10. انوجاد الكائن الحي وتطوره، لا يخضع لمنطق المادة ، يمكن للكائن الحي أن يتطور عبر الانتقاء الذاتي للنموذج الذي سيشغره، ويمكن أن ينوجد ضمن نطاق الكون المادي بمجرد عبور طاقته الحيوية المجردة فيه وتحولها إلى سجن جسدي مادي.
 
هذا من مواضيعي المفضلة فيما يخص البيولوجيا

لعبة البيولوجيا وخصوصا الامراض يمكن ختمها بعد دراسة رايخ ورايف

لقد قيل باكثر من مناسبة ان الجسد البيولوجي هو نسخة طبق الأصل للجسد الاثيري البراني الذي هو بمثابة Blueprint له وعلى هذا الأساس يمكن عمل Reset للجسد البيولوجي ليتبع التصميم الأصلي بعدما تضرر وبهذا تتم معالجة كل الامراض بشكل لحظي تلك التي لها أصل بيولوجي

الامر يتعدى كونه مجرد معالجة للأمراض بل يصل إلى الشباب والصحة الأبديين وتفعيل الحواس والإدراك الفائقين

هذا علم جد متقدم مقارنة بما يتم التعامل به حاليا


وأيضا هناك ما يسمى بالـBioTron من تصميم دكتور Y. V. Tszyan KANCHZHEN

والذي يقوم به هو إرسال معلومات DNA إلى كائن أخر بشكل لاسلكي وبدون اي تدخل مادي، مثل الوايفاي، إذا كنت أتذكر جيدا ففي أحد التجارب تم جعل ضفدع ينمو له شعر قطة !

بأحد التجارب قام بتحويل صيصان دجاج جزئيا قبل فقسها إلى صيصان بط!

vlnovagenetika.cz-Tsian-Kanchzhen-Biotron-pracuje-s-mikrovlnnymi-frekvencemi-768x356-4070798873.png



هنا يظهر أن أرجل الدجاج بدأت تتحول إلى أرجل البط


china-2-1.jpg



البايوترون

capture-7-4150164621.jpg


باقي التفاصيل

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


وبتجربة أخرى تم تحويل أسماك سلمون عادية إلى أصلها الساحق في القدم حيث تغير مظهرها وصارت أكثر شراسة وعدوانية وقوة وذلك فقط بتطبيق حقل كهربي على بيوضها أثناء تكونها قبل فقسها

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


الجميل بالأمر أن هذه التكنولجيا "سحرية" ويمكن بنائها واستخدامها بادوات بسيطة متوفرة للجميع

ولا ننسى كثافة الأكسجين والبراناياما والنباتات العملاقة والبشر العماليق، كل شيء مترابط !
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

هذا يفتح مجال جديد غير مستكشف وهو الـBioelectromagnetic وله علاقة بما إكتشفه Luc Montagnier

أشكرك على الموضوع المهم
 
هذا من مواضيعي المفضلة فيما يخص البيولوجيا

لعبة البيولوجيا وخصوصا الامراض يمكن ختمها بعد دراسة رايخ ورايف

لقد قيل باكثر من مناسبة ان الجسد البيولوجي هو نسخة طبق الأصل للجسد الاثيري البراني الذي هو بمثابة Blueprint له وعلى هذا الأساس يمكن عمل Reset للجسد البيولوجي ليتبع التصميم الأصلي بعدما تضرر وبهذا تتم معالجة كل الامراض بشكل لحظي تلك التي لها أصل بيولوجي

هذه حقيقة ولو أنها غير قابلة للتطبيق ...

المشكلة في صعوبة إيمان الإنسان بذلك ...

الامر يتعدى كونه مجرد معالجة للأمراض بل يصل إلى الشباب والصحة الأبديين وتفعيل الحواس والإدراك الفائقين

هذا علم جد متقدم مقارنة بما يتم التعامل به حاليا

أعتقد أن النظام العالمي يتعمّد ذلك ...

وأيضا هناك ما يسمى بالـBioTron من تصميم دكتور Y. V. Tszyan KANCHZHEN

والذي يقوم به هو إرسال معلومات DNA إلى كائن أخر بشكل لاسلكي وبدون اي تدخل مادي، مثل الوايفاي، إذا كنت أتذكر جيدا ففي أحد التجارب تم جعل ضفدع ينمو له شعر قطة !

بأحد التجارب قام بتحويل صيصان دجاج جزئيا قبل فقسها إلى صيصان بط!

مشاهدة المرفق 8598


هنا يظهر أن أرجل الدجاج بدأت تتحول إلى أرجل البط


مشاهدة المرفق 8599


البايوترون

مشاهدة المرفق 8597

باقي التفاصيل

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


وبتجربة أخرى تم تحويل أسماك سلمون عادية إلى أصلها الساحق في القدم حيث تغير مظهرها وصارت أكثر شراسة وعدوانية وقوة وذلك فقط بتطبيق حقل كهربي على بيوضها أثناء تكونها قبل فقسها

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط




الجميل بالأمر أن هذه التكنولجيا "سحرية" ويمكن بنائها واستخدامها بادوات بسيطة متوفرة للجميع

لأنها تعتمد على الحالة الأولية للتفاعل الزمني ، وهذا يجعلها قابلة للتطبيق حتى بدون ادوات ( بمجرد التأمل وتغيير السلوك)

ولا ننسى كثافة الأكسجين والبراناياما والنباتات العملاقة والبشر العماليق، كل شيء مترابط !
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

أشكرك على الموضوع المهم

العفو ... شكراً على المعلومات المهمة ^_^
 

_______

[ تفاعل مع المشاركة لتحميل المرفقات ]

  • 1720728455373.png
    1720728455373.png
    24.7 KB · المشاهدات: 32
  • 1720731468943.png
    1720731468943.png
    128 KB · المشاهدات: 32
  • 1720731619156.png
    1720731619156.png
    27.3 KB · المشاهدات: 30
  • لايك
التفاعلات: clu

التكوين الجيني الفضائي والعقل الممتد | روبيرت شيلدريك

هل العقل هو الطبيعة الحقيقية للوجود المادي ؟

1720754198922.png

الوحدات المورفيوجينية والتنظيم التركيبي :​



جميع الوحدات المورفوجينية تأخذ دالة وخصائص شكلها وهندسة علاقاتها من مستوىً أعلى من الفيزياء المحلية، وما يطرأ على الكائنات والأحداث الواقعة ضمن العالم المحلي (المستوى المادي) لا يُنتج تنظيماً هندسياً للنماذج التي تقولب الواقع وترسم العلاقات والخاصيات ، حتى أن هذه العلاقات هي "العلة الحقيقية" لذلك التنظيم.

إن العلوم المادية ليست كافية لوصف ما يحدث حقاً على أرض الواقع.

يناقش الدكتور روبيرت شيلدريك حقيقتين أساسيتين في علم الجينات كمقدمة لبحوثه :

1) إن شريط DNA يقوم بتحديد تسلسل الأحماض الأمينية التي تحيط به ، وهذا التسلسل هو ما يسمح برسم أشكال مفيدة منها تسمى بالبروتينات ، فكل بروتين يتكون من تسلسل معين لمجموعة من الأحماض الأمينية ، هناك عشرون حمضاً أمينياً يمكن بتكوين التسلسلات منها توفير أكثر من مئة ألف نوع من البروتينات.

ولكن هذه البروتينات لا تشكل إلا أحجار البناء فقط ، فهي غير مزودة بنظام يسمح بتراكبها وفق دالة معينة ، بالأحرى ليس هناك سبب أو نظام يوجهها لتركيب أنسجة وعضيات الخلية وجدارها وشكلها النهائي، تماماً كما لو كانت بحراً وكانت البروتينات هي مجموعة من مليارات الأحجار المنتجة في كل ثانية والتي تعوم في أمواج هذا البحر ، من الطبيعي أن التداخل العشوائي للبروتينات لن ينتج نظاماً ، على الأقل لن ينتجه بنسبة خطأ صفرية في كل لحظة تمر على الخلية ، خاصة وأن إنتاج تراكيب بروتينية مفيدة أكثر تعقيداً بمراحل نوعية من إنتاج البروتين نفسه ( والذي يقوم به الدي إن إيه ).

الجينات > الأحماض الأمينية > البروتينات > الخلايا > النسج > الأعضاء والجسم

المعلومات > وحدات البناء > أشكال نواتج أولية > أشكال تركيبية > ترابطات > تراكيب معقدة

الجينات مسؤولة فقط عن تركيب وحدات البناء (الأحماض الأمينية) ، أما النواتج الاولية لترابط وحدات البناء"الأشكال البروتينية" فإن سبب تكوينها غير معروف

إن ما يؤدي إلى تركيب البروتين بشكل معين من الأحماض الأمينية التي تولدها الجينات، ما هو بالضبط الشيء الذي يأمر هذه الأحماض بالترابط على هذا النحو وكيف يرسل الأمر إليها أو يوجهها، هذا غير معروف علمياً، مع أنه أهم بكثير من مرحلة تخليق الأحماض بحد ذاتها.

كذلك تركيب الخلايا بطريقة معينة من البروتينات ليس له سبب معروف، الجينات لا يمكنها أن توجه تراكيب معقدة مثل البروتينات لتتصرف بشكل معين، ينتهي التأثير الجيني في مرحلة صياغة الحمض الأميني.

مثلاً لماذا يتخذ الدماغ هذا الشكل التجويفي والمعقد ؟ لماذا يتخذ الجوز ذلك الشكل ؟ هناك فرق بين السبب في ترابط خلايا الجوز كيميائياً ، وبين التوزيع المورفولوجي لهذه الخلايا على هذا النحو ... نفس الأمر ينطبق على المعدة ، الأمعاء ، العين ، الأنف ، العظم .... وصولاً إلى الشكل التركيبي الأشمل للجسد بأسره.

أمر غريب حقاً ، بينما يركز الجميع على كيفية هندسة لبنات البناء ( التي يوجد مئة ألف طريقة لهندستها تقريباً ) فلا أحد من المؤسسات المعنية بالبحوث الجينية قد لفت انتباهه كيفية تركيب لبنات البناء للأبنية نفسها ، والتي عددها بالملايين ... ما هي القوة المسؤولة عن تجميع البروتينات ؟ لا يوجد تفاعل كيميائي يقوم بتنظيم هذه التجمعات ، يمكن للبروتينات أن تتفاعل معاً كيميئاً ولكن ذلك يخضع لمبادئ الاحتمال والإحصاء والتي ستولد الكثير من الفوضى ، درجة الفوضى في تجمع البروتينات هي صفر درجة.

لابد أيضاً من أن تدرك – أيها القارئ – أن تركيب لبنات البناء الذي يقوم به الدي إن إيه لا يحدد على الإطلاق شكل الخلية النهائي ، ولا وظيفتها ولا شكل الأنسجة الضامة للخلايا ولا شكل الجسم وصفاته الوراثية ، كما أخبرك ، إنها مجرد لبنات بناء موزعة عشوائياً وبكميات هائلة في كل لحظة تمر ، وما يحدد حقاً الأشكال الحيوية هو القوى المسؤولة عن توجيه هذه اللبنات لتكوين تلك النماذج الشكلية بالذات ، ومن بين نماذج لا تنتهي.

تلك القوى الخفية هي المسؤول الحقيقي عن تكوين الخلايا ، والأنسجة ، وترابط الأنسجة بمخططات معينة لتكوين الأعضاء ، وترابط الأعضاء لتكوين جسم له نموذج خاص به. إذا كانت الجينات هي المسؤول الحقيقي عن تكوين لبنات البناء ، فإنها ليست المسؤولة عن تكوين الأبنية ، والشوارع ، والمدن ، والبلاد ، إنه تزود فقط بالمادة البروتينية الخام لذلك، قبل تنظيمها وتصريفها.

2) سر تمايز الخلايا الجنينة والجذعية :

عندما تنقسم الخلايا الجنينية الأولى التي تكونت من النطفة والبويضة مباشرة ، والتي عددها في الإنسان مثلاً حوالي 200 خلية ، ينشأ عنها خلايا جذعية تسمى الخلايا الابتدائية.

الفرق بين الاثنين هو أن الخلايا الجننية لا تعبر عن نفسها بطريقة محددة ، فهي ليست عضلية ولا عصبية ولا عظمية ولا غير ذلك ، ولكنها قادرة على التعبير عن نفسها بأي نوع من تلك الأنواع ، فالخلية الجنينية والتي يمكن أن تأخذها إلى المختبر وتعرضها لعوامل بيئية معينة ، تتغير صفاتها وفق عوامل البيئة ، يمكن أن تتحول إلى عضلات أو أعصاب أو غير ذلك ، حسب ما تعرضه لها من محفزات وتغذية.

ولكنها في مرحلة ما تبدأ بالتمايز وتتحول إلى خلايا جذعية ، وهذه الخلايا تمتلك أنماطاً أقل محدودية من الجنينية لتقوم بالتعبير عن نفسها من خلالها ، الجذعيات الأولى يتم فرزها إلى عائلات الخلايا الأم ، يوجد منها الخلايا الأم العظمية والعصبية والدهنية والخلايا الجذعية الدموية ونحو ذلك، ثم تبدأ الجذعيات الأكثر تخصصاً والتي تنتظم في أعضاء وأنسجة دون غيرها ، مثل الخلايا الدماغية والخلايا العظمية.

في كل مستوىً من النمو ، تتخصص الخلايا أكثر في تعبيرها عن نفسها حتى تصل في النهاية إلى الخلايا التي لا تعبر عن نفسها إلا بشكل وحيد مثل خلية بحد ذاتها لها موقع معين ضمن الإصبع أو الجلد ، وهذا يعني أن هناك سبباً ما يجعل الخلايا تمر بهرم من المستويات التخصصية ، يبدأ من مرحلة التحرر المطلق في التعبير وينتهي بمرحلة التخصص المطلق في التعبير. جميع هذه الخلايا تحتوي نفس الجينات ، ونفس التسلسل الجيني ، ونفس البرنامج الوراثي ، أي أنها خلية واحدة في نواتها ، ومع ذلك ، هناك قوة ما في هذه الخلية تجعلها تتكاثر وتنظم أنفسها بأشكال تخصصية معينة وتوحد جهودها معاً لإنتاج الشكل النهائي. حتى البيئة التي تحتوي الخلايا الجنينية والجذعيات الأولى هي بيئة واحدة من المستوى الكيميائي ولذلك فإن هذه الخلايا هي بشكل ما "ذاتية التنظيم" أي أنها لا تعتمد على علاقاتها الخارجية في تكوينها ، مثل المؤثرات الفيزيائية والكيميائية، وبالتالية لا تعتمد على التغييرات الفيزيائية والكيميائية في البيئة ، وكذلك لا تعتمد على التغييرات الفيزيائية والكيميائية في تكوينها الخاص ، لأن هذه التغييرات لا تحدث بمعزل عن البيئة وهي مرتبطة بعلاقاتها البيئية ( النظام المغلق لا يتطور ). وإنما تحدث على المستوى الذاتي الخالص من أي علاقات خارجية.

الأسباب السابقة ، هي التي تجعل الفأر يشترك مع الإنسان ب98% من الجينيوم ، والشمبانزي ب89% ، وذباب الفاكهة ب70% ، ولكن ذباب الفاكهة لا يأخذ 70% من التوصيف البيولوجي والفيزيولوجي والتشريحي للإنسان ، فجسم الإنسان وكل تفاعلاته الغذائية والإطراحية والبناءة والهدامة والتوجيهية الكهربائية ، لا يتشابه مع ذباب الفاكهة بنسبة 70% ، ولا حتى بنسبة 1% ، التشابه يقع فقط في مراحل أولية من التكوين وهي الخلايا ذات النوع الحيواني ، أما ما بعد هذا من تخصصات وتعقيدات فليس ثمة مجال للمقارنات ، وكذلك الحال مع الشمبانزي ، ربما يشبه الإنسان ببعض الخصائص التشريحية التي تظهر من بعيد ودون توغل في التشريح ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، إن الشبه التشريحي والفيزيولوجي بين الإنسان والشمبانزي أقل بكثير من أن يذكر ، الروابط الوحيدة هي الاقتراب من الانتصاب على قدمين ، والهيئة العامة للرأس والكفين. وبقية الخصائص موجودة لدى الإنسان والشمبانزي وكثير من الأنواع الأخرى التي قد تكون بعيدة جداً. إن وجه الشمبانزي على سبيل المثال ، من الهيئة العامة قد يتشابه قليلاً مع وجه الإنسان إذا ما قارناه بوجه قطة ، ولكن عندما تتغول في التفاصيل بعمق ، تجد التوزيع الهندسي لمعالم الوجه مختلفاً اختلافاً فائقاً لا يتشابه أبداً بينهما.


انطلاقاً من هاتين الملاحظتين ، يمكن استنتاج أن وظيفة الجينات ضمن (الحدود المادية الظاهرية لبنيتها) تقتصر على تفسير تخليق الأحماض الأمينية ضمن مجموعات، ولكن المراحل التي تعقب ذلك، بالكامل، لا تعتمد على تأثير الجينات، وهذه المراحل أهم بكثير وهي التي تحدد الشكل الحقيقي للكائن، ولأعضائه، ولصفاته المميزة. وأن نفس الجين يمكن أن يأخذ تعبيرات متعددة، بحسب طبيعة التفاعل بين الخلية والبيئة، وهكذا تتمايز الخلايا في الجسم، والتوجيه الذي يتيح للجينات والعضيات الخلوية والبروتينات أن تتشكل في هذا التكوين هو "توجيه من المستوى الكمومي-النفسي" لا يمكن تفسيره بطرق فيزيائية أو أسباب تعتمد على النظام الميكانيكي.
1720754253089.png

هذا المجال الكمومي النفسي هو ما يسميه روبيرت شيلدريك "العقل الممتد" Extended Mind وبما أنه نفسي، فإذا استطاع أحد التواصل مع نفسه على نحو سليم فيمكنه إعادة بناء جسده، وبقدر ما يمكنه التواصل مع المجال النفسي الخاص به بقدر ما يمكنه التأثير في الواقع الموضوعي، سواء على جسده أو على أجساد الآخرين وسلوكياتهم، لأنه فعلياً هو المجال العميق للواقع المنظور حسياً، فهو المفتاح الحقيقي لأي تغيير.​
 
التعديل الأخير:
هذه حقيقة ولو أنها غير قابلة للتطبيق ...

المشكلة في صعوبة إيمان الإنسان بذلك ...

لا، لا شيء صعب أو غير قابل للتطبيق، السؤال الحقيقي، هل ستفعل ما يتطلبه الامر؟

معظم الأشخاص ليس لديهم إرادة حتى للإستيقاظ باكرا.. ربوتات مسلوبة الروح والقوة
 

التكوين الموجي-التآثري للجينات | جورج لاكوفيسكي​

البنية الحيوية التفاعلية للمستوى المادي المنظور

1720890498424.png


في بدايات القرن المنصرم، استطاع جورج لاكوفيسكي جعل النبات يتطهر من الخلايا المريضة من خلال تعريضه لبث صوتي محدد التردد تلقاه النبات من خلال مجسات معدنية خاصة موصولة به، ثم قام بتطبيق نفس هذه العملية على الكثير من النباتات والحيوانات وحقق نفس النتائج العلاجية بطريقة بث التردد الصوتي الذي كانت تستقطبه تلك المجسات المتصلة بالكائن.
1720887874182.png

فيما بعد قام ببناء "مُوَلّد موجي متعدد الترددات Multi-wave Oscillator" يتكون من مِرنَانين متقابلين تفصل بينهما مسافة صغيرة فارغة يجلس فيها الكائن الحي ، يرسل أحد المرنانين موجات ذات تردد عالي ويقوم المرنان الثاني باستقبال الموجات وعكسها.

ظاهرة الرنين في الفيزياء : هي تفاعل يحدث بين طاقة الأمواج الاهتزازية الخاصة بكائن أو نظام فيزيائي ( حركة الزمن المركزي ) ، وبين طاقة الأمواج الاهتزازية في الوسط البيئي المحيط به ( حركة الزمن المحيطي ) ، والناتج التركيبي هو مستوى جديد من "الأمواج الرنينية" وتردداتها، محصلته هي تداخل الذبذبتين ، ويعكس هذا المركب من التقاء الاهتزازت لأمواج النظام الداخلي للكائن والأمواج المحيطة به التي يختزنها ويعالجها ، ثم يرسلها مع الأمواج المنبعثة من نظامه الخاص.

هذه الظاهرة هي ما يعطي للكائن الفيزيائي شكله التكويني الزمكاني ( المورفوجيني ) والنموذج الذي يشغله من الماهيات ( أنواع الكائنات في فضاء الكون الهندسي المحلي ) ، وهي أيضاً ما يعطيه هويته ضمن الزمن المحلي (أين يقع في المكان والزمان).

إحدى الإمكانات الخاصة بهذا التفاعل : هو أن تتداخل الأمواج مع بعضها البعض وتلغي بعضها بعضاً وذلك حين تكون الموجات المحيطية لها نفس تردد الموجات المركزية بالضبط ، حيث تلتقي الأماكن النشطة والخاملة من الموجتين ( القمم والقيعان ) على نحو تناوبي فتلغي بعضها بعضاً، وهذا يجعل جدار النظام الفيزيائي يصبح مَلغيَ الشحنة الرنينية ، مما يدمره (يفكك ترابط الجدار) ، كما يحدث حين تتوافق قيمة الموجات الصادرة عن كيان الكأس الزجاجي الفيزيائي مع قيمة الموجات المنبعثة عليه من صوت الأوبيرا أو مولدات صوتية خاصة ، يؤدي في النهاية إلى "ظاهرة تكسر الكأس الزجاجي".

بناء على هذا ، كان عمل كل من رويال رايف وجورج لاكوفيسكي هي محاولات لإحداث "رنين متوافق" مع النظام الخاص بالخلايا المرضية لتدميره ، وإحداث "رنين معزز" للنظام الخاص بالخلايا السليمة من أجل بنائها.

وخلايا الجسم المريضة أو المفيرسة ستنتج رنيناً غير متوافق مع الخلايا السليمة ، وهذا هو السبب الحقيقي في النظام الهدّام الذي تتخذه تلك الخلايا.

في عام 1924 قام لاكوفسكي بتلقيح نباتات إبرة الراعي بخلايا سرطانية ، أدت لنمو الأورام على امتداد قطر النبات ( 30 سم ) ، ثم عزل بعضها للدراسة وقام بلف قاعدة كل نبات بسلك نحاسي مع نهاية مفتوحة ، لكي يعمل السلك النحاسي كمستقطب للذبذبة الكونية ( وفق طبيعته المعدنية ) ، وجعل السلك محيطاً بنفس القطر الخاص بحجم النبات ( 30 سم ). وفي خلال 3 أسابيع تشافت النباتات المريضة فقط بالاعتماد على تلقي الصوت الاهتزازي من ذلك السلك وإحداث ظاهرة الرنين ...

اعتمد السلك النحاسي على استقطاب الذبذبة الكونية وعكسها بما يتلاءم مع النبات ، وهو مبدأ قديم يسمى العلاج بمغنطة المعادن أو بطاقات الكواكب ، كان قد اكتشف قبل أيام مسمرك.

كان مجال الاهتزاز الأرضي في أيامه نظيفاً ، مصادر قليلة للتلوث ، لم يكن هناك الكثير من المصانع والقنابل الإشعاعية والنووية والكيماوية ... ولم يكن هنالك موجات كهرومغناطيسية مصطنعة لتوليد شبكات الانترنت. لقد كان الوضع قريباً إلى "فطرة الكوكب".

جاءت تجارب لاكوفيسكي إلى فهم العالم بمبدئين اثنين لتكوين الجسد المادي للكائن الحي (والمادة عموماً) :

1. البناء المادي ( بما فيه الجينات ) مكون في الأساس من "أمواج متداخلة" أو "تأثيرات متفاعلة" بطريقة منظمة لتنتج هذه الأشكال بالذات. حيث تتولد الذرات والعناصر الكيميائية عندما تتراكب التأثيرات بنظام إرشاد خفي لتصل إلى مرحلة تكوين الخلايا.

2. تتغير الأمواج (التآثرات المكونة للمادة) بتغير الدالة الإرشادية التي تنظمها وحينها تتغير تكوين المواد نفسها ، وهذه الدالة الإرشادية تتغير وفق ثلاث عوامل :

1. الصفة الوراثية لدالة الموجة : تستمد من الأمواج التي تراكبت وأنتجتها ، فتأخذ الحقولَ المورفوجينية والماهيات عن الأمواج (التأثيرات) السابقة لها في الزمن ... وفي نظام الجسم المادي البايولوجي تورث أمواج الخلايا الأم المعلومات الإرشادية للأمواج الجديدة التي تدخل حيز الجسم. وتستمد هذه الخلايا برنامج الإرشاد الموجي خاصتها من الخلايا سابقتها حتى تصل إلى النطاف والبويضات.

2. التأثير البيئي على الموجة : والذي يغير تعبير دالة الأمواج إلى نمط جديد قد يختلف جذرياً عن نمط الصفة الوراثية وقد يغيرها تغييراً دائماً .. من ناحية ميكانيكا الأمواج ، يمكن للدي إن إيه أن يتغير جذرياً بصفة مكتسبة بيئياً إذا استطاعت هذه الصفة أن تدخل بعمق تركيبه الموجي وتعيد هيكليته.

3. العلة الحيوية الجوهرية في توجيه الطاقة : الطاقة بأصلها علة التكوين المادي، إنها ليست شيئاً من داخل العالم المكوَّن بقوتها ، القيمة الخالصة للطاقة ليست مثل المواد ولا حتى مثل المجردات وإنما هي أمر مُطلق وحيوي ، وهي فعلٌ للوعي. يمكن قيادتها عبر الوعي والعقل الباطن المخول من الوعي بذلك ... ليس هناك طاقة فيزيائية لا حياة فيها ، الحركة نفسها تعني أن الطاقة راغبة وحية بمجرد أن تراها إدراكياً على حقيقتها.

مع أن هذا الأمر يتم اختباره بالكشف الإدراكي عن حقيقة الطاقة ما وراء رمزها ومعادلاتها ، لكنه مثبت تجريبياً أيضاً بفضل تجارب التحكم بالكمبيوتر عن بعد وتجارب وعي الالكترون لأوامر المراقبين وغيرها مما لا يتم الحديث عنه عادة.

إن دالة توجيه التأثيرات لطاقة معينة، أصلاً ما هي إلا أوامر الوعي للقوة الحيوية الصادرة منه... وهذه الأوامر تتراكب فيما بعد لتكون الموجات التي يتم تكوينها في كيان مادي متعين.


استخدم لاكوفسكي منهج التأثير البيئي على الموجة : للموجة إمكانية التفاعل التي يسمح بها البرنامج الخاص بمادة معينة، والذي حُمّلت به سابقاً قبل تكوينها ، وهذا هو الذي يسمح لها بالتفاعل مع البيئة ضمن نطاقات حقول القوى الواصلة بين الموجة المركزية والموجة البيئية.

وبهذه الطريقة ، تمكن لاكوفيسكي من تغيير تكوينية الخلايا بقوة الأمواج فقط بعد أن غير تردداتها بإدخال أمواج جديدة تؤثر عليها، دون أي تدخل كيميائي أو فيزيائي آخر. فعرَّض الخلايا المريضة لموجات التوافق المعكوسة فتم تدميرها ، وعرض الخلايا السليمة لموجات تعزيزية فأصبحت أقوى وأحسن.

كان ذلك كله يجري بجهازه العجيب MWO والذي تمكن من خلاله من علاج الكثير من الحيوانات والنباتات ، ثم عالج الناس أيضاً. ويحكى أن 98% من حالات السرطان البشرية التي عالجها قد شفيت تماماً ، في حين أن المؤسسات الحديثة تفرح فرحاً كبيراً بنجاحها بعلاج جزئي ومؤقت ل50% من حالات السرطان مع الكثير من الإشعاعات والمواد الكيميائية السامة.

1720887777646.png


1720887795965.png



1720887747571.png


التكوين المادي يبدأ من المستوى الحيوي للوجود ثم يمر بالمستوى العقلي ثم يمر بالمستوى التآثري الكوني (الأمواج والترددات) وفي النهاية يحدث تركيب المادة المرئية وفقاً لتلك المستويات، وهي "نتيجة" التفاعلات التكوينية الباطنية، وتبدو وكأنها شيء صلب ولكن الحقيقة أنها "حالة مستقرة نسبياً" لتلك التفاعلات العميقة، وكان يمكن لهذه التفاعلات أن تعبر عن نفسها بطرق بعيدة جداً عن المادة المرئية، بل إن هذه المادة هي ذلك النوع المحدود جداً من التفاعل الحيوي الكوني.

إذا كنت أرغب بقول الأمر بدقة : الوجود المادي (الحقيقي) يختلف عن الوجود المادي الظاهري في أن المادة بحقيقتها ليست ثابتة، وليست متحركة، ولكنها "مطلق" وطبيعتها حيوية ولا تختلف عن طبيعة الوعي.

تبدأ الإشكالية في أن المادة الظاهرية شبحية، معالمها غير واضحة جيداً، حتى عند الكشف عن أعماقها تبدو متناقضة فهي موجة (تأثير) وجسيم (أثر) بنفس الوقت، وترجع هذه المثنوية إلى أن الراصد المحلي (الإنسان) يستخدم طريقة رصد محدودة، تجعله غير قادر على رصد البنية والزظيفة بنفس الوقت، فتبدو البنية منفصلة عن الوظيفة، وتبدو الوظيفة شيئاً مجرّداً من اي خاصية بنائية، وكأنه لا شيء، حتى أن هذه أحد نتائج مبدأ هايزنبرغ الشهير، أن الكون في نهايته المطلقة هو "لاشيء" فقط سحابة احتمالات ...

وهو كذلك سيكون إذا رصدته من الظاهر (من النتائج) ولم تستطع رؤية الباطن، الذي سيبدو وكأنه مجرد وظيفة أحدثت النتيجة المرئية، وبما أن النتيجة الظاهرة هي تعبير عن ذلك الباطن، وبما أن ذلك الباطن لا وجود له إلا كتأثير، فإن هذه النتيجة غير موجودة حقاً، إنها كسراب أحلام.

ما أقوله الآن معروف تماماً في الوسط الفيزيائي الأكاديمي، والسبب الحقيقي فيه هو أن الرصد المحلي (وهو الرصد الوحيد الذي يمكن القيام به بالحواس الجسدية والآلات) يرصد الحدث ولا يرصد الوجود الأعمق منه، ولذلك يعتبر كل ما هو أعمق من الحدث الظاهري مجرد (إجراء كوني) تسبب في إنتاج الحدث.

وما تخبره الفيزياء، وما يخبره الإدراك، أن المادة قابلة للتعديل إذا تم الوصول إلى (الوجود الداخلي) المكون من التأثيرات التي تولّدها، وهذا يعني أن الوجود المادي يشبه هيولى أحلام منظّمة ومستقرّة (حسب الفيزياء). والسبب الوحيد الذي يجعل الموضوعات المادية ثابتة التكوين ، هو صعوبة إدخال شعاع تأثير جديد على شبكة التآثرات التي تنتجها.

لكن إذا تحرر الراصد من طريقته المحلية في رصد المادة، وحاول إدراكها مباشرة كما تبدو عليه، فسيبدأ بفهم أنها أولاً (نتيجة تفاعلية-انطباع حسي) وهيئتها الثابتة هي تعبير طبيعي عن التفاعلات الكونية، وثانياً أن التفاعلات ليست إجراءات (كما يبدو الأمر عليه في قياسات الأجهزة) والطاقة ليست مجرّد تأثير، بل إن التفاعلات الحيوية التي أحدثت المادة هي وجود حقيقي ولكنه (غير مقيّد) بحدود في الفضاء الزمكاني ثلاثي الأبعاد،إنهالذلك لا تمتلك هيئة مادية محلية، لأنها تقترب من طبيعة "الوعي" و"الروح" وأما المادة فهي نفس هذه الطاقة أو الروح، لكن بعد تحديدها وتقييدها بعلاقات زمكانية نسبية رسمت هيئتها المنظورة، والتي تستمدها من وجودها بين كائنات أخرى متعيّنة.

"الواحدية" مقابل "الكثير"، ففي الوجود المادي الحقيقي كل الكائنات التي نراها هنا وكأنها ذريرات لانهاية لها هي "كائن واحد" وطبيعته المادية الحقيقية متحدة مع تفاعلاته (حالته الموجية والمادية غير متمايزتان) وجوهرها هو الجوهر الحيوي القيمي.​
 

_______

[ تفاعل مع المشاركة لتحميل المرفقات ]

  • 1720890295058.png
    1720890295058.png
    514.6 KB · المشاهدات: 26

بدايات علم التكوين الجيني | رويال رايف​


في عام 1920 طور الدكتور رويال رايف مجهراً عالي التقنية لتصوير ومشاهدة الكائنات الحية الدقيقة، أول قدرات هذا المجهر هي أنه يكبر الصورة حتى 60000 ضعف. والأهم من ذلك أنه يسمح بتمرير أشعة الضوء عبر مراكز قطع وتكثيف دقيقة، تقوم بمضاعفة الشعاع وتركيزه في بؤرة موجهة ، وبنفس الوقت ، ضبط الشعاع على تردد موجي معين يؤثر على الحقل الكهربائي لكامل الكائن الحي ويجعل جسده يتذبذب عاكساً الضوء منه مما يسمح بالتقاط صور ضوئية متنوعة، كل منها يعبر عن كائن معين وتردد مناسب له.

ذلك كان حصيلة توحيد مجهر هائل القدرة مع مولد تواتر مغناطيسي وأنبوب بلازمي لإرسال الأشعة ورصد الانعكاسات المنبعثة منها بنفس الوقت.

المعادلة الأساسية التي اعتمدها رويال رايف هي : (1) كل شيء مادي له ذبذبة خاصة بمقدار معين بسبب طبيعته التفاعلية مع البيئة (2) تعريض الشيء الذي له تواتر ذبذبي نشط خاص بجداره إلى نفس مقدار هذا التواتر في البيئة المحيطة سيؤدي إلى إلغاء الموجات المحيطية للموجات المركزية ، لأن كلا الموجتين لهما نفس القيمة ، فإذا تصادما عبر وجهتين متعاكستين فستلغي الذبذبات بعضها بنسب معينة وسيتعطل الجدار الخلوي للموضوع ويتفكك.

نفس المبدأ الذي يؤدي إلى انكسار الزجاج عند تعريضه لذبذبة ذات تواتر معين. وهو ما يحدث حين تغني مطربة الأوبرا مقطوعتها وتصل لطبقة السوبر سوبرانو فتبدأ الكأس بالتموج مع الصوت. كذلك هو الأمر حين تصطف حبيبات الرمال والخردل والملح في أشكال هندسية لمجرد تعرضها لصوت ذو حجم معين وذو مقدار تواتر معين.

كذلك استخدم رايف موجات الضوء باعتبارها أقوى في الدقة والتحكم في ذلك الوقت ، فكانت تؤثر على الحقل الكهربي للجدار الخلوي وتعمل على تفكيك الترابط الكهربائي لمكونات جدران الخلايا الخاصة بالكائنات الدقيقة ، وهكذا اكتشف تردداً معيناً لكل فايروس ولكل بكتيريا ، وبتسليط موجة لها نفس هذا التردد لفترة معينة من الزمن على الفايروس أو البكتيريا يتفكك جداره الخلوي وتنحل مواده الخلوية والوراثية وتتحول إلى مواد عضوية غير تفاعلية.

وحين قام بتعريض الحيوانات المصابة بتلك الفايروسات والبكتيريا إلى هذا العلاج ، تفككت تلك المواد الممرضة وانحلت في الدم والسوائل المناعية ثم تخلص منها. الأمر الأكثر غرابة ، أن الناس الذين عالجهم من السرطان وبقية الأمراض التي كانت مناعية وفايروسية بأكثرها ، تفككت الكائنات الدقيقة المؤدية لمرضهم وتحولت إلى سموم أدت لأعراض تنظيفية مؤلمة في بداية الأمر ثم تلاشى المرض نهائياً.

نتائج خاصة جداً لأبحاث الدكتور رايف :​


1. الكائنات الحية الدقيقة تكشف عن وجود نوع من "دالات التوجيه" تجعلها تعبر عن أنفسها بصورة متعددة وفقاً للبيئة المحيطة :

يسمى هذا الموضوع بـ"المحاكاة المتعددة" Pleo-morphism ، يمكن للبكتيريا نفسها أن تتحول إلى عدة صيغ وفق الحاجة ، يمكن مثلاً للجراثيم العقدية أن تتحول إلى جراثيم ذات الرئة ، دون أن يتم تهجينها أو تعديلها بأي وسيلة ، كل ما تحتاجه هو الدخول في وسط يستدعي ذلك.

قوبل هذا الموضوع بالرفض في بدايات القرن العشرين رغم كثير من أهم الباحثين العلميين الذين يؤيدونه على مستوى العالم، لأنه يخبر عن قدرة الخلايا على التطور خارج نطاق النسل والنوع والأسلاف ، لكنه عاد في نهايات القرن المنصرم بعد التثبت من وقوعه في كل من :

Helicobacter pylori, Legionella pneumophila, Corynebacterium, diphtheroid Bacilli and Coccobacillus , Deinococcus radiodurans, Plasmaviridae family.

هذه أمثلة على بعض البكتيريا والفايروسات التي تتغير تعبيراتها المورفوجينية، من أمثلة تغير التعبير المورفوجيني : تغير الوظائف الأساسية، العادات الغذائية، مستوى الأيض، درجة الحرارة، الأشكال، أنماط الدفاع الحيوي، أنماط التكاثر والاتصال الجنسي ....

يبقى اليوم زعمٌ أنها تغيرات غير ملحوقة بإعادة تشكيل الدي إن إيه بشكل جذري وإنما فقط بالتعبير عنه بنمط مختلف هو نفسه يسمح به ضمن شروط معينة.

رغم أن مثل هذه التغييرات الجذرية ينبغي أن لا تكون معزولة عن التعديلات ضمن الشريط النووي الوراثي طالما أنها وصلت هذا الحجم، إلا في حالة لم يكن الشريط الوراثي هو العامل الوحيد ، أو حتى لم يكن هو العامل الأساسي في التكوين البيولوجي.

2. يبدأ التوجيه المعلوماتي للطاقة الحيوية المسؤولة عن التجسيد الخلوي من مستويات كمومية، مجردة عن صفات المحلية والمادة :

أثناء رصد الدقائق، كان هنالك عضيات خلوية في جوف تلك الكائنات ، تظهر فجأة وتختفي فجأة تبعاً لظروف التواتر المحيطة ، فجأة، ينشأ نظام غير قابل للاختزال ، دون حتى مرور وقت ليتركب فيه من مكونات أخرى.

كان السبب الحقيقي في ذلك ، أن أجهزة الجسم الخلوي لتلك الكائنات الدقيقة (العضيات الخوية) لم تكن موجودة معها في الواقع المحلي (الوجود الفعلي فيزيائياً) والذي يمكن لنا أن نرصد وجودها بالأجهزة الإلكترونية عبره. لقد كانت بعض العضيات والأجهزة، بطريقة ما، معدومة ضمن في المستوى الفيزيائي الواقعي ، ولكنها تظهر من العدم كاستجابة لمتطلبات بيئية معينة.

بعبارة أكثر دقة : كانت العضيات الخلوية ( وبالتالي الخلية ) موجودة في مستوىً ما أو في مجموعة مستويات أخرى أكثر لطافة وحرية من المستوى المادي ، أي أنها مجردة عن المادة. ولكنها تظهر في المستوى المادي بحسب المتطلبات.

ليس ذلك بالأمر المفاجئ، إذا عرفت أن الواقع الذي ترصده كوجود مادي كثيف وكتلي، يتكون في أعمق أعماقه من المستوى الكمومي ، والمستوى الكمومي هو ذلك الأفق من الوجود الذي لا ينطبق عليه الوصف المادي إلا بحالة واحدة، وهي ظهوره على هيئة محددة، كنتيجة لاصطدام طاقة كمومية بطاقة أخرى وتقييدهما لبعضهما كما لو أن صليباً قد ولد فجأة، مركز هذا الصليب هو "الجسيم الواقعي" بعد أن كان موجة كمومية. من خلال اصطدامهما ببعض ينشأ الجسيم لحظة الرصد أو التأثير على المجال الكمومي اللامحدود، فيظهر أحد احتمالاته، وقد كان من قبلها جزءً لا يتجزء من الموجة الكمومية.

والموجة في عالم الكموم ليس لها حامل مادي لأن كل المواد تتكون بعد وعبر تلاقي الأمواج بشكل متعاكس ومتداخل. إن علة الوجود المادي لا يمكن أن تكون مادية لأن المادة هي أثر للتفاعل الذي ينشؤها في محل معين بالنسبة لمواد أخرى ، وذلك التفاعل هو بالأصل تصادم أو تداخل بين الطاقات ، أما الطاقة الكمومية نفسها فهي غير مادية، ولكن يمكنها أن تؤثر على المادة وتخلقها.

3. هنالك 16 مستوىً تمر عبره مراحل التكوين، وآخرهم المستوى المادي :

اكتشف رايف وجود مجال تكوين للواقع الخلوي يمتد عبر 16 مستوىً مختلفاً ، ورقم 16 هو الواقع المادي المحلي للخلية والذي يمكنك أن ترصده بالمجهر ، أما بقية المستويات فليس لها وجود مادي قابل للرصد لأنها تنتمي لعالم العلل التي تخلق المواد.

يميز رايخ بين هذه المستويات من خلال الاستجابات التي تظهرها بحسب الترددات الضوئية المسلطة عليها، يقول رايف أن العضيات المعلوماتية الأساسية للخلية الحية خالية من "الكتلة المادية" كما لو كانت شعاع ضوء متناهي الوجود.

4. كل اضطراب ضمن المستويات التكوينية العليا ينعكس كفايروس في المستوى المحلي (المادة) :


هكذا يكون لدينا تعريف دقيق وواضح للفايروس ، إنه ليس جسماً طفيلياً مستمر التغيير وفائق النفوذية ، إنه "برنامج بايومعلوماتي كمومي" يوجه الطاقة إلى تخليق واقع فيزيائي محلي لخلية وظيفتها الوحيدة هي التدمير والحرق... هذا البرنامج موجود في كل مكان زمان، لكنه يتفعّل أو لا يتفعّل بناء على تسليط الطاقة المؤدية لتفعيله.

الفايروس هو كائن غير متمايز ، يقوم بوظائف ذات استقطاب سالب ، يتفاعل مع البيئة بطريقة يستنسخُ فيها أي معلومة تصادفه ويضمها إلى ذاكرة أحماضه الوراثية ، ثم يتعامل مع المعلومات الجديدة بطرق جديدة تستند إلى القواعد الخوارزمية ذاتها التي تحكم سلوكه.. حيث يوظف المعلومات الجديدة لبناء طرق مناسبة من أجل اختراق الخلايا وحرق ملفاتها وامتصاص طاقتها وتخليق خلايا مرضية جديدة عبرها.

تعلم بأن الفايروس هو في النهاية موجة تداخلية تقودها دالة إرشادية لتتكون على هذا النحو البايولوجي بالذات. لاحظ أن الفايروس تكون من ثلاث عوامل رئيسية :

(1) الطاقة التي تغذي الفايروس وهي أيضاً "الأمواج الكمومية".

(2) النموذج التكويني الذي يشغله الفايروس في الفضاء الزمكاني ، حيث يسمح الفضاء بوجود شيء مثل الفايروس ، ثم تتوجه الطاقة لتحويل هذا الاحتمال إلى واقع مادي ، يسمى النموذج التكويني بالغشتالت وبالحقل المورفوجيني ، لأنه وِحدة نوعية كاملة ، يمكن أن تنطبق على أي شيء في الكون يتوجه بطاقته نحو أخذ شاغر في نموذجها.

(3) الدالة الإرشادية التي توجه الطاقة لتشغل هذا النموذج بالذات .

يعبر عن النموذج في فلسفة الطبيعيات بالعلة الماهوية أو الصورية ، أو الوجود الماهوي للشيء والذي ليس متحققاً في عالم المواد بالضرورة ، ولكنه ضرورة لتحقق الوجود المادي الفعلي. بينما الدالة الإرشادية هي ما كان يعبر عنها قديماً بالعلة الغائية ، وطاقة الفايروس هي العلة الفاعلة.

إن تغيير الدالة الإرشادية للطاقة التي توجهها لتشغر هذا النموذج في هذا المحل ، يعني أن هذه الطاقة ستشغر نموذجاً آخر وبالتالي سيتغير بعدها المحلي ، وهكذا يمكن تغيير خلية الفايروس جذرياً ضمن أي جزء منها بمجرد التأثير على حقيقتها الموجية أو حقيقتها العقلية ما قبل الموجات. يمكن حينها أن تتحول إلى شكل أكثر تطوراً أو أدنى ، أو أن تتنشط أو تموت.

وظيفة الفايروس هي ذات طبيعة أنثوية (يين) متطرفة ، هي وظيفة غير مستقرة ، فالفايروس توسعي وتكاثري، وموجه لكي يحقق أي شيء من شأنه أن يخدم هذه الغاية.

فالفايروس هو برنامج كوني يقوم بامتصاص الطاقة وتوجيهها لتسهم في عملية بناءه وتكاثره الزمني، دون أن يكون هناك غاية أخرى يريدها لوجوده غير هذا الأمر، وبما أن نموذجه الإرشادي أجوف فيحتاج أن ينسخ نفسه ضمن أي نموذج إرشادي آخر لأن نموذجه لا تحتوي على معلومات إرشادية للبناء الذاتي ، ومن تلك النماذج ، الخلايا الحية البيولوجية ، حيث تتحول الفوضى المتحركة المجردة إلى خلايا طفيلية ذات جسد مادي حين ترتبط بنماذج خلوية مادية ، ولذلك يكتسب الفايروس نظام استنساخ الخلايا البشرية مثلاً ، الذي هو الآر إن إيه ، ويكتسب أيضاً أنظمة تطفل وانتقال ، لأنه ارتباط نموذج الفوضى الظلامي بقيد الجسد البيولوجي ( هذه حقيقة الفايروس التي تسير من فضاء التجريد إلى التجسد المادي لذلك الفضاء موجياً وكتلياً ).

إن عدد الأنظمة التطفلية الممكنة غير محدود ، فكل نظام مناعي له نظام طفيلي ممكن التواجد ( بوفق مبدأ تكامل النقيضين في قوانين الماهية ) ، ولكنها تظهر بعدد ونمط معين من الأشكال من الوجود المجرد إلى الوجود المادي وفقاً لما تستدعيه البيئة التي ستهاجمها. هذا ما يفسر تحور الفايروس وتطورها ليلائم برنامجها ظروف المقاومة المناعية ، إذ أنه يستمد أدواته من الأبعاد المجردة التي تعبرها طاقته.

5. ليس بالضرورة أن يتم رصد الفايروس محلياً ، إنه موجود في كل زمان ومكان ويحتاج فقط للتنشيط (نظرية الحقل المورفولوجي ) :

كما تقدم يوجد أربعة علل لكل كائن يوجد وحدث يحدث في الطبيعة وهي (العلة الفاعلة أو الطاقة -العلة الماهوية أو النموذج الهندسي - العلة الغائية أو الإرشاد - العلة المادية أو "الوجود" ) وهذه العلل بحد ذاتها مطلقة، وتتجلى على نحو لانهائي، وحين تتحد العلل الأربعة ينتج الوجود المادي ، ولنقل إن هذه العلل موجودة في مستوى الكموم ، وجذورها أعمق من الكون نفسه وتقترب من عالم اللاهوت. ،

الأولى هي العلة الفاعلة ، والتي هي الطاقة المبذولة في سبيل تكوين الكائن وإحداث الحدث ، والثانية هي العلة الماهية ، والتي هي النموذج الموجود في الفضاء الذي يحتوي احتمال حدوث الحدث.

عندما يتم تصنيع آلة ما خلال تركيب القطع ، فهناك القطع المادية ، والطاقة المبذولة في سبيل التركيب ، وهناك أيضاً ، مخطط الهيكل الذي ستجتمع القطع المادية وفقه وفي تسلسله ، وهذا المخطط هو احتمال موجود في الفضاء مسبقاً ولا يتم إيجاده من العدم أو بذكاء المهندس ، تماماً كما هو الأمر بالنسبة لكل شيء آخر : الكتابة على الورق ، تأليف نوتة موسيقية ، تقطيع الخضار وطهيها ... كل الأحداث السابقة، وكل ما ينتج عنها من كائنات وظواهر ، لا تعتمد على الطاقة الموجهة لإحداثها فقط ، وإنما تعتمد على المخطط العام لعمل الطاقة متوافقاً مع نموذج الحدث كونياً، فليس من الممكن فيزيائياً أن تخلق نموذجاً جديداً غير النماذج الموجودة في الكون مسبقاً.

القوانين الفيزيائية تشرح النموذج الخاص بتنظيم عمل الطاقة، ولكن الهيئة التركيبية نفسها لا يمكن شرحها بالنماذج الخاصة بقوانين الفيزياء ، لا يمكن مثلاً أن تشرح لماذا يتخذ المكعب هذا الشكل بالذات ، يمكن أن تصف فيزيائياً كيف تتماسك قطع المكعب لتتجمع في قالبه الفراغي ، ولكن شكل المكعب الهندسي نفسه لا يتم التعرض إليه بقوانين فيزيائية ، وأكثر العلماء الفيزيائيين يعاملونه وكأنه شكل غير موجود، أو من العبث التعامل معه ، لأن الأشكال الهندسية تنتمي لعالم التجريد ، الذي لا يعتمد في وجوده على القوانين الفيزيائية المنظمة للأحداث المحلية.

إلا أنه يعطي لتلك الأحداث وللمواد جميع خصائصها العلاقية مع بقية الأحداث والمواد الأخرى، بعبارة أدق : إنه العلة الحقيقية في هيكلية القانون الطبيعي والفيزيائي ، فعندما تصف تكافؤ المادة والطاقة ، فأنت تصف نموذج الطاقة ونموذج المادة ونموذج العلاقة بينهما ، تلك القوالب

ولكن ما طبيعة هذا النموذج ؟ إنه ليس شيئياً مادياً وليست له كتلة ، ومع ذلك ، فكل الدراسات العلمية تهتم بالنماذج وتتمحور حولها. القانون الطبيعي يحاول تصور الظاهرة المحددة في الكون المادي ضمن نموذج نظري من المعادلات والدوال من أجل أن يشرح أو يناظر النموذج الكوني الأصلي لتلك الظاهرة ، بأحسن ما يمكن ولأقصى درجة ممكنة.

ولذلك تقام التجارب بوجود "افتراض مسبق" أن هناك نموذجاً يحكم سير الأحداث ، ولكن ما طبيعة هذا النموذج طالما أنه ليس مادياً ؟

إنه أشبه بحقل بيومعلوماتي ، يوجد عمل المادة والطاقة ، ولكنه غير موجود محلياً ، لقد تم التعامل معه كثيراً في القرن المنصرم في بداياته وقبل الحرب الثانية ، قبل أن تتغير بعدها السياسات والسلطات والتوجهات الأكاديمية بشكل جذري لا رجعة عنه ...

إنه أشبه بالمثل الأفلاطونية ، الفرق الوحيد أن المثل الأفلاطوني حينما يدرس تجريبياً يسمى ب"الحقل الموروفوجيني" أي : دراسة تأثيرات وجوده على العالم المادي المحلي.

6. لكل نموذج مورفوجيني ترددات صوتية محلية خاصة به بالذات، تحققً واقعه المحلي أو تدمره.

7. الخلايا البكتيرية اللاطفيلية لا يمكن التأثير عليها بنفس طريقة تدمير خلايا الفايروس والبكتيريا.

8. كل مرض له تردد موجة خاصة به ، وفايروس خاص به ، ويمكن أن يتم علاجه على هذا الأساس.

9. تم توثيق آلاف الوثائق التي أُتلفت في المعظم وبقي شيء قليل منها وبعض الشهادات وبقيت نماذج لاختراع آلات رايف ، من ضمن ما تبقى بعض الشهادات على علاج 16 حالة سرطان تحت رقابة طبية صارمة، ومقالات في الجرائد عن القدرات العلاجية لآلات رايف وكذلك بقيت بعض المقاطع التسجيلية لتأثير الذبذبات على الخلية.

10. انوجاد الكائن الحي وتطوره، لا يخضع لمنطق المادة ، يمكن للكائن الحي أن يتطور عبر الانتقاء الذاتي للنموذج الذي سيشغره، ويمكن أن ينوجد ضمن نطاق الكون المادي بمجرد عبور طاقته الحيوية المجردة فيه وتحولها إلى سجن جسدي مادي.
في بداية مسيرتي عملت على مشروع يهدف إلى استخدام تردد الرنين لهرمون اللوتين ( Luteinizing hormone) لتدميره أو قياسذروته. كانت العملية بسيطة: أرسلنا تيارًا متناوبًا بين قطبين بتردد معين (منخفض نسبياً) ومدة محددة، ثم قسنا تركيز الهرمون في العينةباستخدام جهاز Spectrometer ، وقارنّاه بعينة تحكم. كان الهدف من ذلك استخدام هذه التقنية للتنبؤ بفترة الخصوبة بشكل دقيق عندالنساء، حيث أن إرتفاع هرمون اللوتين هو مؤشر رئيسي للإباضة، أو استخدامها كبديل لحبوب منع الحمل وفي دراسات السرطان…

ما أثار دهشتي في ذلك الوقت لم يكن أن تردد الرنين يمكنه تفكيك الهرمون، بل أن ترددًا أعلى بـ 20-30 كيلوهرتز قد زاد في الواقع من تركيز الهرمون في العينة.. ما زلت غير متأكدة تماماً كيف حدث ذلك..

سلسلة رائعة كالعادة.. شكراً لك :)
 
في بداية مسيرتي عملت على مشروع يهدف إلى استخدام تردد الرنين لهرمون اللوتين ( Luteinizing hormone) لتدميره أو قياسذروته. كانت العملية بسيطة: أرسلنا تيارًا متناوبًا بين قطبين بتردد معين (منخفض نسبياً) ومدة محددة، ثم قسنا تركيز الهرمون في العينةباستخدام جهاز Spectrometer ، وقارنّاه بعينة تحكم. كان الهدف من ذلك استخدام هذه التقنية للتنبؤ بفترة الخصوبة بشكل دقيق عندالنساء، حيث أن إرتفاع هرمون اللوتين هو مؤشر رئيسي للإباضة، أو استخدامها كبديل لحبوب منع الحمل وفي دراسات السرطان…

ما أثار دهشتي في ذلك الوقت لم يكن أن تردد الرنين يمكنه تفكيك الهرمون، بل أن ترددًا أعلى بـ 20-30 كيلوهرتز قد زاد في الواقع من تركيز الهرمون في العينة.. ما زلت غير متأكدة تماماً كيف حدث ذلك..

سلسلة رائعة كالعادة.. شكراً لك :)

لدي بعض الأسئلة...

ما الطريقة التي استخدمت لتحديد تردد الرنين الخاص بالهرمون؟

ماهو تردد الرنين لهرمون اللوتين؟

كم قيمة التيار الكهربي بالأمبير التي استخدمت لتفكيك الهرمون و تشكيله؟ وكم قيمة التوتر / الجهد الكهربي؟

ظهور المزيد من هرمونات اللوتين هل كان مرتبط بقوة التيار الكهربي المطبق Amplitude ؟ أم أن هناك عامل أخر يتحكم بمدى سرعة وعدد ظهور هرمونات جديدة؟

الزملاء والمشرف ماذا كان تفسيرهم لنتيجة ظهور هرمونات جديدة من "العدم"؟ فحسب علمي لا يوجد شيء كهذا في الأكاديميا..
 
  • لايك
التفاعلات: Dana
لدي بعض الأسئلة...

ما الطريقة التي استخدمت لتحديد تردد الرنين الخاص بالهرمون؟

ماهو تردد الرنين لهرمون اللوتين؟

كم قيمة التيار الكهربي بالأمبير التي استخدمت لتفكيك الهرمون و تشكيله؟ وكم قيمة التوتر / الجهد الكهربي؟

ظهور المزيد من هرمونات اللوتين هل كان مرتبط بقوة التيار الكهربي المطبق Amplitude ؟ أم أن هناك عامل أخر يتحكم بمدى سرعة وعدد ظهور هرمونات جديدة؟

الزملاء والمشرف ماذا كان تفسيرهم لنتيجة ظهور هرمونات جديدة من "العدم"؟ فحسب علمي لا يوجد شيء كهذا في الأكاديميا..


أهلاً إيلي

للأسف، لا أستطيع مشاركة معلومات مفصلة بما أنه مشروع ساهمت فيه وليس مشروعي الخاص.. ولكن هذا ما يمكنني مشاركته وأتمنى أن يساعد:

1) حافظنا على جهد ثابت، منخفض (لا يزيد عن 5 فولت) لتجنب تبخر العينة أو فقدان الهرمونات بسبب الحرارة، الأمر الحاسم للتطبيقات المستقبلية

2) استخدمنا موجات Sinus أو Ramp في معظم الأحيان.

3) تم الاحتفاظ بتباعد ثابت بين القطبين (لا يزيد عن 1 سم).

4) كان العثور على تردد الرنين أمرًا صعبًا واستلزم التجربة والخطأ. لقد راقبنا العينة تحت المجهر أثناء تطبيق ترددات مختلفة. في البداية،استُخدم سلكان من الذهب الصغيران ملحومان على شريحة مجهر للمراقبة.

أما بالنسبة لزيادة عدد الهرمونات في العينة، فلم يكن لدينا تحليل دقيق لما حدث ذلك، ولكن كل شيء كان ثابتًا باستثناء تردد الرنين. إحدى التفسيرات المحتملة تتعلق بالهرمون نفسه، فهو بروتين سكري غير متجانس، يتكون من وحدتين فرعيتين ألفا وبيتا، التي بدورهما لديهماروابط غير تساهمية (non covalent bond) أي أنه لا يوجد تبادل للإلكترونات بين الذرات (على عكس الروابط التساهمية - Covalent Bonds -) بل تتشكل الروابط بفعل التفاعلات الكهرومغناطيسية بين الجزيئات أو داخل الجزيء نفسه.لذا، من الممكن إن كان يوجد في العينة هرومانات لكن كانت قد تفككت لأسباب مختلفة، فإن تعرضها لذلك التردد والجهد الكهربائي قد أدى إلى اتحاد جزيئات ألفا وبيتا المكونة للبروتين.
 
للأسف، لا أستطيع مشاركة معلومات مفصلة بما أنه مشروع ساهمت فيه وليس مشروعي الخاص..

ما المانع من مشاركة المعلومات
 
شخصياً لا أجد مانع، أنا لا أبخل بالمعلومات.. شاركت ما أستطيع مشاركته.
 
شخصياً لا أجد مانع، أنا لا أبخل بالمعلومات.. شاركت ما أستطيع مشاركته.

نعم انا اسأل عن السبب الذي جعلك لا تشاركين كل التفاصيل..ماهو؟

فالعديد من الاشخاص يعملون في مشاريع او تجارب غيرهم ولا يكون لديهم مانع من مشاركة التفاصيل
 
نعم انا اسأل عن السبب الذي جعلك لا تشاركين كل التفاصيل..ماهو؟

فالعديد من الاشخاص يعملون في مشاريع او تجارب غيرهم ولا يكون لديهم مانع من مشاركة التفاصيل

اتفاقية عدم الإفصاح قبل البدء في العمل.
 
التعديل الأخير:
ما أثار دهشتي في ذلك الوقت لم يكن أن تردد الرنين يمكنه تفكيك الهرمون، بل أن ترددًا أعلى بـ 20-30 كيلوهرتز قد زاد في الواقع من تركيز الهرمون في العينة.. ما زلت غير متأكدة تماماً كيف حدث ذلك..​

مفهوم "مصونية المادة" الذي ينص على أن "المادة ذات كمية مطلقة" لا تزداد من مصادر لامادية ولا تنقص بحد ذاتها، يُهمل فهم "المادة" بحقيقتها.

السؤال "من أين جاءت المادة" لم يكن مشروع بحث علمي في القرن التاسع عشر، وكذلك السؤال "ماهي المادة".

لكنه أصبح كذلك فيما بعد...

إذ تبين فيزيائياً أن المادة كمعطى ظاهري هي تركيب من جزيئات ، والجزيئات هي تركيب من عناصر، والعناصر تتركب من ذرات، ولابد أن الذرات تتركب من أشياء أصغر، ولكن هل سيستمر هذا التقسيم إلى اللانهاية ؟

لابد أن يتوقف التقسيم في مرحلة محددة، إذ لو كان يمكن تقسيم المادة إلى اللانهاية فلن يكون هناك "زمن أصغر" ترتبط فيه الجسيمات الأكثر تناهياً، وبالتالي سيمر زمن لانهاية له قبل أن تتركب الذرات، فضلاً عن الأجسام الكبيرة، وهذا يعني أن الأجسام التي نراها لن تتواجد أبداً، مع أنها موجودة بالنسةب لنا.

إذا كان هناك جسيمات "متناهية الصغر" من منظور مكاني، لا يمكن تفكيكها لوحدات أكثر صغراً فما هو مصدر هذه الجسيمات ؟ ما الذي يجعلها موجودة ؟

إذا كانت كمية الجسيمات المتناهية غير قابلة للعديل وكل ما يحدث هو إعادة تركيب وتجميع وتفكيك لنفس مقدار الجسيمات فستصح فرضية مصونية المادة، ولكن بالمقابل ، هذه الجسيمات سمردية الكيان، لها قالب كوني "نموذج تفاعلي" يوجه سلوكها بطريقة معينة حسب تفاعلات معينة، لتنتج الأنظمة المركبة التي نعرفها، أنظمة ذات معنى محدد تعني نموذجاً تفاعلياً محدداً هو الذي ينشؤها بحسب المعلومات الخاصة بتوجيهه.

إذن هذه الجسيمات كانت مبرمجة منذ بداية الوجود، بطريقة محددة، وهذا القسم البرمجي من وجودها هو الذي يعطيها معنىً بالنسبة لبعضها البعض.

وإذا كانت الجسيمات أزلية فسيكون برنامجها المحدد بدقة والمكون من "تعليمات بسيطة قليلة العدد وذات معنى" سرمدياً أيضاً.

والطبيعة البرمجية التي توجه سلوك الجسيمات، تلك الأوامر الأولية هي "وجود مجرّد" بمعنى أنه لا ينطوي على تكوين مادي، أي لا يوجد سبب مادي يدفع جسيماً متناهياً للتصرف بطريقة معينة، وبما أن الجسيم يتصرف بطريقة معينة، وهو مادة خام غير قابلة للتجزيئ، وهذه المادة هي "مادة وفقط" فمن أين يأتي القسم البرمجي المسؤول عن سلوك الجسيم والتفاعلات التي يمر بها ؟

وبطريقة ما عندما تكون المادة "مادة وفقط" فإنها لا تكون شيئاً قابلاً للتمايز ، ليس له خصائص، ليس له صفات جوهرية، وأي تفاعل يبدأ من مستوى مادي خام سيؤدي إلى نتائج غير متمايزة، ولكن العالم الذي نعرفه ك"مادة" هو عالم متمايز وله نظام هندسي يفصل كل عنصر من عناصره بدقة ووضوح، وهذا يعني أن التفاعلات الأولى متمايزة، وأنها بدأت من مستوى "فوق مادي".

إذا رغبنا لسبب ما، أن نتعمق في فهم "ما هي المادة" فسنجد أن ما نصفه على أنه "مادة" هو القسم المنظور المحسوس من الوجود، في العلوم الطبيعية يضاف إلى هذا التعريف شرط "الموضوعية" أي أنه محسوس للجميع، مع ذلك فهذا التعريف للمادة شبحي جداً وضبابي، إذ أنه يصور الأمر وكأن المستوى المنظور شيء واضح ومحدد، ولكن هل فعلاً المستوى المنظور من الواقع واضح ومحدد؟ لماذا نستطيع أن ندركه هو بالذات ؟ وما الذي يميز المنظور والمحسوس والملموس من "الوجود اللامنظور واللامحسوس" ؟

يبدو أن تعريف المادة مستحيل دون مراعاة أن الوجود المادي مرتبط بالمراقب الإنساني ارتباطاً ذاتياً، إذ أن الوجود خارج الرصد الإنساني مجهول تماماً والمادة كما نعرفها هي عنصر من عناصر (العلاقة بين الإنسان والوجود) وإذا تغيرت وسائل المعرفة من المستوى المستخدم من قبل عامة الإنسان إلى مستوى يختلف جوهرياً فقد يختلف الوجود المنظور أيضاً، وقد تختلف العلاقة بين الذات والوجود، فلا تعود علاقة راصد بمرصود.

إذا أمسكت الآن "كائناً مادياً" وحاولت فهم ما يميزه وجودياً عن "الوجود اللامادي" فستجد أن علاقة "الرصد" تستحيل إلى "علاقة إدراك موضوعي" وما نسميه ب"المحسوس" هو "الظاهرة الموضوعية المُدرَكة" ، وما نقصده بكلمة موضوعية هو أنها تقع في تناظر مع الإدراك على نحو يفارقه ، الظاهرة الموضوعية "هناك" بعيدة عن مجال الإدراك الذاتي، ولذلك يمكن أن تشترك في رصدها ذوات كثيرة لأن وجودها يعتمد على سبب خارج حدود تفاعل الذات، فمع أن كل ذات لها مجال إدراك خاص ومستقل وجودياً عن باقي الذوات ولكن الكائن الموضوعي منظور لكل هذه الذوات معاً.

وما يتجلى إدراكياً أن الظواهر الموضوعية مقترنة بصفات معينة مثل "الزمان والمكان" (لها موقع محدد في الخلفية الكونية) ومثل قابلية الرقمنة (لها عدد محدد في كثرتها) وهذا يجعل الظاهرة الموضوعية نسبية الوجود (بما أنها محددة جداً في الخلفية الكونية فإن وجودها يعتمد على علاقتها بكافة عناصر الخلفية الكونية)، هذه خصائص "جوهرية" للمادة.

إذاً من منظور ذاتي فإن ما يميز الوجود المادي عن الوجود اللامادي هو أنه 1) موضوعي مفارق للإدراك وهذا يجعله "ظاهرياً" (2) محلي (محدد في الزمان والمكان) وعقلي (محدد في الكم والكيف) (3) نسبي (يعتمد على علاقاته الخارجية مع الكائنات الأخرى لتعطيه وجوداً محدداً بالنسبة إليها).

هذا هو ما تعنيه كلمة "وجود مادي" ...

ما تتضمنه هذه الكلمة : العالم المادي هو "ظاهرة" مصدرها الحقيقي غائب عن الرؤية المباشرة والصريحة، وكل كائن مادي هو ظاهرة جزئية ، ومعرفة هذه الظاهرة بالنسبة لأي ذات تعتمد على طبيعة التفاعل بين الذات والوجود.

لذلك نميز ما نسميه "الوجود العقلي" عن الوجود المادي في أنه (غير محدد في الزمان والمكان) وكذلك لا يعتمد على علاقات مع الخلفية الكونية، وهذا يجعله غير قابل للتغيير، كمعنى "الدائرة" و"المثلث" غير قابلة للتغيير، وكذلك الطول والعرض والارتفاع، إنها غير محددة في مكان وزمان، لذلك لا نرصدها بأجسهزة تتصل بالزمكان اتصالاً جزئياً ومحدداً، هل هذا يعني أنها غير موجودة ؟ إن كامل الوجود المادي (الظاهر) يعتمد عليها ولكن أين هي بالضبط ؟

الخيال قابل للتحديد في الزمان والمكان، ولكنه غير واقعي، يمكن تخيل علم الولايات المتحدة بلون أحمر مع أرنب فضي ضاحك يتوسطه، وهذا تحديد محسوس، لكنه غير واقعي، لأن علم الولايات المتحدة لا يعتمد على رصد ذات واحدة له حتى تشكله كما تريد.

الفرق بين الخيال والمادة هو أن الخيال رغم كونه محسوساً ولكنه ليس موضوعياً، ويعتمد على "الانفتاح الإدراكي للوجود المادي" بحيث تتخلى عن اشتراط أن يكون كامل الوجود الذي تعرفه "متلقّىً" من الخارج، فالخيال له وجود ، ربما في عالم آخر أو في زمن آخر، وربما في مستوى آخر له صفات مختلفة،وهذا كله لا يجعل الخال أقل رتبة من "الوجود المادي الواقعي".

إذا كان ما يجعل الشيء موجوداً هو مدى تأثيره على واقعك وعلى زمنك فستكون عنصراً سالباً تماماً، لا يمكن أن تقرر أي شيء، إذ ما الذي يمنع أن تكون مأسوراً بمعطيات معينة تنتمي لزمن معين بينما هناك أزمنة أخرى ذات معطيات أخرى ؟ وهل إذا كانت صورة علم أمريكا الخيالي ذات تأثير أعمق في حياتك فستكون هي صورة علم أمريكا الحقيقي ؟

هل عدم تأثير إنكار الحقيقة عليك يجعل الحقيقة ير موجودة بالنسبة لك ؟

إذا أسقطنا التعريف الفينومينولوجي السابق للوجود المادي على المادة بالمفهوم الفيزيائي، فإن مجموعة هذه "الظواهر الموضوعية المفارقة للإدراك، المحددة عقلياً ومحلياً، ذات التكوين النسبي، وذات التأثير الفعلي" هي التي لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكن تتحول من صيغة إلى أخرى.

إذا لم تكن الظاهرة المادية موضوعية فلن تكون مادية، إذا لم تكن محددة في الزمان والمكان والكم والكيف فلن تكون مادية، إذا لم تكن عنصراً في شبكة علاقات خارجية تعطيها هُويتها فلن تكون مادية، إذا لم تؤثر على الراصد تأثيراً موجباً فلن تكون مادية.

الظاهرة المادية هي التي تحوز هذه الخصائص، مصونية المادة هي مصونية الوجود الذي يحوز هذه الخصائص من أي تغيير فيها (في خصائصه السابقة).

ولكن هذه الخصائص مقترنة بالرصد الإنساني الموضوعي للكون الظاهري المحلي، وهذا يجعل مصونية المادة مقرتنة بالعامل البشري في مراقبة الوجود.

مصونية المادية هي مصونية طبيعة الرصد والتفاعل البشري المحلي بالنسبة للكون.

إذا تم تجريد المادة من إحدى الخصائص السابقة فسنصل إلى مستوى وجودي مختلف، على سبيل المثال، تجريد المادة من صفة التأثير الفعلي (الموجب) على الراصد يوصل إلى مرتبة الوجود الخيالي، وهذا يعني أن المادة هي (ذلك الصنف من مستوى عالم الخيال، المقيد بقيد التأثير الفعلي على الراصد)، وإذا تم تجريد المادة من صفة الوجود المحلي (المحدد زمكانياً) فسنصل إلى الوجود العقلي، إذن المادة هي دائرة صغيرة في دائرة أكبر منها تسمى الوجود الخيالي، والوجود الخيالي يقع في دائرة أكبر وهي الوجود العقلي.

وكلما وصلنا لدائرة أكبر فإننا نتحرر من التقييد المعرفين وهذا التحرر يبدو وكأنه غير واقعي، لكن الحقيقة أن الوجود الأكثر تحرراً يحكم الوجود الأقل تحرراً، فعلى سبيل المثال، كل ما يسري على الخيال يسري على المادة، ولكن لأن المادة هي حالة خاصة من الخيال فليس كل ما يسري عليها يسري على الخيال، وكل ما يسري على العقل سيسري على المادة وعلى الخيال أيضاً، فلا يمكنك تخيل كائن ليس له كم ولا كيف، ولا يمكنك إدراك مادة ليس لها كم ولا كيف، لأن العقل أعم في الوجود من الخيال والمادة.

كل هذا الشرح الطويل لأوصلك إلى نتيجة محددة، وهي أن "المادة" بحد ذاتها هي ظاهرة وجودية مبنية على هيكل الوجود، بقاؤها أو فناؤها وزيادتها أو نقصانها مقترن بما يؤدي إليه هيكل الوجود، وبما أن المادة هي ذلك السنخ الفِعلي من الوجود الأكبر فإنها أيضاً مبنية على "مبدأ التفاعل" الذي يؤدي إلى حدوثها، ولذلك المادة تتغير، أما الوجود لا يتغير.

ومن ناحية فيزايئية يقال أن التفاعل الذي يوجد المادة هو "تفاعل المستوى الكمّي" وأن كميتها نتائج لما يحدث في عالم الكم، وطالما أحداث عالم الكم ذات وتيرة ثابتة فنتيجتها المادية ستكون مستقرة، لكن إذا اختلفت التفاعلات في العالم الكمي، الخالي من المادة، ستختلف كمية المادة الناتجة، وهذا ما يحدث في ظاهرة الفراغ الكمي Quantum Vacuum عندما يستطيع الفراغ إيجاد جسيمات مادية قابلة للرصد في لحظة معينة، خاصة أثناء تعرضه ل(التحريض البعيد) ، وهذا ما يخبره مبدأ "تكافؤ الكتلة والطاقة" وما تقوله الدراسات الفلكية عن انحناء الضوء، وعن تولّد حقول ثقالية من المادة المظلمة، واختلاف مقدار المادة في تفاعلات الطاقة السالبة ، التي يمكنها إفناؤها، وما يحدث في ظاهرة الثقب الأسود والثقب الدودي، وكذلك تختلف كتلة المادة باختلاف موقعها المكاني والزماني بغض النظر عن الكمية الداخلية لها، فالأرض ضمن المجموعة الشمسية ذات كتلة خاصة، والأرض خارجها ستكون ذات كتلة أقل بكثير، مع أن مواد الأرض تبقى نفسها وكل ما فيها يبقى عليها، ومع الوقت ستتغير جاذبية الأرض وتتفكك مكوناتها، وعندما تكون خفيفاً على سطح القمر فذلك لأن ثقالتك هي كمية "تفاعلية" تعتمد على وجود الجسم في الخلفية، وكذلك الكتلة وجميع المقادير الفيزيائية.

إذن ، وجود المادة يعتمد على "التفاعل" وهذا التفاعل ( قد ) يبدأ بسيرورة ذات نظام مستقر، كما هو سائر حال التفاعلات الفيزيائية القياسية، وقد تكون الأحداث المؤدية إليه غير ثابتة الوتيرة، كما في الحالات الكمومية الخاصة، والتفاعل بحد ذاته يحدث في مستوى فوق فيزيائي، لكن التفاعلات ذات الوتيرة الثابتة هي التي تنشئ العالم الطبيعي الذي نعرفه، وهي التي تبدو على هيئة "قوانين فيزيائية".

التفاعل نفسه يحدث خارج الوجود المادي، ويؤسس لهذا الوجود ويعطيه واقعيته، وجوده أعمق من الوجود المادي حيث يكون مجرداً من حالة اجتماع صفات المادة (المحلية والنسبية والموضوعية والفاعلية) ، ولكن المهم ، هو أن مصونية المادة مشروطة بمصونية وتيرة التفاعل التي تجعلها موجودة، ومصونية هذا التفاعل مشروطة بمصونية العلاقة بين الذات والوجود، فإذا اختلفت هذه العلاقة يختلف التفاعل وتختلف النتائج.

هناك شيء آخر لا تتضمنه مادة الجسيمات، هو الذي يعطيها "معناها" الكوني، طريقة تفاعلات الجسيمات، القوانين الأولية التي تحكمها، هذه عناصر غير مادية، ومع ذلك، في حالة وجود مستوى نهائي لتقلّ

المادة التي نرصدها في العالم الواقعي هي "نتيجة التفاعل بين القوى الكونية" ، ويشار أكاديمياً إلى تلك القوى ب"المستوى الكمومي"، مصدر المادة الحقيقي هو مستوى وجودي غير مادي، وكمية المادة تابعة لطبيعة التفاعلات التي تحدث في ذلك المستوى، أي هي "نتيجة" ، وبقاء الكمية ثابتة يعتمد على بقاء الهيكل التفاعلي الذي أحدث المادة.

وإذا اختلف توزيع التفاعلات في هذا الهيكل، لأي سبب كان، فستختلف نتائجه وبالتالي ستختلف كمية المادة الناتجة عنه أيضاً.

وفي العالم المنظور، عندما نقول إن كمية المادة أو الكتلة في نظام الأرض تعادل 1\1000 من كمية المادة في نظام المشتري، فما نعنيه بالتحديد هو أن خطوط التآثر التي تربط بين وجود المشتري المركزي وبين بقية الكون تؤثر على "الكائنات المادية" بما يعادل ألف مرة من تأثير الحقل الذي يربط الأرض والكون بعلاقة مركزية.

إذاً، كمية المادة التي نقيسها هي "كمية التأثير" الخاص بمركز معين على بقية الكائنات المادية، ولكن ما الذي يجعل هذا المركز له هذا التأثير ؟​
 
إذن ، وجود المادة يعتمد على "التفاعل" وهذا التفاعل ( قد ) يبدأ بسيرورة ذات نظام مستقر، كما هو سائر حال التفاعلات الفيزيائية القياسية، وقد تكون الأحداث المؤدية إليه غير ثابتة الوتيرة، كما في الحالات الكمومية الخاصة، والتفاعل بحد ذاته يحدث في مستوى فوق فيزيائي، لكن التفاعلات ذات الوتيرة الثابتة هي التي تنشئ العالم الطبيعي الذي نعرفه، وهي التي تبدو على هيئة "قوانين فيزيائية".

سندريلا يجب ان تغادر إلى بيتها قبل حلول منتصف الليل..


القصص الجميلة لم تكن مجرد خيال و روايات
 

مفهوم "مصونية المادة" الذي ينص على أن "المادة ذات كمية مطلقة" لا تزداد من مصادر لامادية ولا تنقص بحد ذاتها، يُهمل فهم "المادة" بحقيقتها.

السؤال "من أين جاءت المادة" لم يكن مشروع بحث علمي في القرن التاسع عشر، وكذلك السؤال "ماهي المادة".

لكنه أصبح كذلك فيما بعد...

إذ تبين فيزيائياً أن المادة كمعطى ظاهري هي تركيب من جزيئات ، والجزيئات هي تركيب من عناصر، والعناصر تتركب من ذرات، ولابد أن الذرات تتركب من أشياء أصغر، ولكن هل سيستمر هذا التقسيم إلى اللانهاية ؟

لابد أن يتوقف التقسيم في مرحلة محددة، إذ لو كان يمكن تقسيم المادة إلى اللانهاية فلن يكون هناك "زمن أصغر" ترتبط فيه الجسيمات الأكثر تناهياً، وبالتالي سيمر زمن لانهاية له قبل أن تتركب الذرات، فضلاً عن الأجسام الكبيرة، وهذا يعني أن الأجسام التي نراها لن تتواجد أبداً، مع أنها موجودة بالنسةب لنا.

إذا كان هناك جسيمات "متناهية الصغر" من منظور مكاني، لا يمكن تفكيكها لوحدات أكثر صغراً فما هو مصدر هذه الجسيمات ؟ ما الذي يجعلها موجودة ؟

إذا كانت كمية الجسيمات المتناهية غير قابلة للعديل وكل ما يحدث هو إعادة تركيب وتجميع وتفكيك لنفس مقدار الجسيمات فستصح فرضية مصونية المادة، ولكن بالمقابل ، هذه الجسيمات سمردية الكيان، لها قالب كوني "نموذج تفاعلي" يوجه سلوكها بطريقة معينة حسب تفاعلات معينة، لتنتج الأنظمة المركبة التي نعرفها، أنظمة ذات معنى محدد تعني نموذجاً تفاعلياً محدداً هو الذي ينشؤها بحسب المعلومات الخاصة بتوجيهه.

إذن هذه الجسيمات كانت مبرمجة منذ بداية الوجود، بطريقة محددة، وهذا القسم البرمجي من وجودها هو الذي يعطيها معنىً بالنسبة لبعضها البعض.

وإذا كانت الجسيمات أزلية فسيكون برنامجها المحدد بدقة والمكون من "تعليمات بسيطة قليلة العدد وذات معنى" سرمدياً أيضاً.

والطبيعة البرمجية التي توجه سلوك الجسيمات، تلك الأوامر الأولية هي "وجود مجرّد" بمعنى أنه لا ينطوي على تكوين مادي، أي لا يوجد سبب مادي يدفع جسيماً متناهياً للتصرف بطريقة معينة، وبما أن الجسيم يتصرف بطريقة معينة، وهو مادة خام غير قابلة للتجزيئ، وهذه المادة هي "مادة وفقط" فمن أين يأتي القسم البرمجي المسؤول عن سلوك الجسيم والتفاعلات التي يمر بها ؟

وبطريقة ما عندما تكون المادة "مادة وفقط" فإنها لا تكون شيئاً قابلاً للتمايز ، ليس له خصائص، ليس له صفات جوهرية، وأي تفاعل يبدأ من مستوى مادي خام سيؤدي إلى نتائج غير متمايزة، ولكن العالم الذي نعرفه ك"مادة" هو عالم متمايز وله نظام هندسي يفصل كل عنصر من عناصره بدقة ووضوح، وهذا يعني أن التفاعلات الأولى متمايزة، وأنها بدأت من مستوى "فوق مادي".

إذا رغبنا لسبب ما، أن نتعمق في فهم "ما هي المادة" فسنجد أن ما نصفه على أنه "مادة" هو القسم المنظور المحسوس من الوجود، في العلوم الطبيعية يضاف إلى هذا التعريف شرط "الموضوعية" أي أنه محسوس للجميع، مع ذلك فهذا التعريف للمادة شبحي جداً وضبابي، إذ أنه يصور الأمر وكأن المستوى المنظور شيء واضح ومحدد، ولكن هل فعلاً المستوى المنظور من الواقع واضح ومحدد؟ لماذا نستطيع أن ندركه هو بالذات ؟ وما الذي يميز المنظور والمحسوس والملموس من "الوجود اللامنظور واللامحسوس" ؟

يبدو أن تعريف المادة مستحيل دون مراعاة أن الوجود المادي مرتبط بالمراقب الإنساني ارتباطاً ذاتياً، إذ أن الوجود خارج الرصد الإنساني مجهول تماماً والمادة كما نعرفها هي عنصر من عناصر (العلاقة بين الإنسان والوجود) وإذا تغيرت وسائل المعرفة من المستوى المستخدم من قبل عامة الإنسان إلى مستوى يختلف جوهرياً فقد يختلف الوجود المنظور أيضاً، وقد تختلف العلاقة بين الذات والوجود، فلا تعود علاقة راصد بمرصود.

إذا أمسكت الآن "كائناً مادياً" وحاولت فهم ما يميزه وجودياً عن "الوجود اللامادي" فستجد أن علاقة "الرصد" تستحيل إلى "علاقة إدراك موضوعي" وما نسميه ب"المحسوس" هو "الظاهرة الموضوعية المُدرَكة" ، وما نقصده بكلمة موضوعية هو أنها تقع في تناظر مع الإدراك على نحو يفارقه ، الظاهرة الموضوعية "هناك" بعيدة عن مجال الإدراك الذاتي، ولذلك يمكن أن تشترك في رصدها ذوات كثيرة لأن وجودها يعتمد على سبب خارج حدود تفاعل الذات، فمع أن كل ذات لها مجال إدراك خاص ومستقل وجودياً عن باقي الذوات ولكن الكائن الموضوعي منظور لكل هذه الذوات معاً.

وما يتجلى إدراكياً أن الظواهر الموضوعية مقترنة بصفات معينة مثل "الزمان والمكان" (لها موقع محدد في الخلفية الكونية) ومثل قابلية الرقمنة (لها عدد محدد في كثرتها) وهذا يجعل الظاهرة الموضوعية نسبية الوجود (بما أنها محددة جداً في الخلفية الكونية فإن وجودها يعتمد على علاقتها بكافة عناصر الخلفية الكونية)، هذه خصائص "جوهرية" للمادة.

إذاً من منظور ذاتي فإن ما يميز الوجود المادي عن الوجود اللامادي هو أنه 1) موضوعي مفارق للإدراك وهذا يجعله "ظاهرياً" (2) محلي (محدد في الزمان والمكان) وعقلي (محدد في الكم والكيف) (3) نسبي (يعتمد على علاقاته الخارجية مع الكائنات الأخرى لتعطيه وجوداً محدداً بالنسبة إليها).

هذا هو ما تعنيه كلمة "وجود مادي" ...

ما تتضمنه هذه الكلمة : العالم المادي هو "ظاهرة" مصدرها الحقيقي غائب عن الرؤية المباشرة والصريحة، وكل كائن مادي هو ظاهرة جزئية ، ومعرفة هذه الظاهرة بالنسبة لأي ذات تعتمد على طبيعة التفاعل بين الذات والوجود.

لذلك نميز ما نسميه "الوجود العقلي" عن الوجود المادي في أنه (غير محدد في الزمان والمكان) وكذلك لا يعتمد على علاقات مع الخلفية الكونية، وهذا يجعله غير قابل للتغيير، كمعنى "الدائرة" و"المثلث" غير قابلة للتغيير، وكذلك الطول والعرض والارتفاع، إنها غير محددة في مكان وزمان، لذلك لا نرصدها بأجسهزة تتصل بالزمكان اتصالاً جزئياً ومحدداً، هل هذا يعني أنها غير موجودة ؟ إن كامل الوجود المادي (الظاهر) يعتمد عليها ولكن أين هي بالضبط ؟

الخيال قابل للتحديد في الزمان والمكان، ولكنه غير واقعي، يمكن تخيل علم الولايات المتحدة بلون أحمر مع أرنب فضي ضاحك يتوسطه، وهذا تحديد محسوس، لكنه غير واقعي، لأن علم الولايات المتحدة لا يعتمد على رصد ذات واحدة له حتى تشكله كما تريد.

الفرق بين الخيال والمادة هو أن الخيال رغم كونه محسوساً ولكنه ليس موضوعياً، ويعتمد على "الانفتاح الإدراكي للوجود المادي" بحيث تتخلى عن اشتراط أن يكون كامل الوجود الذي تعرفه "متلقّىً" من الخارج، فالخيال له وجود ، ربما في عالم آخر أو في زمن آخر، وربما في مستوى آخر له صفات مختلفة،وهذا كله لا يجعل الخال أقل رتبة من "الوجود المادي الواقعي".

إذا كان ما يجعل الشيء موجوداً هو مدى تأثيره على واقعك وعلى زمنك فستكون عنصراً سالباً تماماً، لا يمكن أن تقرر أي شيء، إذ ما الذي يمنع أن تكون مأسوراً بمعطيات معينة تنتمي لزمن معين بينما هناك أزمنة أخرى ذات معطيات أخرى ؟ وهل إذا كانت صورة علم أمريكا الخيالي ذات تأثير أعمق في حياتك فستكون هي صورة علم أمريكا الحقيقي ؟

هل عدم تأثير إنكار الحقيقة عليك يجعل الحقيقة ير موجودة بالنسبة لك ؟

إذا أسقطنا التعريف الفينومينولوجي السابق للوجود المادي على المادة بالمفهوم الفيزيائي، فإن مجموعة هذه "الظواهر الموضوعية المفارقة للإدراك، المحددة عقلياً ومحلياً، ذات التكوين النسبي، وذات التأثير الفعلي" هي التي لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكن تتحول من صيغة إلى أخرى.

إذا لم تكن الظاهرة المادية موضوعية فلن تكون مادية، إذا لم تكن محددة في الزمان والمكان والكم والكيف فلن تكون مادية، إذا لم تكن عنصراً في شبكة علاقات خارجية تعطيها هُويتها فلن تكون مادية، إذا لم تؤثر على الراصد تأثيراً موجباً فلن تكون مادية.

الظاهرة المادية هي التي تحوز هذه الخصائص، مصونية المادة هي مصونية الوجود الذي يحوز هذه الخصائص من أي تغيير فيها (في خصائصه السابقة).

ولكن هذه الخصائص مقترنة بالرصد الإنساني الموضوعي للكون الظاهري المحلي، وهذا يجعل مصونية المادة مقرتنة بالعامل البشري في مراقبة الوجود.

مصونية المادية هي مصونية طبيعة الرصد والتفاعل البشري المحلي بالنسبة للكون.

إذا تم تجريد المادة من إحدى الخصائص السابقة فسنصل إلى مستوى وجودي مختلف، على سبيل المثال، تجريد المادة من صفة التأثير الفعلي (الموجب) على الراصد يوصل إلى مرتبة الوجود الخيالي، وهذا يعني أن المادة هي (ذلك الصنف من مستوى عالم الخيال، المقيد بقيد التأثير الفعلي على الراصد)، وإذا تم تجريد المادة من صفة الوجود المحلي (المحدد زمكانياً) فسنصل إلى الوجود العقلي، إذن المادة هي دائرة صغيرة في دائرة أكبر منها تسمى الوجود الخيالي، والوجود الخيالي يقع في دائرة أكبر وهي الوجود العقلي.

وكلما وصلنا لدائرة أكبر فإننا نتحرر من التقييد المعرفين وهذا التحرر يبدو وكأنه غير واقعي، لكن الحقيقة أن الوجود الأكثر تحرراً يحكم الوجود الأقل تحرراً، فعلى سبيل المثال، كل ما يسري على الخيال يسري على المادة، ولكن لأن المادة هي حالة خاصة من الخيال فليس كل ما يسري عليها يسري على الخيال، وكل ما يسري على العقل سيسري على المادة وعلى الخيال أيضاً، فلا يمكنك تخيل كائن ليس له كم ولا كيف، ولا يمكنك إدراك مادة ليس لها كم ولا كيف، لأن العقل أعم في الوجود من الخيال والمادة.

كل هذا الشرح الطويل لأوصلك إلى نتيجة محددة، وهي أن "المادة" بحد ذاتها هي ظاهرة وجودية مبنية على هيكل الوجود، بقاؤها أو فناؤها وزيادتها أو نقصانها مقترن بما يؤدي إليه هيكل الوجود، وبما أن المادة هي ذلك السنخ الفِعلي من الوجود الأكبر فإنها أيضاً مبنية على "مبدأ التفاعل" الذي يؤدي إلى حدوثها، ولذلك المادة تتغير، أما الوجود لا يتغير.

ومن ناحية فيزايئية يقال أن التفاعل الذي يوجد المادة هو "تفاعل المستوى الكمّي" وأن كميتها نتائج لما يحدث في عالم الكم، وطالما أحداث عالم الكم ذات وتيرة ثابتة فنتيجتها المادية ستكون مستقرة، لكن إذا اختلفت التفاعلات في العالم الكمي، الخالي من المادة، ستختلف كمية المادة الناتجة، وهذا ما يحدث في ظاهرة الفراغ الكمي Quantum Vacuum عندما يستطيع الفراغ إيجاد جسيمات مادية قابلة للرصد في لحظة معينة، خاصة أثناء تعرضه ل(التحريض البعيد) ، وهذا ما يخبره مبدأ "تكافؤ الكتلة والطاقة" وما تقوله الدراسات الفلكية عن انحناء الضوء، وعن تولّد حقول ثقالية من المادة المظلمة، واختلاف مقدار المادة في تفاعلات الطاقة السالبة ، التي يمكنها إفناؤها، وما يحدث في ظاهرة الثقب الأسود والثقب الدودي، وكذلك تختلف كتلة المادة باختلاف موقعها المكاني والزماني بغض النظر عن الكمية الداخلية لها، فالأرض ضمن المجموعة الشمسية ذات كتلة خاصة، والأرض خارجها ستكون ذات كتلة أقل بكثير، مع أن مواد الأرض تبقى نفسها وكل ما فيها يبقى عليها، ومع الوقت ستتغير جاذبية الأرض وتتفكك مكوناتها، وعندما تكون خفيفاً على سطح القمر فذلك لأن ثقالتك هي كمية "تفاعلية" تعتمد على وجود الجسم في الخلفية، وكذلك الكتلة وجميع المقادير الفيزيائية.

إذن ، وجود المادة يعتمد على "التفاعل" وهذا التفاعل ( قد ) يبدأ بسيرورة ذات نظام مستقر، كما هو سائر حال التفاعلات الفيزيائية القياسية، وقد تكون الأحداث المؤدية إليه غير ثابتة الوتيرة، كما في الحالات الكمومية الخاصة، والتفاعل بحد ذاته يحدث في مستوى فوق فيزيائي، لكن التفاعلات ذات الوتيرة الثابتة هي التي تنشئ العالم الطبيعي الذي نعرفه، وهي التي تبدو على هيئة "قوانين فيزيائية".

التفاعل نفسه يحدث خارج الوجود المادي، ويؤسس لهذا الوجود ويعطيه واقعيته، وجوده أعمق من الوجود المادي حيث يكون مجرداً من حالة اجتماع صفات المادة (المحلية والنسبية والموضوعية والفاعلية) ، ولكن المهم ، هو أن مصونية المادة مشروطة بمصونية وتيرة التفاعل التي تجعلها موجودة، ومصونية هذا التفاعل مشروطة بمصونية العلاقة بين الذات والوجود، فإذا اختلفت هذه العلاقة يختلف التفاعل وتختلف النتائج.

هناك شيء آخر لا تتضمنه مادة الجسيمات، هو الذي يعطيها "معناها" الكوني، طريقة تفاعلات الجسيمات، القوانين الأولية التي تحكمها، هذه عناصر غير مادية، ومع ذلك، في حالة وجود مستوى نهائي لتقلّ

المادة التي نرصدها في العالم الواقعي هي "نتيجة التفاعل بين القوى الكونية" ، ويشار أكاديمياً إلى تلك القوى ب"المستوى الكمومي"، مصدر المادة الحقيقي هو مستوى وجودي غير مادي، وكمية المادة تابعة لطبيعة التفاعلات التي تحدث في ذلك المستوى، أي هي "نتيجة" ، وبقاء الكمية ثابتة يعتمد على بقاء الهيكل التفاعلي الذي أحدث المادة.

وإذا اختلف توزيع التفاعلات في هذا الهيكل، لأي سبب كان، فستختلف نتائجه وبالتالي ستختلف كمية المادة الناتجة عنه أيضاً.

وفي العالم المنظور، عندما نقول إن كمية المادة أو الكتلة في نظام الأرض تعادل 1\1000 من كمية المادة في نظام المشتري، فما نعنيه بالتحديد هو أن خطوط التآثر التي تربط بين وجود المشتري المركزي وبين بقية الكون تؤثر على "الكائنات المادية" بما يعادل ألف مرة من تأثير الحقل الذي يربط الأرض والكون بعلاقة مركزية.

إذاً، كمية المادة التي نقيسها هي "كمية التأثير" الخاص بمركز معين على بقية الكائنات المادية، ولكن ما الذي يجعل هذا المركز له هذا التأثير ؟​

أشكرك على الشرح المفصل أعلاه وبما يتضمنه من تعريف للوجود المادي..

إذا كنت قد فهمتك بشكل صحيح فأنت تقول أن المادة ليست ثابتة في كميتها بشكل مطلق، بل تعتمد على تفاعلات تحدث في مستوى فوق فيزيائي (ليس مادي) هذه التفاعلات هي التي تحدد كمية المادة وطبيعتها، وبالتالي يمكن أن تتغير كمية المادة إذا تغيرت هذه التفاعلات.
والتفاعلات ذات الوتيرة الثابتة هي التي تخلق العالم الطبيعي والقوانين الفيزيائية التي نعرفها. أما في عالم الكم، فيمكن للفراغ الكمي مثلاً أن ينتج جسيمات مادية في ظروف معينة لاختلاف تلك التفاعلات..

وأن هذه الجسيمات الأولية التي تنتج لنا المادة فهي أزلية وتنتمي إلى قوانين أو برمجة كونية محددة ثابتة و متمايزة في هيكل الوجود والمادة التي ندركها هي نتيجة لتجسد تلك التفاعلات وفقًا لمستوى معين من التفاعل بين الذات والوجود، وبتغيير مستوى التفاعل يمكننا التأثير على المادة لأنها ليست سوى حالة خاصة من الوجود؟
 
إذا كنت قد فهمتك بشكل صحيح فأنت تقول أن المادة ليست ثابتة في كميتها بشكل مطلق، بل تعتمد على تفاعلات تحدث في مستوى فوق فيزيائي (ليس مادي) هذه التفاعلات هي التي تحدد كمية المادة وطبيعتها، وبالتالي يمكن أن تتغير كمية المادة إذا تغيرت هذه التفاعلات.

نعم..

في الحقيقة ولأكون صادقاً : تقسيم الوجود إلى مستويات لا يعبر عن "حقيقة الوجود الخالصة".

الوجود ليس مستويات، على الأقل ليس في نطاق الكون الذي نعرفه ، ولكنه بالأحرى (انعكاسات) والفرق بين المستوى والانعكاس هو أن المستوى لا يمكن إلا أن يكون مختلفاً عن مستوىً غيره، فإذا كان هناك مستوى مادي فسيكون هناك مستوىً روحي، ومستوى عقلي، ومستوى خيالي ، ومستوى وهمي ، وهكذا... وكل واحد من هذه المستويات سيضم عناصر منفصلة وجودياً عن بقية المستويات، فما سنراه في عالم المادة لن نراه في عالم الروح، وهذا مضلل جداً، ولكن تقسيم الوجود إلى مستويات هو فقط "يسهّل فهم الموضوع لأنه غير مؤلوف بالنسبة للتجربة البشرية.

وكذلكا التقسيم إلى "وجود ظاهري" مقابل "وجود باطني" وكأنهما حقيقتان منفصلتان هو تقسيم تقني وليس حقيقياً، أي أنه "أداة معرفية" أكثر منه حقيقة أنطولوجية، ومن يستخدمه في الشرح يراعي أن المعرفة الإنسانية هي معرفة من منظور "الشخص الأول".

وطالما أن الشخص الأول لا يستطيع رؤية الوجود الحقيقي مباشرة بكلانيته وخارج نطاق شاشة الإدراك الخاصة به ( والتي سنرمز لها بكلمة "البَون" ) فلن يكون هذا الوجود من منظور الشخص الأول هو حقيقة الوجود الذاتية، بل ما يسمح البَون بعرضه على الإدراك، وهذا البون (الذي تحدده طبيعة العلاقة بين الذات والوجود) هو الحاجز التكويني الذي يمنع إدراك ما وراء الوجود المرصود.

مبدأ البون، وياللغرابة، أوضح للإدراك المباشر من العالم المادي المنظور، صور الموضوعات المادية كلها تظهر أولاً على شاشة الإدراك "البون" ومن هناك، أنت كمراقب تدركها، أي أن البون ، وهو العلاقة بينك وبين العالم (العالم المادي تحديداً) هو المنطلق الأولي في معرفة هذا العالم الموضوعي ... فلابد أن تعبر المعطيات إلى وعيك من خلال اتحادها بـ(حالة\قيمة الإدراك) فما تقرؤه الآن هو قبل كل شيء موضوع مدرَك، وهذه الخاصية الجوهرية تعني أنه موجود بحالة اتصال مع الوعي المباشر به، وهذا الاتصال، هو أن يكون المعطى أو الموضوع معروضاً على شاشة الإدراك.

وبما أن الوجود المادي، الظاهر من هذه الشاشة المتصلة بالإدراك منفصلاً عن الذات التي تدركه ولا يمثل الوجود الحقيقي بذاته، فهو "مجال" نشأ من التفاعل بين الذات والوجود، هذا المجال الحاضر بصورته والغائب بحقيقته، هو الوجود الموضوعي.

أنت تدرك الصورة كما يتلقاها إدراكك، وليس كما هي بحد ذاتها، إذ يعتمد المشهد على الأجهزة الجسدية والمكنون العقلي في قولبته، وكذلك على النوايا والتركيز وطريقة الإدراك.

إذن العالم المادي الموضوعي، المكون من صور حسية ، هو تعبير عن الوجود، وليس "مستوىً من الوجود".

بما أن القسم الغائب من الوجود الحقيقي هو مصدر القسم الحاضر المرصود ، إذن ... المجال المرصود من العالم هو "انعكاس" للوجود الحقيقي، وهذا الانعكاس "مقيّد" بما يتناسب مع قدرات الكائن ، صفاته ، نواياه... كامل بنائه التكويني.

تماماً كما هو الحال في مبدأ الانعكاس الخاص بالمرايا، كما تعلمين، المرآة تعرض الأشعة الضوئية الساقطة عليها، هذه الأشعة هي "الصورة الحقيقية للكائن" ولكن المرايا منفصلة زمكانياً عن الأشعة نفسها، وهذا ما يحدث فجوة زمكانية بين الصورة المرآتية والصورة الحقيقية، ولنقل إن الصورة الحقيقية تم تقيدها بشروط المرايا، وهناك الكثير من الشروط الأخرى للمرآة، فالمرايا الملوثة تشوه الصورة الحقيقية، والمرايا التي عليها بخار الماء "تموّه" الصورة الحقيقية" والمرايا المتكسرة "تقسّم" الصورة الحقيقية وتجعلها كثرة، والمرايا المقعّرة تحدّب الصورة وتغير أبعادها... هذا ما يمكن أن نسميه "تأثير البون على الإدراك" إذ فقط البون الخالص (المرايا الصافية) هو الذي يعكس الأشعة الحقيقية كما هي عليه.

الفرق بين الانعكاس والمستوى كما ترين ، الانعكاس ليس "صورة جديدة" ، إنه حالة "تركيبية" تجمع الصورة الحقيقية مع شروط المرايا، وكذلك الوجود المادي هو حالة "تركيبية" تجمع مصفوفة العالم المادي والجسد الإنساني مع ضوء الحقيقة.

هذا لا يعني أن الوجود المادي هو "مستوى" متمايز عن الوجود اللامادي، ولكن يعني أن الوجود الظاهري المفارق للذات ينعكس من وجود أكثر جوهرية منه، والانعكاس ليس بالضبط مستوى، إنه نوع من تقييد المشهد أو "اقتصاصه"، وهذا يعني أن الوجود المادي ليس وكأنه شيئاً قائماً بذاته حتى يكون مصون الكمية، وما نسميه بالتفاعلات ليس مرحلة تمهيدية للوجود المادي، بقدر ما هو "إشراط" على الوجود الحقيقي.
 
  • رائـع
التفاعلات: Dana
أشكرك على التوضيح
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى