هذا لا يغير من السؤال، كيف لك ان تنظم شيئا مطلق، كيف لهكذا شيء ان ينسى مقامه او يرصى بماهو اقل من المطلق..إلا ان لم يكن مطلق منذ البداية
هذا يتوقف على ما نقصده من كلمة المطلق ..
يوجد عند الكائن المطلق حرية لانهائية وقدرات لانهائية، ولكنه يستمدها من حضور الله في قلبه وقوته، أو من اقترابه من الله ومحبته إليه، فإذا ابتعد الكائن عن الله فسيغيب عنه من قدراته ما يغيب عنه من حضور الله إليه..
الحرية المطلقة بحد ذاتها صفة لله ، تحققها الكائنات من خلال توافقها ماهويا وأثيريا مع اللاهوت، وهذا ليس شرطا خارجيا لتحقيق الخرية، بل الحرية تعني ذلك، لأنك حين تكون حرا حقا، يختفي اللاشعور وبالتالي يختفي كل من المستحيل، والأنانية، بنفس الوقت، لأن المستحيل مرتبط بالأنانية برباط ظلامي مقدس، ونهاية الأنانية هي العيش في الذهن بمعزل عن الحقيقة والوجود لأن أي اتصال مع الحضور سيصبح مستحيلا خارج إطار أناني.
الحر هو كائن يمكنه أن يكون بحضور مستمر فلا تغيره الأيام ولا تؤثر عليه الانفعالات ولا أي يملك منه شيئا لأنه حر من الأشياء والشكليات ، كأنه شبح حي.
هل يمكن أن ينام شيء مطلق ؟
ما هو النوم أولا ؟ إنه غياب الاتصال بين الوعي والوجود ، أو نقص في هذا الاتصال من أحد أوجهه، مثل مقدار القوة أو كلانية المشهد أو مستوى الجلاء الحسي.
متى يغيب الاتصال بين الوعي والوجود ؟
كمنوم مغناطيسي ، أتذكر جيدا كيف يحدث ذلك ..
يجب شد تيار الوعي نحو موضوع معين بحيث ينقطع اتصاله ببعض المساحة الجسدية والنفسية وحينها يمكن أن يتم تعزيز هذه المساحة أو إلقاء التعويضات والإقتراحات فيها ، والوعي ينجذب تلقائيا إلى مصادر الحياة (مثل العيون) أو الأشياء الخارجية عن النظام الروتيني للزمن البيئي (مثل صوت الأجراس) وإحداث صدمة عصبية من خلال تأثير بيئي قوي يجعل الوعي يتوجه نحو مركز التأثير وتلك اللحظة تكون مناسبة للمنوم المحترف من أجل إحداث تأثير على مستوى اللاشعور.
الصوت الترتيب المتكرر، البيئة الصامتة .. التمسيد ، الضغط المستمر في نقطة ثابتة ... هذه الأشياء تجعل الوعي يحس بالضجر فيستسلم للنوم لأنه يمل من مراقبتها.
الطرق العنيفة للتنويم تتضمن الضرب المبرح والإهانة ووضع صور مرعبة والاغتصاب الجامعي زالصعق الكهربائي و"الإغراق" و"الصلب"، هذه الطرق تجعل الوعي ينسحب بسبب عدم القدرة على تحمل الألم الناتج عن الاتصال.
كافة طرق التنويم التي تعتمد على عوامل بيئية لها نفس المبدأ : يجب أن تكون الإثارة البيئية المحرضة على قطع اتصال الوعي بمجال حسي معين أكبر من الإثارة التي تدفع الوعي للاتصال به.
الحقيقة أن مسألة النوم تتعلق بالرغبة بالحياة ، أو بنمط معين من الحياة ، أو بالاتصال بمنطقة معينة من الزجود، مقابل عدم الرغبة بذلك، ولا علاقة لها بالقدرة بحد ذاتها ، بل بالمشاعر ...
ولكن ، يمكن للنوم أن يقوض حركة الكائن ويجعله ضعيفا جدا ومحدودة جدا ... هل تعلمين ما هو "كسر الروح" ؟ إنه الإحساس باليأس من أي شيء، وعدم التقدم ولو خطوة واحدة، أو بذل جهد عشوائي، والسبب الحقيقي في ذلك ليس العجز، بل مشاعر الروح.
النوم هو دخول الشعور في حيز اللاشعور الذي يقوض حركته الزمنية بنطاق "تنظيمي" يعكس فيه اللاشعور ذاكرة الشعور، ما تسبب له بالنوم ، الخطأ الجوهري، يعكسه اللاشعور في كل المنامات، لكن برموز مختلفة في كل مرة .. لكن جوهر الشعور يبقى مطلقا حتى ولو كان نائما
وبصراحة، هذا الرد ليس كافي، لأنك الآن تسألين تقريبا، أعمق سؤال يمكن أن يتم طرحه في هذا العالم وهذا المستوى، بعد سؤال من الله...