هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

حكمة الشارع

Ile

Galactic Traveler
المشاركات
146
مستوى التفاعل
1,001
أعطيت الموضوع عنوان حكمة الشارع لأننا لن نتحدث عن الحكمة الخالدة الحقيقية هنا بل عن الفطرة والفهم السليم


في هذا الوقت المعاصر ياخذ الفرد معلوماته من وسائل الإتصال كالإنترنت والتلفاز والراديو والجرائد

لكن هل هذه الوسائل موضوعة لتحريرك أم لخداعك؟

هل علموك بالمدرسة كيف تستقل ماليا؟ كيف تكون لديك مزرعة خاصة بك مكتفية ذاتيا توفر لك ما تحتاج من طعام دون الاعتماد على احد؟ كيف تستثمر أموالك لتجني أموالا أكثر؟ هل علموك كيف تبدع وتبتكر وتخترع وتبحث وتفكر؟ كيف تحل مختلف المشاكل التي قد تواجهك؟ كيف تفكر خارج الصندوق؟

لا!

كل ما تعلمته هو حفظ قواعد ومعادلات ونصوص ادبية كتبها أخرون..تم التعامل معك كهارد ديسك يتم حفظ المعلومات فيه ثم استدعائها أثناء الطلب..لا فرق كبير بينك والببغاء في هذه الحالة..

كل ما يتم فعله هو إهانة مستمرة لكيانك، سلبك لحقوقك وحريتك الطبيعية وقولبتك داخل إطار وجودي، فكري، روحي، نفسي، جسدي ضيق حتى الحيوانات لن ترضى بالعيش فيه

هل لاحظت كمية الاخبار السلبية والكوارث والدمار التي تنهال عليك ما إن تفتح موقع للأخبار أو مواقع التواصل الإجتماعي؟

إذا أردت القراءة عن أشياء تثلج الصدر عليك البحث عنها بالذات..

يتم إيهامك أن الأرض جحيم مستمر لا يتوقف

لكن ما إن تغلق هاتفك أو حاسوبك وتنظر للحياة أمامك تراها ساكنة طبيعية وليست بتلك الحدة التي يتم تصويرها عليه في وسائل الإعلام..عفوا..وسائل التغطية والتعمية والخداع..

إن مساحة الاراضي المستوطنة من الإنسان في هذا الكوكب هي جد صغيرة ولم تتعدى حتى الـ1%


لكن سيخبرونك بان هناك ازمة خانقة في العقار..والتي هي مفتعلة أصلا، تكديس الناس بمساحة صغيرة سيؤدي لهذا المشكل بالطبع

إن كل شيء مصمم بقصد وعن غير قصد لإثارة اعصابك واستفزازك وجعلك تدور في عجلة هامستر لا نهائية


والأخطر من هذا أن الغالبية من الأفراد لا يعلمون بهذا ويظنون حالهم هو الحال الطبيعي

فقط بعد إستيقاظك من السبات العميق سترى مدى الخدعة والتفاهة التي كنت بها

إن هذا العالم لا يعاني من أزمات طاقة وفقر وحرب إلخ..هذه كلها أشياء مفتعلة وجدنا حلولا لها منذ آلاف السنوات

لكن البعض لا يريد ذلك، البعض يريد استمرار الوضع الحالي، لسبب ما..وهذا السبب ليس سياسي، أو مالي، او حب قوة وتحكم فهاته الأشياء قد تتوقعها من أشخاص غير ناضجين محدودي الفكر، القائمون على هذا العالم ليسو محدودي الفكر بل يفعلون ذلك لغاية محددة، وكل ماسبق ذكره يملكونه وأكثر..


أريد منك أن تستعيد تفكيرك وفطرتك السليمة

فكما يقول المثل الإنجليزي

Common sense is not that common



عندما تقرأ أو تسمع خبرا ما، عليك دائما سؤال نفسك..بماذا يفيدني هذا؟ ومن يستفيد من إخباري بهذا؟

إذا كنت لا تقرأ الصحف فانت غير مطلع، وإذا قرأتها فأنت مضلل ~ مارك توين

وإذا أردت إقتراحا أفضل! عليك برمي التلفاز في القمامة وحذف كل مصادر الاخبار والصفحات التي تتابعها والبدء في هواية زراعة النباتات مثلا، فهي أفضل بكثير لك من وجع الرأس ذاك

صدقا..ما الذي استفدته من متابعتك للاخبار في الخمس سنوات الأخيرة؟

أم أنك تملأ وقت الفراغ؟ وتستمتع بالزخم المستمر للأخبار الكارثية والسلبية؟ إذا كان الامر كذلك فأنت تعاني من مشكلة وعليك مساعدة نفسك بسرعة لأن ما تقوم به غير طبيعي


هلا لاحظت أنه لا توجد أفلام يوتوبيا ؟


لا بد أن يكون هناك صراع ما بالفلم..مشكلة ما يجب ان تحل من قبل البطل أو الأبطال..

على حد علمي لا توجد أفلام مسالمة جميلة خالية من المشاكل والصراعات، وإذا وجدت فدلوني على بعضها

هل لاحظت أن الفيديوهات والمنشورات الغير اعتيادية في مواقع التواصل هي التي تحقق أكبر عدد من التفاعل؟


لقد صار الإنسان مخدرا ولا شيء يثير مشاعره وأفكاره المتجمدة إلا جرعات متزايدة من العنف والظواهر الغريبة


لا أحد مهتم بتفاصيل زهرة وعجائبها مثلا او جناح طائر، أو شروق وغروب الشمس، هذه الصور والظواهر فقدت معناها ولم تعد تعني شيئا


الإنسان المعاصر صار مخلوقا مخدرا عن كل الجمال والسحر، مخلوقا تعيسا شريرا يريد دمار كل شيء وحتى نفسه!


إلى متى؟ وإلى أين؟ أيها الإنسان ستظل على حالك!

احد الأشياء التي دعتني لكتابة هذا الموضوع اليوم هو صور وزراء الصحة بالعالم الأول!

المفروض ان يكون وزير الصحة مثالا وقدوة بأي شيء يتعلق بالصحة!

لكن ما تراه هو أشخاص شديدو السمنة باوجه سوداء شاحبة ومشاهد منفرة.


عليك أن تتوقف عن سماع الكلام، وان ترى الأفعال، فالكلام حقنة مهدئة يستخدمها الجميع لقول ما يريدون، فقط في الفعل يظهر معدن الشخص الحقيقي

إذا أرادت الحكومة حقنك بشيء ما، إسأل نفسك، هل الحكومة تريد خيرا لي؟ هل تريد مساعدتي على تجنب هذا المرض؟ وإذا رفضت، ماذا سيفعلون معي؟ ولماذا؟ وهل هذا حبا بي؟

دائما إطرح الأسئلة، وبعد ان تطرح كما كافيا منها، وتجد الاجوبة، اخرج من المستنقع إلى أرض الحرية البعيدة عن كل هذا.
 
لقد صار الإنسان مخدرا ولا شيء يثير مشاعره وأفكاره المتجمدة إلا جرعات متزايدة من العنف والظواهر الغريبة


لا أحد مهتم بتفاصيل زهرة وعجائبها مثلا او جناح طائر، أو شروق وغروب الشمس، هذه الصور والظواهر فقدت معناها ولم تعد تعني شيئا

الأمر أعمق من ما يبدو عليه ...

الإنسان لديه ميل طبيعي إلى كسر الطبيعة، وتجاوز حدود العالم الموضوعي، وهذا الميل هو رغبة الروح الحقيقية، ومع أن هذا الميل منافر للوجود الطبيعي المستقر الثابت، ولكنه يمثل أهم نقطة على الإطلاق في وجودية الإنسان.

هذه الرغبة ... البحث عن الحقيقة، الاتحاد الذاتي وتجاوز الاغتراب الموضوعي، هي أعمق وأقوى رغبة في الوجود، إنها السبب الذي يجعل الإنسان يبحث عن ذك الحق المطلق الذي يسميه (الله) ويحاول الوصول إلى أجوبة عن الأسئلة الوجودية وتواصل مع عوالم أخرى، إنه يعلم بقرارة نفسه في مكان ما أن الواقع الذي يحياه و "معطى إجباري" عليه، ولكن الحقيقة غير ذلك ، وليست ملزومة بقوانين الطبيعة التي نعرفها.

ولكن حين تستيقظ هذه الرغبة جيداً في الذات، فإن الذات تكسر القواعد وتستغني عن المعطيات وتتوجه مباشرة إلى ذلك الهدف النهائي، وهذا يعني زوال أنظمة العالم على يد شخص واحد استيقظ بما يكفي لإدراك الحقيقة.

الأنظمة العالمية تحاول أن تجعل الناس لا يركزون جيداً على هذه الرغبة، ولكن الرغبة تبقى موجودة وتتحول إلى "دافع تفاعلي" يتمثل في رغبة السيادة على الطبيعة (الرغبة الذكرية) أو تملك الطبيعة (رغبة أنثوية) وما يفعله النظام العالمي هو وضع المسارات الممهدة حتى تتحول رغبة الروح إلى مصدر وقود لهم من خلال ربطها بمقاهيم وقوالب عقلية عن العالم والوجود والحياة.

إن التوتر الفطري الذي يحسه الإنسان عندما يحاول أن يحيا لوحده، هو رغبته في تجاوز مستوى الوجود الطبيعي إلى وجود آخر أكثر حيوية وقيماً ونقاءً.. ولأن الإنسان عادة لا يتحمل هذا التوتر فإنه يلجأ إلى "نسيان الدافع الأصلي" وهذا يجعل مصادر النسيان تعمل عمل الأفيون، بينما الدافع المنسي يعمل عمل الدوبامين، هذا ما يحدث فعلياً...

النظام العالمي يجهز الإنسان ليكون طبيعياً جداً ، مثله مثل الحيوانات في الغابة، يستقر في مستواه الوجودي ولا يطلب ما وراءه لأنه أصلاً لا يحس بوجود شيء وراءه، ولا يحس ب"القيمة" في ذلك الوجود...

لا يمكن أن نقول إن التصالح مع الطبيعة هو الحل الحقيقي، لأن الحل الحقيقي هو أن يدرك الكئان رغبة الروح فيه ويجعل العالم يخضع لروحه ، أو بالأحرى يتحرر من العالم ... ويعود إلى ذاته الحقيقية، وهناك بالطبع، لن يبثى النظام الطبيعي ثابتاً لأن ثابته سيكون فاقداً للتعليل والمعنى، بعد أن تحرر الكائن من "قهر الوجود"
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الإنسان لديه ميل طبيعي إلى كسر الطبيعة، وتجاوز حدود العالم الموضوعي، وهذا الميل هو رغبة الروح الحقيقية، ومع أن هذا الميل منافر للوجود الطبيعي المستقر الثابت، ولكنه يمثل أهم نقطة على الإطلاق في وجودية الإنسان.

الرغبات بالمفهوم المتعارف عليه هي مجرد سطح ومظهر ثانوي Substitute للرغبة والتوق الحقيقي الذي هو التوسع والمعرفة والحرية المطلقة، وهي رغبة لاواعية بالأصل، وفي مستوى الوعي السطحي الإنسان يعمل تجاهها بتحقيق الرغبات التي نسميها دنيوية، سيارة جديدة، إنجاز جديد، مال أكثر، بريستيج اجتماعي إلخ

ودعونا لا نسيئ الفهم، نحن لسنا ضد هذه الاشياء، فهي جميلة ومرغوبة، لكنها ليس الغاية بحد ذاتها

المشكلة مع هذه الرغبات الدنيوية انها لن تنتهي، فهناك دائما ماهو أفضل وأحسن، إذا كيف نستطيع وصول الهدف النهائي الذي هو التوسع والحرية والوعي المطلق؟

هذه هي ثمرة الدرب الروحي، وهذا موضوع أخر

انت محق عن الهدف النهائي، لكن قبل تحديث الناس عن النجوم حدثهم عن القمر أولا، فقط عند فهم القمر يمكنهم البدء بالتفكير حول النجوم.
 
الرغبات بالمفهوم المتعارف عليه هي مجرد سطح ومظهر ثانوي Substitute للرغبة والتوق الحقيقي الذي هو التوسع والمعرفة والحرية المطلقة، وهي رغبة لاواعية بالأصل، وفي مستوى الوعي السطحي الإنسان يعمل تجاهها بتحقيق الرغبات التي نسميها دنيوية، سيارة جديدة، إنجاز جديد، مال أكثر، بريستيج اجتماعي إلخ

مشكلتك أنك تثقين كثيراً بما تعلمه الماسونية والثيوصوفية واليوغا الغربية الغنوصية، أرى أن لديك مصدراً معيناً تستقين منه المعارف وتدينين له بالولاء، ومع أنه من الصعب تحديد هذا المصدر ولكنه ينتمي إلى الدائرة السابقة.

تذكر أن هذه المدارس لا تختلف عن النظام العالمي أو أي نظام دولي آخر، ونفس المشكلة التي تعانيها في نظام الدول والأديان ستكون حاضرة في أنظمة المذاهب الروحية والمدارس السرية.

حتى تكون ذاتك عنصراً في نظام فلابد، أن تتنازل عن بعض الحرية في إدراك الوجود ...

يجب أن يكون هناك نوع من "التلقي" و"الاستسلام" و"الوثوق" اللامبرر بما يطرحه الآخر من المعرفة، التي ستبقى افتراضية طالما أنها ضمن نطاق "الوثوق بها" وليس بينها وبين الذات اتصال مباشر.

لا ، الرغبة واللاوعي ظاهرتان منفصلان عن بعضهما ...

اللاوعي المطلق لا يرغب بشيء، لأنه حالة نوم مطلق، عندما يدخل أحد أجهزة الجسم في طور اللاشعور فما يحدث فعلياً هو أنه "يتوقف عن التفاعل الحيوي" ، الأفعال اللاإرادية التي تدير أجهزة الجسم مبنية على "نظام" وليس على "رغبة".

في حالة "الرغبة النقية" فهي لا تصدر إلا من الوعي، لكن ما يحدث في هذا العالم هو رغبات تتعلق بموضوعات معينة، ليست رغبة نقية بالحياة، بل مجموعة رغبات خاضعة لأنظمة وقوانين موضوعية ... هذا يعني أن اللاوعي هو "النظام" الذي يوجّه الرغبة.

رغبة الحياة نقية جداً على أن تأخذ مجال تعريف محدد مثل الميول الجنسية الفاتيشية، ولكن، مع تراكم المعتقدات والتوجيهات اللاشعورية يتحول الدافع الحيوي إلى دافع جنسي ، له تعريف محدد (ميول شاذة).. الوحش الحقيقي هو اللاشعور، والنظام العالمي يريد دائماً تقويض الشعور وأسره في اللاشعور، لأن تحرر الشعور إلى الحد الأعلى قادر على تحقيق قيامة للكون بأسره، ولا اظن أحداً من الناس عموماً سيحب حادثة القيامة، ليس لأنها سيئة، بل لأنه تهدد وجوده كشخص... ومصالحه كشخص، وممتلكاته كشخص، أنا متأكد... أن كل البشرية معاً ستقف في طريق الوعي إذا علمت أنه سيوجه العالم إلى القيامة والحق المطلق ، والعدالة المطلقة... ولا اشك ولو قليلاً بذلك، لأنهم لم يكونوا بشراً أصلاً لو لم يرغبوا بقليل من الأنانية.

اللاوعي لا يرغب بشيء، الرغبة تحتاج إلى حركة (تفاعل) والتفاعل لا يأتي من حالة لا وعي مطلق، ففي حالة النوم يعجز "الوعي" عن التفاعل، بينما الأنظمة التابعة لسلطة اللاوعي وهي (الجسد) لا تقوم بأي تفاعل غير مبرمج مسبقاً، اللاوعي فاقد للرغبة، والإنسان الذي ليس لديه رغبة ليس لديه ما يكفي من الوعي ليرغب، الإنسان النائم هو الذي لا يحس بأي رغبة في العالم خارج حدود حاجته الفسيولوجية.

الرغبة الحيوية مطلقة، تأتي من الوعي النقي، يقولبها اللاوعي في إطار زمني محدد، الوعي الخالص يرغب بالقيم والمطلق، وهذا يعني تجاوز العالم الطبيعي، وهذه الرغبة متأصلة في طبيعة الوعي، لأن ووعياً خالصاً لا يملك تعلقات، لا يملك أيضاً شيئاً ليحيا لأجله في هذه الحياة ... ^_^

ما الذي يرغبه وعي خالص من الجنس مثلاً أو من الطعام واختبار أشياء موضوعية ، بينما يستطيع توجيه عيونه نحو الحقيقة والقيم ...
 
مشكلتك أنك تثقين كثيراً بما تعلمه الماسونية والثيوصوفية واليوغا الغربية الغنوصية، أرى أن لديك مصدراً معيناً تستقين منه المعارف وتدينين له بالولاء، ومع أنه من الصعب تحديد هذا المصدر ولكنه ينتمي إلى الدائرة السابقة.

لا داعي للأحكام والشخصنة، ناقش أفكاري ودعك مني ومن "أجنداتي" لكن بما انك تحدثت عن هذا فدعني أخبرك، لا، لا أدين باي ولاء لأي أحد، وأيضا لا أثق بأي شيء أو بمصدر او بشخص، التجربة الشخصية فقط هي مرجعي، كل ما أقوله هو نتاج تجربة شخصية أشاركها مع من يريد العمل بها، ومن لا يريد فهو طبعا حر.

كثير من الأشياء التي أقولها تجدها في الماسونية واليوغا وغيرهم.. هذا صحيح فما مشكلتك مع هذا؟ تتحدث وكأن كل شيء يجب ان يكون خاطئ أو به أجندة ما مادام لم يأتي من داخلنا أو أتى من اليوغا او غيرها...ما أقوله قادم من الخارج والداخل، والمهم انه صحيح، والمهم انه نتاج تجربة شخصية والاهم من هذا أني دائما ادعو للتجربة وعدم الوثوق بأي شيء، فتأتي انت وتقول لي أثق وأدين بالولاء، ما هذا؟!
 
مشكلتك أنك تثقين كثيراً بما تعلمه الماسونية والثيوصوفية واليوغا الغربية الغنوصية، أرى أن لديك مصدراً معيناً تستقين منه المعارف وتدينين له بالولاء، ومع أنه من الصعب تحديد هذا المصدر ولكنه ينتمي إلى الدائرة السابقة.

تذكر أن هذه المدارس لا تختلف عن النظام العالمي أو أي نظام دولي آخر، ونفس المشكلة التي تعانيها في نظام الدول والأديان ستكون حاضرة في أنظمة المذاهب الروحية والمدارس السرية.

حتى تكون ذاتك عنصراً في نظام فلابد، أن تتنازل عن بعض الحرية في إدراك الوجود ...

يجب أن يكون هناك نوع من "التلقي" و"الاستسلام" و"الوثوق" اللامبرر بما يطرحه الآخر من المعرفة، التي ستبقى افتراضية طالما أنها ضمن نطاق "الوثوق بها" وليس بينها وبين الذات اتصال مباشر.

لا ، الرغبة واللاوعي ظاهرتان منفصلان عن بعضهما ...

اللاوعي المطلق لا يرغب بشيء، لأنه حالة نوم مطلق، عندما يدخل أحد أجهزة الجسم في طور اللاشعور فما يحدث فعلياً هو أنه "يتوقف عن التفاعل الحيوي" ، الأفعال اللاإرادية التي تدير أجهزة الجسم مبنية على "نظام" وليس على "رغبة".

في حالة "الرغبة النقية" فهي لا تصدر إلا من الوعي، لكن ما يحدث في هذا العالم هو رغبات تتعلق بموضوعات معينة، ليست رغبة نقية بالحياة، بل مجموعة رغبات خاضعة لأنظمة وقوانين موضوعية ... هذا يعني أن اللاوعي هو "النظام" الذي يوجّه الرغبة.

رغبة الحياة نقية جداً على أن تأخذ مجال تعريف محدد مثل الميول الجنسية الفاتيشية، ولكن، مع تراكم المعتقدات والتوجيهات اللاشعورية يتحول الدافع الحيوي إلى دافع جنسي ، له تعريف محدد (ميول شاذة).. الوحش الحقيقي هو اللاشعور، والنظام العالمي يريد دائماً تقويض الشعور وأسره في اللاشعور، لأن تحرر الشعور إلى الحد الأعلى قادر على تحقيق قيامة للكون بأسره، ولا اظن أحداً من الناس عموماً سيحب حادثة القيامة، ليس لأنها سيئة، بل لأنه تهدد وجوده كشخص... ومصالحه كشخص، وممتلكاته كشخص، أنا متأكد... أن كل البشرية معاً ستقف في طريق الوعي إذا علمت أنه سيوجه العالم إلى القيامة والحق المطلق ، والعدالة المطلقة... ولا اشك ولو قليلاً بذلك، لأنهم لم يكونوا بشراً أصلاً لو لم يرغبوا بقليل من الأنانية.

اللاوعي لا يرغب بشيء، الرغبة تحتاج إلى حركة (تفاعل) والتفاعل لا يأتي من حالة لا وعي مطلق، ففي حالة النوم يعجز "الوعي" عن التفاعل، بينما الأنظمة التابعة لسلطة اللاوعي وهي (الجسد) لا تقوم بأي تفاعل غير مبرمج مسبقاً، اللاوعي فاقد للرغبة، والإنسان الذي ليس لديه رغبة ليس لديه ما يكفي من الوعي ليرغب، الإنسان النائم هو الذي لا يحس بأي رغبة في العالم خارج حدود حاجته الفسيولوجية.

الرغبة الحيوية مطلقة، تأتي من الوعي النقي، يقولبها اللاوعي في إطار زمني محدد، الوعي الخالص يرغب بالقيم والمطلق، وهذا يعني تجاوز العالم الطبيعي، وهذه الرغبة متأصلة في طبيعة الوعي، لأن ووعياً خالصاً لا يملك تعلقات، لا يملك أيضاً شيئاً ليحيا لأجله في هذه الحياة ... ^_^

ما الذي يرغبه وعي خالص من الجنس مثلاً أو من الطعام واختبار أشياء موضوعية ، بينما يستطيع توجيه عيونه نحو الحقيقة والقيم ...
ايمكنك تبسيط الشرح اذا سمحت؟ اريد فهم هذه النقطة لأنه اشعر اني احتاجها
ايضا ايمكنك استخدام التصوير او التشبيه في الشرح
شكرا لك
 
لا داعي للأحكام والشخصنة،

في الحقيقة ، سمة "الماسونية" بالنسبة لي هي مديح وليست حكماً سلبياً..

أن تكون ماسونياً يعني أنك تعبت كثيراً واجتهدت وقاومت ، صحيح أن هناك أجندة ، ولكنك على الأقل ، لست "ضمن فئة الإنسان العام" ...

من خلال ملاحظتي ، الماسونيون أشخاص يتميزون بذكاء فائق ، وبخبرات وقدرات عالية ، وبالكثير من المعرفة والكثير من المؤهلات ، وفي البلاد الغربية يكون الماسونيون أخطر بكثير من نظرائهم العرب

لذلك هذه لست شخصنة يا سيدة أنجيل ...


ناقش أفكاري ودعك مني ومن "أجنداتي" لكن بما انك تحدثت عن هذا فدعني أخبرك، لا، لا أدين باي ولاء لأي أحد، وأيضا لا أثق بأي شيء أو بمصدر او بشخص، التجربة الشخصية فقط هي مرجعي، كل ما أقوله هو نتاج تجربة شخصية أشاركها مع من يريد العمل بها، ومن لا يريد فهو طبعا حر.

جميل ... هل تجربتك الشخصية أثبتت أن اللاوعي هو الذي يرغب ؟


كثير من الأشياء التي أقولها تجدها في الماسونية واليوغا وغيرهم.. هذا صحيح فما مشكلتك مع هذا؟ تتحدث وكأن كل شيء يجب ان يكون خاطئ أو به أجندة ما مادام لم يأتي من داخلنا

هذا صحيح ... في الحقيقة ، التفكير نفسه هو المؤامرة الكبرى ، الأفكار لا تأتي من العدم ، بل تأتي من الشيطان ... ولا يهم ما هي طبيعة النظام الفكري، كل الأنظمة الفكرية بلا استثناء خاطئة ومضللة لمجرد أنها مكونة من نظائر فكرية للحقيقة تقف حائلاً بين الذات والوجود
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أن تكون ماسونياً يعني أنك تعبت كثيراً واجتهدت وقاومت ، صحيح أن هناك أجندة ، ولكنك على الأقل ، لست "ضمن فئة الإنسان العام" ...

من خلال ملاحظتي ، الماسونيون أشخاص يتميزون بذكاء فائق ، وبخبرات وقدرات عالية ، وبالكثير من المرفة والكثير من المؤهلات ، وفي البلاد الغربية يكون الماسونيون أخطر بكثير من نظرائهم العرب

في السابق الأمر كان محصور على نخبة معينة...ولازال، لكن الان هناك مدارس ومنظمات وفروع تنمو بكل مكان كالفطر، حتى "الدرجات العليا" صارت مليئة بالحمقى

المدارس العرفانية الحقيقية نادرة جدا ومخفية وستبقى كذلك، اما الأخرون فسيجدون تسليتهم ومبتغاهم في التجمعات والحفلات والمؤتمرات والألبسة والرموز ووو إلخ ظنا منهم أنهم وصلو لشيء ما، والمكان يبدو غالبا كدار المسنين، بينما طالب الحكمة يكون شابا مليئا بالحيوية

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

هناك محافل في كل الدول العربية تقريبا وعناوينها علنية، يمكنك الذهاب ورؤية مدى الغباء الذي يدور هناك، نفس الشيء بالغرب

الأمر لا يعدو كونه مكان لتبادل المصالح وتكوين علاقات ومعارف، وهذا أبعد ما يكون عن الحكمة الأبدية

لكن نعم كما قلت، تظل هناك نخبة حقيقية خفية بمكان ما، ما اريد قوله، هو ان ليس كل شخص انتسب لسيرك ما فهذا يعني أنه "خطير" أو وصل لشيء ذو قيمة، لذا إن كنت مكانك سامتنع عن هذه الأحكام



جميل ... هل تجربتك الشخصية أثبتت أن اللاوعي هو الذي يرغب ؟

هذا موضوع ليس بالبسيط، يجب إعطاء تعريف للاوعي أولا، والذي يختلف من لا وعي الجماد إلى النبات فالحيوان فجسد الإنسان

بعد ذلك يجب إعطاء تعريف للوعي

والأهم من هذا، معرفة ماهية الإنسان، فلا يمكن قول ان هذا وعي او لا وعي ونحن لا نعلم ماهو الإنسان بداية؟!


كما ترى الموضوع معقد ويلزمه وقت ودراسة مخصصة له بحد ذاته



هذا صحيح ... في الحقيقة ، التفكير نفسه هو المؤامرة الكبرى ، الأفكار لا تأتي من العدم ، بل تأتي من الشيطان ... ولا يهم ما هي طبيعة النظام الفكري، كل الأنظمة الفكرية بلا استثناء خاطئة ومضللة لمجرد أنها مكونة من نظائر فكرية للحقيقة تقف حائلاً بين الذات والوجود

أتفق معك! التفكير أداة وليس ماهيتك، التفكير..والعقل بحد ذاته أداة موجودة للمساعدة بتنفيذ مهام محددة، إنه حاسوب كما قلت لك بموضع اخر

الوعي بالمستويات العليا وعيشها في الحياة اليومية يستلزم استنهاضها والإستيقاظ من حالة النوم أو اللاوعي

وهذا لا يتحقق إلا بالتأمل.
 
هذا موضوع ليس بالبسيط، يجب إعطاء تعريف للاوعي أولا، والذي يختلف من لا وعي الجماد إلى النبات فالحيوان فجسد الإنسان

بعد ذلك يجب إعطاء تعريف للوعي

هل تعتقدين حقاً أنه يجب إعطاء (تعريف) للاوعي ؟ أم أن معناه واضح تماماً ، وما يجب فعله حقاً هو "توجيه الإدراك" نحو معناه، عوض بناء الافتراضات الذهنية عنه ؟

لا يجدر أن تجدين صعوبة في إدراك معنى اللاوعي، وتفريقه عن الوعي ... ولا يجدر أن يكون من الصعب إدراك أن اللاوعي تماماً كالظلام، كيان نائم في سكون أبدي، لا يحركه إلا حلول نور الوعي فيه، كما أن الطاقة تحرّك العالم المادي (الظلام) وكما تعلمين ، كل الطاقات الفيزيائية أساها الأعمق هو "الضوء" وكل المواد هي حالات "تشتيت للضوء" أو "أسر للضوء" ...

حسناً ، يمكن التبحر والتفصيل كثيراً في معنى اللاوعي، ولكن القاعدة التي ننطلق منها في فهمه هي الأهم، وحين يكون اللاوعي "كحالة" موضوعاً للإدراك "الواعي" يعلم الوعي أن اللاوعي هو نقيضه في التفاعل مع الوجود، أي أن الذات هي وعي خالص، الذات + الوجود قد تؤدي إلى حالة وعي بالوجود، أو إلى حالة لا وعي بالوجود.

السبب في أنك لا تستطيعين تحريك المادة عن بعد ، هو أن وعيك لا يتصل بوجود المادة البعيد...

إذن ، اللاوعي بحد ذاته، من دون وعي ( من دون ذات ) ليس له رغبة ولا يتفاعل ، وهو صفري الوجود، كل شيء موجود بنفس المكان والزمان ، كل التجارب متاحة بنفس القدر، ولكن المشكلة الوحيدة، هي أنه "ميّت" ليس فيه حياة، ولذلك لا يتحرك.. مجرد احتمالات..
 
هل تعتقدين حقاً أنه يجب إعطاء (تعريف) للاوعي ؟ أم أن معناه واضح تماماً ، وما يجب فعله حقاً هو "توجيه الإدراك" نحو معناه، عوض بناء الافتراضات الذهنية عنه ؟

نحن هنا نستعمل اللغة العربية لتبادل الأفكار، طبعا لو قمت بتوجيه تركيزي نحو مفهوم اللاوعي وكان تركيزي مؤهلا ساصل لماهية اللاوعي بشكل فردي ذاتي

لكن بما أننا نتبادل الأفكار، وهناك اخرون يقرؤونها بشكل موضوعي فلا بد من تقديم تعريف مكتوب، ولو انه لن يكون بنفس جودة ماهية المفهوم الخالص الذي تصل له بطرق التأمل

أتفق معك بكل شيء عدا نقطة انك واللاوعي منفصلان

بالنسبة لي، اللاوعي مرحلة ضرورية لظهور الوعي، درجة لا بد منها

سؤال لك: هل تظن أن الحواسيب او الذكاء الصناعي يمكنه ان يكون واعيا في المستقبل؟

إذا جوابك نعم فعندها انت توافقني، لأن الذكاء الصناعي ماهو إلا ترتيب لاطنان من المعلومات الميتة بحد ذاتها

طبعا الفرق كبير بين الذكاء الصناعي الواعي والشخص الواعي هذا يبقى مجرد تشبيه

إذا كنت كما تقول وعيا حرا لا بداية ولا نهاية له فانت حينها كلي القدرة كلي المعرفة، لكن انت هنا مسجون بجسد بيولوجي، إذا ربما أنت لست ذلك الوعي اللامحدود الذي تعتقده، فالوعي المطلق لن يخدعه أو يغلبه شيء ولن يسمح بسجنه في جسد؟!


بالنسبة لي..الوعي يبدأ صغيرا ويكبر ويتطور، ليس هناك تحرر، بل بناء وإضافة
 
لكن السؤال الأعظم يبقى ماهو الوعي بحد ذاته؟

كيف تعرف أن الأفراد الذين تتعامل معهم واعون؟ لم لا يكونون مجرد إسقاطات وجودية او عقلية او روبوتات بيولوجية ؟

لا مجال للتفريق بين كيان واعي، وروبوت مبرمج على الإجابة على كل شيء بنفس الطريقة التي يفعلها كيان "واعي"

هذه هي فكرة التجربة العقلية للغرفة الصينية

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

وفي الحقيقة...معظم البشر غير واعين، فأفكارهم، مشاعرهم، وردود أفعالهم مبرمجة مسبقا وتتبع المحفزات الخارجية ويمكن توقعها بدقة وهم غالبا مجرد حواسيب بهذه المرحلة، فقط الشخص الواعي يصعب توقع أفعاله..لاحظ قلت أفعاله وليس ردود أفعاله.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
نحن هنا نستعمل اللغة العربية لتبادل الأفكار، طبعا لو قمت بتوجيه تركيزي نحو مفهوم اللاوعي وكان تركيزي مؤهلا ساصل لماهية اللاوعي بشكل فردي ذاتي

لكن بما أننا نتبادل الأفكار، وهناك اخرون يقرؤونها بشكل موضوعي فلا بد من تقديم تعريف مكتوب، ولو انه لن يكون بنفس جودة ماهية المفهوم الخالص الذي تصل له بطرق التأمل


الأجدى والأقرب إلى الحق.. هو أن نعطي للناس طريقاً منهجياً يتيح لهم استخدام إدراكهم الشعاعي لفهم الموضوعات ، عوض تعريفها لهم لفظياً ...

حتى ولو أصاب الناس تعاريف مفهومية للأشياء فهذا لا يجعلهم قادرين على استخدام هذه التعاريف من أجل حياة حقيقية...

الحياة الحقيقية لا تعتمد على "الإنجاز" بل على "الوعي" ، أي أنك لن تستفيدي شيئاً من مليون دولار تأتيك في يوم يصادف شرب حبة منوم، ستذهب كما لو لم تأتي، وكذلك كل شيء آخر، وهذه الحقيقة جعلت المتصوفين يزهدون الدنيا، ليس لأنهم حمقى، بل لأنهم يريدون الخروج من حالة التفاعل اللاشعوري، كما تعلمين ، المجتمع يدفع الأرواح لتتفاعل لاشعورياً من أجل "الإنجاز الموضوعي" ويكافؤهم بأشياء لا قيمة لها إذا ما قورنت بلذة الحياة الحقيقية (حياة الوعي المتحرر من العلاقات).

والأحسن هو نقلهم مباشرة إلى مرحلة الإدراك الحُر ... وهذا يعني إبلاغهم بالحقيقة بطريقة فنية

أتفق معك بكل شيء عدا نقطة انك واللاوعي منفصلان

بالنسبة لي، اللاوعي مرحلة ضرورية لظهور الوعي، درجة لا بد منها

سؤال لك: هل تظن أن الحواسيب او الذكاء الصناعي يمكنه ان يكون واعيا في المستقبل؟

الوعي هو "وجود" له تكوينه المختلف جوهرياً عن الوجود الموضوعي، والتقنيات الموضوعية مهما بلغت من التعقيد لا تعطي "وجوداً" يختلف عن الوجود الموضوعي،

الذكاء ليس هو "الوعي" ، وبينما يمكن صناعة الذكاء، لا يمكن صناعة الوعي ، كما بالضبط ، لا يمكن صناعة "وجود غير مادي" يختلف عن هذا الوجود، من وسائل مادية.

ربما يكون الوعي غير ذكي، أو غير تفاعلي حتى ، ولكنه غير مادي ...

ينبغي الانتباه قليلاً ، "الوعي" هو معنى تختبره الذات ، ذاتياً ، وتدرك أنه منفصل عن كل شي آخر، وهذا الوعي ، بطريقة ما ، لا يحتاج إلى أي شيء آخر، وبطريقة ما ، هو متحد مع الوجود الحقيقي ولا يحتاج أن يرتحل إليه.. وبطريقة ما ك المعاني الحقيقية مختلفة تماماً عن المعاني التي نعرفها في هذا الوجود، مثل معنى "الانتقال" و"المكان" و"الزمن" فهي غير حقيقية من منظور الوعي الذي يحاول إدراك الحقيقة.

إنه خارج الزمان والمكان، شاهد عليهما من بعيد ... وهو حسّأس جداً للكلمات والأنغام والمشاعر، لا يوجد طريق آخر يبدأ من الوجود الموضوعي للوصول إليه ، التدريبات والمعرفة بالنسبة له ، تقريباً لا شيء... ما يعلمه هو المشاعر والحقائق فقط..

الوعي لا يعترف بالحدود، إذا قلت له أن الطيران مستحيل فسيسألك "لماذا مستحيل" وما العلة في ذلك، وإذا قلت أن الجسد البشري وقوانين الفيزياء تمنع الطيران فسيسأل "ولماذا هذه القوانين تحكم الجسد؟ ولماذا الجسد يحكم علاقتي مع الوجود ؟" و"لما لا يوجد وسائل أخرى أنا لا أعرفها للتحرر من القوانين والجسد... لما لا يوجد جوانب ومجالات في العالم والحياة وكينونتي تختلف عن ما أعرف مسبقاً ؟ أصلاً ما الذي أعرفه ؟ وكيف أحكم عله بالصدق أو أثق به ؟

الوعي متمرّد بطبيعته، وتمرّده عنيف جداً ، تماماً كالجوكر، ليس تمرد التلميذ النجيب، إنه تمرد وقح وشرس ...

إنه يسأل دائماً ولا يتوقف أبداً عن السؤال حتى يصل إلى الحقيقة أو يلامس طيفاً منها ...

الأطفال يملؤهم الفضول، البالغون قانونيون ، منتظمون ، حيوانات مستقرة جداً وتكره تجاوز واقعها لأنه يعني خسارة الأمور التي لا يريدون خسارتها.

إذا جوابك نعم فعندها انت توافقني، لأن الذكاء الصناعي ماهو إلا ترتيب لاطنان من المعلومات الميتة بحد ذاتها

طبعا الفرق كبير بين الذكاء الصناعي الواعي والشخص الواعي هذا يبقى مجرد تشبيه

إذا كنت كما تقول وعيا حرا لا بداية ولا نهاية له فانت حينها كلي القدرة كلي المعرفة، لكن انت هنا مسجون بجسد بيولوجي، إذا ربما أنت لست ذلك الوعي اللامحدود الذي تعتقده، فالوعي المطلق لن يخدع شيء ولن يسمح بسجنه في جسد؟!

حسناً ...

لاحظي أنك تعطين الآن "تبريراً عقلياً" لوجود العقل اللاواعي وتحكمه في حياتك ( ومعنى العقل اللاواعي هنا يشمل كل ما لا تستطيعين الاتصال به بالوعي مباشرة مثل الطبيعة والزمن الموضوعي...)

ولكن من الذي قال أن الوجود الحقيقي هو "وجود معقول" حتى يخضع لقواعد المنطق ويمكن فهمه بالاستدلال بسهولة ؟

إذا أخذتم الأمر بطريقة استدلالية منطقية ، من مقدمة "الوعي يتلازم مع اللاوعي" و"ما يتلازم مع اللاوعي مقيّد" إذن الوعي مقيد.

وما يكون مطلقاً لا يمكن تقييده فيما بعد .. إذن الوعي لم يكن مطلقاً من الأصل ...

هذا صائب ولكنه مجرد استدلال ...

الحقيقة أكبر من أن تعالج منطقياً، إدراك الحقيقة يعتمد على الاتصال بالمعاني، والاستدلال يعتمد على التفكير بالبناء الوظيفي وجعله حكماً على المعاني ..

الاستدلال ينطلق من ما توجبه العلاقات بين المعاني، بغض النظر عن ما تعنيه المعاني حقاً، الحقيقة تعتمد على ما تؤدي إليه المعاني نفسها...

مثلاً ، معنى "تلازم الوعي مع اللاوعي" لا يتضمن حُكم "تقييد الوعي المطلق" ، لأن التلازم بالنسبة للوعي، محكوم بطبيعة الوعي، ومن منظور الوعي نفسه التلازم لا يكون "تقييداً ذاتياً" ، أي أن ذاتك ليست مقيدة بالوجود الموضوعي تقييداً جوهرياً.

المنطق يختلف، بين السماء والأرض، وبين عالم الحقيقة والعالم الموضوعي

علاقات التلازم التي نعرفها في العالم الموضوعي فاقدة للمعنى في عالم الحقيقة، لأنها تنطبق على الوجودات الموضوعية، الوعي ربما لم يتقيد أصلاً، ربما ليس مقيداً حالياً ، ربما العالم الموضوعي هو نتيجة "توهّم الوعي" أنه مقيّد ... نتيجة "حُلم الوعي" أنه يعيش في عالم حقيقي، هو يثق كثيراً به ، فمطلقيته تسمح له باختبار حالة التقييد، كمنام، دون انفصال عن حقيقته المطلقة...

حالة التقييد هذه ليست "جوهرية" في كيانك ....

عندما كنت منوماً مغناطيسياً كنت أتسلى أحياناً بإيهام الآخرين بأوهام مؤقتة، مثل أن أجعلهم يحسون بالرعب للحظات قليلة، ومرة أقنعت شخصاً بأن الداعشية تفكير عميقاً إلى درجة أنه بدأ يحاول الهروب ^_^ كان ذلك سهلاً جداً... سهلاً إلى حد يثير الارتياب بالواقع.

فعلاً، يمكن للمنومين المحترفين أن يجعلونك ترين العالم بالكامل بطريقة بعيدة جداً عن حقيقته، لأنهم يعتمدون على "الإيحاء" الذي يقود عقلك ، وليس على إدراكك الحقيقي، وهذه مشكلة حين توضع في أيدي غير أمينة، مثل أزلام نظام العالم الجديد، إنهم يعملون الآن على تثبيت الواقعية في نفوس البشر، لأن ذلك سيجعلهم ضعفاء جداً...

وفي الحقيقة نحن نثق أكثر بكثير من اللازم في العالم الموضوعي، مثلاً نحن نثق أن هناك 4 مليارات سنة مرت على الأرض، ولكننا لم نشاهد ذلك، وفي منطق منامي، حتى 40 مليار سنة ستكون مجرد تكسر الأحلام وتكرار النسخ واللصق.

نحن نثق بوجود آلاف اأجيال البشرية ، أن شخصياً لا أمانع التفكير في أن كل هذا مجرد أحلام ، أو مجرد برنامج حاسوبي تم ربطه بعقلي، ومن يريد الوصول للحقيقة يجب أن يبقي هذا الافتراض حاضراً ، حتى لا يثق بالواقع بمكان لا ينبغي أبداً الوثوق به.

أنا لا اثق بالواقع ولا قيد أنملة ... وكل رغباتي غير موجودة فيه ... وكل قيمي بعيدة عن مقاييسه ... إنه بالنسبة لي ، بطريقة أو بأخرى ، حاجز ، يمنع شمس الحق من التجلي الكلاني

أنا لا أعرف قصة الخلق الحقيقية، ولكني متأكد أن الموضوع يقترب إلى الخدعة أكثر ويبتعد جداً عن أن يكون منحى الحياة الحقيقية، لأنك أصلاً ومهما تطور وعيك في العالم الموضوعي، يستحيل أن يصل إلى ذات الوجود ، طالما أنه يطور نفسه ليبقى مقترناً بالعالم الموضوعي.

أعتقد ، أن هناك شارة مهمة في قصة آدم وزوجه ، لنتذكر أن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه، ومعنى المرء وزوجه، يجاوز فكرة الزواج الإنساني،


بالنسبة لي..الوعي يبدأ صغيرا ويكبر ويتطور، ليس هناك تحرر، بل بناء وإضافة

فقط لاحظي أن تطور الوعي في الحياة الدنيا يشبه النمو في قفص صغير ... الدنيا لا تختلف ولو قليلاً ، كل ما فيها يشبه بعضه ، المفاهيم الأأولية لا تختلف وهناك عدد محدود من التجارب التي يمكن فعلاً اختبارها (بوعي) وهذا يجعل تطور الكينونة ضمن العالم الدنيوي يشبه تطور الديجيمون ضمن لعبة الحاسوب، هناك نتيجة نهائية لا يمكنه تجاوزها، بل إنه فعلياً لم يتجاوز أي شيء على الأإطلاق، لقد قام بتجربة التفاعل، هذا كل شيء...
 
وفي الحقيقة...معظم البشر غير واعين، فأفكارهم، مشاعرهم، وردود أفعالهم مبرمجة مسبقا وتتبع المحفزات الخارجية ويمكن توقعها بدقة وهم غالبا مجرد حواسيب بهذه المرحلة، فقط الشخص الواعي يصعب توقع أفعاله..لاحظ قلت أفعاله وليس ردود أفعاله.

هذا أهم ما ينبغي إدراكه حالياً.

الاختلاف بيننا لن يحسم، أعرف ذلك منذ البداية، أصلاً لا يجب أن يحسم ... يجب أن تصل كل ذات إلى الحقيقة بإدراكها الذاتي، إذعان أحد الطرفين لرؤية الآخر يعني ابتعاده عن الإدراك.

الحالة الصحيحة هي أن يستمر الخلاف، أن تستمر الحروب ، أن يستمر التفاعل ، بخيره وشره حتى نصل في النهاية إلى الحقيقة..

الجدل يبعدنا عن الحقيقة.

لكن رفع مستوى الوعي سيوصلنا إلى كشف الحقيقة، وإذا لم يوصلنا فع مستوى الوعي، فلا داعي لكل الجدل ، لأن شيئاً لن يكون أقوى من الوعي حتى يوصل الوعي إلى الحقيقة.

هناك أمر مهم جداً قمت بطرحه في هذا الموضوع ، فعلاً ، النظام العالمي يحاول توجيه الناس إلى "الانفعال" ، يريد أن يجعلهم "يفرغون" انفعالاتهم" من خلال الأخبار ، أو المسلسلات والأفلام...

طاقة وعيهم لا ذتذهب إلى العدم، إنها تُجمّع في كيان مركزي، وهذا الكيان يعيد إنتاج الواقع بناء على اهتماماتهم، وسواء كان هذا الكيان هو "حاسوباً مادياً أو هو الطبيعة الحقيقية للكون المادي والشيطان، فكل لحظة انفعال تسهم بتعزيز الواقع الميت، وكل لحظة وعي تبعد الذات عنه.

جربت أن أتوقف عن مشاهدة التلفاز والأخبار والمسلسلات والبشر والمواقع الاجتماعية لفترة، في البداية كدت أصاب بالجنون ، كنت أحك جلدي باستمرار ، لا أستطيع التنفس ، عيني لا تستطيع الثبات على بؤرة واحدة، كأنني أحاول تجنب الوجود نفسه ... بعد فترة من الزمن بدأت أحس بالطاقة الحيوية ، وأدركت كم أنفقت من طاقتي الحيوية على العالم المادي خلال حياتي، وكم جعلني ذلك مشتتتاً وضعيفاً ، وبدأت أدرك فجأة، أن استيعاب المشاعر والخبرات، يحتاج إلى عدم تفريغها، مثلاً حين تحزن، حاول أن تدرك حزنك، إياك أن تشاهد مسلسلاً حزنياً ، تفريغ الحزن في موضوع خارجي، سيجعلك بعيداً عن كنز ثمين ...

كلما حبست افنعالاتك عن الخارج، وسمحت لها بالتدفق والتعبير في الداخل ، وهذا يأتي مع الممارسة والتواصل الحسي مع الشعور ، كلما بدأت تدرك طاقتك الحقيقية وتنظف "عقلك اللاوعي" وتدريجياً سيبدأ الإحساس بالجسد ، وكأنك تحس به لأول مرة ... ومع الوقت ستتحكم به ... ومع الوقت ستجد أنك لا تحتاج إلى بذلجهد لفعل شيء، وحتى وعيك سيكون شفافاً ، رغباتك ستكون واضحة، أنانيتك ستنتهي ... ستتحول نفسك إلى مرآة صافية
 
  • لايك
التفاعلات: Ali24

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى