Ile
Galactic Wanderer
- المشاركات
- 222
- مستوى التفاعل
- 1,414
أحد أهم الأسئلة التي يطرحها أي شخص تجاوز المستوى الحيواني هي هل أنا مسير أم مخير؟
كل المواد تتبع قوانين السبب والنتيجة الصارمة ولا تحيد عنها، وقد برهنا -او ليس بعد- على أن الروح كذلك مادة وبالتالي تقع ضمن منظومة الأسباب والنتائج
عادة يحب الإنسان ان يدخل القدر في الأمور "الكبيرة" فقط فبالنسبة له الأمور الصغيرة هي دائما تحت السيطرة وفقط "الكبيرة" يتدخل فيها "الله" بخططه العظيمة
الحرب قدر، الزواج قدر، الوظيفة قدر، المولود الجديد قدر، الموت قدر...إلخ...
لماذا يظن الإنسان ان تعثره في الدرج لم يكن قدرا؟ إنسكاب كوب القهوة على الملابس لم يكن قدرا؟ سرقة حذائك في المسجد لم يكن قدرا؟ قرصة البعوضة لم تكن قدرا؟ إيجادك للنقود في الشارع لم يكن قدرا؟ القيام بالذنوب والنميمة ووو لم تكن قدرا؟
يقوم الإنسان بأنسنة النظام الكوني وإعطائه خصائص بشرية، بالنسبة له النظام الكوني يعطي قيمة كبيرة لما يهم الإنسان بينما الأشياء التافهة للإنسان يجب ان تكون تافهة للنظام الكوني أيضا، هذه حيلة يقوم بها الإنسان حتى يعطي معنى لوجوده البائس
وهذا أبعد ما يكون من الحقيقة، فالنظام الكوني أعمى، لا يفرق بين إيجادك لدولار أو مليار دولار في الشارع مثلا أو سقوطك من الدرج أو من طائرة
القوانين تعمل على النمل والبشر والالهة..
لكن لنعد لسؤالنا، هل هناك حرية إرادة أم اننا ضحايا أسباب نجهلها فنظن أننا نمسك بزمام الأمور؟
لنعطي بعض الامثلة:
مثال الألوان، ماهو لونك المفضل؟ حسنا هل قمت بإختيار هذا اللون يوما ما؟ هل قررت يوما ما ذلك وقلت "اللون كذا سيكون لوني المفضل من الأن فصاعدا!"
لا لم تقم بذلك، ما حدث هو أنك بأحد الأيام وجدت أنك تحب لونك المفضل..فجأة وبدون ادنى قرار أو تدخل منك!
إذا ما الذي حدث هنا؟ ما هذه العملية التي تمت بدون إدراك منك لها وفي غفلة عنك وفي نهايتها جعلتك "تحب" اللون المحدد؟
هل تتذكر أصلا اليوم الذي صار فيه لونك المفضل..لونك المفضل؟
حاول التذكر، قم بربط الاحداث، وحلل ما جرى، وقد تصل لحقيقة مرعبة...
لكن كما يقال، الحقيقة قد تكون بشعة لكنها تحررك!
مثال الالوان بسيط لكن يمكن تعميمه على كل شيء كيفما كان على الإطلاق
الحياة يمكن إختزالها في سلسلة طويلة من الرغبات..يقوم الإنسان من فراشه ليحقق رغباته، من الذي يرغب بهاته الرغبات؟
الذي تظنه "حلما ورغبة حارقة" هل فعلا أنت من قررت ذلك أم فجأة وجدت نفسك مغلولا به تريد تحقيقه وعند تحقيقه تشعر بسعادة غامرة...والسعادة لم تأتي من الخارج فقد إنبثقت من الداخل لكنها إحتاجت محفزا لها، ماذا إن أخبرتك بانه يمكنك تحفيز هذه السعادة والوصول لها بدون وسائط خارجية؟!
أعقد السلوكيات البشرية تعود لأسباب بسيطة..الذكاء الصناعي بكل أبهته قائم على أصفار وأحاد..
ليس هناك فرق كبير بين الدماغ والذكاء الصناعي
هل وصلت للجواب؟ سأخبرك بالجواب!
لا توجد حرية إرادة مطلقة فهي دائما مؤطرة
إذا عرضت عليك 3 أكلات وقلت لك أي واحد تريد أن تاكل، ستظن أنك تختار، لكن الحقيقة هي أن الخيار محدد مسبقا، جسدك سيميل لتلك الي خلقت أعظم شعور باللذة سابقا!
هذا ليس بخيار بل سبب ونتيجة، وعلاقة العلية هاته موجودة بكل المستويات، البيولوجية والفيزيائية والسيكولوجية إلخ...
الإنسان دائما "يختار" ماهو في مصلحته العليا، وحتى هذا لا يحدث دائما، فهو نسبي، فمثلا المدمنون على شيء ما يدركون جيدا انهم يضرون أنفسهم ومع ذلك يستمرون في إختياره، هنا قامو بإختيار مصلحتهم العليا داخل مدى قصير، وتغاضو عن مصلحتهم العليا في المدى الطويل، هي تبدو بعيدا وستأتي "لاحقا" لذا لا تبدو بتلك الأهمية
لكن إن حمل أحدهم مسدسا ووجهه لرأس المدمن، فالمدمن لن يقوم بذلك مهما كان فحياته على المحك، وفجأة يبدو الإدمان ليس بتلك القوة المخيفة..
حرية الإرادة لها علاقة مباشرة بمدى تطور الوعي، كلما كان متطورا كلما زادت خياراته لكنه دائما سيكون متأثرا بالدوافع اللاواعية والواعية التي تمثل الخير والشر له، المرغوب وغير المرغوب
العقل الزاحفي مثلا لن يخرج عن الدوافع المتعلقة به
والعقل الثديي كذلك
والعقل الإنساني
وما بعد الإنساني ايضا
كل المواد تتبع قوانين السبب والنتيجة الصارمة ولا تحيد عنها، وقد برهنا -او ليس بعد- على أن الروح كذلك مادة وبالتالي تقع ضمن منظومة الأسباب والنتائج
عادة يحب الإنسان ان يدخل القدر في الأمور "الكبيرة" فقط فبالنسبة له الأمور الصغيرة هي دائما تحت السيطرة وفقط "الكبيرة" يتدخل فيها "الله" بخططه العظيمة
الحرب قدر، الزواج قدر، الوظيفة قدر، المولود الجديد قدر، الموت قدر...إلخ...
لماذا يظن الإنسان ان تعثره في الدرج لم يكن قدرا؟ إنسكاب كوب القهوة على الملابس لم يكن قدرا؟ سرقة حذائك في المسجد لم يكن قدرا؟ قرصة البعوضة لم تكن قدرا؟ إيجادك للنقود في الشارع لم يكن قدرا؟ القيام بالذنوب والنميمة ووو لم تكن قدرا؟
يقوم الإنسان بأنسنة النظام الكوني وإعطائه خصائص بشرية، بالنسبة له النظام الكوني يعطي قيمة كبيرة لما يهم الإنسان بينما الأشياء التافهة للإنسان يجب ان تكون تافهة للنظام الكوني أيضا، هذه حيلة يقوم بها الإنسان حتى يعطي معنى لوجوده البائس
وهذا أبعد ما يكون من الحقيقة، فالنظام الكوني أعمى، لا يفرق بين إيجادك لدولار أو مليار دولار في الشارع مثلا أو سقوطك من الدرج أو من طائرة
القوانين تعمل على النمل والبشر والالهة..
لكن لنعد لسؤالنا، هل هناك حرية إرادة أم اننا ضحايا أسباب نجهلها فنظن أننا نمسك بزمام الأمور؟
لنعطي بعض الامثلة:
مثال الألوان، ماهو لونك المفضل؟ حسنا هل قمت بإختيار هذا اللون يوما ما؟ هل قررت يوما ما ذلك وقلت "اللون كذا سيكون لوني المفضل من الأن فصاعدا!"
لا لم تقم بذلك، ما حدث هو أنك بأحد الأيام وجدت أنك تحب لونك المفضل..فجأة وبدون ادنى قرار أو تدخل منك!
إذا ما الذي حدث هنا؟ ما هذه العملية التي تمت بدون إدراك منك لها وفي غفلة عنك وفي نهايتها جعلتك "تحب" اللون المحدد؟
هل تتذكر أصلا اليوم الذي صار فيه لونك المفضل..لونك المفضل؟
حاول التذكر، قم بربط الاحداث، وحلل ما جرى، وقد تصل لحقيقة مرعبة...
لكن كما يقال، الحقيقة قد تكون بشعة لكنها تحررك!
مثال الالوان بسيط لكن يمكن تعميمه على كل شيء كيفما كان على الإطلاق
الحياة يمكن إختزالها في سلسلة طويلة من الرغبات..يقوم الإنسان من فراشه ليحقق رغباته، من الذي يرغب بهاته الرغبات؟
الذي تظنه "حلما ورغبة حارقة" هل فعلا أنت من قررت ذلك أم فجأة وجدت نفسك مغلولا به تريد تحقيقه وعند تحقيقه تشعر بسعادة غامرة...والسعادة لم تأتي من الخارج فقد إنبثقت من الداخل لكنها إحتاجت محفزا لها، ماذا إن أخبرتك بانه يمكنك تحفيز هذه السعادة والوصول لها بدون وسائط خارجية؟!
أعقد السلوكيات البشرية تعود لأسباب بسيطة..الذكاء الصناعي بكل أبهته قائم على أصفار وأحاد..
ليس هناك فرق كبير بين الدماغ والذكاء الصناعي
هل وصلت للجواب؟ سأخبرك بالجواب!
لا توجد حرية إرادة مطلقة فهي دائما مؤطرة
إذا عرضت عليك 3 أكلات وقلت لك أي واحد تريد أن تاكل، ستظن أنك تختار، لكن الحقيقة هي أن الخيار محدد مسبقا، جسدك سيميل لتلك الي خلقت أعظم شعور باللذة سابقا!
هذا ليس بخيار بل سبب ونتيجة، وعلاقة العلية هاته موجودة بكل المستويات، البيولوجية والفيزيائية والسيكولوجية إلخ...
الإنسان دائما "يختار" ماهو في مصلحته العليا، وحتى هذا لا يحدث دائما، فهو نسبي، فمثلا المدمنون على شيء ما يدركون جيدا انهم يضرون أنفسهم ومع ذلك يستمرون في إختياره، هنا قامو بإختيار مصلحتهم العليا داخل مدى قصير، وتغاضو عن مصلحتهم العليا في المدى الطويل، هي تبدو بعيدا وستأتي "لاحقا" لذا لا تبدو بتلك الأهمية
لكن إن حمل أحدهم مسدسا ووجهه لرأس المدمن، فالمدمن لن يقوم بذلك مهما كان فحياته على المحك، وفجأة يبدو الإدمان ليس بتلك القوة المخيفة..
حرية الإرادة لها علاقة مباشرة بمدى تطور الوعي، كلما كان متطورا كلما زادت خياراته لكنه دائما سيكون متأثرا بالدوافع اللاواعية والواعية التي تمثل الخير والشر له، المرغوب وغير المرغوب
العقل الزاحفي مثلا لن يخرج عن الدوافع المتعلقة به
والعقل الثديي كذلك
والعقل الإنساني
وما بعد الإنساني ايضا