المزيد من مواضيع Ile

Ile

Galactic Wanderer
المشاركات
225
مستوى التفاعل
1,416
أحد أهم الأسئلة التي يطرحها أي شخص تجاوز المستوى الحيواني هي هل أنا مسير أم مخير؟

كل المواد تتبع قوانين السبب والنتيجة الصارمة ولا تحيد عنها، وقد برهنا -او ليس بعد- على أن الروح كذلك مادة وبالتالي تقع ضمن منظومة الأسباب والنتائج

عادة يحب الإنسان ان يدخل القدر في الأمور "الكبيرة" فقط فبالنسبة له الأمور الصغيرة هي دائما تحت السيطرة وفقط "الكبيرة" يتدخل فيها "الله" بخططه العظيمة

الحرب قدر، الزواج قدر، الوظيفة قدر، المولود الجديد قدر، الموت قدر...إلخ...

لماذا يظن الإنسان ان تعثره في الدرج لم يكن قدرا؟ إنسكاب كوب القهوة على الملابس لم يكن قدرا؟ سرقة حذائك في المسجد لم يكن قدرا؟ قرصة البعوضة لم تكن قدرا؟ إيجادك للنقود في الشارع لم يكن قدرا؟ القيام بالذنوب والنميمة ووو لم تكن قدرا؟

يقوم الإنسان بأنسنة النظام الكوني وإعطائه خصائص بشرية، بالنسبة له النظام الكوني يعطي قيمة كبيرة لما يهم الإنسان بينما الأشياء التافهة للإنسان يجب ان تكون تافهة للنظام الكوني أيضا، هذه حيلة يقوم بها الإنسان حتى يعطي معنى لوجوده البائس

وهذا أبعد ما يكون من الحقيقة، فالنظام الكوني أعمى، لا يفرق بين إيجادك لدولار أو مليار دولار في الشارع مثلا أو سقوطك من الدرج أو من طائرة

القوانين تعمل على النمل والبشر والالهة..

لكن لنعد لسؤالنا، هل هناك حرية إرادة أم اننا ضحايا أسباب نجهلها فنظن أننا نمسك بزمام الأمور؟

لنعطي بعض الامثلة:

مثال الألوان، ماهو لونك المفضل؟ حسنا هل قمت بإختيار هذا اللون يوما ما؟ هل قررت يوما ما ذلك وقلت "اللون كذا سيكون لوني المفضل من الأن فصاعدا!"

لا لم تقم بذلك، ما حدث هو أنك بأحد الأيام وجدت أنك تحب لونك المفضل..فجأة وبدون ادنى قرار أو تدخل منك!

إذا ما الذي حدث هنا؟ ما هذه العملية التي تمت بدون إدراك منك لها وفي غفلة عنك وفي نهايتها جعلتك "تحب" اللون المحدد؟

هل تتذكر أصلا اليوم الذي صار فيه لونك المفضل..لونك المفضل؟

حاول التذكر، قم بربط الاحداث، وحلل ما جرى، وقد تصل لحقيقة مرعبة...

لكن كما يقال، الحقيقة قد تكون بشعة لكنها تحررك!

مثال الالوان بسيط لكن يمكن تعميمه على كل شيء كيفما كان على الإطلاق

الحياة يمكن إختزالها في سلسلة طويلة من الرغبات..يقوم الإنسان من فراشه ليحقق رغباته، من الذي يرغب بهاته الرغبات؟

الذي تظنه "حلما ورغبة حارقة" هل فعلا أنت من قررت ذلك أم فجأة وجدت نفسك مغلولا به تريد تحقيقه وعند تحقيقه تشعر بسعادة غامرة...والسعادة لم تأتي من الخارج فقد إنبثقت من الداخل لكنها إحتاجت محفزا لها، ماذا إن أخبرتك بانه يمكنك تحفيز هذه السعادة والوصول لها بدون وسائط خارجية؟!

أعقد السلوكيات البشرية تعود لأسباب بسيطة..الذكاء الصناعي بكل أبهته قائم على أصفار وأحاد..

ليس هناك فرق كبير بين الدماغ والذكاء الصناعي

هل وصلت للجواب؟ سأخبرك بالجواب!

لا توجد حرية إرادة مطلقة فهي دائما مؤطرة

إذا عرضت عليك 3 أكلات وقلت لك أي واحد تريد أن تاكل، ستظن أنك تختار، لكن الحقيقة هي أن الخيار محدد مسبقا، جسدك سيميل لتلك الي خلقت أعظم شعور باللذة سابقا!

هذا ليس بخيار بل سبب ونتيجة، وعلاقة العلية هاته موجودة بكل المستويات، البيولوجية والفيزيائية والسيكولوجية إلخ...


الإنسان دائما "يختار" ماهو في مصلحته العليا، وحتى هذا لا يحدث دائما، فهو نسبي، فمثلا المدمنون على شيء ما يدركون جيدا انهم يضرون أنفسهم ومع ذلك يستمرون في إختياره، هنا قامو بإختيار مصلحتهم العليا داخل مدى قصير، وتغاضو عن مصلحتهم العليا في المدى الطويل، هي تبدو بعيدا وستأتي "لاحقا" لذا لا تبدو بتلك الأهمية

لكن إن حمل أحدهم مسدسا ووجهه لرأس المدمن، فالمدمن لن يقوم بذلك مهما كان فحياته على المحك، وفجأة يبدو الإدمان ليس بتلك القوة المخيفة..

حرية الإرادة لها علاقة مباشرة بمدى تطور الوعي، كلما كان متطورا كلما زادت خياراته لكنه دائما سيكون متأثرا بالدوافع اللاواعية والواعية التي تمثل الخير والشر له، المرغوب وغير المرغوب


العقل الزاحفي مثلا لن يخرج عن الدوافع المتعلقة به

والعقل الثديي كذلك

والعقل الإنساني

وما بعد الإنساني ايضا
 
كل المواد تتبع قوانين السبب والنتيجة الصارمة ولا تحيد عنها، وقد برهنا -او ليس بعد- على أن الروح كذلك مادة وبالتالي تقع ضمن منظومة الأسباب والنتائج
عزيزتي إلي .. أنتم لم تبرهنوا على أن (كل المواد تتبع السبب والنتيجة)

ما هي النتيجة وما هو السبب ؟ أليس استقراء ذهنيا للاقتران الزمني بين الأحداث الظاهرية ؟

منذ أيام هيوم لم تعد السببية موضوعا يؤخذ على محمل الجد في مجال البحث عن الحقيقة، العالم يحتاج إلى الالتزام به لاعتبارات منهجية وفقط ويغلق الموضوع.

أما أن الروح مادة، مهما تم التوكيد من قبلكم على ذلك فهذا لا يحسن النتيجة، بل، إن نوعية الوجود شيء لا يمكن البرهنة عليه أصلا، بل لابد من كشفه إدراكيا، فما هي المادة وما هي الروح، هذه الطريقة الصحيحة للتساؤل المنهجي .. وليس ( هل الروح مادة أو لا) لأن نوعية الوجود مسألة معنوية والمعاني تعرف بالإدراك المباشر لا البراهين العقلية
 
عادة يحب الإنسان ان يدخل القدر في الأمور "الكبيرة" فقط فبالنسبة له الأمور الصغيرة هي دائما تحت السيطرة وفقط "الكبيرة" يتدخل فيها "الله" بخططه العظيمة

اليوم بالذات شألت نفسي ما القدر وهل يمكن تغييره ... اليوم ، في الصباح، وأجبت نفسي أن القدر مختلف عن الأمر الإلهي المباشر، لأن الله جوهري للغاية، يعطي بأوامر الكبرى لكن الأوامر الصغرى لا تتبع أوامره الكبرى على نحو ميكانيكي، لأن الأوامر الكبرى تفتح الباب أمام الاحتمالات اللانهائية، وإذن هناك كائن آخر بيننا وبين الله، يقرر السرديات الصغرى التي تسمى (القدر) أو لنسميها (القدر الأصغر) .. وهذا ما يجعلها قابلة للتغيير والهرب من القدر ممكنا.

لكن ... لا أعتقد أن الإنسان يحاول أن (يؤنسن الوجود) من خلال تعظيم الأشياء التي تهمه كإنسان، بل من خلال (تسخيف) الحياة، فإن الحياة المبنية على العبث الكوني هي حياة لا قيمة للإنسان فيها وهذا بالضبط ما يؤنسن الوجود، أما لو كان الوجود إلهيا فسيكون كل شيء له قيمة جوهرية عليا مهما بدا عبثيا.. وفي هذا نتفق وياللغربة.

بعض المفكرين الذين كانوا أول من يقود العصر الحديث نحو الهلاك، كانوا يصرون على أن الإنسان يؤنسن الوجود ويجسم الله من خلال جعل العالم يبدو وكأنه يهتم بالإنسان.. فيبدو أن الدافع لاقتناع الإنسان باكتراث الوجود له هو (الغرور الإنساني).

ولكن في الحقيقة، إذا كان الوجود يكترث بتفاصيله الصغرى فهذا يعني أنه لا ينسى (على عكس الإنسان) مما يزيح الطبيعة الإنسانية عن مركزية الحياة، أي أن الوجود الذي لا يشبه الإنسان هو الوجود الذي يكترث ويكون كل شيء فيه حكيما، وليس كما يكذب أؤدولائك المفكرون الأغبياء بوقاحة، ويقنعون الأغبى منهم بكثير.
 
لا توجد حرية إرادة مطلقة فهي دائما مؤطرة

إذا عرضت عليك 3 أكلات
لا توجد حرية مطلقة في (الاختيار من متعدد) ..

لكن هذا ليس صحيحا على نحو لا يكون فيه اختيارات ..

الحر هو الذي يمكنه أن لا يختار، مما يجعل وعيه يدرك ويفعل عبر التدفق من الجوهر الحي مباشرة، والجوهر الحي يمكنه أن يختار بحرية لأنه خارج دائرة السلوك المبني على الدوافع اللاشعورية
 
في اعتقادي أن الإنسان لا يملك السيطرة علي اي شئ في حياته ، ولا علي اختياراته ولا علي أي شئ آخر من الأشياء الموجوده خارج الإنسان نفسه .

الإنسان يمكنه السيطرة فقط علي طريقة نظرته لما يحدث ، وهذا فعلا يساعد علي جلب مواقف واختيارات أسعد في حياته ..

وعندما كنت اكتب ذلك كنت أتلقي هجوما من "الباحثون عن الحقيقه" ، فلم يعجبهم ان الانسان في وجهة نظري عبارة عن دميه للظروف .. ولكن انا لم اقل ذلك
الإنسان فعال في جلب مواقف مختلفه لحياته عن طريق تردداته واللتي تحتاج للعمل الشاق لضبطها كي تكون مستقرة مع كل ما يواجهه من مشاكل ..

لأنك ببساطه ان كنت مختارا من الله فانت مختار من الشيطان أيضا ، لأنك تمثل له عمله صعبه . فلن يتركك و سيحاول جاهدا خلق احداث لترجع للجحيم وتفقد سيطرتك علي تردداتك وسلامك النفسي .

ولكن لن يصل الانسان لأي حقيقه ، فكل شخص يري الحقيقة بالشكل اللي يقبله عقله علي انه حقيقه .
فتري شعوب كامله تقف بصف القتله والمجرمون ويرونهم هم اهل الحق مثلا.
ليس هناك اي حقيقه مطلقه خارج الإنسان نفسه.

كل شئ هو ترددات وكل شئ يتحرك من الداخل.
"وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب"

نعم انت مسير و مخير بنفس الوقت
مسير لانك لا تملك سلطه لتغيير المناخ مثلا
ومخير لانك تملك سلطه علي نظرتك الشخصيه له سئ ام جيد .
 
  • لايك
التفاعلات: RNN
أنتم لم تبرهنوا على أن (كل المواد تتبع السبب والنتيجة)

كل شيء يتبع هذا القانون الازلي، هل يمكنك ذكر أي شيء لا يتبع قانون السببية؟

فما هي المادة وما هي الروح

المكاشفة تجربة شخصية ولا يمكن الحديث عنها، لهذا نشرت الراجا يوغا، اما النقاش العقلي فهذا مكانه وما نقوم به الأن

بعد البحث عميقا في كنه وماهية المادة والروح يتبين انهما شيء واحد، الفرق الوحيد هو الكثافة، كما قلنا سابقا، فالموجات الكهرمغناطيسية غير ملموسة ولا يمكن الإحساس بها إلا أنها موجودة وتأثر وتتأثر بالمادة

إن لم تكن الروح والمادة شيئا واحدا فلا يمكن ان يتأثرا ببعض، لا يمكن للروح أن تسكن الجسد

سؤال سيساعد كل باحث عن الروح هو: أين هي؟ هل يمكنك وضع إصبعك في إتجاه او نقطة محددة وتقول هذه هي الروح؟ نعم هذا ممكن

ساطرح موضوع مفصل عنها لاحقا وعن هذه الجزئية بالذات وسأبين ان الإنسان/الروح هو جزيئ فائق الصغر، وهو الذي يسير الجسد والجسد بحد ذاته يتكون من عدد ضخم من هذه الجزيئات الفائقة الصغر لكنها ليست بنفس مستوى وعي الجزيئ المسير لها وبالتالي هي تابعة للجسيم الاعلى الى ان تكسب وعي يأهلها لإمتلاك أجساد خاصة بها!

هذا ما تحدث عنه فيثاغورس في "عقيدته" الـ hylozoic

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

وقليل من التفكير والتأمل سيبين انه لا يوجد ماهو أكثر عقلانية من هذه الفكرة

أين روح النملة؟ اين روح الدودة؟ اين روح الكلب؟ اين روح البكتيريا؟ اين روح الفيروسات؟ ماذا يحدث للذبابة بعد موتها؟ هل تنتقل لمستوى روحي؟

ماهو العقل؟ ماهي المشاعر؟

كل هذه الاسئلة متعلقة ببعضها


هو الوجود الذي يكترث ويكون كل شيء فيه حكيما


الوجود جميل وحكيم فعلا، لكن الإنسان ليس مركزه، الإنسان عليه ان يصير حكيما وينزل من برجه العاجي الذي بناه ظنا منه ان كل شيء يدور حوله ومن اجله، يمكن للانسان ان يكون اسعد بمراحل من حالته الحالية حتى لو ادرك انه ليس محور الوجود، بل درجة من درجاته، الإنسانية عندما تتجاوز مرحلة الطفولة ستدرك هذا


ليس هناك اي حقيقه مطلقه خارج الإنسان نفسه.

طبعا هناك حقيقة مطلقة، هل تعرفها ام لا..هذا سؤال اخر.


مسير لانك لا تملك سلطه لتغيير المناخ مثلا
ومخير لانك تملك سلطه علي نظرتك الشخصيه له سئ ام جيد .

مسالة وعي، بالنسبة لإنسان الغاب ذو الوعي المنخفض فهو يصلي من أجل المطر، الإنسان المعاصر يمكنه إسقاط المطر وقتما أراد وأكثر.
 
كل شيء يتبع هذا القانون الازلي، هل يمكنك ذكر أي شيء لا يتبع قانون السببية؟
أسئلتك يا إيلي تشير إلى أنك لا تهتمين بفهم ما أقول وتمرين عليه مرور الكرام ...


المكاشفة تجربة شخصية ولا يمكن الحديث عنها، لهذا نشرت الراجا يوغا، اما النقاش العقلي فهذا مكانه وما نقوم به الأن
الطريقة الوحيدة لمعرفة ماهية المادة وماهية أي شيء يتعالى عليها هي أن تدركين ذلك مباشرة، لأن الاستدلال العقلي لا يولد معاني، وأنت تتحكمين على المعاني الأولية، مثلا، لا يمكن أن تثبتي أن طعم الليمون حامض عقليا، لأن الحموضة ليس لها وجود حتى تختبريها.
لا يمكن أن تثبتي وجودك عقليا ما لم يكن حاضرا لإدراكك
كيف تبدو المادة في حضورها لإدراكك ؟ هل هناك أشياء تختلف في وجودها عن المادة ضمن العالم الحضوري ؟
بعد البحث عميقا في كنه وماهية المادة والروح يتبين انهما شيء واحد، الفرق الوحيد هو الكثافة، كما قلنا سابقا، فالموجات الكهرمغناطيسية غير ملموسة ولا يمكن الإحساس بها إلا أنها موجودة وتأثر وتتأثر بالمادة
الموجات الكهرومغناطيسية هي بداية كنه المادة، وهي شيء خالي من المعالم المادية، أي أنه يخلو من الطابع الحسي المحلي للمادة ذاتيا، وبالفعل هناك اتصال بينها وبين الروح، ولكن يتوقف الأمر على تعريف معنى المادة.

المادة هي حرفيا لاشيء ، بل هي (سلب الشيء) أو تقويض له، إنها حدود انتظام حركة الشيء النسبية.
وقليل من التفكير والتأمل سيبين انه لا يوجد ماهو أكثر عقلانية من هذه الفكرة
لا علاقة بين العقلانية والحقيقة

الحقيقة ضد العقل تماما لأنه لا يستطيع الوصول إلى كنه الأشياء
أين روح النملة؟ اين روح الدودة؟ اين روح الكلب؟ اين روح البكتيريا؟ اين روح الفيروسات؟ ماذا يحدث للذبابة بعد موتها؟ هل تنتقل لمستوى روحي؟
يبدو أن أفكار الفلسفات المثالية لم تصلك جيدا فلا أحد من المثاليين يحاول أن يقول إن الروح تنتمي لهذا العالم.
ولا أحد منهم يوافقك على أن هذا العالم هو الحقيقة الوحيدة، أو أنه مفهوم .. أو أنه حقيقة .. ولا يوافقونك بتسويغ مثل هذه الافتراضات.

المشكلة ليست عدم تتفاقم مع المثالية، بل أن تتعاملي مع الموضوع وكأن الفكر المثالي غير موجود وغير جدير بالبحث الجاد، أنت حرة ولكن، هذا ليس بحثا عن الحق يا إيلي ...
 
الوجود جميل وحكيم فعلا، لكن الإنسان ليس مركزه، الإنسان عليه ان يصير حكيما وينزل من برجه العاجي الذي بناه ظنا منه ان كل شيء يدور حوله ومن اجله، يمكن للانسان ان يكون اسعد بمراحل من حالته الحالية حتى لو ادرك انه ليس محور الوجود، بل درجة من درجاته، الإنسانية عندما تتجاوز مرحلة الطفولة ستدرك هذا

هناك فكرتان مضغوطتان معا في مركزية الإنسان الوجودية ...

لابد من تفكيكها عن بعضهما ...

لو أخذنا الإنسان على ظاهره من حيث هو كائن مادي له جسد محدود، ومن حيث حياته تعتمد على هذا الجسد، فمن السخيف والغروري أن يدعي الإنسان أنه مركز الحياة ومحور اهتمام الكون

لكن .. أدالإنسان ليس فقط ذلك المائن المادي التافه الذي يتكفل على الأرض والعالمين، بل هو أيضا، تجلي للحياة، ورغبة بالقيم..

والحقيقة أن ما يقصدونه الحكماء حين تحدثوا عن مركزية الإنسان هو مركزية الحياة والقيم، وبما أن الإنسان له هذا الجوهر الحي القيمي، أو بالأحرى هو انبعاث من هذا الجوهر ضمن حدود العالم المادي، وبما أن العالم المادي يتحرك بقوة الحياة والقيم في المستوى الجوهري، فإن الإنسان، والجان، وأي كائن واعي، له المركزية بقدر ما يمكنه الاتصال بحقيقة الحياة الجوهرية المكونة فيه.

في ذلك المستوى ينتهي أيضا التمييز الظاهري وتذوب معالم الوجود الموضوعي، فيبدو كل شيء متصلا وواحديا، على نحو اليقين، وهذا يعني أن الجوهر الحيوي (الذي يعبر عن نفسه في الإنسان) هو مركز الوجود، لأن الحياة القيمية هي محرك الوجود وغايته ومصدره الأعمق ... وهذا هو الجانب المركزي في الخلافة الكونية للإنسان، أما ماهيته المادية فلا تساوي دون ذلك شيئا.

إذن ... الغرور الحقيقي هو ذلك الذي يدفع الإنسان إلى اعتقاد أن العالم عبثي وسخيف، لمجرد أن ماهيته الإنسانية عبثية وسخيفة، أما حين يرى ذاته مركز الكون، فهذا ليس غرورا على الإطلاق، لأن الذات الحية هي وحدها القادرة على أن تكون مركز الكون وذات قيمة تتجاوز العالم المادي.
 
الإنسان لا يملك السيطرة علي اي شئ في حياته ، ولا علي اختياراته ولا علي أي شئ آخر من الأشياء الموجوده خارج الإنسان نفسه .

الإنسان يمكنه السيطرة فقط علي طريقة نظرته لما يحدث ، وهذا فعلا يساعد علي جلب مواقف واختيارات أسعد في حياته ..
هناك فكرتان مضغوطتان في "حرية الإرادة الإنسانية" ..
لابد من تفكيكها عن بعضهما ...

لو أخذنا الإنسان على ظاهره من حيث هو كائن مادي له جسد محدود، ومن حيث حياته تعتمد على هذا الجسد، فمن السخيف والغروري أن يدعي الإنسان أنه قادر على التحكم بأي شيء على الإطلاق داخله أو خارجه، دون قوة تسمح له بذلك مسبقا وبناء على حسابات لا تعتمد عليه وعلى اختياراته.

ماهية الإنسان هي الفخ الذي وقعت الروح فيه، ثم أصبحت تتماهى معه، فأعتقد أن كل ما ينطبق على الإنسان ينطبق عليها، وكلما يقيده يقيدها، وحريتها هي الحرية التي تسمح بها ماهية الإنسان.

وبما أن ماهية الإنسان ضعيفة ومفيدة ومبعثرة وتركيبية على نحو مفرط فإن الروح تحس أنها مشلولة بسبب تطابقها مع العقل والجسد الإنساني.

هذا ما يجعل الحرية الوحيدة الممكنة ضمن حدود الأسر الإنساني للروح اللاإنسانية، هي حرية الموقف الداخلي التي تحدث عنها سارتر، وأنت تنقل لنا درره النفسية الآن.

حرية الكائن التي تقتضي (فصل) موقفه الذاتي عن كينونته الخارجية وجعل الكينونة تتبع للظروف مع استسلام مطلق لها، بينما يبني الإنسان حياته ضمن حدود ماهيته، أي ضمن ذهنه.

ولكن الجوهر الحيوي الذي (يأسره الوجود الإنساني) ..... لا يحتاج ، إلى تحقيق نفسه ضمن ماهية الإنسان، بل إلى تحرير نفسه منها.

أصحاب القدرات الخارقة يفعلون ذلك .. يحررون أنفسهم من ألمانية الإنسانية، ولذلك يحاول الإعلام العالمي تعظيم ألمانية الإنسانية في عيون البشر لأنها الطريقة الوحيدة للقضاء على التمرد الوحيد الحقيقي والمجدي على نظام هذا العالم، وهو تمرد الذين يخترقون المصفوفة ويكسرون جرة العقل، لا تمرد الكفاحيين والنضاليين الأغبياء.

العابرون من المصفوفة وحدهم من يمكنه تغيير الواقع، لأنهم لا يعتمدون على حدودهم الإنسانية
 
هناك فكرتان مضغوطتان في "حرية الإرادة الإنسانية" ..
لابد من تفكيكها عن بعضهما ...

لو أخذنا الإنسان على ظاهره من حيث هو كائن مادي له جسد محدود، ومن حيث حياته تعتمد على هذا الجسد، فمن السخيف والغروري أن يدعي الإنسان أنه قادر على التحكم بأي شيء على الإطلاق داخله أو خارجه، دون قوة تسمح له بذلك مسبقا وبناء على حسابات لا تعتمد عليه وعلى اختياراته.

ماهية الإنسان هي الفخ الذي وقعت الروح فيه، ثم أصبحت تتماهى معه، فأعتقد أن كل ما ينطبق على الإنسان ينطبق عليها، وكلما يقيده يقيدها، وحريتها هي الحرية التي تسمح بها ماهية الإنسان.

وبما أن ماهية الإنسان ضعيفة ومفيدة ومبعثرة وتركيبية على نحو مفرط فإن الروح تحس أنها مشلولة بسبب تطابقها مع العقل والجسد الإنساني.

هذا ما يجعل الحرية الوحيدة الممكنة ضمن حدود الأسر الإنساني للروح اللاإنسانية، هي حرية الموقف الداخلي التي تحدث عنها سارتر، وأنت تنقل لنا درره النفسية الآن.

حرية الكائن التي تقتضي (فصل) موقفه الذاتي عن كينونته الخارجية وجعل الكينونة تتبع للظروف مع استسلام مطلق لها، بينما يبني الإنسان حياته ضمن حدود ماهيته، أي ضمن ذهنه.

ولكن الجوهر الحيوي الذي (يأسره الوجود الإنساني) ..... لا يحتاج ، إلى تحقيق نفسه ضمن ماهية الإنسان، بل إلى تحرير نفسه منها.

أصحاب القدرات الخارقة يفعلون ذلك .. يحررون أنفسهم من ألمانية الإنسانية، ولذلك يحاول الإعلام العالمي تعظيم ألمانية الإنسانية في عيون البشر لأنها الطريقة الوحيدة للقضاء على التمرد الوحيد الحقيقي والمجدي على نظام هذا العالم، وهو تمرد الذين يخترقون المصفوفة ويكسرون جرة العقل، لا تمرد الكفاحيين والنضاليين الأغبياء.

العابرون من المصفوفة وحدهم من يمكنه تغيير الواقع، لأنهم لا يعتمدون على حدودهم الإنسانية
اوافقك الرأي
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل