سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 876
- مستوى التفاعل
- 1,653
كيف يبدو العالم والحياة بالنسبة لذات حية عرفت يوماً أنّ العالم الموضوعي الذي تحيا فيه من خلال الاتصال الحسي والعقلي يتكون من "ضباب سحري" ، يتشكّل على نوع من المرايا تطوق إدراكها من كل الجهات ؟
ما الدافع إلى هذا التساؤل .. الدافع هو أن يكون هذا الاحتمال هو الحقيقة، وأن العالم هو ضباب على المرايا، وأنك (وأني) يعيش لوحده، ويتوهم الكثرة والآخرين، كما يتوهم المحسوسات والمعقولات، ومن أجل إثبات استحالة هذا الاحتمال دون التورط بأضرب السذاجة والسطحية، لابد من الكشف عن شيء من الحقيقة يعين على إنكاره.
يعتقد الناس أن البحث عن الحقيقة منهجياً وعلى نحو جاد هو ترف فكري منوط بطبقة معينة من بني البشر، وأنا أعتقد أنه ضرورة لا يمكن توفيتها دون خسارة القسم الاعظم من الحياة وهو "المعاني" لأن الحياة التي لا يمكن التفريق فيها بين الحقيقة واللاحقيقة هي الحياة التي لا يوجد فيها قيمة خارج المؤثرات الموضوعية، والتي تكون فيها الذات انعكاساً للعالم الخارجي (حتى) ولو كان هذا العالم سراباً.
وكما أن المرايا صافية وشفافة وعاكسة لغيرها ، فكذلك هو "العدم" شفاف، وصاف، وعاكس لغيره.
في الميثولوجيا اليونانية ، يبدأ الوجود بالانبعاث من روح أخليس Achlys أثناء التفاعل بين الوعي والعدم والذي يتحول إلى "شواش" Chaos بعد أن تحرّكه الروح ... العدم هو اسم آخر لما وراء الوجود، فهو معدوم بالنسبة للوجود، والضباب هو "الكل" الذي ينبعث من العدم، من م وراء الوجود، ولكنه في حالة كمون زمني، يتحول بومضة من الروح إلى الشواش، وهو "الكل" في حالة الحركة، أخليس هي الضباب الذي لا يخفي وراه شيئاً، بل يتخفى وراء كل الأشياء.
فإن كانت الروح رافضة لاكتشاف الحقيقة ومواجهة الوحدة إلى الحد الذي تضلل فيه نفسها، فستعمد إلى "إعادة تشكيل الضباب" بهندسة معقدة توحي بأنه ليس ضباباً، من خلال تثبيته وترسيخه وبناء أسس تنظيمية وواقعية للهلاوس التي ينشؤها. تجعله عالماً مُحكماً ومُقنِعاً، وتتجاهل أنها الوحيدة التي تراه، وأن سعته الحقيقية لم تتجاوز قياس محيطها الجسماني، لا أكثر..
ما الدافع إلى هذا التساؤل .. الدافع هو أن يكون هذا الاحتمال هو الحقيقة، وأن العالم هو ضباب على المرايا، وأنك (وأني) يعيش لوحده، ويتوهم الكثرة والآخرين، كما يتوهم المحسوسات والمعقولات، ومن أجل إثبات استحالة هذا الاحتمال دون التورط بأضرب السذاجة والسطحية، لابد من الكشف عن شيء من الحقيقة يعين على إنكاره.
يعتقد الناس أن البحث عن الحقيقة منهجياً وعلى نحو جاد هو ترف فكري منوط بطبقة معينة من بني البشر، وأنا أعتقد أنه ضرورة لا يمكن توفيتها دون خسارة القسم الاعظم من الحياة وهو "المعاني" لأن الحياة التي لا يمكن التفريق فيها بين الحقيقة واللاحقيقة هي الحياة التي لا يوجد فيها قيمة خارج المؤثرات الموضوعية، والتي تكون فيها الذات انعكاساً للعالم الخارجي (حتى) ولو كان هذا العالم سراباً.
وكما أن المرايا صافية وشفافة وعاكسة لغيرها ، فكذلك هو "العدم" شفاف، وصاف، وعاكس لغيره.
في الميثولوجيا اليونانية ، يبدأ الوجود بالانبعاث من روح أخليس Achlys أثناء التفاعل بين الوعي والعدم والذي يتحول إلى "شواش" Chaos بعد أن تحرّكه الروح ... العدم هو اسم آخر لما وراء الوجود، فهو معدوم بالنسبة للوجود، والضباب هو "الكل" الذي ينبعث من العدم، من م وراء الوجود، ولكنه في حالة كمون زمني، يتحول بومضة من الروح إلى الشواش، وهو "الكل" في حالة الحركة، أخليس هي الضباب الذي لا يخفي وراه شيئاً، بل يتخفى وراء كل الأشياء.
فإن كانت الروح رافضة لاكتشاف الحقيقة ومواجهة الوحدة إلى الحد الذي تضلل فيه نفسها، فستعمد إلى "إعادة تشكيل الضباب" بهندسة معقدة توحي بأنه ليس ضباباً، من خلال تثبيته وترسيخه وبناء أسس تنظيمية وواقعية للهلاوس التي ينشؤها. تجعله عالماً مُحكماً ومُقنِعاً، وتتجاهل أنها الوحيدة التي تراه، وأن سعته الحقيقية لم تتجاوز قياس محيطها الجسماني، لا أكثر..