نقاش المعنى الحقيقي لكلمة الدين

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
673
مستوى التفاعل
1,386
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

{( مَالك يوم الدين )} …​

ما هو "الدين" ؟

main-qimg-b83b83dec6f0c96ce94f7da266f72a36


_ (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه)

_ (إن الدين عند الله الإسلام)


هاتين الآيتين التين يعرفهما المسلمون عن "الدين" على نحو جماهيري، لأنهما يتوافقان مع نظرة التقليد الوراثي لكلمة "الدين"، والذي يربط دلالتها بمعنى "منظومة المعتقدات والسلوكيات" المتناقلة من جيل إلى جيل والتي تجمع أفراد الأمّة باعتبارها هي "الدين".

ولكن، ما الذي تعنيه كلمة : "مالك يوم الدين" ؟

كلمة اليوم (بض النظر عن معناها) تحمل دلالة زمنية، والدين حسب الأعراف والتقليد يحمل دلالة "ذهنية اعتقادية" وكيف يمكن أن يكون هناك اتصال بين معنى زمني "زمن فيصلي" وبين مفهوم ذهني إنساني ؟

هل حقاً كان الله يقصد بكلمة "الدين" ما تم تناقله كل هذه الأجيال ؟ أم أن للدين معنىً آخر، ولكن لم يشأ أحد أن يتم البحث فيه والكشف عنه حتى لا يتسبب ذلك في "تحليل وحدة عناصر الأمة الإسلامية" ؟

واضح لك، والجميع، أن "وحدة الأمة الإسلامية" أهم بالنسبة للمسلمين من "تجلي الإسلام كرسالة من الحق في القرآن الكريم وما نزل على السيد النبي محمد" ، وذلك لأن المسلمين يفكرون بطريقة جماعية، والطرق الجماعية تجعل التعضي الجمعي مقدماً على الحقيقة بذاتها والتي لا تعتمد على رؤية الجماعات.

هل لي أن أطلب منك أن تتذكر معي بعض الآيات التي تذكر كلمة "الدين" ؟

_ ﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾

_ ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾

_ ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36]

_ ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 40]

_ ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30]


ألا يوجد عنصر مشترك في كل هذه الآيات بالنسبة لك ؟

عدة الشهور … هي الدين القيم ؟!

فطرة الله … هو الدين القيم ؟!

أن يكون الحكم لله … هو الدين القيم ؟!

ما علاقة عدة الشهور بمنظومة المعتقدات المتوارثة ؟ (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))

ما هي "عدة الشهور" أصلاً ؟ إنها نظام زمني يحكم حركة الشمس الظاهرية، ويعتمد على "دائرة البروج السماوية" … الزودياك … هل تذكرهم ؟ ما يتم قراءته في برامج الصباح ؟ ما يتم البحث فيه في مقاريب الفلكيين التجريبيين ؟ هذه هي "عِدّة" الشهور… ذلك هو الدين القيّم.

(أقم) وجهك "للدين" … حنيفاً مسلماً … "فطرة الله" التي فطر الناس عليها ، وهذه الفطرة هي "الدين القيّم". والفطرة هي "نظام تكوين يتنظم التفاعلات الزمنية للكائن، فهو ما يعطي للإنسان "هُويته الزمنية" التي تعلمها ويجعل أفعاله مميزة، هناك نظام تكويني يؤدي إلى ذلك.

أن يكون الحكم لله، والتمييز بين الحق الصادر من الله وبين "الأسماء التي سُميت" من قبل الناس ومؤسسي نظمهم الثقافية (آباؤهم) هو "الدين القيم" لأنه نظام، يمكن من خلال الرجوع إليه التفريق بين الحق والباطل، بين الصواب والخطأ، بين القيم واللاقيم.

من رؤية علم الدلالة ، هناك "حقل دلالي" يربط بين عدة معاني يتضمنها بناء كلمة الدين .. المعنى المتعارف عليه هو منظومة المعتقدات والشرع، وهناك معنىً آخر : الدِّين من الدَينونة ، وهو يقترب من كلمة الدَّين، والله يوفيهم في ذلك اليوم "دِينهم" فكان الدين متصلاً بالدَّين. ويقول السيد المسيح : "لا تَدينوا لكي لا تُدانوا" ، لا تحملوا دِيناً معكم، ومن لا يحمل ديناً "يَسلَم" من الدين فيكون دينه الإسلام.. ويقول الله في الحديث القدسي يوم القيامة : "أين الجبارون والمتبرون … أنا المَلِكُ الدَّيّان" وكأن الدين هو "الدَّين بالمعنى الوجودي" على عكس ما تحمله كلمة الدَّين الخاص بالتعاملات الإنسانية… الدين هو "نواة" سوف تتجلى في الزمن الآتي.

وهذا يعيد إلى الدين معنى "نظام التوجيه" الذي يوجه الزمن نحو تكوين معين، فأنت تدين، ثم يوفي الله دينك.

إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم.
يؤذيني ابن آدم … يسب الدهر (جوهر الزمن) وأنا الدهر ، أولج الليل في النهار وأولج النهار في الليل.
كلمة "الدين" مكونة من ثلاثة أحرف ، معاني هذه الأحرف حسب نظام التوراة هي :

التحقق الزمني المادي (الدال)

الاستدعاء والتوجيه الزمني (الياء)

النواة - الحقيقة الجوهرية للموضوع (النون)

الدين حسب التوراة هو : التجسيد المادي لتوجيهات نواة التكوين -تجلي الحقيقة الجوهرية موضوعياً وواقعياً.

فإذا كان الأمر كذلك، فإن الدين من جهة الكائن يبدأ من النواة (النية) ثم يمر بالسعي ثم يمر بالفعل … ومن جهة الوجود فإنه يعكس النية والسعي والفعل في الواقع الموضوعي، إن الدين هو "نظام توجيه الزمن".

إن مثل هذا التعريف سيكون حقيقياً وصادقاً إلى درجة المثالية، إذ أن ما سيحكم المصير حقاً، ليس المعتقدات الذهنية أو الأفعال الخارجية، بل نظام التوجيه الزمني، الذي سيعكس في الزمن المرصود ما يوجد في نواة الكائن ونفسه وعمله، ما استحقت الذات أن تصل إليه.. وإن الواقع المادي جزء من المصير، وإذا كنت تؤمن حقاً أن الله يوجه العالم المادي كما يشاء فسوف تستنتج أن الله سيوجه العالم المادي بناء على معاييره وقيمه (الدين القَيّم) لا بناء على انفعالاتك أو معتقداتك، وأن العالم المادي يمكن أن يعاد تكوينه من خلال تغيير تفاعلك المؤدي إليه.

نظام توجيه الزمن له بُعد ما وراء المادة، أعمق من القوانين المنظورة، وهذا ما يكوّن حياة الإنسان بناء على تفاعلاته النفسية والروحية…​
 
الدين حسب ما قدمته هنا كارما

المسلمون كما هو متعارف عليه الأن كلهم كفرة إلا قليل!

جميل، اظن علينا إحياء الفهم "الباطني" الحق للإسلام عوض التعريفات المبتذلة المنتشرة الأن الخالية من الحياة والقائمة على أفكار لا إمتداد لها إلى الواقع
 
يعالج الدين والكارما نفس الموضوع "الزمن وآليات عمله".

ولكن التصور العالمي الحديث لنظرية الكارما يربطها بمفاهيم ضبابية غيابية وفيها نوع من الالتزام الأخلاقي المسبق (الذي يسبق التحقق العلمي من المبادئ).
الكارما بالأصل مفهوم غير إلزامي (غير رهباني) من حيث هي موضوع في الكون قابل للإدراك والبحث العلمي، وما الكتب الهندوسية إلا إشارة للحقيقة الكونية لهذا الموضوع، لكن المعلمين الجدد جعلوها "إلتزاماً أخلاقياً" أو مذهباً أخلاقياً رهبانياً قائماً على التقيد بالنظرية لا على كشف الحقيقة، فأصبح اتباع يبدأ من السير الأخلاقي وينتهي فيه، دون "إيقان".

ومع أن الأمر غريب، ولكن معنى "الدين" في النص القرآني يعطي موضوعاً كونياً علمياً محدداً يبدأ مباشرة من الحقائق الكونية عن الزمن والتي تحتاج فقط إلى الانتباه الإدراكي إليها، على عكس مفهوم الكارما العالمي الذي يحتاج إلى نوع من "التسليم المسبق".

جميل، اظن علينا إحياء الفهم "الباطني" الحق للإسلام عوض التعريفات المبتذلة المنتشرة الأن الخالية من الحياة والقائمة على أفكار لا إمتداد لها إلى الواقع

هذا الإحياء يحتاج أولاً إلى فتح المجال أمام الإدراك حتى يتحرك بحرية تامة دون أية قيود مسبقة، شرعياً أو نفسياً أو عملياً.
 
يعالج الدين والكارما نفس الموضوع "الزمن وآليات عمله".

ولكن التصور العالمي الحديث لنظرية الكارما يربطها بمفاهيم ضبابية غيابية وفيها نوع من الالتزام الأخلاقي المسبق (الذي يسبق التحقق العلمي من المبادئ).
الكارما بالأصل مفهوم غير إلزامي (غير رهباني) من حيث هي موضوع في الكون قابل للإدراك والبحث العلمي، وما الكتب الهندوسية إلا إشارة للحقيقة الكونية لهذا الموضوع، لكن المعلمين الجدد جعلوها "إلتزاماً أخلاقياً" أو مذهباً أخلاقياً رهبانياً قائماً على التقيد بالنظرية لا على كشف الحقيقة، فأصبح اتباع يبدأ من السير الأخلاقي وينتهي فيه، دون "إيقان".

ومع أن الأمر غريب، ولكن معنى "الدين" في النص القرآني يعطي موضوعاً كونياً علمياً محدداً يبدأ مباشرة من الحقائق الكونية عن الزمن والتي تحتاج فقط إلى الانتباه الإدراكي إليها، على عكس مفهوم الكارما العالمي الذي يحتاج إلى نوع من "التسليم المسبق".



هذا الإحياء يحتاج أولاً إلى فتح المجال أمام الإدراك حتى يتحرك بحرية تامة دون أية قيود مسبقة، شرعياً أو نفسياً أو عملياً.

المفهوم الحديث للكارما للأسف أتي من أشخاص أنفسهم لا يعلمون عما يتحدثون، الحكماء واليوغيين وغيرهم المتمكنين منهجيتهم علمية ولا يطلبون الإيمان وحتى إن طلبو فمؤقتا.
 


فصل شرح معنى الكفر - رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا


ikhwan.png
 
قد يكون احد معاني الدين هو الطريق التي تصل بها الى الحقيقة وبناء عليه اي طريقة تصلك الى الحقيقة فهي دينك
الاديان الحالية بشكلها التنظيمي ماهي الا عبارة عن Cults وجماعات لها مصالح ويرتبط وجودها بالمؤمنين بها
ربما الاديان الابراهيمية هي في حال اسوأ من غيرها بحكم توجهها القوي في البقاء والسيطره
كل دين ابراهيمي لديه اجندته الخاصه في السيطرة على العالم وتركيع المخالفين له

ربما النصوص المقدسة في تفسيراتها الباطنية قد تعطي اجابات اكثر اقناعا وربما هي فقد محاولات ترقيعية لماهو سيء في الأساس
 
قد يكون احد معاني الدين هو الطريق التي تصل بها الى الحقيقة وبناء عليه اي طريقة تصلك الى الحقيقة فهي دينك
أحد معاني "الدين" من حيث هي كلمة تشير إلى شيء ما، قد يكون أي شيء.

إذا بدأنا من الكلمات لنصل إلى المعاني فسنبدأ من الجانب الرمزي مباشرة، والرموز لا تدل على المعاني دلالة صلبة، ولا يمكن التحقق من إمكانية أن يكون معنىً ما هو المعنى النهائي لكلمة ما.

لكن ما يقترحه المقال هو أن معنى الدين (التحقق الزمني الظاهر للوجود الجوهري الباطن واستيفاء القيم والعلاقات الزمنية التي يتطلبها الجوهر) هو معنىً نهائي لكلمة الدين، ما دمنا ندرك أن الجوهر والزمن والظاهر والباطن هي معاني وجودية حيوية غير موضوعية أو مادية.

يمكن الوصول للمعنى النهائي للكلمات بناء على أن الكلمة بحد ذاتها لها بناء ذهني بشري وبناء حقيقي وجودي، والبعد الكوني للكلمة (ما تعنيه في نظام الكون) هو ما يعبر عن معاناها الوجودي.
 
  • لايك
التفاعلات: Moe99

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى