مقتطفات 2
لغز ميخائيل فيليبوف (1858-1903)
العالم كله مدين للعالم الروسي الكبير ميخائيل فيليبوف فى تطوير أول قمر صناعى والملاحة الفضائية الحديثة بشكل عام كما انه ترجم كتاب اساسيات الكيمياء لمندليف الى اللغة الفرنسية مما أعطى فرصة للعالم للتعرف على هذا العلم الرائع كما يعد فيليبوف اول من نجح في نقل الكهرباء لاسلكيا.
كان فيليبوف رجل موسوعي بمعنى الكلمة... لقد اطلع على اغلب المصادر العلمية الأولية الأجنبية
وقرأ في الأعمال الأصلية للمؤلفين القدماء، وآخر مؤلفات ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإنجلترا، ويمتلك أكثر من 500 عمل منشور في علم الاجتماع، والاقتصاد السياسي، والفلسفة، والعلوم الطبيعية، والرياضيات، والكيمياء، والنقد الأدبي. وأيضا الأعمال الفنية والأدبية.
في الثاني عشر من شهر يوليو عام 1903 توفي ميخائيل فيليبوف بشكل غامض عن عمر 45 عام
كان فيليبوف قد خطط لنشر مواد مثيرة تتحدث عن اختراعه الذي من شأنه أن يجعل البشر ينبذون الحرب إلى الأبد لكن لم يتسن له فعل ذلك !
قبل يوم من وفاته أرسل فيليبوف في الحادي عشر من شهر حزيران/ يونيو 1903مقالة إلى إدارة تحرير صحيفة "سانت بطرسبورغ فيدوموستي"، كتب فيها
" في بداية عمرى قرأت لبوركلي (عالم اجتماع ومؤرخ ) أن اختراع البارود جعل الحروب اقل دموية ومنذ ذلك الوقت طرأت في ذهني طريقة رائعة والتي من شأنها ان تجعل الحرب مستحيلة.. والمثير للدهشة أنه في اليوم التالي اكتشفت التطوير العملي للفكرة والذى سيجعل الحروب تنتهى فعليا .. بحيث أنه عند حدوث انفجار في سانت بطرسبيرغ ، سيكون من الممكن نقل تأثيره إلى القسطنطينية .. أما بالنسبة للطريقة التي يعمل بها اختراعي فهي عباره عن انتقال الانفجار الكهربي خلال الموجات اللاسلكية ان الطريقة بسيطة ورخيصة بصورة مثيرة للدهشة واذا حكمنا على هذا الاكتشاف من ناحية التطبيق فان هذا الانتقال ممكن ولمسافات تصل الى آلاف الكيلو مترات , ومع تلك الطريقة التى ذكرتها وتلك المسافات البعيدة تصبح الحرب بالفعل أمرا جنونيا و مستحيلا ويجب ان تلغى , سوف انشر تفاصيل هذا الاختراع فى الخريف القادم خلال مذكرات لأكاديمية العلوم,..” من ويكيديا الموسوعة الحرة باللغة الروسية
فى اليوم التالي من ارسال الخطاب للجريدة وجد فيليبوف ميتا في معمله ووجهه ملطخ بالدماء وقد قال ذويه انه فى عشية وفاته أخبرهم انه سيقوم بالسهر لوقت متأخر في معمله وانه لا يريد اى ازعاج الا انهم وجدوه فى اليوم التالي ميتا او بصورة ادق مقتولا .... كانت هناك عدة محاولات لإنعاشه من قبل الطبيب لكنها بائت بالفشل وبعد فحص الجثة خرج تقرير من المستشفى يفيد ان سبب الوفاة مجهول! وسرعان ما انتشر رجال الشرطة حول المكان وقاموا بالاستيلاء على جميع ادوات فيليبوف وسجلات تجاربه وكل ادوات المخبر .. تبين ان تفاصيل التجربة الاخيرة التي قام بها فيليبوف قبل موته مباشرة اختفت كما هو حال جميع اكتشافاته التي يحتفظ بها في معمله
بعد وفاة فيليبوف ب 10 اعوام نشرت صحيفة الكلمة الروسية مقالا يتحدث عن وثائق كشفت ان فيليبوف سافر عدة مرات الى مدينة ريغا عام 1900 حيث قام بعمل عدة تجارب لتفجير الاجسام عن بعد فى حضور خبراء عسكريين... وان التجارب كانت ناجحة تماما وان فيليبوف كان مسرورا جدا من نتائج تلك التجارب. عندما قامت الثورة البلشيفية فى اكتوبر 1917 اقتحم المواطنون ورجال الصحافة ارشيفات الشرطة السرية لمحاولة البحث عن سجل تجارب فيليبوف لكن الشرطة قامت بحرق جميع الاوراق قبل الهجوم لكي لا يعثر الثوار على شئ ... الا انه تم العثور على بيان سرى لقسم الأمن فى سانت بطرسبورغ بتاريخ 16 يونيو 1903 (بعد وفاة فيليبوف بأربع ايام) لمدير قسم الشرطة يوضح ان الشرطة السرية حاولت اخفاء الاسباب الحقيقية لموت فيليبوف بكل الطرق الممكنة وان العائلة الملكية وراء هذا الامر.
أحد اصدقاء فيليبوف المقربين حكى أنه فى الفترة الأخيرة قبل موته كان قد تحدث اليه عن الطريقة التي يعمل بها سلاحه الجديد حيث ضرب يده على الطاولة وقال له " انها بسيطة جدا ورخيصة بشكل مثير للدهشة كما أنها ظاهرة كثيرا ما تتكرر ورغم ذلك فاننا لم نفكر فيها كما انها لا تحتاج الى أي ذكاء " وقال ايضا “ان الامر عبارة عن تأثير فيزيائي "....
وقال فيليبوف ايضا لصديقه " ان هذه الطريقة حاولوا تقليدها في امريكا لكن بطريقة مختلفة تماما وفشلت" ... وبعد زمن تم الكشف عن مخطوطة مصادرة تحمل عنوان (الثورة من خلال العلم ) او (وضع حد للحرب ) وتكشف المخطوطة عن سلاح يستخدم الموجات الراديوية القصيرة في نقل الانفجار حيث كُتب فيها " ان موجات الاشعاعات القصيرة يمكنها نقل القوة الكاملة للانفجار "كما كتب أيضا :" تنتقل موجة الانفجار تماما على طول الناقل من الموجات الكهرومغناطيسية وقد اظهرت تجاربي أن هذه الظاهرة يمكنها ان تمتد لآلاف الكيلو مترات وبالتالي فان استخدام مثل هذه الاسلحة في الثورة سيجعل الشعوب تتحرر والحروب تصبح شبه مستحيلة "
أحد المؤرخين الفرنسيين المشهورين قال ان الامبراطور نيكولا الثاني الذي ثبت أنه أمر بقتل فيليبوف قد أنقذ العالم من دمار محقق ... فمجرد وقوع هذه التقنية السهلة والبسيطة جدا في أيدى المعارضين للدولة سيكون كفيلا بتدمير الجيش والشرطة بسهولة وبالتالي خراب البلاد ... كما ان الالمان كانوا سيستغلونها في الحرب العالمية الاولى لتدمير العالم. !!ا
العالم الكيميائي الشهير مندليف عندما دافع عن فكرة فيليبوف التي هاجمها المجتمع العلمي قال" ليس هناك ما يثير العجب في كلام فيليبوف فموجة الانفجار يمكن نقلها الى أي مكان في العالم كمثل موجات الصوت والصورة تماما ". !