dt8cv
مريد 1
- المشاركات
- 220
- مستوى التفاعل
- 869
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , قمت بكتابه المخطوط ع شكل txt.
فمن استفد فليدع لوالداي بالرحمه والمغفره.
اتمنا ان تفيد طلاب العلم والبحاثين.
الحمدالله رب الغالمين والعاقبه للمتقين والصلاة والسلام على خير خلقه ومظهر حقه محمد نبينا واله الطاهرين وبعد
فهذا كتاب الطب الجديد الكيميائي الذي اخترعه براكلوسوس ويشتمل على مقدمه ومقالات والمقدمه في تعريف الكيميا وبيان الحاجه اليها والغرض منها فنقول الكيمياء لفظ يوناني اصله خيميا
ومعناه التحليل والتفريق وبعض الناس يطلق عليه الصناعه الهرمسيه وقال قوم يطلق عليه سر الكهنه واول من اخترعه هرمس المثلث المصري وعلمه الكهنة وبعد ذلك شاع حتى وصل الى الكهنه
وبعد ذلك شاع حتى وصل الى اليونان ونصفوا فيه ذلك كتباً ورسائل ثم انتقل الى الاسلاميين والفوا في ذلك كتباً كثيره والمقصود من ذلك اصلاح المعادن وتغيرها من الفساد الى الصلاح كقلب الناس
فضه والفضه ذهبا الى ان جاء براكلسوس الجرماني فغير الغرض من صناعه الكيمياء ودمله من اقسام صناعه الطب وسماة استاغريا ومعناه جمع المخلفات وتفريقها وهذا الاسم مخصوص بصناعه الطب الكيميائي
وان شئت قل كيميا الطب او الطب الكيماي اي الصناعه الكيميائيه وموضوعه الاجسام المعدنيه وحده صناعه يعرف بها كيفيه تحليل المعدنيات واصلاحها وغايته قسمان منها
منها ماهو داخل وهو تحليل المعدنيات وتنقيتها عن الاشياء الفاسده وتركيبها وتفريقها ومنها ماهو خارج عنها وهو قسمان ايضا احداها تكميل المعدنيات الناقصه وتغير صورها
الى صوره اشرف من الصورة الاولى وثانيهما حفظ صحه بدن الانسان وازاله مرضه وغرضنا من هذا العلم ههنا حفظ صحة بدن الانسان وازاله مرضه وبين الغايه القصوى في تدبير معاشه
ومعاده وبعض الناس ينسب الى من يتعاطى صنعه الكيمياء كل قبيحه ويزدريه يعتقد انه يزاول تلك المشقات لقلب المعادن الناقصه كامله وان الغايه لهذا العلم ليس الا ذلك
ليس الامر كما زعم هذا البعض فانه يحتاج اليه ليعرف كيفيه التحليل والتركيب والتنقيه والاملاح وتقطيرات الارواح والادهان والمياة الشريفه النافعه فما هو الغايه لهذه الغايه
وهو حفظ صحه بدن الانسان وازاله مرضه على انه اذا كان الغرض من حفظ الصحه وازاله المرض كان موضوعه اعم من المعدنيات والنباتات والحيوانات ومن لم يعرف كيفيه التحليل والتقطير
وتلطيف الكثيف بحيث ينفذ في الجسم الكثيف نفوذ الروح في الجسد وتقليل كمية الجسم مع بقاء قوته المؤثره او زيادتها فهذا العلم الذي يحتاج اليه الشرابات لا تكمل صناعته الا بمعرفته وبعض الناس
ينكر جواز العلاج بالمعدنيات قايلا انها تنفعل عن الطبيعه وما انفعل عنها ربما اهلكت بسميتها لم يعلم انه بهذه الصناعه يعرف تلطيف أجسامها وتنفيه سميتها فتصر منفعله عن الطبيعه مؤثره
فيها اثرا خاليا عن السميه لكن فعلها في بدن الانسان قوي وقال الامام بقراط ان الامراض الداخله قوية فكتاب الامراض جاء فيه ان المرض القوي يحتاج الى العلاج القوي واعلم ان علاقه صناعه الطب
بصناعه الكيمياء قديم ومعلوم لكن براكلسوس اخترع اصولا في صناعه الطب على منوال اخر واصطلاحات جديدة والفاظ عجيبه زاعما ان هذا العلم هو اخترعه وليس الامر كما زعم
وانما اخترع اصطلاحات وعبارات غريبه وماذكر من الاصول في صناعه الطب هو ماخوذ من الحكمه ولا علاقه لصناعه الكيميايه والحاصل ان مضمون زمالفه براكلسوس ماخوذ الحكمه
ومن صناعة الكيميا وكل من العلمين قديم المقاله الاولى في الجزء النظري في استاغريا وهو الطب الكيميائي في الامور الطبيعيه ويشتمل على فصول
(الفصل الاول ) في
) والسر الاكبر قال براكلسوس في كتابه المسمى برغاني
اعلم ان داخل السماء مبدا اما يقبل الفساد من الاشياء كلها التي هي واحد ترجع وتنتهي اليه عند الفساد وهذا المبدا هو الهيولي ومحل الكل وهو السر الاكبر وهو لا يدرك بالحس وهو امر وجداني
غير مقيد ولا مصور بصوره لا مشكل بشكل ولا مكيف بكيفيه من الكيفيات وهو السر الاكبر الاعظم هو اصل العناصر وامها ومنه تكون جميع الكائينات(نسخه اخرى (المكونات)) وصورها واشكالها والوانها وطعومها
وهو كالمركز لجميع الاشياء وموضوعه ذاتي لجميع الصور ومنه تحصل بالفعل وهو مبدا الحياة ومبدا فعل الطبيعه ومبدا الكون والفساد والمزاج ومن هذا الاصل تاتي الحياة الى العالم
وهو سر الهي قديم مخلوق اقول القول الهيولي الاولى امر قديم ذكره ارسطاطاليس وقدما اليونانيين وهو لا يكون فاعلا وقيل مراده الهيولي الاولي نفس العالم وهو مذهب افلاطون وفيه ان النفس ليست
محلا ولا موضعاً تنشى خلاف الصوره والاشكال وقال افلانطون في كتاب العالم ان الله خلق نفس العالم وجعلها في وسط العالم وبها يحصل التدبير والتصرف وقال في طيماويس
جعل الله في وسط العالم مدبرا يفيض الحياة والصور والاشكال وقال في المقاله العاشره من النواميس نفس العالم مابه تدبير العالم وحفظ الصور والانواع ومنه الحياة وقال ارسطوطاليس
في المقاله العاشره من كتاب الحيوان في الارض رطوبه وفي الماء روحا وفي الروح نفس فاذا كان كذلك كانت جميع الاشياء مملؤةاءنفساً وهذا كلام من ارسطوطاليس
يشعر بالقول بنفس العالم مع تصلبه في مذهبه ورده على افلاطون وقال هرمس في كتاب العقل ان في العالم روحا سارياً في جميه اجزاء العالم
به حفظ العالم وحياته وهو كلي ويقال له سما السموات وقال ارسطوطاليس في كتاب العالم الروح يقال على الجوهر الحافظ للنوع من نبات او حيوان وقال هرمس في كتابه المسمى بالوح الزمري
الشي السفلي كالعلوي يعني ان الروح الكلي سار في العالي والسافل ومن جمله نقل هذه الاقول يعلم مراد براكلسوس بالسر الاكبر هو نفس العالم كما لا يخفي وان كان فيه مافيه
(الفصل الثاني في العناصر) اعلم ان الله سبحانه وتعالى لما خلق الهيولي الاول والسر الاكبر افاض عنه العناصر الاربعه التي يتولد منها جميه الموالدات السفليه وهذه العناصر ظاهره للحس
وسرها وباطنها خفي عن الحس وهذا الباطن محفوظ لا يتغير ولا يقبل الفساد وهو اصل الصور العنصريه الظاهره القابله للكون والفساد والتغير فان العنصر انما يكون عنصر بهذا الاصل
الباطن كما ان الانسان لا يكون انسانا باللحم والدم بل بالنفس والروح وكما لا يخفي واذا قلنا ان هذا النبات متولد في الارض فانا نعني بذلك انه متولد وناشى من ذلك الاصل الذي يقبل التغير ولكل
عنصر ثمره فان ثمره العنصر الترابي الشجر وثمره المائي المعدن والاحجار وثمره العنصر الهوائي الطلول والمن وثمرة العنصر الناري المطر والثلج قال شرابيش من اتباع براكلسوس
العناصر هي الاصول الحافظه للانواع الظاهره وقال قروليوس العناصر قسمان منها ظاهر ومنها باطن والاخلاط انما هو بين ماهو ظاهر منها والظاهر منهما انما هو في جسم الاستقصلا نفسه
واصله جسم الاستقص مركب من الزيبق والكبريت والملح والعناصر الاربعه مركبه من هذه الاصول الثلاثه واختلفت صور العناصر لاختلاف التركيب وقال كركنانس
العناصر الظاهره اثنان يابس ورطب فالياس كالارض والرطب كالماء وليس النار والهواء عنده بعنصر وهذا المذهب بعيد من المذهب الاول وعند جمهور طايفه براكلسوس
العناصر قسمان (ظاهر وباطن) فالظاهر كالجسم والباطن كالنفس وهذا العنصر الباطن هو مبدوا الحياة وحفظ النوع وتكون الاشياء وفي العالم
والظاهر من العناصر يقبل التغيير والكون والفساد دون الباطن منها
الفصل الثالث في الصوره والانواع واصول الاشياء
قال براكلسوس في كتابه المسمى ابلياستروا جميع مايقبل الكون والفساد فيه مائيه يحفظ نوعه وذلك بتوليد الاشخاص وتوليدها وفيه مائيه تحفظ صورته وشكله ولونه وطعمه ومقداره والحاصل
جميع ذلك من التركيب ولابد في التكوين من ثلاثه امور
الاولى : المدبر وهو المحرك والمنضج والجامع والفرق ومائيه النقصان والزياده والمقدار وتكميل فعل الطبيعي في مدة معينه ومحدوده الى بلوغ ذلك النوع كماله وهو المؤثر في المعادن والنبات
والحيوان
الثاني الاصل : وهو المادة التي منها تكونه الحافظ
الثالث : الحافظ للنوع وهو امر سماوي الهي وهو قسمان
القسم الاول : قسم لا يقبل التغيير كاحفاظ للاجسام الفلكيه
القسم الثاني : يقبل التغيير في الشمس والقمر والنجوم بحسب تاثيرها في هذه العالم والاجسام جسمان
الجسم الاول :اجسام عاليه صافيه متشابهه كامله الصوره والشكل ومنها
الجسم الثاني : اجسام سافله كثيفه غير متشابهه ولا كامله الصوره كالعناصر والمولدات وانواع المولدات واصنافها
فان المعدن لا يشابه النبات والنبات يختلف ايضاَ فان جسم الباذنجان لا يشابه الفوة وكذلك الانسان لا يشابه جسم الاسد وهذه الاجسام
وان كانت قابله للكون والفساد ولكن نوعها باق فكلما فسد جسم لبس جسم اخر غيره كتوليد الصور المختلفه على الهيولي والهيولي باقيه في كل شي
(الفصل الرابع : في الحياة)
الحياة كمال للنوع به تظهر افعاله واثاره , وهذا الكمال موجود في المعادن والنبات والحيوان فالحياة للحيوان امر ظاهر وهو مايصدر عنه الافعال المختلفه من الحركه
الاراديه والسكون , والحياة للنبات مايصدر عنه من النمو والزياة والتغذيه والحياة في المعادن مايحفظ لونه وشكله وطعمه وتظهر به اثاره الخاصه به
كذب المغناطيس للحديد ولصوق الزيبق وانجذابه الى الذهب ومادام امر الجسم يظهر عنه اثاره المخصوص به فهو حي واذا كان للمعدن حياة فيجوز زيادته ونموه
فان الحافظ للنوع باق وقد شوهد زيادة بعض المعادن ونموها فان الزاج اذا خرج منه مقدار كثير قد يزيد ويملا المكان الذي هو فيه وقد شوهد مثل ذلك في بلاد صقاليه من النجمه
فان في تلك الارض معدن الذهب ويزيد في كلا اربع سنين ويعود الى مقداره الاول وقد شاهدُوه ايضا في تلك الناحيه عروق رصاصيا رماديه اللون ثم بعد زمان وجدوا تلك العروق فضه بيضا
وكذلك وجدوا في بلاد خرواط عروق في الارض من الرصاص فستروها في التراب ثم بعد اربع سنين كشفوا فاذا بي فضه بيضا وفي سلمسيا معدن الحديد في عشر سنين يزيد ويرجع الي مقداره
الاول وفي تلك الاراضي وجدوا رملا نحاسياً , فلما كشفوا عنه بعد برهه من الزمان وجدوة وقد بلغ المرتبه الذهبيه وكذلك المعادن كالملح وغيره من الاحجار وقالوا العاقد للجميع امر واحد
وانما الاختلاف للمواد المقابله وقيل بل لكل معدن روح مخصوص هو عاقد لذلك المعدن
(الفصل الخامس في الحراره المنبته في الروح) الحراره المنبته عند هذه الطايفه يطلقون عليها الموميا الحيواني و الكبريت الحيواني والبلسان الطبيعي
وهذه الحراره تتنوع بحسب نوع الاجسام والحيوانات , وبعد هذه الحراره يكون موت ذلك الجسم , وجميع اهل الصناعه الكيميا والمشائيين عليها , اتفقوا على انها حراره
سماويه بسيطه ليست من العنصر
(الفصل السادس في الاصول )التي يتركب منها الاجسام وفي مذهب هذه الطايفه , قالوا ان اصل الاجسام ثلاثه وهي الزائبق والكبريت والملح واعلم انه ليس المراد من هذه الثلاثه ماهو المتعارف بين الناس
فان كل واحده من الزيبق والكبريت والملح مركب من هذه الثلاثه , بل المراد بازيبق الرطوبه السياله ومن الملح ماهو ثابت غليظ ارضيي
ومن الكبريت الدهنيه ومن هذه الجواهر الثلاثه تتركب جميع الاجسام ويكون الاصل ثلاثه صار الفرع وهو المولدات ثلاثه المعدن والنبات والحيوان ولذلك يوجد ملح نباتي وملح معدني وملح حيواني
وزيبق حيواني وزيبق معدني وزيبق نباتي وكذلك الكبريت فان الدهنه توجد في النبات والمعدني والحيوان كما في الكبريت المتعارف والجوز وشحوم الحيوانات فمن الملح العقد والثبات
ومن الكبريت الحركه والحياة والنضج ومن الزيبق التسييل وقبول الشكل
قالوا ومبدا جميع الطعوم من الملح ومبدا الروايح من الكبريت , ومبدا الالوان من الزيبق
قال هرمس الزيبق هو الروح والكبريت هو النفس والملح هو الجسد وقال كركنانس
الزيبق رطوبه حامضه ملطفه مؤثره بارده روحانيه الة الحياة قابله للصور والافعال المعدنيه والنباتيه والحيوانيه والكبريت رطوبه حلوة دخانيه لزجه جوهريه حاره تفعل النضج
والنمو والغذاء والتكوين والملح هو جسم ارضي ثابت مثبت عاقد
(الفصل السابع في المزاج والتكون) وهو تكثير النوع ووجوده وقد علمت ان الحافظ للنوع يكثر افراده , يوثر في الاجسام وتكوّن الانواع
فقال بقراط اعلم انه لا ينعدم شي من الاشياء ولا يوجد شي من الاشياء مالم يسبق وجوده اولا فيما مضى لكن لما كان التركيب التفريق متعاقبان على الاجسام فظن ما
تفرق العدم , وماتركب وجد ابتداً وليس الامر الا تفريق وتركيب وأمتزاج وتحليل وذلك واقع باضروره بمقتضى الحكمه الالهيه ولما اختلفت الانواع والعناصر بالخفه والثقل والكثافه واللطافه
والحركه والسكون اختلف زمان تكونها في الطول والقصر فبعضها سريع التكوين وبعضها بطئ التكوين وفي الكرة السفلى ثلاثه انواع من المكونات وفي المعادن والحيوان والنبات
فبدا الحيوان في البلسان الطبيعي والكبريت الحيواني والموميا الاصلي وهو المسمى بماده الحيوان وفي بعض الحيوانات يظهر ويهيج في زمان معين وهو زمان فساد تلك الحيوانات
واما الانسان فتلك الماده موجوده فيه في كل زمان وطرق توالد الحيوانات كثيره والحيوانات الكامله من المني من الابوين وبعض الحيوان يكون بالتوليد على طريق التعفن وبالتوليد كالفار
ومبدا تكون النبات جسم كثيف لزج بالنسبه الى مني الحيوانات وهذا الجسم موجود في جميع اجزا النبات وبه حفظ نوع ذلك النبات وهو تاره يكون في البزور وتاره يكون في الاصل وتاره يكون
في العروق وتاره يكون في الجميع ولهذه المادة زمان معين يظهر فيه ويكمل بحركات الافلاك والطلوع والغروب وقرب الشمس وبعدها
ومبدا تكون المعدن ليس المني ولا غيره مماهو مبدا النبات بل حافظ للنوع الذي كان به النضج وبه يحصل الشكل واللون واما مبدا التكون في الكرة العاليا في الفلكيات لا يحتاج الى مبدا التولد
والتكون فانها كامله لا تقبل التغيير والفساد ولكن الكواكب يحصل من طلوعها وغروبها ودورانها رياح بعضها شرقي وفي بعضها غربي و بعضها جنوبي وبعضها شمالي بحسب ما اقتضاه
ذلك الكوكب وهذه الارياح لها قوى اخرى غير الكيفيات الاربعه وكذلك يتولد من البخار الروحاني بتاثير الكواكب فيه ونضجه وفي كره الهوي الامطار والقلوج والطلول
وغير ذلك من الكيانات الجو , وتاره تثير الكواكب غير مقصور على ذلك بل له في هذا العالم اثر ظاهر وفي المعدن والنبات والحيوان واما المزاج فهو حركه من العناصر تجوب اخلاطها
وامتزاجها والمحرك لهذا الامتزاج هو مبدا الحياة والصور والنوع وهذا المزاج يحصل بقوة هذا المبدا وعمله الصادق الذي لا يختلف عنه
فمن استفد فليدع لوالداي بالرحمه والمغفره.
اتمنا ان تفيد طلاب العلم والبحاثين.
الحمدالله رب الغالمين والعاقبه للمتقين والصلاة والسلام على خير خلقه ومظهر حقه محمد نبينا واله الطاهرين وبعد
فهذا كتاب الطب الجديد الكيميائي الذي اخترعه براكلوسوس ويشتمل على مقدمه ومقالات والمقدمه في تعريف الكيميا وبيان الحاجه اليها والغرض منها فنقول الكيمياء لفظ يوناني اصله خيميا
ومعناه التحليل والتفريق وبعض الناس يطلق عليه الصناعه الهرمسيه وقال قوم يطلق عليه سر الكهنه واول من اخترعه هرمس المثلث المصري وعلمه الكهنة وبعد ذلك شاع حتى وصل الى الكهنه
وبعد ذلك شاع حتى وصل الى اليونان ونصفوا فيه ذلك كتباً ورسائل ثم انتقل الى الاسلاميين والفوا في ذلك كتباً كثيره والمقصود من ذلك اصلاح المعادن وتغيرها من الفساد الى الصلاح كقلب الناس
فضه والفضه ذهبا الى ان جاء براكلسوس الجرماني فغير الغرض من صناعه الكيمياء ودمله من اقسام صناعه الطب وسماة استاغريا ومعناه جمع المخلفات وتفريقها وهذا الاسم مخصوص بصناعه الطب الكيميائي
وان شئت قل كيميا الطب او الطب الكيماي اي الصناعه الكيميائيه وموضوعه الاجسام المعدنيه وحده صناعه يعرف بها كيفيه تحليل المعدنيات واصلاحها وغايته قسمان منها
منها ماهو داخل وهو تحليل المعدنيات وتنقيتها عن الاشياء الفاسده وتركيبها وتفريقها ومنها ماهو خارج عنها وهو قسمان ايضا احداها تكميل المعدنيات الناقصه وتغير صورها
الى صوره اشرف من الصورة الاولى وثانيهما حفظ صحه بدن الانسان وازاله مرضه وغرضنا من هذا العلم ههنا حفظ صحة بدن الانسان وازاله مرضه وبين الغايه القصوى في تدبير معاشه
ومعاده وبعض الناس ينسب الى من يتعاطى صنعه الكيمياء كل قبيحه ويزدريه يعتقد انه يزاول تلك المشقات لقلب المعادن الناقصه كامله وان الغايه لهذا العلم ليس الا ذلك
ليس الامر كما زعم هذا البعض فانه يحتاج اليه ليعرف كيفيه التحليل والتركيب والتنقيه والاملاح وتقطيرات الارواح والادهان والمياة الشريفه النافعه فما هو الغايه لهذه الغايه
وهو حفظ صحه بدن الانسان وازاله مرضه على انه اذا كان الغرض من حفظ الصحه وازاله المرض كان موضوعه اعم من المعدنيات والنباتات والحيوانات ومن لم يعرف كيفيه التحليل والتقطير
وتلطيف الكثيف بحيث ينفذ في الجسم الكثيف نفوذ الروح في الجسد وتقليل كمية الجسم مع بقاء قوته المؤثره او زيادتها فهذا العلم الذي يحتاج اليه الشرابات لا تكمل صناعته الا بمعرفته وبعض الناس
ينكر جواز العلاج بالمعدنيات قايلا انها تنفعل عن الطبيعه وما انفعل عنها ربما اهلكت بسميتها لم يعلم انه بهذه الصناعه يعرف تلطيف أجسامها وتنفيه سميتها فتصر منفعله عن الطبيعه مؤثره
فيها اثرا خاليا عن السميه لكن فعلها في بدن الانسان قوي وقال الامام بقراط ان الامراض الداخله قوية فكتاب الامراض جاء فيه ان المرض القوي يحتاج الى العلاج القوي واعلم ان علاقه صناعه الطب
بصناعه الكيمياء قديم ومعلوم لكن براكلسوس اخترع اصولا في صناعه الطب على منوال اخر واصطلاحات جديدة والفاظ عجيبه زاعما ان هذا العلم هو اخترعه وليس الامر كما زعم
وانما اخترع اصطلاحات وعبارات غريبه وماذكر من الاصول في صناعه الطب هو ماخوذ من الحكمه ولا علاقه لصناعه الكيميايه والحاصل ان مضمون زمالفه براكلسوس ماخوذ الحكمه
ومن صناعة الكيميا وكل من العلمين قديم المقاله الاولى في الجزء النظري في استاغريا وهو الطب الكيميائي في الامور الطبيعيه ويشتمل على فصول
(الفصل الاول ) في
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
الاولى(كلمة يونانية تعنى الأصل أو المادة، وهى واحدة في جميع الاشياء في الجماد، والنبات، والحيوان. وإنما تتباين الكائنات في الصور فقط. فالهيولى في ذاته لا صورة له ولا صفة. لذلك يحتاج إلي الصورة لكي تجعله يظهر وتتحدد معالمه) والسر الاكبر قال براكلسوس في كتابه المسمى برغاني
اعلم ان داخل السماء مبدا اما يقبل الفساد من الاشياء كلها التي هي واحد ترجع وتنتهي اليه عند الفساد وهذا المبدا هو الهيولي ومحل الكل وهو السر الاكبر وهو لا يدرك بالحس وهو امر وجداني
غير مقيد ولا مصور بصوره لا مشكل بشكل ولا مكيف بكيفيه من الكيفيات وهو السر الاكبر الاعظم هو اصل العناصر وامها ومنه تكون جميع الكائينات(نسخه اخرى (المكونات)) وصورها واشكالها والوانها وطعومها
وهو كالمركز لجميع الاشياء وموضوعه ذاتي لجميع الصور ومنه تحصل بالفعل وهو مبدا الحياة ومبدا فعل الطبيعه ومبدا الكون والفساد والمزاج ومن هذا الاصل تاتي الحياة الى العالم
وهو سر الهي قديم مخلوق اقول القول الهيولي الاولى امر قديم ذكره ارسطاطاليس وقدما اليونانيين وهو لا يكون فاعلا وقيل مراده الهيولي الاولي نفس العالم وهو مذهب افلاطون وفيه ان النفس ليست
محلا ولا موضعاً تنشى خلاف الصوره والاشكال وقال افلانطون في كتاب العالم ان الله خلق نفس العالم وجعلها في وسط العالم وبها يحصل التدبير والتصرف وقال في طيماويس
جعل الله في وسط العالم مدبرا يفيض الحياة والصور والاشكال وقال في المقاله العاشره من النواميس نفس العالم مابه تدبير العالم وحفظ الصور والانواع ومنه الحياة وقال ارسطوطاليس
في المقاله العاشره من كتاب الحيوان في الارض رطوبه وفي الماء روحا وفي الروح نفس فاذا كان كذلك كانت جميع الاشياء مملؤةاءنفساً وهذا كلام من ارسطوطاليس
يشعر بالقول بنفس العالم مع تصلبه في مذهبه ورده على افلاطون وقال هرمس في كتاب العقل ان في العالم روحا سارياً في جميه اجزاء العالم
به حفظ العالم وحياته وهو كلي ويقال له سما السموات وقال ارسطوطاليس في كتاب العالم الروح يقال على الجوهر الحافظ للنوع من نبات او حيوان وقال هرمس في كتابه المسمى بالوح الزمري
الشي السفلي كالعلوي يعني ان الروح الكلي سار في العالي والسافل ومن جمله نقل هذه الاقول يعلم مراد براكلسوس بالسر الاكبر هو نفس العالم كما لا يخفي وان كان فيه مافيه
(الفصل الثاني في العناصر) اعلم ان الله سبحانه وتعالى لما خلق الهيولي الاول والسر الاكبر افاض عنه العناصر الاربعه التي يتولد منها جميه الموالدات السفليه وهذه العناصر ظاهره للحس
وسرها وباطنها خفي عن الحس وهذا الباطن محفوظ لا يتغير ولا يقبل الفساد وهو اصل الصور العنصريه الظاهره القابله للكون والفساد والتغير فان العنصر انما يكون عنصر بهذا الاصل
الباطن كما ان الانسان لا يكون انسانا باللحم والدم بل بالنفس والروح وكما لا يخفي واذا قلنا ان هذا النبات متولد في الارض فانا نعني بذلك انه متولد وناشى من ذلك الاصل الذي يقبل التغير ولكل
عنصر ثمره فان ثمره العنصر الترابي الشجر وثمره المائي المعدن والاحجار وثمره العنصر الهوائي الطلول والمن وثمرة العنصر الناري المطر والثلج قال شرابيش من اتباع براكلسوس
العناصر هي الاصول الحافظه للانواع الظاهره وقال قروليوس العناصر قسمان منها ظاهر ومنها باطن والاخلاط انما هو بين ماهو ظاهر منها والظاهر منهما انما هو في جسم الاستقصلا نفسه
واصله جسم الاستقص مركب من الزيبق والكبريت والملح والعناصر الاربعه مركبه من هذه الاصول الثلاثه واختلفت صور العناصر لاختلاف التركيب وقال كركنانس
العناصر الظاهره اثنان يابس ورطب فالياس كالارض والرطب كالماء وليس النار والهواء عنده بعنصر وهذا المذهب بعيد من المذهب الاول وعند جمهور طايفه براكلسوس
العناصر قسمان (ظاهر وباطن) فالظاهر كالجسم والباطن كالنفس وهذا العنصر الباطن هو مبدوا الحياة وحفظ النوع وتكون الاشياء وفي العالم
والظاهر من العناصر يقبل التغيير والكون والفساد دون الباطن منها
الفصل الثالث في الصوره والانواع واصول الاشياء
قال براكلسوس في كتابه المسمى ابلياستروا جميع مايقبل الكون والفساد فيه مائيه يحفظ نوعه وذلك بتوليد الاشخاص وتوليدها وفيه مائيه تحفظ صورته وشكله ولونه وطعمه ومقداره والحاصل
جميع ذلك من التركيب ولابد في التكوين من ثلاثه امور
الاولى : المدبر وهو المحرك والمنضج والجامع والفرق ومائيه النقصان والزياده والمقدار وتكميل فعل الطبيعي في مدة معينه ومحدوده الى بلوغ ذلك النوع كماله وهو المؤثر في المعادن والنبات
والحيوان
الثاني الاصل : وهو المادة التي منها تكونه الحافظ
الثالث : الحافظ للنوع وهو امر سماوي الهي وهو قسمان
القسم الاول : قسم لا يقبل التغيير كاحفاظ للاجسام الفلكيه
القسم الثاني : يقبل التغيير في الشمس والقمر والنجوم بحسب تاثيرها في هذه العالم والاجسام جسمان
الجسم الاول :اجسام عاليه صافيه متشابهه كامله الصوره والشكل ومنها
الجسم الثاني : اجسام سافله كثيفه غير متشابهه ولا كامله الصوره كالعناصر والمولدات وانواع المولدات واصنافها
فان المعدن لا يشابه النبات والنبات يختلف ايضاَ فان جسم الباذنجان لا يشابه الفوة وكذلك الانسان لا يشابه جسم الاسد وهذه الاجسام
وان كانت قابله للكون والفساد ولكن نوعها باق فكلما فسد جسم لبس جسم اخر غيره كتوليد الصور المختلفه على الهيولي والهيولي باقيه في كل شي
(الفصل الرابع : في الحياة)
الحياة كمال للنوع به تظهر افعاله واثاره , وهذا الكمال موجود في المعادن والنبات والحيوان فالحياة للحيوان امر ظاهر وهو مايصدر عنه الافعال المختلفه من الحركه
الاراديه والسكون , والحياة للنبات مايصدر عنه من النمو والزياة والتغذيه والحياة في المعادن مايحفظ لونه وشكله وطعمه وتظهر به اثاره الخاصه به
كذب المغناطيس للحديد ولصوق الزيبق وانجذابه الى الذهب ومادام امر الجسم يظهر عنه اثاره المخصوص به فهو حي واذا كان للمعدن حياة فيجوز زيادته ونموه
فان الحافظ للنوع باق وقد شوهد زيادة بعض المعادن ونموها فان الزاج اذا خرج منه مقدار كثير قد يزيد ويملا المكان الذي هو فيه وقد شوهد مثل ذلك في بلاد صقاليه من النجمه
فان في تلك الارض معدن الذهب ويزيد في كلا اربع سنين ويعود الى مقداره الاول وقد شاهدُوه ايضا في تلك الناحيه عروق رصاصيا رماديه اللون ثم بعد زمان وجدوا تلك العروق فضه بيضا
وكذلك وجدوا في بلاد خرواط عروق في الارض من الرصاص فستروها في التراب ثم بعد اربع سنين كشفوا فاذا بي فضه بيضا وفي سلمسيا معدن الحديد في عشر سنين يزيد ويرجع الي مقداره
الاول وفي تلك الاراضي وجدوا رملا نحاسياً , فلما كشفوا عنه بعد برهه من الزمان وجدوة وقد بلغ المرتبه الذهبيه وكذلك المعادن كالملح وغيره من الاحجار وقالوا العاقد للجميع امر واحد
وانما الاختلاف للمواد المقابله وقيل بل لكل معدن روح مخصوص هو عاقد لذلك المعدن
(الفصل الخامس في الحراره المنبته في الروح) الحراره المنبته عند هذه الطايفه يطلقون عليها الموميا الحيواني و الكبريت الحيواني والبلسان الطبيعي
وهذه الحراره تتنوع بحسب نوع الاجسام والحيوانات , وبعد هذه الحراره يكون موت ذلك الجسم , وجميع اهل الصناعه الكيميا والمشائيين عليها , اتفقوا على انها حراره
سماويه بسيطه ليست من العنصر
(الفصل السادس في الاصول )التي يتركب منها الاجسام وفي مذهب هذه الطايفه , قالوا ان اصل الاجسام ثلاثه وهي الزائبق والكبريت والملح واعلم انه ليس المراد من هذه الثلاثه ماهو المتعارف بين الناس
فان كل واحده من الزيبق والكبريت والملح مركب من هذه الثلاثه , بل المراد بازيبق الرطوبه السياله ومن الملح ماهو ثابت غليظ ارضيي
ومن الكبريت الدهنيه ومن هذه الجواهر الثلاثه تتركب جميع الاجسام ويكون الاصل ثلاثه صار الفرع وهو المولدات ثلاثه المعدن والنبات والحيوان ولذلك يوجد ملح نباتي وملح معدني وملح حيواني
وزيبق حيواني وزيبق معدني وزيبق نباتي وكذلك الكبريت فان الدهنه توجد في النبات والمعدني والحيوان كما في الكبريت المتعارف والجوز وشحوم الحيوانات فمن الملح العقد والثبات
ومن الكبريت الحركه والحياة والنضج ومن الزيبق التسييل وقبول الشكل
قالوا ومبدا جميع الطعوم من الملح ومبدا الروايح من الكبريت , ومبدا الالوان من الزيبق
قال هرمس الزيبق هو الروح والكبريت هو النفس والملح هو الجسد وقال كركنانس
الزيبق رطوبه حامضه ملطفه مؤثره بارده روحانيه الة الحياة قابله للصور والافعال المعدنيه والنباتيه والحيوانيه والكبريت رطوبه حلوة دخانيه لزجه جوهريه حاره تفعل النضج
والنمو والغذاء والتكوين والملح هو جسم ارضي ثابت مثبت عاقد
(الفصل السابع في المزاج والتكون) وهو تكثير النوع ووجوده وقد علمت ان الحافظ للنوع يكثر افراده , يوثر في الاجسام وتكوّن الانواع
فقال بقراط اعلم انه لا ينعدم شي من الاشياء ولا يوجد شي من الاشياء مالم يسبق وجوده اولا فيما مضى لكن لما كان التركيب التفريق متعاقبان على الاجسام فظن ما
تفرق العدم , وماتركب وجد ابتداً وليس الامر الا تفريق وتركيب وأمتزاج وتحليل وذلك واقع باضروره بمقتضى الحكمه الالهيه ولما اختلفت الانواع والعناصر بالخفه والثقل والكثافه واللطافه
والحركه والسكون اختلف زمان تكونها في الطول والقصر فبعضها سريع التكوين وبعضها بطئ التكوين وفي الكرة السفلى ثلاثه انواع من المكونات وفي المعادن والحيوان والنبات
فبدا الحيوان في البلسان الطبيعي والكبريت الحيواني والموميا الاصلي وهو المسمى بماده الحيوان وفي بعض الحيوانات يظهر ويهيج في زمان معين وهو زمان فساد تلك الحيوانات
واما الانسان فتلك الماده موجوده فيه في كل زمان وطرق توالد الحيوانات كثيره والحيوانات الكامله من المني من الابوين وبعض الحيوان يكون بالتوليد على طريق التعفن وبالتوليد كالفار
ومبدا تكون النبات جسم كثيف لزج بالنسبه الى مني الحيوانات وهذا الجسم موجود في جميع اجزا النبات وبه حفظ نوع ذلك النبات وهو تاره يكون في البزور وتاره يكون في الاصل وتاره يكون
في العروق وتاره يكون في الجميع ولهذه المادة زمان معين يظهر فيه ويكمل بحركات الافلاك والطلوع والغروب وقرب الشمس وبعدها
ومبدا تكون المعدن ليس المني ولا غيره مماهو مبدا النبات بل حافظ للنوع الذي كان به النضج وبه يحصل الشكل واللون واما مبدا التكون في الكرة العاليا في الفلكيات لا يحتاج الى مبدا التولد
والتكون فانها كامله لا تقبل التغيير والفساد ولكن الكواكب يحصل من طلوعها وغروبها ودورانها رياح بعضها شرقي وفي بعضها غربي و بعضها جنوبي وبعضها شمالي بحسب ما اقتضاه
ذلك الكوكب وهذه الارياح لها قوى اخرى غير الكيفيات الاربعه وكذلك يتولد من البخار الروحاني بتاثير الكواكب فيه ونضجه وفي كره الهوي الامطار والقلوج والطلول
وغير ذلك من الكيانات الجو , وتاره تثير الكواكب غير مقصور على ذلك بل له في هذا العالم اثر ظاهر وفي المعدن والنبات والحيوان واما المزاج فهو حركه من العناصر تجوب اخلاطها
وامتزاجها والمحرك لهذا الامتزاج هو مبدا الحياة والصور والنوع وهذا المزاج يحصل بقوة هذا المبدا وعمله الصادق الذي لا يختلف عنه
التعديل الأخير: