- المشاركات
- 2,104
- مستوى التفاعل
- 6,911
التغلب على الخوف Conquering Fear
الخوف أعظم الأعداء. إنه شيطان يسكن في الداخل. الشجاعة هي أول درجة في سلم الحرية.
الشيطان The Devil
في إحدى الأمسيات، بعد أن مشينا أنا وأخي التلميذ ثلاثين ميلاً في الجبال، توقفنا للراحة على بعد ميلين من كيدارناث Kedarnath. كنت حينها متعباً جداً وسرعان ما غفوت، لكن نومي كان مضطرباً بسبب إرهاقي الشديد. كان الجو بارداً ولم يكن لديّ بطانية ألتفّ حولها، فوضعت يديّ حول عنقي لأدفئ نفسي. نادراً ما أحلم. حلمت ثلاث أو أربع مرات فقط في حياتي، وقد تحققت جميع أحلامي. و في تلك الليلة، حلمت أن الشيطان يخنق حلقي بيديه القويتين. شعرت وكأنني أختنق. عندما رأى أخي التلميذ تغيراً في إيقاع تنفسي وأدرك أنني أشعر بانزعاج شديد، جاء إليّ وأيقظني. قلت: "كان أحدهم يخنق حلقي!" ثم أخبرني أن يدي كانتا تخنقان حلقي.
كيدارناث Kedarnath
ما تسمونه الشيطان هو جزء منك. خرافة الشيطان والشر فرضها علينا جهلنا. إن العقل البشري عجيب وساحر عظيم. يمكنه أن يتخذ شكل شيطان وكائن إلهي وقتما يشاء. قد يكون عدوًا لدودًا أو صديقًا عزيزًا، يخلق لنا إما جحيمًا أو جنة. هناك ميول عديدة كامنة في العقل اللاواعي يجب كشفها ومواجهتها وتجاوزها قبل أن ينوي المرء سلوك طريق التنوير The Path of Enlightenment.
الطريق إلى كيدارناث
The trail to Kedarnath
The trail to Kedarnath
إن الحلم حالة ذهنية طبيعية. وهي حالة وسيطة بين اليقظة والنوم. عندما تُمنع الحواس من استقبال الإدراكات الحسية، يبدأ العقل باسترجاع الذكريات من اللاوعي. جميع الرغبات الخفية تكمن أيضًا في اللاوعي، تنتظر تحقيقها. عندما لا تُدرك الحواس أشياء العالم ويكون العقل الواعي في حالة راحة، تبدأ الذكريات المُستعادة بالظهور وتُسمى أحلامًا. من خلال الأحلام، يُمكننا تحليل مستوى من شخصيتنا الخفية. يُفيد هذا التحليل أحيانًا في علاج بعض الأمراض. وبمساعدة التأمل، يُمكننا استرجاع هذه الذكريات بوعي، ومراقبتها، وتحليلها، وحلها إلى الأبد.
هناك أنواع مختلفة من الأحلام. بالإضافة إلى الأحلام المؤلمة والسارة التي نراها عادةً، هناك فئتان أخريان من الأحلام تحتاج إلى تحليل. إحداهما حلم نبوي Prophetic Dream( روحي) والأخر مجرد كابوس Nightmare. أحيانًا تكون الأحلام النبوية مُرشدة، أما الكوابيس فهي علامات تدل على عذاب شديد ناتج عن الإحباط. قد يحدث هذا الأخير إذا كان الشخص متعبًا جدًا أو يعاني من عسر هضم.
لم أسمع قط عن أي شخص يدّعي أنه رأى شيطانًا في النهار. أخبرني أخي التلميذ، مستعينًا بتشبيه: "قد يُظنّ الحبل في الظلام ثعبانًا، وسرابٌ في البعيد ماءً. إن قلة الضوء هي السبب الرئيسي لمثل هذه الرؤية. هل الشيطان موجود؟ إذا كان هناك وجود واحد فقط، وهو الوجود المطلق والعلم المطلق، فأين مكان وجود الشيطان؟ أولئك الذين يعانون من مرض ديني يؤمنون بوجود الشيطان متناسين وجود الله. العقل السلبي هو أعظم شيطان يسكن الإنسان. و تحويل السلبية يؤدي إلى رؤى إيجابية أو ملائكية، فالعقل هو الذي يخلق الجحيم والجنة. إن الخوف من الشيطان رهاب يجب استئصاله من العقل البشري".
يتبع