قوة الإرادة

المزيد من مواضيع Ile

Ile

Galactic Wanderer
المشاركات
199
مستوى التفاعل
1,316
نتحدث عن قوة الإرادة وكيف يجب أن نمتلكها ونطورها ..

لكن هل قوة الإرادة ثابتة أم متغيرة؟ هل هناك ما يؤثر عليها؟ وما المعطيات الجديدة التي يجب أخذها بالحسبان؟



قوة الإرادة طبعا غير ثابتة بل متغيرة تؤثر فيها الظروف المختلفة، وأولها جسدك البايولوجي، فلو كنت مريضا بالحمى مثلا، نعم ستستطيع النهوض وشرب كأس ماء مثلا، لكن ذلك سيتطلب إرادة ومجاهدة كبيرين منك، بينما عندما تكون معافى، فعل ذلك لا يتطلب مجهودا يذكر..وقس على ذلك..

نفس الفعل، مجهود مختلف، ما قد يتطلب مجهود خرافي من البعض قد يكون سهلا للبعض الأخر، وهنا لا نقصد المجهود من ناحية الصعوبة والتعقيد، بل الإستمرارية، ففعل ما قد يكون سهلا ولا يتطلب مجهودا عقليا لكن الإستمرار فيه يتطلب إرادة وطاقة نفسية ونفسا طويلا..

لا شك ان من خلقو تغييرات كبيرة بهذا العالم كانت لديهم طاقة وعنفوان غير عاديين..

لهذا إجعل جسدك البايولوجي، وباقي أجسادك، في أفضل حالاتها على الدوام، لأنك بعدم فعل ذلك تقوم بإضافة معاناة وصعوبة للوصول إلى مرادك، سواء كان بحياتك العملية اليومية، أو بحياتك كمريد وطالب معرفة واستنارة

التأمل كمثال قد يكون صعب حينما يكون جسدك ليس بحالة مثالية او عقلك غير صافي او نفسيتك مضطربة، عوامل كثيرة غير معدودة تأثر في كل منهم.

المعبد داخلك وليس بمكان ما خارجا، اعتني به.
 
قوة الإرادة تصدر من الوعي ، لا شيء آخر غير الوعي يمكنه أن يريد بحرية ... الجسد و العقل من دون الوعي مجرد آلات ، والكينونة المحكومة بالظروف ... لا يمكنها أن تريد.

الجسد والعقل والظروف هي الأشياء الخارجية ، الموضوعية ، التي يتفاعل الوعي - الذات معها ، ليطبق إرادته عليها وفي نطاقاتها ، وبما أنها لا تنتمي للذات الحقيقية انتماءً واضحاً ومباشراً ، فأي تماهي معها أو استسلام لتفاعلاتها سيؤدي إلى تسلط اللاشعور على ملكوت الوعي.

الكائن الذي يعتقد أو يصدق أنه محكوم بحدود العقل والجسد، أو يخضع لمعادلات الظروف يتسبب بسجن قواه تلقائياً في نطاق تلك المعتقدات ، ولا يمكنه تجاوز هذه الحدود عبر زيادة كفاحه ومجهوده ، المشكلة ليست في مقدار المجهود المبذول ، المشكلة هي أن أي مجهود سيبذله سيكون أشبه بالتناطح مع الأشباح ، لا يمكنك أن تتنصر على الشبح بزيادة القوة، لأن الشبح ليس له وجود ، والانتصار الوحيد عليه هو كشف حقيقته الشبحية.

ما هي القوة ؟ هذا هو السؤال ...

هل القوة تتواجد ضمن الإطار الذي يرسم الحدود للكينونة ؟ إذا كان الجواب نعم فهذه القوة مجرد استخدام صحيح للإطار ، ولا يمكن زيادتها إلا بتغييره ، فالدبابة القديمة لها استطاعة معينة ، ودبابة في سنة 2021 لها استطاعة مختلفة ، والفرق بينهما فرق في الإطار والماهية ... وليس في مقدار الجهد الخاص بكل منهما.

إذا كان الجواب أن القوة شيء آخر ، مختلف عن الإطار ، أو لا يحدده الإطار ... فهذا يعني أن الاعتراف بالحدود التي يرسمها الإطار ، سواء من خلال الاستسلام لها أو مقاومتها ، سينسيك القوة الحقيقية ، وسيعمل على تكبيل كينونتك وجعلها تتماهى مع الإطار ، وأي جهد لمقاومة الإطار يعني أنك تؤمن به ، وتريد أن تكسر إيمانك به ، لا أن تكسر الإطار نفسه.

مهما بذلت من الجهد ، طالما أن معتقداتك عن العالم وعن ذاتك تقيدك ، ثقتك بذاتك ضعيفة ، ثقتك بالله ضعيفة ، أو أي شيء من هذا القبيل ... والدوافع التي تحرّكك لاشعورية ... فلن تتجاوز الحدود المرسومة لكينونتك ، مهما بذلت من الجهد ، المسألة ليست في كمية الجهد بل في نوعيته ووجهته.

قوة الإرادة إذن مرتبطة بوعي الدافع وبوعي الحرية ، وبعبارة أخرى إذا كان لديك دافع قوي بحيث لا يهمك أن تخسر أي شيء من أجل تحقيق مطالبه ، وكنت تعي حريتك ولا تصدق أن هناك حدوداً عليك الالتزام بها ، تصديقاً واعياً وشعورياً عميقاً ، لا يوجد شيء حينها يمكن أن يقف أمام طريقك.

الضعف دائماً يأتي إما من صراع الدوافع والقيم والرغبات ، وإما من تصديق المعتقدات المزروعة في أعماق العقل الجمعي .. الصراع والجهد هو حالة يرثى لها ناتجة عن مجال فراغي يقع ما بين الوعي والكينونة الخارجية ، بحيث أن الوعي لا يمكنه حسم أمره بين خيارين ، ولهذا يحتاج إلى فضاء صغير يفرّغ فيه صراعاته بمحاكاة معقّدة تتبدى على هيئة جهد وعناء، ولكن الجهد والعناء لا ينبغي أن يوجدا في حالة الصدق الكلي...

إذا تجاوزت عقبة المعتقدات المعطلة والمحددة ، وكانت دوافعك نابعة من وعيك الذاتي ، لن تحتاج لأي جهد حتى تحقق أي هدف مهما كان عظيماً ، يمكنك تحريك النجوم دون أن تبذل أي مجهود ...
 
التعديل الأخير:
جميل تنفع محاضر يا صاح
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل