سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
توم وجيري ( قلب الذات وجرة الوجود )
"أصبحت محققاً اليوم يا بُني ، لذلك لم يعد للصدفة مجال في رؤيتك للعالم، أدرك أن لا شيء يحدث من قبيل الصدفة أبداً" المفوض جوردن
راينا الشعار في الطفولة كثيراً ولكن هل سألنا نفسنا عندما كبرنا ما معنى هذا الشعار ؟ ... ولماذا الأسد ؟... وكيف يتحول الأسد إلى القط توم ؟
الإشارة رقم 1 التي ستكشل مفتاحاً لك لتعرف الحقيقة:
برج الأسد في العلوم الباطنية رمز للشمس المشتعلة نحو الوجود ، لنقل رمز لتفاعل الشمس مع الوجود وتحريكها له ، والشمس ترمز للذات الحقيقية في علوم الهرمسية.
تحيط بليو ( الذي يتحول إلى توم ) دائرة تطوق حركته ، أي أن الذات مأسورة في دائرة مغلقة.
لاحظ الآن تعابير وجه توم وهو يحاول الخروج ...
هذه الصور التي لطالما أثارت بهجة براءة الحملان فينا ، حقيقتها تحوي أسوء كوابيسك ...
تأمل كيف أن توم يحاول عبثاً أن يخرج من إطار الدائرة التي وجد نفسه فيها ، وحين لا ينجح بذلك يتحول العالم إلى كرتون ويظهر جيري أمامه .. جيري الحر ، الذي يركز في اهتمامه على توم ، والذي يطلع عليه عيون توم وعبثاً يحاول الوصول إليه ...
من هو توم بالضبط ؟ ما علاقته بجيري بالضبط ؟ سؤال لم نفكر البحث فيه جدياً ، وتعاملنا مع الموضوع كما الأمر دائماً ، مسألة لا تعنينا ...
أحد الأمور التي تخيفك في عالم توم وجيري أن توم ، يحيا طوال الوقت وحده في بيت ، تكاد صاحبته تكون غائبة كامل الشتاء والصيف ، أي أنه مأسور في عزلته ولا يمكنه الخروج منها.
جيري فأر ، ولكن ليس لدى توم الشهية لتناوله ، ولم يخطط يوماً ليكون جيري مجرد وجبة ، وعوضاً عن ذلك يتخذ جيري موقف ( النقيض التام ) لوجود توم ، مما يعني أن وجود توم متوقف على وجود جيري توقفاً داخلياً في التكوين ، وأنه لا يمكنه تعريف نفسه إلا من خلال وجود جيري ( النقيض الموضوعي ) معه.
جيري وتوم يتعرضان للكثير من الضرب والتكسير والانفجارات ، من بعضهما وغيرهما ، ولكنهما لا يموتان ... بل لا يتأذيان ، ولا أحد ينتبه أبداً لما يجري في عالمهما وكأنه معزول عن العالم الواقعي، وكأن ما حدث موجود فقط في مخيلتهما .. فقط في عقلهما ... أو "مخيلته وعقله".
جيري وتوم لا يفارقان بعضهما ، لم يذهب جيري من المكان رغم كل محاولات توم لصيده ، ولم يقدر توم على طرده ، وبالعكس أحياناً يتدخل جيري لإنقاذ توم من العالم الخارجي مثل ما حدث عندما أصبح توم مهووساً بالقطة البيضاء.
جيري متعلق بتوم ، وتوم يعتبره أكثر من صديق ... حتى أن الكثيرين يظنون جيري فتاة ، لأنه ملازم لتوم ملازمة الأنثى العاشقة ( الزوجة والحبيبة ) للذكر ...
ومهما يمضي من الوقت لا يهم ، توم لا يموت ولا يكبر ولا حتى جيري ... مقاييس عالمهم بالكاد يمكن أن تشترك مع العالم الذي نعرفه ، ولكنها منطبقة تمام الطباق على عالم مصنوع من محاكاة خيالية لطفل يعيش في تجربة نفسية أو حالة من الهلوسة ... مثلاً كما الحال في أطفال مشروع MK-Ultra الذين ليس لديهم أي سجل خارج زنزانة المختبر التي تشبه البيوت القديمة.
يجبرونهم على الهلوسة ...
ومع ذلك يمكن لما يقصده المؤلف أن يكون أعمق من فكرة عرض معاناة طفل في تجربة ، إنه يوجه نداءه للعالم ، وواضح أن التعبيرات الفلسفية لرمزية توم وجيري تحاكي أي حياة ممكنة في عالمنا ، وتجسد مبادئها في إسقاط كرتوني لقصة خيالية.
هذه بعض الحقائق التمهيدية ، والآن سأقدم لك تأويل ذلك برؤية ليل :
1. توم يرمز إلى الذات الحقيقية ، جيري يرمز إلى انعكاس الذات الحقيقية في مرايا الزمن التي تعرض منطقة وسطى بين العالم الخارجي وبين الذات الحقيقية ، ولكن هذا الانعكاس لا يراه إلا توم وحده.
2. الكلب يرمز إلى نفس هذه الذات ، ولكنه يعيش في الحديقة ( مباشرة على اتصال بالعالم الخارجي ) ولذلك هو قوي وله عضلات ، بينما جيري يعتمد بالكامل على ذهنه ، لأن جيري مجرد قوة عقلية بحتة ويمثل أعمق مستويات العقل الخاص بالذات المتكونة من ( توم - جيري - سبايك : الأصغر - الأوسط - الأكبر ).
3. جيري يمثل في عقل توم ، الشخصية التي يحاول توم ( الذات ) مناقضتها ليجسد ما يريد من خلال صراعه معها ، تماماً كما يصارع النحات الصخرة ليعبر من خلالها عن مكنون عقله ، وكما يصارع الموسيقي البيانو ويقاتل الرسام اللوحة بمبارزة الفرشاة والألوان ، فكذلك كل ذات تحاول أن تعبر عن مكنونها من خلال العالم المادي ولذلك خلق الله لنا المادة لننحت عليها من نكون ونرى ونفهم أنفسنا وذواتنا عبر انعكاس أعمالنا وصورنا ..
القيم والسلوكيات التي يريد إزالتها من شخصيته ، النقيض الذي يريد مسحه يتمثل في نقاط الضعف التي يوجهه إليها جيري في عقل توم ، هو مثل الجني أو الشخصية الناتجة عن نوع من الهلوسة ( الشيطان كائن عقلي مجرد ) لا يوجد فأر يمكنه أن يحارب قطاً بهذه الطريقة كل هذا الوقت ، حتى ولو كنا سنعبر خيالياً فلابد من جذور لهذا التعبير ، أي أن الفأر اكتسب قوة وصفات من إسقاط كيان غير فأري عليه ، وهذا الكيان نكتشفه عبر تجريد الصفات عن مادة الموضوع ( جسد جيري ) ، جيري هو شخصية توم الحقيقية أو مرشده عبر التحدي والاستجابة ، التي يتمنى أن يكون على توافق مع تحدياتها ، هذا ما يعني أن توم يمتلك ( صورة المثل الذي يريد أن يصير ) ولكن الواقع الذي قيده بالعالم المادي يمنعه من الوصول إليها ، لذلك يعكسها في مراياه عبر خلق واستدعاء شيطان صغير ولطيف يسمى جيري ، الذي سيرشده إلى ما يريده، لأن توم عاجز عن خرق حجاب الواقع.
4. إذا لاحظت ، يمر جيري وتوم بالكثير من المغامرات الغير متجانسة في الزمكان ( الأزمنة والأمكنة متباينة ويقع كل منها في مسار ) ، رغم أن القصة الأساسية في مكان واحد ، تبدأ وتنتهي من نفس الخط الزمني على كوكب الأرض وفي بيت ريفي ، ولكن كثيراً من الحلقات تصور أحقاباً تاريخية قديمة أو حتى محطات فضاء ومراكز عسكرية ، توم يكتشف ما يمكن أن يكونه في العالم من خلال مخيلته وتفاعله مع جيري موضوعاً يطرحه العقل الباطن لكي يرغم توم على الدخول في حالة تنويم.
5. الكثير من الأمور غير الصحيحة تحدث بين توم وجيري ، ربما يكون كلاهما خالداً ، ولكن كوب الماء المنقطع لا يسقط نصفه الأسفل ويبقى النصف العلوي لعدة ثواني في مكانه ، أيضاً هذا نوع من الحشو الذي ليس له دلالة فكاهية ، إلا إذا كان المؤلف يريد إيصال شيء آخر ... توم في الحقيقة ، أشبه بأن نقول عنه ذات حية معزولة عن العالم الخارجي ، وتحاكي في مخيلتها عالماً متوهماً يسمحلها بتصوير كل شيء وأي شيء على نحو حسي، لكي تشغل نفسها عن واقع جحيمي ، من بيت تركه أهله ، ووحدة لا تطاق ( وحدة الروح التي استيقظت لحقيقة العالم الزائفة ) جعلت بوابة الخيال تُفتح وجعلت توم يستطيع اختبار محتوى الوجود دون تجسيد ، والدخول في عالم مخدر من الهلاوس السمعية والبصرية التي تحدث لمن يتعاطى المخدرات ، ولكن توم لا يتعاطى المخدرات ، إنه يصدق كل ما يراه ، لأنه لا يملك أدوات معرفية دقيقة تمكنه من فصل الزمن الواقعي عن الزمن الخيالي ، والزمن الحقيقي عن كلا الزمنين، أو ربما يقاوم لاشعورياً ذلك الفصل.
6. أنا لم أكن لأصدق بهذا الموضوع على هذا النحو الواضح والدقيق حتى عرفتُ اليوم قصة ( الحلقة الأخيرة ) من توم وجيري والتي لم تُعرض تلفزيونياً ، في الحقيقة سمعت عنها قبل عدة سنوات وكنت أحسب أنها مزحة ، لكن ظهر أنها حقيقة ...
الحلقة رقم 13 في السلسلة الأخيرة في حقبة معينة 1961 ( حتى الرقم 13 تم اختياره بطريقة باطنية ) عنوان الحلقة مدهش بالنسبة لي ، اسمها ( قبو توم ) !! رغم أنه يفترض أن يكون قبو منزل توم ، لأن توم لا يملك المنزل ، وكذلك لا يفترض أن تسمى النهاية بالقبو !!!
في هذه الحلقة يقوم جيري باستفزاز توم مراراً ومراراً بينما ينصاع توم بالاستجابة له ، مما يثبت أن توم لا يستطيع التحكم بتجاوبه مع جيري ، توم بدون جيري لا معنى لوجوده ، فينزل إلى ( القبو ) الذي يستدرجه جيري إليه ... وفي القبو هناك أمور لا يريد صاحب المنزل ( سلطة العقل الواقعي ) أن يروها ، فيقوم بضرب توم ضرباً مبرحاً ، ولكن هذه المرة لا يُشفى جسد توم لأنه اصطدم بالواقع ، وتبقى الندوب ، ويكرر جيري استفزازه ويذهب توم مرة أخرى فيضربه صاحب المنزل بطريقة أقسى ويكسر ساقه ، فيصبح توم منهاراً ويائساً ثم يأتي جيري فيتوسل توم إليه وهو يبكي أن يتوقف عن استفزازه ويبكي وهو يطالبه بذلك ...
لكن جيري لا يتوقف ... وهذه المرة يركل توم ليسقط في القبو ...
هنا يأتي صاحب المنزل وجيري يشفق على توم فيأخذ سكيناً ويقتل صاحب المنزل ... ثم يأتي ويصافح توم ، وبعدها يبتسم ابتسامة مرعبة ويقول توم عبارته الشهيرة بالصوت المعالج بالصدى : ( إياك أن تصدقه !! ) وبعدها يقتل جيري توم ، ويكون على المنزل لافتة مكتوب عليها ( للبيع ... )
القبو هنا نقطة تحول للمسلسل من دائرة وعالم الفكاهة إلى فلسفة وجودية تلخص شيئاً تعكف سنين على دراسته ... وكل لحظة مرت وأنت تضحك ستعيد تأويلها بشكل يجعلك تفهمها على نحو مختلف تماماً وكأنك تشاهد شيئاً آخر ..
الشرح عميق جداً في الحقيقة ، ما يريد المؤلف قوله أنك إذا لم تكتشف نقطة ضعفك وتتجاوزها وبقيت خائفاً من فهم نفسك فإن الشيطان سيكون أقوى منك وسيدفعك رغماً عنك لاكتشافها ، ولكن الشيطان ليس له عقل يزن الأمور ، إنه مجرد طفل مشاكس يحاول أن يحركك ، والحقيقة أن هذا الطفل هو أنت ، في أعمق نقطة فيك ، مشاعرك ، ولكنه مقيد بالقبو الزمني الذي نسجته الحياة الدنيا ، وإذا لم تتحرر منه فسيصير هو المتحكم وسيصبح هو ( الوحش ) الذي سيقهر النظام ويقضي عليه لأنك لم تتجرأ بقوة وعيك لتقضي عليه ، وسيقوم في النهاية بافتراسك أنت ، لأنه جائع ولا يمكنه التحكم بنفسه.
7. ما استغربته حقاً أن توم اسمه الحقيقي Thomas Jasper وجيري اسمه Gerald Jinx
ثوماس هو اسم قديس مسيحي ، لا يمكن تسمية الحيوانات بهذا الاسم ، وجاسبر تعني ( الجوهرة = الحجر الكريم الأخضر ) وهي حجرة القلب .. أي قلب توماس ، والقلب هو غلاف شمس الذات الذي يحتويها وكما ينبض القلب فيضخ الحياة للجسد تنبض شمس الذات فتضخ الحياة للزمن ، والقلب أكثر عضو نشيط ميكانيكياً في الجسم ، والدماغ قلب ثانٍ وهو أكثر عضو نشيط كهرومغناطيسياً ...
جيرالد مكونة من مقطعين : جير وتعني الرمح أو الجرة في الكلمات اللاتينية القديمة ، ووالد وتعني العالم أو القاعدة ، وجينكس تعني ( النحس ) أي أن جيرالد جينكس هو ( جرة عالم النحس ) وكما ترى في الصور ، الأحرف المميزة هي O & J أو الطوق والوعاء ...
القبو ...
مفهوم عميق حسب علوم التحليل النفسي ، هو أعمق مستويات العقل الباطن ، حيث أشد النزاعات والذكريات وحشية وقسوة ، وأظلم منطقة من التأويل والأفكار التي لا تريد أن تراها أبداً ، حيث لا يريد الإنسان أن يدخل أبداً ... هنالك القبو حيث يرقد الشيء الذي لا تريد أن تخرجه إلى النور وتعلنه للحقيقة ، وهو نقطة ضعفك ، وهو أيضاً أنيس وحدتك ...
وهذا القبو ... هو ما سمح لفرويد أن يفهم كيف يحدث أشذ أنواع الجنس ولماذا يمكن لشخص أن تصيبه هلاوس بالفئران وهي تأكل لحمه ، ويريد بشدة تجريب ذلك ، وكيف يمكن أن يحب إنسان استخدام العصا في اللذة الجنسية ، أو يصبح إنسان مهووساً بقتل الأطفال أو الحيوانات ، ولماذا يحمل إنسان خوفاً من ملابس معينة أو طرقات معينة.
هذا القبو يستعمل في أفلام الرعب كأكثر مكان إخافة ، في ريزيدينت إيفل الأولى حدثت كل الأحداث في مختبر قبوي حيث لا يعرف به أحد من الناس ( تيار العقل الواعي ) ويرمز القبو إلى المنطقة التي لا يصلها شعاع النور ، في الطبيعة المادية يمكن تمثيل القبو بالنفق والسجن والكهف ، ولكن القبو شيء شخصي جداً ويتعلق بالذات الواحدة فيختلف عن النفق والسجن ، وهو ايضاً ظاهرة صناعية على عكس الكهف ، والأهم هو أن القبو ( يحتوي أسوء ما في المنزل ).
( القبو في حساب الجمّل = 108 وهو أيضاً رقم كلمة "الحق" ) لأن كشف ما في القبو ينفي الباطل عن الحقيقة فتظهر للعيان ...
والآن إليكم بعض أبرز الرسائل المدهشة في هذا المسلسل المرعب :
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
ركز على كلمة "whiteMouse" وكيف ينفجر ( المنزل ) بانفجار شبه نووي ، ثم يقول توم ( Don't you believe it ) بصدى يشبه صدى ايام القيامة ، أنا كنت أحس بشيء من الرهبة أثناء هذا المشهد في الطفولة ، شيء غير طبيعي على الإطلاق ، رغم أني لا أعرف ماذا يقول أصلاً ولا أعرف القصة ...
Man: We repeat, the white mouse will not explode.Tom: Don't you believe it!
كأنه يقول :
Man: We repeat, the white house will not explode.
Tom: Don't you believe it!
أي لا تصدق أن البيت الأبيض لن ينفجر ...
يبدو أن هناك شيئاً يعرفونه منذ زمن بعيد جداً ، أعمق من تصورنا عن الزمن ، من وضع هذا المسلسل ( المليء بالرسائل المبطنة ) لديه علوم لا يمكن تفسيرها بمجرد ثقافة عامة ...
ربما لا أملك دليلاً قاطعاً على ما أطرحه ، ولكني أجده كافياً لبث شعلة التساؤل في نفس القارئ ليبحث ويقرر...
التعديل الأخير: