Isra
مريد جديد
- المشاركات
- 3
- مستوى التفاعل
- 18
بروس ليبتون
بروفيسور مجاز في علم الأحياء التطوري من جامعة فيرجينيا... شغل منصب التدريس وأشرف على البحوث، وتطور الأمر معه حتى وصل لنظريات جديدة على النموذج الطبي والبيولوجي على نحو متطرف في الخروج عن المألوف، ترجمة أعماله إلى اللغة العربية هي حاجة ماسة لمجتمعاتنا لتواكب آخر التطورات الصحيحة للببحوث العلمية في علوم الوراثة والتكوين البيولوجي بعيداً عن ما يسلط عليه ضوء الإعلام.حملت نظريات كثيراً من آفاق التغيير في مفاهيم التطور، والوراثة، والطب، ورغم ذلك فقد حورب إعلامياً بشكل لا يصدق بالنسبة لإنجازاته التجريبية والنظرية المذهلة.
حكمة خلاياك هي بيولوجيا جديدة ستغير الحضارة بشكل عميق والعالم الذي نعيش فيه.
تأخذنا هذه البيولوجيا الجديدة من الاعتقاد بأننا ضحايا لجيناتنا، وأننا آلات كيميائية حيوية، وأن الحياة خارجة عن سيطرتنا، إلى واقع آخر... واقع حيث تتحكم أفكارنا ومعتقداتنا وعقولنا في جيناتنا وسلوكنا و الحياة التي نعيشها.
تعتمد هذه البيولوجيا على التدفق الشعوري، والبحوث العلمية الحديثة، مع إضافة بعض التصورات النموذجية الجديدة. العلم الجديد يأخذنا من ضحية إلى مسؤولين. نحن أقوياء للغاية في خلق الحياة التي نعيشها وكشفها. هذه في الواقع هي معرفة بالذات الحقيقة، وإذا فهمنا البديهية القديمة, 'المعرفة قوة' فإن ما بدأنا حقًا في فهمه هو معرفة القوة الذاتية.
هذا ما أعتقد أننا سنحصل عليه من فهم علم الأحياء الجديد.
فلتحلق في الفضاء الداخلي
كانت أول مقدمة لعلم الأحياء أحضرها في الصف الثاني.
أحضر المعلم مجهرًا ليرينا الخلايا وأتذكر كم كان مثيرًا. في الجامعة تحررت من المجاهر التقليدية إلى المجهر الإلكتروني وأتيحت لي فرصة أخرى للنظر في حياة الخلايا. الدروس التي تعلمتها غيّرت حياتي بشكل عميق وأعطتني رؤى حول العالم الذي نعيش فيه وأود أن أشاركها معك.
باستخدام المجهر الإلكتروني، لم أرَ الخلايا من الخارج فحسب، بل تمكنت من الاطلاع على تشريح الخلية الدقيق وفهم طبيعة تنظيمها وهياكلها ووظائفها. بقدر ما يتحدث الناس عن الترحال إلى الفضاء الخارجي ، كنت أطير في الفضاء الداخلي وأرى آفاقًا جديدة، وبدأت في الحصول على تقدير أكبر لطبيعة الحياة وطبيعة الخلايا ومشاركتنا مع خلايانا.
حوالي العام 1968، بدأتُ في استنساخ الخلايا الجذعية، وأجريت أولى تجارب الاستنساخ تحت إشراف الدكتور إيرف كونجسبيرج ، وهو عالم لامع صمم النماذج الأولية لمزارع الخلايا الجذعية. كانت الخلايا الجذعية التي أعمل وفق نماذجها تسمى myoblasts ( ميو يعني العضلات. بلاستس تعني الأسلاف أو الأصول ).
عندما كنت أضع الخلايا الخاصة بي ضمن أطباق المزرعة، مع الظروف الحيوية التي تدعم نمو العضلات، تطورت الخلايا إلى خلايا عضلية، والتي سننتهي إلى عضلات عملاقة متقلصة. وعلى الرغم من ذلك، إذا قمت بتغيير الوضع البيئي، فإن مصير الخلايا سيتغير. نبدأ مع نفس خلايا تكوين العضلات ولكن في ظروف حيوية مختلفة سيبدؤون حتمًا في تكوين خلايا عظمية.
إذا قمت بتغيير العوامل البيئية ثانية، تصبح تلك الخلايا خلايا شحمية أو دهنية. كانت نتائج هذه التجارب مثيرة للغاية لأنه في حين أن كل خلية كانت متطابقة وراثيًا مع خلايا تكوين اللحم، فإن مصير الخلايا كانت تتحكم فيه البيئة التي وضعتها فيها.
أثناء قيامي بهذه التجارب، بدأت أيضاً بتعليم الطلاب في كلية الطب بجامعة ويسكونسن ذلك الفهم التقليدي بأن الجينات تتحكم في مصير الخلايا. ومع ذلك ، في تجاربي ، تم الكشف بوضوح عن أن مصير الخلايا تتحكم فيه البيئة المحيطة 0جة أو بأخرى. زملائي، بالطبع، كانوا مستائين من عملي. كان الجميع آنذاك في عربة السيرك المسماة ب"مشروع الجينوم البشري" ويدعمون قصة 'التحكم في الجينات والحياة'.
عندما كشف عملي كيف تغير البيئة الخلايا ، تحدثوا عنه كاستثناء للقاعدة.
الآن لدي فهم جديد تمامًا للحياة وقد أدى ذلك إلى طريقة جديدة لتعليم الناس عن الخلايا. عندما تنظر إلى نفسك ترى شخصًا مفرداً. لكنك إذا فهمت طبيعة هويتك، ستدرك أنك في الواقع مجتمع يضم حوالي 50 تريليون خلية حية. كل خلية هي فرد حي ، كائن حساس له حياته ووظائفه ولكنه يتفاعل مع الخلايا الأخرى حسب طبيعة المجتمع.
إذا تمكنت من تقليص حجمك إلى حجم خلية وإسقاط نفسك داخل جسدك ، فسترى مدينة مزدحمة للغاية تضم تريليونات من الأفراد يعيشون داخل جلد واحد. يصبح هذا مهمًا حينما نفهم أن الصحة تحدث عندما يكون هناك انسجام في المجتمع وأن المرض يحدث عندما يكون هناك تنافر يميل إلى كسر العلاقات المجتمعية الداخلية.
لذا ، رقم واحد ، نحن مجتمعات.
الحقيقة الثانية: لا توجد وظيفة خلوية واحدة في جسم الإنسان غير موجودة بالفعل في كل خلية. على سبيل المثال، لديك أجهزة مختلفة: الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، وأجهزة الإطراح، والجهاز العضلي الهيكلي (الدعامة الحركية)، والغدد الصماء، والجهاز التناسلي، والجهاز العصبي، والجهاز المناعي ولكن كل واحدة من هذه الوظائف كامنة في كل خلية من خلاياك. في الحقيقة نحن مخلوقون وفق صورة خلية مفردة واحدة.
هذا مفيد جدًا لعلماء الأحياء لأنه يمكننا إجراء بحث على الخلايا ثم تطبيق تلك المعلومات لفهم طبيعة جسم الإنسان. كنت أقوم بتدريس ما يسمى بالنموذج الطبي ، ذلك التصور بأن البيولوجيا البشرية يمثل الإنسان فيها آلة بيولوجية تتكون من مواد كيميائية حيوية وتتحكم فيها الجينات.
لذلك عندما يأتي المريض لرؤية الطبيب ، فإن الاعتقاد السائد هو أن المريض لديه شيء خاطئ في الكيمياء الحيوية أو الجينات، والتي يمكن تعديلها ويمكن أن تقودهم إلى الصحة. في مرحلة ما أدركت أنه كان عليّ مغادرة الجامعة لأنني وجدت تناقضاَ كبيراً حول تعليم الطلاب الرسمي ما الذي يتحكم في الخلية، بعد أن فهمت شيئاً مختلفًا تمامًا عن الخلايا الموجودة في ثقافتي.
بدأت دراسات الخلايا المنقسمة في أوائل القرن العشرين ورأوا هياكل تشبه الأوتار كانت موجودة في عمق الخلايا التي تبدأ في الانقسام. كانت تسمى هذه الهياكل الشبيهة بالخيوط بالكروموسومات.
ومن المثير للاهتمام ، أنه بينما تم تحديد الكروموسومات حوالي عام 1900 ، لم نحدد فعليًا أي من مكوناتها يحمل السمات الجينية إلا في عام 1944. غدا العالم الجديد متحمساً جداً. قالوا ، يا إلهي ، بعد كل هذه السنوات وصلنا أخيرًا إلى تحديد المادة المتحكمة وراثيًا؛ يبدو أنه الحمض النووي.
في عام 1953 ، كشف عمل جيمس واتسون وفرانسيس كريك أن كل خيط من الحمض النووي يحتوي على سلسلة من الجينات. الجينات هي سجلات مكاتب المخططات التوجيهية لكل نوع من أكثر من 100000 نوع مختلف من البروتينات التي تشكل اللبنات الأساسية لبناء جسم الإنسان. فظهر عنوان يعلن عن اكتشاف واطسون وكريك في صحيفة نيويورك: 'اكتشاف سر الحياة' ومنذ ذلك الحين تم اختتام علم الأحياء في الجينات.
رأى العلماء أنه من خلال فهم الشفرة الجينية، يمكننا تغيير خصائص الكائنات الحية، وبالتالي كان هناك اندفاع كبير ومتهور في مشروع الجينوم البشري لمحاولة فهم طبيعة الجينات.
في البداية اعتقدوا أن هذه الجينات تتحكم فقط بالتشكل المادي ، ولكن حالما بدأوا في التلاعب بالجينات ، رأوا أن هناك أيضًا تأثيرات على السلوك والعاطفة. فجأة ، اكتسبت الجينات معنى أكثر عمقًا لأن جميع سمات وصفات الإنسان كانت تتحكم فيها على ما يبدو هذه الجينات.
هل نحن ضحايا الوراثة؟
ومع ذلك ، كان هناك سؤال أخير: ما الذي يتحكم في الحمض النووي؟
سيكون ذلك صعودًا لآخر درجة من السلم لمعرفة هوية المسيطر في النهاية. لقد أجروا تجربة وكشفت أن الحمض النووي مسؤول عن نسخ نفسه!
يتحكم الحمض النووي في البروتين ويمثل البروتين أجسامنا. في الأساس أنت تقول أن الحمض النووي يتحكم في الحياة. هذه هي "العقيدة" المركزية. إنه يدعم مفهوم يسمى 'أسبقية الحمض النووي' الذي يقول : من نكون وماذا سنفعل وما مصير الحياة التي نعيشها أمرٌ مُبرمج مسبقًا بشكل فعلي في طيات الحمض النووي الذي تلقيناه عند الحمل.
ما هي نتيجة هذا؟ أن شخصية ومصير حياتك يعكسان الوراثة التي ولدت فيها ؛ أنت في الواقع ضحية الوراثة. على سبيل المثال ، نظر العلماء إلى مجموعة من الأشخاص ، وقاموا بتقييمهم على أساس السعادة وحاولوا معرفة ما إذا كان هناك جين مرتبط بأولاءك الأشخاص السعداء لم يكن نشطاً في خلايا الأشخاص غير السعداء. من المؤكد أنهم وجدوا جينًا معينًا يبدو أكثر نشاطًا في الأشخاص السعداء.
ثم قاموا على الفور بإصدار إشارة إعلامية كبيرة حول "اكتشاف جين السعادة".
بامكانك أن تقول، "حسنًا ، انتظر لحظة. إذا حصلت على جين سعيد مبتذل، فستكون حياتي كلها محددة سلفاً. أنا ضحية وراثتي". هذا هو بالضبط ما نعلّمه في المدرسة وهذا ما كنت أقوم بتدريسه أيضًا - أن الناس لا يملكون القدرة على إدارة حياتهم لأنهم لا يستطيعون تغيير جيناتهم. لكن عندما يدرك الناس طبيعة كونهم عاجزين ، فإنهم يبدأون أيضًا في أن يصبحوا غير مسؤولين.
"حسنًا ، انظر ، يا رئيس ، أنت تدعوني كسولًا ولكني أريدك فقط أن تعرف أن والدي كان كسولًا. ماذا تتوقع مني؟ أعني ، جيناتي جعلتني كسولًا. لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك".
كتبوا مؤخرًا في Newsweek عن كيفية قيام الخلايا الدهنية بشن حرب على صحتنا. إنه أمر مثير للاهتمام لأنه في وباء السمنة – الذي يسمح بأبعاد تجارية – يتراجع العلم ويقول: إن الخلايا الدهنية هي التي تشن حربًا على حياتك.
مشروع الجينوم البشري
ليأتي مشروع الجينوم البشري وينقذنا ، دخل عالمنا.
كانت فكرة المشروع هي تحديد جميع الجينات التي يتكون منها الإنسان. سيوفر ذلك فرصة مستقبلية للهندسة الوراثية لتصحيح العلل والمشاكل التي يواجهها البشر في هذا العالم. اعتقدتُ أن المشروع كان جهدًا إنسانيًا ولكن كان من المثير للاهتمام فيما بعد أن اكتشف من "بول سيلفرمان" ، أحد المهندسين المعماريين الرئيسيين لمشروع الجينوم البشري هذا ، ما كان يدور حوله بالفعل.
كان الأمر ببساطة كالتالي: قُدر أنه سيكون هناك أكثر من 100000 جين في الجينوم البشري لأن هناك أكثر من 100000 بروتين مختلف في أجسامنا ؛ بالإضافة إلى وجود جينات لا تصنع البروتينات ولكنها تتحكم في الجينات الأخرى.
تم تصميم المشروع واقعياً من قبل أصحاب رؤوس الأموال. لقد توصلوا إلى أنه ونظراً لوجود أكثر من 100000 جين، فإنه ومن خلال تحديد هذه الجينات ومن ثم تسجيل براءات اختراع لتسلسل الجينات، يمكنهم بيع براءات اختراع الجينات لجهات صناعة الأدوية وستستخدم تلك الجهات هذه المعلومات عن الجينات في إنتاج منتجات صحية.
في الواقع ، لم يكن البرنامج فعليًا للنهوض بالدولة الإنسانية ، بقدر ما كان من أجل جني الكثير من المال.
هنا هو الجزء الممتع.
عرف العلماء أنه كلما تقدمت في سلم التطور البيولوجي ، فإن الكائنات الحية البسيطة لديها حمض نووي أقل وعندما تصل إلى مستوى البشر، ومع تعقيد الفيزيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) والسلوك، يكون لدينا الكثير من الحمض النووي. لقد اعتقدوا أن الكائنات الحية البدائية ربما تحتوي على بضعة آلاف من الجينات ، لكن البشر سيحصلون على ما يقرب من 150 ألف جين ، مما يعني 150 ألف دواء جديد.
بدأ المشروع في عام 1987 وأثبت مرة أخرى أنه عندما يجمع البشر رؤوسهم معًا، يمكنهم صنع المعجزات. في حوالي أربعة عشر عامًا فقط حصلنا على نتائج الجينوم البشري. كان هذا أيضًا ما أسميه مزحة كونية.
كبادئة لمشروع الجينوم البشري، درسوا أولاً كائناً بدائياً، وهو دودة صغيرة بالكاد يمكن رؤيتها بالعين"الدودة المستديرة". كانت هذه الديدان حيوانًا تجريبيًا لعلماء الوراثة لأنها تتكاثر بسرعة كبيرة وبأعداد كبيرة جدًا وبالتالي تعبر عن سمات يمكنك دراستها بسهولة.
اكتشفوا أن هذا الحيوان الصغير لديه جينوم من حوالي 24000 جين. ثم قرروا عمل نموذج جيني آخر قبل الإجراءات على الإنسان وكان ذلك مع ذبابة الفاكهة بسبب الكم الهائل من المعلومات المتاحة بالفعل عنها في علم الوراثة ، وعن سلوك ذباب الفاكهة. وتبين مرة أخرى أن جينوم ذبابة الفاكهة يحتوي على حوالي 18000 جين فقط. بمعنى آخر، كانت الدودة البدائية تحتوي على 24000 جين وكان لهذه الآلة الطائرة 18000 جين فقط! لم يفهموا ما يعنيه ذلك ، لكنهم وضعوه في الخلف وبدأوا العمل في مشروع الجينوم البشري.
جاءت النتائج في عام 2001 وكانت بمثابة صدمة كبيرة:
يوجد في الجينوم البشري حوالي 25000 جين فاعل فقط ؛ لقد توقعوا ما يقرب من 150000 جين وكان هناك حوالي 25000 فقط!
لقد كانت صدمة لدرجة أن الناس لم يتحدثوا عنها في الواقع. بينما كان هناك الكثير من الضجيج حول إكمال مشروع الجينوم البشري، لم يتحدث أحد عن 100000 جين مفقود. كان هناك نقص كامل في المناقشة في المجلات العلمية حول هذا الموضوع. لقد تم كتمانه بطريقة التجاهُل !...
عندما أدركوا أنه لا يوجد ما يكفي من الجينات لتفسير التعقيد البشري، فقد تزعزعت أسس علم الأحياء.
لماذا هو مهم جدا؟
إذا كان العلم يتوافق مع على الطريقة التي تعمل بها الحياة حقاً، فسيكون هذا العلم جيدًا للاستخدام في الممارسة الطبية. ولكن إذا أسست علمك على معلومات خاطئة ، فقد يكون هذا العلم ضارًا بالممارسة الطبية. من الحقائق المعترف بها الآن أن الطب الألوباثي التقليدي، الطب الأساسي الذي نستخدمه في الحضارة الغربية ، هو سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة. كما أنها مسؤولة عن وفاة واحدة من كل خمسة في أستراليا.
في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية ، كتبت الدكتورة باربرا ستارفيلد مقالاً يكشف أنه من خلال التقديرات المحافظة ، فإن ممارسة الطب هي السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الولايات المتحدة.
على الرغم من ذلك ، هناك دراسة أحدث أجراها غاري نول (الموت عن طريق الطب -
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
)، أظهرت أنه عوض افتراضه بمنزلة السبب الرئيسي الثالث للوفاة، فهو في الحقيقة السببُ الرئيسي الأول حيث يموت أكثر من ثلاثة أرباع مليون شخص بسبب العلاج الطبي كل عام.إذا كان الطب يعرف بالفعل ما يفعله، فلن يكون هذا مميتًا.
لقد تركت الجامعة عام 1980 ، قبل سبع سنوات من بدء مشروع الجينوم البشري لأنني كنت أدرك بالفعل أن الجينات لا تتحكم في الحياة. كنت أدرك أن البيئة كانت مؤثرة، لكن زملائي نظروا إلي على أنني لست متطرفًا فحسب، بل زنديقًا لأنني كنت أتعارض مع العقيدة؛ لذلك أصبح طرحي العلمي هذا "حجة دينية".
في مرحلة ما ، دفعني التدين الذي كنت فيه إلى الاستقالة من منصبي. هذا عندما بدأت في التقدم في فهم وظائف المخ وعلم الأعصاب. ما كنت أحاول اكتشافه حقًا هو أنه إذا لم يكن الحمض النووي هو الذي يتحكم في الخلايا ، فأين هو 'دماغ' الخلية؟
الكمبيوتر الداخلي
كشفت البيولوجيا الجديدة أن دماغ الخلية هو أيضاً جلدها (الجدار) ، والغشاء وبداية الجزء الداخلي للخلية، والعالم الذي يحيط بها، المتغير باستمرار والذي نعيش فيه.
إنه العنصر الوظيفي الذي يتحكم في الحياة. هذا مهم لأن فهم وظيفتها يكشف أننا لسنا ضحايا جيناتنا. من خلال عمل غشاء الخلية يمكننا في الواقع التحكم في تكوين جيناتنا وسائر بيولوجيتنا وحياتنا، ونحن نفعل ذلك طوال الوقت على الرغم من أننا نعاني من ذلك الاعتقاد بأننا ضحايا.
بدأت أدرك أن الخلية عبارة عن شريحة معالجة وأن النواة كانت عبارة عن قرص صلب به برامج. كانت الجينات برامج. عندما كنت أكتب هذا على جهاز الكمبيوتر الخاص بي ذات يوم أدركت أن جهاز الكمبيوتر الخاص بي يشبه الخلية. كان يحتوي على برامج مضمنة فيه ولكن ما يعبر عنه الكمبيوتر لم تحدده البرامج. تم تحديده من خلال المعلومات التي كنت أنا ، بصفتي البيئة المحيطة ، أدخلها للقرص الصلب عبر لوحة المفاتيح. فجأة سقطت كل القطع في مكانها:
"غشاء الخلية هو في الواقع شريحة حاسوبية لمعالجة المعلومات. جينات الخلية هي القرص الصلب بكل الإمكانات. هذا هو السبب في أن كل خلية في جسمك يمكن أن تشكل أي نوع من الخلايا لأن كل نواة تحتوي على جميع الإمكانات للجينات التي يتكون منها الإنسان."
ولكن لماذا يجب أن تكون خلية ما من الجلد والأخرى للعظم أو للعين؟
الجواب ليس بسبب برامج الجينات ولكن بسبب ردود الفعل الجينية على المعلومات الآتية من البيئة. فجأة صدمني الأمر الأكبر : ما يجعلنا مختلفين عن بعضنا البعض هو وجود مجموعة فريدة من مفاتيح البروتين (المستقبلات) التي تشكل لوحة المفاتيح على سطح خلايانا. وأنها تستجيب - كمفاتيح لتكوين الهوية على غشاء الخلية - للمعلومات المرسلة من المحيط البيئي.
أكبر 'آهاا!' كان هذا : أن هويتنا الجسدية هي في الواقع معلومات تختص بها إشارات بيئية محددة، يتم تفعيلها من خلال لوحة المفاتيح البروتينية التي على سطح خلايانا (التي تستجيب للإشارات وترسلها نحو النواة) وتشارك هذه المعلومات في تكوين وتشغيل برامجنا الجينية؛ أنت لست داخل خليتك، أنت تلعب بخليتك باستخدام لوحة المفاتيح كواجهة تفاعلية. أنت هوية معلوماتية تستمد فاعليتها من استثارات البيئة ( التي تشكل أنت قطباً فيها).
في أيام شبابي ، لم أكن أرى أن الدين يقدم لي الحقيقة. ابتعدت عن الروح وانتهى بي الأمر في العلم.
إن إدراك أن هويتي البيولوجية كانت شيئًا من البيئة الحية التي تلعب بخلاياي وتشغلها ، كان أكبر صدمة لعالمي لأنني قذفت كلياً من واقع غير روحاني إلى وجوب الوجود الروحي. لقد كانت خلاياي مثل أجهزة التلفزيون الصغيرة ذات الهوائيات وكنت أنا البث الذي يتحكم في قراءة الجينات.
كنت في الواقع أبرمج خلاياي. أدركت أنه إذا ماتت الخلية ، فهذا لا يعني بالضرورة فقدان البث - أن البث موجود سواء كانت الخلية هنا أم لا. فجأة أصابني الشعور بالرهبة العميقة. ما أدركته هو أن البقاء على قيد الحياة لم يكن بهذه الأهمية لأن شخصيتي الأبدية مشتقة من بعض البث الجزئي في هذا المجال. ولقد اختفى الخوف من الموت.
كان ذلك قبل حوالي خمسة وعشرين عامًا وكانت واحدة من أروع التجارب وأكثرها تحررًا التي مررت بها على الإطلاق.
التصور : قدرات علم البيولوجيا الجديد
نحن ندرك البيئة ونقوم بتعديل بيولوجيتنا، لكن ليست كل تصوراتنا دقيقة. فإذا كنا نعمل في ظل سوء الفهم ، فإن تلك المفاهيم الخاطئة ستوفر تعديلاً خاطئاً لتكويننا البيولوجي. عندما تكون تصوراتنا غير دقيقة ، يمكننا في الواقع تدمير حياتنا البيولوجية.
لأن المعلومات المرسلة نحو الجينيوم الذي يحتوي طرق معالجتها، ليست معلومات فيزيائية التكوين وإنما هي محمولة على وسائط فيزيائية لترميزها بطريقة يمكن للجينيوم أن يعالجها، وكذلك المعلومات في نواة الجينيوم، هي غير فيزيائية، ولذلك من الممكن تغييره وتعديله دون الدخول في تكوينه الفيزيائي.
عندما نفهم أن الجينات هي مجرد مستقبلات ومعالجات للمعلومات الآتية من البيئة ومن المحسوسات التي يمكن لغشاء الخلية أن يتعامل معها، عندها يمكننا أن ندرك أنه إذا لم تكن الحياة تسير على ما يرام، فإن ما يتعين علينا فعله ليس تغيير جيناتنا بل تغيير مدخلاتنا الحسية والنفسية على هذه الجينات. هذا أسهل بكثير من تغيير الجسم جسديًا. في الواقع ، هذه هي قوة علم الأحياء الجديد: يمكننا التحكم في حياتنا من خلال التحكم في تصوراتنا.
نحن نحمل 'ثوابت' على عاتقنا عن العلم هي في الواقع غير صحيحة ، إنها في الواقع 'افتراضات' وافتراضات خاطئة في هذا الصدد. إلى أن نصححها ، فإننا نسيء فهم علاقتنا بالكوكب والطبيعة والبيئة.
نتيجة لذلك فإننا ندمر ما وفر لنا من الحياة ، البيئة.
الافتراض الخاطئ الأول هو أن الكون مكون من مادة ويمكن فهمه من خلال دراسة المادة. لم يعد تصورنا لبيولوجيا وبيئة المواد قط دقيقًا علميًا.
افتراض آخر هو أن الجينات تتحكم في الحياة.
إن تصوراتنا في الواقع هي التي تتحكم في الحياة ومن خلال تغيير تصوراتنا يمكننا التحكم في حياتنا. سأناقش المزيد حول هذا لاحقًا.
الافتراض الثالث هو افتراض خطير للغاية:
أننا وصلنا إلى هذه المرحلة من تطورنا باستخدام آليات النظرية الداروينية ، والتي يمكن تلخيصها على أنها "بقاء الأصلح في النضال من أجل الوجود".
اتضح في علم الأحياء الجديد أن التطور يقوم على التعاون والتفاعل (وليس على التحدي).
حتى يحين وقت نفهم ذلك جيداً، سنستمر في التنافس مع بعضنا البعض، ونكافح وندمر الكوكب دون أن ندرك أن بقاءنا هو في التعاون وأن تنافسنا المستمر هو ناقوس موت الحضارة الإنسانية.
مستقبل الطب
يُفهم الآن أن كل شيء في الكون مصنوع من الطاقة؛ بالنسبة لإدراكنا ، يبدو ماديًا وصلبًا ، ولكن واقعياً هو كلياً طاقة – مجردة – وتفاعل طاقات.
عندما تتفاعل في بيئتك ، فأنت تمتص الطاقة وترسلها في نفس الوقت. ربما تكون أكثر دراية بمصطلحات مثل 'المشاعر الجيدة' و 'المشاعر السيئة'. تلك هي الموجات التي نهتز فيها جميعاً. نحن كلياً طاقة.
تعكس الطاقة في جسمك الطاقة من حولك لأن الذرات الموجودة في جسمك ليست وظيفتها الوحيدة هي السماح بانطلاق الطاقة فحسب ، بل أيضاً تستوعب وتمثل الطاقة. كل كائن حي يتواصل مع هذه التآلفات.
تتواصل الحيوانات مع النباتات؛ يتواصلون مع الحيوانات الأخرى. يتحدث الشامان إلى النباتات ذات الاهتزازات. إذا كنت حساساً للاختلافات بين الاهتزازات 'الجيدة' و'السيئة'، فستقود نفسك دائمًا إلى الأماكن التي من شأنها أن تشجعك على البقاء ، ونموك ، وحبك ، وما إلى ذلك ، والابتعاد عن المواقف والأماكن التي قد تأخذك لمن يسغلونك أو تلغي هويتك.
عندما لا نهتم بطاقاتنا الاهتزازية، فإننا نفقد أهم القراءات من بيئتنا. يوضح فهم الفيزياء الجديدة أن جميع الطاقات متشابكة وتتفاعل مع بعضها البعض. لذلك، يجب أن تنتبه إلى هذه القوى غير المرئية هي التي تشارك في ما يجري في حياتك. في حين أن الطب لا يقوم بتدريب أطبائه على إدراك أن الطاقة مكون من مكونات النظام ، إلا أنهم يتكيفون بسهولة مع استخدام أنظمة المسح الجديدة لتحديد ما يجري داخل الجسم.
من المضحك أنهم يقرؤون عمليات المسح على أنها "خرائط" ، لكن ليس لديهم فهم أساسي حولها ، ذلك بأن خرائطهم عبارة عن قراءات مباشرة لـ"الطاقة" الموجودة في الجسم.
على سبيل المثال ، في التصوير الشعاعي للثدي الذي يكشف عن السرطان ، يتمثل أحد الأنواع في أنك تتخيل انبعاثًا مميزًا للطاقة الخاصة بالسرطان.
بدلاً من التخلص الألوباثي من السرطان ، ماذا لو طبقت طاقة من شأنها، وبحسبان أنماط التداخل، أن تغير طاقة تلك الخلايا السرطانية وتعيدها إلى الطاقة الطبيعية؟
من المفترض أنك ستحصل على تأثير الشفاء. سيكون هذا منطقيًا بعد آلاف السنين مما يسمى "الشفاء العملي". يحصل المتلقون على طاقة تتفاعل مع أجسامهم من خلال التداخل وبحسبان هذا التداخل ، مما يغير طبيعة الطاقة المنعكسة الظاهرة كالمادة الفيزيائية لأن المادة هي الطاقة.
هذا هو مستقبل الطب، رغم أننا لسنا معه في الوقت الحالي. يكشف علماء فيزياء الكم أنه تحت البنية الفيزيائية الظاهرية لا يوجد أكثر من طاقة، فنحن كائنات طاقية. هذا يعني أننا نتفاعل مع كل شيء في هذا المجال. هذا له تأثير مهم على الرعاية الصحية. تكشف فيزياء الكم أيضًا أن الطاقات في عالمنا متشابكة دائمًا مع بعضها البعض. وذلك في كون الطاقة ، تسمح بتدفق الموجات دائمًا وتتفاعل مع جميع الموجات الأخرى.
لا يمكننا أبدًا فصل شخص ما تمامًا عن البيئة التي يعيش فيها. تقول فيزياء الكم أن الطاقة غير المرئية أكثر كفاءة بمئة مرة في نقل المعلومات من الإشارات المادية (مثل الأدوية).
ما بدأنا ندركه هو أن هنالك عالمًا غير مرئي لم نتعامل معه فيما يتعلق بفهم طبيعة صحتنا. بعبارة أخرى ، بدلاً من التركيز على المادة ، نركز في عالم الكم على الطاقة. قلنا في العالم الميكانيكي أنه يمكننا فهم كل شيء بالاختزال. لكن في الفهم الكمي الأحدث للكون ، علينا أن نفهم الشمولية – التفاعلية – : لا يمكنك فصل اهتزاز طاقة عن اهتزاز طاقة آخر. علينا أن ندرك أنه في العالم الذي نعيش فيه ، نحن متورطون في عدد غائر لا يسبر إحصائياً من موجات اهتزازات الطاقة ونحن مرتبطون ومتحدون بها جميعًا!
هنا تعريفي للبيئة:
إنها كل شيء من جوهر وجودك إلى حافة الكون. يشمل كل شيء على مقربة منك وكذلك الكواكب والشمس وما يجري في النظام الشمسي بأكمله. نحن جزء من هذا المجال بأكمله.
لتلخيص أهمية هذا ، اسمحوا لي أن أقدم لكم اقتباس من ألبرت أينشتاين:
"المجال الطاقي هو المنظمة الحاكمة الوحيدة على الجسيم."
ما يقوله هو هذا: المجال، الطاقة غير المرئية، هي الوكالة الوحيدة الحاكمة للواقع المادي.
_________________________________
ملخص القسم الأول :
أفكار علم التكوين الجيني الرئيسية
1) يتم فهم الجسم على أنه وحدة خلوية هائلة، بحيث ترتد كل وظائفه وعملياته الكبيرة إلى وحدات خلوية صغيرة.
2) ويتم فهم هذه الوحدات الخلوية على أنها غير متمايزة في التكوين العميق، وأن تكوينها الظاهري الممثل بالنواة والعضيات والجدار والغشاء وبقية الاجزاء، ليس هو بنيتها الحقيقة وإنما هو تابعٌ لتلك البنية ومن هنا فمن الممكن تغيير هذا التكوين ووظائفه بتغيير البنى العميقة للخلايا.
3) البيئة التفاعلية ترسل الطاقة الموجهة نحو الجينات، الجينات هي تعبير رمزي عن وحدات طاقية لمعالجة المدخلات الطاقية الجديدة، الحقيقة الوحيدة في الخلية هي الطاقة المُجردة، التفاعل الناتج من مجالي الطاقتين ( المدخلات والجينات ) يمكن أن يغير الهيئة الظاهرية لتلك الوحدات ( تتغير الجينات ) وما يلحقها ( تتغير البروتينات والأنسجة ووظائف الأعضاء ).
4) هذا الأساس الفيزيائي المستوحى من ميكانيك الكم، يسمح بتغيير أي برنامج وراثي مسبق ضمن حامله نفسه وقبل حدوث ولادة جديدة أو طفرة ما، وذلك بمجرد تغيير التواتر الموجي المرسل نحو الشريط الجيني النووي.
5) لماذا يأخذ هذا النسق التراتبي للجينيوم هذه المعاني بالذات ؟ يبدو أن لكل نسق تراتبي للقواعد الجينية نوعاً خاصاً من التعبير، وبالتالي فهو يعبر عن نوع خاص من توجيه الطاقة، المصفوفة الكودية التي توجه الطاقة هي المسؤولة عن هذا الترتيب الذي ما هو إلا رمزاً للواقع الأعم والأكثر تفوقاً تم إنتاجه في هذا النطاق الفضائي المحدود.
المصدر : القسم الأول من
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
التعديل الأخير: