هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

هرمس البابلي وفقًا للمصادر الفارسية والعربية-الداعية جينان

  • بادئ الموضوع عضو سابق - 3467
  • تاريخ البدء
ع

عضو سابق - 3467

زائر - عضو سابق
هرمس البابلي وفقًا للمصادر الفارسية والعربية.
يدعي الفضل بن نوبخت، وهو عالم فلكي ومترجم بارز في بيت الحكمة البغدادي، والذي والده العظيم نوبخت كان من مؤسسي مدينة بغداد وأبرز منجمي بلاط الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، أن هرمس (ع) كان في الأصل بابليًا، ولكنه نقل العلوم إلى مصر القديمة.
وحسبما قال، في الألفية التي حكمها ضحاك بن قي، وهو طاغية شيطاني في الأساطير الفارسية، جمع اثني عشر حكيمًا في العراق (يمكن أن تقارب في أبراج الأفلاك الإثنى عشر). وحكم هؤلاء الحكماء حتى ظهر نبي غامض (لا يُسمى في النص)، وثار مع الناس عليهم، وهكذا انتقلوا الحكماء إلى بلدان مختلفة وأصبحوا ملوكها. ومن هؤلاء الحكماء كان هرمس (ع)، الذي كان الأكثر تميزًا في الفهم والمعرفة والتحقق من الأشياء (إشارة إلى كوكب عطارد أو كوكب المعرفة والتواصل، أو برج الجوزاء)، والذي أصبح ملكًا لمصر.
وهذا في طبيعة الحال يتسق مع المصادر الفارسية التي تقول أن هرمس (ع) من بنى الأهرامات المصرية. فيما في الدرزية، من يبني الاهرامات هم الحدود وأبرزهم العقل الكلي، سيدنا أمحوتب (ع)، فيما هرمس الهرامسة (ع) هو النفس.
وعبارة "هرمس الهرامسة" موجودة في العديد من المخطوطات العربية. فهناك من يعتبر أن هناك هرمسين: هرمس قبل الفيضان (النبي إدريس أو جد نوح) وهرمس بعد الفيضان. وفي المخطوطات الإسماعيلية وعند الكندي، نجد هرمسًا ثالثًا اختص في الطب (الأمراض) وعلوم الأحياء (الحيوانات). وبهذا نحصل على لقب "مثلث العظمة" الذي أعطى لهرمس. لكن اللقب أيضًا يفسر أن هرمس (ع) جمع بين علوم مصر واليونان والهند بحسب المصادر الأجنبية.
وروايات صعود النبي إدريس إلى السماء في الإسلام قد جاءت في الأساس من كتب أخنوخ الأول والثاني. وعند إخوان الصفا، يصعد هرمس (ع) إلى زحل (الفلك الأعلى)، ليُسجل حركة الكواكب والأفلاك، وبهذا ينشئ علم التنجيم، وبهذا تُرتبط السماوات بالأفلاك السبعة. وهذا يتسق مع كتاب التفاحة (المنسوب إلى أرسطو) و المذكور في رسائل إخوان الصفا، وهو كتاب عربي أثر في اليهودية، ويربط بين إدريس و هرمس و اخنوخ و علم التنجيم.
ويضيف ابن نوبخت أن الساسانيين تحت أردشير الأول (القرن الثالث) ومن ثم سابور الأول، حاولوا استعادة تلك الكتابات المفقودة وإعادتها إلى بلاد فارس.
ومن المثير للاهتمام، في ترنيمة اللؤلؤ في أعمال توما الرسول، وهي مخطوطة غنوصية تتحدث عن رحلة توما إلى الهند، والتي من المحتمل أنها كتبت في القرن الثاني، وكان لها تأثير كبير على المانوية والصوفية الإيرانية، نقرأ أن أميرًا يذهب إلى مصر لاسترداد لؤلؤة. لكنه يأكل "طعام ثقيل" عند المصريين ويغرق في الملذات (فكرة النسيان في الباطنية). وهذا قد يعني أنه كان يحاول استعادة المعرفة المفقودة التي وصلت إلى مصر.
كما نجد في المخطوطات الفارسية، ذكر للخيميائي الفارسي أوستانيس، والذي يقال إنه أخفى الكتب السرية في مصر (إشارة محتملة إلى اللؤلؤة)، والتي كانت مكتوبة بأحرف فارسية.
وفي المخطوطات العربية، يُقال أن أوستانيس رأى حلمًا عن سبعة أبواب (تُسمى أيضًا خزائن المعرفة)، وخلف كل باب لوحة محفوظة بلغة مختلفة (مصرية - فارسية - هندية. ولا نعرف اللغات الأربعة المتبقية بسبب التلف في المخطوطة). وفي هذا الحلم، يتوجب عليه أن يذبح وحشًا عجيبًا للحصول على مفتاح هذه الأبواب (شبيه بترنيمة اللؤلؤ، حيث الأمير عليه أن يتجاوز الثعبان حتى يحصل على مبتغاه). ويذكر أن الرجل العجوز الذي يعطيه التعليمات في هذا الحلم هو هرمس (ع) نفسه.
ويلاحظ أن هرمس (ع) ذكر اسمه الفعلي (هرمس) في الأوعية السحرية عند الساسانيين، ويشار إليه باسم "هرمس السيد العظيم". ومن الممكن أن كان الساسانيين يرغبون في ادعاء أن هرمس (ع) كان في الأصل بابليًا (يعني قريب من بلاد فارس) لتبرير ترجمة الهرميتيكا السريانية واليونانية إلى الفارسية.
ويقول ابن خلدون أنه عندما احتل الإسكندر الأكبر بلاد فارس، أخذ فلسفتهم وعلومهم، إشارة إلى الفلسفة الطبيعية، والتي كانت أيضًا شبه مفقودة في بلاد اليونان. وفي الروايات الفارسية، يقال أن الإسكندر الأكبر حرق معظم كتبهم، وأخذ ما وجده مفيدًا لإمبراطوريته.
ونجد ارتباطًا كبيرًا بين الصوفية الإيرانية والهرمسية العربية. وهذا موجود بشكل كبير في مخطوطات معلم الإشراق السهروردي المقتول، منها "قصة الغربة الغريبة".
ففي الهرميتيكا العربية، يلتقي هرمس (ع) بتوأمه السماوي ويجده جالسًا على العرش. و يتسق هذا أيضًا مع ترنيمة اللؤلؤ، حيث يعود الأمير إلى مملكته ويوضع عليه الثوب السحري، فيرى نفسه إثنين (وكأن الثوب يصبح توأمه)، كما لو كان لديه وجودين ولكن كلاهما جزء من شكل واحد. هذا مشابه في المفهوم للقاء التوأم السماوي في الزرادشتية الفارسية وهو الفَرْوَهَر، وأحيانا يصور في الأنثى السماوية أو
الملاك داينا.
للعلم، "توما" نفسه يعني "التوأم". الاسم الكامل المعطى هو "توما يهوذا ديديموس"، حيث "ديديموس" يعني أيضًا التوأم. وبالتالي، يُشير إلى الطبيعة التوأمية للبطل في قصة الأمير. كما يُذكر أيضًا أن الأمير بدأ يرى الآخرين من حوله بصورتين، وهذا مفهوم زرادشتي، وهو أن ترى النور خلف كل نور.
محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى