سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
لكل شيء فيزيائي صفات شخصية عامة ، محددة زمكانياً ، مثل اللون والشكل الهندسي ، والملمس ، والرائحة ، وبالنسبة للنباتات مثلاً ، هناك صفات زمكانية أخرى ، مثل مكان التنبت ، الأسنان المستخدمة في مضغ ذلك النبات ، طول مدة الحفظ الممكنة له ، الطعم الخاص به ، تأثيره على حرارة الجسم وعلى الاستقلاب ، طوله وعرضه وارتفاعه وغير ذلك من صفات لا تنتهي يمر الناس عليها دون انتباه ، لكن كل ذلك لابد أن يكون له معنى ...
علم التواقيع الإلهية هو العلم الذي يبحث عن العلل من وراء التكوين الشكلاني الظاهري وينفي أي نوع من أنواع العبث عن تكوين أي شيء مهما يكون ، حتى ولو كان دمية أطفال أو لعبة إلكترونية أو مفتاح علبة طعام ، فلابد أن تصميمها الأساسي في نظام الكون محكماً وله صلة بحقيقة ما تشير إليه هذه اللعبة أو الأداة.
جوهر الشيء الظاهري هو ما يسبب صفاته المنظورة ، وهذا الجوهر له حكمة إلهية تجعله يكشف عن حقيقته بالرمز فيكون كل شيء في الوجود رمزاً للحقيقة أو يكون حقيقة.
علم التواقيع الإلهية هو العلم الذي يبحث عن العلل من وراء التكوين الشكلاني الظاهري وينفي أي نوع من أنواع العبث عن تكوين أي شيء مهما يكون ، حتى ولو كان دمية أطفال أو لعبة إلكترونية أو مفتاح علبة طعام ، فلابد أن تصميمها الأساسي في نظام الكون محكماً وله صلة بحقيقة ما تشير إليه هذه اللعبة أو الأداة.
جوهر الشيء الظاهري هو ما يسبب صفاته المنظورة ، وهذا الجوهر له حكمة إلهية تجعله يكشف عن حقيقته بالرمز فيكون كل شيء في الوجود رمزاً للحقيقة أو يكون حقيقة.
القانون الأساسي في علم التواقيع :
والذي يقول أنه استناداً إلى البداهة والمنطلقات الإدراكية الأولية فإن كل شيء ترصده أو حالة أو حدثاً في الكون الفيزيائي لابد أن يكون له تعليل ما أدى لوقوعه على هذا النحو بالذات ، وهذا التعليل ينقسم إلى أسباب ظاهرية وتعليلات باطنية ، والسبب الظاهر للجميع هو السبب السطحي في حدوث الشيء مثل تسبيب النار بإيقاد فتيل الشعلة ، وهذا السبب يمتد إلى سبب آخر يسبقه زمنياً مثل صناعة الوقو الذي أشعلت النار به أو إحضار النار إلى الفتيل وتقريبهما ، وهكذا حتى نصل إلى الأسباب الأولى في تسلسل التعاقب وهي بدايات الزمن الكوني الظاهري.
أما العلل الإلهية الأولى التي شكلت القوالب العقلية الأثيرية الأولية ، هي التي تحدد الماهيات ( القوالب الفئوية ) الأصغر منها والمنتمية لها ، والتي تقوم بدورها بالتكاثف العقلي الأثيري مشكلة عالم البعد الثالث ( المادة ) من خلال التجلي عبر مصاديق لا منتهية من الأشياء التي تتحدد صفاتها الزمكانية وفق انتمائها لتلك القوالب الفئوية التي تحددت صفاتها بدورها وفق انتمائها للماهيات العقلية الأثيرية الأولية ، فمن الصحيح أن إشعال الفتيل نتج عن تعاقب عدد غير منتهٍ من الأحداث ولكن ما الذي يجعل الفتيل يحمل خاصية قبول الاشتعال أصلاً وما الذي يجعل النار قارة على فعل ذلك ؟
ربما السؤال ليس بمألوف على العقل العربي والبشري عموماً في هذا العصر ، وذلك طبيعي لأن تكوين العقل العالمي تم تحيده ليوائم طريقة معينة في الحياة والإدراك والتفاعل الزمني ... ولكني أريد منك التركيز معي قليلاً ولو كان ذلك متعباً بعض الشيء.
من المعلوم أن هناك ظواهر تم الاعتياد عليها حتى أصبحت مفهومة على أنها قوانين ، مثل القانون الذي يقول إن احتراق الشيء يتناسب طرداً مع قوة الاشتعال ومجاورتها له وعكساً مع خلوه من المواد العضوية ، ولذلك لا يحترق التراب الجاف أو الرمل أو الحصى أو الهواء أو الماء ، وكل شيء يمكن أن يحترق يجب أن يكون عضوياً بنسبة معينة.
وكما ترى فإن البركان لا يحترق ولكنه يتجمّر :
والسبب هو أن الحمم البركانية هي صخور منصهرة ومعادن وهّجتها الحرارة اللاهبة ولكن عملية الاحتراق كما نعرفها لا تحدث في الحمم أو في الشموس والنجوم ، ما يحدث هنا هو أقرب للتوهّج والتسخين والإضاءة.
ولكن لماذا المواد العضوية قابلة للاشتعال والحريق ( التحول إلى وقود للنار ) بينما المادة اللاعضوية لا يمكن أن تصبح وقوداً لنار غازيّة إلا بوجود نسبة من المواد العضوية معها ؟
النار وفق التعريف الكيميائي هي غاز وأبخرة ذات حرارة عالية تجعل الإلكترونات تتصادم وتتوهج ، فحركة الطاقة في الحالة الغازية هي ما يجعل الضوء ذو طبيعة هوائية تشبه شعلة النار.
الغازات الناتجة عن تحرير البناء الكيميائي للشيء يمكنها أن تتفاعل مع الأوكسيجين في الهواء وهذا يسمح بحدوث الوهج البخاري ( اللهب )
المواد العضوية تحتوي سوائل ومكونات قابلة للتحول إلى غازات مثل الكربون والهيدروجين، الكربون الذي يتحد مع الأوكسيجين أثناء الاحتراق ويشكل غاز co2 يساعد على تحرير مواد لصيقة به ، يمكن إنتاج النار عند وجود البخار الحار وخضوعه للتأكسد في عوامل بيئية متناسبة مع حدوث اللهب ، ولذلك لا يمكن للمعادن أو التراب أن يحترقوا لأنهم لا يحتوون على المواد التي تسمح بتكوين اللهب وهي الغازات القابلة للتأكسد.
أو يبدو الأمر كذلك ؟ ... !!!
المعادلة الكيميائية لا تشرح الكثير ، بل لا تشرح شيئاً عن السؤال الحقيقي ...
الافتراض عادة أن الكيمياء الفيزياء قادرتان على حل المسائل الكبرى فضلاً عن ما يخص ظاهرة منتشرة في نطاقات الخبرة اليومية للبشر بأسرهم ، هو افتراض يضلل الناس كثيراً ولا يسمح لهم بإدراك الحقيقة الجوهرية لما يتحدثون عنه.
من الصحيح أن الكيمياء شرحت الآلية التي يحث من خلالها الاحتراق الظاهري ، أو بالأحرى وضحت الاقترانات الزمنية الدقيقة المؤدية للاحتراق ، فكان المفهوم سابقاً هو اقتران النار مع الفتيل والآن أصبح اقتران الطاقة مع الوقود العضوي أو المحتوي على غازات. وربما الفيزياء شرحت بشكل أكثر جزئية فقالت إن الاقتران الحقيقي هو بين الإلكترونات الحرة والسالبة وتصادماتها هي المؤدية لذلك اللهيب ، وحركتها في وسط متحرر من الجاذبية الفائقة هو السبب في حركة اللهب الناري.
ولكن هذا شيء مختلف كثيراً عن سؤال ( لماذا ) أو ( ما هي العلّة ) ؟ فإن الصورة لم تختلف كثيراً من المفهوم الساذج والشبحي للنار وارتباطها بالوقود العضوي إلى المفهوم التقني متناهي الدقة الذي يشرّح البنية الداخلية للنار شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى الذرة وما تحتها.
والسؤال لماذا ثابت في كل المستويات ، ويمكن التعبير عنه بنفس الصيغة لكل مستوى على حدى بحيث تتزايد قوة وضوح السؤال كلما تزايدت دقة الإجابة :
1) المفهوم الشبحي :_ ما التعليل في وجود النار عند اقتران الشعلة والفتيل زمنياً
2) المفهوم الكيميائي : _ ما التعليل في وجود ظاهرة الوهج أصلاً لمجرد الحركة الغازية النشطة ... لما لا يتحرك الغاز المؤكسد دون صدور الظاهرة الإدراكية للوهج ؟
3) المفهوم الفيزيائي : _ ما التعليل في وجود الخبرة الضوئية كخاصية مقترنة مع الإلكترون والفوتونز..
كما ترى ، ما تتحدث عنه ليس ( كيف يحدث ذلك ) وقد فهمنا جيداً ما يكفي لنقول إنه يحدث عند ( التقاء المقتضيات كذا وكذا )
ولكن السؤال الحقيقي : (( لِما )) هذه المقتضيات بالذات هي التي يمكنها تتسبب بحدوث هذه الظاهرة بالذات ؟
التحديد النهائي لعناصر العلاقة بين السبب والنتيجة يتضمن تصميماً هيكيلياً قبلياً بالضرورة
العلاقة السببية الحقيقية في أبسط صورة لها هي a تؤدي إلى b وهذا يعني أن الكواركات أو البوزونات تؤدي إلى الفوتونات ، والفوتونات تؤدي إلى التفاعل مع الأعصاب ، وهذا التفاعل يؤدي إلى إدراك ما تراه الضوء.
ولكن ما الذي يجعل a ( السبب المتناهي في التحديد ) يؤدي إلى b ( النتيجة المتناهية في التحديد ) وهنا ترى أن كل الأسباب تتركب من حالات A وكل النتائج تتركب من حالات B ... أما الظاهرة A , والظاهرة b , والعلاقة السببية فيما بينهما هي وحدات غير قابلة للتفكيك ( كمومية ) ورغم ذلك تحمل صفات محددة مسبقاً ضمن إطارها الوجودي ، هذه الصفات لم تنتج من تركيب مسبق ولكنها بدأت هكذا ...
الخط الزمني الذي أدى لتركيب الحدث من a, b , والعلاقة فيما بينهما يتبع التصاميم الأساسية لتلك الكائنات المحددة تحديداً نهائياً ، أي أن كل ما يولده الزمن بعد ذلك من صور للأشياء والماهيات يصدر عن المجال المصمم مسبقاً لاحتمالات التفاعل بين تلك الوحدات الكمية البسيطة.
ففي النهاية كانت النار الظاهرية تسبب الاشتعال للزيت بسبب وجو تصميم أولي سيسمح فيما بعد بهذا المجال من التفاعلات ، أي أنها كانت متضمّنة ضمن تصاميم الكون الأساسية.
ونعني بالتصميم المسبق أي الذي لا تولده أسباب مركبة أو كونية أو مادية ، وإنما هو كذلك بحد ذاته ... وهنا يبدأ التعليل الحقيقي لماهية التصميم وسبب علاقاتها على النحو ، وهذا التعليل قد استنفذ كافة الأسباب الماية وسبقها وبدأ من المحددات الأساسية للكون.
لم يكن هناك داعي لهذا العمل العقلي فقط من أجل إدراك التصميم المسبق للماهيات وفي الحقيقة هذه الطريقة بعيدة عن الصواب المعرفي ، فالأصل أن تدرك مباشرة التصميم المسبق كمُعطى وجودي مثله مثل المادة المحسوسة ، وهذا الإدراك للماهية يسمى بـ(التعقل) ولذلك تسمى الماهيات ب(المعقولات الأولى) وهي شيء محسوس ولكن طريقة إحساسك له متمايزة عن طريقة إحساسك بالمواد ، لأن المواد تحضر لك في صورة محلية ( هنا والآن بالنسبة لشيء آخر ) وأما المحسوسات العقلية فتدركها كشيء لا يمكن تعيينه في زمكان مادي محدد ونسبي ، ولكنها في عُمق الزمن وهي التي تحدد علاقات الأشياء ببعضها البعض ، ومن المستحيل أن تدرك علاقة شيء بخاصيته أو موقعه ( كعلاقة الفستق بالوزن الخفيف أو بالصحن الحاوي له ) دون أن تدرك أنك بدأت تتعامل مع ( هيكل هندسي ينظم هذه الأشياء ) وهذا الهيكل لا قوام مادي له ولا يشغل حيزاً ضمن جزئيات الكون الملموس ... ولكنه عوض ذلك يهيكله وينظمه ويرسمه.
هذا النوع من الإدراك يسمى بالمعرفة القبلية التي تحدث عنها كانط وسماها بالمعرفة المتعالية ( الترانسندنتال ) والتي تتعالى على الشك الناتج عن قصور الإدراك ، لأن الموضوعات الهيكلية تسبق حضور الصور المادية للأشياء وتسبق الزمن المادي في حضوره للإدراك ، وهي مستقلة في وجودها عن المادة ولكن المادة ليست مستقلة عنها.
والإلحاح على المعرفة المادية هو تيجة للعجلة وعدم الرغبة بالتركيز والتأمل الصامت في الأشياء ، وحقيقة المادة ليست أكثر من تفاعلات الزمن مع إدراكك والتي يرسم التصممي الكوني شكلها الظاهر أمامك.
هنا تنتهي الأسباب و تبدأ العلل ...
من الممكن أن تنص قوانين الفيزياء على أن الماء هو الذي يصدر اللهب والنار لا تصدر ضوءً وأن الإلكترون غير مضيء ، ولا يمكن تعليل ذلك بتحليل الإلكترون إلى شيء آخر ( كالكواركات والبوزونات ) لأنها جميعاً في النهاية ذات حدود خاصة تجعلها تحمل صفاتها الحالية ويحمل المركب منها صفاته.
ومن الممكن إذن أن يحدث ( أي شيء ) لا على التعيين ، كطيران الخنازير وكأنها بالونات أو كتحول الدببة إلى سوائل من أجل التمويه. هذا يجعل العالم هيولى من الأحلام والتوهم ...
ولكن السبب في عدم تحققه ، أن هذا لا ينسجم مع الهيكل الأساسي لكل مستوى من مستويات الوجود وهو المسؤول عن التفاعلات الزمنية ضمنه.
فالدب الذي يلجأ إلى سببية ميكانيكية لا يمكنه خرق قوانين الميكانيك ويحتاج إلى سببية أعلى ليحقق خوارق بالنسبة لسببيات الميكانيكية ، وذلك يعني أن اقتران السببية الميكانيكية بالدُب الداشر له علة ، وليس مجرد عبث وإلا لحدث كل شيء دون أي تقييد ...
هذه العلل العالية للوجود والتي بناء عليها تتكون الماهيات ويتحدد الهيكل لكل مستو وجودي وتفاعلاته الزمنية ، هي القوة الجوهرية التي توجد الهندسة الكونية والزمن الكوني والظاهرة المرصودة ، أي أنها المسؤولة عن كل ما تراه ، وهي أربعة علل :
العلة الأولى هي الطاقة Energetic Causation :
الطاقة الخالصة قبل أن يتم رصد تأثيرها واستنتاج صفاتها واحتساب قيمها ، لم تكن مجرد طاقة فيزيائية ذات توجيه محدد المعالم محلياً، كالقوة النووية أو الجاذبية والحقول الناشئة عنهما.
ما ترصده فيزيائياً هو الأثر ، يمكنك إدراك ذلك عندما تكشف عن وصول الصورة الحسية المرصودة إليك دون رؤيتك لحقيقة ذات مصدرها الذي بعثها نحوك فحضرت الصورة وغابت الذات ، والأثر كالضوء ، يحتاج إلى خط تآثر وهو شعاع الضوء، يصل بين موقع الأثر الموضوعي وبين مصدر التأثير الذي خلق الأثر … وهذا التآثر يحمل قدرة على خلق الأثر ، هذه القدرة تسمى بالطاقة.
العلة الثانية هي الفضاء الهندسي Morphological Causation :
نسبية هي التآثرات بين حقول ومجالات القوى ، فهي تسير في خطوط محددة مسبقاً ، وهذه الخطوط ( من حيث هندستها التي تنتج الواقع المادي ) هي ما يخطط واقعك وعالمك وينمذجه في نماذج مادية لها اشكال وصفات معينة وقيم نسبية كالقلم والورقة والحاسوب والبيت والكوكب والجسد …. ولذلك تسمى بالماهيات ، وهي نفسها الفضاء الذي تحدث فيه الأحداث ، وتعبره الطاقات التي تكون المواد والأحداث.
هذه العلل ، يمكن الكشف عنها لحظة الإدراك المباشر للواقع الذي أمامك دون الغرق في التفكير برموز غائبة عنك ، ركز في كلماتي ولاحظ رسائمها ووصولها إلى عينيك الآن وتفكر ، كيف نشأت هذه الرسائم في الوجود ؟ كيف سمح بها الكون … من الذي أنشأها ، ما هذه الخطوط الهندسية … من أين تأتي الطاقة الخالقة لها والتي تتفاعل معي وتوصلها لي.
العلة الثالثة هي الإرشاد أو الغائية Guided Causation :
وهي التي تجعل الطاقة تتوجه عبر مسار معين من خلال إرشاد معين لتتفاعل مع طاقة أخرى وتجسد احتمالاً زمنياً معياناً في رحابة الماهيات ضمن الفضاء الهندسي.
العلة الرابعة وهي الجوهر الحيوي Vital Causation ...
وجميع العلل السابقة ( التي تم الحديث عنها بشكل تقني في نظريات فيزيائية حدثية من قبل روبرت شيلدريك وديفد بوم وغيرهم ) يمكن التحقق من وجودها [ بالإدراك المباشر ] والبرهان الفينومينولوجي لأنها ليست غائبة حتى يستدل عليها وهي نوع من الوجود الحاضر والقريب جداً ، وليست ميتة وآلية وإنما هي حيوية وهذا السبب الرئيسي في صعوبة إدراكها للإنسان الذي يحسب الحياة حياته فقط ، أما المنطق الفيزيائي التجريبي فكل ما يفعله في هذا المضمار هو إثبات مستمر لافتقار الواقع الفيزيائي إلى تلك العلل النوعية ، لأنها وببساطة ، غير موجودة في عالم الفيزياء المحلي المتعين أصلاً حتى يتم رصدها بذاتها تجريبياً وكأنها شيء هُنا أو هناك، كما أنها ليست وصفاً خارجياً لآلية حدوث الحدث حتى يتم استنتاجها من إحصاء نتائج التجارب المتكررة الظاهرية وإنما تحتاج للتعرف إليها إلى تحليل الظاهرة إدراكياً والاتصال الحيوي بها.
وبنفس طريقة هذا البرهان الفينومينولوجي ، الكشف الإدراكي الدقيق عن الحقيقة في الزمن ، يمكنك أن ترى كيف يكون الوجود والزمن بأسره وبعلله وتجسداته كلها ، قادماً من الجوهر الحيوي الموحد لكل ذلك ، وهو الحضور الحق ، وترى انتساب العلل إلى الحضور الحق الذي تعرفه بالإدراك ، صلة العلل بذاتية الأشياء هو ما يجعلها موجودة حقيقة ، وهو ما يجعلها قابلة للدراسة أيضاً.
، ، وفراسة النبتة أو الشيء : تعني الكشف عن طبيعته العقلية الأثيرية الأولية من خلال دلالات صفاته.
وبمعنى آخر ، فإن الكيان الفيزيائي ذو الصفات الشخصية التي تتعلق به بالذات ، لديه أسبابه الخاصة لكي يكون على هذا الشكل أو وفق هذه الصيغة ، ولتحليل هذه الأسباب ، نقوم بعملية تجريد هذا الكيان عن التحديد الزمكاني لصفاته ، حتى يتسنى لنا الوصول إلى الأحكام العامة لهذه الصفات ، فنبتة ما لها شكل ما في زمان ومكان معين ، وضمن مقاسات محددة لها بالذات ، نقوم بتجريدها من هذه التحديدات ، ونتعامل مع شكلها تماماً كما لو أنه يشملها ويشمل غيرها مما يشبهها ، وهكذا نصل لأوصاف مثل : الخضار – الطول - القصر – القساوة – الليونة .... هذه الأوصاف المعقولة ، ليست محددة بزمان ومكان معين ولكنها تحكم الأشياء المحددة زمكانياً ، ولذلك تسمى ب"الكليات" ، وكما ورد في البحث الأول ، فإن الكليات هي ما يسبب الجزئيات عبر تكاثف هذه الكليات وترابطها مع المعنى الكلي "الزمكان" وهذه الكليات هي طاقات أثيرية عقلية فاعلة تنبع مباشرة من الشمس الإلهية الواحدة ، ولذلك سمي هذا العلم ب"علم التواقيع" أو Doctrine of Signatures ، أي أن خصائص الأشياء هي علامات تركها الله تعالى فيها لكي يتم فهم جوهرها العقلي الأثيري بطريقة علمية ، وهذا بالضبط ما تعمل عليه جميع العلوم التي تتعامل مع الأشياء المادية كوسيط بين الإنسان وبين الأثير ، مثل الخيمياء وسحر الأعشاب والعلاج بالأعشاب والفراسة والتشخيص الشرقي وميزان الماكروبيوتك والأيورفيدا الغذائي.
فلو أخذنا مثلاً نبتة الميرمية : ، فإن أول ما سنلاحظه فيها أثناء تجريدها عن صفاتها الشخصية للوصول إلى المادة العقلية المكونة لجوهرها ، هو السكون والهدوء شبه التام ، وهذا يعني انتماء نبتة الميرمية إلى الكلي الأعلى الين ، تماماً مثل أغلب النباتات ، وذلك إذا ما قسناها بالنسبة إلى الكائنات الأخرى ، ولذلك نستنتج التوقيع الأول ، وهو توقيع طاقة الين ، ثم إننا إذا دققنا أكثر في التفاصيل المتمايزة لها محاولين الكشف عن الكليات التي تحكم هذه التفاصيل عبر تجريدها عن الجزئيات المادية وتعقل صفاتها ، فسوف نجد أنها ذات طول 30 سم في المتوسط ، تخرج من بين الصخور والحجار وتقوم بتكسيرها ، وهذا يعني أنها ذات خاصية كلية أخرى وهي تكسير الصخور والحصى ، كما أن اوراقها تميل إلى الملمس الوبري الناعم ، وهذا يعني انها تتشابه مع الأشياء ذات الملمس الوبري أو التي تحتوي على زغابات على سطحها ، وأخيراً فإنها تميل إلى الالتصاق عند الضغط عليها وإن طعمها مر.
الطاقة الخالصة قبل أن يتم رصد تأثيرها واستنتاج صفاتها واحتساب قيمها ، لم تكن مجرد طاقة فيزيائية ذات توجيه محدد المعالم محلياً، كالقوة النووية أو الجاذبية والحقول الناشئة عنهما.
ما ترصده فيزيائياً هو الأثر ، يمكنك إدراك ذلك عندما تكشف عن وصول الصورة الحسية المرصودة إليك دون رؤيتك لحقيقة ذات مصدرها الذي بعثها نحوك فحضرت الصورة وغابت الذات ، والأثر كالضوء ، يحتاج إلى خط تآثر وهو شعاع الضوء، يصل بين موقع الأثر الموضوعي وبين مصدر التأثير الذي خلق الأثر … وهذا التآثر يحمل قدرة على خلق الأثر ، هذه القدرة تسمى بالطاقة.
العلة الثانية هي الفضاء الهندسي Morphological Causation :
نسبية هي التآثرات بين حقول ومجالات القوى ، فهي تسير في خطوط محددة مسبقاً ، وهذه الخطوط ( من حيث هندستها التي تنتج الواقع المادي ) هي ما يخطط واقعك وعالمك وينمذجه في نماذج مادية لها اشكال وصفات معينة وقيم نسبية كالقلم والورقة والحاسوب والبيت والكوكب والجسد …. ولذلك تسمى بالماهيات ، وهي نفسها الفضاء الذي تحدث فيه الأحداث ، وتعبره الطاقات التي تكون المواد والأحداث.
هذه العلل ، يمكن الكشف عنها لحظة الإدراك المباشر للواقع الذي أمامك دون الغرق في التفكير برموز غائبة عنك ، ركز في كلماتي ولاحظ رسائمها ووصولها إلى عينيك الآن وتفكر ، كيف نشأت هذه الرسائم في الوجود ؟ كيف سمح بها الكون … من الذي أنشأها ، ما هذه الخطوط الهندسية … من أين تأتي الطاقة الخالقة لها والتي تتفاعل معي وتوصلها لي.
العلة الثالثة هي الإرشاد أو الغائية Guided Causation :
وهي التي تجعل الطاقة تتوجه عبر مسار معين من خلال إرشاد معين لتتفاعل مع طاقة أخرى وتجسد احتمالاً زمنياً معياناً في رحابة الماهيات ضمن الفضاء الهندسي.
العلة الرابعة وهي الجوهر الحيوي Vital Causation ...
وجميع العلل السابقة ( التي تم الحديث عنها بشكل تقني في نظريات فيزيائية حدثية من قبل روبرت شيلدريك وديفد بوم وغيرهم ) يمكن التحقق من وجودها [ بالإدراك المباشر ] والبرهان الفينومينولوجي لأنها ليست غائبة حتى يستدل عليها وهي نوع من الوجود الحاضر والقريب جداً ، وليست ميتة وآلية وإنما هي حيوية وهذا السبب الرئيسي في صعوبة إدراكها للإنسان الذي يحسب الحياة حياته فقط ، أما المنطق الفيزيائي التجريبي فكل ما يفعله في هذا المضمار هو إثبات مستمر لافتقار الواقع الفيزيائي إلى تلك العلل النوعية ، لأنها وببساطة ، غير موجودة في عالم الفيزياء المحلي المتعين أصلاً حتى يتم رصدها بذاتها تجريبياً وكأنها شيء هُنا أو هناك، كما أنها ليست وصفاً خارجياً لآلية حدوث الحدث حتى يتم استنتاجها من إحصاء نتائج التجارب المتكررة الظاهرية وإنما تحتاج للتعرف إليها إلى تحليل الظاهرة إدراكياً والاتصال الحيوي بها.
وبنفس طريقة هذا البرهان الفينومينولوجي ، الكشف الإدراكي الدقيق عن الحقيقة في الزمن ، يمكنك أن ترى كيف يكون الوجود والزمن بأسره وبعلله وتجسداته كلها ، قادماً من الجوهر الحيوي الموحد لكل ذلك ، وهو الحضور الحق ، وترى انتساب العلل إلى الحضور الحق الذي تعرفه بالإدراك ، صلة العلل بذاتية الأشياء هو ما يجعلها موجودة حقيقة ، وهو ما يجعلها قابلة للدراسة أيضاً.
، ، وفراسة النبتة أو الشيء : تعني الكشف عن طبيعته العقلية الأثيرية الأولية من خلال دلالات صفاته.
وبمعنى آخر ، فإن الكيان الفيزيائي ذو الصفات الشخصية التي تتعلق به بالذات ، لديه أسبابه الخاصة لكي يكون على هذا الشكل أو وفق هذه الصيغة ، ولتحليل هذه الأسباب ، نقوم بعملية تجريد هذا الكيان عن التحديد الزمكاني لصفاته ، حتى يتسنى لنا الوصول إلى الأحكام العامة لهذه الصفات ، فنبتة ما لها شكل ما في زمان ومكان معين ، وضمن مقاسات محددة لها بالذات ، نقوم بتجريدها من هذه التحديدات ، ونتعامل مع شكلها تماماً كما لو أنه يشملها ويشمل غيرها مما يشبهها ، وهكذا نصل لأوصاف مثل : الخضار – الطول - القصر – القساوة – الليونة .... هذه الأوصاف المعقولة ، ليست محددة بزمان ومكان معين ولكنها تحكم الأشياء المحددة زمكانياً ، ولذلك تسمى ب"الكليات" ، وكما ورد في البحث الأول ، فإن الكليات هي ما يسبب الجزئيات عبر تكاثف هذه الكليات وترابطها مع المعنى الكلي "الزمكان" وهذه الكليات هي طاقات أثيرية عقلية فاعلة تنبع مباشرة من الشمس الإلهية الواحدة ، ولذلك سمي هذا العلم ب"علم التواقيع" أو Doctrine of Signatures ، أي أن خصائص الأشياء هي علامات تركها الله تعالى فيها لكي يتم فهم جوهرها العقلي الأثيري بطريقة علمية ، وهذا بالضبط ما تعمل عليه جميع العلوم التي تتعامل مع الأشياء المادية كوسيط بين الإنسان وبين الأثير ، مثل الخيمياء وسحر الأعشاب والعلاج بالأعشاب والفراسة والتشخيص الشرقي وميزان الماكروبيوتك والأيورفيدا الغذائي.
فلو أخذنا مثلاً نبتة الميرمية : ، فإن أول ما سنلاحظه فيها أثناء تجريدها عن صفاتها الشخصية للوصول إلى المادة العقلية المكونة لجوهرها ، هو السكون والهدوء شبه التام ، وهذا يعني انتماء نبتة الميرمية إلى الكلي الأعلى الين ، تماماً مثل أغلب النباتات ، وذلك إذا ما قسناها بالنسبة إلى الكائنات الأخرى ، ولذلك نستنتج التوقيع الأول ، وهو توقيع طاقة الين ، ثم إننا إذا دققنا أكثر في التفاصيل المتمايزة لها محاولين الكشف عن الكليات التي تحكم هذه التفاصيل عبر تجريدها عن الجزئيات المادية وتعقل صفاتها ، فسوف نجد أنها ذات طول 30 سم في المتوسط ، تخرج من بين الصخور والحجار وتقوم بتكسيرها ، وهذا يعني أنها ذات خاصية كلية أخرى وهي تكسير الصخور والحصى ، كما أن اوراقها تميل إلى الملمس الوبري الناعم ، وهذا يعني انها تتشابه مع الأشياء ذات الملمس الوبري أو التي تحتوي على زغابات على سطحها ، وأخيراً فإنها تميل إلى الالتصاق عند الضغط عليها وإن طعمها مر.
التعديل الأخير: