أوشو: إستيقاظ الكونداليني عند المرأة هو عكس استيقاظها عن الرجل
لماذا على تقنيات التأمل أن تختلف بين النساء والرجال؟
لأنّ الاختلاف موجود. النساء والرجال أقطاب متعاكسة.
تصحو الكونداليني داخل الرجل بشكل قوي جدا، بفعالية ونشاط. لهذا تم تسمية صعودها بنهوض الأفعى. بقوة مفاجئة، فجأة، بهزة برعشة تتمدد كالأفعى. ويتم الشعور بها عند أكثر من نقطة. تسمى هذه النقاط بالشاكرات (المقامات). متى ما وجدت هذه الأفعى مقاومة فسوف تفرض نفسها، كذلك يكون مسار وممر صعود الكونداليني مماثلا في الرجل. عندما تصحو هذه القوة الإلهية المقدسة فإن حركتها الداخلية هي أشبه بحركة القضيب.
والأفعى هي رمز خاص بقضيب الرجل. إنه فقط ولأجل عدم استعمال اللغة مباشرة كما هي، ولأجل عدم تسميتها بالقضيب، فقد سموها بالأفعى. لا بد وأنك سمعت بحكاية جنة عدن حيث أغوت الأفعى لأجل أن تأكل الفاكهة من شجرة. يبحث العلماء اليوم ويقولون بأن هذه الأفعى هي مجرد رمز اخر لقضيب الرجل، استخدم لأجل عدم استعمال الإسم مباشرة. لذا فالمسألة لم تكن المسألة كما ظن البعض، بل هي حكاية الطاقة الجنسية ...
ذات الرمز تم استخدامه في الهند: تنهض الأفعى تماما كما ينتصب القضيب. تنهض في هزة في رعشة وتتحرك في الداخل.
على مر الزمان تم استخدام تقنيات التأمل بواسطة الرجال والنساء، والسبب في ذلك ليس تناغم المرأة مع هذه التقنيات أو مناسبة التقنية لاحتياجها الروحي. السبب هو انعدام وجود التقنيات الخاصة بالنساء وحدهن فقط بمعزل عن الرجال، لأن أحدا لم يفكر بالنساء. قد كن وإلى الان لا يزلن الجزء المهجور المتجاهل من البشرية. الجزء المعزول. هكذا تم تطوير جميع التقنيات التي تخص الرجل لأن تطوير التقنيات حدث تحت إشراف الرجال وبواسطة الرجال.
الرجل اختبر التقنيات وجربها على نفسه. هكذا كانت البداية، فعرف الكثير عن أسرار طاقته وطرق سيرها وتوجهاتها وأساليبها وأبعادها وممراتها. وكان عمله مبنيا على هذه الأسس. هكذا تم تطوير تقنيات التأمل بواسطة الرجال ومن أجل الرجال دون أخذ المرأة في الاعتبار ووضعها في الحسبان.
ليس باستطاعة النساء في بعض الاديان الدخول إلى المعبد دوما كما الرجال. ليست المرأة جزءا من بعض الاديان فعلا كما هو الرجل. المعابد للرجال. أما ماهافيرا فقد أدخل النساء إلى الجماعات ولم ينكر عليهن هذا الحق، لكن لم يتم تطوير أي تقنية تأمل خاصة بهن. جميع التقنيات كانت مصممة من أجل الرجال. ودخلت النساء في هذه التقنيات. ولأن التقنيات غير مصممة لهن، غير مفصلة على مقاسهن لم تكن النتائج إعجازية يوما. كانت النتائج عادية دوما. ما كانت إعجازية أبدا. وهذا أمر طبيعي.
كل مستوى وطبقة من مستويات وطبقات عالم المرأة الفيسيولوجي والنفسي الذهني تختلف أشد الاختلاف عن عالم الرجل الفيسيولوجي والنفسي الذهني. ليس مختلفة فقط، بل هي العكس والنقيض.
لنأخذ على سبيل المثال تقنيات اليوغا التي تختص بإيقاظ سر الالوهية (الكونداليني–قوة الحياة) الساكن في أعماق كيان الإنسان… هذه التقنيات غير مصممة للنساء على الإطلاق. كثيرون سوف يصدمون عندما يسمعونني أقول هذا الكلام. النساء سوف يصدمن على وجه التحديد. سوف يشعرن بأني سلبتهن شيئا. هكذا تقنيات ليست معدة لهن أبدا لأن مقام وجود وسكن الكونداليني/قوة الحياة عند الرجل إنما هو عند مركز الرجل الجنسي الموجب الذي فيه. والمركز الجنسي الموجب لدى الرجل متواجد عند جذر القضيب. الأمر يختلف بالنسبة للمرأة. هذا المركز عند المرأة هو مركز سالب لذا ليس في الإمكان إيقاظ قوة حياتها أو طاقتها الإلهية من هذا المقام السالب. لقد لاحظت بأن النساء متى ما أسررن بأن قوة حياتهن/الكونداليني تستيقظ بداخلهن وأنهن يشعرن بها، بأنها مخيلتهن التي تعمل. مستحيل أن تستيقظ بهذه الطريقة لكن قدرتهن على التخيل عظيمة بشكل يفوق مخيلة الرجل. لذا فإذا بدأت بالعمل مع عشرة رجال وعشرة نساء، فإن تسعة من النساء سوف يشعرن بالكونداليني تستيقظ، وواحد من الرجال فقط سوف يشعر بها تستيقظ. هذه معجزة لأن الأمر مستحيل الحدوث. حدوث هكذا أمر مستحيل علميا لأن الطاقة لا يمكن لها أن تتدفق إلا من خلال مقام أو قطب موجب.
أنظر للأمر من هذا المنظار:
المهبل هو القطب السالب في الجسد الأنثوي والصدر هو القطب الموجب. هذا أساس وعماد مغناطيسية الإنجذاب: القطب الموجب موجود بالقرب من الصدر والقطب السالب بالقرب من المهبل. بالنسبة للرجل، يتواجد القطب السالب عند صدره، والقطب الموجب عند قضيبه.
ستكون تقنيات التأمل بالنسبة للإناث جيدة إذا بدأت من الصدر، هذا هو القطب الموجب لديهن.
وهناك أمور عديدة أخرى. إن بدأت المرأة من صدرها وتأملت وركزت عليه سامحة لإحساسها باستشعار تحرك وجريان الطاقة منهما، سوف يمتلأ صدرها بالطاقة بمجرد اقتراح تشعره بداخلها حتى، تبدأ الكونداليني/قوة حياتك/ السر الإلهي فيك بالإستيقاظ والنهوض والإنطلاق. سيكون مسارها مختلفا عن مسار الرجل، وستكون طريقة استيقاظها مختلفة أيضا.
إحساس المرأة باستيقاظ الكونداليني سيكون مختلفا، بل عكس إحساس الرجل.
سوف تصبح المرأة متلقية حساسة منفتحة لأجل التلقي عندما تستيقظ قوة حياتها، وكأن ممرا بداخلها يفتح. لن يكون هناك إحساس بأفعى تنهض، بل بباب يفتح وممر يفتح حيث يتم تمهيد الطريق. ستكون المرأة متلقية سالبة. مع الرجل سيكون هناك إحساس بشيء ما يدخل. أما مع المرأة سيكون إحساسا بشيء يفتح وليس يدخل.
لذا، علينا بتطوير تقنيات تخاطب وتحاور جسد المرأة بعيدا عن هراء العادات والتقاليد المتزمتة القديمة. ورغم أن التقنيات سيحكمها الإختلاف إلا أن النتيجة المطلقة ستكون واحدة للمرأة والرجل: الإستنارة.
عندما يمارس الرجل والمرأة الجنس وليس الحب فيبددان الطاقة ولا يكسبان شيئا في المقابل، يكون الرجال أكثر عرضة لخسارة الكثير من الطاقة بشكل أكبر من المرأة.
لا أحد يشحن بالطاقة. الطاقة تتبدد لا أكثر ...
أوشو المستنير الحبيب عن أسرار وعلوم استيقاظ سر الحياة في المرأة والرجل – أسرار أبعد من الأسرار ...