ماهي الروح؟ أين هي؟ هل هي مجردة؟

المزيد من مواضيع Ile

Ile

Galactic Wanderer
المشاركات
189
مستوى التفاعل
1,269
الكثير من الأشخاص يعتبر الروح شيء هلامي لا تعريف له..بل لا يجب الحديث عنها! لكن وكما العادة هنا لا مقدسات لنا أو مخاوف!

أول سؤال علينا الإجابة عنه هو الروح والمادة وهل هناك أصلا فرق بينهما؟!

أقول لا فرق بينهما بل هما شيء واحد!

إذا إعتبرنا ان الروح خارجة عن إطار المادة، فكيف يمكن لهذه الروح ان تسكن الجسد المادي؟ يجب ان يكون هناك رابط وتفاعل بين الإثنين

إذا لم يكن هناك رابط بين شيئين فلا يمكن أن يأثرا على بعضهما

إذا لم يكن هناك رابط بين الروح والجسد - المادة فيستحيل عليها ان تسكنه

إذا قمت برمي كرة في الفضاء فستبقى مسافرة بنفس الإتجاه إلى ما لانهاية مادام لم تطبق عليها قوى أو تفاعلات جديدة

200w.gif


نفس الشيء بالنسبة للروح، إذا لم يطبق عليها قوى تفاعل بينها وبين الجسد فيستحيل ان يتصل الإثنين ببعض

كما أننا نعرف ان العقل يأثر على المادة، أغلبنا هنا لديه تجاربه الشخصية حيث تغلب العقل على المادة، فكيف يؤثر المجرد على المادي إن لم تكن هناك علاقة وقاسم مشترك بينهما؟

الأمواج الكهرمغناطيسية مادية أيضا! ولو أن معظم البشر لا يرونها أو يحسون بها، ولو أخبرتهم بهذا قبل قرنين من الزمن لإتهمت بالهرطقة

موجات الوايفاي مادة! ولها وزن!

الضوء أيضا مادة! هل تعلم أن الضوء يطبق قوة دفع خاصة به؟


من هذا يتبين لنا أن الفرق هو بالكثافة، فهناك ماهو كثيف غليظ وهناك ماهو لطيف رقيق وكلما قلت الكثافة إختفى "الشيء" عن الانظار وصعبت مراقبته لكن بالحواس والأدوات المناسبة ستراه بوضوح أكثر من الشمس

الروح نوع خاص من المادة

والمادة بالمناسبة لا تفنى ولا تستحث من العدم! والروح كذلك! من قال ان الروح لا تفنى فقد أصاب ومن قال ذلك عن المادة فقد أصاب أيضا، كلاهما يتحدثان عن نفس الشيء!

الوجود بكامله منبثق من نفس الجوهر الأساسي، لا يمكن ان يكون هناك جوهرين او ثلاثة او اربعة


هنا اجبنا عن بعض الأسئلة ومازالت هناك أخرى بدون جواب ربما نتطرق لها بفرصة أخرى

محبتي..
 
المشكلة في أطروحة "لا يوجد فرق بين الروح والمادة" هي أنها تؤسس لنموذج عضوي ووحدة وجود هلامية، ربما لا يوجد فرق بين الروح والمادة على المستوى العميق (الباطني-الجوهري) ولكن القول إنه لا يوجد فرق بينهما ظاهرياً سيجعل معنى الروح شبحياً أو حتى مفقوداً، وبالتالي هو تحيز للمادة، وليس كما يبدو الحال عليه، أنه موقف حيادي أو يتجاوز المثنوية.

نحن نعلم مسبقاً ما هي الطبيعة المادية للعالم، فهي الشيء الوحيد الظاهر دائماً وفي كل الأحوال من العالم الموضوعي المفارق (الظاهري)، أي أن الظاهر والمادة شيء واحد تقريباً، والمشهد الظاهري هو ذاته المشهد المادي..

وعندما نقول "الروح" ونميزها عن المادة، فما نقصده تحديداً هو أن هناك "وجوداً ما وراء الظاهر" أو "يتعالى على الظاهر"، ولذلك إنكار الفرق بين الروح والمادة وجعلهما شيئاً واحداً هو إنكار الجوهر الحقيقي المطلق ما وراء المظهر النسبي المقيّد..

الطريقة الوحيدة لفهم الروح والمادة على أنهما متحدان هي إدراك المادة على أنها "التعبير الظاهري" عن الروح... ولكن فكرة أن الروح "أقل كثافة" لا تجعلها شيئاً مختلفاً عن الظاهر.. فما يُقصد من كلمة "الظاهر" هو الوجود الموضوعي (المفارق للذات) والغيابي (الذي لا يكشف عن حقيقة حاضرة للإدراك ذاتياً) ، الظاهر هو "الصورة المفارقة للذات المدركة وللجوهر الذي تنبعث منه .. هذا هو الظاهر .. وهذه هي المادة.

وعندما تعتبر أن المادة = الروح فما تقصده حقاً هو أن الظاهر هو الوجود الوحيد.. كلمة الثافة تعبر حصراً عن كائن ظاهري، فلا معنى للكاثفة في علاقة ذاتية.

المادية أيضاً لها عدة نماذج، الرائج أن الرؤية المادية = فهم العالم كآلة عملاقة مكونة من ذرات، وهذا صحيح ، في مادية الغرب .. ولكن مادية الشرق تصور العالم ك"كائن عضوي" لا يمكن تقسيمه، أو لا يمكن إدراك "بناء هيكلي" يجعله قابلاً للتحليل والتفكيك، والعالم المادي العضوي يبدو أقسى وأعنف بكثير من العالم المادي الذري، فمفهوم المادة الذي يصورها كذرات يجعلها في حالة سكونية سائلة ميتة، لكن مفهوم المادة ك"عضوانية" يصورها كحيوان هائل مفترس وغريزي، يحاول التهام كل شيء من خلال صهره أكثر وأكثر.

لاحظي أن مادية الغرب تنزع إلى "محاولةالفهم وحيادية الموقف واللاأدية عموماً" بينما مادية الشرق (مثل الماركسية مثلاً) تنطوي على "عنف" و"شراسة" و"عناد".. ولذلك تعجب الأنظمة الشمولية.

معيارية الغرب هي "الدقة والتقانة" التي تعكس مفهوم الكون الماكينة، ولكن معيارية الشرق هي "القوة والصلابة" ، عاكسة مفهوم الكون الشرس..
وما أراه مثيراً حقاً هو أن العالم العربي يتم توجيهه نحو مادية ماركسية شرقية، أي أن المواقع التي تدعي نشر الفكر المادي ف العالم العربي ، إنما تنشر الفكر المادي الماركسي الشرس، ولا تريد مزاوجة العقل العربي بمفاهيم المادية الغربية السائلة، وفي الحقيقة فإن المادية الخاصة بدفع عجلة الحضارة هي المادية السائلة ، التقدم التكنولوجي (الإبداعي) وليس التراكمي، يحتاج إلى استرخاء وإدراك، وليس إلى "بذل جهد" كما في المادية الجدلية.
 
التعديل الأخير:
في سياق الحديث عن "المادي مقابل المجرد" ... من الصعب أن نستخدم هذه المصطلحات للتعبير بدقة عن معنى الروح.

حسب الاصطلاح العام ، كلمة "مادي" وكلمة "مجرد" تشيران إلى جانبين من جوانب المادة، وبالتالي ، هناك خدعة في التعامل مع الروح كشيء مجرد، وافضل كلمات أخرى مثل "متعالي" أو "مُطلق" بمعنى انه لا يفهم من ساياق الطبيعي، بل مما يتجاوزه ويختلف عنه جوهرياً.
وهنا ستقولين لي كيف يمكن حدوث تفاعل بين طبيعتين مختلفتين جوهرياً، وسأخبرك أن المادة لا جوهر لها، إنها أقرب إلى ان تكون "حالة زمنية" وفي حال تعمقك في الفيزياء ستكتشفين أن "توقف الزمن" وزوال العالم المادي تعبيران لنفس المعنى الكوني.. من دون زمن نسبي تفاعلي ناري ليس هناك مادة، المادة تنشأ من تراكب يحدث في مستوى آخر... وكل ما في هذا المستوى المرصود من المفاهيم والمعايير ينشأ بعد حركة الزمن النسبية..
 
المشكلة في أطروحة "لا يوجد فرق بين الروح والمادة" هي أنها تؤسس لنموذج عضوي ووحدة وجود هلامية، ربما لا يوجد فرق بين الروح والمادة على المستوى العميق (الباطني-الجوهري) ولكن القول إنه لا يوجد فرق بينهما ظاهرياً سيجعل معنى الروح شبحياً أو حتى مفقوداً، وبالتالي هو تحيز للمادة، وليس كما يبدو الحال عليه، أنه موقف حيادي أو يتجاوز المثنوية.

نعم هذا ما اقصد، الجوهر هو نفس الشيء، أنا لم اقل أبدا أن الصخرة على جانب الطريق مثلها مثل الروح الإنسانية وانه لا فرق بينهما ظاهريا، لا تقولني ما لم أقل، لكن المكونات الاولية هي نفسها

إذا قام حصان بأكل برتقالة فهي تتحول لحصان، إن أكلها إنسان فهي تتحول لإنسان، نفس الجوهر نتيجة مختلفة


الطريقة الوحيدة لفهم الروح والمادة على أنهما متحدان هي إدراك المادة على أنها "التعبير الظاهري" عن الروح... ولكن فكرة أن الروح "أقل كثافة" لا تجعلها شيئاً مختلفاً عن الظاهر.. فما يُقصد من كلمة "الظاهر" هو الوجود الموضوعي (المفارق للذات) والغيابي (الذي لا يكشف عن حقيقة حاضرة للإدراك ذاتياً) ، الظاهر هو "الصورة المفارقة للذات المدركة وللجوهر الذي تنبعث منه .. هذا هو الظاهر .. وهذه هي المادة.

الظاهر والباطن هي مصطلحات نسبية، فما قد يكون باطنا لوعي ما قد يكون ظاهرا لوعي أخر اكثر تطورا

الظاهر والباطن هما نتيجة مباشرة لقوة الإدراك، فما إختفى وإستصعب عن الإدراك سمي باطنا

وما قد يكون "روح" بأحد المستويات قد يكون مادة عقيمة بمستويات أعلى

كل ماهو موجود فوقنا يعتبر روح وطاقة وكل ماهو تحتنا مادة صلبة صماء


لكن من مستوى شمولي، المادة الاعلى ذبذبة هي طاقة بالنسبة للمادة الأدنى

الهواء كما نعلم مادة ويمكن تكثيفه للحصول عليه بشكله السائل او حتى الصلب

لكن بنفس الوقت يمكن استخدامه كطاقة، محركات البخار مثلا، لتحريك مواد اكثر كثافة، القطار الحديدي مثلا..
 
إذا قام حصان بأكل برتقالة فهي تتحول لحصان، إن أكلها إنسان فهي تتحول لإنسان، نفس الجوهر نتيجة مختلفة
الحصان والإنسان والبرتقالة والصخرة هي "ظواهر موضوعية" ، الجنس العام الذي يعبر عنها هو "المادي-الظاهري" وعلى هذا النحو لا يوجد فرق حقيقي بين الصخرة والإنسان من الناحية الظاهرية، الفرق في "طبيعة حركة الإنسان" المعقدة، والتي توحي بوجود عوامل غامضة تؤدي إليها على عكس حركة الصخرة البسيطة.

إذا جمدت الإنسان فلا فرق بينه وبين الصخرة من الناحية الظاهرية.

لكن الروح غير متبدية في العالم الظاهري، وهذا الفرق بينها وبين الإنسان والصخرة والذرة ، وعندما تقولين إن الروح "ذبذبة لطيفة أو فائقة" فأنت تتحديثن عن "موضوع مادي له حركة تختلف عن حركة الموضوعات المادية القابلة للرصد بوسائل تقليدية، ولكنه يبقى موضوعاً مادي... أين هي الروح بالضبط في نظريتك ؟ ما الفرق إذا قلتِ أن هناك روحاً مكونة من ذبذبة لطيفة وبين أن تقولي ليس هناك روح، هناك فقط مستوى شديد التناهي من المادة ؟

أو ما الفرق بين الروح وبين الجسيمات الذرية ؟

إذا لم يكن لديك القدرة على إعطاء فرق في "معنى" الروح المحدد عن معنى المادة، فأين هي الروح في أطروحتك ؟ هل المهم أن نستعير الكلمة ونلغي معانها الأساسي ؟

معنى الروح أصلاً ، هو الوجود الخالص ...

نحن نعلم معنى الروح من "الاختبار الذاتي\الكشف والإدراك" وهذا ما يجعل الروح شيئاً آخر بعيداً عن الموضوعات الظاهرية القابلة للرصد والقياس موضوعياً.

نحن نعلم معنى الروح من "الاتصال الفائق" بين وعينا وبين وجود لا يمكن وصفه بنفس الطريقة التي يتم فيها وصف الوجود الموضوعي..

البعض يستدل على الروح من ضرورتها لتفسير بعض الظواهر الموضوعية، ولكن "معنى الروح" لا يتم الوصول إليه بهذه الطريقة..
معنى الروح يتكشف بالإدراك الموجه نحو الوجود المطلق، أي نحو المعاني والكليات ، والقيم. حيث تشغر الذات الحقيقية جانب الشاهد الفاعل من ذلك الوجود، حين تدرك ذاتك الحقيقية على نحو أنها كائن مفارق للعالم وتحس به وهو قائم بذاته ذو طبيعة سرية خاصة تختلف عن كل شيء في العالم الخارجي، حينها تبدأ بكشف معنى الروح.

التفكير بالروح على أنها "مادة أو مجردة" يبقى مجرد تفكير... ظنون، ولكنالكشف الإدراكي يوصل إلى حقائق نهائية مطلقة.
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل