مرحبا بك اخي الغالي ... الكريم ...
وحقك اخي الكريم ... ان الذين سهروا على هذا الدين ... كانت حقيقتهم ان يغيروه تماما ..عما اراد الله للناس ان تعلم به ... فلوا علم الناس ان جهنم هي الارض بسبعة طبقات قسم منها مادي ملموس والباقيات برزخيات في عوالم غير ملموسه ... لما نالهم النصب والتعب في تخيل النار وعذابها .. فالتفسير قد لعب بعقول العالمين كثيرا .. ان الارواح خلقت قبل الاجسام بزمن طويل جدا ..خلقت في زمن العالم النوراني الاول الذي انشئه الله من نور حجابه . وتردت بنفسها الى عوالم الجحيم لانها ارواح تترقى وتختبر الحياة بكل تفاصيلها وهي من تختار دون اجبار تجاربها .. انظر الى الارواح التائبة كيف تتحدث عن مرارتها في التردي وحلاوتها في الترقي .
التفكير العميق والمنطقي بمعزل عن معلومات اكيدة وموثقة لمصدر اصلا صدر من القدرة العظيمة في بيان كيف كان الخلق والتخليق ..وعلى قول " الحسين بن علي " عليهما والهما الصلاة والسلام ..( لو علم الناس كيف خلق الله هذا الخلق .. لما لام احداَ احدا ),
المتابع للروايات بالتاويل الصادر عن الرسول الاعظم ( محمد ) صلى الله عليه واله وسلم , يبين ان فهم عوالم النور الاوليه يتطلب ..تجسيدا ماديا بالنهاية ..من حيث ان التجسد المادي هو ابعد نقطة ممكنة عن عالم النور الشفاف واللطيف ذي التردد العالي جدا ... التي بثها الله بهذا البعد ..لكي تبدأ رحلة العودة الى المصدر ..فيتم التجاور بينها وبين منشئها ... لكي يتحقق .. الهدف من الخلق والتخليق ... لقوله تعالى في الحديث القدسي المبارك ( كنت نوراَ مخفيا فاحببت ان اعرف .. الخ الحديث ) .
ان الحكمة الالهية اخي الكريم لاتبارى ولاتقارن بحكمة البشر ابداَ .. من ناحية الوعي والادراك .. فحكمته متناهية عن الحكمة الوجودية للعوالم التي تم انشائها ..وبالتالي ..ان ماندركه من خلال كتابه الكريم .. يبين لنا جزء صغير من القصة وليست كل القصة حيث ذكر سبحانه " (( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)). ارايت كيف ان الكتاب هو جزء من كثير جدا ..تم اخفائه عن العالمين ومنه مثلا احوال المنظومة المسيرة والمبرمجة لهذا الكون المصنوع .. فحياة واحدة للروح بجسم مضيف ..لاتستطيع استيعاب الحكمة الالهية ..ومنها لاتستطيع ان تقدر عظمة من انشاء الوجود ... فلابد لها من عودات وكرات على مسرح الحياة المعد لكي تتعلم ..معنى ان تكون روحا عالية تصل الى الوعي الذي يؤهلها لمعرفة من " هو الله " فان تمت ايمانها كاملا , نحيت عن تلك الاختبارات ورفعت درجات ايمانها عاليا ..ونالت جزاء " رضي الله عنهم ورضوا عنه " وربما نالت الجائزة الكبرى على اجتهادها ب " ورضوان من الله اكبر " .
الحقيقة التي قالتها تلك الارواح بتجارب اكيدة وغير مسبوقة تماما .. بينت تلك الارواح انها مختلفة ايضا وعلى درجات من النور وبالتالي الوعي المختلف لديها ايضا ..وقد تختبر حيوات ليست على الارض بل في مجرات اخرى ..وكواكب ظروفها لاتشبه الارض ايضا ... وقصة الرجوع هي غير قصة الكرات ... فالارواح عند الرجعة هي تملك ذاكرتها ووعيها الاصلي وتعرف كامل القصة لحياتها التي انشئت عليها اول مرة على الفطرة السليمة والتسليم الكامل .. اما الكرة فهي امر مختلف ... ففيها تكون الروح مغيب عنها الذاكرة الجمعية ..وكذلك شخصيتها السابقة ... لكن لديها لمحات قليلة ..وشعور بانها خاضت حيات اخرى ..او قل لبعضهم حيوات اخرى ..كما حصل وتعرفت على اربعة حيوات سابقة ..ورايت اين كنت والاجسام التي لبستها من قبل ... فلا بد لها من كرات ليتم اختبار ايمانها الحقيقي هلي يتبدل ام انه راسخ تماما كالفطرة ... بهذا الامر قد تطور الازمان او تقصر في المعرفة العليا التي تقود لوعي اسمى ومن للانطلاق الى نور المصدر .
في كل كرة تزيد الروح من ايمانها شيئا ..هي تتعلم ..من تجاربها تراكميا ...والغاية من محو الذاكرة حتى لاتغشش نفسها لنفسها ... وتلتزم الحذر في الحياة الجديدة ..عليها ان تؤمن بالغيب وتعيش امتحانها وتطور ذاتها بغير الاعتماد على معلومات مسبقة .. عليها الاجتهاد بالتطور الروحي ..لكي تلحق بزملائها ضمن عنقودها الروحي الذي يتراوح بين سبعين الى 150 فرد مشتركون بالصفات والدرجات ... تلك حقيقة اخبرت بها الارواح . لان المسير الى المصدر لابد له من تجلي .. يعني هبوط وصعود ..ومسير نحو المستوى السيني ... بكلام اخر المسير تردديا بين الحياة والموت نحو المصدر المولد لها ..انها طاقة واعية تنجذب الى وعي اعلى واكمل واشمل .
الارض واحدة من مدارس عديدة تخوضها الروح اثناء ترقيها ... النوراني ووعيها الايماني ...فمدارس اخرى بحيوات اخرى قد تكون برزخية وضرورية لتخوض الروح امتحانات من نوع اخر ..تتلقى فيها من مشرفيها التعليمات التي تجعلها تختصر عدد الكرات ...بعضهم تطلب منه الامر ان يكر لاربعة ملايين عام ..ومازال لم يستوعب الموضوع .
الروح قبل ولوجها الارض والعيش بجسم مادي ..مختلف بالتطور والوعي عنها هي تكون في اصعب حالاتها ..لان الولوج اصعب من المغادرة ... فالجسم المضيف قليل الخبرة ..ويحتاج وقت وبرنامج تطوري لكي يتناغم مع الروح ويحقق لها الهدف ..اما ان كان الجسم غير متطور في بيئة شحيحة المعلومات ..كالغابات والادغال ..فلدى الجسم برنامج يسمى الفطرة ...هو البرنامج الابتدائي التي تقوم عليه كافة الخبرات المتطورة واللاحقة ايضا ...وقد تختاره الروح لاسباب .. تتعلق بكرتها السابقة ..من اجل ان ( تقفز ) قفزة كبيرة في المسير نحو المصدر ..مع ثلة الارواح التي تتشارك معها درجة النور التي هي من سبعة الوان لها . الجسم المضيف سواء كان متطورا عقليا وبه معلومات عالية ... او كان غير متطورا وبه معلومات غير عالية ... كلاهما سواء .. لان الاصل ان تعيش الروح في الجسم المضيف برنامجها التي اختارته للترقي ... وبالاعتماد على الفطرة الاصلية المخباة فيها .. ومدى التزام الروح بالبرنامج مع تغير البيئة المحيطة وظروف الجسم وارتباطاته هو مايميز الجميع .. هنا اجد النص مناسبا الذي يحكي الحقيقة من منظور القران (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)) وكذلك الاعمى والبصير وكذلك الاصم والسميع وكذلك الليل والنهار ..وايضا الظل والحرور ... مستويات من الوعي تختلف باختلاف الادراك لها ..لكنها جميعا تشترك انها فطرة الله التي فطر الناس عليها ..اي البرنامج الاولي الخالي من تلويث اختبارات الحيوات المتعددة مع تلك البرمجيات التي ذكرت لك بعد الاية الكريمة ... فالجميع مجبولون عليه ..جميع الموجودات تسير بناموس واحد محدد ..وانت من يحدد لاحقا كيف يطور ذلك البرنامج بالترقيات المتعددة ..للوصول الى ( السكة ) النورانية التي تركب بها الروح الى طريق الازل ..طريق النور الاول ...ومنه الى العظيم المعظم الذي اخفى ذاته العلية في كل ماتراه ..لكي تحقق كلمة الايمان بالغيب ...وان لم تره ... حيث الاشارة تكفي عن مرسلها .
صدقت والله ... هي فخ للمتصيدين من الشياطين ...شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول زورا ... لكن بالمقابل هناك فئة الملائكة ؟ التي تدير مسرح الحياة ..والناس هنا على هذا الارض ينقسمان فئتين ...قسم من ذرية ابليس وقسم من ذرية ادم ... والمنافسة بينهم محتدمة حيث هي اشبه بلعبة هنكر كيم ..البقاء للاقوى فكريا ..والذكي من يستطيع حل الغاز هذه اللعبة الماتركسية ..اما الجن ..فامرهم اعجب ..فاضافة الى تكليفهم باللعبة ذاتها في قسمها المطور المخفي عنا ... فهم ايضا في عذاب من نوع ثاني لان القوانين عندهم تختلف باختلاف الجسم ..فما يصلح لهم لا يصلح لنا ... المصيبة في الفئة المتعاونة من الانس والجن ..هؤلاء حقا قد اضروا بالبرنامج كثيرا ...لانهم اربكوا اللعبة بتدخلهم ..وهم الفئة المنبوذة التي لايريدها كلا العالمين ..لذلك هي عند الله ايضا غير محبوبة ابدا ..ومن فئتها وعلى راسها ابليس ..لكنها بالمقابل تعطي نكهة للماتركس لانها تزيد من تعقيده ...والنظام كله تحت سمع الله وبصره ... لاننا نحن ( من صنعنا القواعد ... ونحن من لعبها ) اما المتقين فشانهم ان الله يدافع عنهم وهم خارج هذا النظام لكن القصة تشمل الجميع ... فالمتقين هم فئة ..غادرت الماتركس بوعيها العالي ..وهم فيه ..وكانهم اموات في عالم الاحياء ..ماتت فيهم الشهوات والمطامع والرغبات ..حتى صفت تردداتهم واصبحوا كالملائكة باجسام بشرية ..تراهم وتعرفهم من وجوههم ..لان سيماهم فيها ... اولئك عرفوا الحقيقة ..ولم ينخدعوا ابدا بفخاخ الشياطين ..وايضا فخاخ الملائكة ..