كتاب تعاليم المتصوفين

المزيد من مواضيع الباحث عن جوهر الحقيقة

المشاركات
9
مستوى التفاعل
20
بينما‭ ‬كان‭ ‬حضرة‭ ‬عنايت‭ ‬خان‭ ‬مُستَغرَقاً‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬وقد‭ ‬مضى‭ ‬عليه‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحال،‭ ‬سمع‭ ‬عند‭ ‬الفجر‭ ‬بكلِّ‭ ‬وضوح‭ ‬صوت‭ ‬الدرويش‭ ‬يدعو‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الصلاة‭: ‬‘قُمْ،‭ ‬أيها‭ ‬الإنسان،‭ ‬من‭ ‬نومِك‭ ‬العميق،‭ ‬إنك‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الموت‭ ‬يتربص‭ ‬بك‭ ‬في‭ ‬كلِّ‭ ‬لحظة؛‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬كم‭ ‬هو‭ ‬ثقيل‭ ‬الحمل‭ ‬الذي‭ ‬قرّرتَ‭ ‬حمله،‭ ‬وكم‭ ‬هي‭ ‬طويلة‭ ‬الدرب‭ ‬المقدَّر‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تجتازها‭. ‬اِنهضْ،‭ ‬أيها‭ ‬الإنسان،‭ ‬لأنَّ‭ ‬الشمس‭ ‬سوف‭ ‬تشرق‭ ‬عمّا‭ ‬قريب’‭. ‬

لا‭ ‬تعد‭ ‬الصوفية‭ ‬عقيدة‭ ‬دينية‭ (‬Aldiesm‭) ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬نظرية‭ ‬إلحادية،‭ ‬لأن‭ ‬العقيدة‭ ‬الدينية‭ ‬تعني‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله،‭ ‬الذي‭ ‬يتربع‭ ‬بعيداً‭ ‬في‭ ‬السماوات‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يطال‭. ‬والإلحاد‭ ‬يعني‭ ‬العيش‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إيمان‭ ‬بالله‭. ‬المتصوف‭ ‬يؤمن‭ ‬بالله‭. ‬ولكن‭ ‬بأي‭ ‬إله؟‭ ‬

بحثتُ‭ ‬عنكَ،‭ ‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أستطعْ‭ ‬أنْ‭ ‬أعثرَ‭ ‬عليك‭: ‬

ناديتُكَ‭ ‬بصوتٍ‭ ‬عالٍ‭ ‬وأنا‭ ‬واقفٌ‭ ‬على‭ ‬المئذنة‭. ‬

قرعتُ‭ ‬جرساً‭ ‬نحاسياً‭ ‬منذ‭ ‬شروق‭ ‬الشمس‭ ‬وحتى‭ ‬غروبها‭. ‬

سبحتُ‭ ‬في‭ ‬نهر‭ ‬الغانغ،‭ ‬

لكن‭ ‬سدى‭. ‬

عدتُ‭ ‬من‭ ‬الكعبة‭ ‬خائباً‭. ‬

بحثتُ‭ ‬عنك‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬

بحثتُ‭ ‬عنك‭ ‬في‭ ‬السماوات،‭ ‬

أيها‭ ‬المعشوق‭! ‬

وأخيرًا‭ ‬وجدتك‭ ‬مختبئاً‭ ‬كما‭ ‬الدّرة‭ ‬

في‭ ‬محارة‭ ‬قلبي‭!‬
رابط تحميل الكتاب :
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى