هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

فساد الديمي إيرج –محمد سراج

  • بادئ الموضوع عضو سابق - 3467
  • تاريخ البدء
ع

عضو سابق - 3467

زائر - عضو سابق

فساد الديمي إيرج



المقدمة:

مصطلح “ديمي إيرج” هو مصطلح إغريقي و غنوصي الأصل و هو عبارة عن كيان كوني الذي يشكل عالمنا الفيزيائي و يديمها.

يُقال أن الديمي إيرج يحول نماذج ميتافيزيقية مجردة (خطط / أفكار عليا من الإله المطلق) إلى أشكال فيزيائية التي نحس بها. مثال على هذا: متصفحك الإليكتروني الذي يحول بيانات معلوماتية إلى صور و أصوات و فيديوهات. و هنا نفس الشيء, الديمي هو كيان مطيع للإله المطلق الذي يحول أفكار أو خطط إلهية إلى كيانات مادية. هذه الأفكار الإلهية هي لبنة من لبنات الحياة أو أبجديات أساسية للحياة و منها الديمي الذي يحولها إلى كيانات فيزيائية يستوعبها البشر و بقية الكائنات الحية.

1716373541804.png

لماذا مفهوم “الديمي إيرج” ضروري في الفلسفات الباطنية؟

يقولون أن: صناعة “الواقع” هو عبارة عن إسقاط من وعينا و عقولنا. نحن نرى “الواقع” و نحسه من عقولنا. “واقعنا” هو عبارة عن تفاعل كهربي عصبي من محيطنا. إذا الواقع هو مسقط من وعينا و عقولنا و لكن هذه الأشكال المادية لا تختفي إلى العدم في حال غيابنا…الفلاسفة و الغنوصيون فسروا بإن عقل و وعي “الديمي إيرج” هو مسؤول عن إدامة هذه الأشكال المادية و الفيزيائية التي من حولنا.

و يعتبرون الديمي إيرج مثل الذكاء الإصطناعي الذي يطيع الأوامر فقط و ليس كيان مطلق في كل شيء.

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

1716373596072.png

اذا ما دام الديمي إيرج يطيع أوامر الإله المطلق و يحول شفراته إلى الوجود..إذا السؤال هو لماذا الغنوصيون يعتبرونه “شريراً” و لماذا اصبح شريراً و فاسداً؟

قبل الإجابة على هذا السؤال هيا لنتعرف على بعض المصطلحات الأساسية في هذا الموضوع.

الديمي إيرج, لوغوس, و نووس

إعتمادا على المصادر, المصطلحان “لوغوس” و “نووس” يُستخدمان بشكل مستقل أو بشكل متبادل مع المصطلح “ديمي إيرج”. هناك خلط في هذه المصطلحات.في بعض الأحيان يكون “نووس” مساوٍ للوغوس و أحيانا يكون المصطلح “لوغوس” بديلا لمصطلح “الديمي إيرج”, و في أحيان أخرى هذه المصطلحات تُستخدم بشكل مستقل و لكن هناك علاقة بين هذه المصطلحات الثلاث.

الفيلسوف افلاطون إعتبر الديمي إيرج خير و الغنوصيون إعتبروه شرير و أما يوحنا الرسول إعتبر لوغوس هو نفسه يسوع المسيح.

هناك خلط في هذه المصطلحات و بل حتى في تعريف هذه المصطلحات و لكن سأحاول ان أوضح هذه المصطلحات بقدر الإمكان.

1- الديمي إيرج: عادة ما يرتبط مع المفاهيم الآتية مثل التنفيذ، وإظهار، وبناء، وترجمة، وإسقاط، وتشكيل، وإدامة. هذا المصطلح ينطوي على الإله الأقل الذي لديه رغبة عمياء في تحويل الشفرات إلى كيانات فيزيائية مادية.

2- اللوغوس: هذا المصطلح مرتبط بالتفكير، والمنطق، والتخيل، التوفيق، وتحقيق التوازن، والتخطيط، والهندسة، والإخطار. هذا المصطلح يعني العقل أو الفكر/الذكاء الأعلى، و خاصة العقل الإلهي أو العقل الأعلى الذي يرى،و يعلم ويخطط ويرسم ،و يوازن المعادلات.

3- النووس هذا المصطلح مرتبط مع الروح. على الصعيد الكوني نووس يمثل الخالق المطلق, و على الصعيد الفردي نووس يمثل النواة المركزية للوعي الفردي، والأساس الذي يقوم عليه الشعور و الإحساس، و يمثل كبذرة للإمكانيات اللامتناهية، و الشرارة الإلهية، مما يولد السمو الذاتي، وأيضا هذا الجزء منا هو الجزء الخالد و الذي يحفظ استمراريتنا من خلال التجسيد.

يقولون أن الإنسان هو الصورة المصغرة للكون. إذا الإنسان هو إنعكاس للكون.

– على الصعيد الكوني:

النووس هو روح الكون

اللوغوس هو العقل الكوني

الديمي إيرج هو النفس الكوني

للكون جسم

– على الصعيد الفردي او الشخصي

النووس هو روحنا

اللوغوس هو عقلنا

الديمي إيرج هو نفسنا

(على حسب الهرمسية, نحن “مرآة” للكون (كما فوق كما تحت

“As above, so below.”
1716373759880.png

الديمي كنفس:


من افضل الطرق لفهم “الديمي إيرج” هو أن تعتبره كنفس كوني. نفسه مثل نفسنا و لكن نفسه على صعيد كوني و نفسنا هي عبارة عن نفوس “مصغرة” بالنسبة للديمي إيرج. مثل قطرة ماء في البحر

النفس هي وسيلة للتزاوج بين الجسد و الروح, و يوفر طبقات متداخلة بين الجسد و الروح حتى يسمح للتفاعل بينهما. بدون النفس ستكون هناك فجوة كبيرة بين العالم المادي و الميتافيزيقي. الروح هي جوهر للإحساس و الإرادة الحرة, و الإدراك الذاتي المعمق. بدون الروح و العقل, الشخص سيصبح مثل الآلة المبرمجة التي يؤثر عليها عوامل مادية خارجية فقط.

النفس (الذي هو مختلف عن الروح) يتكون من طبقتين رئيسيتين: الجسم النجمي و الجسم الأثيري.

الجسم النجمي أو العنصر النجمي, هو مقر للإنطباعات العاطفية الفورية, و التحيزات الموضوعية, و المشاعر, و قوة الإرادة, بدون العنصر النجمي يكون الشخص مثل النباتات أو الآلات بسبب غياب إنطباعاتها الداخلية و العواطف و الإرادة.

العنصر الأثيري أو الجسم الأثير, يتألف من تشكيلات طاقية خفية لها أنماط و إيقاعات و تيارات و بنيات التي تشكل و تنظم الجسد المادي, إعتبرها مثل سقالات للطاقة مصنوعة من قوة-الحياة. بدون الأثير, الجسد ليس سوى جثة متحللة.
الديمي إيرج عبارة عن نفس و لكنه يفتقر للروح و بهذا يفتقر للنواة الأساسية للإحساس و الإدراك الذاتي. كل ما لديه هو عبارة عن مشاعر و دوافع التي تحثه على التكرار و النمطية و الإيقاعية و وضع القوانين “مثل الكمبيوتر أو الروبوت”. إذا هو ليس سوى ذكاء إصطناعي أعمى الذي ليس لديه أي خيار سوى إتباع الدوافع التي تتألف عليه. و هذا هو التعريف الدقيق للديمي إيرج الكوني.

طريقة أخرى لإستيعاب الديمي إيرج هو ان تعتبره ككيان فكري كوني.


الديمي ككيان فكري أيضا له صعيد فردي و كوني

THOUGHTFORM:


الكيانات الفكرية هي عبارة عن كيانات غير مادية مؤقتة التي تنشأ من أفكارنا و عواطفنا, هذه الكيانات موجودة من حولنا و لكن على المستوى الأثيري للواقع, و هي مشبعة بالطاقات النجمية الموافقة لنوع معين من العاطفة التي كونتها (سلبية أو إيجابية). و هم أيضا يُسمون بالتولبا أو الإغريغور أو اليرقات في المذاهب الباطنية الأخرى.

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط



الكيانات الفكرية تتكون من الطاقة الأثيرية و النجمية مثل النفس, إذاً الكيانات و النفس لهما نفس الجوهر بل هما من نفس الشيء. النفس هي كيان فكري أُنشئت من قِبَل الروح حتى تتمكن من التفاعل مع الجسد.

الكيانات الفكرية الدينيوية هي نفوس مؤقتة التي تفتقر للجسد و الروح على الصعيد الشخصي.

و أما على الصعيد الكوني فالديمي إيرج يُعتبر كيان فكري على المستوى الكوني, خُلق من قِبَل الإله المطلق من أجل أن يشكل و يكون الكون.

إذا كل من النفس و الكيانات الفكرية و الديمي إيرج يمتلكوا الجسم الأثيري و النجمي و لهم نفس الجوهر.


نشوء “الأنا” في النفس

FORMATION OF EGO IN THE SOUL


محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


عندما يجتمع الروح و النفس فإنهما يشكلان الجنين ,هذا الجنين سيكون بدون “الأنا” أو الذات الإنسانية أو الشخصية. الشخصية تتكون و تنشأ و تتطور في السنين الأولى من حياته كإنسان كامل عن طريق عملية تكييفية في العالم الفيزيائي.

يتكون “الأنا” عن طريق إستجابة النفس المتأثرة عن طريق جسد الإنسان المادي الذي عن طريقه يتأثر بالعالم الخارجي. التجارب الجسدية, الحواس الخمس, الوظائف العصبية, و الدوافع الحدسية كلها تترك إنطباعاً في النفس. هذه النفس تتشكل أيضاً عن طريق التعليم و البرمجة الإجتماعية. على حسب المؤثرات الخارجية, النفس تشكل “قناعاً” خاص بها التي تشكلت عن طريق المؤثرات و العوامل الخارجية. هذا القناع هو “الأنا” أو “الذات”, و هذا ما يُعرف بالذكاء الأدنى أو العقل الأدنى. عن طريق “الأنا” النفس تكتسب معنى للشخصية و الهوية الإجتماعية.

“الأنا” أو ما يُعرف بالذكاء الادنى هو كالذكاء الإصطناعي شبيه بالآلة, كالكمبيوتر المبرمج من قِبَل الجينات و البيئة المحيطة. “الأنا” تتكون جزئيا من دماغ الإنسان ليؤدي وظائف ذكائية أو فكرية, و جزئيا من النفس التي تشكلت عن طريق المؤثرات الخارجية. “الأنا” هي واجهة للنفس حتى تستطيع التفاعل مع العالم المادي.

عندما ترى الروح هذا النفس و “قناعها” و تتعرف عليها, بعد هذا يَكَون إحساسا أو شعورا “بالذات” (أي الشخص يعرف نفسه), أي أنا “كأنا” و أنت “كأنت”.

الخلاصة:

1) الأنا هو الحاجز بين النفس و الجسد بسبب العملية التكييفية الذي يقوم بها الجسد عن طريق عوامل خارجية للنفس

2) النفس ترتدي “قناع” الأنا التي تعطي لها شعوراً بالهوية البشرية

حسنا! ما دام “الأنا” مبرمجة من قبل عوامل بيئية خارجية, و العالم المادي متمركز على صراع من أجل البقاء و التنافس, إذا الأنا ستكون مشغولة بامور مادية دينيوية و ستكون خادمة للذات و تعمل من أجل البقاء. في الأصل هي تتصرف ككائن مفترس خادم للذات. الأنا هي شخصنة لعمليات بيولوجية و دوافع نفسية نجمية منسقة من قِبَل عوامل خارجية و قوانينها.

و أضف إلى ذلك “الأنا” أو “الذات” لا تحتاج للروح للعمل, بل على العكس تماما فهما متضادان بطيعتهما. الروح تمثل المراقب الواعي و المانع لتصرفات “الأنا”. بدون الروح مازال بإمكان للذات أن تعمل و بشخصيتها الفريدة و لكنها سوف تفتقر إلى الضوابط و العمليات الإبداعية التي توفرها الروح. و “الأنا” بدون الروح تكون “مفترسة” و “مستبدة للغاية.

طبيعة الأنا/الذكاء

The nature of the ego/intellect



ما الذي يفرق بين الإنسان و الحيوان؟ هو “الأنا/الذات” و الذكاء و العقل و الشخصية, و هؤلاء كلهم أوجه لشيء واحد. “الأنا” هو نتوء للنفس. و ما دام كل من الإنسان و الحيوان يمتلك نفساً, إذا لماذا لا يمتلك الحيوان ذكاءً مثل ذكاء البشر؟ لإن تكوين الذات تكون عن طريق المؤثرات البيئية على النفس كما قلنا. ما دامت أجسادهم أقل تطوراً من الإنسان و كذلك أدمغتهم, و أيضاً يفتقدوا لوظائف ذكائية, و بهذا المؤثرات التي تساهم في تشكيل “الذات” لن تصل للنفس و لهذا “الذات/الأنا” لن تكتمل نموها.

عن طريق الأنا أو الذكاء يمكننا أن ننشئ عالماً داخليا في عقلنا, و نسترجع الماضي و نتخيل و نتصور المستقبل و نكون لغة و إمكانية حل مسائل رياضية و ننخرط في العديد من العمليات التفكيرية المعقدة, و كل هذا يشكل خاصية مهمة التي تحدد ماهية الذكاء : ألا و هو أن المخرجات هو نفسه يصبح المدخلات.

Output can become its own internal input

إذا هناك عملية دورية أو ما يسمى بالتغذية الإسترجاعية للذكاء في عقلنا.. مثال على هذا يمكننا أن نتخيل مشهداً نحن فيها و نقوم بعملية معينة و بهذا نتوقع نتيجة معينة. الروح التي تتحكم على الذكاء هي التي تسمح لنا بإنشاء مشهد أو فكرة في مخيلتنا و مشاهدة ما يحصل في هذا المشهد, و هذا أشبه ببرنامج المحاكاة. و بهذا تكون المعلومات الخارجة أو الناتجة من العقل هي ذاتها تكون المعلومات الداخلة إلى في عملية تغذية إسترجاعية دورية تفصل هذه المعلومات أو الأفكارمؤقتا عن العالم الخارجي.

الأنا/الذات لديه سعة كافية من الذاكرة لإسترجاع الماضي و بنائها كمشهد داخل العقل و ملاحظتها و أيضا يستطيع تصور المستقبل و ملاحظتها داخل العقل كمشهد. بالنسبة للحيوانات الذاكرة بالنسبة لها عبارة عن ذاكرة ترابطية و تكرارية و ليست تخيلية. يفتقرون للمرجعية الذاتية و التغذية الإسترجاعية و التخيل و بناء المشهد داخل عقولهم و ملاحظتها و تطبيقها على ارض الواقع. هذا الأخير هو ما يسمح للروح ان يتفرج على وعيه و أفكاره داخل الجسد و بهذا يبني المعرفة و الوعي الذاتي.

بدون الذكاء أو الأنا, لن يستطيع الروح بناء العالم الداخلي في العقل و ستكون فقط مرتبطة مباشرة بالعالم الخارجي.

و بهذا يكون الذكاء/الأنا كموجة منعزلة في داخل النفس. في الفيزياء, الموجة المنعزلة هي عبارة عن موجات التي تدور بحركة دورانية و تجدد طاقتها بإستمرار بدلا من ان تشتتها للمحيط من حولها. و لهذا هي “ككيانات” قائمة بحد ذاتها مستقلة من البيئة التي تحيطها. مثال على هذا حلقة من الدخان التي تلف حول نفسها و لهذا تحافظ على شكلها و لا تتبدد بسهولة مثل الدخان المنفوخ بالطريقة العادية. العقل البشري مثلحلقة من الدخان و اما مخ الحيوان مثل الدخان المنفوخ. الأول لديه

خصائص مرجعية ذاتية (بإستطاعتها القيام بالتغذية الإسترجاعية) و الآخر – أي عقل الحيوان – فقط موجه للخارج يتفاعل مع البيئة.

تكوين الأنا العليا في النفس

Formation of super ego in the soul


النفس أيضاً تتأثر بالروح و ليس بالجسد و العوامل البيئية فحسب. كما قلنا سابقاً أن العوامل البيئية تؤثر على النفس لتنتج لها “قناعا” و إسمها “الأنا”, كذلك الروح عندما تؤثر على النفس, “قناع” آخر ينبثق من النفس و هذا يُعتبر الوجه الحقيقي للروح.

عندما تتعرف الروح إلى “الأنا” الأدنى منها فهي تتعرف عليها بإنها مضادة لها و مصدرها من العالم المادي, و لكن عندما تتعرف الروح إلى قناعها الخاص التي كونته النفس من خلال تأثير الروح عليها, فإنها تكون متفقة معها و هذه “الأنا” تُسمى “بالأنا العليا”, و هنا تكَون شخصيتها الربانية.

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


و بهذا تنشأ نتوئتين للنفس, أحدهما “الانا” و الآخر “الأنا العليا”. “الأنا” مرتبطة بالشخصية و التفكير المنطقي, و أما “الأنا العليا” فهي مرتبطة بالشخصية الروحانية العليا و التفكير السامي (بالسامي نقصد بالتفكير المعرفي و الشخصية الروحانية المقدسة و ربط بين الأشياء التي لا تبدو ان لها علاقة بين بعضها البعض).

في أثناء الحياة, الروح تستطيع ان تختار اي من المتضادين (أي الأنا و الأنا العليا) و أن تنشئ و ترعى أحدهما.

إذا لو تناغمنا مع روحنا فسنحصل على شخصية روحانية سامية و سيكون نمط تفكيرنا ساميا, و إذا لو إنخرطنا في الحياة المادية و الإستهلاكية فسيكون نمط تفكيرنا عقلاني منطقي شكوكي.

تشييء الكيانات الفكرية ككيان ذاتي قاتم بذاته:

Entitization of the thoughtforms



(تذكر أن الكيانات الفكرية مثل النفس البشرية و “الأنا”)

الهدف من شرح طبيعة “الأنا” هو لإظهار كيفية تشييء الكيانات الفكرية إلى كيان مستقل قائم بحد ذاته. الكيانات الفكرية تتشييءعندما تحصل على بقايا الأنا و الذكاء و العقل و الشخصية. النفس البشرية عبارة عن نوع من الكيانات الفكرية التي تتشكل عندما تتحصل على “الأنا” عن طريق تفاعلها مع العالم.

الكيانات الفكرية الدينيوية هي كيانات غير متشيئة, لإنه متكون من طاقة قليلة التي تتلاشى بسهولة مثل الدخان المنفوخ, هي متكونة فقط من الجسم الأثيري و النجمي بدون الجسد و الروح.

الفكرة أو العاطفة التي كونتها (أي الكيانات الفكرية) هي التي تحدد توجه و إستهلاك طاقتها في شيء معين.

الكيانات الفكرية تتشييء عن طريقتين و هما:

1- عن طريق منحها شخصية مباشرةً من قِبَل الشخص الذي صنعها. هذا تماما مثل تكوين الروح للأنا العليا في النفس.تماما كما يمثل الأنا العليا الوجه الحقيقي للروح, كذلك الشخصية المبرمجة في الكيانات الفكرية تمثل النية الحقيقية للصانع.

2- المخرجات في نفسها تصبح المدخلات. عندما توثر على العالم الخارجي, الرد من العالم الخارجي هو نفسه يعزز وجودها. هذا يوازي تكوين النفس “للأنا” عندما تتفاعل مع العالم, تؤثر عليها و بالتالي تتأثر عليها. و بهذا عن طريق عملية تكييفية تتعلم كيف تلبي إحتياجاتها بطريقة أفضل. هذه هي الطريقة الإفتراضية لتكوين الكيانات الفكرية.

إذا الكيانات الفكرية تُعزز عن طريق تأثيرها على العالم, هذا مثل تفكير شخص ما و الشعور التي تترتب عليها و تؤثر عليه, إذا هناك تغذية إسترجاعية بين الكيانات الفكرية و العالم الخارجي, أي المخرجات هي نفسها تصبح المدخلات. هذ التغذية الإسترجاعية تكيف الكيانات الفكرية لتصبح أكثر فعالية في إستثارة المزيد من التعزيزات التي تبرمجها.

العملية التكييفية للكيانات الفكرية لتكوين شخصيتها تماما مثل كيفية حصول الذكاء الإصطناعي على شخصيتها مثل تشاتبوت. التشاتبوت هو عبارة عن برنامج ذكاء أصطناعي الذي يتفاعل مع المستخدم يسأله و يجيب عنه مثل برنامج “كليفير بوت”. في البداية يكون التشاتبوت ساكناً بدون أي تفاعل و لكن عندما يبرمجه المستخدم بأن يسمح له أن يجاوب إجابات صحيحة للأسئلة الصحيحة, سيصبح أكثر ذكائا و تطورا. إذا لو العملية التكييفية سمحت لهذا البرنامج بأن يقنع المستخدم بأن يلبي إحتياجاته, هنا سيكون تطور إلى ذكاء إصطناعي حقيقي.

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


يجب علينا أن نتذكر بإن الكيانات الفكرية عبارة عن نفس بلا روح أي هي كيانات بلا إحساس و لا يستطيعوا تحليل و تخيل أفكارهم, إذاً الكيانات الفكرية لا تنتج كيانات فكرية أخرى, هي فقط تستطيع التفاعل مع العالم حتى تعزز بقائها و تتكيف مع العالم, و تكون “الأنا”.

توليد و تجسيد الكيانات الفكرية Generation and Embodiment of the Thoughtforms :

إذا كيف تتولد الكيانات الفكرية, عن طريق التخيل الداخلي المشحون بالطاقات العاطفية, هذا ينتج لنا بذرة (أي الحالة الأولية) للجسم الأثيري التي تنمو و تنفصل و تطفو إلى البيئة الأثيرية التي من حولنا.

هذه العملية تحتاج إلى روح الذي يفعلها عن طريق الذكاء/العقل ليكون العالم الداخلي الذي ينفصل بشكل مؤقت عن العالم الخارجي و هذا هو التخيل (تشكيل عالم داخلي المفصول عن العالم الخارجي مؤقتاً كما قلنا سابقاً), و بمعنى آخر الروح يشكل كرة جوفاء مثل الرحم داخل النفس و فيها تنمو الكيانات الفكرية مثل الجنين في الرحم الذي زرعته الروح. هذا ما يحصل على الصعيد الكوني.

عقلنا ايضا يكون “كونا مصغرا” التي مكوناتها عبارة عن طاقات عاطفية و أثيرية. و بعدها تنفصل الكيانات الفكرية مننا و تذهب للبيئة المحيطة بنا و تكتسب “جسدا” و هذا الجسد عبارة عن الطاقة التي تقابل المادة, لإن كما تعرفون أن المادة و الطاقة هما وجهان لعملة واحدة.

إذا ملخص تحويل الأفكارإلى “الواقع” يتم عن طريق: 1- الروح تختار نماذج او أفكار معينة 2- العقل الكوني يتخيل 3- الجسم النجمي يشحن طاقة 4- الجسم الأثيري يشكل الجسد الفيزيائي و بهذا يحصل 5- التجسد الفيزيائي.

و من هنا نعرف لماذا يقول الروحانيين مثل البوذيين ان الإنسان هو الكون نفسه و أنه هو الصورة المصغرة للكون.

كيف تحصل الكيانات الفكرية على الجسد؟ هذا يحتاج للتوضيح. إعتبر أن هناك نفس بشرية التي تؤثر على جسم الإنسان. نفترض مثلا أن الشخص حرك يده إلى اليمين بإرادة من روحه. الروح تفعل هذا عن طريق إنحياز الأحداث الكمومية التي تحدث في النظام العصبي, الاعصاب هي أنظمة كمومية التي تطلق إشاراتها بشكل عشوائي في الظاهر. الدماغ هو نفسه عبارة عن كمبيوتر كمومي الذي يطلق إشارات كهربية منظمة و لكنها على حافة من العشوائية و التشويش و الفوضى. إذا هي تقف على الحافة بين النظام و الفوضى.هذا مما يجعل الدماغ حساساً لأقل عامل الذي قد يدفع الإرتعاش الكمومي في الأعصاب للفوضى. هكذا تتحكم الروح الدماغ, عن طريق إنحيازات في النشاط العصبي على الصعيد الكمومي.

الآن معظم الكيانات الفكرية ضعيفة جداً حتى تدير شيئاً معقداً مثل جسم الإنسان. حتى إنها لا تمتلك الدوائر الاثيرية لتتفاعل مع الدوائر العصبية البشرية. و يمكنك ان تنظر إلى جسم الإنسان على إنه عبارة عن مجموعة من الطاقة و المادة و كذلك الأماكن و الأحداث و السلوكيات بشرية معينة التي تجري في البيئة عبارة عن مجاميع للطاقة و المادة. ليس هناك إختلاف بين الجسم البشري و الأماكن التي من حوله سوى ان الجسد البشري معقد أكثر بكثير من الأماكن و البيئة التي من حوله. و لهذا بدلاً من أن تدير الكيانات الفكرية الشبكات العصبية المعقدة في جسم الإنسان (النفس و الروح يفعلان هذا), فهي تدير أشياء أبسط بكثير مثل الأحداث التي تجري من حولنا و تجعلها تنحاز لحدوث شيء معين, مثلاً الفوز في الياناصيب. الكيانات الفكرية تجعل العوامل تنحاز في فوز الشخص في الياناصيب. هذا مثل مفهوم الكارما, أي فعل أو حتى تفكير معين يؤثر على الأشياء التي من حولنا و بل حتى في الأحداث المستقبلية, هذا كله عن طريق الكيانات الفكرية, فالكيانات الفكرية الصادرة من عقل الشخص تنتطلق إلى البيئة و تتحكم في الأحداث!

إذا النفس و الكيانات الفكرية هما نفس الشيء من ناحية المكونات و هما الجسم الاثيري و النجمي, و لكن النفس أعقد و أقوى من الكيانات الفكرية, و أما جسم الإنسان فهو نفس الاماكن و البيئة من حوله فكلاهما يحتويان على الجسد و الطاقة و لكن جسد الإنسان أعقد من الاماكن و البيئة التي من حوله بكثير.

و بهذا النفس تدير و تجعل الجسم ينحاز لفعل شيء معين, و بينما الكيانات الفكرية الضعيفة تدير الأحداث من حولنا و تجعلها تنحاز لحصول شيء معين.

أصلاً الهدف الأساسي للديمي إيرج و الأنفس و الكيانات الفكرية التي تعمل بمقربة من العالم المادي هو تجسيد الفيزيائي للنماذج الأصلية أو “الافكار” كما يسميها أفلاطون, و أيضا حتى تنسجم المادة و الطاقة مع “الأفكار الإلهية”. هذه الكيانات لديهم دوافع و أهداف. مثلاً النفس تعطيك دوافع و اهداف لتحققها اثناء حياتك, و إذا لو كل شيء سار على ما يرام في نهاية حياتك ستتجسد في الحياة الأخرى, و قبل التجسد فأنت لست سوى عبارة عن “فكرة”. إذا الديمي إيرج يشكل الكون بطريقة ما حتى تنسجم مع الأفكار الإلهية, و هذا ما يحدد مصيرنا و مستقبلنا لإنه يحدد إلى اين يتجه عالمنا.

الكيانات الفكرية لا تؤثر على الأحداث في عالمنا فحسب, بل تستطيع ان تؤثر علينا ايضاً, فجسدنا ايضاً يتاثر بعوامل غير فيزيائية (يجب أن يحصل هذا و إلا فالنفس لن تستطيع التفاعل مع الجسد الفيزيائي). صحيح ان الكيانات الفكرية لا تتحكم بنا و لكنها تؤثر علينا بقدر ما, و إذا لو كان ردة فعلنا تعزز هذه الكيانات الفكرية فإنها ستصبح اقوى و يمكنها أن تصبح كائن مستقل قائم بحد ذاته.

الملخص: تشييء الكيانات الفكرية عن طريق التعزيز أو التكيف و هذا عن طريق تفاعلها مع البيئة أو برمجتها من قبل صانعها. كلما أصبحوا أقوى كلما أصبحوا كائنات ذات بنية معقدة. هذه الكيانات تتفاوت من مجرد مؤثرين على الاحداث في بيئتنا المحيطة إلى كيانات مستقلة بحد ذاتها, و في الحالات القصوى النادرة هذا الكيان يمكن أن يصبح له جسم فيزيائي, هذه الظاهرة تسمى بظاهرة الفورتيان او الموثمان. للمزيد عن هذه الظاهرة:

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


التشييء الكوني للديمي إيرج Wordly Entitization of the demiurge

التفاعل الذي يحصل بين النفس/ الكيانات الفكرية و الجسد أيضاً يحصل للديمي إيرج و لكن على صعيد عالمي او كوني (كما فوق كما تحت), و كما قلنا ان الديمي إيرج هو النَفْس و لكنه بدون روح. مثل النفس بالضبط, الديمي إيرج أيضا يتاثر بمؤثرات العالم و الكون عليه, و الديمي إيرج يستجيب على هذه المؤثرات بإن يكون له “قناعاً” خاص به مثل النفس تماما, و هنا يتكون الشخصية أو “الأنا” للديمي إيرج, و هذه “الأنا” تُسمى بالأنا الكونية او العالمية أو “العقل الكوني الأدنى”.

الأنا العالمية هي نتيجة للتفاعل مع العالم المادي و هي لا تمثل اللوغوس بل تعارضه. الأنا العالمية تخدم فقط القيم الدينيوية. هذه القيم تتمثل بالحتمية والبقاء والمنافسة والسيطرة. الأنا العالمية إنفصلت بعيداً عن الإنسجام الإلهي و تسعى لإدامة العالم المادي من أجل المادية فقط.

إذا كيف حدث هذا؟ عندما بدأت الحياة الاولية في الكون في التكيف للعالم المادي. طاقتهم الاثيرية و النجمية تكيفت للمادية لغرض البقاء و المنافسة. و هذه الطاقة قد أثرت على الديمي إيرج و غُرست فيه. هنا العالم أثر في الديمي إيرج كما تؤثر البيئة الخارجية على النفس و تكيفها من أجل البقاء و المنافسة.

فيما بعد أتت كائنات عاقلة (مثل البشر و الزواحف البشرية و الشياطين) و أرادت ان تتلاعب و تتحكم بالديمي إيرج من أجل تحقيق مكاسبهم الذاتية. و هذا عن طريق المزيد من التكييف “للأنا العالمية” لإستدامة القيم المادية مثل السيطرة و التلاعب و التنافس. هم يفعلوا هذا عن طريق ممارسات أوكولتية سحرية شيطانية و الإتصال بالبُعد الآخر و هو البُعد الرابع, و نتيجة لهذا هم يطلقوا الطاقات اثيرية سلبية إلى البيئة الاثيرية, هذا مثل حقن أدوية سامة إلى دم الديمي إيرج. هكذا كله يساهم في فساد الديمي إيرج و تحويله إلى كيان شرير لدرجة ان الآركون أصبحوا صورة مصغرة للديمي إيرج. يُمكن أن تُسمى هذه العملية بأركنة الديمي إيرج, هذا لإن الديمي إيرج مثل الآركون يتغذى على الطاقات السلبية ليضمن إستمراريته, و قد تجد البعض من الغنوصية يُساوون الديمي إيرج بالآركون, و الآركون أصبحوا عملاء للديمي إيرج الذين يغذونه بالطاقات السلبية.

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


ملاحظة: هم يستخدمون رموز الأوكولت التي تشير للبعد الرابع مثل الشمس السوداء (زحل) و المكعب الأسود و المكعب الزائدي لإستدعاء الآركون و لفساد الديمي إيرج هذه الرموز تشير للفوق البعدية.

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


التشييء الإلهي للديمي إيرج Divine Entitization of the demiurge :

“الأنا العالمية” ليست النتوء الوحيد للديمي إيرج. النووس “الإله المطلق” يؤثر على الديمي إيرج, نتيجة لهذه التأثيرات, يصبح للديمي إيرج قناعاً آخراً و هذا هو اللوغوس أو “الانا العالمية العليا”. تاثير النووس على الديمي إيرج مثل تاثير الروح على النفس تماماً.

اللوغوس هو عبارة عن نتوء آخر للديمي إيرج و هو الذي يخدم الرغبات الإلهية. اللوغوس هو جزء من النفس الكوني الخاضع تحت تأثير الإله المطلق نووس, و بهذا اللوغوس يصبح “الأنا الكونية العليا” أو “العقل الكوني الأعلى” الذي يمثل الشخصية الربانية الكونية, ليس مثل “الأنا الكونية” أو “العقل الكوني الأدنى” للديمي إيرج التي تلبي الرغبات المادية فقط.

التقسيمات الروحانية لجسم الإنسان:

– الروح

– الانا العليا أو العقل الأعلى أو الذكاء الأعلى

– النفس

– الأنا

– الجسد

و لكن الإنسان هو المرآة و الصورة المصغرة للكون…

– النووس = الروح

– اللوغوس = الأنا العليا

– الديمي إيرج = النفس

– الأنا العالمية = الأنا

– الجسم الكوني/الكون المادي

اللوغوس يمثل الأنا العليا أو الذكاء/العقل الأعلى في الصعيد الفردي.

و الأنا الكونية للديمي إيرج الكوني يمثل “الأنا” للنفس في الصعيد الفردي.

اللوغوس يمثل وجه الروح و أما الديمي إيرج فيمثل ضد الروح. الغنوصيين قالوا ان اللوغوس هو المسيح و الديمي إيرج هو اليهوه (إله اليهود في التوراة المحرفة). اللوغوس يسعى للإنسجام و التناغم مع الإله المطلق و بينما الديمي إيرج يسعى لتكوين العالم المادي بطريقة عمياء و لديه دوافع جشعة مثل السيطرة و التنافس. اللوغوس يمثل قوة الحكمة و التفاهم و التعلم و جلب المعرفة, و أما الديمي إيرج يمثل قوة الطاقة العمياء و الإفتراس و المعلومات و إجراء الحسابات من أجل تكوين عالم مادي.

إذا “لوغوس ضد الديمي إيرج الفاسد” هذا مثل “الخير ضد الشر” و النور ضد الظلام”.
 

_______

[ تفاعل مع المشاركة لتحميل المرفقات ]

  • 1716373449567.png
    1716373449567.png
    367.9 KB · المشاهدات: 28

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]

الأعضاء الذين قرؤوا هذا الموضوع [ 12 ]

أعلى