amr Pegasus
مريد جديد
ذو النون المصري، واسمه الحقيقي ثُوبان بن إبراهيم، هو أحد أعلام التصوف الإسلامي، وُلد في صعيد مصر ببلدة أخميم في القرن الثاني الهجري (حوالي 796م) ويعد من أوائل من نقلوا روح التصوف إلى المشرق. جمع بين العلم والمعرفة والسفر، وكان معروفًا بالكرامات والغرائب التي حيّرت أهل عصره وجعلته محل تقدير وخوف في آنٍ معًا.
كان ذو النون من أصل نوبي أو قبطي، وأتقن اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) إلى جانب اللغة العربية. درس علوم الشريعة والفقه، لكنه ما لبث أن اتجه إلى العلم الباطني، وخصوصًا علم الأسرار، الكيمياء، والفلكيات. عُرف بقدرته على تفسير الرموز القديمة وفهم النقوش التي عجز عنها علماء زمانه. وكان يقرأ في كتب المصريين القدماء، التي لا يفهمها غيره، مما زاد من غموضه وهيبته.
تقول إحدى الروايات الصوفية المشهورة أن ذو النون نُقل من مصر إلى بغداد في ليلة واحدة، بعد أن وقع عليه غضب أحد الولاة بسبب ما نُقل عنه من أقوال بدت لهم ضربًا من السحر أو الشعوذة. ويُحكى أن ذلك تم بفعل قوة روحية خارقة، وأنه استُدعي للمثول أمام الخليفة العباسي ليُختبر علمه، لكنه أدهشهم بحكمته وفهمه العميق لأسرار النفس والروح. وقيل أن الخليفة استبقاه في بغداد بعد أن شهد له علماء بغداد بأنه أعلم الناس في زمانه.
من أغرب القصص التي ارتبطت بذو النون، قصته مع الراهب العجوز ساس، وهو أحد حكماء النصارى في صعيد مصر. كان الراهب حارسًا لمعبد مهجور قديم، تحفه الرموز والتمائم. وسمح ذو النون للراهب أن يعلمه قراءة خط "البراي"، وهو خط سري يُكتب به على أوراق البردي، لا يظهر بالحبر العادي بل يُقرأ فقط عند إشعال نوع خاص من البخور. هذا الخط كان وسيلة القدماء لكتابة التعويذات والتراكيب الكيميائية ومعادلات تحويل المعادن.
تعلم ذو النون من الراهب كيفية استحضار الروحاني حارس البرابي، وهو كيان غامض يحرس المعرفة القديمة المدفونة في المعابد المصرية. وكان استدعاء الروحاني لا يتم إلا وفق طقوس خاصة: إشعال بخور معين، رسم رموز معينة على الأرض، وتلاوة أسماء سرّية باللغة المصرية القديمة.
وحين استرضى ذو النون ذلك الروحاني، كشف له عن ألواح مخفية تحت معبد قديم في طيبة، تحتوي على أسرار الكيمياء القديمة، بما فيها وصفات تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.
ليس غريبًا أن يُنسب إلى ذو النون إتقان علم الخيمياء (الكيمياء القديمة)، فقد ترك شروحات ورموزًا معقدة تشير إلى "الزئبق الأحمر" و"الإكسير الأعظم"، وكان يُقال إنه قادر على تحويل الرصاص إلى ذهب بعد تعريضه لنار خفية ممزوجة ببخور مقدّس، وهي نار لا تُرى بالعين المجردة إلا لمن بلغ مقامًا روحانيًا معينًا.
ذُكر عن ذو النون مئات الكرامات والغرائب، منها:
ذو النون المصري هو أول من تحدث عن مقام "المعرفة" في التصوف، واعتبر أن معرفة الله لا تُنال بالعلم الظاهري وحده، بل بالتطهير الداخلي ومجاهدة النفس. وهو الذي قال:
توفي ذو النون المصري عام 245 هـ (860 م) في بغداد. ودُفن هناك، وقبره لا يزال يُزار إلى اليوم. تُعد حياته واحدة من أكثر السير الصوفية إثارة للجدل، فقد مزج بين علم المصريين القدماء، وأسرار الروح، وفلسفة التصوف الإسلامي، مما جعله رمزًا خالدًا للمعرفة الغيبية والبحث عن الحقيقة.
✦ أصوله وعلمه
كان ذو النون من أصل نوبي أو قبطي، وأتقن اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) إلى جانب اللغة العربية. درس علوم الشريعة والفقه، لكنه ما لبث أن اتجه إلى العلم الباطني، وخصوصًا علم الأسرار، الكيمياء، والفلكيات. عُرف بقدرته على تفسير الرموز القديمة وفهم النقوش التي عجز عنها علماء زمانه. وكان يقرأ في كتب المصريين القدماء، التي لا يفهمها غيره، مما زاد من غموضه وهيبته.
✦ الرحلة العجيبة من مصر إلى بغداد
تقول إحدى الروايات الصوفية المشهورة أن ذو النون نُقل من مصر إلى بغداد في ليلة واحدة، بعد أن وقع عليه غضب أحد الولاة بسبب ما نُقل عنه من أقوال بدت لهم ضربًا من السحر أو الشعوذة. ويُحكى أن ذلك تم بفعل قوة روحية خارقة، وأنه استُدعي للمثول أمام الخليفة العباسي ليُختبر علمه، لكنه أدهشهم بحكمته وفهمه العميق لأسرار النفس والروح. وقيل أن الخليفة استبقاه في بغداد بعد أن شهد له علماء بغداد بأنه أعلم الناس في زمانه.
✦ الراهب ساس وخط البراي
من أغرب القصص التي ارتبطت بذو النون، قصته مع الراهب العجوز ساس، وهو أحد حكماء النصارى في صعيد مصر. كان الراهب حارسًا لمعبد مهجور قديم، تحفه الرموز والتمائم. وسمح ذو النون للراهب أن يعلمه قراءة خط "البراي"، وهو خط سري يُكتب به على أوراق البردي، لا يظهر بالحبر العادي بل يُقرأ فقط عند إشعال نوع خاص من البخور. هذا الخط كان وسيلة القدماء لكتابة التعويذات والتراكيب الكيميائية ومعادلات تحويل المعادن.
✦ أسرار البرابي والروحاني الحارس
تعلم ذو النون من الراهب كيفية استحضار الروحاني حارس البرابي، وهو كيان غامض يحرس المعرفة القديمة المدفونة في المعابد المصرية. وكان استدعاء الروحاني لا يتم إلا وفق طقوس خاصة: إشعال بخور معين، رسم رموز معينة على الأرض، وتلاوة أسماء سرّية باللغة المصرية القديمة.
وحين استرضى ذو النون ذلك الروحاني، كشف له عن ألواح مخفية تحت معبد قديم في طيبة، تحتوي على أسرار الكيمياء القديمة، بما فيها وصفات تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.
✦ علم الخيمياء وتحويل المعادن
ليس غريبًا أن يُنسب إلى ذو النون إتقان علم الخيمياء (الكيمياء القديمة)، فقد ترك شروحات ورموزًا معقدة تشير إلى "الزئبق الأحمر" و"الإكسير الأعظم"، وكان يُقال إنه قادر على تحويل الرصاص إلى ذهب بعد تعريضه لنار خفية ممزوجة ببخور مقدّس، وهي نار لا تُرى بالعين المجردة إلا لمن بلغ مقامًا روحانيًا معينًا.
✦ كراماته وغرائبه
ذُكر عن ذو النون مئات الكرامات والغرائب، منها:
- أنه كان يفهم لغة الطيور والحيوانات.
- كان إذا دخل مدينة، سكنت الوحوش وهربت الأفاعي.
- كان يُخاطب الأرواح ويتحدث مع الموتى في قبورهم.
- يُقال إنه لم يكن جسده يُلامس الأرض أثناء الصلاة، كأنه يطفو قليلًا من شدة الروحانية.
- كانت الكتب تفتح له صفحاتها تلقائيًا وتُظهر له ما يطلبه من علم.
✦ أثره في التصوف
ذو النون المصري هو أول من تحدث عن مقام "المعرفة" في التصوف، واعتبر أن معرفة الله لا تُنال بالعلم الظاهري وحده، بل بالتطهير الداخلي ومجاهدة النفس. وهو الذي قال:
"العارف لا يزداد بمرور الأيام إلا تحقّقًا، ولا يُغنيه الزمان بل يُذهبه عن نفسه إلى مولاه."
✦ وفاته
توفي ذو النون المصري عام 245 هـ (860 م) في بغداد. ودُفن هناك، وقبره لا يزال يُزار إلى اليوم. تُعد حياته واحدة من أكثر السير الصوفية إثارة للجدل، فقد مزج بين علم المصريين القدماء، وأسرار الروح، وفلسفة التصوف الإسلامي، مما جعله رمزًا خالدًا للمعرفة الغيبية والبحث عن الحقيقة.