amr Pegasus
مريد جديد
وبمصر أخبار عجيبة من الدفائن وذخائر الملوك «2» ، فمنها ما ذكره يحيى بن بكير قال: جاء رجل إلى عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر وقال له: بالقبّة الفلانية كنز عظيم يوصل إليه بأدنى حفر أوّل علاماته أنواع من المرمر «3» والرخام الأبيض «4» يفضي إلى باب صفر، تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك من «5» ذهب عيناه ياقوتتان لا تعدلهما قيمة. فأمر له عبد العزيز بنفقة آلاف من الدنانير وشرع في الحفر، فظهرت الدلائل، فازداد عبد العزيز حرصا وأوسع له في النفقة إلى أن فتحوا باب الصفر «6» وظهر رأس الديك، فبرق عند ظهوره لمعان عظيم لشدّة نور الياقوتتين إلى أن ظهرت جناحاه وبدت «7» براثنه، وظهر تحت عمود الذهب قناطر مقنطرة وطاقات على أبواب معقّدة ولاحت تحتها تماثيل وأشخاص من الذهب وأجرنة «8» من الأحجار قد أطبقت عليها أغطيتها. فأشرف عبد العزيز على الموضع حين ظهر فيه ما ظهر وجدّ في العمل وجمع إليه الناس، فتسرّع بعضهم فوضع قدمه على درج من النحاس ينتهي إلى ما هنالك، فلمّا استقرّت قدماه على الرابعة
ظهر سيفان عظيمان عاديّان (سيف عن يمينه وسيف عن شماله) «1» ، فالتقيا عليه «2» ، فجزّياه قطعا وهوى جسمه سفلا. فلمّا مرّت ببعض الدرج منه قطعة اهتزّ العمود وصفّر الدّيك صفيرا عجيبا أسمع من كان بالبعد وحرّك جناحيه، فظهرت من تحتها أصوات غير معهود مثلها وتهافت من كان هنالك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة «3» ، وكان فيها ممّن (يحفر ويعمل) «4» نحوا من ألف رجل، فهلكوا جميعا. فجزع «5» عبد العزيز وقال: هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النّيل، نعوذ بالله منه. وأمر الناس فردّوا التراب عليه وعلى من (هلك فيه) «6» من القوم «7» ، وصار الموضع قبرا لهم.
وقد كان وقع إلى بعض من أغرى بحفر الحفائر وطلب الكنوز كتاب (ببعض الأقلام) «8» السالفة فيه وصف كنز ببلاد مصر على أذرع يسيرة من بعض الأهرام، وأخبر الإخشيد محمّد بن طغج فأذن في حفره، وذلك سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فحفروا حفرة عظيمة إلى أن انتهوا إلى آزاج «9» وأقباء وحجارة «10» مجوّفة وصخور منقورة «11» فيها تماثيل قائمة مختلفة الصور «12» ، منها على صور الشيوخ والشبّان والنساء والأطفال أجسامها (في نوع من) «13» الخشب ووجوهها ذهب وفضّة وعيونها من أنواع الجواهر «14» ، وكثرت في أجوافها رمم بالية وأجسام فانية «15» . والتمثال على صورة من وضع في جوفه على اختلاف أسنانهم وتباين صورهم، وعلى «16» جانب كلّ تمثال نوع من الآنية كالبراني «17» من الزمرّد والجواهر الغالية فيه بقية ما طلي به ذلك الميّت من الطلاء، دواء مسحوق وأخلاط معمولة لا رائحة لها، فإذا وضعت
في النار تضوّعت منها أرياح «1» طيّبة مختلفة لا تعرف في نوع من أنواع الطّيب، وقد جعل بإزاء كلّ تمثال تمثال من المرمر والرخام «2» على هيئة الصنم على حسب عبادتهم للتماثيل. (وعليها أنواع من) «3» الكتابات لم يقف على استخراجها أحد من أهل الملل، وزعم قوم من أهل الدراية أنّ لذلك القلم مذ فقد من أرض مصر أربعة آلاف سنة. أنتهى الموضوع
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
ظهر سيفان عظيمان عاديّان (سيف عن يمينه وسيف عن شماله) «1» ، فالتقيا عليه «2» ، فجزّياه قطعا وهوى جسمه سفلا. فلمّا مرّت ببعض الدرج منه قطعة اهتزّ العمود وصفّر الدّيك صفيرا عجيبا أسمع من كان بالبعد وحرّك جناحيه، فظهرت من تحتها أصوات غير معهود مثلها وتهافت من كان هنالك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة «3» ، وكان فيها ممّن (يحفر ويعمل) «4» نحوا من ألف رجل، فهلكوا جميعا. فجزع «5» عبد العزيز وقال: هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النّيل، نعوذ بالله منه. وأمر الناس فردّوا التراب عليه وعلى من (هلك فيه) «6» من القوم «7» ، وصار الموضع قبرا لهم.
وقد كان وقع إلى بعض من أغرى بحفر الحفائر وطلب الكنوز كتاب (ببعض الأقلام) «8» السالفة فيه وصف كنز ببلاد مصر على أذرع يسيرة من بعض الأهرام، وأخبر الإخشيد محمّد بن طغج فأذن في حفره، وذلك سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فحفروا حفرة عظيمة إلى أن انتهوا إلى آزاج «9» وأقباء وحجارة «10» مجوّفة وصخور منقورة «11» فيها تماثيل قائمة مختلفة الصور «12» ، منها على صور الشيوخ والشبّان والنساء والأطفال أجسامها (في نوع من) «13» الخشب ووجوهها ذهب وفضّة وعيونها من أنواع الجواهر «14» ، وكثرت في أجوافها رمم بالية وأجسام فانية «15» . والتمثال على صورة من وضع في جوفه على اختلاف أسنانهم وتباين صورهم، وعلى «16» جانب كلّ تمثال نوع من الآنية كالبراني «17» من الزمرّد والجواهر الغالية فيه بقية ما طلي به ذلك الميّت من الطلاء، دواء مسحوق وأخلاط معمولة لا رائحة لها، فإذا وضعت
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
في النار تضوّعت منها أرياح «1» طيّبة مختلفة لا تعرف في نوع من أنواع الطّيب، وقد جعل بإزاء كلّ تمثال تمثال من المرمر والرخام «2» على هيئة الصنم على حسب عبادتهم للتماثيل. (وعليها أنواع من) «3» الكتابات لم يقف على استخراجها أحد من أهل الملل، وزعم قوم من أهل الدراية أنّ لذلك القلم مذ فقد من أرض مصر أربعة آلاف سنة. أنتهى الموضوع