المزيد من مواضيع سيد الأحجار السبعة

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
691
مستوى التفاعل
1,466
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

سأقدم إليك الآن أيها القارئ شرحاً للوحدة بين الحياة وبين المادة ، وكيف نشأت المادة من الحياة وليس العكس ، ولتعرف الحقيقة عن الطاقات الفيزيائية التي تسمع عنها من منظور إدراكي خالص ، يقيناً أنك لم تسمع به من قبل على الإعلام ، وأنك ستدرك الآن جوهرية القوة الحيوية وأن كل الطاقات الفيزيائية تعبير عنها وأن الزمن المادي تعبير عن تفاعلات قوة الحياة التي لا يمكن للأرقام أن تعبر عن حقيقتها، ولماذا ترتبط الكهرباء وبحوثها بالسحر والحياة والقدرات الخارقة ونشأة الكون والمصير ...


لتكن مستيقظاً أن الحقيقة هي القوة ...

(1) الكهرباء في العلوم التجريبية

سأقدم شرحاً بسيطاً عن الكهرباء يوجز المبادئ النظرية الخاصة بفهم هذه القوة تجريبياً حسب التعريف الأكاديمي لمعنى الكهرباء :

1. الكهرباء كما ندرسها في الأكاديميات : هي قوة أساسية في الطبيعة ، نعرّفها تجريبياً على أنها الطاقة الفيزيائية الأساسية الأقوى بعد الطاقة النووية، وأنها أحد أشكال الطاقة الفيزيائية الأساسية الأربعة ( النووية القوية والنووية الضعيفة والجاذبية والكهرومغناطيسية ).

2. كل التفاعلات التي تحدث في الطبيعة تعود إلى القوى الفيزيائية الأربعة الأساسية ، فالتفاعلات البيولوجية مثل التركيب الضوئي أو التوزيع الجيني يمكن فهمها بحسب قوانين تفاعلات العناصر الكيميائية والجزيئات المتركبة عنها ، أي من الممكن اختزال التكوين الظاهري للحياة البيولوجية في الحياة الكيميائية والقول إن تفكيك تفاعلات الأجهزة البيولوجية يؤدي إلى الوصول لتفاعلات كيميائية ، فالتنفس هو تزويد الدم بالأوكسيجين والذي سيعمل على تحرير طاقة الخلايا الحية ، وبناء البروتينات في الخلايا يبدأ من ترتيب القواعد النيتروجينية للشريط الحمضي النووي ، وهذا الترتيب ما هو إلا تطبيق لمعادلات كيميائية بسيطة.

3. كذلك الأمر بالنسبة للتفاعلات التي تحدث في الجيولوجيا ، والتكنولوجيا ، فهي جميعاً تعتمد على الخصائص العنصرية والروابط الكيميائية وطرق تفاعلات العناصر والجزيئات مع بعضها البعض.

4. وهذه التفاعلات الكيميائية بدورها تعتمد على مبدأ الترابط الكيميائي من جهة ، وعلى الحيز المكاني والزماني الذي يحتوي العناصر من جهة أخرى ، فالحيز الزمكاني يمكن شرح دوره في التفاعل على أنه قوة الجاذبية المتحكمة في تماسك العناصر واقترانها وسرعة حركتها ، والروابط الكيميائية هي ما يجعل الذرات تقترن وتصبح كينونة ذات تفاعل واحد وتسمى جزيئاً أو مركباً ، ودون هذا الترابط لن تولد الجزيئات من الذرات ، وكل التفاعلات المبنية على الخصائص الكيميائية للجزيئات رهينة بوجود الجزيء نفسه.

5. إن الروابط الكيميائية والخصائص الكيميائية ، كلاهما ينتج عن تفاعل الشحنات الكهربائية للذرات مع بعضها البعض ، وهكذا تتخذ العناصر أنماط تفاعلات مختلفة بالنسبة لبعضها البعض بحسب شحنة كل عنصر ، فرغم أن كل عنصر له قوامه الكيميائي الخاص، إلا أن تفاعله مع بقية العناصر يعتمد على الترابط الكهربائي معها أكثر من اعتماده على طبيعته الكيميائية.

6. وحتى القوام الكيميائي المميز لكل عنصر ، إنما يحصل عليه بسبب شحنته الكهربائية ، ومن غير المعروف لماذا وكيف يحدث ذلك تجريبياً ، ولكن زيادة شحنة العنصر الكهربائية الموجبة في النواة أو نقصانها من شأنه أن يجعل العنصر يتحول إلى عنصر مختلف تماماً ، وقد تكون زيادة طفيفة في شحنة العنصر الكهربائية سبباً في تحوله من حالة شديدة الصلابة إلى حالة غازية. وأصلاً هذا هو الشيء الوحيد المميز لكل عنصر ، إنه شحنته الموجبة والتي لا يمكن تغيير قيمتها دون أن يتغير العنصر نفسه.

هذا يشرح لك بإيجاز أن الكهرباء بقيمها الرياضية مسؤولة عن كافة الظواهر التي تراها من التفاعلات الجيولوجية والبيولوجية والكيميائية والتكنولوجية، وأن الجاذبية هي القوة المسؤولة عن تنظيم البيئة التي تحدث فيها تلك التفاعلات. وهكذا ترى أنك لا تحتاج أصلاً لقوى أخرى لتفسير ظواهر الكون القياسية الاعتيادية ، باستثناء أن الذرات تحتاج قوة أكبر في شدة جذبها من قوة الكهرباء حتى تترابط مكنونات النواة وهي ما يسمى بالقوة النووية ، والتي يتسبب تحريرها بالانفجارات النووية.
 

(2) الطاقة في العلم الإدراكي


إذا درست سلوك الطاقة الخالصة وبغض النظر عن طبيعتها التجريبية أو حاملها بعد أن تدرك أن الطاقة هي القوة المؤثرة في الزمن ، ستجد أنها تتميز بستة خصائص لشعاع تأثيرها :

1. الطاقة هي شعاع تأثير موجه ضمن الفضاء وقدرتها على التأثير يمكن أن نسميها ب(الشدة).

2. الطاقة المؤثرة تتوجه نحو التأثير في الزمن ، أي أنها تنطلق من حدث معين ، مما يعني أنها تتميز ب[قوة دفع] تدفعها للحركة والتفاعل.

3. شعاع التأثير يحمل شدة الطاقة ، وهذا ما يمكن تسميته ب(التيار).

4. انتقال الطاقة الشعاعية الموجهة نحو هدف معين يعني أن الطاقة تعبر الزمكان ، والخط الذي تعبره الطاقة نسميه ب(المجال).

5. أثناء عبور الطاقة من المنطلق إلى المستقر النهائي ستمر بمجال زمكاني يفصل بين النقطتين ، وهذا المجال الفاصل يشكل مقاومة زمكانية ( بيئية ) للتأثير قبل حصوله ، لأن فصله بين الصدور والحدوث هو بالضبط ما تعنيه المقاومة ، ولابد أن هناك أسباباً بيئية تمنع الطاقة من التأثير المباشر على الهدف.

6. مقدار وكمية التأثّر الناتجة عن وصول التأثير من منطلق الشعاع إلى مستقره، هذه هي الأثر.
 
التعديل الأخير:

(3) الطاقة الخالصة


الطاقة الفيزيائية في الأحوال العادية تكون مقيدة بحامل معين لشدتها أو لقوة دفع تأثيرها أو لتيار هذا التأثير ، مثل الطاقة الديناميكية ( الحركية ) التي تدفعها الكُتل وتتحدد شدتها بمستوى تحمل الكتلة الناقلة لها ، كرة الحديد لها قدرة معينة على التأثير ضمن مجال الجاذبية ، وهذا يجعل.

الطاقات الفيزيائية إما أن تكون ديناميكية ( حركية ) ، تعتمد على دفع الجسم بقوة معينة مما يسبب تحركه حركة مستمرة بناء على تأثير قوة الدفع وغياب المقاومة من المسار، وتتوقف لحظة كبحه بقوة مضادة لاتجاه حركته ، وهذا النوع من الحركة سيعتمد على تناسب قوة الدفع مع كتلة الجسم ، وبالتالي سيكون مقيداً بخصائص هذا الجسم، مما يعني أن التأثيرات والطاقات المنقولة بالطرق الميكانيكية والحركية بطيئة السرعة ضعيفة الأثر صغيرة مجال التأثير ( بناء على مكونات وسيطها المادي الذي يعيق وصول التأثير ويقيده ) ، كما أن حاملها يؤثر على مقاومة البيئة لها ويزيد تلك المقاومة مما يجعلها غير دقيقة في إصابة الهدف ونوعية التأثير.

وإما ان تكون كامنة ( يتم إخراجها من مكنون مادة الشيء عبر تفكيك روابطه التي تحبس الطاقة في تفاعل معين ضمن النظام ) مثل ما يحدث عند تفجير الديناميت أو القنبلة النووية ، أو عند تحويل الطاقة الكيميائية إلى طاقة بايولوجية أو حرارية بفعل الاستقلاب أو الاحتراق ، ويتم توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري عبر تحويله إلى طاقة حرارية تولد احتكاكاً وحركة تشحن من خلالها مباني بطاريات معينة.

وفي كلتا الحالتين نلاحظ أن الطاقة بحد ذاتها واحدة ، وتغير أشكالها هو مجرد تغير للقيود المفروضة على حركتها الحرة ، فوجود تأثير مهما كان مصدره وتفاعله يسمح بتوليد تأثير آخر له مصدر مختلف وتفاعل مختلف ، لأن التأثير هو ما ينتقل ويتحول ، أما المادة الحاملة للطاقة أو الوقود الذي تستخرج منه مجرد مجال تخزين وتوجيه وتنظيم.

ودائماً يكون مقدار دفع الطاقة منوطاً بمادة الآلة التي توجهها إلى التأثير ، ومقدار التأثير الممكن للطاقة منوطاً بطبيعة المادة التي ستستخدم كوقود يتحول إلى تأثير ، ومجال انتقال شعاع التأثير يكون منوطاً بطبيعة البيئة الفيزيائية التي يمكن للحامل المادي للطاقة المرور عبرها ، وهذا سينعكس على سرعة انتقال التأثير وشدته ، وستكون كمية التأثير الناتجة مقيدة بتلك العوامل.
 
التعديل الأخير:

(4) الكهرباء والطاقة الخالصة


الطاقة الكهربائية تختلف عن بقية الطاقات في هذا الأمر :

أولاً هي ليست طاقة حركية بالمعنى الدقيق للكلمة، لأنها لا تعتمد على حركة وسيط فيزيائي، ثانياً هي ليست طاقة كامنة بالمعنى الدقيق للكلمة لأنها لا تستخرج من نظام مغلق يقيدها ضمنه.

صحيح أنه يمكن اختزانها في البطاريات كما أنها تتولد من تفكيك شحنة الذرة ولكن وجودها الحقيقي لا يتوقف على تلك العوامل ، فالطاقة الكهربائية موجودة سواء كانت الذرة تمسكها أو لا ، بل بالأحرى إنها هي ما يسبب انتظام الذرة وتماسكها.

ولأكون دقيقاً في عبارتي القادمة : إذا حاولت أن تدرك فرقاً واحداً بين الطاقة في حالتها الخالصة وبين الطاقة الكهربائية والضوئية فإنك لن تجد مثل هذا الفرق ، مما يقود إلى الاستنتاج التالي : الطاقة الكهربائية هي ( التأثير الخالص ) و ( الحالة الأساسية ) لكل طاقات الفيزياء ، وهي الطاقة الخالصة عندما توجد بشروط هذا الكون.

ليس لها قيود مبدئية في قوة الدفع أو شدة التآثر أو مجال انتقال التآثر وسرعته أو مقدار التأثير المحقق فعلياً. يمكن وضع أرقام لانهائية لكل واحدة من تلك القيم ، ولتوضيح الأمر بصيغة أكثر دقة :في توصيف قيم الطاقة الكهربائية الأساسية ك

  • لكل طاقة تسبب تغييراً فعلياً في الزمن ، هناك نقطة انطلاقة أحدثتها قوة دفع توجه هذه الطاقة نحو شعاع أو خط تأثير معين ، نقطة الانطلاق هذه تسمى بفرق الجهد ( بين نقطة الانطلاق والهدف ) ووحدتها الفولطية.​
  • وهناك شدة لشحنة الطاقة تحدد مقدار تأثير الطاقة الممكن في الزمن وفي حالة الكهرباء تسمى بشدة التيار ووحدتها الكولوم .​
  • وهناك تأثير فعلي لشحنة الطاقة الموجهة والفاعلة وهو ما يسمى ب(التيار الكهربائي) ووحدتها الأمبير.​
  • وهناك خط زمكاني ينتقل عبره هذا التأثير الكهربائي وهو ما يسمى بالمجال الكهربائي.​
  • وهناك مقاومة بيئية للتيار الكهربائي أثناء عبوره المجال وهي ما يسمى ب(المقاومة الكهربائية) ووحدتها الأوم.​
  • وهناك نتيجة نهائية يحققها شعاع التأثير وهي مقدار الأثر الفعلي للطاقة على الهدف الزمني ، وفي حالة الطاقة الكهربائية يقاس بوحدة الواط.​
الفولط والكولوم والأمبير والواط والأوم هي أسماء وحدات قياس ( التآثر الكهرومغناطيسي ) ، وكما ترى آلية عمل الطاقة الكهربائية وفق هذه الصيغة البسيطة والفطرية لحركة الطاقة الخالصة ، يجعلها متوافقة تماماً مع الوصف الممكن لطاقة فيزيائية محضة ، على عكس بقية أنواع الطاقة التي ستتأثر قيمها بالحوامل المادية لها.

فحتى ولو لم تكن تعرف بوجود تلك الأسماء والقيم ، فيجب أن تكون قادراً على فهم مبدأ أن الطاقة فعل في الزمن ، يقتضي كلما يقتضيه الفعل من قيم مثل الشدة والتوجه والعبور والتأثير والمقاومة ، المميز في حالة الكهرباء والضوء أنها لا تستخدم وسيطاً مادياً لحمل تأثيرها عليه، ولا تستخدم وقوداً لإنتاج تأثيرها من احتراقه ولذلك هي نوع من الطاقة الخالصة.

هذا شيء غريب !! إنها تنتج من لا شيء فعلياً ، إنها تنتج من المجال نفسه ، من الفضاء نفسه ، كلما تحتاجه لتوليدها هو توجيهها للتأثير فقط !!

الشرح الأكاديمي لهذه المسألة يحاول أن يعيد الكهرباء لسجن الواقعية مرة أخرى ، من خلال القول إن الطاقة الكهربائية هي حالة من النظام المادي ، وأنها مستقرة كعامل ضمن هذا النظام ، وأن فعلها ذو قواعد مادية ، مثلها مثل الطاقات الأخرى ، فهي لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكنها تنتج من تفكك الذرة إلى سالب وموجب واتجاه كل منهما إلى وجهة مختلفة عن الأخرى ، أي أن محصلة طاقة الكهرباء صفرية ( مجموع شحنة السلب والإيجاب ) وحركتها مقيدة بما وفرته الذرة من طاقة فقط.

ولذلك يصورون الكهرباء على أنها ( كرات من الإلكترونات المتحركة ) التي تتصرف وكأنها تريد موازنة مستوى كمية الكرات ضمن المحيط الحاوي لها ، بحيث تسحب من أجزاء المحيط الممتلئة بالكرات كراتٍ جديدة وتحولها إلى المكان الفارغ من الكرات ، أو تدفع إليها بكرات من الجسم الذي يحتويها إذا كان المحيط منقوصاً عن مستوى كرات الجسم.

حتى أنهم يصورون انتقال الكهرباء عبر الشحنات بطريقة فيضان كروي كما لو كانوا يصورون ميلان قاعدة بلياردو ، وهذا الأمر يتكرر في معظم الشروح المصورة في الكتب الجامعية والمحتوى الأكاديمي المرئي ، الرسالة التي يريدون إيصالها : الكهرباء نظام تفاعل (( ينتج عن )) المادة ويتحدد بقيمها ومكوناتها المسبقة.
 
التعديل الأخير:

(5) الوصف الدقيق للكهرباء

الحقيقة التي يتم تغييبها ، أن الكهرباء ليست (حزمة كرات من الإلكترونات) لأنها لا تمتلك كتلة أصلاً ، وليس للتيار الكهربائي حجم أو نطاق أبعاد مادي أو أي توصيف يشابه المواد ، ولا يوجد تأثير للجاذبية على الكهرباء ، ولا توجد عناصر كيميائية تغير ( التآثر الكهربي ) ، ومن المستحيل تصور الكهرباء ككومة من الكرات البلياردو الطائشة في الوقت الذي تريد فيه أن تفهم فهماً عميقاً هذه القوة.

التوصيف البصري الأفضل هو أن الكهرباء تنبع من (( سحابة أو زوبعة إلكترونية )) منطلقة من الذرات غير المستقرة.

الإلكترونات ليست مجموعة أشياء ، ولكنها قيم ، وزيادة إلكترون أو نقصانه هو مجرد زيادة قيمة السحابة الإلكترونية المدارية أو نقصانها ( الإلكترون قيمة للتأثير الطاقي المداري ضمن الذرة ) وهذا التأثير مجرد وبحت ، وليس له أي شكل فيزيائي أو هندسي ، إنه محض تأثير ( قوة خالصة ) والتمثيل بالسحابة أو الزوبعة أقرب إلى الواقع لأن السحابة هيولى قابلة للتحول والتشكل على نحو لانهائي وقابلة لتغيير كميتها أو ( قيمة تأثيرها ) كما أنها لا تمتلك مركزاً مادياً محلياً ولا يمكن تحديدها بموقع واحد إذا أخذت بعين الاعتبار أن السحابة هنا كيان غير قابل للتجزيء ( على عكس السحابة في الواقع المادي اليومي ).

الذرة نظام تآثر تكافلي يكوّن أصغر وحدة مادية ذات خصائص كيميائية ومحلية قابلة للرصد والوجود ، بحيث أن أي شيء له خصائص كيميائية أو له تعيّن زمكاني سيكون مقداره ذرة على الأقل، إنها الأبجدية التي تكتب بها لغة الزمكان الثلاثي الأبعاد على صفحات الفضاء. وحين نقول ذلك ، فإننا نعني أن الأمور التي تكون أصغر ( بالأحرى أبسط ) من الذرة ، تكون أيضاً غير موجودة في نقطة معينة ضمن فضاء ثلاثي الأبعاد، فطالما الإلكترون ضمن حدود ذرته ، فتعريفه مكانياً ممكن بحسب إحداثيات مكانها ، ولكن إذا تجاوز هذه الحدود دون دفع فولطي موجه، لسبب أو لآخر فمن المستحيل تحديد مكانه ضمن لحظة معينة بدقة حقيقية، كما لو أنه موجود في كل مكان بالوقت نفسه.

من الصحيح أنه يوجد في الذرة قوة مركزية وقوة مدارية ، تسميان البروتونات والإلكترونات ( على التوالي ) ، وأن طاقة القوة المركزية ( تسمى البروتون ويصورونها ككرة عملاقة ) تحافظ على طاقة السحابة المدارية ضمن حدود الذرة ولذلك تسمى بالشحنة الموجبة ، لأنها تجبر وتوجب السحابة المدارية ( كريات الإلكترونات القزمة ) على البقاء ضمن الذرة.

ولكن هذا الوصف للمركز والمدار معنوي وتآثري وليس وصفاً هندسياً ، أي ان المركز في الذرة يعادل ( التأثير المركزي ) والسحابة الإلكترونية تعادل ( التأثير المداري ) فالمركز هو القوة التي توجه السحابة لتبقى في نطاق معين ، لكن ليس بشكل ثلاثي الأبعاد ، وإنما بشكل طاقي تآثري مجرد عن التصوير المادي الظاهري ، إنه مركز بالفعل وليس بالشكل وكذلك المدار ، لأن باطن الذرة لا شكل له أصلاً ، ليس بالطريقة التي يتشكل فيها هذا العالم.

وإذا أردنا التعبير عن طاقة القوة المركزية أو المدارية بوحدات كمية فقد نقول إن قوة مركز ذرة الهيدروجين تعادل 1 بروتون وقوة سحابتها المدارية تعادل 1 إلكترون ، وللإيجاز نقول إن عدد الهيدروجين الذري هو 1 بروتون وهذا يعني بطبيعة الحال أن عدد الإلكترونات يكون مساوياً لها لأن الذرة نظام قائم على التكافل. لكن هذا لا يعني أن قوة النواة هي (( جسيم مادي اسمه البروتون )) يقع في مركز بالون فارغ اسمه الذرة وتطوف حوله مجموعة تيليتابيز ، ربما يكون البروتون ذو خصائص مادية تتحد مع الشحنة الخالصة وهذا الاتحاد يجعله طاقة موجهة نحو الاستقرار ، أو ربما يكون شكل الطاقة الكهربائية ذات النزعة الاستقرارية هو البروتون ولذلك تتقيد بالكتلة ، ولكن قوة جذب السحابة الكهربائية المدارية إلى النواة هي محض قوة خالصة ، معزولة في حقيقتها عن أي خصائص كُتلية.

وبحسب التقرير الأكاديمي، تولد الكهرباء كطاقة حين تصبح طاقة القوة المركزية أقل من القوة المدارية ( ما يعبر عنه بزيادة عدد (( كريات )) الإلكترونات على عدد كواكب البروتونات ) فإن جزءً من طاقتها المدارية (( الكريات )) يتحرر تلقائياً عبر الفضاء بحيث يستمر الإبقاء على توازن قوة المركز مع قوة المدار.

وهذه الطاقة التي تحررت للتو هي ما يسمى ب(الكهرباء) أو ب(الضوء) ويكون لها شعاع تأثير ودفع وشدة وقوة ومقاومة وأثر ، شأنها شأن أي طاقة أخرى في الوجود ، وتكون ضوءً أو كهرباءً حسب شدة وطبيعة وكمية الطاقة المحررة.

ومع ذلك ، هذه الطاقة كانت موجودة في الذرة أصلاً قبل تحررها ، إلا أنها كانت مقيدة بحدود معينة لا تسمح لها بالحركة وفق تيار ، التي تظهرها ضمن الفضاء.​
 

القوة الحيوية تولد الكهرباء .. الكهرباء تولد العالم المادي


من أين تأتي الطاقة الكهربائية بالضبط ؟

الافتراض المادي والشائع والرسمي أن الكهرباء تتلازم وجودياً مع وجود نظام الذرة ، ولذلك لا يمكن أن تزيد كمية الطاقة الكهربائية أو تنقص عن المجال الذي يوفره نفس ذلك النظام. والذرات عبر الكون تشكل مجموع الطاقة الكهربائية التي لا تتغير.

إن فكرة الثابت الذي لا يتغير في قيم الكون تدعم الإدراك المادي للعالم الذي ليس من الممكن تحريك ساكن فيه إلا بحسب قواعد مسبقة.

ولكن إلى أي حد ذلك صحيح ؟ إلى أي حد يكون قانون مصونية الطاقة ( الكهربائية ) محققاً ضمن إطار الكون المادي ؟

الطرح الذي سأقدمه لك الآن هو أن الكهرباء تولّد نظام الذرة ، ولا تنتج عنه ، وهي التي تنتج مادة الكون وليست خاصية من خصائصها ، وذلك يمكن شرحه بثلاث نقاط :

كمقدمة لما سأطرحه عليك ، يجب ان نفق على معنى المادة أولاً ، فالمادة هي أي كائن موضوعي ليس هو ذاتك ، موجود في زمكان محلي ( هنا والآن بالنسبة لكائنات أخرى لها مواقع زمكانية مختلفة ) تقبل رصد جميع المراقبين لوجودها على نحو معين ، ووجودها لا يتوقف على اعتراف الراصد أو التفاته إليها.

مبدئياً كل الوجود المفارق للذات يمكن أن يسمى موضوعياً ، وهو يشمل الأحلام والخيال والفكر والذاكرة والمشاعر والوعي لدى الآخرين والعوالم التي لا نعرف عنها أي شيء ، ولكن الوجود المفارق للذات والمقيد بموقع محلي في الزمكان لا يمكن أن يكون فكرة أو روحاً أو كائناً شعورياً لأن تلك الأشياء مطلقة بالنسبة للزمكان ، وموجودة على متداده ، والقيد الثاني وهو جبرية رصد المادة بالنسبة للحواس يجعلها خارج نطاق الخيال والأحلام ، والقيد الثالث وهو إجماع المراقبين يجعل المادة خارج نطاق الهلوسة أو الوهم.

وأي مُعطى إدراكي يحقق هذه الشروط هو معطى ينتمي لدائرة المادة ، وأي مُعطى إدراكي لا يحقق هذه الشروط لا يمكن أن يكون مادة بالمعنى العلمي الاصطلاحي وفق العلوم التجريبية.

والفيزياء هي العلم الذي يدرس الظاهرة المادية ( المعطى الإدراكي المادي ) دراسة تجريبية لفهم آلية عملها ، وبذلك لا يمكن للفيزياء أن ( تحيط بالمادة ) لأنها تدرسها من داخلها وحسب شروط وجودها ، ولا تدرس حقيقتها الخارجية ونسبتها إلى الوجود الأكبر.

وبحسب الفيزياء يتم تفسير الطاقة على أنها ( جزء من نظام الطبيعة ) وهذه مسلمة فيزيائية مسبقة ، لأن الفيزياء تدرس الطبيعة من داخلها وليس من محيطها ، فلا يمكنها أن تدرك أموراً عن الطبيعة خارج نظامها المحلي.

القانون الذي يصف مصونية الطاقة ضمن نظام مغلق ينص على الآتي : كمية الطاقة ضمن النظام والتي تسمح بالتفاعلات بين مكوناته وحدوث الزمن ، كمية ثابتة يحددها بناء النظام نفسه ، فإذا حدثت زيادة أو نقصان في قياساتها فلابد أن جزءً كامناً منها قد خرج أو جزءً فاعلاً قد تحول إلى الكمون.

ولكي تُحدِث اي تفاعل ضمن نظام طبيعي يمكنك فقط أن تستخدم قدراً من طاقته الموجودة مسبقاً والمتحركة وفق قوانينه الابتدائية ، ففي نظام مقدار طاقته 100 جول ، يستحيل أن تقوم بتفاعل يحتاج إلى 200 جول ، كما يستحيل أن تقوم بتفاعل ضمن النظام دون الاستعانة بمقادير الطاقة المسبقة.

كما سبق وحدثتك أيها القارئ الكريم ، هذه افتراضات ( مسلمات ) علمية لدراسة الفيزياء ، لأنك إذا لم تعترف بها ، فستدخل العوامل الماورائية غير المحببة في العلم التجريبي الحديث ، لأن أي شيء سيكون ممكناً إذا لم يكن هناك قانون يحفظ صيرورة التفاعلات.

ومعنى ذلك أنك كقارئ محايد وتبحث عن الحقيقة ، لا تحتاج لافتراض هذه الأمور عن الطبيعة !! لماذا أصلاً ستفترض أن الطبيعة نظام مغلق وأنت لم تكتشف ذلك بعد أو لم يثبت لك ذلك بالبرهان والدليل ؟

وإذا تحدثنا بصراحة أكبر عن قضية الكهرباء مثلاً ، فمن الناحية العلمية البحتة يمكن إدراك أن الكهرباء تنتج من العدم وتخرج عن قيم النظام الأساسية عبر ثلاثة طرق ، الطريقة الأولى إدراكية ومباشرة سأعرضها عليك الآن وهي أن تدرك أن العالم المادي نتيجة كهربائية وتفاعلية ، والبرهان الثاني هو حقيقة يوفرها لنا عالم الكموم التي تولّد العالم المادي ، والطريقة الثالثة هي أن تدرك أنّ (( الكهرباء )) نفسها تعبيراً من تعبيرات الطاقة الخالصة ، والطاقة الخالصة مطلقة عن حدود الوجود المادي.

العالم المادي نتيجة كهربائية ؟!!...

سبق وتحدثنا عن أن المادة الموضوعية والمحسوسة هي المعطيات المفارقة للإدراك والمقيدة بالزمكان المحلي والجبرية على الحواس والقابلة للرصد بالنسبة لجميع المراقبين.


هذه القاعدة التي تنتمي إليها الاشياء المادية ، كل مادة يجب أولاً أن تأخذ خصائص التعريف السابقة حتى يصدق عليه وصف ( مادة ) ، وكل ما تدرسه العلوم تالياً سيكون محدداً كموضوعات تنتمي لهذا الوصف الدقيق ، أي أن معرفتك بالمادة إدراكية قبل كل شيء ، أنت تدرك معطيات العالم المادي وتفرق بينها وبين المعطيات غير المادية ، وبناء على إدراكك الفارق بينهما يمكنك دراسة سلوك المادة وخصائصها.

والآن ....

ما رأيك أن كل المواد التي تراها تستحيل إلى كهارب ، وكل ما تسمعه وتراه وتشمه وتتذوقه وتحسه مادياً هو عبارة عن ترددات كهربية لها صيغ رقمية معينة ، بحيث أن صيغة معينة من التردد الكهربائي ستولد أثناء تفاعلك معها صوتاً يشبه صوت جدك ، مهما كان مصدرها الحقيقي ( آلة تسجيل – مقلد أصوات محترف – وهم سحري – جدك فعلاً ) وكذلك الصور والروائح والملموسات والنكهات ، متتاليات كهربائية تتفاعل مع أعصابك بنظام معين فتولد تأثيراً عصبياً معيناً يصوره الدماغ كمحسوسات.

[1] ما الفرق بين إحساسك بالكهرباء وبين إحساسك بالأشياء المادية ؟

الجواب بسيط مع بعض التركيز … الكهرباء هي قوة غير متشكلة بهيكل معين، ليس لها ماهية معينة، هي فقط تؤثر، لكن الانطباعات الحسية لها ماهيات خاصة جداً … وبنفس الوقت فإنها تحتفظ بالسمة الأساسية للكهرباء ألا وهي ( التأثير ).

ولذلك كل عملية رصد حسي تنبه الأعصاب كهربائياً ، لأنها في حقيقة الأمر تفاعل بين الطاقة المتجهة نحو الجسد أو الكائن وبين حقل طاقة هذا الكائن أو الجسد ، ومن خلال هذا التفاعل ينتج العالم المحسوس بأكمله.

وهذه الطاقة لا يمكن عزلها وهي بحالة خالصة ، لأن أي تفاعل سيعتمد عليها لكي يتم أولاً ، بما فيه التفاعل الهادف إلى أسر حالتها الخام ، وبمجرد تحقيق هذا الأسر تتحول من طاقة خالصة إلى طاقة مقيدة مرقومة.

[2] من أين تأتي الماهية، وكيف ينخلق الانطباع الحسي ؟


يتوقف العلم التجريبي عند حدود معينة في مستوى التعريف ، ليقول لك إن ماهية موضوع معين ( كشجرة البندق ) هي متتاليةX من النبضات الكهربائية، وتختلف عن المتتالية Y التي تشير إلى جسد رئيس أمريكا بقيم معينة من تتالي هذه النبضات …

مثلاً يوجد كمية أكبر من الكهرباء تعبر عن رئيس أمريكا عن تلك التي تعبر عن التفاحة، وكذلك توزيعات انبعاث هذه الكهرباء ( تتالي النبضات الكهربائية ) تختلف في الحالتين ، وإذا رمزنا للمتتالية بالأصفار والواحدات "متتاليات النبض الكهربي" فسنحصل على مفتاحي تشفير لا علاقة لبعضهما ببعض.

"طاقة الكهرباء" الترامبية أو الأوبامية لها تسلسل رمزي وكهربي خاص، يمكنك تسميته بالكود، يختلف عن طاقة الكهرباء القادمة من صورة كوكب زحل أو المشتري، أو من ثمرة شجرة البلوط، ولكن هل هذا جواب كافي لك برأيك ؟

الماهية هي بالضبط، تلك العلة الوجودية، التي تجعل لكل شيء مادي كوده الكهربي الخاص … لماذا الكود X يشكل ماهية إنسان، والكود Y يشكل ماهية تفاحة، وكود Zيشكل نجماً وكود Nيشكل جوهرة وغيرها …

كيف تتحدد هذه الأكواد ؟ كيف يرتبط تصميم صورة حسية معينة لموضوع مادي بكود معين ؟ العلم لا يجيب …

ما الذي يجبر المراقب أو جهاز القياس على تحقيق تفاعل مع تيار الطاقة الخاص بأنماط محددة من هذه الأكواد ؟ بينما بقية الأكواد الكونية لا يمكن التفاعل معها بنفس الطريقة ؟ العلم لا يجيب …

ولا يجيب العلم : عبارة تعني أنه لا يوجد مبحث فيه أصلاً، يعنون دراسات الماهيات أو ارتباط أكواد الترميز الكهربي بأشكال معينة، وليس أنه سيصل إليها ذات يوم، فهي أصلاً شيء ملغى تماماً من دراسة العلم الحديث ..

لنقل إن الشكل "أ" له كود الترميز 100111010101101010 الذي يعبر عن تتالي النبضات الكهربية التي يرسلها إلى البيئة والمراقبين ، وبحسب هذا التتالي يمكنك أن تحس بشكله الماهوي .

السؤال 1 : لماذا كود الترميز السابق ( أو بالأحرى تسلسل النبضات السابق ) يعطي الشكل "أ" بالذات ؟ قد تعتقد أن هناك علاقة رياضية معينة بين أبعاد الأشكال وأحجامها وسطوعها وألوانها وبين النبضات الكهربائية المنبعثة عن تلك الخصائص ، وهذا صحيح إلى حد بعيد ، ولكن السؤال ليس على هذا النحو ،

ما نقصده هو : كيف تولَد عناصر التعريف الأولية للماهيات الطبيعية ، كاللون والشكل والحجم والسطوع والتماسك ... فهذه الأشياء لها قيم رقمية ضمن مجال كل منها ،

اللون يتخذ ترميز 10101011100110001 حسب تتالي نبضات الكهرباء للطيف الضوئي للشيء ، والتي تعبر عن الكثافة الضوئية وتواتر الموجة الضوئية.

الحجم يتخذ ترميزاً كهربياً مختلفاً يعبر من خلاله عن توزيع أشعة الطيف الضوئي ضمن فضاء ثلاثي الأبعاد مما يعطي الألوان مسافات مكانية معينة فيما بينها وضمن الخلفية.

تتالي النبضات الكهربائية الخاصة بإحساسك بثقل الشيء او ملمسه يعتمد على شدة وتواتر التآثر الكهربائي على سطح الشيء مباشرة، وهذا هو السبب في أن الكهرباء يمكن أن تجعلك تحس بملامس الأشياء وتغيير شكل التيار يغير شكل إحساسك بها، وهناك أجهزة أصبحت تستخدم للأعمى حتى يتحسس المكان أمامه عبر ربط جزء من دماغه بمجسات يحركها في المكان.

طعم الشيء هو تسلسل من النبضات الكهربائية التي يمكنها إحداث تفاعلات كيميائية خاصة ومعقدة ، تماماً كرائحة العطور ، لأن الكيمياء يمكن اختزالها في تفاعلات كهربائية تراكبت لدرجة معينة ( كما سبق الحديث عن ذلك ).

هذا يعني أنه ومن الناحية الفيزيائية البحتة ، أو العلمية البحتة أنت لا تحس بشيء مادي مستقل بذاته عن أرصادك ، أنت تحس بالطاقة فقط ... وانطباعاتك الحسية المادية تختلف بحسب تسلسل النبضات الكهربائية وتراكبها ومستوى ثبات نظامها التفاعلي، وتقييد مدى تفاعلها في موقع ضمن الزمكان ، وهذه الأشياء هي ما يحدد الشكل الحقيقي الذي تتخذه الطاقة والذي تراه أنت .

وهذا هو السبب في أن التلفاز يمكنه تصوير ما تراه بعينك المادية وتسمعه بأذنك ، وهو السبب في إمكانية اختزال عالم ثلاثي الأبعاد في شاشة عرض حاسوبية مسطحة ، لأنك لا ترى ( المصدر ) الذي تنبعث منه الطاقة ولكنك ترى تأثيرها المعروض على حواسك فقط.

ومن الناحية النظرية ، يمكن اختزال وظيفة جهازك الحسي الجسدي باستبداله بجهاز اصطناعي آلي ، يمكن ربط دماغك مباشرة بأجهزة العرض الحسية المادية ، ولن تدرك الفرق مادياً ، وهذا ما يُعرف باسم نظرية ( الدماغ في الجرة ) وقد تحقق ذلك جزئياً في عالمنا الذي نرصده حالياً ، ضمن مشروعات العسكرية الأمريكية والاستخبارات ، وفي بعض النواحي الجراحية والعلاجية.

[3] التفاعلات والتآثرات والطاقة :


لأكون أكثر تحديداً في وصفي، إذا أخذتَ مقطعاً صوتياً يفترض ان سرعته 300 متر في الثانية ، وقمت بتسريعه بطريقة ما ليصبح قريباً من 300000 كم في الثانية ، فإنه سيتحول من صوت إلى ضوء ، وبنفس الطريقة ، إذا أخذت ضوءً وقللت سرعته إلى 300 متر في الثانية فستجعله صوتاً ، طبيعة التفاعل الزمكاني هي ما يحدد مادة الشيء وليس العكس ... لأن طبيعة تفاعل الطاقة ضمن الزمكان هي ما يتفق مع نموذج كوني معين فيعكس ظاهرة هذا النموذج.

طبيعة اهتزاز الموجة وسرعتها وتواترها هي ما يحدد شكلها المادي وقوامها ، أي أن الموجة الصوتية يمكن تحويلها نظرياً إلى جسم صلب عبر تغيير تواترها وامتدادها ليتوافق مع تواتر وامتداد موجات طاقة الجسم الصلب ، والسبب الوحيد في أن الضوء يتحرك في الفضاء بسرعة ثابتة هو أنه وصل للحد الذي لم يعد يستخدم فيه الوسيط المادي لنقل تآثره ، فالموجة الصوتية تحتاج وسيطاً مادياً لحركتها، والموجة الكتلية ( حركة الأجسام ) تستخدم وسيطاً مادياً أثقل من الصوتية.

تغيير طبيعة وقيم تفاعل طاقة معينة سيغير ماهياتها ، فتتحول من لون إلى صوت إلى كتلة بحسب شدة التواتر وسرعة الحركة ومقدار القوة المؤثرة وكثافة التأثير ضمن حيز معين ، لأن المحسوسات هي نواتج التفاعلات.

الماهيات تعبيرات مختلفة عن تيار الطاقة الواحدة
 
النظام الزمني الطبيعي هو نتيجة للتفاعلات الكمومية المطلقة

العالم الكمّي لا يخضع للسببيات والقوانين التي يُنتِجُها ، وكل السببيات التي تعتقد أنها ثابتة وراسخة مجرد نتيجة للتفاع بينك وبين مستوى الكموم.

ومستوى الكموم نفسه غير مادي ، غير محلي ، الزمن فيه غير تعاقبي والمكان فيه غير انفصالي والطبيعة فيه لا حدود لها .....

نحن نقول إن الالكترون أو أي جسيم كمومي، يخضع لأربعة مستويات من محددات نطاقات التفاعل الاحتمالي، خارج هذه المستويات لا وجود له ككائن تفاعلي، وإنما محض التجريد، وداخلها يمكنه التصرف بكافة الاشكال الممكنة، وليس من الممكن التنبؤ بمصيره أو فعله، ولأشرح ذلك بشكل مفصل ، تابع معي :

يوجد لدينا أربعة معايير ركائزية لتعريف معنى وموقع الكائن الفيزيائي ضمن الزمن المحلي، هذه المعايير تحدد علاقة الكائن بالكون، فالكائن الزمني البسيط (كالإلكترون وجسيمات الكم) وهو في حالته الموضوعية ،وكذلك عندما يكون في حالته الكمومية سيتصرف تبعاً لهكذا معايير، ولكن ستختلف طريقة تعبيرات تلك المعايير للإلكترون عن نفسه بالنسبة للكون بين حالته الكمومية ( حين يكون موجة ) وحالته المادية ( بعد أن تنهار الموجة ) بحيث أنك ستكون أمام عالمين منفصلين تاماً، واحد مجرد، والآخر مادي مقيد :

1.. دالة الموجة : مبدئياً ، ليس هناك جسم بعينه له تعريف فيزيائي موضوعي إذا تتبعت وجوده العميق في عالم الكموم، ولكن له تعريف تجريدي مقيد ببعض القيود، وتجريدي هنا تساوي مصطلح "موجة" في ميكانيك الكم، فالموجة الكمومية تجريد ليس له وجود مادي حقيقي، لأن المادة تحتاج إلى بعض الثبات والقيود، وأهم شيء هو أنها "محلية".

فمن حيث الكائنات الأولية : ليس هناك إلكترون بحالة الموجة، يمكن إيجاده في مكان محدد وزمان محدد، فالموجة تنتشر في "نطاق" وليس في "موضع محلي" .. أي أنه لا وجود للمحلية بالنسبة للالكترون، ويمكن القول إنه شيء "معدوم فيزيائياً وموضوعياً" وموجود على نحو خفي وباطني، وكل ما نعرفه به عنه هو أن له قيماً رقمية تحدد بعض معالمه التفاعلية مع حيز الوجود الموضوعي، فكل ما يمكن الاستدلال به على شيء خفي يسمى الإلكترون، هو تأثيراته على الكائنات الموضوعية الأخرى، وهذه التأثيرات هي التي تجعله يمتلك تعريفاً محدداً يفصله عن بقية الإلكترونات والجسيمات، وبعبارة أدق : دون وجود كائنات موضوعية، وبوجود الكترون وحيد في فضاء أعزل، ليس هناك أي قيمة فيزيائية سيتخذها هذا الالكترون، فهو أشبه بالهيولى المادية، أو أنه فعلياً لا يخضع لمنطق هذا العالم وإنما لمنطق عوالم أعلى وأكثر عزة وتجريداً.

وكذلك الموضوع بالنسبة للكائنات التركيبية : حيث أنك وبمحاولتك تعريف طاولة أو صحن فضائي تعريفاً كمومياً، سترده إلى عناصره الكمومية وعلاقاتها، وهي أيضاً مثل ذلك الإلكترون، ليست كائنات موضوعية، ولكنها تؤثر موضوعياً بشكل مقيد بنطاق بيئي له حدود، وهذا التقييد البيئي الممارس على تأثير الكموم والمنعكس في موضوع ما، يسمح لنا بمعاملتها وكأنها هي هذا الموضوع نفسه، فالجسيمات الكمية المكونة للطاولة التي أمامك، هي في حقيقة الأمر منعزلة عنها، إنها كائنات بسيطة جداً وليس عليها أية قيود، ولكن تأثيرها على نطاق أرصادك يتم توجيهه بطريقة ما ليتراكب مع بعضه بشكل تفاعلي، ثم يتراكب مع بيئتك التفاعلية وينشئ ما تسميه "طاولة" وهذا الكيان البيئي الجديد، يتفاعل مع أجهزة الرصد خاصتك ونتيجة لذلك ترى الطاولة ثابتة وصلبة صلدة قاسية.. أما في حقيقة الأمر، الطاولة هي موجات تفاعلية ليس لها وجود محلي ثابت، لكن "تأثيرها" على موجات أخرى وتضارب هذين التأثيرين، ينشئ ما تراه من كائن محلي ثابت وله تعريف فيزيائي مستقر وتسميه بالطاولة، وقبل ذلك ((قبل تداخل الأمواج التعاكسي)) لا وجود لل"هنا والآن" للطاولة التي تراها في عالم المحل.

أي أن الزمن ينشأ فعلياً بعد حادثة التفاعل بين طاقات الأمواج وليس قبلها، قبلها لا يوجد زمن كالذي تعرفه وتتعامل معه، فكافة الأحداث متساوية في وقوعها بنفس القدر دون تعاقب في الزمان ودون تراتب في المكان … فالزمان الكمومي ليس محلياً وإنما منطقياً تجريدياً وأشبه بالمصفوفات وإذن ، يؤخذ تعريف الدالة الموجية للإالكترون بمعرفة "النطاق الذي سيؤثر به على نحو خاص"، ويؤخذ تعريف الكيان الفيزيائي المركب من الكموم بمعرفة "البيئة التي يتفاعل معها من جهة ، ومقارعتها بتعريفات الكموم الداخلة في تركيب كيانه من جهة أخرى".

فإذا عرفتَ النطاق الممكن للتفاعلات، تعرف دالة الموجة للجسيم بقياسها إلى ذلك النطاق، وإذا عرفت دالة الجسيم ضمن بيئة ما تستطيع احتساب دوال الجسيمات المكونة لنفس الكيان الذي ينتمي له هذا الجسيم ضمن هذه البيئة فتمتلك تعريفاً لشيء مثل الطاولة أو الكرسي أو حبة المسك … ليس هناك قيمة فيزيائية موضوعية للأشياء في مستوى وجودها العميق ما وراء الأثر المرصود.

وإن هذا ليجعلك تدرك على الفور أن سببية الأحداث في عالم الكموم، لا يمكن أصلاً أن تكون سببية حتمية محلية، وهنا تكمن القضية، مبدأ اللاتحديد لتوزيعات احتمالات التفاعلات الكمومية، هو مبدأ لا يمكن أصلاً إلا أن يكون المبدأ الحاكم الوحيد للمستوى دون الذري، لأن الكموم هي كائنات شديدة البساطة، وتقع في موقع ليس يسبقها فيه كائنات أخرى، لنقل، إن للعالَم المحلي أسباباً في انوجاده، وهذه الأسباب هي من ضمن عالم الكموم، ولكن عالم الكموم بهذا يخرج عن كونه محلياً، وبنفس الوقت فهو يتحرك وبالتالي يحتاج إلى محركات وعلل في انبعاث حركته على هذا النحو، وبما أنك دخلت في نطاق غير فيزيائي وغير مادي، إذن لن تجدي معادلات الفيزياء المحلية نفعاً في فهم ذلك السلوك من ناحيتين : من ناحية سبب الحركة الزمنية الكمومية ومن ناحية طبيعتها اللامحلية والتجريدية …

فسبب حركة الكموم ليس محلياً، لأن المحليات تنخلق بعد تراكب الكموم، فالكائنات المحلية في حقيقتها أكثر تقييداً من الكائنات الكمومية ولذلك تحتاج إلى الكموم لتنوجد في واقعنا، وطبيعة حركة الكموم كذلك لا محلية، لأن الكموم غير منتشرة بشكل تعاقبي، ففي عالم الكموم، لا معنى للقول : هذا الالكترون، وذاك البروتون، وهذه البوزيترونات، لأنها جميعاً متحدة معاً في كيان لا تمايز فيه ولا تركيب، لأنه ليس له أجزاء، وتحدث التكسرات في عالمنا فقط ولسبب مجهود، يتكسر الكائن الموحد ويتبعثر إلى أجزاء لا نهائية ومنها تأخذ الأجسام معانيها، كأنك بها مرايا لذاك الكيان، تحطمت بفعل فاعل وأصبح شعاع الكيان المنطلق نحوها يعكس صورة زيفية متكسرة لحقيقته، ولسبب ما نحن وأنت نرصد هذه الصورة التكسرية ولا ننفذ إلى الحقيقة مباشرة.

2. نطاق احتمالات الموجة :

لديك الآن جسيم أولي، الجسيم X، له دالة موجية محددة بتعريف، ووضعته في بيئة اختبار، ولتكن مصادماً مثلاً، حين يعبر هذا الجسيم بيئة المصادم، لا يمكنك أن تحدد طريق النفق الذي سيعبره بدقة نهائية، ولا أن تحدد مكان عبوره في زمن معين بدقة نهائية، ولكنك تستطيع تحديد معالم هذا العبور فقط. ينطبق الأمر على كل شيء في تفاعلات الكموم مع عالمنا الحالي، هذه التفاعلات تأتي من عوالم مجردة عن المادة، ولذلك قوتها لا تتحدد بنقاط معينة في عالمنا وإنما ب"نطاقات".

مثلاً ، تعرف أن الإلكترون يوجد حول نواة الذرة في نطاقات معينة، ولا ينتقل من نطاق إلى آخر بشكل لا حتمي، ويجب عليه لو أراد الانتقال، أن يحقق شروط تلك النطاقات التي سيشغرها، فإن كان في النطاق الأول بعد النواة، سيتحتم عليه أن "يحرر" طاقة من مكنونته الداخلية سواء بالحرارة أو الضياء حتى يدخل في نطاق يسمح بالابتعاد أكثر عن النواة، لأنها تجذب مقاطعة هذا النطاق بقوة أدنى من النطاق السابق، فهذا النطاق له عدد كمومي رئيس يسمى بالرمز N ، وهو يعبر عن حتمية لا يتغير سلوك الالكترون ضمنها في الظروف القياسية، وهناك ثلاثة أعداد كمومية أخرى تعبر عن هذه النطاقات التي تأسر حركة الإلكترون التفاعلية ضمنها وتعطي استقراراً للعالم نوعاً ما، وفي هذه الصورة توضيح لذلك :

main-qimg-cbb06285bcffe53e922d0aa066592928-lq

main-qimg-cbb06285bcffe53e922d0aa066592928-lq

فما تراه الآن، هو تعبير إقليدي عن نطاقات التفاعل الكمومي للإلكترون ضمن الذرة، وهذا الذي تراه من دواوير ودوامات ومغازل، ليس شيئاً يتحرك عبره الإلكترون، إنه الإلكترون نفسه ! وهو أيضاً ليس شيئاً يمكن فهمه تماماً بالهندسة الإقليدية، لكن هذا للتبسيط فقط، فهذه أشبه ب"رموز السحر وتفاعلات الكموم مجردة وجنّية تماماً كالتي تشير إليها تلك الرموز".

في نطاقات تفاعلات الموجة الكمومية المقترنة بذرة ما، فإنها يجب أن تأخذ تعريفاً محدد المعالم بشكل عمومي، فالموجة مثلاً منتشرة عبر نطاق مدار الإلكرتون، فهي "محتملة" الرصد في كل نقطة من هذا النطاق بنفس الوقت، ولنفس الراصدين، ولكنها مستحيلة الرصد في خارج أعداد الكموم في الظروف القياسية، في نفس الوقت الذي تتحدد فيه تلك الأعداد، وبالنسبة لنفس الراصدين. وطبعاً ، لم يحدث أن قامت تجربة قياس لحقيقة ما يجري في نطاقات الفضاء الذري للذرة الواحدة، ولكن اكتشاف ذلك سهل نسبياً، ولأن الإلكترون والكموم يتصرف بحتمية ضمن نطاقات في التفاعلات فوق الذرية فقد أمكن أن تشتق هذه الأعداد ودلالاتها المعنوية من ملاحظة السلوكيات التي تصف تفاعل الكموم مع البيئة القابلة للقياس والرصد.

على سبيل المثال، حينما يتم بعث حزمة من الإلكترونات من جهاز تسليط معين إلى لوح له عدة ثقوب أو شقوق { تجربة شقي يونغ }، ووراء اللوح ثمة أجهزة إسقاط وقياس، فإنه وحسب الميكانيكا الكلاسيكية فتسليط طاقة كمومية عبر أحد الثقوب لا يجب أن يسفر عنه وجود الكترونات في المناطق المناظرة لثقوب أخرى ، ويجب أن يصل الإلكترون من منطلقه إلى مستقره بشكل مفهوم محلياً، دون أن يقطع المكان دون المرور فيه (وبالتالي لابد من سبب محلي لكل حركة من حركات الإلكترون)، وهذا وفقاً لمعادلات الحركة المحلية، التي تسببها طاقته الحركية أثناء تفاعلها مع البيئة المستهدفة. ولكن هذا ليس هو الحال، لأنك لحظة قياس تلك المناطق المختلفة التي لم تسلط عليها اللإلكترون، تجد بأنه موجود فيها تماماً كوجوده في المنطقة المناظرة للثقب الذي عبره، مع أن كمية الإلكترونات لم تزد شيئاً والبيئة فقط معزولة عن الخارج، فليس هناك مؤثرات خارجية حرّفت حركة سيل الإلكترونات.

ولكن لحظة القياس تلك كانت كفيلة بإعادة ترتيب مواقع الأثر الناتج عن التآثر بين الموجة الكمومية وبين البيئة التفاعلية، أي أن الموجة ليس لها خط تفاعلي موضوعي ومحلي، فهي قادرة على الانبعاث في أي مكان والتأثير في أي شيء بغض النظر عن مواطن الانطلاق وعن البيئة التي تعبرها، بعبارة أكثر تحرياً للدقّة : لا سبب يدعو إلى تخيل أن الموجة أصلاً عبرت بالطريق الذي كانت ستعبره الكائنات الفيزيائية التي تتعامل معها عادة، إنها أصلاً وبشكل ما، تعالت على الزمن الموضوعي واتخذت سبيلاً آخر للتأثير. ولكن لماذا لا تقوم هذه الموجة بإحداث فوضى في العالم المرصود خارج نطاق التجريب، لماذا كل شيء هنا يحدث بالتعاقب ويوجد مسافات تفصل الأحداث ؟ لما لا نرى الخوارق للمكان وللتعاقب الزمني ؟

من الناحية الوظيفية والموضوعية، يخبرنا سلوك الموجات أن التفاعلات الكمومية، رغم كونها تجريدية ، إلا أنها مقيدة بنطاق البيئة التي تتفاعل معها، لذلك تسير بمسارات محددة، فمثلاً :

الموجة في تجربة شقوق يونغ كان من الممكن أن تتصرف على نحو لاحتمي في فضاء التفاعل نفسه، لكنها لن تقوم بالتأثير في الحرب العالمية الثانية لمجرد أنها لا حتمية بالنسبة لبيئة الاختبار في تجربة الشقين، والحقيقة أن سلوكها تم تقييده ليكون حراً ضمن نطاق بيئتها التفاعلية فقط، بمعنىً آخر، إن منطلق تأثير الموجة الكمومية في الموضع المحلي الذي شغرته من البيئة، يعطيها فضاء احتمالات معين للسلوك، وهي حرة ضمن فضاء هذا النطاق الاحتمالي فقط.

هذا النطاق الاحتمالي تكون فيه الموجة فعلياً لا حتمية، ورصدها يعطي نتائج ارتيابية وغير قابلة للتأكيد، لماذا ؟ لأنه لا يوجد سبب فيزيائي يمكن أن يجعل الموجة الكمومية التي تحتمل عدة تحققات، (آلاف أو ملايين التحققات) ، أن تسلك تحققاً معيناً منها فقط، ذلك بأن الموجة كائن أكثر تجريداً من الفيزياء، والفيزياء أكثر تقييداً من الكموم، والموجة مجردة عن أن تكون متموضعة ومحددة الوجود، وفي اللحظة التي يتحدد فيها وجودها فإنها تصبح "أثراً" ولا تعود تأثيراً وعلّة، لأن التحديد للأرصاد الموضوعية يعني أن الكائن المرصود موضوعي مثلها، وعالم الموضوعيات والمحليات هو عالم الآثار والناتئج المادية لتأثيرات العوالم والمجردات العليا، والكموم هي التي تنشئ الفيزياء وبالتالي لا ينبغي عليك أن تتخيل أن الفيزياء تأثر في عالم الكموم، لأن الحقيقة أن هذا العالم الكمي هو ما ينشئ عالمك الفيزيائي وإن سلوكه بشكل معين ليس له سبب ضمن نطاق المحليات، ولكن تحديد هذا السلوك يعود إلى تعاونه وتفاعله مع الكموم الأخرى التي تقيد حركته.

3. مستويات الاحتمالات :

ورغم أن الموجة حرة في التصرف ضمن نطاق احتمالات معين في بيئة معينة، إلا أن هناك درجات من الاحتمال لكل نوع من أنواع التفعيل والتحقق الزمني، فليست كافة الأحداث للموجة X والتي يمكن أن تعبر عنها ب …. x,y,,z,s,a,b هي متساوية في الوقوع، لأنك تلاحظ مثلاً وقوع حدث معين بنسبة 80% من مرات التكرار، وأحياناً 99% ، مقابل حدث آخر، ليس معدوماً ولكنه لا يحدث بكثرة، وكذلك حين انبعاث موجة كمومية تراكبية (حزمة من الكموم) ينشأ عنها عدة أحداث معاً ، بحيث تتوزع تركيبتها على نحو لا محلي لتشغر محليات لا علاقة لها ببعضها البعض موضوعياً، فتجدها موزعة بين مجالات البيئة التي تستهدفها في عدة مراكز تفاعلية، والمعبر عنها مثلاً ب 1,2,3,4,5 … ولكنها تشغر بعض الواطن بنسبة 99% فتملؤها بالتفاعل وسيالة الإلكترونات، وبعضها يكون التفاعل معه بنسبة أقل من 1% … الغريب أنها لابد أن تشغر كافة مواطن البيئة التي تفاعلت معها، أي ليس هناك منطقة خالية من الكموم التي انطلقت بنسبة فراغ 100% من تأثير تلك الموجة، والأغرب ، أن نقطة ارتكاز القياس والرصد تعطي دائماً الاحتماليات الأعلى في تحقيق النتائج، فإذا ركزت ذهنك على أن موجة حزمة الإلكترونات ستصل للنقطة 2 وتحقق فيها القدر الأعلى من الوقوع، أو ستحقق الهدف z مثلاً، ستجد ما تخيلته يحدث فعلياً، ستجدها تصل لتلك النقطة بقدر أعلى .. وخاصة إذا كنت لم ترصد مباشرة الأحداث التي حدثت هناك وأرجأتَ رصدها واكتفيت بنقطة الرصد التي اخترتها ، دون سبب واقعي.

بمعنىً أوضح، لديك الآن قلنسوة ، تضع يدك فيها 1000 مرة لكي تخرج منها أرنباً ولكن لا تستفيد شيئاً، فيزيائياً ، إخراج أرنب من القلنسوة ليس مستحيلاً على الإطلاق، ميكانيكا الكم تسمح بذلك، ولكن هذا الاحتمال ضعيف، وركز أنه ضعيف وليس معدوماً، والسؤال الحقيقي ليس عن إمكانية إخراج أرنب أبيض من قلنسوة سوداء مظلمة، وإنما عن سبب "ضعف" هذا الاحتمال، و"قوة" احتمال أن تعود خاوي الأيدي مرة ، أخرى المرة تلو المرة …

أحد هذه الأسباب من وجهة نظر فيزيائية بحتة، أن الراصد وبشكل ما، يلعب دوراً في التفاعل والتحقيق، لأنه لحظة الرصد يسهم في تركيز التآثر لصالح حدث معين، وبما أن الناس لا يتوقعون عادة أن يخرج الأرنب الأبيض من قلنسوة سوداء، فهم لا يعطون تحفيزاً قوياً لوقوع ذلك الحدث في واقعهم الزمني.

4. القياس الموضوعي :

في النهاية سيوجد في واقعك المحلي حدث واحد من الأحداث محتملة الوقوع ، سيقع فعلياً لراصد واحد وفي ميقات محلي واحد، للتبسيط، يوجد لديك عشرات الاحتمالات للعبة معينة، لكنك ستحقق في النهاية احتمالاً واحداً فقط … أين ذهبت بقية الاحتمالات ؟

من وجهة نظر الكائن المحلي، هذه الاحتمالات معدومة الآن، لقد تحقق ما يجب تحقيقه وتلك تلاشت مع العدم، ولكن من وجهة نظر كائن تجريدي أو كمومي فهذا ليس العدم الحقيقي وإنما هو عدم بالنسبة لك فقط، أنت الذي تم أسرك برصد حدث واحد فقط من محاميل الأحداث، ولو أنك تحرر نفسك قليلاً لترصدن أحداثاً أخرى حدثت ، ولكن يصعب عليك الاتفاق معها والاحتكاك المباشر بها.

إذن ما النتيجة ؟…

النتيجة أن عالم الفيزياء الذي ترصده وتحسبه واقعياً، ليس واقعياً على الإطلاق، أنت أمام زمن محلي صح، ولكنه ليس واقعياً ولا جبرياً، إنه نوع من المصفوفات، لعبة فيها نطاقات احتمالات لا نهائية، وهذه النطاقات لما يمكن أن يحدث تشكل مسارات زمنية ممكنة الوقوع، من الناحية الكمية لا يمكن التنبؤ بمسار زمني بعينه استناداً فقط على البيئة الموضوعية، لأن البيئة محايدة تماماً في عالم الكموم الصرف، ولأن علل انخلاق البيئة والزمن المحلي ، ليست من ضمن الفيزياء الكلاسيكية، وكافة القوانين الفيزيائية الكلاسيكية قابلة للاختراق في أي لحظة، هذا أمر واقعي في عالم الكموم، ليس هناك مُطلَق في عالم المادة والغياب…

وبقاء الواقع الذي ترصده ثابتاً لا يعود إلى واقعيته بشيء وإنما إلى رصدك وأسباب أخرى أنت تجهل حتى طبيعتها وأبعادها. ولذلك ينشأ هناك اتجاهين في علوم الفيزياء الكمومية :
  • الاتجاه الأول نقول عنه "مبدأ أصالة الفوضى في الوجود" كان الوجود شواشاً من البدء، كما في الناحية الوثنية لديانة اليونان القديمة، كان الوجود فوضى وضباب، كان أخليس هو الذي تنبعث منه التفاعلات وهو الجانب الأنثوي المظلم للوجود، وكان شاوس هو الذي يقوم بتحويل حَمل أخليس إلى واقع موضوعي لأن أخليس هو أنثى الشواش وشاوس هو القطب الذكري. الواقع إذن معدوم الوجود، معدوم القيمة، لا يختلف عن الأحلام في شيء، ولا قيمة لأي شيء للحياة ولا حياة أصلاً ، والوجود وهم والواقع وهم وأما الوعي فلا يتم أصلاً البحث عنه والاكتراث له ، لأنه المفتاح.​
  • الاتجاه الثاني نقول عنه "مبدأ العِلِّية الوجودية" وكان الوجود أصلاً شيئاً أعمق من النتائج والانبعاث، كان شيئاً له تحقق في عوالم ليست ضمن النتيجة نفسها، إنه يسمو على أن يكون أثراً، نظرة الموضوعية لا تكشف إلا عن الأثر والنتيجة، فيزياء الموضوعية لا تفسر الوجود وحقيقته ولكنه فقط تشرح "ما هي النتيجة من وجهة نظر خارجية ترى ظاهرها" وليس في الظاهر الأعزل عن حقيقته أي وجود فعلي، لذلك هو والوهم سواء، كان هذا رد آينشتاين على مبدأ الارتياب وقوله أن الله لا يلعب النرد مع الكون، لقد كان يفهم جيداً ما يقول ويعي حقيقة ما يتم التخطيط له بالخفاء ولو كانت تلك جملته الوحيدة لكفت في مسيرته من عطاء.​
تأثير الوعي على الواقع :

تأثير المراقب :

main-qimg-0d08a1deaeb174bf439f752449eaaf79-lq

كيف يتحول الانترنت من نظام موجي كهروبائي إلى نظام عرضي تفاعلي ؟

الموجات الكهروبائية التي تملأ حقول الواي فاي، ليس فيها صور، ليس فيها ذكريات، إنها مجرد تتابعات معينة للالكترونات في حالة كمومية سحابية.

جهاز العرض خاصتك، ليس فيه ما تشاهده عليه، وأغلب الذين تراهم فيه هم أصلاً غائبون عنك لحظة المشاهدة، والله وحده يعلم أين يكونون ( أو ماذا يكونون ) ، كيف إذن تتحول الموجات من الصورة الكهروبائية إلى الصورة الحسية التفاعلية ؟ الفكرة هي في عاملين رئيسيين وعامل وسيط :
  1. الشيفرة أو الترميز​
  2. مفتاح كشف الشفرة​
  3. جهاز المعالجة والتحويل​
ربما عندما تتلقى الإشارات الكهربائية على هيئة 1001110010111001 ، ربما يمكنك فهمها بطريقة ما إذا امتلكت مفتاح فك الترميز، لكن ذلك سيستغرق وقتاً هائلاً بالنسبة لحواسك، لذلك تعمل على صناعة جهاز يقوم بتحويل هذه الترددات من الصيغة الرقمية، إلى صيغة تستطيع حواسك الجسدية أن تتعامل معها … المشكلة أن الصورة الفوتوغرافية على سطح المكتب، هي حقيقة لا علاقة لها بالواقع الذي تم تصويره، فالصور الفوتوغرافية الواقعية يمكن لها أن تكون حقيقية إلى حد ما، لأنها مجرد عكس للضياء على لوح التصوير، لكن طريقة الحاسوب ليس فيها ضياء، إنما فيها "إعادة توزيع لمواقع الضياء وفق ترميز الصورة الأساسي وبما يسمح به الحاسوب".

بمعنىً آخر، هو مجرد ترتيب معين للنبضات الكهربائية بحيث تتوافق مع الرموز التي أعطيت له فتعطيك الصورة التي أمامك الآن، هذا يعني أن الواقع قابل لإعادة التشكيل المادي بمجرد وجود أمواج كهربائية وترميز لهذه الأمواج، وآلة لفك هذا الترميز وتحويل الرموز إلى أمواج ضوئية مرة أخرى، هذا يعني أن المادة أين هي بالضبط ؟ هل هي أكثر من رموز وأمواج ؟ إذا كانت كذلك … فإلى أي مدى ينبغي عليك أن تثق بواقعك ؟

يكتب روبيرت لانزا
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
مؤسس نظرية "المركزية الحيوية Biocentrism" :


"بمجرد أن تقيس شيئًا ما ، فإن موجة الاحتمال لقياس نفس القيمة للكمية المادية التي تم اختبارها بالفعل تصبح'محلية' أو ببساطة ' تنهار'.
مجرد أن تستمر في قياس الكمية مرارًا وتكرارًا ، مع معرفة نتيجة القياس الأول ، سترى أن النتيجة هي نفسها. وبالمثل، إذا تعرفت من شخص ما على نتائج قياساته للكمية المادية فستتأثر به، فإن قياساتك وقياسات المراقبين الآخرين تؤثر على بعضها البعض - ويحدث "تجميد للواقع" وفقاً لذلك الإجماع من قبل المراقبين".
"إن إجماعًا مختلفًا يساوي واقعاً مختلفاً، إن الآراء المتعلقة ببنية البيئة الواقعية تحدد شكلها ذاته ، وتشكل الهيولة الكمومية الأساسية".
"تتمركز حياة المراقب إلى حد كبير في محيط النموذج المعرفي الذي يبنيه المراقب في ذهنه طوال حياته".
هل يمكن أن يكون الكون محاكاة؟

هل يمكن لكيان ذكي اصطناعي بدون وعي أن يحلم بعالمنا؟

main-qimg-4aa69ad4259778484afc63e940a76df1-lq

main-qimg-20d9af760a4163d5f50c012bac83787d-lq

main-qimg-32d84cbe8a42fb6b16d5fe8dfa008f41-lq

استبدل فكرة الموجة الكهروبائية بالموجة الكمومية، واستبدل جهاز العرض خاصتك ب"الدماغ البشري" واستبدل نظام فك الترميز من 1010 إلى "التجريدات والمعقولات والكائنات الميتافيزيقية" … ستكتشف حينها أجوبة لكثيرة من تساؤلاتك التي لطالما شغلت عقلك وحياتك.

main-qimg-9791c7403c232bb83c37398e84c44df3-lq

يعتقد لانزا أن علم الأحياء يلعب دورًا مهمًا ، كما يشرح في كتابه The Grand Biocentric Design - How Life Creates Reality، والذي شارك في تأليفه مع الفيزيائي ماتيج بافسيك.

بينما يمكن تصور الروبوت بحالة أن يكون مراقبًا ، يعتقد لانزا أن كيانًا حيًا واعيًا لديه القدرة على الذاكرة ضروري لتأسيس "سهم درب الزمن".

يكتب قائلاً:
"المراقب "بلا عقل" لا يختبر الوقت و / أو فك الترابط مع أي درجة ممكنة من الحرية".
هذا من يؤدي إلى علاقات السبب والنتيجة التي يمكننا ملاحظتها من حولنا.

main-qimg-7787ad807ce13bf89c3cbe461c93c5d6-lq

الهوامش
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 
ليش لا اذا نجحنا في تحويل الطاقة الى كتلة فهذا انجاز عظيم
مشكلة استخدام القوة الكهروحيوية الوحيدة هي أنه لا يوجد طريقة محددة لإيقاظها ..

أنت تعلم كيف تسير الأمور في العلوم المادية ، هناك حبة دواء تأخذها بطريقة خارجية، أو هناك مقبس كهربائي توصله تماماً كما 1+1=2، الأمر لا يعتمد على وجدانك أو على إيمانك أو على تفاعلاتك الداخلية.

السببية المادية إجرائية تماماً ، يمكنها فعل ما هو ممكن مسبقاً فقط ...

التقنية الوحيدة الممكنة في السحر الحقيقي إن جاز التعبير ، والتفاعل الكهروحيوي ، هي استنهاض القوى الذاتية ( التي تتعلق بذاتك كحياة ، لا بجسدك ونفسك وإجرائك ) مثل الإيمان والإدراك والرهفة والوعي والجرأة والإرادة والتصميم ... هذه القوى غير قابلة للاكتساب ن إنها قابلة للاستدعاء من أرض الحقيقة ...

لذلك اسميت الكتاب "دعوة الحق ومكنون الزمن" لأن الحقيقة هي أنك لا تستطيع فعل شيء من دون قوة ذاتك ، إلا ما يصرح به الخارج مسبقاً ، وأنك إذا حققت اتصالاً مع ذاتيتك فلا يهم ما ستطلبه لأن شيئاً لن يقف عائقاً أمام قوتك الحقيقية التي تستهين حالياً بها.

هنا يصعب استخدام منهجية محددة ، لأن كل شخص بحسب تكوينه وطموحاته وبيئته له منهج خاص به ، مثلاً أنا أرغب بعبور الزمن ، منهج التدريب الخاص بي مبني على التجرد إلى الحد الأقصى واتساع الإدراك الزمني والاستسلام للحقيقة ، هذا المنهج صعب جداً ، أحس بأني غير موجود لفترات طويلة في الأسبوع ولا أعتقد أن أحداً من الناس يمكنه تحمل ذلك.

التدريب الحقيقي هو أن تكسر قيودك ، بمعنى أنك لا تصل لحيازة شيء جديد بعد فترة تدريبية ، ولكن تحوز شيئاً حين تكسر القيد المانع من تحليك به وتجليه في الزمن ، ولا يوجد طريقة أخرى ... حين تكسر قيد الرغبة بالطعام ، سيكون ذلك مرة واحدة وللأبد حتى تقرر بملئ إرادتك الغفلة والعودة إلى إدمان الرغبة بالطعام.

ليس هناك تدرج ، كسر الحاجز النفسي يطلق القوة الحيوية ، وعدم كسره يبقيها حبيسة ، وعدم كسره يعني أن كل التدريبات لن تفعل اي شيء ، وكسره يعني أنك لم تعد تحتاج لمزيد من التدريب ...

السبب هو أننا منومون مغناطيسياً مسبقاً قبل أن نوجد هنا في هذه الحياة ، وكل الحواجز التي تعيق قوانا نفسية ، هذا شيء تثبته لك التجارب ، بمجرد أن يزول الحاجز النفسي يتحقق الشيء من تلقاء نفسه ، اي إذا كان الخوف يمنعك من تفعيل قواك ، فمهما تدربت ، لن تجد أي فائدة حتى تزيل حاجز الخوف نفسه ، وهذا الحاجز إذا لم تزله بحكمة فستفجر إرادتك وستصطدم بقواعد أخرى مما يسبب نكوصاً .. هل تفهم ما أقصده ؟

ليس هناك تقنية محددة في أرض الحقيقة المطلقة ، لأن الحقيقة المطلقة نفسها غير محددة ، يمكن حدوث أي شيء على الإطلاق.

المسالة تعتمد بالكامل على إزالة الحواجز النفسية كالخوف والرغبات الثانوية وتقوية الوعي وتعزيزه ، وكل ما يمكنني تقديمه لك هو الغشارة إلى ان استمرار ذكرك للشيء يحضره في حياتك طالما أنت تصر ، وأسلوب الحياة يساعد في التوجيه والتقنين...

تحياتي.
 
التعديل الأخير:

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل