ع
عضو محذوف 129
زائر - عضو سابق
برجاء التعامل مع القصة علي انها قصة خيالية فنحن لا نعرف ان كانت حقيقية ام من تأليف الكاتب الروسي فلاديمير ميغري
تصور كائن بشري ينشأ ويكبر فى الطبيعة دون أن يفقد إحساسه بحضور الخالق والحب غير المشروط.. تصور والديك يموتان قبل أن تستطيع المشى أو الكلام.. تصور أن يكون جدك ووالد جدك غريبا الأطوار بحيث سمحا للطبيعة أن تنشئك وترعاك دون أي تدخل أو تربية من قبلهما أو أي شخص أخر.. تصور أنك تصبح قادرأ على التواصل مع الطبيعة وتفهم النباتات والحيوانات وتتعلم بالفطرة بأن كل شيء من حولك موجود كى يخدمك ويرعاك ويجلب لك السعادة، تصور القوة التى تنمو وتختبرها فى كيانك دون أن تعلم أصلا بأنها قوة استثنائية، بل فقط تظن بأن هذا النموذج من الحياة هو الحياة ذاتها وهكذا وجب أن تكون.. تعرف بكل بساطة بأن الله منحك السلطة على كل شيء من حولك.. وأنك دائما فى أمان مهما كانت الظروف.
والآن توقف عن التصور. هذا الكائن البشري موجود فعلا. إنها امرأة تعيش فى روسيا واسمها أناستازيا". " كان أول من قدم قصتها للعالم فلاديمير ميغري" في العام ١٩٩٦- من خلال نشر كتاب يحمل اسمها كعنوان. تعتبر أناستازيا ظاهرة حديثة فى الحياة الروحية لروسيا وحتى العالم أجمع. هذه الشخصية صارت مشهورة جدا بحيث أصبح يعرفها كل رجل وامرأة وطفل في روسيا، أما في العالم أجمع فلازالت شهرتها تتوسع مع انتشار مجموعة الكتب التي تصدر بعدة لغات. من خلال شريكها ووالد طفلها لاحقا، رجل الأعمال السابق فلاديمير ميغري" Megre Vladimir انتجت هذه المرأة العجيبة تسعة كتب تعتبر الأكثر مبيعا فى روسيا والعالم أجمع لاحقا. هذه الكتب أذهلت الملايين من القراء في روسيا والعالم وساهمت في تحويل تفكيرهم وطريقة حياتهم بشكل جذري.أناستازيا ولدت وعاشت كل عمرها فى غابة الأرز السبييرية الواقعة على ضفاف نهر أوب" Ob والتي تعتبرها موطنها الوحيد. مات والداها بصاعقة رعدية عندما كانت صغيرة جدا. كان والداها يقطنان في الغابة أيضا وكانا يحاولان إحياء إحدى أشجار الأرز الصغيرة عندما حصلت الحادثة. ورغم صغرها إذ بالكاد تستطيع المشى إلا أنها استمرت فى العيش وحدها في الغابة، في فسحة الحب" التابعة لوالدتها. وفسحة الحب" هذه ليست منزلا أو ما شابه بل مجرد مكان فى الغابة تنام فيه وتقضى فيه معظم حياتها اليومية. كل شيء في هذه الفسحة طبيعي بحيث لا يوجد فيها كرسي أو طاولة أو أي شيء مصنوع يدويا، ورغم ذلك تعتبره أناستازيا منزلها. كانت تحت رعاية دائمة ومستمرة من جدها ووالد جدها لكنهما لم يتدخلا أبدا في ترييتها بل تركاها تنشأ وتترعرع في الطبيعة لوحدها، ليس لسبب يعود إلى عدم اكتراثهما أو قساوة قلبهما بل لأنهما ينتميان لمذهب أو عقيدة دينية ضاربة في القدم وتتمحور حول عبادة واحترام الطبيعة. هما يؤمنان بأن الحياة البرية بكل ما تظهره بيئتها الموحشة والقاسية تبقى أفضل من الحياة الاجتماعية العصرية التي يعيشها البشر. هذا الدين الذي أصبح منقرضا في روسيا اليوم كان هو السائد قبل دخول الكنيسة إلى البلاد منذ ألف عام وسيطرتها على الرعايا بالحديد والنار عبر طبقة إقطاعية قاسية إلى حد التوحش. لكن قبل سيطرة ذلك النظام الإقطاعي لم يعرف الشعب الروسي أي مفهوم متعلق بامتلاك الأراضي حيث كانت عقيدتهم تقول بأن الأرض للجميع لأنها ملك حصري للطبيعة الأم.وايضا. من بين ممارساتهم الدينية الامتناع تماما عن أذى الحيوائات أو النباتات والعيش بتناغم تام مع الطبيعة.أعتقد بأننا أصبحنا نعلم الآن السبب الذي جعل هؤلاء المساكين الساذجين ينقرضون تماما أمام تقدم وتمدد النظام الدينى/الاقطاعي الذي سحقهم سحقا مبيناً ؟على أي حال، كان جداها يعلمان جيدا ماذا يفعلان عندما تركاها تعيش لوحدها في الطبيعة، فقرارهما هذا لم يكن عشوائيا أو نابعا من جهل أحمق بل يستند على عقيدة عريقة ضاربة فى القدم. لم يتدخلا أبداً في حياتها بل كانا يزورانها بين الحين والآخر، وخلال زيارتهما كانا يفحصان تطورها العقلي والروحي من خلال طرح الأسئلة بخصوص مواضيع مختلفة مثل: ".. لماذا هذه الحشرة ملونة بهذه الطريقة؟.." أو غيرها من أسئلة، وعندما تكبر كانت الأسئلة تتقدم معها وتتناول مواضيع أكثر تعقيدا. ما توقعه الجدان حصل بالفعل حيث نشأت صداقة حميمة بين أناستازيا وكل أنواع الحيوانات في الغابة المحيطة بها خلال عيشها لوحدها كانت تتلقى الخدمة والرعاية من مجموعة واسعة من الحيوانات منها الدببة والذئاب والقطط البرية والسناجب والطيور وغيرها إنها بالفعل قصة خيالية لولا أنه تم توثيق هذه الحالة العجيبة من قبل الرجل الذي التقته أناستازيا لاحقا وصار والداً لابنها الوحيد وهو ذاته فلاديمير ميغري" مؤلف مجموعة الكتب الشهيرة لاحقاً بعض الناس يقولون بأن أناستازيا غير موجودة بل هي مجرد شخصية خيالية صحيح أن قصتها بعيدة عن واقعنا الحالي مما يجعلها صعبة التصديق لكن إذا دققنا فى الموضوع سوف نكتشف بأن طريقة حياتنا الحالية هي التى وجب اعتبارها بعيدة عن الواقع لأنها منقطعة تماما عن الطبيعة. لكن مهما كان الأمر، سوف أروي بعض من جوانب قصتها العجيبة وأترك الحكم للقارئ الكريم إن كانت خيالية او غير ذلك
كتاب من نحن الجزء 12
علاء الحلبى
التعديل الأخير بواسطة المشرف: