عوامل تؤكّد وجود كائنات خفية عاقلة
قبل أن نسير قدماً في هذا الموضوع ، دعونا نعود إلى بعض النقاط الهامَّة التي وردت في السابق و نحاول تفسيرها أو تفنيدها بالاعتماد على بعض المفاهيم العلمية العصرية .
لا يمكن التقليل من أهمية ذلك الكم الهائل من الإثباتات التي جعلت مجموعات بشرية بكاملها (تعد بالملايين) أن تعتقد بوجود الأرواح ، دون النظر في تفاصيلها بدقة و إمعان ، و حذر بنفس الوقت . فبين المؤمنين بهذه الحقيقة نجد أطباء و علماء و باحثين بارزين .. بالإضافة إلى الشخصيات الأكاديمية الرفيعة المستوى التي كانت متشككة في البداية لكنها آمنت و سلّمت بهذه الحقيقة المتجلية أمام أعينهم بوضوح !.
و لذلك ، سنعمل على تقسيم ظاهرة الأرواح إلى عوامل مختلفة ، تعتبر السبب الرئيسي في ترسيخ هذا الإيمان نتيجة ما أظهرته من حجج قوية يصعب دحضها بسهولة . خاصة في تلك الأزمنة القديمة ( منذ بدايات التاريخ حتى العصر الفكتوري في القرن التاسع عشر ) حيث غياب الوسائل و الأجهزة المتطوّرة التي توصلنا بفضلها اليوم إلى مفاهيم جديدة بعيدة كل البعد عن ظاهرة الكائنات الخفية و ما رافقتها من طقوس و تقاليد تبين بعدها أنها سخيفة و غير ضرورية أساساً لاستنهاض تلك الظواهر !.
دعونا أولاً نعدد الظواهر التي قد تتجسّد في الجلسة الوسيطية ، و التي لعبت دوراً رئيسياً في ترسيخ الاعتقاد بوجود كائنات خفية عاقلة قادمة من عالم آخر :
ـ تحرّك الأشياء في المكان بشكل تلقائي و دون أي سبب منطقي معروف .
ـ سماع أصوات غريبة مجهولة المصدر ، فتتجسّد في المكان بوضوح ، حيث يسمع الحاضرين شخصاً مجهولاً يتحدث معهم لكن دون أن يعرفوا مصدر الصوت .
ـ تجسيد مجسّم ثلاثي الأبعاد ( شبح ) ، يمكنه أن يتخذ شكل أو صورة الروح المراد استحضارها .
ـ استحواذ الروح على الوسيط ، بالكامل أو على إحدى يديه فقط حيث يجيب على أسئلة الحاضرين بواسطة الكتابة الاوتوماتيكية أو تحريك البانشليت على أحرف و أرقام محددة .
ـ المعلومات الغيبية التي يمكن الحصول عليها عن طريق استحضار الروح . و يمكن لهذه المعلومات أن تكون مستقبلية أو بخصوص أشخاص بعيدين أو أماكن بعيدة أو غيرها ، لكن المهم هو أن هذه المعلومات لا يمكن الحصول عليها باي من الوسائل التقليدية المألوفة !.
رغم وجود مظاهر كثيرة أخرى أبدتها الجلسات الوسيطية ، إلا أن المذكور أعلاه هو الأكثر وقعاً في النفوس و يعدّ من الأسباب الرئيسية التي أدّت على الاعتقاد بوجود الأرواح أو الكائنات الخفية الأخرى ( حسب المعتقد و الفلكلور السائد ) .
أما الظواهر التي تجسدت خارج الجلسات الوسيطية ، ( أي في الحياة اليومية العادية ) ، نلاحظ أنه هناك الكثير من الحالات المشابهة لتلك المذكورة سابقاً ، لكنها تظهر بشكل تلقائي و دون أي محاولة لتحضير الأرواح أو أي كائن خفي . و أشهر هذه الحالات هي ما يسمونها بظاهرة "بولترجيست " ، و هي الحالة التي سوف ابدأ بها في تفسير الظواهر الارواحية .
بولترجيست Poltergeist
يقصد بهذه الكلمة ( الألمانية الأصل ) الصخب التلقائي الذي يحدث في موقع معين دون أي سبب منطقي لذلك . و يظن بأنها من أعمال الأرواح المؤذية أو الساخطة أو الحاقدة ..
يتجسد حضور هذه الحالة عن طريق إصدار ضجيج أو تحريك الأشياء أو رجم الناس و الحيوانات بالحجارة أو أشياء أخرى دون معرفة الفاعل أو السبب !. و يمكن أن يحدث تحريك مفاجىء لمفروشات المنزل كالكرسي أو الطاولات أو تأرجح الثريات أو حتى سقوطها ! أو تصدر أصوات عالية فجأة أو صراخ أو زعيق من مصدر مجهول !. تدوم هذه الحالة لمدة ثوان أو دقائق معدودة ثم تنتهي فجأة . كان يعتقد أن هذه الأعمال كانت من صنع الشياطين أو الأرواح الشريرة أو السحرة أو أرواح الأموات الناقمين أو غيرها من كائنات خيالية . يعتمد ذلك على المعتقد أو الثقافة التي تسود بين الشعوب المختلفة .
تم دراسة هذه الظاهرة بشكل مكثف في الفترة الممتدة بين القرن التاسع عشر و القرن العشرين . و ذلك من قبل مجتمع الأبحاث الروحية . و من بين أشهر الباحثين فيها كان السيد وليام باريت و البروفيسور فريدريك مايرز .
في الثلاثينات من القرن الماضي تقدم البروفيسور في علم النفس و الباراسايكولوجيا ناندور فودور بنظرية تثبت أن ظاهرة البولتر جيست هي ليست من فعل الأرواح و لا أي كائن خفي آخر . بل من أعمال الإنسان ذاته لكنه لا يدرك ذلك . و تتجسد هذه الحالة نتيجة الغضب المكبوت في داخله , بالإضافة إلى حب الانتقام و العدائية الكامنة في نفسه . و بما أنه لا يستطيع التعبير عن هذا الغضب و العدائية المكبوتة ، فتتفجر هذه الطاقة من جوهره و تتجسد على شكل بولترجيست .
نجح البروفيسور فودور من برهنة نظريته في حالات كثيرة أهمها تلك التي أشتهرت بحالة ثورمتون هيلث في بريطانيا . حيث تبين أن الأصوات و الصخب و تحريك الأشياء و تكسيرها لم تكن من فعل أشباح . بل كان سببها هو امرأة تسبب الكبت النفسي عندها إلى تجسيد هذه الظاهرة . و قد تسبب أيضاً بظهور تجسيدات حقيقية لأشباح !.
و قد تعرض البروفيسور فودور إلى هجوم شرس من قبل صحف الأرواحيين الذين أعتبروا هذه النظرية بمثابة تهجم و تكذيب لعقيدتهم . و التشكيك بأعتقادهم بوجود الأرواح !.
أما السيد وليام رول , المدير التنفيذي لمؤسسة الأبحاث الروحية في دورهام , كارولاينا الشمالية , فقد اهتم بنظرية فودور الجديدة . و أقام على أساسها أبحاث مطولة في الستينات تضمنت 116 تقرير يتناول حالات بولترجيست حصلت على مدى أربعة قرون في أكثر من مئة دولة حول العالم . و اكتشف من خلال دراسة هذه التقارير أن القاسم المشترك بين جميع هذه الحالات هو وجود طفل أو مراهق كان يشعر بالغضب أو العدائية ! مع أن هذا الأخير لا يعلم أنه هو المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة . لكنه كان سعيداً في داخله لحدوثها !. و قد وجد باحثين آخرين أن هذه الظاهرة تتجسد أيضاً في حضور الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الصحة العقلية و الجسدية أيضاً مما يجعلهم ضعفاء أمام الأرق و الإرهاق و الضغط النفسي فتبين أن هذا النوع من الأشخاص ارتبطوا بالكثير من الحالات التي تجسدت في المنازل و المناطق العامة .
لكن هناك بعض الباحثين مثل الدكتور إيان ستيفنسن الذين أكدوا أنه يوجد فرق كبير بين حالة الصخب المتجسدة بشكل فجائي حيث تتصف بالعنف و غياب العقلانية , و بين حالات تحرك الأشياء تلقائياً و انتقالها من مكان لآخر بهدوء و رتابة و هذا ما يحصل في الجلسات الوسيطية , مما يشير بوضوح إلى وجود كائنات خفية كالأرواح .
أما الحالة التي وجب ذكرها حيث يمكنها أن تساعدنا على استيعاب الفكرة جيداً , فهي الحالة التي اكتشف فيها "جوليو" ، الرجل الموهوب بقدرة تحريك الأشياء عن بعد . و تم اكتشافه من قبل مايكل رول من مؤسسة الأبحاث الروحية في جورجيا .
بدأت القصة في إحدى مستودعات التخزين في ميامي حيث يتم تخزين الأواني الزجاجية . لكن شيئاً غريباً بدأ يحصل في كانون الثاني من سنة 1967م . حدث في تلك الفترة أكثر من مائتي حالة بولترجيست ! فجاءت الشرطة , و وكلاء شركات التأمين , سحرة , رجال دين , و حاول كل من هؤلاء تقصي السبب وراء هذه الظاهرة الغريبة لكن دون جدوى .
عندما سمع مايكل رول بهذه القصة ذهب مباشرة إلى المكان . و تبنى القصة بنفسه . بدأ رول يبحث بين الموظفين عن الوسيط الذي تتمحور حوله هذه الحالة . بدأ بتقسيم مكان العمل إلى أقسام ذات مساحات صغيرة . و بعد التعرف على المكان الذي حدثت فيه العدد الأكبر من الحالات . جمع العاملين في ذلك المكان و راح يخضعهم للدراسة النفسية . فعثر على المسبب الأول و الأساسي لهذه الظاهرة . و هو " جوليو " . و بعد أن جاء به إلى مختبر المؤسسة و أخضعه لاختبارات تبين أن جوليو لديه طاقة وسيطية هائلة ! خاصة تلك المتعلقة بتحريك الأشياء عن بعد !.
تبين فيما بعد أن التحريك التلقائي للأشياء يسببه أشخاص موهوبين بهذه القدرة ، و هي ليست من فعل الأرواح أو أي من الكائنات الخفية .لا يمكن التقليل من أهمية ذلك الكم الهائل من الإثباتات التي جعلت مجموعات بشرية بكاملها (تعد بالملايين) أن تعتقد بوجود الأرواح ، دون النظر في تفاصيلها بدقة و إمعان ، و حذر بنفس الوقت . فبين المؤمنين بهذه الحقيقة نجد أطباء و علماء و باحثين بارزين .. بالإضافة إلى الشخصيات الأكاديمية الرفيعة المستوى التي كانت متشككة في البداية لكنها آمنت و سلّمت بهذه الحقيقة المتجلية أمام أعينهم بوضوح !.
و لذلك ، سنعمل على تقسيم ظاهرة الأرواح إلى عوامل مختلفة ، تعتبر السبب الرئيسي في ترسيخ هذا الإيمان نتيجة ما أظهرته من حجج قوية يصعب دحضها بسهولة . خاصة في تلك الأزمنة القديمة ( منذ بدايات التاريخ حتى العصر الفكتوري في القرن التاسع عشر ) حيث غياب الوسائل و الأجهزة المتطوّرة التي توصلنا بفضلها اليوم إلى مفاهيم جديدة بعيدة كل البعد عن ظاهرة الكائنات الخفية و ما رافقتها من طقوس و تقاليد تبين بعدها أنها سخيفة و غير ضرورية أساساً لاستنهاض تلك الظواهر !.
دعونا أولاً نعدد الظواهر التي قد تتجسّد في الجلسة الوسيطية ، و التي لعبت دوراً رئيسياً في ترسيخ الاعتقاد بوجود كائنات خفية عاقلة قادمة من عالم آخر :
ـ تحرّك الأشياء في المكان بشكل تلقائي و دون أي سبب منطقي معروف .
ـ سماع أصوات غريبة مجهولة المصدر ، فتتجسّد في المكان بوضوح ، حيث يسمع الحاضرين شخصاً مجهولاً يتحدث معهم لكن دون أن يعرفوا مصدر الصوت .
ـ تجسيد مجسّم ثلاثي الأبعاد ( شبح ) ، يمكنه أن يتخذ شكل أو صورة الروح المراد استحضارها .
ـ استحواذ الروح على الوسيط ، بالكامل أو على إحدى يديه فقط حيث يجيب على أسئلة الحاضرين بواسطة الكتابة الاوتوماتيكية أو تحريك البانشليت على أحرف و أرقام محددة .
ـ المعلومات الغيبية التي يمكن الحصول عليها عن طريق استحضار الروح . و يمكن لهذه المعلومات أن تكون مستقبلية أو بخصوص أشخاص بعيدين أو أماكن بعيدة أو غيرها ، لكن المهم هو أن هذه المعلومات لا يمكن الحصول عليها باي من الوسائل التقليدية المألوفة !.
رغم وجود مظاهر كثيرة أخرى أبدتها الجلسات الوسيطية ، إلا أن المذكور أعلاه هو الأكثر وقعاً في النفوس و يعدّ من الأسباب الرئيسية التي أدّت على الاعتقاد بوجود الأرواح أو الكائنات الخفية الأخرى ( حسب المعتقد و الفلكلور السائد ) .
أما الظواهر التي تجسدت خارج الجلسات الوسيطية ، ( أي في الحياة اليومية العادية ) ، نلاحظ أنه هناك الكثير من الحالات المشابهة لتلك المذكورة سابقاً ، لكنها تظهر بشكل تلقائي و دون أي محاولة لتحضير الأرواح أو أي كائن خفي . و أشهر هذه الحالات هي ما يسمونها بظاهرة "بولترجيست " ، و هي الحالة التي سوف ابدأ بها في تفسير الظواهر الارواحية .
بولترجيست Poltergeist
يقصد بهذه الكلمة ( الألمانية الأصل ) الصخب التلقائي الذي يحدث في موقع معين دون أي سبب منطقي لذلك . و يظن بأنها من أعمال الأرواح المؤذية أو الساخطة أو الحاقدة ..
يتجسد حضور هذه الحالة عن طريق إصدار ضجيج أو تحريك الأشياء أو رجم الناس و الحيوانات بالحجارة أو أشياء أخرى دون معرفة الفاعل أو السبب !. و يمكن أن يحدث تحريك مفاجىء لمفروشات المنزل كالكرسي أو الطاولات أو تأرجح الثريات أو حتى سقوطها ! أو تصدر أصوات عالية فجأة أو صراخ أو زعيق من مصدر مجهول !. تدوم هذه الحالة لمدة ثوان أو دقائق معدودة ثم تنتهي فجأة . كان يعتقد أن هذه الأعمال كانت من صنع الشياطين أو الأرواح الشريرة أو السحرة أو أرواح الأموات الناقمين أو غيرها من كائنات خيالية . يعتمد ذلك على المعتقد أو الثقافة التي تسود بين الشعوب المختلفة .
تم دراسة هذه الظاهرة بشكل مكثف في الفترة الممتدة بين القرن التاسع عشر و القرن العشرين . و ذلك من قبل مجتمع الأبحاث الروحية . و من بين أشهر الباحثين فيها كان السيد وليام باريت و البروفيسور فريدريك مايرز .
في الثلاثينات من القرن الماضي تقدم البروفيسور في علم النفس و الباراسايكولوجيا ناندور فودور بنظرية تثبت أن ظاهرة البولتر جيست هي ليست من فعل الأرواح و لا أي كائن خفي آخر . بل من أعمال الإنسان ذاته لكنه لا يدرك ذلك . و تتجسد هذه الحالة نتيجة الغضب المكبوت في داخله , بالإضافة إلى حب الانتقام و العدائية الكامنة في نفسه . و بما أنه لا يستطيع التعبير عن هذا الغضب و العدائية المكبوتة ، فتتفجر هذه الطاقة من جوهره و تتجسد على شكل بولترجيست .
نجح البروفيسور فودور من برهنة نظريته في حالات كثيرة أهمها تلك التي أشتهرت بحالة ثورمتون هيلث في بريطانيا . حيث تبين أن الأصوات و الصخب و تحريك الأشياء و تكسيرها لم تكن من فعل أشباح . بل كان سببها هو امرأة تسبب الكبت النفسي عندها إلى تجسيد هذه الظاهرة . و قد تسبب أيضاً بظهور تجسيدات حقيقية لأشباح !.
و قد تعرض البروفيسور فودور إلى هجوم شرس من قبل صحف الأرواحيين الذين أعتبروا هذه النظرية بمثابة تهجم و تكذيب لعقيدتهم . و التشكيك بأعتقادهم بوجود الأرواح !.
أما السيد وليام رول , المدير التنفيذي لمؤسسة الأبحاث الروحية في دورهام , كارولاينا الشمالية , فقد اهتم بنظرية فودور الجديدة . و أقام على أساسها أبحاث مطولة في الستينات تضمنت 116 تقرير يتناول حالات بولترجيست حصلت على مدى أربعة قرون في أكثر من مئة دولة حول العالم . و اكتشف من خلال دراسة هذه التقارير أن القاسم المشترك بين جميع هذه الحالات هو وجود طفل أو مراهق كان يشعر بالغضب أو العدائية ! مع أن هذا الأخير لا يعلم أنه هو المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة . لكنه كان سعيداً في داخله لحدوثها !. و قد وجد باحثين آخرين أن هذه الظاهرة تتجسد أيضاً في حضور الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الصحة العقلية و الجسدية أيضاً مما يجعلهم ضعفاء أمام الأرق و الإرهاق و الضغط النفسي فتبين أن هذا النوع من الأشخاص ارتبطوا بالكثير من الحالات التي تجسدت في المنازل و المناطق العامة .
لكن هناك بعض الباحثين مثل الدكتور إيان ستيفنسن الذين أكدوا أنه يوجد فرق كبير بين حالة الصخب المتجسدة بشكل فجائي حيث تتصف بالعنف و غياب العقلانية , و بين حالات تحرك الأشياء تلقائياً و انتقالها من مكان لآخر بهدوء و رتابة و هذا ما يحصل في الجلسات الوسيطية , مما يشير بوضوح إلى وجود كائنات خفية كالأرواح .
أما الحالة التي وجب ذكرها حيث يمكنها أن تساعدنا على استيعاب الفكرة جيداً , فهي الحالة التي اكتشف فيها "جوليو" ، الرجل الموهوب بقدرة تحريك الأشياء عن بعد . و تم اكتشافه من قبل مايكل رول من مؤسسة الأبحاث الروحية في جورجيا .
بدأت القصة في إحدى مستودعات التخزين في ميامي حيث يتم تخزين الأواني الزجاجية . لكن شيئاً غريباً بدأ يحصل في كانون الثاني من سنة 1967م . حدث في تلك الفترة أكثر من مائتي حالة بولترجيست ! فجاءت الشرطة , و وكلاء شركات التأمين , سحرة , رجال دين , و حاول كل من هؤلاء تقصي السبب وراء هذه الظاهرة الغريبة لكن دون جدوى .
عندما سمع مايكل رول بهذه القصة ذهب مباشرة إلى المكان . و تبنى القصة بنفسه . بدأ رول يبحث بين الموظفين عن الوسيط الذي تتمحور حوله هذه الحالة . بدأ بتقسيم مكان العمل إلى أقسام ذات مساحات صغيرة . و بعد التعرف على المكان الذي حدثت فيه العدد الأكبر من الحالات . جمع العاملين في ذلك المكان و راح يخضعهم للدراسة النفسية . فعثر على المسبب الأول و الأساسي لهذه الظاهرة . و هو " جوليو " . و بعد أن جاء به إلى مختبر المؤسسة و أخضعه لاختبارات تبين أن جوليو لديه طاقة وسيطية هائلة ! خاصة تلك المتعلقة بتحريك الأشياء عن بعد !.
الأصوات
هي عبارة عن ظهور صوت واضح و جلي في المكان لكن دون التمكن من رؤية المتكلم أو المصدر الذي جاء منه . لقد عرفت هذه الظاهرة عبر التاريخ و هذه الظاهرة هي أيضاً من العوامل الأساسية التي تثبت وجود الأرواح و الكائنات الخفية الأخرى و تزيد من مصداقيتها . و وجب الذكر هنا أن الأصوات الغامضة غالباً ما رافقت حالات الصخب ( بولترجيست ) التي ذكرتها في الموضوع السابق .
غالباً ما تجسدت في جلسات تحضير الأرواح أصوات غريبة في المكان . و كانت هذه الأصوات تمثل أصحابها الحقيقيين . فإذا تم تحضير روح ألمهاتما غاندي مثلاً . كان صوته هو الذي يتجسد فعلاً .
كانت الجلسات الوسيطية تجري عادةً في الظلام الدامس . فالقوى الوسيطية لا يمكن أن تتجسد في حضور الضوء . لكن هذا لا يمنع الباحثين من اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع حصول أي عملية خداع يلجأ إليها الوسيط أو أي من مرافقيه .
أما من ناحية تجسد الأصوات الغريبة ، فلا يمكن للوسيط أن يتحايل في إظهارها لأنه كما هو معروف , فالأصوات تخرج من الفم . و كان الفم هو أول ما يخضع للمراقبة المشددة .
غالباً ما تجسدت في جلسات تحضير الأرواح أصوات غريبة في المكان . و كانت هذه الأصوات تمثل أصحابها الحقيقيين . فإذا تم تحضير روح ألمهاتما غاندي مثلاً . كان صوته هو الذي يتجسد فعلاً .
كانت الجلسات الوسيطية تجري عادةً في الظلام الدامس . فالقوى الوسيطية لا يمكن أن تتجسد في حضور الضوء . لكن هذا لا يمنع الباحثين من اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع حصول أي عملية خداع يلجأ إليها الوسيط أو أي من مرافقيه .
أما من ناحية تجسد الأصوات الغريبة ، فلا يمكن للوسيط أن يتحايل في إظهارها لأنه كما هو معروف , فالأصوات تخرج من الفم . و كان الفم هو أول ما يخضع للمراقبة المشددة .
أشهر الأمثلة التي يمكن ذكرها هي ظاهرة الوسيطة الروحية "غلاديس أوزبورن ليونارد " التي اشتهرت في الثلاثينات من القرن الماضي . كانت هذه السيدة خلال جلسة التحضير . تتكلم بصوتها العادي لكن بنفس الوقت يتجسد عدة أصوات أخرى , تنطلق دفعة واحدة مع كل كلمة تلفظها ! و قد تم تسجيل هذه الأصوات على جهاز الغرامافون . و تم دراستها بإمعان .
أشهر الوسطاء المجسدين للأصوات كان البريطاني "ليسلي فلنت" . لقد تم تسجيل الآلاف من الأصوات التي جسدها هذا الرجل خلال جلساته الروحية . و الأغرب هو أن هذه الأصوات كانت تتلفظ بلغات عديدة منها الصينية , العربية , الإسبانية , الفرنسية , و حتى لغات منقرضة منذ مئات السنين !.
حاولوا بجميع الوسائل الممكنة منع خروج الأصوات من هذا الرجل لكن دون جدوى . قاموا بوضع شريط لاصق على فمه بعد أن ملؤه بالقماش ثم ربطوا أيديه على الكرسي و كذلك رجليه .لكن الأصوات كانت تتجلى في حضوره !.
يبدو واضحاً أن ظاهرة الأصوات هي مرتبطة بشكل صميمي مع الشخص نفسه . هذا الشخص قد يكون وسيط روحي عمله هو تحضير الأرواح ، لكن بنفس الوقت قد يكون شخص عادي لديه هذه الموهبة لكنه لا يعلم بذلك . و هناك حوادث و أبحاث كثيرة أثبتت هذه النظرية . سأستشهد بحادثة حصلت في كندا في العام 1889م , تم دراستها من قبل الصحافي "بيرسي وود كوك" من صحيفة "بروكفيل ريكوردر تايمز" . قام 0اسة ظاهرة تجسدت عند عائلة كلارندون التي تبنت فتاة يتيمة في الحادية عشرة من عمرها . و لم يمض وقت على مجيئها للعيش في مزرعة العائلة حتى بدأت الظواهر الغريبة بالحصول .
أخذ الصحافي الفتاة إلى الإسطبل الموجود خلف المنزل للحديث معها على إنفراد . فقالت الفتاة فجأةً : " هل أنت حاضر يا سيدي " ؟ . و لم يمض وقت قصير حتى تجسد صوت رجل مجهول المصدر . و كان هذا الصوت يبعد عن الفتاة مسافة خمسة أقدام !. راح الصحافي يبحث جاهداً في زوايا الإسطبل لعله يجد السبب المنطقي لهذا الصوت لكنه لم يجد شيئاً .
فعاد إلى الفتاة و طلب منها أن تملأ فمها بالماء . لكن الصوت عاد من جديد !. أخذ الفتاة إلى المنزل حيث يوجد العديد من الأشخاص . و تمكنت من تجسيد الصوت ثانيةً !. و سمعه جميع الحاضرين . و كان هذا الصوت يتلفظ أحياناً بكلمات بذيئة !.
هل من الضرورة أن يوجد حنجرة و حبال صوتية حتى يصنع الصوت ؟ . يمكن للجواب أن يتجسد في الحقائق التالية .
أشهر الوسطاء المجسدين للأصوات كان البريطاني "ليسلي فلنت" . لقد تم تسجيل الآلاف من الأصوات التي جسدها هذا الرجل خلال جلساته الروحية . و الأغرب هو أن هذه الأصوات كانت تتلفظ بلغات عديدة منها الصينية , العربية , الإسبانية , الفرنسية , و حتى لغات منقرضة منذ مئات السنين !.
حاولوا بجميع الوسائل الممكنة منع خروج الأصوات من هذا الرجل لكن دون جدوى . قاموا بوضع شريط لاصق على فمه بعد أن ملؤه بالقماش ثم ربطوا أيديه على الكرسي و كذلك رجليه .لكن الأصوات كانت تتجلى في حضوره !.
يبدو واضحاً أن ظاهرة الأصوات هي مرتبطة بشكل صميمي مع الشخص نفسه . هذا الشخص قد يكون وسيط روحي عمله هو تحضير الأرواح ، لكن بنفس الوقت قد يكون شخص عادي لديه هذه الموهبة لكنه لا يعلم بذلك . و هناك حوادث و أبحاث كثيرة أثبتت هذه النظرية . سأستشهد بحادثة حصلت في كندا في العام 1889م , تم دراستها من قبل الصحافي "بيرسي وود كوك" من صحيفة "بروكفيل ريكوردر تايمز" . قام 0اسة ظاهرة تجسدت عند عائلة كلارندون التي تبنت فتاة يتيمة في الحادية عشرة من عمرها . و لم يمض وقت على مجيئها للعيش في مزرعة العائلة حتى بدأت الظواهر الغريبة بالحصول .
أخذ الصحافي الفتاة إلى الإسطبل الموجود خلف المنزل للحديث معها على إنفراد . فقالت الفتاة فجأةً : " هل أنت حاضر يا سيدي " ؟ . و لم يمض وقت قصير حتى تجسد صوت رجل مجهول المصدر . و كان هذا الصوت يبعد عن الفتاة مسافة خمسة أقدام !. راح الصحافي يبحث جاهداً في زوايا الإسطبل لعله يجد السبب المنطقي لهذا الصوت لكنه لم يجد شيئاً .
فعاد إلى الفتاة و طلب منها أن تملأ فمها بالماء . لكن الصوت عاد من جديد !. أخذ الفتاة إلى المنزل حيث يوجد العديد من الأشخاص . و تمكنت من تجسيد الصوت ثانيةً !. و سمعه جميع الحاضرين . و كان هذا الصوت يتلفظ أحياناً بكلمات بذيئة !.
هل من الضرورة أن يوجد حنجرة و حبال صوتية حتى يصنع الصوت ؟ . يمكن للجواب أن يتجسد في الحقائق التالية .
ظاهرة الأصوات الإلكترونية
منذ بدايات ظهور آلات التسجيل , بدأت محاولات عديدة لاستخدامها في مجال الأرواحيات . فتم تسجيل الكثير من الأصوات التي ظهرت تلقائياً في الجلسات الوسيطية . و هناك أرشيف هائل من الأصوات المسجلة على مدى قرن كامل . لكن هناك نوع آخر من البحث في هذه الظاهرة . و أطلقوا عليه اسم ظاهرة الأصوات الإلكترونية . و يقصد بها ظهور أصوات على آلات التسجيل دون حاجة لأن يكون هناك وسيط روحي ولا أي مناخ مشابه للجلسة الوسيطية . فكانت الأصوات تظهر تلقائياً على هذه الأجهزة !. كل ما عليهم فعله هو التثبيت على تردد معين و سوف يظهر صوت شاحب يعود لأحد الأشخاص المجهولين !.
أول من أهتم بهذا المجال هو الأنثروبولوجي الأمريكي "والد مار بوغوراس " فهو أول من قام بتسجيل الأصوات الروحية على آلة تسجيل كهربائية ( الغرامافون ) .
كان بوغوراس في رحلة إلى سيبيريا , ذهب لزيارة شاماني ( ساحر ) في قبيلة تشاوتشي ، و خلال حضوره إحدى جلسات تحضير الشاماني للأرواح ، في غرفة مظلمة حيث كان الساحر يضرب على الطبل و كانت الضربات تزيد و تزيد إلى أن دخل في غيبوبة ( حالة وعي بديلة ) . بدأ بعدها بوغوراس يسمع عدة أصوات مجهولة المصدر تظهر تلقائياً في زوايا مختلفة من الغرفة . تحدثت هذه الأصوات باللغة الروسية و الإنكليزية و لغات أخرى لا يعرفها لكنها تبدو هندية الأصل !. لكن في الجلسة التالية كان بوغوراس محضراً عدة التسجيل و بعد حضور هذه الأصوات . قام بتسجيلها بالإضافة إلى صوت الشاماني الذي كان واضحاً أن صوته مميز عن الأصوات الغريبة الأخرى .
بعد ذلك بخمسة و عشرين عاماً بدأ توماس أديسون ( مخترع المصباح الكهربائي ) مع زميله الدكتور هوتشنسون ، في مشروع صنع آلة تسجيلية مخصصة لالتقاط صوت الأرواح .( مع العلم أن أديسون نشأ في عائلة تتبع المذهب الأرواحي . أي يمارسون تحضير الأرواح ) . لكن أديسون مات قبل أن يحقق هدفه المنشود .
بقي الحال كذلك إلى أن جاء الوقت المناسب لظهور الاكتشاف الكبير في الخمسينات من القرن الماضي , كان ذلك بالصدفة , و على يد قسّين كاثوليكيين في إيطاليا . هما الأب أرنيتي و الأب جاميلي . لم يستطع أحد التعرف على هذه الحادثة قبل العام 1990م ، حيث كانت ممنوعة من النشر من قبل الكنيسة .
في 15 أيلول 1952م كان القسين يعملان على البحث في إرشيفات موسيقية قديمة و من ثم إعادة تسجيلها من جديد ( نقلها إلى آلة تسجيل أخرى ) . خلال تسجيل إحدى الترنيمات الموسيقية ، كان إحدى أسلاك الأجهزة ينقطع على الدوام مما أغضب الأب جاميلي الذي نظر إلى الأعلى و سأل والده المتوفي أن يساعده لكن المفاجئة الكبرى حصلت عندما سمع صوت والده يتجسد من خلال أجهزة الصوت !. قال الصوت بكل وضوح : " طبعأ سوف أساعدك .. فأنا دائماً معك "! . قاموا بإعادة التجربة محاولين زيادة صفاوة الصوت . فظهر الصوت من جديد قائلاً : لكن الصوت صاف يا زوتشيني ! ألا تعرف ذلك ؟! .زادت دهشة جاميلي ! فلا أحد يعلم باللقب زوتشيني سوى والده المتوفى الذي كان يناديه به !.
بعدها شعروا بالذنب الشديد . لأنه ممنوع على الراهب أن يتحدث مع الأرواح . فطلبوا مقابلة البابا بيوس الثاني عشر . و أخبروه عن ما جرى لهم . وحسب ما ورد في الوثيقة التي نشرت عام 1990م ، طمأنهم البابا قائلاً : " وجب أن لا تقلقوا حول هذا الأمر , إن ظهور الأصوات تلقائياً هي عبارة عن حقيقة علمية ثابتة و ليس لها أي علاقة بالأرواحية , فجهاز التسجيل هو عبارة عن آلة , و هذه الآلة تلتقط الترددات الصوتية و تسجلها مهما كان مصدرها !" .
أما الشهرة التي نالتها هذه الظاهرة , فجائت عن طريق مخرج الأفلام السويدي فردريك جورغنسون . حيث كان في عام 1959م يصور فيلم وثائقي عن الطبيعة . فقرر أن يقوم بتسجيل أصوات العصافير . و بعد الانتهاء من التسجيل ، عاد إلى تشغيل الشريط للتأكد من ما تم تسجيله , لكن الدهشة كانت عندما سمع صوت والدته المتوفاة بين أصوات زقزقة العصافير .
كانت والدته تكلمه باللغة الألمانية قائلة : " فريدريك .. أنت مراقب .. فريدي يا صغيري .. هل تستطيع سماعي ؟! ". بعد سماع صوت والدته , أدرك أنه قام بإكتشاف عظيم !. و منذ ذلك الوقت أجرى العديد من الأبحاث التي ساهمت بشكل كبير في إنشاء المبادىء الأساسية التي يرتكز عليها هذا الفرع الجديد في البحث العلمي !.
و منذ ذلك الحين , تم البحث في هذا المجال من قبل الكثير من الباحثين أشهرهم . الدكتور كونستانتين رودييف من الإتحاد السوفييتي , سارا أستيب من الولايات المتحدة , و رايموند كاس و جورج بونر من بريطانيا ... و توصلوا إلى حقائق مذهلة ساهمت كثيراً في إكمال الصورة العامة حول عالم الغيب .
طبعاً لا يمكن لهذه الحقائق أن تؤكد وجود الأرواح . رغم أنها مغرية جداً لذلك . لكننا في صدد إثبات حقيقة أنه ليس من الضرورة للأصوات أن تصدر من الحنجرة حصراً و لا من الحبال الصوتية أي ليس من الضرورة أن يكون لها أساس فيزيائي صلب !.
أما بخصوص الأبحاث التي تناولت ظاهرة الأصوات الإلكترونية , فأقرب تفسير منطقي يمكن الاعتماد عليه هو ما سماه الباحثين بظاهرة "الصوت الأبيض" White.noise . جاء هذا المصطلح من مفهوم اللون الأبيض الذي هو في الحقيقة نتيجة خلط جميع الألوان مع بعضها . أما الصوت الأبيض فيمكن له أن يحتوي على آلاف الأصوات مجتمعة في صوت واحد . لكنك في النهاية لا تستطيع سماع أي منها إلا إذا قمت بالبحث عن إحداها بالذات . لكي نفهم فكرة الصوت الأبيض , سنذكر المثل التالي : عندما تستمع للموسيقى القادمة من المذياع مثلاً ، و لاحظت أن الجيران يصدرون أصوات مزعجة تعطل عليك متعتك في الاستماع فتذهب مباشرةً إلى المذياع و تقوم بزيادة مستوى الصوت حتى تغطي على الأصوات الصادرة من الجيران . فتظن أن أصوات الجيران قد اختفت ، لكنها في الحقيقة لا زالت موجودة ، و بنفس الوتيرة العالية ، لكن زيادة صوت المذياع قد غطت عليها تماماً مما جعلك تسمع صوت الموسيقى فقط !. فمجموع الأصوات القادمة من الجيران و صوت المذياع يشكل صوت أبيض . أما بالنسبة للأصوات الغريبة التي يسمعونها على الأجهزة الإلكترونية فهي تلك التي يتطلب دقة كبيرة في استخراجها . حيث وجب على التردد أن يكون مناسباً لإظهارها . أما مصدر هذه الأصوات ، فهي من جوهر الشخص ذاته ! لكنه لا يشعر بذلك ، فالترددات هي منخفضة جداً يصعب على أذنه التقاطها ، فتتجسّد في الجهاز الإلكتروني !.
( هناك الكثير من الحالات التي يلتقط فيها جهاز راديو في إحدى المنازل ، أصوات الجيران الذين يبعدون عنهم عشرات الأمتار ، بالإضافة على حاجز الجدران ، مع العلم بأن الجيران لم يستخدموا جهاز إرسال أو أي وسيلة أخرى !. فالترددات الصوتية يمكنها إذاً التأثير على الأجهزة الإلكترونية دون حاجة للاستعانة بأي وسيلة إلكترونية مكنها من ذلك !) .
و قد اكتشف العلماء الطليان "روبيرتو بينزي" و " ألفونسو سوتيدا " و " أنجيلو فولبياني " في العام 1982م ، أنه هناك تردد خاص يساعد على إنتاج الظروف المناسبة للحصول على الأصوات الأثيرية . يسمى بالتردد الستوكاستيكي STOCHASTIC RESONANCE .
أما مصدر هذه الأصوات التي لا يمكن تجاهلها , فوجب معرفة ظاهرة أخرى قبل استيعاب هذا المفهوم . و هو ظاهرة " المجسمات الفكرية " THOUGHT FORMS ، و هذا ما سوف نفعله في الصفحات القادمة .
أول من أهتم بهذا المجال هو الأنثروبولوجي الأمريكي "والد مار بوغوراس " فهو أول من قام بتسجيل الأصوات الروحية على آلة تسجيل كهربائية ( الغرامافون ) .
كان بوغوراس في رحلة إلى سيبيريا , ذهب لزيارة شاماني ( ساحر ) في قبيلة تشاوتشي ، و خلال حضوره إحدى جلسات تحضير الشاماني للأرواح ، في غرفة مظلمة حيث كان الساحر يضرب على الطبل و كانت الضربات تزيد و تزيد إلى أن دخل في غيبوبة ( حالة وعي بديلة ) . بدأ بعدها بوغوراس يسمع عدة أصوات مجهولة المصدر تظهر تلقائياً في زوايا مختلفة من الغرفة . تحدثت هذه الأصوات باللغة الروسية و الإنكليزية و لغات أخرى لا يعرفها لكنها تبدو هندية الأصل !. لكن في الجلسة التالية كان بوغوراس محضراً عدة التسجيل و بعد حضور هذه الأصوات . قام بتسجيلها بالإضافة إلى صوت الشاماني الذي كان واضحاً أن صوته مميز عن الأصوات الغريبة الأخرى .
بعد ذلك بخمسة و عشرين عاماً بدأ توماس أديسون ( مخترع المصباح الكهربائي ) مع زميله الدكتور هوتشنسون ، في مشروع صنع آلة تسجيلية مخصصة لالتقاط صوت الأرواح .( مع العلم أن أديسون نشأ في عائلة تتبع المذهب الأرواحي . أي يمارسون تحضير الأرواح ) . لكن أديسون مات قبل أن يحقق هدفه المنشود .
بقي الحال كذلك إلى أن جاء الوقت المناسب لظهور الاكتشاف الكبير في الخمسينات من القرن الماضي , كان ذلك بالصدفة , و على يد قسّين كاثوليكيين في إيطاليا . هما الأب أرنيتي و الأب جاميلي . لم يستطع أحد التعرف على هذه الحادثة قبل العام 1990م ، حيث كانت ممنوعة من النشر من قبل الكنيسة .
في 15 أيلول 1952م كان القسين يعملان على البحث في إرشيفات موسيقية قديمة و من ثم إعادة تسجيلها من جديد ( نقلها إلى آلة تسجيل أخرى ) . خلال تسجيل إحدى الترنيمات الموسيقية ، كان إحدى أسلاك الأجهزة ينقطع على الدوام مما أغضب الأب جاميلي الذي نظر إلى الأعلى و سأل والده المتوفي أن يساعده لكن المفاجئة الكبرى حصلت عندما سمع صوت والده يتجسد من خلال أجهزة الصوت !. قال الصوت بكل وضوح : " طبعأ سوف أساعدك .. فأنا دائماً معك "! . قاموا بإعادة التجربة محاولين زيادة صفاوة الصوت . فظهر الصوت من جديد قائلاً : لكن الصوت صاف يا زوتشيني ! ألا تعرف ذلك ؟! .زادت دهشة جاميلي ! فلا أحد يعلم باللقب زوتشيني سوى والده المتوفى الذي كان يناديه به !.
بعدها شعروا بالذنب الشديد . لأنه ممنوع على الراهب أن يتحدث مع الأرواح . فطلبوا مقابلة البابا بيوس الثاني عشر . و أخبروه عن ما جرى لهم . وحسب ما ورد في الوثيقة التي نشرت عام 1990م ، طمأنهم البابا قائلاً : " وجب أن لا تقلقوا حول هذا الأمر , إن ظهور الأصوات تلقائياً هي عبارة عن حقيقة علمية ثابتة و ليس لها أي علاقة بالأرواحية , فجهاز التسجيل هو عبارة عن آلة , و هذه الآلة تلتقط الترددات الصوتية و تسجلها مهما كان مصدرها !" .
أما الشهرة التي نالتها هذه الظاهرة , فجائت عن طريق مخرج الأفلام السويدي فردريك جورغنسون . حيث كان في عام 1959م يصور فيلم وثائقي عن الطبيعة . فقرر أن يقوم بتسجيل أصوات العصافير . و بعد الانتهاء من التسجيل ، عاد إلى تشغيل الشريط للتأكد من ما تم تسجيله , لكن الدهشة كانت عندما سمع صوت والدته المتوفاة بين أصوات زقزقة العصافير .
كانت والدته تكلمه باللغة الألمانية قائلة : " فريدريك .. أنت مراقب .. فريدي يا صغيري .. هل تستطيع سماعي ؟! ". بعد سماع صوت والدته , أدرك أنه قام بإكتشاف عظيم !. و منذ ذلك الوقت أجرى العديد من الأبحاث التي ساهمت بشكل كبير في إنشاء المبادىء الأساسية التي يرتكز عليها هذا الفرع الجديد في البحث العلمي !.
و منذ ذلك الحين , تم البحث في هذا المجال من قبل الكثير من الباحثين أشهرهم . الدكتور كونستانتين رودييف من الإتحاد السوفييتي , سارا أستيب من الولايات المتحدة , و رايموند كاس و جورج بونر من بريطانيا ... و توصلوا إلى حقائق مذهلة ساهمت كثيراً في إكمال الصورة العامة حول عالم الغيب .
طبعاً لا يمكن لهذه الحقائق أن تؤكد وجود الأرواح . رغم أنها مغرية جداً لذلك . لكننا في صدد إثبات حقيقة أنه ليس من الضرورة للأصوات أن تصدر من الحنجرة حصراً و لا من الحبال الصوتية أي ليس من الضرورة أن يكون لها أساس فيزيائي صلب !.
أما بخصوص الأبحاث التي تناولت ظاهرة الأصوات الإلكترونية , فأقرب تفسير منطقي يمكن الاعتماد عليه هو ما سماه الباحثين بظاهرة "الصوت الأبيض" White.noise . جاء هذا المصطلح من مفهوم اللون الأبيض الذي هو في الحقيقة نتيجة خلط جميع الألوان مع بعضها . أما الصوت الأبيض فيمكن له أن يحتوي على آلاف الأصوات مجتمعة في صوت واحد . لكنك في النهاية لا تستطيع سماع أي منها إلا إذا قمت بالبحث عن إحداها بالذات . لكي نفهم فكرة الصوت الأبيض , سنذكر المثل التالي : عندما تستمع للموسيقى القادمة من المذياع مثلاً ، و لاحظت أن الجيران يصدرون أصوات مزعجة تعطل عليك متعتك في الاستماع فتذهب مباشرةً إلى المذياع و تقوم بزيادة مستوى الصوت حتى تغطي على الأصوات الصادرة من الجيران . فتظن أن أصوات الجيران قد اختفت ، لكنها في الحقيقة لا زالت موجودة ، و بنفس الوتيرة العالية ، لكن زيادة صوت المذياع قد غطت عليها تماماً مما جعلك تسمع صوت الموسيقى فقط !. فمجموع الأصوات القادمة من الجيران و صوت المذياع يشكل صوت أبيض . أما بالنسبة للأصوات الغريبة التي يسمعونها على الأجهزة الإلكترونية فهي تلك التي يتطلب دقة كبيرة في استخراجها . حيث وجب على التردد أن يكون مناسباً لإظهارها . أما مصدر هذه الأصوات ، فهي من جوهر الشخص ذاته ! لكنه لا يشعر بذلك ، فالترددات هي منخفضة جداً يصعب على أذنه التقاطها ، فتتجسّد في الجهاز الإلكتروني !.
( هناك الكثير من الحالات التي يلتقط فيها جهاز راديو في إحدى المنازل ، أصوات الجيران الذين يبعدون عنهم عشرات الأمتار ، بالإضافة على حاجز الجدران ، مع العلم بأن الجيران لم يستخدموا جهاز إرسال أو أي وسيلة أخرى !. فالترددات الصوتية يمكنها إذاً التأثير على الأجهزة الإلكترونية دون حاجة للاستعانة بأي وسيلة إلكترونية مكنها من ذلك !) .
و قد اكتشف العلماء الطليان "روبيرتو بينزي" و " ألفونسو سوتيدا " و " أنجيلو فولبياني " في العام 1982م ، أنه هناك تردد خاص يساعد على إنتاج الظروف المناسبة للحصول على الأصوات الأثيرية . يسمى بالتردد الستوكاستيكي STOCHASTIC RESONANCE .
أما مصدر هذه الأصوات التي لا يمكن تجاهلها , فوجب معرفة ظاهرة أخرى قبل استيعاب هذا المفهوم . و هو ظاهرة " المجسمات الفكرية " THOUGHT FORMS ، و هذا ما سوف نفعله في الصفحات القادمة .
تجسيد مجسمات الأشباح
و مادة الأكتوبلازم
ECTOPLASM
أما الحالات الأكثر ندرة فهي القدرة على تجسيد مجسمات لأشياء أو أشخاص أو حيوانات . حيث يمكن لمسها أو التحدث معها أحياناً . و هذه المجسمات تتشكل بواسطة مادة بلازمية تصدر من الوسيط يسمونها "الأكتوبلازم" ECTOPLASM . و هي عبارة عن مادة بلازمية بيضاء تخرج من فم الوسيط أو مناطق أخرى من جسمه . لا يمكن رؤيتها سوى بالتصوير بأشعة تحت الحمراء . بعد أن تخرج و تتكاثف تبدأ بعدها باتخاذ شكل معين يمكن أن يكون مجسم كامل لشخص أو كائن أو أي شيء آخر .
مادة الأكتوبلازم تخرج من فم الوسيط ( كما هو مبيّن في الصورتين ) ثم تبدأ باتخاذ شكل معيّن غالباً ما يكون شكل الروح المراد استحضارها !
هذه المادة لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة ، و لا يمكنها التجسّد في الضوء ، حيث وجب أن يسود الظلام التام !
أما الصور المأخوذة لمادة الأكتوبلاوم ، فهي مأخوذة بآلات تصوير تعمل على أشعة تحت الحمراء .
أكتشف البارون فون شرينك نوتزنغ , فيزيائي من ميونخ ألمانيا , أن الأكتوبلازم هو عبارة عن مادة تحتوي على كريات دموية بيضاء شفافة أو خلايا صادرة من أنسجة الجلد . و المدهش في الأمر هو أن هذه المادة مصدرها ليس الوسيط فقط بل تأتي من جميع الحاضرين في الجلسة الوسيطية و تتجمع لتكوّن شكل أو مجسّم ثلاثي الأبعاد !.
البروفيسور و.ج.كروفورد كان محاضراً في الهندسة الميكانيكية في جامعة كوينز في بلفاست , بريطانيا , أجرى الكثير من الأبحاث الطويلة و الدقيقة على هذه المادة الغريبة . و كتب ثلاثة كتب رائعة نالت شهرة واسعة في تلك الفترة . " حقيقة الظواهر الروحية 1916م " و " تجارب و إختبارات في علم الروحانيات 1919م " و " البنية الروحية في دائرة غولير 1921م " .
و وجد أنه أثناء عملية التجسد الأكتوبلازمي ينخفض وزن الوسيط من 120 رطل إلى 66 رطل . و هناك حالات ينخفض فيها وزن كل من الوسيط و الحاضرين في الجلسة و يبدو أن المادة قد سحبت من أجسام جميع الحاضرين لتكون الشكل المتجسد !.
فخلال تجاربه الخاصة , اكتشف أن وزن الحاضرين في الجلسة انخفض إلى 15 كيلوغرام . مع العلم أن الحاضرين في تجربته هذه كانوا خمسة عشر فيزيائي و عالم نفس و غيرهم من رجال العلم الذين يشكلون فريق عمله .
أحد علماء النفس المشهورين الذي درس المادة الأكتوبلازمية كان البروفيسور شارل ريشيه , بروفيسور في علم النفس في السوربون بباريس ، و الحائز على جائزة نوبل ، و هو أول من أطلق اسم الأكتوبلازم على هذه المادة الغامضة .
ففي المرحلة الأولى من انبثاقها من جسد الوسيط لاحظ ريشيه أنها غير مرئية و لا يمكن لمسها أو إدراكها . لكن مع ذلك يمكن قياس وزنها و تصويرها بواسطة الأشعة تحت الحمراء . أما في المرحلة الثانية فتصبح مادة بخارية أو سائلة أو حتى جامدة أحياناً . فيمكن لمسها و رؤيتها . و تبدو كأنها نسيج كثيف مصنوع من خيط العنكبوت .
علق البروفيسور ريشيه على تجاهل العلم المنهجي لهذه المادة قائلاً :
" هناك إثباتات دامغة و مفيدة على أن التجسد الأكتوبلازمي هو حقيقة ملموسة ، و بالتالي وجب إعتبارها حقيقة علمية رسمية . رغم أننا لا نستطيع فهمها .. إنها من السخافة أن تعتبر الحقيقة الثابتة عبارة عن سخافة !."
ريشيه 1927م
اكتشف البروفيسور كروفورد أن جميع الظواهر الروحية التي تحصل أثناء الجلسة الوسيطية ( مثل رفع الطاولة في الهواء أو غيرها من أشياء ) هو بفعل المادة الأكتوبلازمية المنبثقة من الوسيط ... و في كتابه الذي بعنوان ( البنى الروحية ) ظهر الكثير من الصور التي تبين مادة الأكتوبلازم التي تعمل على رفع الأشياء .
إحدى أهم الميزات التي تتميز بها مادة الأكتوبلازم هو أنها حساسة جداً للضوء . لدرجة أنه إذا تم تسليط ضوء مفاجىء ( فلاش كاميرا ) عليها ، تتراجع هذه المادة بسرعة خاطفة إلى جسم الوسيط كما تفعل مادة المطاط !. و قد ينتج عن ذلك جروح أو كدمات أو حتى نزيف يصاب به الوسيط و من أجل هذا نرى أن الوسطاء يفضلون العمل في الظلام حيث يمكن مشاهدة مادة الأكتوبلازم بعد تصويرها بالأشعة تحت الحمراء.
أكتشف البارون فون شرينك نوتزنغ , فيزيائي من ميونخ ألمانيا , أن الأكتوبلازم هو عبارة عن مادة تحتوي على كريات دموية بيضاء شفافة أو خلايا صادرة من أنسجة الجلد . و المدهش في الأمر هو أن هذه المادة مصدرها ليس الوسيط فقط بل تأتي من جميع الحاضرين في الجلسة الوسيطية و تتجمع لتكوّن شكل أو مجسّم ثلاثي الأبعاد !.
إحدى أهم الميزات التي تتميز بها مادة الأكتوبلازم هو أنها حساسة جداً للضوء . لدرجة أنه إذا تم تسليط ضوء مفاجىء ( فلاش كاميرا ) عليها ، تتراجع هذه المادة بسرعة خاطفة إلى جسم الوسيط كما تفعل مادة المطاط !. و قد ينتج عن ذلك جروح أو كدمات أو حتى نزيف يصاب به الوسيط و من أجل هذا نرى أن الوسطاء يفضلون العمل في الظلام حيث يمكن مشاهدة مادة الأكتوبلازم بعد تصويرها بالأشعة تحت الحمراء.
أكتشف البارون فون شرينك نوتزنغ , فيزيائي من ميونخ ألمانيا , أن الأكتوبلازم هو عبارة عن مادة تحتوي على كريات دموية بيضاء شفافة أو خلايا صادرة من أنسجة الجلد . و المدهش في الأمر هو أن هذه المادة مصدرها ليس الوسيط فقط بل تأتي من جميع الحاضرين في الجلسة الوسيطية و تتجمع لتكوّن شكل أو مجسّم ثلاثي الأبعاد !.
الوسيطة فلورنس كوك في حالة غيبوبة ( حالة وعي بديلة ) بينما مجسم أكتوبلازمي في حالة تشكّل . ( اشتهرت مارغريت بتجسيد شخصية تدعى "كيتي كينغ" !. و اشتهرت هذه الشخصية الأكتوبلازمية ( الشبح ) بتجسّدها
و كأنها شخصية حقيقية !.
صورة شبح "كيتي كينغ"
بعد اكتمال مظهرها . و يبدو أن أحد الباحثين يتلمس يديها خلال قيامه 0اسة هذه الظاهرة .
البروفيسور و.ج.كروفورد كان محاضراً في الهندسة الميكانيكية في جامعة كوينز في بلفاست , بريطانيا , أجرى الكثير من الأبحاث الطويلة و الدقيقة على هذه المادة الغريبة . و كتب ثلاثة كتب رائعة نالت شهرة واسعة في تلك الفترة . " حقيقة الظواهر الروحية 1916م " و " تجارب و إختبارات في علم الروحانيات 1919م " و " البنية الروحية في دائرة غولير 1921م " .
و وجد أنه أثناء عملية التجسد الأكتوبلازمي ينخفض وزن الوسيط من 120 رطل إلى 66 رطل . و هناك حالات ينخفض فيها وزن كل من الوسيط و الحاضرين في الجلسة و يبدو أن المادة قد سحبت من أجسام جميع الحاضرين لتكون الشكل المتجسد !.
شخصية أخرى متجسدة على شكل امرأة عجوز ! و قد تحدثت مع الحاضرين وكأنها شخصية حقيقية !.
فخلال تجاربه الخاصة , اكتشف أن وزن الحاضرين في الجلسة انخفض إلى 15 كيلوغرام . مع العلم أن الحاضرين في تجربته هذه كانوا خمسة عشر فيزيائي و عالم نفس و غيرهم من رجال العلم الذين يشكلون فريق عمله .
أحد علماء النفس المشهورين الذي درس المادة الأكتوبلازمية كان البروفيسور شارل ريشيه , بروفيسور في علم النفس في السوربون بباريس ، و الحائز على جائزة نوبل ، و هو أول من أطلق اسم الأكتوبلازم على هذه المادة الغامضة .
ففي المرحلة الأولى من انبثاقها من جسد الوسيط لاحظ ريشيه أنها غير مرئية و لا يمكن لمسها أو إدراكها . لكن مع ذلك يمكن قياس وزنها و تصويرها بواسطة الأشعة تحت الحمراء . أما في المرحلة الثانية فتصبح مادة بخارية أو سائلة أو حتى جامدة أحياناً . فيمكن لمسها و رؤيتها . و تبدو كأنها نسيج كثيف مصنوع من خيط العنكبوت .
علق البروفيسور ريشيه على تجاهل العلم المنهجي لهذه المادة قائلاً :
" هناك إثباتات دامغة و مفيدة على أن التجسد الأكتوبلازمي هو حقيقة ملموسة ، و بالتالي وجب إعتبارها حقيقة علمية رسمية . رغم أننا لا نستطيع فهمها .. إنها من السخافة أن تعتبر الحقيقة الثابتة عبارة عن سخافة !."
ريشيه 1927م
اكتشف البروفيسور كروفورد أن جميع الظواهر الروحية التي تحصل أثناء الجلسة الوسيطية ( مثل رفع الطاولة في الهواء أو غيرها من أشياء ) هو بفعل المادة الأكتوبلازمية المنبثقة من الوسيط ... و في كتابه الذي بعنوان ( البنى الروحية ) ظهر الكثير من الصور التي تبين مادة الأكتوبلازم التي تعمل على رفع الأشياء .
لاحظوا المادة الاكتوبلازمية المتشكلة تحت كل من الطاولتين ..
إحدى أهم الميزات التي تتميز بها مادة الأكتوبلازم هو أنها حساسة جداً للضوء . لدرجة أنه إذا تم تسليط ضوء مفاجىء ( فلاش كاميرا ) عليها ، تتراجع هذه المادة بسرعة خاطفة إلى جسم الوسيط كما تفعل مادة المطاط !. و قد ينتج عن ذلك جروح أو كدمات أو حتى نزيف يصاب به الوسيط و من أجل هذا نرى أن الوسطاء يفضلون العمل في الظلام حيث يمكن مشاهدة مادة الأكتوبلازم بعد تصويرها بالأشعة تحت الحمراء.
ظاهرة الصور الفوتوغرافية الفكرية
Thoughtography
في بدايات القرن التاسع عشر , طافت إلى السطح ظاهرة غريبة مثيرة للاهتمام . هذه الظاهرة تتمثل بصور فوتوغرافية يظهر فيها أشكال و أجسام شاحبة تعود لأشخاص أو أشياء ليست لها علاقة بالصورة أساساً !. عرفت هذه الظاهرة منذ بدايات ظهور التصوير الفوتوغرافي . لكنها لم تنل الاهتمام الكافي , و بقيت عبارة عن اجتهادات فردية أشهرها كانت أعمال " فردريك . أ . هدسون " الذي أعتبر من أشهر المصورين الأرواحيين في بريطانيا . بدأ بإظهار الصور الفكرية Thoughtograph في العام 1872م . و خضعت صوره الفوتوغرافية لاختبارات عديدة من قبل مختصّين في التصوير , لكنهم لم يجدوا ما يشير إلى عامل الخداع أو التزوير من أي نوع !.
أما محرر " المجلة البريطانية للتصوير الفوتوغرافي " , فقد حقق شخصياً بهذه الظاهرة , و بالرغم من أنه جلب معه أدواته الخاصة بالإضافة إلى آلة التصوير و اللوائح و المواد الكيماوية , إلا أنه خرج مدهوشاً ! حيث انطبعت على الصور التي ألتقطها أشكال و أجسام شاحبة تعود لأشخاص و أشياء مختلفة !.
أما أهم زبائن السيد فردريك هدسون , فكان الدكتور ألفرد ولاس , الذي أخذ عدة صور عنده و ظهرت فيها والدته المتوفية !.
أما في الولايات المتحدة , فأشتهر بهذا النوع من التصوير , السيد وليام . هـ . مملر. هو أيضاً كان يستخرج صور الأرواح المطبوعة على الصور الفوتوغرافية . و قد حوكم عدة مرات بتهمة الخداع و التزوير , لكنه كان يخرج دائماً بحكم البراءة ! لأنه لم يجد القاضي ما يثبت إدانته ! فالصور كانت صحيحة مئة بالمئة !.
عادت هذه الظاهرة إلى الساحة ثانيةً في العام 1910م , حيث نشر الدكتور " توموكيشي فوكوراي " البروفيسور في كلية الآداب بجامعة طوكيو الملكية , اليابان , كتاب نال شهرة واسعة , لكنه بنفس الوقت كان سبباً في نهاية حياته المهنية !.
أجرى هذا الرجل سلسلة طويلة من التجارب و الإختبارات على ظاهرة " الصور الفكرية " . و أدى نشر نتائجها إلى استنهاض جو من العدائية لا مثيل له بين الأوساط الأكاديمية اليابانية !. مما أجبره على الاستقالة من منصبه !. تُرجمت أبحاثه إلى اللغة الإنكليزية في العام 1931م ، و كان بعنوان : " الروح و العالم الغامض " . و رغم أن هذه الأبحاث أظهرت أساليب علمية مستقيمة و رفيعة المستوى , إلا أن الأفرع العلمية الغربية التي تناولت الماورائيات ( مثل جمعية الأبحاث الروحية ) لم تكن محضّرة للتعامل مع هذا المفهوم الجديد !.
أجرى هذا الرجل سلسلة طويلة من التجارب و الإختبارات على ظاهرة " الصور الفكرية " . و أدى نشر نتائجها إلى استنهاض جو من العدائية لا مثيل له بين الأوساط الأكاديمية اليابانية !. مما أجبره على الاستقالة من منصبه !. تُرجمت أبحاثه إلى اللغة الإنكليزية في العام 1931م ، و كان بعنوان : " الروح و العالم الغامض " . و رغم أن هذه الأبحاث أظهرت أساليب علمية مستقيمة و رفيعة المستوى , إلا أن الأفرع العلمية الغربية التي تناولت الماورائيات ( مثل جمعية الأبحاث الروحية ) لم تكن محضّرة للتعامل مع هذا المفهوم الجديد !.
ظاهرة " تيد سيروز "
منذ قضية الدكتور" فوكوراي " , ظهرت أعمال فردية مختلفة لكنها قليلة الأهمية و لم يكن لها أي صفة رسمية . و بقيت الحال كذلك حتى الخمسينات من القرن الماضي حيث ظهرت إلى السطح من جديد ! و كان ظهورها قوياً نال اهتمام الباحثين الذين تناولوه بجدية هذه المرة !.
لقد اكتشفت موهبة غريبة عند أحد الأشخاص تتمثل بالقدرة على إظهار مجسمات فكرية في الصور الفوتوغرافية !. يدعى " تيد سيروز " , مواطن عادي من شيكاغو الولايات المتحدة .
ظهرت عنده هذه الموهبة بالصدفة , عندما كان صديقه يحاول تنويمه مغناطيسياً حتى يتمكن من اكتشاف مكامن الكنوز في إحدى ضواحي شيكاغو .
لاحظ "سيروز" أثناء دخوله في حالة وعي بديلة ( نوم مغناطيسي ) أنه يستطيع رؤية المكان الذي يفكر به و كأنه متجسد أمامه على جدار الغرفة ! و ليس في ذهنه !. ( أي أن الفكرة التي وجب أن تتجسد في ذهنه قد تجسدت خارج رأسه ) .
طلب من صديقه أن يوجه آلة التصوير الفوريّة ( بولارويد ) نحو الجدار و يأخذ صورة لنقطة معينة أشار إليها "سيروز" , فتم ذلك بالفعل , و عندما خرجت الصورة , كانت المفاجأة بانتظارهم ! فقد ظهر في الصورة أشكال و مجسمات وجب ألا تكون في الصورة , بل في ذهن "سيروز" فقط !. ( أي أن ما كان يفكر به "سيروز" قد تجسد على الصورة بشكل فعلي ) .
سمع بهذه الظاهرة أعضاء جمعية الأبحاث الروحية في إلينوي . و نجحوا في إقناع عالم النفس المتشكك الدكتور "جول أيسنبوند" في دراسة هذه القضية و التأكد من صحتها . و خلال حضوره إحدى استعراضات "تيد سيروز" , و بعد محاولات كثيرة فاشلة , تمكن سيروز في النهاية من إظهار صورة فكرية ناجحة أمام الدكتور أيسنبود الذي لم يكن يتوقع حصولها أبداً !.
بعد ما شاهده الدكتور أمام عينيه , دعى سيروز إلى زيارة مكتبه في دنفر لإقامة بعض الاختبارات الإضافية لكن هذه الاختبارات استغرقت سنتين كاملتين ! و خرج الدكتور بنتائج مثيرة , نشرها في كتابه الشهير الذي حمل العنوان : " عالم تيد سيروز " ( نشر في عام 1966م ) .
كانت هذه الصور الفكرية بالنسبة للدكتور "أيسنبود" عبارة عن تجسيدات من نوع خاص , تتبع نفس النموذج الذي اتبعته القدرات التجسيدية التي سادت عند القدماء ( مراجع كثير تذكر أن المصريين القدماء , بالإضافة إلى حضارات كثيرة أخرى حول العالم , كان لديهم قدرات مشابهة في تجسيد الأجسام على الجدران !. و يمكن تشبيه هذه الظاهرة بالقدرة على التجسيد الأكتوبلازمي عند بعض محضري الأرواح المذكورين في هذه الدراسة ) .
خضع تيد سيروز لاختبارات عديدة أقامتها مؤسسات علمية مختلفة , أهمها كان قسم الباراسيكولوجيا في جامعة فرجينيا الطبّية , و قد فشلوا جميعاً في إيجاد ما يشير إلى الاحتيال أو أعمال خفة من أي نوع !.
و رغم ذلك كله , فقد تعرض الدكتور أيسنبود إلى حملة تكذيب هائلة من قبل المجتمع العلمي الأكاديمي !.
لقد اكتشفت موهبة غريبة عند أحد الأشخاص تتمثل بالقدرة على إظهار مجسمات فكرية في الصور الفوتوغرافية !. يدعى " تيد سيروز " , مواطن عادي من شيكاغو الولايات المتحدة .
ظهرت عنده هذه الموهبة بالصدفة , عندما كان صديقه يحاول تنويمه مغناطيسياً حتى يتمكن من اكتشاف مكامن الكنوز في إحدى ضواحي شيكاغو .
لاحظ "سيروز" أثناء دخوله في حالة وعي بديلة ( نوم مغناطيسي ) أنه يستطيع رؤية المكان الذي يفكر به و كأنه متجسد أمامه على جدار الغرفة ! و ليس في ذهنه !. ( أي أن الفكرة التي وجب أن تتجسد في ذهنه قد تجسدت خارج رأسه ) .
طلب من صديقه أن يوجه آلة التصوير الفوريّة ( بولارويد ) نحو الجدار و يأخذ صورة لنقطة معينة أشار إليها "سيروز" , فتم ذلك بالفعل , و عندما خرجت الصورة , كانت المفاجأة بانتظارهم ! فقد ظهر في الصورة أشكال و مجسمات وجب ألا تكون في الصورة , بل في ذهن "سيروز" فقط !. ( أي أن ما كان يفكر به "سيروز" قد تجسد على الصورة بشكل فعلي ) .
سمع بهذه الظاهرة أعضاء جمعية الأبحاث الروحية في إلينوي . و نجحوا في إقناع عالم النفس المتشكك الدكتور "جول أيسنبوند" في دراسة هذه القضية و التأكد من صحتها . و خلال حضوره إحدى استعراضات "تيد سيروز" , و بعد محاولات كثيرة فاشلة , تمكن سيروز في النهاية من إظهار صورة فكرية ناجحة أمام الدكتور أيسنبود الذي لم يكن يتوقع حصولها أبداً !.
بعد ما شاهده الدكتور أمام عينيه , دعى سيروز إلى زيارة مكتبه في دنفر لإقامة بعض الاختبارات الإضافية لكن هذه الاختبارات استغرقت سنتين كاملتين ! و خرج الدكتور بنتائج مثيرة , نشرها في كتابه الشهير الذي حمل العنوان : " عالم تيد سيروز " ( نشر في عام 1966م ) .
كانت هذه الصور الفكرية بالنسبة للدكتور "أيسنبود" عبارة عن تجسيدات من نوع خاص , تتبع نفس النموذج الذي اتبعته القدرات التجسيدية التي سادت عند القدماء ( مراجع كثير تذكر أن المصريين القدماء , بالإضافة إلى حضارات كثيرة أخرى حول العالم , كان لديهم قدرات مشابهة في تجسيد الأجسام على الجدران !. و يمكن تشبيه هذه الظاهرة بالقدرة على التجسيد الأكتوبلازمي عند بعض محضري الأرواح المذكورين في هذه الدراسة ) .
خضع تيد سيروز لاختبارات عديدة أقامتها مؤسسات علمية مختلفة , أهمها كان قسم الباراسيكولوجيا في جامعة فرجينيا الطبّية , و قد فشلوا جميعاً في إيجاد ما يشير إلى الاحتيال أو أعمال خفة من أي نوع !.
و رغم ذلك كله , فقد تعرض الدكتور أيسنبود إلى حملة تكذيب هائلة من قبل المجتمع العلمي الأكاديمي !.
طلب الباحثين من سيروز في إحدى المناسبات أن يظهر لهم صورة فكرية لبيت الأوبرا الموجود في مدينة كولورادو القديمة ، و حددوا منطقة معيّنة هي الإسطبل التابع للأوبرا . الصورة المقابلة تمثل صورة الإسطبل الحقيقية ، بينما الصورة الأخرى تمثّل الصورة الفكرية للإسطبل !.
الصورة الأولى على اليمين هي عبارة عن صورة فكرية لفندق الهيلتون في مدينة دنفر . الغريب في
الأمر هو أنه لا يمكن التقاط صورة للفندق من الزاوية التي أخذت فيها هذه الصورة !. حيث أنها أخذت
من نقطة موجودة في الهواء ! ( أي كأنّ المصوّر يحلّق في الهواء ) . و في هذه النقطة بالذات كان
عقل سيروز موجود عندما فكّر بالفندق قبل إظهارها لآلة التصوير !.
أما الصورة الأخرى ، فهي لمبنى الكابيتول في واشنطن . و الحال ذاتها مع نقطة التقاط الصورة !.
( ملاحظة : هذه الصورة هي عبارة عن صور فكرية . لذلك ، فرداءة ظهورها هو ليس بسبب الطباعة )
الأمر هو أنه لا يمكن التقاط صورة للفندق من الزاوية التي أخذت فيها هذه الصورة !. حيث أنها أخذت
من نقطة موجودة في الهواء ! ( أي كأنّ المصوّر يحلّق في الهواء ) . و في هذه النقطة بالذات كان
عقل سيروز موجود عندما فكّر بالفندق قبل إظهارها لآلة التصوير !.
أما الصورة الأخرى ، فهي لمبنى الكابيتول في واشنطن . و الحال ذاتها مع نقطة التقاط الصورة !.
( ملاحظة : هذه الصورة هي عبارة عن صور فكرية . لذلك ، فرداءة ظهورها هو ليس بسبب الطباعة )
تجربة فيليب
Philip Experiment
جاء اسم هذه التجربة من شخصية خيالية تدعى فيليب . أجراها مجموعة من الباراسايكولوجيين في كندا , في بداية السبعينات من القرن الماضي , و كشفت نتائجها عن ظاهرة مثيرة تمثل الجواب الحاسم و النهائي على الأسئلة العديدة حول حقيقة الأرواح و الأشباح !..
أثبتت النتيجة أنه لا يوجد شيئاً اسمه أشباح أو أرواح !.. بل إرادة الإنسان يمكنها صنع روح أو شبح أو جن أو غيرها من كائنات خفيّة , و ذلك من خلال الاعتماد على عامل التوقع و الخيال و الأهم من ذلك كله ما يسمى بظاهرة " المجسمات الفكرية " Thought Forms , و هذا ما سوف نتناوله بالتفصيل لاحقاً . أما الآن , دعونا نتعرف على مجريات تجربة "فيليب".
تتألف المجموعة من ثمانية أشخاص هم أعضاء في جمعية تورونتو للأبحاث الماورائية ... و لا أحد منهم هو موهوب بأي قدرة عقلية غير مألوفة . ( جميعهم أشخاص عاديين ) . بدأت المجموعة في عملية ابتكار شخصية خيالية ليس لها أي علاقة بالواقع الحقيقي . و الرجل الخيالي " فيليب " ليس له أي أساس في التاريخ الماضي ولا الحديث . و بكلمة أخرى نقول : " أنها شخصية وهمية ليس لها أي أساس ".
بدؤوا أولاً بابتكار الاسم , فأطلقوا عليه اسم " فيليب " . ثم ابتكروا تاريخه الشخصي من خلال قصة خيالية صنعوها بأنفسهم . و بعد وضع كل التفاصيل عن هذه الشخصية الوهمية , بالإضافة إلى تاريخه الخيالي الحافل بالأحداث الوهمية , بدأ القسم العملي من التجربة . كان ذلك في أيلول من علم 1972م . راحوا يقيمون جلسات منتظمة بهدف تحضير روح " فيليب " !. وكانت هذه الجلسات مشابهة نوعاً ما لتلك التي أقامها الوسطاء في الماضي لتحضير الأرواح . حيث كانوا يجلسون حول طاولة , في جو يسوده الهدوء . لكن طريقتهم في التحضير كانت مختلفة حيث أنهم لم يقرؤوا الأقسام أو يستخدموا البخور أو الطلاسم أو غيرها من وسائل التحضير التقليدية . كل ما فعلوه هو التأمل و تصور شخصية " فيليب " , و بين الحين و الآخر يطلبون من " فيليب " أن يحضر إلى الجلسة !.
بعد محاولات عديدة استغرقت عدة شهور , لم يحصلوا على أي نتيجة تذكر. فروح "فيليب" لم تحضر أبداً !.
بعد مرور فترة طويلة من الزمن و محاولات عديدة فاشلة , قرروا في النهاية تقليد تجربة عالم النفس البريطاني " كينيث . ج . بارشلدور " الذي توصل إلى استنتاج من خلال تجاربه , أنه وجب وجود عوامل محددة حتى تنجح عملية تحضير الروح . منها مثلاً , أن وجود أي حالة تشكيك بين الأعضاء تسبب في إفشال العملية . فأقترح أن تكون الجلسة مشابهة تماماً في بيئتها و طقوسها مع الجلسات الأرواحية التقليدية . و قد أجرى تجربة مماثلة في العام 1966م , و لاقت نجاحاً كبيراً , حيث تمكن من استحضار روح خيالية و تجسدت بالفعل !.
كانت الجلسات التقليدية التي تجري في القرن التاسع عشر ( العصر الفكتوري ) هي عبارة عن وضع رؤوس الأصابع ( أو الأيدي بالكامل ) على الطاولة . و بعد حضور الروح ( كما كان يعتقد ) يبدأ التواصل معه من خلال تحريك الطاولة .
و هذا ما فعلته المجموعة بالذات . فتخلوا عن التأمل الصامت , و بدلاً من ذلك , أقاموا جواً من المرح حيث غنوا الأناشيد و الأغاني , و كانوا بين الحين و الآخر يطلبون من الطاولة إطاعة الأوامر و تعطي إشارة من خلال حركة من أي نوع .
بعد فترة من الوقت , بدأت تحصل أمور غريبة !. راحت الطاولة تصدر أصوات ( طقطقة ) !. و بدأت هذه الأصوات تتوضّح مع مرور الوقت !.
اتبعوا في البداية طريقة الإجابة "نعم" و " لا " ( طقة واحدة تمثل الجواب " نعم " ، و طقتين تمثلان الجواب " لا " ) ، فتمكنت الطاولة بواسطة هذه الطريقة من الإجابة على عدد كبير من الأسئلة !. و الغريب في الأمر هو أن جميع الإجابات تتناسب تماماً مع المعلومات المتعلقة بشخصية " فيليب " الخيالية و تاريخه الوهمي !.
لكن الأغرب من ذلك هو أن الطاولة كانت تجيب على أسئلة كثيرة تتعلق بأحداث تاريخية حقيقية !. بالإضافة إلى معلومات غيبية لم يعرفها أي من أعضاء المجموعة !. و كل هذه المعلومات الغيبية كانت تأتي بشكل إجابات على أسئلة تطرح إلى روح " فيليب " التي هي خيالية في الأساس !.
و هناك مناسبات أخرى راحت تتحرك فيها الطاولة بسرعة و تدور حول الغرفة ! فعلت ذلك دون أن تكون ملموسة من أحد !. و في إحدى المناسبات قلبت الطاولة بالكامل في الهواء و سقطت مقلوبة على الأرض !.
و في بعض الجلسات كان يسمع بين الحين و الآخر أصوات غريبة كانت تصدر في أنحاء مختلفة من الغرفة ! و حتى أن الأضواء في مناسبات عديدة كانت تضيء و تطفأ لوحدها !. كل هذه الظواهر الغريبة سجلت على فيلم , و حضر إحدى التجارب خمسين من المشاهدين ( أجريت التجربة على مسرح صغير ) .
و قد أكد أعضاء المجموعة أنهم سمعوا بعض الإجابات على شكل همسات خافتة و كأنها صادرة من شخص مجهول ! لكن رغم الجهود المضنية التي بذلت في سبيل تسجيلها إلا أنها باءت بالفشل .
و قد شجعت هذه النتائج المثيرة الكثير من المجموعات الأخرى حول العالم في إقامة تجارب مماثلة . و إلى جانب شخصية " فيليب " الخيالية , اشتهرت شخصيات أخرى مثل " ليليث " و " سباستيان " و " أكسل " , و جميعها نالت اهتمام وسائل الإعلام في حينها !.
لقد بيّنت التجربة أن التواصل مع روح وهمية , قد أدى إلى حدوث تجسيدات حقيقية و ملموسة على أرض الواقع !. لكن السؤال هو :
إذا كانت روح " فيليب " هي عبارة عن كائن خيالي ليس له أي أساس في الوجود ؟.... من المسؤول إذاً عن الظواهر التي تجسدت خلال الجلسات ؟!.
بعد ما ورد في السابق , نستنتج بأن الأرواح و الكائنات الخفية هي عبارة عن أوهام من صنع خيال الإنسان و أن الإنسان هو المسؤول الأول و الأخير عن جميع الظواهر المنسوبة إلى تلك الكائنات ... لكن السؤال هو كيف ... و ما هي آلية عمل هذه العلاقة الغامضة بين الإنسان و تلك الظواهر ؟!. الجواب يكمن في الموضوع التالي :
المجسّمات الفكرية
Thought forms
تعريف :
هي عبارة عن كيانات غير فيزيائية تعمل في المستوى العقلي ( الروحي ) من الطبيعة ( ما وراء المادة ) . كل من هذه الكيانات تصنعها فكرة عادية تخطر في ذهن الشخص ، حيث أصبح معروف جيداً أن كل فكرة يمكن أن تولد تذبذبات في الهالة المحطية بالجسم .
و قد تم دراسة هذه الموجات الفكرية المنبثقة من جسم الإنسان , و حددت أنواعها و ألوانها التي تتجلى حسب كثافة الفكرة و طبيعتها . و قد وجدت وسائل كثيرة تمكن الشخص من الشعور مباشرةً بها إذا استهدفه أحدهم بتفكيره !. ( في الجزء الأول من الكتاب ذكرت تجربة تثبت هذه الحقيقة ) .
قسّم العاملين في العلوم الماورائية ( السحرية ) , هذه المجسّمات الفكرية إلى ثلاثة أصناف :
1- المجسّمات الفكرية التي تجسد صورة المفكر الذي تنبثق منه . ( تتجسد في حالة الخروج عن الجسد )
2- المجسّمات الفكرية التي تجسد صورة الشيء الذي يستهدفه الشخص بتفكيره . ( تتجسد في حالة تيد سيروز و الصور الفوتوغرافية )
3- المجسّمات الفكرية التي يتم برمجتها من أجل القيام بمهمات محددة . ( تتجسد هذه النوعية في حالة إرسال اللعنات السحرية أو جلسات تحضير الأرواح حيث يتم برمجة الكتلة الفكرية لكي تتخذ شخصية مستقلة تمثل الروح المراد تحضيرها . فشخصية "فيليب" مثلاً كانت مبرمجة في عقول القائمين على التجربة ) .
و قد تبيّن أن الأفكار التي تتصف بطبيعة دنيوية مثل الغضب , الكره , الحقد , الحسد , الشهوانية , الطمع ... و غيرها تطلق كتل فكرية كثيفة شكلاً و لوناً . ( مثل الإصابة بالعين ) أما الأفكار ذات الطبيعة الروحانية , فتطلق كتل فكرية تتصف بالنقاوة و الصفاء .
يمكن للمجسّمات الفكرية أن تُطلق باتجاه أي شخص يتم استهدافه . و لكن من أجل أن تكون ذات تأثير و فعالية , وجب أن تلتصق بهالة الشخص المستهدف . و لكي يتم هذا الالتصاق , وجب أن تكون ذبذباتها متناسبة مع ذبذبة الهالة المستهدفة , و هذا يتطلب براعة كبيرة ، أو قدرة فطرية تنشأ مع الشخص !.
و أثبت من خلال مراجع كثيرة , أن المجسمات الفكرية يمكن لها أن تكون شخصية مستقلة تماماً . بالإضافة إلى تفكير مستقل و مصدر طاقة مستقل . لكنها تتلاشى بعد تنفيذ مهمتها بالكامل . هذا النوع من المجسّمات الفكرية يتم إطلاقها خلال الطقوس السحرية ( السحر الأسود ) , حيث تتطلب قوة تركيز كبيرة , و تكرار لا متناهي من العبارات و الشعارات السحرية , ثم تطلق نحو الهدف الذي يتمثل بإنسان أو حيوان أو جماد !.
هناك مجسّمات فكرية تظهر بشكل تلقائي . فمثلاً , عندما تقوم مجموعة من الأشخاص بالتركيز على هدف واحد أو فكرة واحدة ... و هذا ما يحصل في الجلسات الوسيطية حيث يركز الحاضرين على تحضير روح شخص محدد , فيتشكل كتلة فكرية تجسد شخصية متطابقة مع شخصية الروح المراد استحضارها !.
هذا هو السبب الذي جعل البروفيسور " بارشلدور" أن يقترح تركيز الجالسين على شيء واحد هو الطاولة ، ذلك لكي تتجمع الكتل الفكرية المختلفة في مكان واحد هو الطاولة ، حيث تتجسد الروح المطلوب تحضيرها هناك !. ( أي أنه ليس هناك روح حقيقية متجسّدة في الطاولة ، بل عبارة عن مجسمات فكرية منبثقة من جميع الحاضرين ) .
اهتمت تعاليم روحية كثيرة بمفهوم " المجسّمات الفكرية " , خاصةً التعاليم الشرقية . فيما يلي سوف أذكر بعض المقاطع المأخوذة من تعاليم التبت , و التي تناولت مفهوم المجسّمات الفكرية بطريقتها الخاصة ، من حيث التسمية المختلفة و كذلك الاستخدامات ..
هي عبارة عن كيانات غير فيزيائية تعمل في المستوى العقلي ( الروحي ) من الطبيعة ( ما وراء المادة ) . كل من هذه الكيانات تصنعها فكرة عادية تخطر في ذهن الشخص ، حيث أصبح معروف جيداً أن كل فكرة يمكن أن تولد تذبذبات في الهالة المحطية بالجسم .
و قد تم دراسة هذه الموجات الفكرية المنبثقة من جسم الإنسان , و حددت أنواعها و ألوانها التي تتجلى حسب كثافة الفكرة و طبيعتها . و قد وجدت وسائل كثيرة تمكن الشخص من الشعور مباشرةً بها إذا استهدفه أحدهم بتفكيره !. ( في الجزء الأول من الكتاب ذكرت تجربة تثبت هذه الحقيقة ) .
قسّم العاملين في العلوم الماورائية ( السحرية ) , هذه المجسّمات الفكرية إلى ثلاثة أصناف :
1- المجسّمات الفكرية التي تجسد صورة المفكر الذي تنبثق منه . ( تتجسد في حالة الخروج عن الجسد )
2- المجسّمات الفكرية التي تجسد صورة الشيء الذي يستهدفه الشخص بتفكيره . ( تتجسد في حالة تيد سيروز و الصور الفوتوغرافية )
3- المجسّمات الفكرية التي يتم برمجتها من أجل القيام بمهمات محددة . ( تتجسد هذه النوعية في حالة إرسال اللعنات السحرية أو جلسات تحضير الأرواح حيث يتم برمجة الكتلة الفكرية لكي تتخذ شخصية مستقلة تمثل الروح المراد تحضيرها . فشخصية "فيليب" مثلاً كانت مبرمجة في عقول القائمين على التجربة ) .
و قد تبيّن أن الأفكار التي تتصف بطبيعة دنيوية مثل الغضب , الكره , الحقد , الحسد , الشهوانية , الطمع ... و غيرها تطلق كتل فكرية كثيفة شكلاً و لوناً . ( مثل الإصابة بالعين ) أما الأفكار ذات الطبيعة الروحانية , فتطلق كتل فكرية تتصف بالنقاوة و الصفاء .
يمكن للمجسّمات الفكرية أن تُطلق باتجاه أي شخص يتم استهدافه . و لكن من أجل أن تكون ذات تأثير و فعالية , وجب أن تلتصق بهالة الشخص المستهدف . و لكي يتم هذا الالتصاق , وجب أن تكون ذبذباتها متناسبة مع ذبذبة الهالة المستهدفة , و هذا يتطلب براعة كبيرة ، أو قدرة فطرية تنشأ مع الشخص !.
و أثبت من خلال مراجع كثيرة , أن المجسمات الفكرية يمكن لها أن تكون شخصية مستقلة تماماً . بالإضافة إلى تفكير مستقل و مصدر طاقة مستقل . لكنها تتلاشى بعد تنفيذ مهمتها بالكامل . هذا النوع من المجسّمات الفكرية يتم إطلاقها خلال الطقوس السحرية ( السحر الأسود ) , حيث تتطلب قوة تركيز كبيرة , و تكرار لا متناهي من العبارات و الشعارات السحرية , ثم تطلق نحو الهدف الذي يتمثل بإنسان أو حيوان أو جماد !.
هناك مجسّمات فكرية تظهر بشكل تلقائي . فمثلاً , عندما تقوم مجموعة من الأشخاص بالتركيز على هدف واحد أو فكرة واحدة ... و هذا ما يحصل في الجلسات الوسيطية حيث يركز الحاضرين على تحضير روح شخص محدد , فيتشكل كتلة فكرية تجسد شخصية متطابقة مع شخصية الروح المراد استحضارها !.
هذا هو السبب الذي جعل البروفيسور " بارشلدور" أن يقترح تركيز الجالسين على شيء واحد هو الطاولة ، ذلك لكي تتجمع الكتل الفكرية المختلفة في مكان واحد هو الطاولة ، حيث تتجسد الروح المطلوب تحضيرها هناك !. ( أي أنه ليس هناك روح حقيقية متجسّدة في الطاولة ، بل عبارة عن مجسمات فكرية منبثقة من جميع الحاضرين ) .
اهتمت تعاليم روحية كثيرة بمفهوم " المجسّمات الفكرية " , خاصةً التعاليم الشرقية . فيما يلي سوف أذكر بعض المقاطع المأخوذة من تعاليم التبت , و التي تناولت مفهوم المجسّمات الفكرية بطريقتها الخاصة ، من حيث التسمية المختلفة و كذلك الاستخدامات ..
التولباس
Tulpas
صناعة المجسمات الفكرية في التبت
اليدام Yidam :
في التبت , يقول المعلم لتلاميذه : ... اختلي بنفسك و تأمل ... و أقرأ الأشعار و الصلوات طوال فترة الاختلاء ... أبقى على هذه الحال إلى أن يظهر أمامك شبح المعلم " اليدام " .
عندما يصل التلميذ إلى هذه المرحلة ( ظهور اليدام ) ، يكون قد وصل إلى مرحلة متقدمة في التدريب الروحي لأنه أصبح يملك روح مرشدة خاصة به .. ترافقه أينما كان .
لكن هذه المرحلة هي ليست النهاية .. فهناك مرحلة يأمل المعلم أن يصل تلاميذه إليها . هذه المرحلة هي التي يعلم فيها التلميذ بأن الروح التي ظهرت له هي ليست روح مستقلة بذاتها , بل من صنعه هو . إنها عبارة عن "تولباس" , أي مجسم فكري منبثق من عقله. و هذا بالذات ما يريده المعلم للتلميذ أن يدركه ..
يقول المعلم : إن الآلهة و الشياطين ... الأرواح و الجن ... و الكون بأجمعه هي عبارة عن سراب وهم خيال متجسد في العقل فقط ... تنبثق منه لبرهة , و من ثم تعود إليه .
الدابتوبDoubtob :
يقصد بهذه الكلمة : " هو من أجتاز بنجاح " أو " الذي أنجز "،أي التلميذ الذي حصل على قدرات ما ورائية .
يعتبر هؤلاء " الدابتوب " محترفين في فنون صناعة التولباس " المجسمات الفكرية " . فيستطيعون صناعة تولباس تتمتع بشخصية مستقلة . لكنها تخضع لأوامرهم أو للمهمات الموكلة إليها .
إذاً , فالروح المرشدة هي عبارة عن تولباس ! مجسم فكري نابع من عقل الإنسان . و يبدو أن المبدأ ذاته شائع بين الشعوب رغم اختلاف المفاهيم و المعتقدات .
أليس هذا ما كان يفعله أولاد الهنود الحمر عندما يرسلهم ذويهم إلى البراري و العراء حتى يختلون بأنفسهم و يتواصلون مع روحهم المرشدة ؟. هل يتبعون المبدأ ذاته الذي تبعه الدابتوب في التبت ؟. هل هذه الروح المرشدة التي آمن بها القدماء هي عبارة عن مجسمات فكرية تنبثق من الإنسان لكي تحمي الإنسان و ترشده؟
هل هي مشابهة لمفهوم التولباس ؟ تلك المجسمات الفكرية التي يصنعها كهنة التبت من نسج خيالهم ! لكن بعد صناعتها تتخذ شخصية مستقلة بذاتها ؟!.
هل المبدأ هو ذاته الذي ينطبق على جلسات تحضير الأرواح التي سادت في أوروبا و الغرب بشكل عام ؟ حيث أن الروح المحضرة تتخذ نفس شخصية المتوفي المراد تحضيره , لكنها في الحقيقة عبارة عن مجسّم فكري ( تولباس ) شارك جميع الحاضرين في الجلسة بصنعها ؟. و ليس الوسيط وحده كما كان يعتقد ؟.
حتى في بلادنا ( الدول العربية ) هناك نوع من التقاليد السحرية التي لا زالت سائدة في يومنا الحاضر . حيث هناك تعليمات إرشادية مختلفة تعلم كيف تحضر الجنّ . فيختلي الشخص بنفسه في مكان معزول , و يبدأ بقراءة الأقسام و الآيات و غيرها من نصوص , طوال فترة الخلوة . إلى أن يأتي وقت و يتجلى أمامه جنّ بشكل فعلي !. هل يمكن اعتبار حقيقة أن هذا الجن الذي يظهر أمام المختلي هو عبارة عن " تولباس " , مجسم فكري مصدره هو عقل المختلي و ليس أي شيء آخر ؟.
في التبت , يقول المعلم لتلاميذه : ... اختلي بنفسك و تأمل ... و أقرأ الأشعار و الصلوات طوال فترة الاختلاء ... أبقى على هذه الحال إلى أن يظهر أمامك شبح المعلم " اليدام " .
عندما يصل التلميذ إلى هذه المرحلة ( ظهور اليدام ) ، يكون قد وصل إلى مرحلة متقدمة في التدريب الروحي لأنه أصبح يملك روح مرشدة خاصة به .. ترافقه أينما كان .
لكن هذه المرحلة هي ليست النهاية .. فهناك مرحلة يأمل المعلم أن يصل تلاميذه إليها . هذه المرحلة هي التي يعلم فيها التلميذ بأن الروح التي ظهرت له هي ليست روح مستقلة بذاتها , بل من صنعه هو . إنها عبارة عن "تولباس" , أي مجسم فكري منبثق من عقله. و هذا بالذات ما يريده المعلم للتلميذ أن يدركه ..
يقول المعلم : إن الآلهة و الشياطين ... الأرواح و الجن ... و الكون بأجمعه هي عبارة عن سراب وهم خيال متجسد في العقل فقط ... تنبثق منه لبرهة , و من ثم تعود إليه .
الدابتوبDoubtob :
يقصد بهذه الكلمة : " هو من أجتاز بنجاح " أو " الذي أنجز "،أي التلميذ الذي حصل على قدرات ما ورائية .
يعتبر هؤلاء " الدابتوب " محترفين في فنون صناعة التولباس " المجسمات الفكرية " . فيستطيعون صناعة تولباس تتمتع بشخصية مستقلة . لكنها تخضع لأوامرهم أو للمهمات الموكلة إليها .
إذاً , فالروح المرشدة هي عبارة عن تولباس ! مجسم فكري نابع من عقل الإنسان . و يبدو أن المبدأ ذاته شائع بين الشعوب رغم اختلاف المفاهيم و المعتقدات .
أليس هذا ما كان يفعله أولاد الهنود الحمر عندما يرسلهم ذويهم إلى البراري و العراء حتى يختلون بأنفسهم و يتواصلون مع روحهم المرشدة ؟. هل يتبعون المبدأ ذاته الذي تبعه الدابتوب في التبت ؟. هل هذه الروح المرشدة التي آمن بها القدماء هي عبارة عن مجسمات فكرية تنبثق من الإنسان لكي تحمي الإنسان و ترشده؟
هل هي مشابهة لمفهوم التولباس ؟ تلك المجسمات الفكرية التي يصنعها كهنة التبت من نسج خيالهم ! لكن بعد صناعتها تتخذ شخصية مستقلة بذاتها ؟!.
هل المبدأ هو ذاته الذي ينطبق على جلسات تحضير الأرواح التي سادت في أوروبا و الغرب بشكل عام ؟ حيث أن الروح المحضرة تتخذ نفس شخصية المتوفي المراد تحضيره , لكنها في الحقيقة عبارة عن مجسّم فكري ( تولباس ) شارك جميع الحاضرين في الجلسة بصنعها ؟. و ليس الوسيط وحده كما كان يعتقد ؟.
حتى في بلادنا ( الدول العربية ) هناك نوع من التقاليد السحرية التي لا زالت سائدة في يومنا الحاضر . حيث هناك تعليمات إرشادية مختلفة تعلم كيف تحضر الجنّ . فيختلي الشخص بنفسه في مكان معزول , و يبدأ بقراءة الأقسام و الآيات و غيرها من نصوص , طوال فترة الخلوة . إلى أن يأتي وقت و يتجلى أمامه جنّ بشكل فعلي !. هل يمكن اعتبار حقيقة أن هذا الجن الذي يظهر أمام المختلي هو عبارة عن " تولباس " , مجسم فكري مصدره هو عقل المختلي و ليس أي شيء آخر ؟.
حركة الأيديوموتور
هي عبارة عن حركة لاإرادية تصدر من اللاوعي دون أي تدخل أو إدراك من العقل الواعي . و قد توصلوا لهذه الحركة بعد أبحاث كثيرة أجريت في سبيل تفسير ظاهرة " تحضير الأرواح " و " الكتابة الأرواحية " و غيرها من ظواهر كان يعتقد في حينها بأنها من عمل الجنّ و الأرواح و الأشباح ! لكنه تبين فيما بعد أنها عبارة عن حركات و ردود أفعال أوتوماتيكية تعمل على ترجمة رسائل قادمة من العقل اللاواعي إلى حركات معيّنة يقوم بها الوسيط الذي كان يظن بأنه محكوم بروح أو شبح أو جن ( حسب الاعتقادات السائدة ) !.
و قد أطلق عليها العالم "وليام كاربنتر" تسمية "الأيديوموتور" ، و أثبت خلال دراساته وجود حركات معيّنة يمكن أن تصدر من العقل ، لكن دون وعي أو إرادة مسبقة من الشخص . و يمكن أن تحمل هذه الحركات رسائل منطقية عقلانية . و قد اعتبر "كاربنتر" هذه الحركات كإحدى الردود أفعال أو الحركات اللاإرادية الجسدية الأخرى و التي تتمثّل بردود الفعل الغريزية ، أو الحركات اللاإرادية العضويةExcitomotor (مثل حركة التنفس و تقلصات المجرى الهضمي أثناء البلع أو التعرّق أو غيرها ) ، و كذلك الحركات اللاإرادية الحسّية Sensorimotor ( كالذهول أو الضحك أو غيرها ) . و الفرق بين هذه الحركات اللاإرادية و حركة "الأيديوموتور" Ideomotor هو أن الأخير ناتج من منبهات فكرية تصدر من العقل . و قد خضعت هذه الحركة لأبحاث أشهر رجال العلم مثل عالم النفس الشهير "وليام جيمس"، و الكيميائي الفرنسي الشهير "مايكل شيفيرول" ، و العالم الأنكليزي "مايكل فارادي" ، و عالم النفس "راي هايمان" ، و غيرهم من العلماء المشهورين الذين أثبتوا صدقيتها و حقيقة وجودها ، و قد دوّنت هذه الأبحاث علمياً و لم ينكر أحد وجودها ، لكنها تعرّضت للنسيان ! ، هكذا ، بكل بساطة !.
أراد العالم "وليام كاربنتر" إثبات حقيقة أن بعض الظواهر الماورائية السائدة في أيامه يمكن إسنادها إلى تفسيرات علمية منهجية بدلاً من التفسيرات الماورائية . أما الظواهر التي حاول أن يجد لها تفسيراً منطقياً , فكانت تشمل القنقنة ( قضيب الرمان ) و البندول الكاشف و بعض مظاهر التنويم المغناطيسي و دوران الطاولة في الجلسات الأرواحية .
لم يشأ كاربنتر أن يكذّب هذه الظاهرة أو يدحضها , و لم يشكك يوماً في مصداقية العاملين بها . ألف كتب عديدة بالإضافة إلى مقالات علمية محاولاً إثبات نظريته المتعلقة بحركة الأيديوموتور .
رأى وليام جيمس أن الإنسان هو كائن مشوه نفسياً , محملاً بعبىء ثقيل من التصرفات و الحركات المصطنعة المتماشية مع الفلكلور و المعتقد و التقاليد . فحركة الأيديوموتور هي عبارة عن حركة متحررة من كل هذه الإلتزامات . فتصدر بطريقة تلقائية نتيجة تنبيه معين لا يدركه الإنسان .
أما العالم الأبرز الذي حاول إيجاد تفسير نهائي لهذه الظاهرة , رغم أنه لم يستخدم مصطلح " أيديوموتور " فهو الكيميائي الفرنسي الشهير " ميشيل شيفرول " .
نالت اهتمامه تلك الطريقة العجيبة التي كان زملائه الكيميائيين يستعينون بها . و هي ما عرفت بطريقة "البندول الكاشف" حيث كانوا يحللون المحاليل الكيميائية المختلفة بواسطتها .
هذه الطريقة "البندول الكاشف" كانت واسعة الانتشار في بدايات القرن التاسع عشر , كان العلماء يمسكون بخيط موصول بطرفه الآخر قطعة صغيرة ذات شكل مخروطي أو دائري أو غيرها من اشياء ذات وزن ( يشار إليه بالبندول ) ثم يحركونه فوق لوحة مكتوب عليها أرقام و معادلات و أسماء مواد و عناصر كيماوية مختلفة . و عندما يصل فوق الاسم المناسب أو الرقم المناسب أو غيرها من المواصفات أو التسميات المراد معرفتها , يشعرون بتذبذبات معينة في البندول الذي يبدأ بالحركة الدورانية . فيحددون بعدها مواصفات المحلول الكيماوي . كانت هذه الطريقة سائدة بقوة في أوساط الكيميائيين , و قد نشر العديد من الكتب و المؤلفات و الدراسات التي تناولت هذه الطريقة . أشهر المؤلفات كان للبروفيسور "غيربوين" من ستراتسبورغ , حيث نشر في العام 1858م كتاب فيه تعليمات و إرشادات تشرح كيف تستخدم البندول في مجال الكيمياء .
هذه الوسيلة في الحصول على المعلومات ليست جديدة . بل يعود تاريخها إلى عصور غابرة . فكانت معروفة عند أطباء الفراعنة الذين استخدموها في تشخيص الأمراض و تحديد أسباب الأوجاع و العلل في الجسم , بالإضافة إلى استخدامات هندسية و معمارية .
و قد عرفت في زمن الإغريق و الرومان حيث استخدمت من أجل التنبؤ و الحصول على معلومات غيبية .
فكان العرافين يرسمون دائرة و يكتبون الأحرف الأبجدية على محيطها , و يثبتون البندول في وسطها , و بعد طرح السؤال .. يبدأ البندول بالتأرجح و الإشارة إلى أحرف معينة بالتسلسل , و مجموع هذه الأحرف المتسلسلة يكون هو الجواب .
في الوقت الذي كان يقيم فيه شيفرول تجارب حول ظاهرة البندول الكاشف في فرنسا , كان العالم الإنكليزي الشهير مايكل فارادي يبحث في ظاهرة الطاولة الدوارة . هذه الوسيلة المنتشرة بشكل كبير بين محضري الأرواح . و كانت محط اهتمام الكثير من رجال العلم البارزين في تلك الفترة .
لاحظ مايكل فارادي أن الجالسين حول الطاولة خلال الجلسة الأرواحية يضعون رؤوس أصابعهم (أو أيديهم) على الطاولة طوال فترة الجلسة . و خلال تحركها ( يشعر الجالسين بأن قوة خفية هي التي تقوم بذلك ) . فقرر إجراء تجربة يحدد من خلالها آلية عمل هذه الحركة التلقائية التي تقوم بها الطاولة .
وضع عدة طبقات من الكرتون المقوى على سطح الطاولة . ( مساحة طبقة الكرتون متطابقة مع مساحة سطح الطاولة ) . وضع بين طبقات الكرتون معجون سائل لزج لكنه غير لاصق .. أما مجريات التجربة , فكانت كما يلي :
يضع الجالسين أصابعهم فوق طبقات الكرتون التي تغطي سطح الطاولة . بعد حضور الروح ( كما كان يعتقد ) , و تبدأ الطاولة بحركتها التلقائية , ستتغير بالتالي وضعية طبقات الكرتون . حيث أنها ستزيح إلى جهة معينة حسب الحالة . و الجهة التي تزيح نحوها طبقات الكرتون هي التي تحدد من يحرك الطاولة .
سبق و قلنا أن لوحات الكرتون يتخللها معجون سائل لزج , مما يجعل اللوحات الكرتونية قابلة لأن تزاح عن بعضها مجرد أن حدثت حركة من قبل أصابع الجالسين , أو من قبل الطاولة . فالجهة التي تزيح نحوها الطبقات الكرتونية هي التي تقرر من الذي يسبب الحركة .
فإذا أزيحت بطريقة تظهر أن الطاولة تحركت و جرّت بعدها الإصبع , يستنتج فارادي أن الطاولة هي التي تقوم بالحركة ( أي هناك قوى خفية فعلاً ) . أما إذا أزيحت بطريقة تظهر أن الإصبع تحركت و جرّت ورائها الطاولة , فيستنتج أن أصابع الجالسين هي التي تحرك الطاولة لكن دون علم منهم بذلك ( مفعول الأيديوموتور ) .
بعد انتهاء التجربة , تبين أن الجالسين هم السبب الوحيد في حركة الطاولة و ليس هناك كائنات خفية كما هو يعتقد .. و بهذا , صدقت توقعات فارادي بأن الحركة هي من الجالسين لكن دون علم منهم بذلك . كان تقرير فارادي حول نتائج التجربة كافي لإقناع المجتمع العلمي بأن حركة الطاولة لم تكن بسبب قوى خفية مجهولة .
لكن هذا لم يقنع بعض العلماء مثل ألفرد روسل ولاس ( شريك داروين في نظرية التطور ) . حيث قال أن هذا التفسير لم يغطي الظواهر الأخرى التي جسدتها الطاولة .
حضر ولاس عدة جلسات تحضير أرواح في صيف عام 1865م . و لاحظ بوضوح أن الطاولة تحركت بطرق مختلفة لا يمكن لإستنتاجات فارادي تفسيرها . فكانت الطاولة أحياناً تتمايل و ترتفع و تطقطق بارجلها على الأرض . و غيرها من حركات أخرى . أما الحركة التي درسها فارادي , فهي الحركة الدائرية فقط .
أما إستنتاج ميشيل شيفرول حول البندول الكاشف , فكانت تقول بأن حركة البندول هي بفعل اللاوعي . حيث أنه يتأرجح نحو الجهة التي يتوقعها الشخص . و يشير إلى الجواب المتوقع أيضاً . و هذا التوقع ليس من الضرورة أن يكون بطريقة واعية تماماً مما يجعل الشخص يظن بأن قوى أخرى خفية تدخل في هذه العملية.
لكن يبدو أيضاً أن شيفرول أخطأ في هذا الاستنتاج . فهناك أمثلة كثيرة تثبت أن المعلومات التي يحصل عليها الفرد من خلال طريقة البندول الكاشف لا يمكن للشخص توقعها أو معرفتها بأي وسيلة تقليدية .
و لا يمكن أن نستبعد الكم الهائل من الحقائق المتعلقة بهذا المجال . كيف يمكن أن نكذب أعمال الآب" ألكسس بولي " الذي أشتهر بقدرته العجيبة على تحديد نوع المرض و الدواء المناسب و العلاج المناسب و غيرها من معلومات يعجز عن معرفتها ألمع الأطباء . كل ذلك بواسطة بندول !.
أما الأب " جين لويس بوردو " الذي أقام في البرازيل مدة ثمان سنوات ، و اكتشف بواسطة البندول المئات من أنواع النباتات الموجودة في الأمازون . و جميعها تمثل علاجات ناجعة لأمراض مختلفة . بالإضافة إلى الكتب التي ألفها بهذا الخصوص .
أما الأب "جين جوريون" الذي ألف العديد من الكتب التي احتوت على وسائل ناجحة في تحديد المرض و معرفة الدواء و العلاج . كل ذلك بواسطة البندول الكاشف .
أما الأب " ميرميت " , الذي أشتهر بقدرته العجيبة على تحديد مكامن المياه في أراضٍ يمكن أن تبعد آلاف الكيلومترات !. و كان يستعين بخريطة و بندول فقط !. و قد استخدم هذه الطريقة في الكشف عن آبار مياه في كل من فرنسا و سويسرا و كولومبيا . كل ذلك و هو جالس في مكتبه في فرنسا .
خلاصة الكلام , بكل بساطة نقول : لا يمكن أن ندحض هذا المجال بكامله مجرد أن تم تبني استنتاج أو تفسير علمي رسمي يفرض نفسه بالقوة على ساحة المعرفة الإنسانية ! و ليس بالحجة و البرهان !...
فمفهوم حركة الأيديوموتور هو صحيح و قد تجلى بوضوح خلال الكثير من التجارب و الاختبارات . لكن المعلومات الغيبية التي يمكن الكشف عنها من خلال هذه الحركة اللاإرادية لا يمكن تفسيرها أبداً بالاعتماد على المنطق العلمي ( المادي ) الذي يحكم ساحة المعرفة الإنسانية . أما في هذا العصر , فهناك أسماء كثيرة اشتهرت في هذا المجال الذي يشار إليه عامةً بـ " راديسثيزيا " Radiesthesia . و سوف نذكرها بالتفصيل لحاقاً .
مع أن جميع الظواهر السابقة تكشف عن قدرات استثنائية كامنة في الكائن البشري ، إلا أنها لا تؤدي إلى تفسير منطقي حول كيفية الحصول على معلومات غيبية يستحيل إدراكها بواسطة الحواس الخمس التقليدية . و قبل دراسة موضوع الإدراك دعونا نلقي نظرة على موضوع لا يقل أهمية . و يبدو أنه يشمل ظواهر غير مألوفة بالنسبة للإدراك الإنساني . لكن هذا المجال لا يتعامل مع الأرواح أو الأشباح أو غيرها من كائنات خفية !.
لم يشأ كاربنتر أن يكذّب هذه الظاهرة أو يدحضها , و لم يشكك يوماً في مصداقية العاملين بها . ألف كتب عديدة بالإضافة إلى مقالات علمية محاولاً إثبات نظريته المتعلقة بحركة الأيديوموتور .
رأى وليام جيمس أن الإنسان هو كائن مشوه نفسياً , محملاً بعبىء ثقيل من التصرفات و الحركات المصطنعة المتماشية مع الفلكلور و المعتقد و التقاليد . فحركة الأيديوموتور هي عبارة عن حركة متحررة من كل هذه الإلتزامات . فتصدر بطريقة تلقائية نتيجة تنبيه معين لا يدركه الإنسان .
أما العالم الأبرز الذي حاول إيجاد تفسير نهائي لهذه الظاهرة , رغم أنه لم يستخدم مصطلح " أيديوموتور " فهو الكيميائي الفرنسي الشهير " ميشيل شيفرول " .
نالت اهتمامه تلك الطريقة العجيبة التي كان زملائه الكيميائيين يستعينون بها . و هي ما عرفت بطريقة "البندول الكاشف" حيث كانوا يحللون المحاليل الكيميائية المختلفة بواسطتها .
هذه الطريقة "البندول الكاشف" كانت واسعة الانتشار في بدايات القرن التاسع عشر , كان العلماء يمسكون بخيط موصول بطرفه الآخر قطعة صغيرة ذات شكل مخروطي أو دائري أو غيرها من اشياء ذات وزن ( يشار إليه بالبندول ) ثم يحركونه فوق لوحة مكتوب عليها أرقام و معادلات و أسماء مواد و عناصر كيماوية مختلفة . و عندما يصل فوق الاسم المناسب أو الرقم المناسب أو غيرها من المواصفات أو التسميات المراد معرفتها , يشعرون بتذبذبات معينة في البندول الذي يبدأ بالحركة الدورانية . فيحددون بعدها مواصفات المحلول الكيماوي . كانت هذه الطريقة سائدة بقوة في أوساط الكيميائيين , و قد نشر العديد من الكتب و المؤلفات و الدراسات التي تناولت هذه الطريقة . أشهر المؤلفات كان للبروفيسور "غيربوين" من ستراتسبورغ , حيث نشر في العام 1858م كتاب فيه تعليمات و إرشادات تشرح كيف تستخدم البندول في مجال الكيمياء .
هذه الوسيلة في الحصول على المعلومات ليست جديدة . بل يعود تاريخها إلى عصور غابرة . فكانت معروفة عند أطباء الفراعنة الذين استخدموها في تشخيص الأمراض و تحديد أسباب الأوجاع و العلل في الجسم , بالإضافة إلى استخدامات هندسية و معمارية .
و قد عرفت في زمن الإغريق و الرومان حيث استخدمت من أجل التنبؤ و الحصول على معلومات غيبية .
فكان العرافين يرسمون دائرة و يكتبون الأحرف الأبجدية على محيطها , و يثبتون البندول في وسطها , و بعد طرح السؤال .. يبدأ البندول بالتأرجح و الإشارة إلى أحرف معينة بالتسلسل , و مجموع هذه الأحرف المتسلسلة يكون هو الجواب .
في الوقت الذي كان يقيم فيه شيفرول تجارب حول ظاهرة البندول الكاشف في فرنسا , كان العالم الإنكليزي الشهير مايكل فارادي يبحث في ظاهرة الطاولة الدوارة . هذه الوسيلة المنتشرة بشكل كبير بين محضري الأرواح . و كانت محط اهتمام الكثير من رجال العلم البارزين في تلك الفترة .
لاحظ مايكل فارادي أن الجالسين حول الطاولة خلال الجلسة الأرواحية يضعون رؤوس أصابعهم (أو أيديهم) على الطاولة طوال فترة الجلسة . و خلال تحركها ( يشعر الجالسين بأن قوة خفية هي التي تقوم بذلك ) . فقرر إجراء تجربة يحدد من خلالها آلية عمل هذه الحركة التلقائية التي تقوم بها الطاولة .
وضع عدة طبقات من الكرتون المقوى على سطح الطاولة . ( مساحة طبقة الكرتون متطابقة مع مساحة سطح الطاولة ) . وضع بين طبقات الكرتون معجون سائل لزج لكنه غير لاصق .. أما مجريات التجربة , فكانت كما يلي :
يضع الجالسين أصابعهم فوق طبقات الكرتون التي تغطي سطح الطاولة . بعد حضور الروح ( كما كان يعتقد ) , و تبدأ الطاولة بحركتها التلقائية , ستتغير بالتالي وضعية طبقات الكرتون . حيث أنها ستزيح إلى جهة معينة حسب الحالة . و الجهة التي تزيح نحوها طبقات الكرتون هي التي تحدد من يحرك الطاولة .
سبق و قلنا أن لوحات الكرتون يتخللها معجون سائل لزج , مما يجعل اللوحات الكرتونية قابلة لأن تزاح عن بعضها مجرد أن حدثت حركة من قبل أصابع الجالسين , أو من قبل الطاولة . فالجهة التي تزيح نحوها الطبقات الكرتونية هي التي تقرر من الذي يسبب الحركة .
فإذا أزيحت بطريقة تظهر أن الطاولة تحركت و جرّت بعدها الإصبع , يستنتج فارادي أن الطاولة هي التي تقوم بالحركة ( أي هناك قوى خفية فعلاً ) . أما إذا أزيحت بطريقة تظهر أن الإصبع تحركت و جرّت ورائها الطاولة , فيستنتج أن أصابع الجالسين هي التي تحرك الطاولة لكن دون علم منهم بذلك ( مفعول الأيديوموتور ) .
بعد انتهاء التجربة , تبين أن الجالسين هم السبب الوحيد في حركة الطاولة و ليس هناك كائنات خفية كما هو يعتقد .. و بهذا , صدقت توقعات فارادي بأن الحركة هي من الجالسين لكن دون علم منهم بذلك . كان تقرير فارادي حول نتائج التجربة كافي لإقناع المجتمع العلمي بأن حركة الطاولة لم تكن بسبب قوى خفية مجهولة .
لكن هذا لم يقنع بعض العلماء مثل ألفرد روسل ولاس ( شريك داروين في نظرية التطور ) . حيث قال أن هذا التفسير لم يغطي الظواهر الأخرى التي جسدتها الطاولة .
حضر ولاس عدة جلسات تحضير أرواح في صيف عام 1865م . و لاحظ بوضوح أن الطاولة تحركت بطرق مختلفة لا يمكن لإستنتاجات فارادي تفسيرها . فكانت الطاولة أحياناً تتمايل و ترتفع و تطقطق بارجلها على الأرض . و غيرها من حركات أخرى . أما الحركة التي درسها فارادي , فهي الحركة الدائرية فقط .
أما إستنتاج ميشيل شيفرول حول البندول الكاشف , فكانت تقول بأن حركة البندول هي بفعل اللاوعي . حيث أنه يتأرجح نحو الجهة التي يتوقعها الشخص . و يشير إلى الجواب المتوقع أيضاً . و هذا التوقع ليس من الضرورة أن يكون بطريقة واعية تماماً مما يجعل الشخص يظن بأن قوى أخرى خفية تدخل في هذه العملية.
لكن يبدو أيضاً أن شيفرول أخطأ في هذا الاستنتاج . فهناك أمثلة كثيرة تثبت أن المعلومات التي يحصل عليها الفرد من خلال طريقة البندول الكاشف لا يمكن للشخص توقعها أو معرفتها بأي وسيلة تقليدية .
و لا يمكن أن نستبعد الكم الهائل من الحقائق المتعلقة بهذا المجال . كيف يمكن أن نكذب أعمال الآب" ألكسس بولي " الذي أشتهر بقدرته العجيبة على تحديد نوع المرض و الدواء المناسب و العلاج المناسب و غيرها من معلومات يعجز عن معرفتها ألمع الأطباء . كل ذلك بواسطة بندول !.
أما الأب " جين لويس بوردو " الذي أقام في البرازيل مدة ثمان سنوات ، و اكتشف بواسطة البندول المئات من أنواع النباتات الموجودة في الأمازون . و جميعها تمثل علاجات ناجعة لأمراض مختلفة . بالإضافة إلى الكتب التي ألفها بهذا الخصوص .
أما الأب "جين جوريون" الذي ألف العديد من الكتب التي احتوت على وسائل ناجحة في تحديد المرض و معرفة الدواء و العلاج . كل ذلك بواسطة البندول الكاشف .
أما الأب " ميرميت " , الذي أشتهر بقدرته العجيبة على تحديد مكامن المياه في أراضٍ يمكن أن تبعد آلاف الكيلومترات !. و كان يستعين بخريطة و بندول فقط !. و قد استخدم هذه الطريقة في الكشف عن آبار مياه في كل من فرنسا و سويسرا و كولومبيا . كل ذلك و هو جالس في مكتبه في فرنسا .
خلاصة الكلام , بكل بساطة نقول : لا يمكن أن ندحض هذا المجال بكامله مجرد أن تم تبني استنتاج أو تفسير علمي رسمي يفرض نفسه بالقوة على ساحة المعرفة الإنسانية ! و ليس بالحجة و البرهان !...
فمفهوم حركة الأيديوموتور هو صحيح و قد تجلى بوضوح خلال الكثير من التجارب و الاختبارات . لكن المعلومات الغيبية التي يمكن الكشف عنها من خلال هذه الحركة اللاإرادية لا يمكن تفسيرها أبداً بالاعتماد على المنطق العلمي ( المادي ) الذي يحكم ساحة المعرفة الإنسانية . أما في هذا العصر , فهناك أسماء كثيرة اشتهرت في هذا المجال الذي يشار إليه عامةً بـ " راديسثيزيا " Radiesthesia . و سوف نذكرها بالتفصيل لحاقاً .
مع أن جميع الظواهر السابقة تكشف عن قدرات استثنائية كامنة في الكائن البشري ، إلا أنها لا تؤدي إلى تفسير منطقي حول كيفية الحصول على معلومات غيبية يستحيل إدراكها بواسطة الحواس الخمس التقليدية . و قبل دراسة موضوع الإدراك دعونا نلقي نظرة على موضوع لا يقل أهمية . و يبدو أنه يشمل ظواهر غير مألوفة بالنسبة للإدراك الإنساني . لكن هذا المجال لا يتعامل مع الأرواح أو الأشباح أو غيرها من كائنات خفية !.
سوف نتعرّف على التنويم المغناطيسي و ما كشفه من معجزات حقيقية يمكن للكائن البشري إظهارها ، دون أي مؤازرة من كائنات خفية و لا غيرها من قوى ذكية !. العامل الوحيد الذي يدخل في هذه الظاهرة الإنسانية العجيبة هو العقل !.