هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

العلم الزائف

  • بادئ الموضوع عضو محذوف 129
  • تاريخ البدء
ع

عضو محذوف 129

زائر - عضو سابق
ينطوي العلم الزائف (بالإنجليزية: Pseudoscience)‏ على التصريحات، أو الاعتقادات أو الممارسات التي يتم الادعاء بأنها علمية وحقيقية معاً، دون أن تكون متوافقة مع المنهجية العلمية،[1] وما يميز العلم الزائف في العادة اتسام ادعاءاته بالتناقض أو المبالَغة أو عدم قابليتها للدحض، حيث يعتمد على الانحياز التأكيدي عوضاً عن المحاولات الصارمة لتفنيد ذاته.

كما يبرز أيضاً من صفات العلم الزائف عدم انفتاحه وتقبله لتقييم الخبراء الآخرين، وغياب الممارسات المنهجية في تطوير نظرياته المزعومة، والتمسك بها حتى بعد مرور زمن طويل على إفقادها لمصداقيتها بالتجربة والدليل، ويعتبر مصطلح العلم الزائف ازدرائياً،[2] لأنه بذلك يشير إلى تقديم فكرة ما على اعتبار أنها علم بشكل خاطئ أو حتى مضلل، بينما يجادل ممارسو العلم الزائف أو مؤيدوه غالباً بعدم صحة هذه السمات.

وينتج عن تعيين الحد الفاصل بين العلم والعلم الزائف آثار فلسفية وعلمية،[3] بعضها ضمن سياق عملي، كما في حالات الرعاية الصحية، وشهادة الخبراء، والسياسات البيئية، وتدريس العلوم.[1]

ويُعتبر تمييز الحقائق والنظريات العلمية من الاعتقادات العلمية الزائفة، كتلك المشاهَدة في علم التنجيم، والخيمياء، والطب البديل، والمعتقدات التنجيمية والسحرية وعلم الخَلق، جزءاً من تدريس العلوم والتنور العلمي.[4]

قد تنجم عن العلم الزائف عواقب سلبية على العالم الحقيقي،


الحدود مع العلم الحقيقي
في فلسفة العلم وتاريخه، يؤكد إيمري لاكاتوس على الأهمية الاجتماعية والسياسية لمسألة التمييز المنهحي بين العلمين الحقيقي والزائف، ويقترح تحليله التاريخي المميز للمنهجية العلمية بناءً على البرامج البحثية:

«يعتبر العلماء التوقعات النظرية الناجحة للحقائق الجديدة المدهشة، مثل عودة مذنّب هالي أو انحناءات أشعة الضوء في حقول الجاذبية، ما يخطّ حدود النظريات العلمية النافعة مع تلك الزائفة الردئية.»[52]

ويقدم لاكاتوس تحليلاً تخطيئياً جديداً للدينياميكيات السماوية وفق نيوتن، وهي مثاله التاريخي المفضل في منهجيته، وقد سعى أيضاً لإصلاح عقلانية مبدأ التفنيد الخاص ببوبر بما بدا مفنداً لذاته بالعودة للتاريخ،[5] فأشار:

«حاول العديد من الفلاسفة حل مسألة التمييز كما يلي: تصبح الافتراضات معرفةً إذا صدّقها ما يكفي من الأشخص بقوة، ولكن يظهر تاريخ الأفكار تسليم العديد من الأشخاص باعتقادات غير منطقية، فإذا كانت قوة الاعتقاد سمة مميزة للمعرفة، ينبغي تصنيف بعض الروايات عن الشياطين والملائكة، والجنة والنار على أنها معرفة.
ولكن العلماء من جهة أخرى، يشكّكون حتى بأفضل نظرياتهم، فتعد التي وضعها نيوتن أقوى نظرية أنتجها العلم حتى الآن، ولكن نيوتن بذاته لم يصدق يوماً بأن الأجسام تجذب بعضها عبر مسافات بعيدة، لذا لا تستطيع أي درجة من التسليم بالاعتقادات أن تجعلها علماً. في الحقيقة، تشكل الشكوكية 0جة معينة السمة الأساسية للسلوك العلمي، حتى تجاه أعز نظريات العاِلم الفرد على نفسه، إذ لا يُعد التسليم الأعمى بنظرية ما فضيلة فكرية، وإنما بالحقيقة جريمة فكرية.

وبالتالي قد يكون الافتراض علمياً زائفاً حتى إن كان "جديراً بالتصفيق" على نحو بارز وصدّق به الجميع، كما قد يكون افتراض آخر قيّماً علمياً حتى إن بدا غير معقول ولم يصدق به أحد، علاوة على أن النظرية قد تمتلك أهمية علمية رفيعة حتى إن لم يفهمها أحد، ناهيك عن التصديق بها.[5]» – إيمري لاكاتوس، العلم والعلم الزائف


 
من الطبيعي أن يكون الScience معرفة ذو طبيعة تشككية في نهاية المطاف، وأن سمته الأساسية هي غياب القدرة على كشف الوقائع الحقيقية، وأي شيء يوصف بالحقيقة المُطلقة لا يعد من ضمن هذه المصفوفة الوضعية، ويكون زائفاً إذا ( تمت نسبته إليها وإلى طرائقها المعرفية ).

ولا أحد من المؤمنين بالمستوى النجمي أو الذاتي أو المُطلق للوجود والعالم، يريد دراسته على نحو تجريبي ، أو بشروط مؤسساتية أكاديمية، أو يحاول نسبه إلى منظومة العلوم الطبيعية، ناهيكم عن منظومة Science.

وأما عن خصائص العلم الزائف :


1. مخالفة المنهجية العلمية.
2. غياب القابلية للدحض.
3. وجود مطلقية في الادعاء.

فهي تصح إذا ساوينا بين الساينس وبين كافة مناهج المعرفة ذات القيمة، يعني إذا قلت أن الاتجاه التجريبي المادي المُطلق هو وحده الذي يعطي قيمة للمعرفة ويجعلها صادقة وحقيقية (على نحو من الأنحاء) وأن كل معرفة ليست تجريبية ولا مادية، ولا تخضع للسلطات المشرفة على هذه المناهج، هي معرفة زائفة وكاذبة.

ولكن هذا التوجه وهو "شمولية المذهب التجريبي" لا يأتي من منظومة العلوم نفسها ، فالفيزياء لا تخبرك ، أن العالم الفيزيائي هو العالم الوحيد، ولا البيولوجيا تخبرك بغياب وجود الذات والوعي ما وراء المادة، فهذه كلها تكهنات ... كلها قضايا "فلسفية وعقائدية" وهي التي تبني عليها رؤيتك في "المعرفة ككل" والمعرفة هي عمل شمولي وأنطولوجي ، يسبق نوعاً معيناً من أنواع المعرفة، ولذلك فأنت تحتكم في النهاية إلى رأيك الشخصي وفلسفتك الخاصة حين تصنف العلوم على هذا النحو السابق ذكره.

وحين تصنف العلوم على هذا النحو، ثم تمنع "حرية التعبير والرأي" على غيرك، بحجة أن علومه زائفة، لا يجوز نشرها أمام الناس حتى، فأنت تتخذ موقف الوصاية على عقول البشر، عوضاً عن الحجاج البرهاني الرصين ... وعوض الالتزام بالحيادية وأخلاقية الحوار والبحث العلمي الشريف، تقول لا ، أنا أملكها ... أنا أعرف الحقيقة المطلقة وهي أنه "لا وجود لأي مطلق أصلاً" وكل ما يوصف بأنه مطلق هو زائف، لقد تيقنت من أمري، وبالتالي لابد لي في النهاية من فرض رأيي على الآخرين لمصلحتهم الشخصية (أليس كذلك ) ؟!!


سأوضح لك سر أسرار العلم الرسمي ولماذا هو على هذه الحال التي أمامك الآن :

البداية التي يبدأ بها هذا العلم هي "التوجه نحو الآخر الزمني" وإنكار أي معنى لأي حكم ذاتي أو معرفة ذاتية، أي تلك التي لا يمكن إيصال ماهيتها نحو الآخرين إلا بجعلهم يمرون بحالة استبطان عميق كالتي مر بها من كشف عنها لأول مرة، ذلك يعني أن كل شيء لا يمكن وصفه ضمن الرموز اللغوية التي تشير إلى كائنات موضوعية يعرفها الجميع ويتفق عليها الكل، وهي المواد، أو إلى ملحقات هذه الكائنات مثل القضايا الفيزيائية الكبرى وبعض قوانين المنطق التي تفرض نفسها على الوجود المادي، هو شيء لا يمكن وصفه ب"العلم" وليس فقط ب"العلم التجريبي أو الرسمي أو الساينس" وهذا يعني جعل الساينس مذهباً شمولياً للمعرفة وليس متخصصاً في منحى من مناحيها كما أراد له مؤسسوه الأوائل، وتظهر هذه النزعة اليوم في رد كل الذاتيات إلى أنساق لغوية تصف وظيفتها الموضوعية، مثل الجمال، الفن، العقل، الوعي، الروح ... واللاهوت أيضاً صاروا يحاولون وصفه بالرقمي الموضوعي الذي ليس إلا المادة نفسها في أبعادها اللانهائية وتلك القوانين التي تحكمها وتسمى بالماتريكس، ولذلك يقولون لك "ذبذبة الوعي" والوعي ليس ذبذبة ! لأنه ليس حسوباً ولا قيمة رياضية له، فهو يدرك الرياضيات ويدرك اختلافه الجوهري عنها.

وهذا يعني أن حالة اللااتحاد بين الذات والوجود، تجعل ذاتك مجرد متلقي للمعرفة من الوجود الموضوعي، مجرد سلب مُطلق للمعرفة، لا يقوم بأي دور فيها إلا تصنيفها وتنظيمها وتسجيلها، لأن المعرفة منفصلة عن الذات وواجبة عليها رغماً عن إرادتها، ودور الذات يغدو مجرد التلقي، ولأن المعرفة منفصلة، فلن تتحد مع ذاتك، ولذلك تحتاج لإحاطة نفسك بالترميز والتسجيل المستمر لما تعرفه لكي لا يضيع منك في متاهات ذاكرتك ... وبما أن الذات وحدها لا تقوى على ذلك ، تغدو المعرفة بأسرها معرفة تاريخية مُطلقة ... أي لا وجود للمعرفة إلا كتسجيل للتاريخ فقط ، تاريخ الأحداث والوقائع، والنظريات، والتجارب، والملاحظات ... آلاف وملايين المواضيع التي لن يتاح لك اختبارها مباشرة على الإطلاق، هذه هي ، النزعة التراكمية في المعرفة.

ثم يعرج العلم من التوجه نحو الآخر الزمني، إلى منعطف خطير جداً، حيث يسلب الذات ذاتيتها وقدرتها على تحقيق فعل مباشر في الكون أو له قيمة بالنسبة لها، لأن الذات معدومة الوجود، وبالتالي الآخر الزمني المحلي هو كل شيء، هو الفاعل والمنفعل، وهي مجرد عنصر سالب للمعرفة البشرية، وبما أنه لديها رغبات ، فستصبح الذات في صيرورة مستمرة للتكيف مع الواقع على نحو أنه القطب الذكري الموجب والجبري مطلقاً، وهي القطب السالب سلباً مطلقاً، وهنا تلجأ الذات إلى "الوسيلة والأخذ بالأسباب" ومن ذلك مثلاً لا حصراً : رغبتها بالبقاء، ولأنها قد لا ترى وجوداً خارج هذا العالم الرقمي المحدود، ترغب بالبقاء في هذا الزمن وابتلاع أكبر قدر من المنافع والرفاهيات، مما يؤسس إلى "عصر الآلة كقوة مؤثرة على الخارج، و"الدمية" كقوة مؤثرة على الذات وجالبة للمنافع وتحقيق الشهوات".

فينقسم الواقع إلى آلات الحرب، ودمى الجناس ، ويغيب أي معنى للأخلاق، لأن الأخلاق ذاتية المعنى ... وهذا هو ، الوجه المظلم للعلوم الرسمية.

إن هذا العلم، النسبي نسبية مطلقة، الشكوكي والغيابي والموضوعي على نحو مفارق للذات والإدراك، ومحيل إلى سجن النسقيات والأقفاص اللغوية والاعتبارية، والمتسم بالتاريخية والتراكمية والآلية واللاأخلاقية، والذي تدفعه عجلة المنفعة وتحقيق البقاء في الوجود الدنيئ الذي أمامك، هو الذي يعطي بسبب وساوسه المستمرة ، قيمة هائلة لتطور الآلات ، وتحقق تكنولوجيا متقدمة، وسجلات لا نهاية لها من المعارف النسبية والآراء المسجلة عن ملايين القضايا هنا وهناك ... بينما الحقيقة، لا تحتاج أنت كإنسان، والأهم أنت ك"ذات حية" واعية ومدركة لما يحصل أمامها ، إلى تلك الأدوات التي لا تهدف لشيء سوى استنفاذ وعيها وقيمة وجودها وقوتها ...

فعلوم الخيمياء والتنجيم والعلوم الباطنية Occult - Mystic - Witchcraft - Esoteric وفق مناهجها الأصيلة ، التي تذكرها أمهات كتب أوربا في تلك المجالات ، وأمهات كتب الهند في اليوغا والصين في التشي والتاي وبعض قليل من ما ما تبقى من كتب العرب والمسلمين القديمة جداً، هي علوم لا تؤمن بنزعة البحث عن قيمة الحياة ضمن الواقع الموضوعي، ولذلك تتجه نحو الوجود الكلاني شاملاً الذات وما يُعرف ذاتياً ، دون أن تكذب تلك العلوم الرسمية ولكن بأن تضعها في تصنيفها الصحيح ضمن دوائر وهيكل العلوم ... وهذا هو السر في شمولية وإحاطة الكتاب فيها واستبصارهم وقوة عقلهم الجبارة، مقارنة بمهرجي الإلحاد العالميين ونزعة الخطابة الحقودة في كلماتهم ...

إن هذه العلوم تؤمن بنزعة البحث الكلانية، وقيمة الحياة الحقة، وأنها ليست عدمية ،،، ورؤيتها الكونية والمعرفية تقتضي أنه لا يجوز غلق باب البحث قبل التثبت والإحاطة ، وما من شيء يمنع وجود الحقيقة النهائي والوصول للموضوع بواقعته الحقيقية دون وساطة الصور الحسية ومعالجة العقل والدماغ لها.

وأن المعرفة ذاتية بمبدأها وببعض فروعها تصبح موضوعية ، وبالتالي الحكم النهائي على المعارف هو ذاتك نفسها والمنهج المناسب للحكم يكون من قبيل ذاتك وتثبتها لا من قبيل السلطات الخارجية والمعيار الموضوعي النسبي ... فالحقيقة المطلقة يمكن أن تعرف أو تتم ملامستها ، وليست شيئاً مستحيلاً ، وتسجيل المعلومات التراكمي عبر التاريخ ، هو تسجيل للبحوث عن الظاهر الموضوعي للشبح المادي دون معرفة كنهه وحقيقته، وجوهر وجوده وعلة حدوثه، وبالتالي يخدم غايات غير الغايات التي ينشدها علماء الباطن والباحثون عن الحق ... والذين يتبعون منهج البحث السالم من أي افتراضات مسبقة ومحاكمات ومصادرات وسلطتات وتاريخيات ... ويتوجهون نحو الحياة نفسها وبعيداً عن النسق والنموذج السائد، بمنهج يعتمد على المعرفة الذاتية لذات الشيء المُدرَك، وعلى توحيد الوعي كعالِم بالكون كمعلوم، مما يستلزم البدء من آفاق مختلفة من كل النواحي .... فيصبح المرء غير محتاج للآلات أو محتاجاً لها على نحو كيفي وليس كمياً، كما هي آلات الحضارات الكبرى القديمة، تراعي قوانين الكيف والعلل العالية للأفعال ، وليس السبب المادي الظاهر لها وحساب قيمته المادية، ويكون المعلوم حينها حاضراً بذاته أو ثابتاً عن طريق معلوم حاضر آخر، وهذا الحضور هو تجلي الله في المعلوم ، وهذا سر إيمانهم العميق وأرواحيتهم الجمالية والإبداعية العظيمة في كلماتهم ... ومن الحياة والله يعرفون الحقيقة في البحوث ...
 
من الطبيعي أن يكون الScience معرفة ذو طبيعة تشككية في نهاية المطاف، وأن سمته الأساسية هي غياب القدرة على كشف الوقائع الحقيقية، وأي شيء يوصف بالحقيقة المُطلقة لا يعد من ضمن هذه المصفوفة الوضعية، ويكون زائفاً إذا ( تمت نسبته إليها وإلى طرائقها المعرفية ).

ولا أحد من المؤمنين بالمستوى النجمي أو الذاتي أو المُطلق للوجود والعالم، يريد دراسته على نحو تجريبي ، أو بشروط مؤسساتية أكاديمية، أو يحاول نسبه إلى منظومة العلوم الطبيعية، ناهيكم عن منظومة Science.

وأما عن خصائص العلم الزائف :


1. مخالفة المنهجية العلمية.
2. غياب القابلية للدحض.
3. وجود مطلقية في الادعاء.

فهي تصح إذا ساوينا بين الساينس وبين كافة مناهج المعرفة ذات القيمة، يعني إذا قلت أن الاتجاه التجريبي المادي المُطلق هو وحده الذي يعطي قيمة للمعرفة ويجعلها صادقة وحقيقية (على نحو من الأنحاء) وأن كل معرفة ليست تجريبية ولا مادية، ولا تخضع للسلطات المشرفة على هذه المناهج، هي معرفة زائفة وكاذبة.

ولكن هذا التوجه وهو "شمولية المذهب التجريبي" لا يأتي من منظومة العلوم نفسها ، فالفيزياء لا تخبرك ، أن العالم الفيزيائي هو العالم الوحيد، ولا البيولوجيا تخبرك بغياب وجود الذات والوعي ما وراء المادة، فهذه كلها تكهنات ... كلها قضايا "فلسفية وعقائدية" وهي التي تبني عليها رؤيتك في "المعرفة ككل" والمعرفة هي عمل شمولي وأنطولوجي ، يسبق نوعاً معيناً من أنواع المعرفة، ولذلك فأنت تحتكم في النهاية إلى رأيك الشخصي وفلسفتك الخاصة حين تصنف العلوم على هذا النحو السابق ذكره.

وحين تصنف العلوم على هذا النحو، ثم تمنع "حرية التعبير والرأي" على غيرك، بحجة أن علومه زائفة، لا يجوز نشرها أمام الناس حتى، فأنت تتخذ موقف الوصاية على عقول البشر، عوضاً عن الحجاج البرهاني الرصين ... وعوض الالتزام بالحيادية وأخلاقية الحوار والبحث العلمي الشريف، تقول لا ، أنا أملكها ... أنا أعرف الحقيقة المطلقة وهي أنه "لا وجود لأي مطلق أصلاً" وكل ما يوصف بأنه مطلق هو زائف، لقد تيقنت من أمري، وبالتالي لابد لي في النهاية من فرض رأيي على الآخرين لمصلحتهم الشخصية (أليس كذلك ) ؟!!


سأوضح لك سر أسرار العلم الرسمي ولماذا هو على هذه الحال التي أمامك الآن :

البداية التي يبدأ بها هذا العلم هي "التوجه نحو الآخر الزمني" وإنكار أي معنى لأي حكم ذاتي أو معرفة ذاتية، أي تلك التي لا يمكن إيصال ماهيتها نحو الآخرين إلا بجعلهم يمرون بحالة استبطان عميق كالتي مر بها من كشف عنها لأول مرة، ذلك يعني أن كل شيء لا يمكن وصفه ضمن الرموز اللغوية التي تشير إلى كائنات موضوعية يعرفها الجميع ويتفق عليها الكل، وهي المواد، أو إلى ملحقات هذه الكائنات مثل القضايا الفيزيائية الكبرى وبعض قوانين المنطق التي تفرض نفسها على الوجود المادي، هو شيء لا يمكن وصفه ب"العلم" وليس فقط ب"العلم التجريبي أو الرسمي أو الساينس" وهذا يعني جعل الساينس مذهباً شمولياً للمعرفة وليس متخصصاً في منحى من مناحيها كما أراد له مؤسسوه الأوائل، وتظهر هذه النزعة اليوم في رد كل الذاتيات إلى أنساق لغوية تصف وظيفتها الموضوعية، مثل الجمال، الفن، العقل، الوعي، الروح ... واللاهوت أيضاً صاروا يحاولون وصفه بالرقمي الموضوعي الذي ليس إلا المادة نفسها في أبعادها اللانهائية وتلك القوانين التي تحكمها وتسمى بالماتريكس، ولذلك يقولون لك "ذبذبة الوعي" والوعي ليس ذبذبة ! لأنه ليس حسوباً ولا قيمة رياضية له، فهو يدرك الرياضيات ويدرك اختلافه الجوهري عنها.

وهذا يعني أن حالة اللااتحاد بين الذات والوجود، تجعل ذاتك مجرد متلقي للمعرفة من الوجود الموضوعي، مجرد سلب مُطلق للمعرفة، لا يقوم بأي دور فيها إلا تصنيفها وتنظيمها وتسجيلها، لأن المعرفة منفصلة عن الذات وواجبة عليها رغماً عن إرادتها، ودور الذات يغدو مجرد التلقي، ولأن المعرفة منفصلة، فلن تتحد مع ذاتك، ولذلك تحتاج لإحاطة نفسك بالترميز والتسجيل المستمر لما تعرفه لكي لا يضيع منك في متاهات ذاكرتك ... وبما أن الذات وحدها لا تقوى على ذلك ، تغدو المعرفة بأسرها معرفة تاريخية مُطلقة ... أي لا وجود للمعرفة إلا كتسجيل للتاريخ فقط ، تاريخ الأحداث والوقائع، والنظريات، والتجارب، والملاحظات ... آلاف وملايين المواضيع التي لن يتاح لك اختبارها مباشرة على الإطلاق، هذه هي ، النزعة التراكمية في المعرفة.

ثم يعرج العلم من التوجه نحو الآخر الزمني، إلى منعطف خطير جداً، حيث يسلب الذات ذاتيتها وقدرتها على تحقيق فعل مباشر في الكون أو له قيمة بالنسبة لها، لأن الذات معدومة الوجود، وبالتالي الآخر الزمني المحلي هو كل شيء، هو الفاعل والمنفعل، وهي مجرد عنصر سالب للمعرفة البشرية، وبما أنه لديها رغبات ، فستصبح الذات في صيرورة مستمرة للتكيف مع الواقع على نحو أنه القطب الذكري الموجب والجبري مطلقاً، وهي القطب السالب سلباً مطلقاً، وهنا تلجأ الذات إلى "الوسيلة والأخذ بالأسباب" ومن ذلك مثلاً لا حصراً : رغبتها بالبقاء، ولأنها قد لا ترى وجوداً خارج هذا العالم الرقمي المحدود، ترغب بالبقاء في هذا الزمن وابتلاع أكبر قدر من المنافع والرفاهيات، مما يؤسس إلى "عصر الآلة كقوة مؤثرة على الخارج، و"الدمية" كقوة مؤثرة على الذات وجالبة للمنافع وتحقيق الشهوات".

فينقسم الواقع إلى آلات الحرب، ودمى الجناس ، ويغيب أي معنى للأخلاق، لأن الأخلاق ذاتية المعنى ... وهذا هو ، الوجه المظلم للعلوم الرسمية.

إن هذا العلم، النسبي نسبية مطلقة، الشكوكي والغيابي والموضوعي على نحو مفارق للذات والإدراك، ومحيل إلى سجن النسقيات والأقفاص اللغوية والاعتبارية، والمتسم بالتاريخية والتراكمية والآلية واللاأخلاقية، والذي تدفعه عجلة المنفعة وتحقيق البقاء في الوجود الدنيئ الذي أمامك، هو الذي يعطي بسبب وساوسه المستمرة ، قيمة هائلة لتطور الآلات ، وتحقق تكنولوجيا متقدمة، وسجلات لا نهاية لها من المعارف النسبية والآراء المسجلة عن ملايين القضايا هنا وهناك ... بينما الحقيقة، لا تحتاج أنت كإنسان، والأهم أنت ك"ذات حية" واعية ومدركة لما يحصل أمامها ، إلى تلك الأدوات التي لا تهدف لشيء سوى استنفاذ وعيها وقيمة وجودها وقوتها ...

فعلوم الخيمياء والتنجيم والعلوم الباطنية Occult - Mystic - Witchcraft - Esoteric وفق مناهجها الأصيلة ، التي تذكرها أمهات كتب أوربا في تلك المجالات ، وأمهات كتب الهند في اليوغا والصين في التشي والتاي وبعض قليل من ما ما تبقى من كتب العرب والمسلمين القديمة جداً، هي علوم لا تؤمن بنزعة البحث عن قيمة الحياة ضمن الواقع الموضوعي، ولذلك تتجه نحو الوجود الكلاني شاملاً الذات وما يُعرف ذاتياً ، دون أن تكذب تلك العلوم الرسمية ولكن بأن تضعها في تصنيفها الصحيح ضمن دوائر وهيكل العلوم ... وهذا هو السر في شمولية وإحاطة الكتاب فيها واستبصارهم وقوة عقلهم الجبارة، مقارنة بمهرجي الإلحاد العالميين ونزعة الخطابة الحقودة في كلماتهم ...

إن هذه العلوم تؤمن بنزعة البحث الكلانية، وقيمة الحياة الحقة، وأنها ليست عدمية ،،، ورؤيتها الكونية والمعرفية تقتضي أنه لا يجوز غلق باب البحث قبل التثبت والإحاطة ، وما من شيء يمنع وجود الحقيقة النهائي والوصول للموضوع بواقعته الحقيقية دون وساطة الصور الحسية ومعالجة العقل والدماغ لها.

وأن المعرفة ذاتية بمبدأها وببعض فروعها تصبح موضوعية ، وبالتالي الحكم النهائي على المعارف هو ذاتك نفسها والمنهج المناسب للحكم يكون من قبيل ذاتك وتثبتها لا من قبيل السلطات الخارجية والمعيار الموضوعي النسبي ... فالحقيقة المطلقة يمكن أن تعرف أو تتم ملامستها ، وليست شيئاً مستحيلاً ، وتسجيل المعلومات التراكمي عبر التاريخ ، هو تسجيل للبحوث عن الظاهر الموضوعي للشبح المادي دون معرفة كنهه وحقيقته، وجوهر وجوده وعلة حدوثه، وبالتالي يخدم غايات غير الغايات التي ينشدها علماء الباطن والباحثون عن الحق ... والذين يتبعون منهج البحث السالم من أي افتراضات مسبقة ومحاكمات ومصادرات وسلطتات وتاريخيات ... ويتوجهون نحو الحياة نفسها وبعيداً عن النسق والنموذج السائد، بمنهج يعتمد على المعرفة الذاتية لذات الشيء المُدرَك، وعلى توحيد الوعي كعالِم بالكون كمعلوم، مما يستلزم البدء من آفاق مختلفة من كل النواحي .... فيصبح المرء غير محتاج للآلات أو محتاجاً لها على نحو كيفي وليس كمياً، كما هي آلات الحضارات الكبرى القديمة، تراعي قوانين الكيف والعلل العالية للأفعال ، وليس السبب المادي الظاهر لها وحساب قيمته المادية، ويكون المعلوم حينها حاضراً بذاته أو ثابتاً عن طريق معلوم حاضر آخر، وهذا الحضور هو تجلي الله في المعلوم ، وهذا سر إيمانهم العميق وأرواحيتهم الجمالية والإبداعية العظيمة في كلماتهم ... ومن الحياة والله يعرفون الحقيقة في البحوث ...
العلم يدرس تجارب دالاقتراب من الموت ويدرس الوعي.. العلم يدرس ما يقال انه ذكريات حياة سابقة العلم يدرس عقل المتامل العلم يعترف بفوائد التامل و اليوغا لانه هناك تجارب و ادلة هل انت فعلا لا تظن ان هناك حقيقة مطلقة هل دينك ليس حقيقة مطلقة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • لايك
التفاعلات: Ile
الحقيقة المطلقة ضرورة عقلية وعلمية ... وهي مبدأ العلوم كلها والحياة كلها ...
ولكن فرق كبير بين من يدعيها أو يدعي أنها غير موجودة بجهل واستعلاء ... ويفرض رأيه على الآخرين ، وأيضاً يظهرهم على أنهم هم الجهلاء ومن يريدون فرض رأيهم على غيرهم - كما يفعل الساينسيين - وبين من يدعو إلى البحث عن\وتعليم منهج علمي حقيقي ومُطلق، للوصول إلى الحقيقة المُطلقة.
غير نظرية المعرفة يتغير معها كامل نسقك العقائدي ...
الساينس لا يدرس تجارب الاقتراب من الموت ... هذه كذبة يروجونها ويصفق لها الشعب المغيب ... ولا يدرس الساينس العقل ولا التأمل ولا الوعي ولا أي شيء ...
إنه يدرس فقط التفاعلات العصبية المرتبطة بتلك الاشياء، وتجارب الاقتراب من الموت تصنف علماً زائفاً :

محتوى مخفي تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

بالأحرى الساينسيون يدرسونها فقط ليحاولوا تكذيبها ودمجها بالعالم المادي وبتفسيرات مثل الذبذبة ونحوها ... استفيقوا يرحمكم الله ...
 
التعديل الأخير:

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى