هي نوعا ما مستقلة لكنها جزء من الوجود و نظامه لذلك هي جزء من العالم المادي
ومن الذي أخبرك أن الوجود هو العالم المادي فقط ؟ أو أنه لا وجود إلا للمادة أصلاً ما تعريف الوجود وما معنى المادة ؟ يبدو أنك لا تقرأ ما أكتبه بتأمل ... هذا يجعلني أعيد النظر في كتابة الردود.
الإدراك نفسه هو نتيجة تناسق و تفاعل الكتل و الأجسام في العالم المادي لتنتج لنا قوة إدراكية، اي انه لديه جانب مادي ايضا
كيف وصلت لهذه النتيجة القاطعة ؟
هل تدرك الفرق بين الناحية الوظيفية والناحية البنيوية في البحث العلمي ؟
هل سمعت عن الفرق بين مشكلة الوعي الصعبة ومشكلة الوعي الوظيفية ؟
هل وجدت على سبيل المثال طفل او مراهق يعرف طريقة التفكير المنطقي و ادواته ؟ لا
من أخبرك بأني لم أجد ... من أخبرك بأن الطفل لا يملكها ومن أخبرك أن تعلم السحر يحتاج لسنوات .....
ألا تلاحظ أن نبرتك يقينية جداً في عرض معلومات افتراضية ... حسناً أنا على يقين من ما علمني إياه ربي ، ولكني لا أجعل معرفتي برتبة اليقينيات الموضوعية التي يجب على الجميع الاعتراف بثبوتها ، لا أستخدم اللغة التوكيدية، أدعوهم لفهم رؤيتي برؤيتهم الذاتية ، إدراك ما أدركه بوعيهم المنفرد ...
ما أدعو إليه جوهرياً هو ذاتية القرار والإدراك ... وهذا أصبح واضحاً جداً ، لست مهتم بإثبات فرضية ولا أؤمن بالإثبات اصلاً فضلاً عن التوكيد.
ما يهمني إصلاح منهج المعرفة لمن يرجو الحق ويحتاج إلى نصيحة أو منهج ...
ما تقوم به حضرتك بمختلف التشخصات، محاولة إعادة تركيب نظارة سميث مرة أخرى على العيون التي قاربت أن تنزعها ، هذه النظارة لن تقود الروح إلا للعبودية من جديد.
يجب أولاً أن يكون منهجك في الحوار أو في العرض متجرداً من الأحكام المسبقة ( خاصة الواقعية والتي تنبعث من مجرد رغبة مسايرة الواقع ) ويكون منهجاً مبنياً على منطلقات ذاتية ، لأن الذاتية سبيل الحقيقة الوحيد ، لأن الموضوعية هي السبب في غياب الحقيقة ..
وأرجو أن تتواضع قليلاً ، نحن نعلم محتوى محضارات ريتشارد دوكنز وتلاميذه ، لا يوجد ثقافة أو تميز في عرضها ، على الاقل ليس في موقع على قدر من الوعي كموقع سايكوجين ..
جميع استدلالات المادية التي تعرضها بكل فخر ، تبدو سخيفة لمن تعلم الفلسفة وتبحر بها ، ومنذ مئات السنين تم عرض نفس ما تتحدث عنه بطرق أخرى ولطالما كان نعت المادية بأنه (سذاجة) هل تعلم لماذا ؟ لأن دليل المادية الوحيد هو أنها سبيل المنفعة ، إنه الإيحاء بضرورتها .. عامل نفسي وليس برهاناً ، تقول المادية أنك ستخسر الواقع إن لم تكن مادياً ، وتتخلى عن أي دراك غير مقيد بالمادية ، بما فيه البحث عن الحقيقة أو السعي نحو المعنى.
الأدلة البرهانية غير موجودة في المذهب المادي... هنا نسأل الأسئلة الكبرى ، يجب أن نخرج من مجال العلوم التجريبية التي تعنى بالإنجاز الموضوعي ، وندخل مجال الأنطولوجا والإبستمولوجيا ( علم الوجود وعلم المعرفة ) وهي علوم فلسفية ( لا تعتمد على البحث المادي ) لأن الاستقراء المبني على تجارب ضمن بيئة مادية ، ليس دليلاً على "الحقيقة" بل على الإجراء المناسب ضمن البيئة الظاهر حسب الرصد ...
هذا الموضوع أصبح من موضوعات محو أمية العلوم الفلسفية يا صديقي ...
المذهب المادي ليس مذهباً معرفياً ... ولكنه مذهب يقوض المعرفة بنجاح ...
لا يبحث بالاسئلة الكبرى بل يلغيها مباشرة بلهجة توكيدية كما تفعل حضرتك ، ومن يبقل بذلك هو الذي لا يتسائل ولا يسعى للحقيقة ...