فعلا هذه الارض فيها الجنة(اقصد بالكلمة هنا نعيم الارض الاخضر) كما فيها الجحيم والبؤس وطبعا الا ماكسبت يد الانسان الاشياء والظواهر هي واقعة واقعة سائرة في قوانينها خارج وعي الانسان..
وللانسان الارادة والقرار والتدخل ان يحيا نعيما ومنعما او ان يعيش في الجحيم ..الكوكب هو نفسه به اماكن فيها اعتدال واستقرار الى حد ما وماء وغذاء ونبات ونعيم ونشاط وتنوع هي جنة الكوكب وبه اماكن في نفس الوقت لا تحتمل ولا تطاق ابدا هي جحيم الكوكب ايضا...
ايضا صلاح الانسان او فساده له علاقة وطيدة جدا بقيام الجنة خلقها او انشاءها او الحفاظ عليها وازدهارها او العكس ان يخلق بيئة جحيمية وحياة سافلة وعيش بائس(هذه جنة ونار الانسان له يد في خلقها).. لذلك لاخلاق الانسان ونفسيته وطبائعه ووعيه علاقة بان يعيش منعما في جنة او بائسا في الجحيم ..
لكن بعيدا عن ذلك وبخصوص فكرة الجنة كما في اذهان الناس فقد اختلف معك في ماذكرته في بداية كلامك ان الانسان اتى من عالم اسمى (اذا كنت تقصد بالجنة مكان اخر غير هذا الكوكب)..
نعم تحتوي نفس الانسان على السمو والرقي لانه قادر على الوعى وادراك الجمال والسمو والخير والمحبة لكن كيف اتى من جنة اخرى ليست على هذا الكوكب؟
ولما لا يتبادر في اذهاننا ان هذه الجنة التي عاش فيها اوائل الانسان هي موجودة هنا وهي نفسها مانراه اليوم (اقصد بقاياها من ما استطاع الصمود والبقاء والتاقلم من انواع النبات والاشجار) ..
ادري ان تضاريس الكوكب تتغير ويحدث التبدل والتفاعل بمرور الزمن بسبب حركية ونشاط وزخم الكوكب برا وجوا وبحرا ...لكن اليست الجنة تلك التي تقول انت انها اتى منها الانسان هي نفسها هذه الموجودة الان؟ ولما لا؟
قلت لي لها مسميات مختلفة لدى الشعوب والحكماء والرسالات السماوية ..بالفعل في ذاكرة البشر معلومات وشذرات معرفية عن تواجد الانسان ضمن بيئة مختلفة جدا عما هو الان ..في اعتقادي هو نفس الكوكب قد احتضن في السابق عالما مسالما مخضرا منعما وزاخرا به وفرة من الماء والغذاء (نعم يوجد على هذا الكوكب كائنات عدائية وخطرة) لكن بعيدا الان عن فكرة وجود كائنات تنطوي مسالكها وادواتها وطريقة عيشها واساليب حياتها وصمودها على شرور لو تحيق بالانسان فلا قبل له بها...هذه الكائنات من نبات وحيوان وغيرهما ليست شريرة وراغبة في الافساد وانما تنطوي على شرور(قل اعوذ برب الفلق..من شر ماخلق!) التعوذ ليس من الكائن(المخلوق) بل من الشرور التي ينطوي عليها مثل التحرز من اخطار الكهرباء والنار فهما ليستا شرا بذاتهما بل بما قد يصدر عنهما بشكل ما...اقول بعيدا الان عن هذه المعطيات التي تؤرق صفو الجنة..
اعيد سؤالي اليست الجنة هذه التي اتى منها ادم هي نفسها الموجود الان (مايسمى الطبيعة؟)..ماذكر بالفيديو؟ وضرورة العودة الى احضان الجنة ليس فقط الطبيعة!!(بمعناها البسيط)
(
(
)
)
لاحظ كلمة جنتين ثم اتت اعناب ونخل وزرع ومن ثم اتت اكلها ولاحظ ترافق كلمة نهر مع كل هذا الذي هو الماء كل هذا يالوست لا يقام من فراغ ولا بشيء ولا عنصر واحد بل يجب تكافل وانسجام العديد من الانظمة والمعطيات لخلق جنة ما (لنفرض اعمار كوكب قاحل ودفعه لانشاء طبيعته المناسبة)...
بالتالي هل الانسان متجه للقضاء تماما على ماتبقى من الجنة ؟(تلك التي اتى منها) وكما في الفيديو يشار لها بالطبيعة؟؟
والا ماهو الجحيم؟ هو تماما المعاكس لكل مايمثل الجنة!!!
العودة الى الطبيعة يقتضى فهم هذه الطبيعة وكيف انشئت او كيف نشأت اساسا اول مرة وفهم الغازها واسرارها لصونها والحفاظ على ازدهارها..
ايضا (الجنة) او ما يعرف بال(الجنة)
ليست فقط اشجار ونبات واخضرار ((بحت)) بل هي نظام قائم كامل متكامل متوزان اذا فيها كائنات عاقلة يجب على هذه الكائنات الامتثال والالتزام بصدق وحب وعدم الافساد والاهدار لهذه الجنة (الاخيار فقط هم الذين يحفظون الجنة)
لذلك نقطة هنا اريد بشدة ان انبه عليها وهي ان الدعوات الى ضرورة العودة الى الطبيعة والى احضان الطبيعة سيجعل المنحطين والسافلين من بني البشر يدخلون عالم الطبيعة العذراء مع الوافدين اليها و بتصرفاتهم الحقيرة والانانية والمفسدة يعملون على القضاء عليها وانقراضها او خلخلتها
وماشابه ذلك(انظر ماحدث ومايحدث على مر السنين للطبيعة من حولنا بسبب افعال الناس وشرورهم!)
بل انظر عندما تسمح بدخول السفلة الغير المتخلقين من الناس الى حديقة ما وانظر بنفسك بعدها ماذا يحدث!!!
على الناس الاخيار ان يستعيدوا حياتهم في الجنة او الطبيعة التي عاشوا بها وان يمنعوا عنها كل مفسد ومنحط وسافل فاول العمل على ازدهارها هو منع دخول الاشرار اليها!
اما هذا والا ترك مابقي في الارض يتجه للضمور والاضمحلال فيومها سترى ام الجحيم التي ستعم كل الكوكب وليس مكانا واحدا به
قمت فقط بتلخيص بعض ماجاء في بالي على عجالة لان موضوع الطبيعة فعلا يستحق وحتى موضوع الجنة باعتبار انها منطلق الانسان السامي (بالاخص اذا فهمنا انها نفسها الطبيعة)
تحياتي لك