هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

أهم أسرار الحياة

DARNELL

مريد جديد
المشاركات
63
مستوى التفاعل
156
إستودع الرب العظيم سبحانه أهم أسرار الحياة داخلنا وجعلنا غير قادرين على معرفة السر أو كشفه أو فهم حقيقته الكاملة ؟ فليس لهذا السر , شكل , ولا رائحة , ولا حيز , ولا نستطيع لمسه , أو رؤيته , ولا حتى التنبؤ بكهنة ,,, ومع كل هذا فنحن نؤمن بوجوده ولا ننكره مطلقاً ؟؟؟ وقد حاول الكثير من المفكرين والعلماء من جميع البشر , ومنذ قديم الأزال , فك طلاسم هذا السر الأعظم , لكنهم عجزوا جمعياً عن معرفة حقيقته الخالصة , وباتت الآمال قائمة مع أن محاولاتهم ودراساتهم تنتهي بالفشل الذريع حتى اليوم !!!

وفي زمن الرسول صلوات ربي عليه وسلامه حاول اليهود استشراف الحقيقة , مستغلين وجود الرسول الكريم بينهم , فسألوه عن هذا السر العظيم فكان جوابه وحياً من الله حين قال ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) نعم إنها الروح ( أعظم أسرار الوجود على الإطلاق ).

حيث ما زال هذا السر دفيناً حتى عصرنا هذا الذي تتسارع فيه وتيرة التطور والنمو المعرفي ,,, وليس كما في الماضي البعيد سنوات بعد سنوات أو شهوراً بعد شهور بل عالمنا اليوم أصبح يتطور لحظة بلحظة ومع هذا كله مازلنا كبشر رغم حجم هذه التقدم العلمي العظيم والتطوير الهائل عاجزين عن معرفة حقيقة ما يسكن أجسدنا الحياة وهي ( الروح ).

الكثير حتى من المسلمين يظنون جهلاً أن الروح تموت وهذا الأمر شائع ولا صحة له مطلقاً !!! فالروح تأتي من الحياة الأبدية وتغادر أجسادنا كذلك إلى الحياة الأبدية ,,, لكنها تسكن الجسد في حياتنا الدنيا وتكون حبيسة هذا الجسد قال تعالى ( نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ) فهي مأسورة محتجزه لا تخرج من الجسد إلا بإذن الله ولا تعود إليه إلا بأذن سبحانه ,,, وسوف نشرح هذا إن شاء الله فالروح تخرج وتعود للجسد مراراً لا حصل لها ,,, ولكن لها خروج واحد فقط لا عودة بعده وهذا يحدث عند الموتة الكبرى.

لكن دعوني أوضح قبل هذا كيف أن الروح لا تموت ؟؟؟ والسؤال إذاً من الذي يموت !!! لو قرأت القرآن الكريم ليلا ونهارا وسراً وجهارا لن تجد آية تقول أن الروح تموت أو تذوق الموت ؟؟؟ ولكن ستجد الكثير حول النفس وان الله يتوفى الأنفس وأن النفس لا تموت إلا بإذن الله وفي أجل محدد أو التأكيد بأن كل نفس ذائقة الموت أو التحذير من قتل النفس ظلماً بين الناس أو عن جهل النفس بموعد موتها وأن النفس لا تدري بأي ارض تموت والكثير من الآيات الدالة على موت ( النفس وليس الروح ).

هنا بدأنا نعرف بعض من حقيقة الروح والتي تنفخ في أجسادنا في الشهر الرابع فتدب فيها الحياة ,,, وكل أنثى حملت سابقاً تعلم ذلك جيداً وأن الطفل لا يتحرك إلا في الشهر الرابع حين دخول الروح العظيمة إلى جسد ذلك الجنين في أحشائها , مع ذلك الدخول أصبح لجنينها قيمة تذكر ولو لم تدخل الروح لجسده يسقط جثه هامدة ويسارع الأبوين في دفنه لانه أصبح بلا أي قيمة !!!

إن الروح هي طاقة الحياة فانظر إلى نفسك في المرآة وانظر جيداً إلى بياضك أو سمارك وطولك أو قصرك وإلى نحافتك أو سمنتك كل هذا لا يهم ولولا وجود هذه الروح في جسدك لما كان لكل ما تراه أهيمه ؟؟؟ والدليل أن أقرب الناس إليك بعد خروج هذه الروح من جسدك أنت يسارعون في دفنك قبل أن يتحول كل ما تراها من جمال أو زينة إلى ( جيفة نتنة الرائحة لا يطيقها من بقي خلفك من الأحياء ؟؟؟ ) ويستثنى من ذلك أجساد الأنبياء والرسل والشهداء..

وأعود إلى نقطة ذكرتها في المقدمة وهي أن الروح تخرج وتعود للجسد مراراً عديدة في حياتنا وهذا أمر أثبته القران بكل وضوح قال تعالى ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) والنوم يسمى عند الكثير من العلماء ألموتة الصغرى وخروج الروح وعودتها يتم في سرعة تفوق سرعة الضوء بآلاف المرات فأنت حين تكون نائم بجسد لا روح فيه ما أن تتحرك على جنبك الآخر وتتنبه حتى تكون الروح قد عادت في جسمك بسرعة لا يعرف مقدارها بشر ؟ وتخرج بنفس السرعة الهائلة في حال النوم مرة أخرى ؟ ولهذا لا يوجد إنسان بالعالم قديماً وحديث وان زعم أحدهم ذلك أنه يستطيع اصطياد لحظة دخولنا لنوم لأن في تلك اللحظة تنزع الروح ويدخل الجسد في حالة اللاوعي ليكون أشبه بحالة الميت تماماً فلا يدرك اقرب ما يحدث حوله ولا يعلم به !!!

وفي خروج الروح ليس للموت وإنما لنوم تتغير هناك كل القوانين البشرية التي تعلمتها فالقياسات والسرعات والأحجام تتغير تماماً فترى نفسك بحجم جبل ضخم وربما ترى نفسك بحجم نملة أو نرى هناك في عالم الأرواح بلا أجساد جميع الأموات من أهلنا واقر بأئنا ونضحك ونجلس ونتحدث معهم أو غيرهم من البشر أو حتى الرسول..

كل هذا يحاكي الموت الحقيقي مع كل حالة نوم ((( فكأن النوم موت وكأن اليقظة هي حياة الآخرة ))) لأنك بعد لحظة الموت سترى الحقيقة بكل وضوح وتعلم مدى الخسارة التي كنت عليها في الدنيا ؟؟؟ فكأنك أفقت من النوم إلى عالم الوعي والإدراك الحقيقي وليست دنيانا دنيا الغرور التي نعيشها الآن وللأسف يتكرر ذلك في حياتنا كثيراً ولكن دون أن نفكر أو نأخذ من ذلك العبرة !!!

وهنا نقطة مهمة أهملها العلمانيين والماديين الغربيين حين كان جل وأعظم اهتمامهم بالجسد ونسوا حق الروح فالإسلام أمر بالعناية بالاثنين معاً ( لان الجسد هو الغلاف لروح أو السكن ) ففيه تبقى موجودة إلا إذا حدث هتك للجسد كالقتل الذي يسبب الموت أو المرض الذي يسبب الوفاة ولا أود أن أطيل عليكم فالموت يختلف كذلك عن الوفاة ولهذا قال الله ( يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ ) ولم يقل ( يميت الأنفس ) لأننا نستطع كبشر أن نقتل غيرنا ولكن لا نستطيع أن نتوفاهم وكـقول الله لعيسى ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فلا يتدخل الإنسان بأمر الوفاة وإنما في الموت فقط ,,, وعيسى عليه السلام لم يمت وانما توفاه الله كما يحدث لنا حالة النوم ( الموتة الصغرى ) ولن يذيق الله بعدله وحكمته الموت مرتين لعيسى عليه السلام وسوف يموت عيسى بعد نزوله إلى الدنيا وبعد الخلاص من الدجال.

ولو تخيلنا أن أحداً استطاع معرفة حقيقة الروح فسوف يملك أعظم مفاتيح الكون فباستطاعته أن يحي كل شي حتى ((( الجمادات ))) ، وهنا لمحة سريعة سوف أذكرها هو ذلك العجل الذي صنعه السامري من الذهب ثم عبده بني إسرائيل حين سافر موسى عليه السلام للقاء ربه قال تعالى على لسان السامري ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) والقبضة هي من أثر حافر حصان جبريل عليه السلام عند أغلب المفسرين وجبريل نفسه يسمى روح القدس فقد ذكرت الروح في القران على ثلاثة أقسام الروح التي في أجسادنا ومرة بمعنى روح القدس والذي قال أغلب المفسرين انه جبريل ومرة يأتي معنى الروح انه القران نفسه ,,, المهم هنا تأكيد السامري أنه ( قبض قبضة ثم نبذها ) والقبضة كانت من الأثر والنبذ كان على العجل المصنوع من الذهب فأصبح العجل بعد ذلك له خوار وهو الصوت الذي يصدره العجل مع أن المفسرين قالوا أن الخوار كان بسبب فتحتين في مؤخرة وفم العجل إذا دخل الهواء وخرج يحدث ذلك الصوت ولكن الحقيقة أن الروح دبت بالعجل فعلاً بعد مزج أثر الروح مع الذهب ,,, ومن الأرجح أن الدجال مازال يحتفظ بباقي تلك القبضة لكي ينبذها مرة أخرى على الرجل الذي سيقسمه نصفين في آخر الزمان ثم يقول للناس سوف أحييه ويقول أن له رب غيري والله واعلم ,,, كما أن السامري قام بمحاكاة لخلق آدم ؟؟؟ فآدم كان في أول الخلق جسد من صلصال أصله طين من تراب وكان أجوف لا أحشاء فيه وجلس هكذا في ملكوت الله وقت طويلاً حتى نفخ الله فيه من روحه فكان ماكان من القصة ,,, والسامري فعل نفس الفعل بتكوين جسد من ذهب على شكل عجل ( فخلط أو نبذ مكونات القبضة معه) فأصبح بقدرة الله سبحانه ( عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ) وقيل أنه كان يمشي أيضاً كما روي ,,, ولهذا كان معرفة سر الروح أمر عظيم جداً سيغير وجه الأرض ؟؟؟ فقد حدث ذلك مع العجل بسبب قبضة من أثر حافر فرس جبريل فكيف لو علم أو استطاع البشر معرفة حقيقة الروح ماذا سيحدث للعالم ( أترك لكم تخيل ذلك !!! ).

الحديث عن الروح طويلاً جداً لا ينتهي ولكني حاولت جهدي لاختصار الموضوع لكن لم أجد بداً من الإسترسال بعض الشيء لتتم الفائدة فالروح هي منه وهبه الله للإنسان وقد نسبها الله إليه وجاء لفظ ( روحي ) مرتين في القران بنفس الجملة وحتى بنفس التشكيل في كل من ( 29 الحجرات و 72 ص ) قال تعالى ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) فالروح أسمى ما في الوجود على الإطلاق ولا تجد في القران ما يحقر الروح أو يقلل من شأنها ولكن تجد الحديث دوماً عن النفس وما يعتريها من ظلم وبغي وإتباع للهوى وغير ذلك ,,, الروح هي طاقة الحياة وهي القيمة الحقيقية لنا فبلا روح لا قيمة لنا مطلقاً وهي طاقة مأسورة محبوسة في أجسادنا لا تخرج منه إلا لنوم أو الموت لأن الروح لا تموت ولا تنام..

نعم للروح البشرية أسرار كتلاقي الأرواح أو كما وصفها الرسول بالجنود المجندة أو معرفة الأم بوقوع حادث مروع على أحد أبنائها أو معرفتك بزيارة أحدهم إليك أو غير ذلك مما يدخل في عالم الحساسة السادسة كما يسميها بعض العلماء ولكن الحذر من الأفكار التي تؤكد بأنه يمكن السيطرة على الروح لأجل مزيداً من الإبداع أو إيجاد قوة خارقة بين البشر أو ما شابه ذلك من الأفكار التي جلبت لنا من الوثنيات القديمة لبعض الديانات الخرافية بل وحتى من معتقدات بعض أهل الكتاب كما يسمى بعلم اللاهوتية أو بعض الفلسفيات ...


وتبقى الحقيقة الراسخة أن الروح سراً لا يمكن كشفه وذلك لأن الله أمر نبيه بأن يقول للناس بكل وضوح وبكل أنواع الجلاء ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) فأمرها بيد خالقها الأعظم ,,, هي الآن في أجسادكم أمانة عندكم إلى حين من الدهر معلوم عند الخالق فقط ثم ستغادره.
 
  • لايك
التفاعلات: Adam
الروح القدس ليس جبريل ...جبريل من الملائكة....سورة القدر...تتنزل الروح و الملائكة....هذا ينفي تماما ان الروح ملائكة....فقط هم من نفس المصدر النور.....
 
لماذا الاله لا يخبر الناس ما هي الروح و ننهي الأمر؟

تبقى الاجوبة فلسفية... من نسج الخيال
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى