ع
عضو سابق - 759
زائر - عضو سابق
لقد قام أينشتاين بانتحال أعمال عدة علماء مرموقين من خلال أوراقه العلمية المقدمة عام ١٩٠٥ والمتناولة للنسبية الخاصة و المعادلة المشهورة
E = mc^2
جميعنا نعلم عن ميول أينشتاين الروحانية (هكذا ييدو على الأقل، بالإضافة إلى الكثير من المواقف والسلوكيات التي اتخذها في حياته أظهرت أبعاد كثيرة من جانبه الإنساني النبيل. لكن تعلمنا من خلال هذا التاريخ الإنساني الطويل، والذي لم يكن فاضلا كما ترويه لنا حكايا الكتب التاريخية الرسمية، بأن ندقق في الأمور ونحلل الأشياء منطقيا وليس بطريقة عاطفية، ونسأل السؤال الذي من المفروض على كل عاقل طرحه منذ البداية:
ما هي التنازلات التي قدمها أينشتاين مقابل رفعه إلى هذا المستوى الإلهي الذي لم يحضا به أي عالم من قبل؟ وما هي مصلحة القائمين طى المؤسسات الإعلامية والعلمية أيضا في صنع نبي جديد ودين جديد يسيطر على عقول النخب العلمية؟
إن ما ستتعرفون عليه هنا قد يزعج البعض، والذين يبدو واضحا بأنهم متأثرون بسحر هذا الرمز العلمى المقدس. إن هذا التبجيل ليس منطقيا أكثر منه عاطفيا.. وكيف يمكن للعاطفة أن تلعب دورا هاما وجوهريا في مجال العلم والأكاديميا؟ إن كل من يبجل أينشتاين هو في الحقيقة يبجل الشخصية التي تم تسويقها في وسائل الإعلام العالمية وليس أينشتاين ذاته. إنه يقتس الصورة الروحانية التي حرصت وسائل الإعلام ودور النشر العالمية المحترمة الناشرة لآلاف الكتب على إظهارها.
إذا، فإذا كنت متعصبا لأينشتاين ومدرسته المقدسة، السبب يا سيدي هو لأنك ضحية حملة تسويقية واسعة النطاق، مؤثرة جدا، ساحرة جدا، مظللة جدا، قامت في بدايات القرن العشرين ولم تنتهي حتى الآن. وإذا كنت تشك بأن المتآمرون العالميون يعجزون عن التأثير على طريقة تفكيرك وجعلك تحب كل من يرغبونه، وتعشق كل من يرغبونه، وتبجل كل من يرغبونه، وتكره كل من يرغبونه، وتحقد على كل من يرغبونه، فاقرأ إذا كتاب "بروبوغاند" لادوارد لبارنيز أو أي كتاب آخر يتحدث عن هذا الموضوع وسوف تدرك ما أقصده،
إن جميع الشخصيات التاريخية التي نعرفها، قد لا تكون المعلومات التي بحوزتتا عنها هي حقيقية. فنحن نقيمهم حسب المعلومات التي تتاولناها عنهم، وقد لا تكون هذه المعلومات صحيحة. إذا، فأنت متأثرا بالرمز الذي جسدته هذه المعلومات في وجدانك وليس الشخصية الحقيقية. تذكر بأن "تيمورلانك" يعتبر في أوزبكستان بطلا تاريخيا فذا! ومن لا يعرف تيمورلانك؟ هل تظن بأن المعلومات التي ينشروها بخصوص هذا الرجل هي ذاتها التي ينشروها لنا؟ لا اعتقد ذلك، لأن المعلومات التي لدينا لا تصنع منه بطلا مجيدا بل مجرما وسفاحا.،
لكي تتعمق أكثر في تفاصيل هذا الموضوح، اقرأ كتاب "الكهنة الجدد" و على من يصيغ ويهندس الحكمة المعرفية عند الشعوب. وكيف يصبح أنشتاين، وداروين داروين، وفرويد فرويد، وغيرهم من أن أولياء الدين العلماني الجديد الذي يحكم عقول ألمع مثقفي العصر الحديث.. نخبة المجتمعات.
إن ذاكرة الشعوب هي ضعيفة جداأ. لقد سادت في بدايات القرن العشرين نظريات تورية بالفعل وكادت تحدث انقلابا جذريا في العالم، ليس في الفيزياء فقط، بل من ناحية الطاقة والاقتصاد وطريقة حياة البشرية بشكل عام قبل ظهور أينشتاين ونظرياته النسبية ليقضي على هذا الأمل الذي بدا قريبا جدا في تلك الفقرة. هل ذكر أحد المؤرخين الرسميين هذه الفترة بوقائعها وظروفها وأحداثها؟
#من كتاب_طاقة_الأرغون
علاء حلبي
التعديل الأخير بواسطة المشرف: